"http://al3aby4yy.com/" لم يكن بيتر جاسيك ،عامل الاغاثة والصحفي وصانع الافلام يدري ان حظه العاثر سيجعله يعود مكبلا بالاصفاد من مطار الخرطوم وهو الذي كان على بعد 100 متر من الطائرة المتجهه الى بلاده. أحاط رجال الامن بالرجل الاربعييني واخبروه بانجليزية مكسرة انهم جهاز الامن والمخابرات السوداني ،ولم يجد جاسيك اي اجابه منهم رغم سؤاله عن سبب القبض عليه وعن المشكلة.
وكان ربما يمكن لجاسيك ان يسافر الى بلاده بسلام وينجو من الحكم المؤبد الذي صدر بحقه الاثنين الماضي بتهم التجسس ودخول البلاد بصورة غير مشروعة وكل التهم التي وجهت له، لان رجال الامن الذين كانوا يتابعونه حاولوا ان يعقدوا معه صفقه بالمطار ،حيث طلبوا منه ترك كاميرا ثمينه وموبايل ايباد(6) وموبايل آخر وكمبيوتر لوحي تصل قيمتها الى ( 6 ) الف دولار تقريبا نحو (50 الف سوداني ) كان يحملها مقابل السماح له بالمغادرة وذلك بحسب ماقاله في المحكمة التي رأت انه مذنب في القضية التي تضم قسيسا وناشطا حكم عليهما بالسجن لاثني عشر عاما.
“التغيير الاكترونية” تابعت بعض التفاصيل المهمة في القضية التي وجدت اهتماما عالميا ومحليا كبيرا.
من هو جاسيك ولماذا حضر الى السودان؟
قال جاسيك والذي عمل في نيجيريا وبعض الدول الافريقية في مجال العون الانساني انه حضر الى السودان لمساعدة شاب من اقليم دارفور تعرض للحريق في احتجاجات سبتمبر 2013 وذلك بعد ان ارسل له المتهم الثاني القس عبدالرحيم حسن صور الشاب وعليه اثار الحريق عندما التقيا في مؤتمر بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا في اكتوبر 2015 . جاء جاسيك الى الخرطوم والتقى بالشاب الذي تعرض للحريق في منزله بمنطقة الحاج يوسف في اكتوبر من نفس العام وقدم له مبلغ 5 الف دولار مساهمة منه في علاجه وذلك بحضور المتهم الثاني والثالث .
كما اكد جاسيك انه زار معسكر ايدا للاجئين في الحدود مع جنوب السودان والتي تضم نحو 60 الفا من اللاجئين الفارين من الحرب في جبال النوبة وقابل العديد من اللاجئين المسيحيين هناك لمعرفة احوالهم ولكنه بحسب قوله لم يذهب ابدا الى جنوب كردفان او النيل الازرق كما ادعت السلطات السودانية والتي اتهمته بنقل تقارير كاذبة عن اضطهاد المسيحين والتخابر لصالح الحركة الشعبية والعمل على الاساءة للرئيس البشير ،وهي الاتهامات التي نفاها المدان تكرارا قائلا انه لم يلتقى بقادة الحركة الشعبية او المتمردين ابدا ولم يتحدث عن الرئيس السوداني عمر البشير لانه لا يعرفه اصلا.
اضهاد المسيحيين ودموع جاسيك بعد الحكم
استندت هيئه الاتهام التي مثلتها نيابة أمن الدولة في دعواها خلال جلسات المحاكمات والتي استمرت لاكثر من خمسة شهور على مجموعة من الوقائع منها :ان جاسيك يعمل لمنظمتي (بي بي اف) و(بي او ام) وهي منظمات طوعية مسجله بالخارج و تتقصى حول الانتهاكات الموجهة للمسيحين في النيل الازرق وجنوب كردفان ولها قنوات على يوتيوب تبث فيديهات تبين اضطهاد المسيحيين في جبال النوبة واسلمة اجبارية على يد الجيش السوداني بالاضافة الى بث صور عن حرق قرى في تلك المناطق بواسطة الطائرات الحكومية .وان ذلك ادى الى ضرر كبير بالسودان وخاصة في المحافل الدولية.
وبعد مداولات استمرت لشهور تأجلت عدة مرات والاستماع للمتحري والشهادات واستجواب الشهود ،وجهت محكمة جنايات الخرطوم في جلسة عقدت الاسبوع الماضي تهمة التجسس والاشتراك الجنائي وإثارة الكراهية بين الطوائف الدينية في مواجهة الصحفي التشيكي بيتر جاسيك والقس عبدالرحيم حسن والناشط عبدالمنعم عبدالمولى واصدرت حكما بالسجن المؤبد بحق التشيكي والحكم بالسجن 12 عاما للقس عبدالرحيم حسن والناشط عبد المولى .
ولم يستطيع بيتر جاسيك تمالك اعصابه عندما نطق قاضي محكمة جنايات الخرطوم اسامة احمد عبد الله الحكم في الجلسة النهائية والتي حضرها عدد كبير من الدبلوماسين من السفارات الاوربية ،واجهش بالبكاء الحار قبل أن تقتاده شرطة المحاكم وبرفقته القس والناشط الى سجن الهدى في اطراف امدرمان. الجدير بالذكر ان جاسيك كان يشكو من رداءة الترجمة بالمحكمة والنيابة خلال الجلسات.
الخارجية التشكية :”الاتهامات لجاسيك لا اساس لها من الصحة“.
أعلنت الخارجية التشكية انها “ستبذل كل ما في قوتها لاطلاق سراح مواطنها الذي يواجه اتهامات لا اساس لها من الصحة” بحسب تعبير وزير الخارجية التشكيي في بيان له عقب جلسة النطق بالحكم الاثنين الماضي، وكشف ان نائبه سيحضر الى السودان خلال الايام القادمة لمعرفة ملابسات القضية والعمل على اطلاق سراح جاسيك. وابدى وزير الخارجية لامبور زوريق استعداده للقدوم بنفسه الى الخرطوم اذا لزم الأمر. . كما تبذل منظمات حقوقية جهودا لدفع بابا الفاتيكان فرانسيس للتدخل للافراج عن القساوسة والتشيكي والذين واجهوا “احكاما قاسية” .
ويأمل بعض المسيحيين في السودان ان تكون جهود الفاتيكان في قضية القساوسة مثل الجهود التي بذلتها وادت لاطلاق سراح مريم التي ادانتها محكمة بالخرطوم قبل اكثر من سنتين بالردة وحكم عليه بالاعدام قبل ان يتم اطلاق سراحها بعد ان وجدت القضية اهتماما كبيرا من المجتمع الدولى وتصدرت عناوين الصحف العالمية.
العنوان
الكاتب
Date
رفض صفقة رجال الأمن…قصة الصحفي التشيكي الذي يقضي المؤبد في السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست