|
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين (Re: وليد زمبركس)
|
لقد تحاور الناس بما يكفي حول موضوع العصيان المدني و قتلوه بحثًا و نقاش و لقد اتيت متأخرًا للمساهمة في هذا الحوار و للامانة لم اكن اسعي لفتح بوست عن الموضوع و قد دفعني فتح هذا البوست وقوفي علي دعوات أخري تنادي بعصيان مدني آخر في الاسبوع القادم و هنا تذكّرت اعتصامات الطلاب في جامعاتهم لتحقيق بعض المكاسب لتحسين اوضاع الدراسة او المعيشة او السكن بالداخليات او اعادة بعض الطلاب المفصولين ، و رغم أنّ حدث الاعتصام قد تكرّر كثيرًا و بصورة متواصلة في كل الجامعات السودانية تقريبًا الا أن النتيجة النهائية و في اغلب الاحيان كانت هزيمة الطلاب و ضَرَر او حتي فصل المعتصمين ، و اليكم ما اراه عن قضية الاعتصامات و العصيان .
آلية الاعتصامات و العصيان باعتقادي هي آلية ناجحة و ناجحة جدًا و نجاحها في الغالب مرهون بالمدي القصير ، بمعني أنّها تصلح لأن تكون أداة ضغط لايصال الرأي حول قضية معينة او تسجيل موقف احتجاجي يدعمها او يقف ضدّها ، و بالتالي فهي أداة حشد و التفاف و ليست أداة تغيير . لا زلت اذكر تلك النصيحة الغالية و التي قدّمها لنا مندوبو الحزب الشيوعي ( المحامون ) عندما اجتمعنا بهم في متابعة مسار العمل في الجامعة و التي كان بها اعتصام عن الدراسة قوي و ناجح بنسبة ١٠٠ ٪ و لمدّة اسبوع كامل لم يدخل فيه طالب او طالبة الي قاعات الدراسة في جامعة جديدة من جامعات البشير ( التي يسمّيها الدكتور منصور خالد بالكتاتيب ) و قد هدّد ذلك الاعتصام بفشل الجامعة و الغاء وجودها من بين قائمة جامعات السودان و بالتالي يمثل ذلك مسمار في نعش ما اسماه الكيزان بثورة التعليم العالي ، و رغم نجاح الاعتصام الا أنّ مندوبو الحزب الشيوعي قالوا لنا بالحرف الواحد إجلسوا معنا نساعدكم في صياغة مذكّرة قويّة تشرح الموقف القانوني لقضيّتكم تقدّمونها الي إدارة الجامعة و ترفعوا علي ضوئها الاعتصام ، و حينما اعترض الطلاب علي ذلك . قال لنا احد مندوبي الحزب الشيوعي تلك القولة الساحرة التي تنبئ عن وعي عميق بقضايا الصراع في الأجسام النقابية و ( الفراكشنات ) ، قال لنا : انتم كطلاب يمثل الاعتصام عن الدراسة أقوي اسلحتكم المملوكة و ليس لديكم سلاح أقوي منه مضاء ، ثم واصل يقول : فهذا السلاح افضل لكم ان تحافظوا عليه لتهدّدوا به أدارة الجامعة و لكن لا يجب عليكم أن تستخدموه مرّة اخري بعد هذا النجاح الكبير الذي ارعب الإدارة ، فقط قدّموا لهم مذكّرة و قولوا لهم هذه مطالبنا و ها نحن قد رفعنا الاعتصام فإن لم تستجيبوا لمطالبنا فنحن قادرون علي العودة الي الاعتصام مرة اخري بل مرّات و مرّات . و ليكن ذلك في اطار التهديد و سيكون اكثر فاعلية من الدخول في اعتصام آخر قد تواجهه الإدارة بفصل الجهاز النقابي و ملاحقة المفصولين و عندها سوف تتراجع مقاومتكم و ستكونون في موقف دفاع بعد أن كنتم في موضع الهجوم و كل الحبال بايديكم ، و ذلك ما قد حدث لنا بالضبط. ذلك كان درس غالي لم نفهمه الا عندما قام بعض اعضاء الحركة الاسلامية مدفوعون من ادارة الجامعة لكسر الاعتصام و حين حاول بعض الطلاب منعهم ، حدثت مشاجرات انتهت بعدها ادارة الجامعة الي تعليق الدراسة و فصل كل اعضاء الجهاز النقابي للجامعة باعتبار انهم رأس الافعي الذي قاد للاعتصام ، و بعدها نسي الطلاب قضيتهم الاساسية التي اعتصموا لأجلها و صاروا ينادون بضرورة التكاتف لعودة المفصولين ، و في كل خطوة كانت ادارة الجامعة تفصل المزيد من الطلاب ، ثم تدخل جهاز الامن باعتقال كل الناشطين ، فصار الطلاب بلا قيادة و صارت امامهم قضايا اخري عاجلة و اهم من قضية الاعتصام الاولي يقفون امامها عاجزون عن التصرف و الحراك ، اذ لا يعرفون ما هو المطلوب منهم في هذه المرحلة و هم بلا جهاز نقابي و بلا قيادة و بلا ناشطين .ثم تضاربت السينايوهات و صراع الاولويات . هل ينتظم الطلاب في عصيان آخر أم يخرجوا في مظاهرة ام يعودوا الي السكني في الداخليات ؟ و حتي لو اختاروا احد هذه الحلول اهو يكون بغرض الحصول علي المطالب الاولي ؟ ام بغرض عودة المفصولين من الجهاز النقابي ؟ ام بهدف عودة المفصولين الذين قادهم الي الفصل تضامنهم مع مفصولي الجهاز النقابي ؟ ام يكون لأجل التضامن مع المعتقلين و المطالبة باطلاق سراحهم الآن ؟ ام يكون لأجل وقف حملات جهاز الامن و ملاحقته و تحرّشه بالطلاب ؟
هذه القصة قد اشرت اليها فقط لاشرح الفرق بين الأدوات الاستراتيجية في الحل السياسي و الأدوات الآنية و اللحظية للحل . فالاعتصام كان أداة آنية و لحظية و خطأ الطلاب الذي اوقعنا فيه انفسنا هو أننا استخدمنا أداة صراع آني في موقف يحتاج الي حلول استراتيجية و أدوات صراع للمدي البعيد .
اعتقد أنّ فكرة البوست قد اتضحت و بالتالي يمكنني في المداخلات اللاحقة أن اناقش بصورة مباشرة ما أنا بصدد قوله بخصوص هذا الامر .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين العصيان المدني و المقاطعة الجزئية آراء و مقارنات | وليد زمبركس | 12-02-16, 01:11 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 01:29 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 02:14 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 03:02 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | محمد البشرى الخضر | 12-02-16, 03:26 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 05:00 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 04:36 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | محمد على طه الملك | 12-02-16, 06:05 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 07:03 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-02-16, 06:29 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | Abuzar Omer | 12-02-16, 03:36 PM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | عبدالحفيظ ابوسن | 12-02-16, 05:19 PM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-03-16, 06:02 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-03-16, 03:14 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-03-16, 03:58 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-03-16, 05:14 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | محمد عبد الله الحسين | 12-03-16, 06:12 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-04-16, 06:38 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | محمد حيدر المشرف | 12-03-16, 07:07 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | محمد عبد الله الحسين | 12-03-16, 07:27 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | مني عمسيب | 12-04-16, 09:33 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | Abuzar Omer | 12-04-16, 05:57 PM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-08-16, 04:56 AM |
Re: التفكير الاستراتيجي و التفكير الآني - بين | وليد زمبركس | 12-09-16, 04:38 AM |
|
|
|