كنا نسمع بمقولة "يكتلوا الكتيل ويمشوا في جنازته" وكنا نعتقد أنها من صيغ المبالغة في وصف أناس من عوالم أخرى مجردين من الإنسانية مع الكيزان أضحت تلك المقولة واقعاً يومياً معاشاً. جميعنا يعلم بقتل الكيزان أبناء الشعب بأفواه بنادقهم, وبتنزيل البراميل المتفجرة من السماء إلى الأرض, وبسياسة التجويع والحرمان من الماء والغذاء وقتلوه بأمراض القرن السابع عشر من ملاريا ودوسنتاريا وكوليرا وإسهالات مائية وسل وحصبة ودفتريا بحرمان الشعب من الرعاية الطبية الأولية وقتلوه بأمراض القرن الحالي الفشل الكلوي والسرطان والإيدز وغيرها باستخدام المبيدات والأسمدة الفاسدة وخلط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي, بل أقر الكيزان بأن منهم من استورد مادة مبلمرة لتنقية المياه اتضح أنها تسبب السرطان لكل سكان ولاية الخرطوم بما فيها اسرة هذا المجرم المعتوه. الفساد أكبر قاتل للشعب, صحيح أنه لا توجد فوهة مصوبة نحو صدور الضحايا وقد لا ترى رصاصة تنطلق نحو قلوب المواطنين, لكنه يبيدهم وبأعداد مهولة ....وبخفاء الطريق غير المطابق للمواصفات يقتل, سيارات النقل وتناكر الوقود غير المطابقة لاشتراطات السلامة تقتل, إدارة الطرق التي ينصب كل جهدها نحو الجبايات والمكوس وتنأى بنفسها عن واجبها الأصيل, تقتل, المطافي الذي تأتي بعد فوات أوانها فقط من أجل إحصاء الضحايا تقتل, انعدام سيارات الإسعاف ووسائل الإخلاء المجهزة لنقل الضحايا بأسرع ما يكون, يقتل, أقسام الطوارئ في المستشفيات التي ينعدم فيها الكوادر والأجهزة والأدوية المنقذة للحياة, تقتل . القائمة تطول وتمتد وتعمق. شهداء فداسي - تقبلهم الله في عليين - قاتلهم الأول والأخير هو الفساد جاء القتلة إلى صيوان العزاء ليمشوا في الجنازة, وتركهم آل الشهداء ولاذوا بالصمت المهيب, لكن الكيزان حينما رأوا هذا السماح الباذخ, زادوا من "ابيضاض العين" بالتمادي واعتلوا منبر الصيوان ليتحدثوا عن إنجازاتهم المكذوبة في إنقاذ الضحايا, ولو لاذ أهل المنكوبين بالصمت أكثر لأحضر الكيزان قنواتهم الفضائية وجاءوا بمن يصرح بأن أهل الشهداء سعيدين بزيارة الوالي ورهطه و (غلطان المرحوم) وأن الشهداء اختاروا الموت بأنفسهم, رغم أن الحكومة وفرت كل وسائل الأمن والسلامة في الطرق والمركبات والإسعاف والمستشفيات. خيراً فعلت فداسي بطرد هؤلاء القتلة, تأخروا وترددوا كثيراً في طردهم, لكنهم في الآخر فعلوا الصواب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة