|
Re: الشيوعى مابيصلى والاسلامى ((منقطه)) (Re: Mohamed Adam)
|
ويسجدون مطأطئين لله ويتكبرون على خلق الله فلا تجد منهم الا لؤما وعجرفة وتكبر وترفع
أنا معلم الأجيال فى كل بيت عندي بصمة.. علّمت مئات الآلاف ومعظمهم صعد نجمه بنور علمنا وحرصنا عليهم..فصرنا شموعاً احترقت لتنير للآخرين وترفد الوطن الغالى بالطبيب..المهندس..القاضى..المحامى..الضابط..المدرس..الجندي..الممرض..التاجر..الموظف..الوزير.. وكلهم مرّوا بنا ومضوا أعلاماً فى كل بقاع الدنيا... وبقينا نحن نزداد فقراً على فقرنا..مرضاً على مرضنا..جوعاً على جوعنا..وإهمالاً لنا ما بعده إهمال..لا الدولة أنصفتنا ولا تلاميذنا برّونا..ومنهم من أغتنى وسكن القصور..لسنا حاسدين ولا نمتن على أحد بل حقنا ونستحقه ..لا تسولاً ولا رجاءاً. ما ساقنى لهذه المقدمة..حادثة صارت لى أيام كان السيد محمد الحسن الأمين نائباً لوالى ولاية نهر النيل.. كان عندي طفل مريض وكنت أقابل به الطبيب الإنسان حسب الرسول صديق كل شهر وكل شهرين..رغم وعورة الطريق..إذ أن شارع التحدي وقتها كان حلماً يراود خيالنا فى نهر النيل.. ظروفى المادية كانت سيئة للغاية ولأننا معشر المعلمين نلوك الحنظل ولا نشكو ما أخبرت أحداً ولا طلبت شيئا من أحد.. المهم أرسل لى أحد الإخوة مبلغا مع شخص..حين علمت بذلك ذهبت إليه فأعطانى شيك بالمبلغ..( ما كنت أعرف المعاملات البنكية). ذهبت للبنك رفضوا صرف الشيك..لماذا؟ قالوا: لابد من توقيع نائب الوالى.. وقتها كانو قد غيّروا العملة وعملوا إجراءات كثيرة..من بينها توقيع السيد نائب الوالى محمد الحسن الأمين.. تأسفت وتألمت لعدة أمور..لا داعى لذكرها..وكلكم فطنة.. كان من المستحيل أن أقابل سيادته فى مكتبه..من أنا حتى يسمحوا لى؟ معلم لايسوي عندهم شئ..وحتى اليوم المعلم عندهم لا يساوي شيئا.. لذا فكرت.. ودلّنى الإخوة على سائقه الشخصى..رجل أصيل كريم من ابناء الحسناب..ذهبت إليه وحكيت له القصة..تعاطف معى جدا..وقال لى : مافى أي طريقة غير تحضر له بالبيت ..تقيف برّه..عندما يخرج وقبل يركب العربيه كلمه..وحدّد لى مواعيد خروجه.. جئت مبكرا لمنزل الدولة( ليس منزل محمد الحسن الأمين) ووقفت اتونس مع سائقه حتي حان موعد خروج سيادته.. خرج وما سلّم ..بادرته بالسلام فتجاهلنى ..كلّمته يا سيادتك أنا عندي ولد ...وقبل أن أكمل سار نحو سيارته وهو يقول لى : ده ما مكان شغل..تعال لى فى المكتب.. لكن سيادتك في المكتب ما بدخلونى.. أنهى المحادثة بجفاءٍ قائلاً : ياسيد الموضوع انتهي.. بلعت غضبى وحزنى وقهري..وطارت سيارته تاركاً معلماً مسكيناً يشكوه إلى الله.. ضاعت فرصة عرض ولدي على الطبيب..وتفاقمت حالته..وصار يبكى ليل نهار لتبكى والدته وعمّاته وكل الجيران.. تصرف نائب الوالى حينها أسهم فى زيادة مرض ووجع ابني.. ابني المذكور فارق الحياة وهو بعد ابن ثلاثة عشر ربيعاً.. نعم ابنى تمّ أجله واستكمل رزقه.. ولكن..أما قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو عثرت بغلة في العراق لظننت أن الله سائلني عنها ..لم لم تمهّد لها الطريق ياعمر.. لماذا الآن؟ وقد مرّت علي الحادثة سنوات وسنوات؟ أرسل لي الصديق يوسف وداعة فيديو في الواتساب..مصرية كبيرة في السن سألوها عن أمنيتها في العام الجديد..فقالت بكل ثبات : القيامة تقوم وكررتها مرتين.. قلت ليوسف: ياريت القيامة تقوم..عشان نعرف أين مقعدنا ونعرف أين مقاعد كثيرين سنخاصمهم أمام الله عز وجل.. صراحة عاودني الحزن والغضب.. وذكرت هذه الحادثة حتي يعلموا أننا ما نسينا.. وبالتالي فالله القوي الجبار لن ينسي ظلمهم ولن ينسي حقوقنا..إلى الله المشتكى..إلى الله المشتكى..إلى الله المشتكى.. بالله عليكم...حتى لو جئته متسولاً أطرق بابه..أليس من الأنفع له أن يجيبنى؟ ألا يعلم أنه لو قدّم لى من حرّ ماله فهو بذلك يقدم لنفسه فى دارٍ غير هذه الدار؟أما قرأ الآية الكريمة: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا)؟ غفر الله لى ولك..ولكل من قرأ وعلّق..أو قرأ ومضى.. احمد سعيد (معلم)
هذه قصة معلم فقير تم اذلاله من قبل احد الذين يكثرون الحديث عن التقوي نقلا عن الراكوبة
|
|
|
|
|
|
|
|
|