|
|
 Re: الشاعر النوبي جلال عمر(دمنقي وليسي) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
حبيبنا مهند .. كتبت هذه المقالة بعد محاضرة في اربعائية دنقلا عن الحردلو وجلال عمر
من وحي اربعائية الدناقلة
جمال الرمز مابين الحردلو وجلال مراوارتي
في اربعائية خاصة بالشاعر والاديب سيداحمد الحردلو .. حاولت استحضار مصطلح كان الاديب سيف الدين عيسى مختار قد اطلقه في اربعائية جمعية بنا وأذكر ان تلك الليلة كانت للكاتب النوبي الرائع ادريس علي صاحب كتاب ( دنقلا ) وسلسلة كتب اخرى ذات قيمة ادبية وثقافية عن النوبة وحياتهم .. وفي معرض حديثه عن الكاتب ذكر الاستاذ سيف الدين عيسى مصطلح ( الادب النوبي ) وفي تلك اللحظة كان الحل الحقيقي لمشكلة نشر الادب النوبي .. فقد كان السؤال الكبير هل ننتظر كتابة اللغة النوبية لنشر ادبنا ؟ أو تتم صياغة الادب النوبي باللغة العربية ويكون الزمان والمكان نوبياً كما نقرأ للتراجم الانجليزية والاسبانية والفرنسية بالعربية ولكن الصورة الذهنية والمكانية والشخوص تكون مأصلة لمنبع الرواية . وكل ما نرمي اليه في آخر هذا المشوار هو الادب النوبي وللاربعائيين عظيم الشريف في ايجاد هذا المنفذ للترويج للواقع النوبي .. ونهاية التاريخ لهذه النظرية أن يعرف كل من يقرأ عمل أدبي او رواية يشعر أن مسرح احداثها هي حاضنة نوبية مكاناً وشخوصاً وهكذا سوف تكون مشاركتنا مع باقي مكونات الوطن في ارضية فكرية وتأصيلية واحدة بعيداً عن النظريات السياسية التي يمكن ان تتغير بين الفينة والاخرى ولكن وحدة الاصل الفكري والمعينات التي تستخدم في تأصيل الفكر والاثبات للاخر أننا شركاء في هذه الارضية ولكل منا ادواته المؤثرة على الاخر سوف نصل بها الى قناعة الوطن الواحد والارضية المشتركة .. ومن هذا المنطلق كانت النظرة تجاه هذا الشاعر الجميل ( سيد احمد الحردلو ) واحسب ان وردي عندما غنى له ( بلدي يا حبوب ) كان يشعر انه يغني لهذا النوبي الذي يعبر عن مكنون وردي بالعامية المحببة الى النفس والحردلو من منطقة التلاقح الاثني واللغوي بين أجمل الجينات واذكاها وازكاها .. واذكر انني تطرقت الى وصف شاعرنا المجيد جلال مراوارتي في قصيدته ( ليلي ) لتلك النوبية التي تحمل الماء من النيل الى حيث مشاتل النخيل وهي رمزية الحياة والاستقرار وجمال الانثى المجسدة في النخيل بكل معانيه والعطاء الذي لا يتوقف وتلك الجميلة التي تجلب الخير الى الخير ورذاذ الماء يتدفق على صدرها الناهد كرمز للانثى التي لا تتوقف عطاءها وهذه المكتنزة الصدر تماماً مثل تلك النخلة الممتلئة الساق وهي تحمل على اعطافها سبائط الخير والنماء ، ثم جاء الحردلو ليعمق في تلك الفلسفة والنظرة الجمالية المختلفة عن كل ما يثير الشهوات والغرائز السطحية فيقول:
يا بنت يا نهيداتا يادوب قايميين
شاليين تخا ورخا
شاليين بنين وبنات
ويقصد بالرخاء والتخاء .. أن هذه الانثى هي رمزية القوة والسواعد التي تخرج خيرات الارض .. هي الام هي الرضاعة هي الحليب هي الصحة هي العافية وهذا صدر الذي هام به هؤلاء الشعراء من اصحاب الوصف الحسي كان لدى جلال وسيدأحمد الحردلو هو ذلك الرمز (شايلين تخا ورخا .. شيايلن بنين وبنات ) فهذه الفتاة هي أم الغد التي سوف تنجب الرجال الاشداء من رضاعة ذلك الثدي الممتليء بالخير والعافية لأن القوة الجسدية للتربال هي الاهم في سبيل توفير الخير والنماء .. فالساقية كانت كل اعمالها تحتاج الى قوة جسدية هائلة لصيانتها وتحريك مكوناتها من الاخشاب الضخمة وفي ممارسة الزراعة ومقاومة الفيضان وكانت تلك الانثى هي الزوجة النموذجية التي تبحث عنها الام لولدها من وسط بنات العائلة على الاعتبار ان الام هي الجينة الاساسية التي تورث ابنائها كل التفاصيل الظاهرة.. فالشاعر عندما يكون ابن بيئته يأتي بالصورة والكلمة ويكون قد عايشها او سمعها او شعر بها من خلال تعامله مع المجتمع من حوله .. فكل من قرأ لهؤلاء سوف يبحث أن اصل تلك الرموز والاحداث ومنها يدخل في دائرة الادب النوبي ومن ثم البحث في اعماق هذه الحضارة .
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
علي عبدالوهاب عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست