مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-06-2017, 06:33 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ذهبـت إلى الطبيب أريه حالي..
    وهل يدري الطَّبيب بما جرالي؟!
    جلسـت فقال ما شـكواك صِفها..
    فقلت الحـال أبلغُ مِن مقـالي..
    أتيتُـك يا طبيـبُ علـى يقـينٍ..
    بأنَّكَ لسـتَ تَملك ما ببـالي..
    أنا لا أشـتكي الحمَّى احتجـاجًا..
    بَلِ الحُمَّى الَّتي تشكو احتمالي!!
    فتحتُ إليكَ حَـلْقي كَي تَـرَاهُ..
    فقُل لي:هل أكلتُ من الحـلالِ؟؟
    أتعـرفُ يا طبيبُ دواءَ قَـلْبي؟!
    فَـدَاءُ القَلـبِ أعظمُ مِن هـزالي..
    كَشَفْتُ إليكَ عَن صـدري أجِبْني..
    أتَسـمعُ فيهِ للقـرآنِ تـالِ؟!
    تقـول بأنَّ مـا فـيَّ التهـابٌ..
    ورشـحٌ ما أجبتَ على سُـؤالي..
    وضعتَ على فَمـي المقياسَ قُل لي:
    أسهـمُ حرارةِ الإيمـانِ عـالي؟!
    سـقامي من مُقـارفةِ الخَطـايا..
    وليـس مِنَ الزُّكامِ ولا السُّـعالِ..
    فإن كنـتَ الطَّبيبَ فما عـلاجٌ..
    لذنـبٍ فَوْق رأسـي كالجبـالِ؟؟
    نُسـائلُ مـا الدَّواءُ إذا مَرِضـنا..
    وداءُ القَـلْبِ أولـى بالسُّـؤالِ.
    منقول
                  

01-06-2017, 06:44 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    قال سبحانه :
    ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا ﴾
    يقول ابن القيم - رحمه الله - :
    لا يزال المرء يعاني الطاعة حتى يألفها ويحبها ، فيُقيض الله له ملائكة تؤزه إليها أزاً ، توقظه من نومه إليها ، ومن مجلسه إليها .
    --------------------------------------------------------------------
    نسرٌ كبير يطير في السماء
    وعلى ظهره أفعى
    النسر يقول:
    لو حاولت أن أرميها ستلدغني
    الأفعى تقول :
    لو لدغته سيرميني
    الجمهور على التل القريب يصيح :
    يا لروعة الصداقة
    فكر عزيزي جيدًا في القصة
    وستفهم الكثير من أسرار هذا العالم...
    --------------------------------------------
    قال الولد لأبيه: صاحب القمامة عند الباب ، فرد الأب: يا بني نحن أصحاب القمامة، وهو صاحب النظافة جاء ليساعدنا.
    أخلاق رفيعة
    -------------------------------------------------------------------
    عقد السعادة بيني وبينك:
    1-لن أغتابك
    2-سأذيع الخير منك
    3-حياتك الخاصة لن اقتحمها
    4-عيوبك سأمررها لك برفق وسرية
    5-ماعندي يكفيني وما عندك يكفيك
    من جميل تغريدات د. خالد المنيف
    �منقول
                  

01-06-2017, 06:47 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أنت بقلبك لا بثيابك
    لو كان للمرء في أثوابه شرف ..
    ما كان يخلع أجملهن في الحرم ..
    ----------------------------------------
    عندما كان الرسام الشهير بيكاسو يمشي في السوق رأته امرأة، فجاءته بقطعة من الورق، وقالت له بسعادة وحماس: (سيد بيكاسو، إنني من أشد المعجبات بك، فهل يمكن أن ترسم لي شيئاً؟) فاستجاب لها بسعادة، ورسم لها لوحة سريعة، ثم ابتسم وهو يقدمها لها، وقال: (إن هذه الرسمة ستساوي يوما ما مليون دولار) !
    فردّت المرأة بدهشة: (ولكن سيد بيكاسو، إنك لم تستغرق إلا ٣٠ ثانية فقط لترسم هذه التحفة الفنية الصغيرة)
    فضحك وقال: (سيدتي، لقد احتجت إلى ٣٠ عامًا حتى أتمكن من رسم هذه التحفة الفنية في ٣٠ ثانية).!
    اكتشِف مايمكن أن تتميز وتُبدع فيه
    ثم أعطه كل تركيزك .
    ------------------------------------------------------------------------------
    الكسل
    هـو ذلك الصـوت الذي يخبرك بكل ثقة أنك قـادر على إنجـاز عمل مـا فـي وقت قصير جدا ، وبالتـالي يمكنك تأجيله .
    منقول
                  

01-06-2017, 08:23 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    هكذا كانوا في قضاء الحوائج .. فهل نكون؟
    ها هي الدنيا تزيد فتنتها، وتكثر مشاغلها، وتتضاعف متطلباتها، وبركة الوقت لا تكاد توجد، والناس منشغلون في أعمالهم، غارقون في خضم هذه الدنيا، منهم من وصل المناصب العليا والمراكز المرموقة، ومنهم من كان دون ذلك، وهم كلهم وعلى اختلاف مستوياتهم وطبقاتهم لا غنى لبعضهم عن بعض، كما قال الشاعر:
    الناس بالناس ما دام الحياة بهم * * * والدهر لا شك تارات وهبات

    فحاجة الناس لبعضهم أمر لا بد منه، لكن من الناس من أنعم الله عليه ووسع عليه في الرزق، يستطيع أن يقضي حاجاته من خلال استئجار من يقضيها له، ومنهم من قُدِر عليه رزقه لا يملك القدرة على ذلك، وقد لا يملك الوقت أيضاً لانشغاله بوظيفة أو عمل طويل ونحو ذلك.
    ومن الناس من كانت له كلمة عند ذوي السلطان يستطيع بها القيام لإخوانه المسلمين بشفاعة حسنة، ينال أجرها عند الله تعالى.
    لكن قطاعا من المسلمين اليوم يجهلون ما في قضاء حوائج إخوانهم المسلمين من الأجر عند الله، أو يعلمون ولكنهم يغفلون عن ذلك، فلا يلتفتون إلى إخوانهم ولا يساعدونهم ولا يشفعون لهم.
    والبعض منهم لا يساعد إلا من يرى أن بإمكانه الاستفادة منه في حاجة من حاجاته. أما من لا يستفيد منه فلا يقضي له حاجة ولا يشفع له بشفاعة، لأن القضية عنده تتعلق بالدنيا فقط، وهي دَيْن ووفاء -كما يقولون-.

    أما المؤمنون فلهم شأن آخر، إذ يتعاملون في هذه القضية مع الله تعالى. فتجد الواحد منهم لا ينتظر أخاه حتى يتملقه ليقضي حاجته بل يبادر بنفسه دون طلب من أخيه، فهذا أبو بكر -رضي الله عنه- وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يحلب للحي أغنامهم فلما استخلف قالت جارية منهم: الآن لا يحلبها. فقال أبو بكر وإني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه - يعني الخلافة - عن شيء كنت أفعله أو كما قال.

    وهذا عمر -رضي الله عنه- يتعاهد الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة، فدخل إليها فإذا هي عجوز عمياء مقعدة فسألها ما يصنع هذا الرجل عندكِ؟ قالت: هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدنا يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى، فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة عثرات عمر تتبع.
    وذاك عبد الله بن عثمان شيخ البخاري: ما سألني أحدٌ حاجة إلا قمت له بنفسي فإن تم وإلا استعنت له بالسلطان.

    ما الذي حملهم على ذلك؟
    إنه الإيمان الصادق بوعد الله تعالى إذ يقول سبحانه: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} [النساء: من الآية85]
    عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا أتاه السائل أو صاحب الحاجة قال: "اشفعوا فلتؤجروا وليقض الله على لسان رسوله ما شاء". (البخاري).
    قال ابن كثير: وقوله: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها؛ " أي من يسعى في أمر فيترتب عليه خير كان له نصيب من ذلك " [تفسير ابن كثير: ج1/ص532].
    بل إن الله يقضي حاجة من يقضي حوائج إخوانه كما أخبر الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -: "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" (البخاري).
    فمن منا اليوم يتعامل مع حاجات إخوانه بهذا المقياس العظيم؟.

    ومن منا اليوم يشعر أنه يقضي حاجاته من خلال قضاء حوائج إخوانه المسلمين، ويستشعر أن ما يناله بقضاء حاجة إخوانه أكثر مما ينالونه هم منه؟
    ومن منا يحافظ على نعمة الله عليه من خلال قضاء حوائج الناس لأن قضاء حوائج الناس سبب من أسباب دوام النعمة على صاحبها، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " ما من عبدٍ أنعمَ اللهُ عليه نعمَةً فأسْبَغَها عليه ثم جعل من حوائِجِ الناسِ إليه فتَبَرَّمَ فقَدْ عرَّضَ تلْكَ النعمةَ للزوالِ". (قال في مجمع الزوائد ج8/ص192 رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد).
    ولقد أدرك ابن عباس فضل قضاء الحوائج فترك اعتكافه في المسجد ليمشي في حاجة أخ له، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكافه عشر سنين ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين" (ضعفه الألباني).

    ويذكر ابن رجب عن بعض السلف فيقول: كان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهن كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن.
    وقال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني.
    وكان كثير من الصالحين يشترط على أصحابه أن يخدمهم في السفر، وصحب رجل قوما في الجهاد فاشترط عليهم أن يخدمهم وكان إذا أراد أحد منهم أن يغسل رأسه أو ثوبه قال هذا من شرطي فيفعله فمات فجردوه للغسل فرأوا على يده مكتوبا من أهل الجنة فنظروا فإذا هي كتابة بين الجلد واللحم. [جامع العلوم والحكم ج1/ص341].
    هكذا كانوا في حرصهم على قضاء حوائج إخوانهم.. فهل نكون؟

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    المختار الإسلامي( بتصرف يسير)
                  

01-06-2017, 08:24 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    التهاون بالمواعيد
    الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، والصلاة والسلام على من أرسله ربه هادياً ومبشراً ونذيرا، ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا، أما بعد:
    إن الدين الإسلامي العظيم جاء بجملة من الآداب الاجتماعية هي نسيج واحد ملتئم ومتماسك، لا يمكن الأخذ بطرف منه وترك سائره، بل لابد من التحلي به جملة وتفصيلاً حتى يسود المجتمع ويرتقي في سلم المجد والعز.

    فمن الآداب الاجتماعية المؤثرة في المجتمع أدب الوفاء بالمواعيد المضروبة وعدم التخلف عنها إلا بعذر قاهر صحيح مقبول، حتى يطمئن الناس بعضهم إلى بعض، ويثق بعضهم بوعد البعض الآخر، وكلامه، وميثاقه وعهده، والتزامه الذي التزمه، والوعد المضروب الذي ارتضاه وقبله.
    أيها الأحبة:إن الله سبحانه وتعالى مدح نبياً كريماً بالصدق في الوعد، والالتزام به، فقال-سبحانه-:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً} مريم:54، قال الإمام القرطبي- رحمه الله- عند هذه الآية: "صدق الوعد من خلق النبيين والمرسلين، وضده-وهو الخلف- مذموم، وذلك من أخلاق الفاسقين والمنافقين..." (الجامع لأحكام القرآن (11/115).
    أما النبي-صلى الله عليه وسلم- فقد حث على الوفاء بالوعد، وجعل من يخلف الوعد قد اتصف بصفة المنافق، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "آية المنافق ثلاث: إذا حَدَّث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف" قال الحافظ السخاوي-رحمه الله تعالى-في قول النبي-صلى الله عليه وسلم-:"إذا وعد أخلف": "إنه محمول على مَن وعد وهو على عزم الخلف أو ترك الوفاء من غير عذر، فأما مَن عزم على الوفاء ومَن له عذر منعه من الوفاء لم يكن منافقاً وإن جرى عليه ما هو صورة النفاق، ولكن يحترز من صورة النفاق كما يحترز من حقيقته.. ولا ينبغي أن يجعل نفسه معذوراً من غير ضرورة.." ( التماس السعد83-84).
    ومما جاء في الأحاديث يفيد أهمية الوفاء بالوعد والصدق فيه ما جاء في حديث هرقل المشهور لما قال لأبي سفيان:" سألتك ماذا يأمركم؟ فزعمت أنه أمركم بالصلاة، والصدق، والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، قال: وهذه صفة نبي". فالوفاء بالوعد والعهد من صفة الأنبياء، ومن صفة أتباعهم ومن جرى على سنتهم.

    أمثلة من وفاء السلف في مواعيدهم:
    كان السلف الصالح-رضوان الله عليهم- يحرصون كل الحرص على إنجاز ما يوعدون به، فهذا ابن مسعود –رضي الله عنه-كان يقول أصحابه إنه إذا وعد فقال: إن شاء الله، لم يخلف. وهذا محمد بن سيرين-رحمه الله تعالى-يواعده ابن عبد ربه القَصَّاب فيقول: "واعدت محمد بن سيرين أن أشتري له أضاحي فنسيت موعده لشغل ثم ذكرت بعدُ، فأتيته قريباً من نصف النهار، وإذا محمد ينتظرني ، فسلمت عليه فرفع رأسه فقال: أما أنه قد يقبل أهون ذنب منك، فقلت: شُغِلتُ، وعنفني أصحابي في المجيء إليك وقالوا: قد ذهب ولم يقعد إلى الساعة، فقال: لو لم تجئ حتى تغرب الشمس ما قمت من مقعدي هذا إلا للصلاة أو الحاجة لا بد منها". ولا ريب أن صنيعه هذا-رحمه الله تعالى- يدل على حرصه الشديد على الوفاء بوعده وإعذار الآخرين المتأخرين.

    أهمية الالتزام بالمواعيد المضروبة وعدم الإخلال بها:
    إن الالتزام بالمواعيد المضروبة، صفة من صفات الأنبياء والمرسلين، وخلق من أخلاق العلماء والدعاة المخلصين، وأدب من آداب الرجال الصادقين، فالالتزام بالمواعيد يحفظ الأوقات من الضياع، فتحصل المصالح، وتعم الفائدة، ويتصف صاحب الوفاء بصفة حميدة يحبه عليها الله والناس.
    قال عبد الرحمن بن أَبْزى-رضي الله عنه-: كان داود-عليه السلام-يقول:" لاتَعِدنَّ أخاك شيئاً لا تنجزه له، فإن ذلك يورث بينك وبينه عداوة".
    أولئك قوم أدبتهم الحكمة، وأحكمتهم التجارب، ولم تغررهم السلامة المنطوية على الهَلَكة، ورحل عنهم التسويف الذي قطع الناس به مسافة آجالهم، فقالت ألسنتهم بالوعد، وانبسطت أيديهم بالإنجاز، فأحسنوا المقال وشفعوه بالفعال".
    يقول أبو تمام:
    إذا قلت في شيء : نعم فأتمه *** فإن نعم دَين على الحرِّ واجب
    وإلا فقل : لا تسترح وترح بها *** لئلا يقول الناس : إنك كاذب
    ويقول العقيلي في هذا المعنى:
    ابدأ بقولك لا من قبل قول نعم *** يا صاح بعد نعم ما أقبح العللا
    واعلم بأن نعم إن قالها أحد *** عند المواعيد لم يترك له جدلا

    أسباب التهاون بالمواعيد:
    أيها الأحبة:إن هناك جملة من الأسباب التي قد تؤدي- مجتمعة أو منفردة- إلى الإخلال بالمواعيد والتخلف عنها والتهاون بها، وبعض هذه الأسباب أخطر من بعض؛ لكنها كلها مؤشر على خلل في الشخصية لا بد أن يتداركه المرء، فمن تلك الأسباب ما يلي:
    1- ضعف الالتزام بالأحكام الشرعية: وذلك ؛ لأن الموعد المضروب المتفق عليه لا يصح شرعاً أن يُتأخر عنه إلا بعذر شرعي؛ وذلك لأن النبي-صلى الله عليه وسلم-عد من علامات النفاق العملي إخلاف الموعد.
    2- عدم إدراك أن الموعد المضروب المتفق عليه لا يجوز الإخلال به إلا بعذر، وهذا قد يكون عند بعض الناس عذراً قائماً يعتذرون به، إذ يظنون أنه لا شيء في إخلاف الموعد ولا بأس فيه، فهؤلاء ينبغي أن يُعلَّموا ويبين لهم حتى يزول جهلهم وينتفي عذرهم.
    3- عدم المبالاة: وهذه صفة قائمة في بعض النفوس، حيث صار أصحابها لا يبالون بأمور كثيرة، ولا يرون أهميتها، ومن جملة تلك الأمور قضية الالتزام بالموعد، ولأن عدم المبالاة صارت صفة لبعض الناس فإنك تراهم لا يأبهون ولا يبالون أحضروا في الوقت أم لم يحضروا، أو أنك تراهم يتخلفون عن الحضور تماماً ثم لا يتكلف الواحد منهم مشقة الاعتذار ولو مهاتفة!! وهذا الصنف لا يعتمد عليه ولا ينبغي أن يعتمد عليه في شيء ذي بال فإنه ضائع مضياع، لم يُربَّ التربية الإيمانية الجادة القوية.
    4- عدم الالتفات إلى الدقائق أو إلى أجزاء الساعة: وهذا في الحقيقة جزء من السبب السابق-عدم المبالاة- إذ تجد الشخص لا يعد الدقائق أو أجزاء الساعة شيئاً، فالموعد المضروب في الساعة السابعة والنصف لا يرى شيئاً في تأخيره إلى الثامنة، والموعد المضروب في الساعة السابعة والربع يؤخره إلى السابعة والنصف أو الثامنة أيضاً وهكذا، وكل ذلك نابع من عدم مبالاته.
    5- عدم تقدير أهمية ما يراد الحضور إليه: هناك من الناس من يتخلف عن الحضور إلى المواعيد المضروبة؛ لأنه لا يرى أهمية لحضوره، أو يراه في أحسن الأحوال مرجوحاً في حقه، فهذا لا عذر له على الحقيقة، وذلك لأنه كان ينبغي له الاعتذار المبكر عن عدم الحضور لئلا ينتظره من يتوقع حضوره، لكن بعض الناس يخجل من الاعتذار، أو يخاف إن اعتذر ألا يُقبل عذره، أو يُساء الظن به، أو غير ذلك من الأسباب التي هي ليست في الحقيقة أسباباً وجيهة يقدم بها بين يدي غيابه.
    6- عدم مراعاة الأولويات: إن مراعاة الأولويات أمر مهم، فيكون قد وعد الطلاب بدرس في الساعة التاسعة، ثم يتأخر عنهم إلى العاشر لأسباب قد لا تكون أسباب في الحقيقة فمثلاً يقول لك:
    تأخرت بسبب أني كنت مع زوجتي في السوق.
    تأخرت لأن زوجتي أصرت أن أوصلها إلى بيت أهلها أو صويحباتها.
    تأخرت لأن عندي موعداً آخر، فيكون قد وقع في خطأ أخر وهو أنه ربط أكثر من موعد في وقت واحد. هذه وغيرها من الأعذار والأسباب الواهية.
    7- عدم اتخاذ الوسائل المناسبة للتذكير بالموعد: فبعض الناس يريد الحضور في الموعد الذي التزمه، ويأنف من التخلف عنه أنفة تامة، لكنه لم يتخذ من الوسائل ما يكفل له ذلك؛ خاصة إن كان الموعد المضروب بعد أسابيع أو شهور فهذا يحسن به أن يتخذ مذكرة، أو مفكرة، ينظر فيها كل يوم ليتذكر بها مواعيده، أو إن كان قد اتخذ مساعداً في عمله فليذكره المساعد بما التزمه من المواعيد، أو يتفق مع آخرين يخضرون معه موعده أن يذكروه، وينبهوه، وكل تلك الوسائل ناجعة في تحقيق الالتزام المطلوب خاصة لمن كان مصاباً بمرض النسيان.
    الآثار المترتبة على إخلاف المواعيد:
    إن قضية الخلف بالمواعيد ليست قضية سهلة أو هينة حتى تتجاوز، بل هي مشكلة إيمانية تربوية اجتماعية ينبغي النظر في أسبابها والآثار الكبيرة التي تتركها في الأفراد والمجتمعات، فمن هذه الآثار السيئة ما يلي:
    1- عدم الاعتماد على من يتخلف عن موعده وعيب صنيعه: وهذا أمر خطير إذا انتشر بين الناس أن فلاناً ليس بجادّ، ولا هو ممن يعتمد عليه، ولا ينبغي الالتزام معه بموعد مضروب، إذ نتيجة ذلك أن يعرض الناس عن هذا الشخص فلا يشارك في أمر ذي بال.
    2- عدم الثقة بما يُضرب من مواعيد: وهذه مشكلة شائعة، إذ ينتشر بين الناس ألاَّ سبيل إلى الحضور في الموعد المضروب فإذا لم يكن الموعد في الثامنة فلا بأس أن يكون في التاسعة أو العاشرة.
    3- تفلت الجادين من الالتزام بمواعيد العابثين: فإذا رأى الشخص الجاد أن المجموعة التي التزمت بالموعد قد اعتادت أن تتخلف عنه وألا تعيره الاهتمام اللائق، فإنه قد ينصرف عن الالتزام معهم في أي موعد يضربونه، بل قد يعتذر عن عدم حضوره واستمراره مع تلك المجموعة، فإذا انسحب الشخص الجاد وبقي الضعاف، فهل يُرجى لهذا العمل أي تقدم وإنتاج؟! وهل يُعقل أن يبقى شخص جاد مع أولئك العابثين اللاهين؟!.
    4- تعطل إنجاز الأعمال: فإذا انتشر في الناس التخلف عن المواعيد أو التأخر عنها فإن ذلك يؤدي في المنظور المتوسط والبعيد إلى تعطيل إنجاز أعمال كثيرة، أو التأخر في إنجازها تأخراً يُعد أخاً للتعطيل، وينبني على ذلك عدم الوفاء بكل ما أريد تنفيذه من خطط وأهداف، وفي ذلك خسارة كبيرة للجهود وتضييع للأعمال.
    5- عدم الفهم الكلي أو الجزئي لما يجري في اللقاء: وهذا يكون عندما يتأخر القادم تأخراً يؤدي به إلى أن يفقد المتابعة المؤثرة الصحيحة لما يجري بسبب تأخره وعدم فهمه للنقاش الدائر. ( راجع: كتاب ظاهرة التهاون بالمواعيد محمد الشريف بتصرف يسير. ص(78-80).
    6- إلغاء أو تأجيل اجتماعات هي غاية في الأهمية، قد يترتب عليها خسارات مادية واعتبارات شخصية .. وخلل اجتماعي ...
    7- اتصاف هذا الشخص أو ذاك بأنه كذاب وأنه يخلف الوعود .. وهذه صفة من صفات المنافقين.

    العلاج:
    إذا كنا قد شخصنا المرض فما علينا بعده إلا أن نكتب العلاج لهذا المرض الخطير والداء العضال الذي يتفشى في أوساط المجتمعات بمختلف شرائحها وتوجهاتها حتى الملتزمين منها فالعلاج هو كالتالي:
    1- التربية الإيمانية الجادة: وهذه التربية كفيلة- بإذن الله- أن تقضي على هذه الظاهرة كليّاً أو تخفف من آثارها تخفيفاً كبيراً. فالمرء عندما يتربى على التربية الإيمانية الجادة يجد دافعاً إيمانياً يدفعه للوفاء بالوعد، وللدقة في الحضور.
    2-المصارحة وعدم المواربة والمجاملة والمداهنة: فإن مواجهة أولئك الذين يضيعون أوقات الآخرين، ولا يأبهون لأمر حتمٍ لازمٍ، لا تنفع معهم المواربة والمجاملة، ولا يليق فيه إلا المصارحة وعدم المداهنة.
    3- تكريم وتشجيع من يلتزم الموعد تكريماً معنوياً أو مادياً مناسباً: وهذا سهل التحقق في الشباب الصغار والناشئة الأحداث حيث يقوم مربوهم والمسئولون عنهم في شتى المجالات الرياضية، والتربوية، والدينية، والعلمية بتكريمهم. وهذا يغري الآخرين ويشجعهم على الوفاء بالمواعيد، والحضور في الوقت المحدد.
    4- التزام القدوات بالمواعيد المضروبة: ليس أنجع في حل هذه المشكلة ولا أعظم أثراً من أن يضرب القدوة المثل بنفسه، فيسارع في الحضور والالتزام بالموعد المضروب التزاماً يغني عن أي كلام، ويقوم مقام توجيهات شفهية كثيرة.
    5-الالتزام بالبدء في الموعد وعدم انتظار المتأخر: وهذا علاج ناجح لأنه يحقق عدة أمور منها:
    أ‌- شعور المتأخر بالخجل من تأخره.
    ب‌- إشعار المتأخر أن القوم ليسوا في حاجة ماسة إليه، وأنهم يمكن أن ينصرفوا إلى ما جاءوا له دون انتظار حضوره، وهذا يشعره بنقص يلازمه لا ينفك عنه إلا بحضوره في الوقت المقرر سلفاً.
    ت‌- يشعر الآخرين بأهمية ما جاءوا له، وأن الموعد محترم.
    6-تحديد ساعة معينة للبدء. (ظاهرة التهاون بالمواعيد محمد الشريف ص(82)وما بعدها بتصرف يسير).

    حكم الإخلال بالوعد:
    اختلف العلماء في حكم الوفاء بالوعد، فقد قال النووي:"قد أجمع العلماء على أن من وعد إنساناً شيئاً ليس بمنهي عنه فينبغي له أن يفي بوعده، وهل ذلك واجب أو مستحب؟ فيه خلاف بينهم، فذهب الشافعي، وأبو حنيفة، والجمهور على أنه مستحب، فلو تركه فاته الفضل وارتكب المكروه كراهة تنزيه شديدة، ولكن لا يأثم.. وذهب جماعة إلى أنه واجب"( النووي في الأذكار ). وحكى الخطابي عن الإمام أحمد القول بالوجوب، وذكر النووي أن ابن العربي ذكر قولاً ثالثاً للمالكية إلى أنه إذا ارتبط الوعد بسبب كقوله: تزوج ولك كذا، وجب الوفاء بالوعد، ونحو ذلك، وإن كان وعداً مطلقاً لم يجب. انتهى. فيتبين من هذا الكلام المتقدم أن الخلف بالوعد أقل أحواله عند الفقهاء الكراهة الشديدة، وأن القول بحرمة إخلاف الوعد ووجوب الوفاء به للمستطيع قول وجيه وله أدلته الوجيهة، فينبغي للعاقل والحالة هذه أن يفي بوعده ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وألا يعزم على الإخلاف والنكث فإنه في أقل أحوال مذهب للمروءة.
    تَيَمَّمْتُ ما أرجوه من حسن وعدكم فكنت كمن يرجو منال الفراقد( نجوم السماء)
    هَبُونيَ لم أســـتأهل العُـــرفَ مـنكمُ أما كنتمُ أهلاً لصدق المواعدِ
    وأخيراً: أخي الكريم :إنك إذا وعدت صديقاً لك قال أوعد عربي أم إنكليزي، لأن الموعد العربي-حسب زعمهم- متصف دوماً بالتأخير واللامبالاة والاستهتار، بل والإخلاف بالوعد على نقيض الموعد الإنكليزي الذي يعني دوماً دقة الموعد وضبطه .. حتى صار مجالاً للمدح والإطراء ...
    إنه لمؤسف جداً أن يتسم غير المسلمين ببعض صفات الخلق الاجتماعي، كالوفاء بالوعد، والالتزام بالاتفاق، ونتسم نحن المسلمين بعدم الوفاء بالوعد، والالتزام بالاتفاق.
    إن كثيراً من أبناء المسلمين نسوا أن الوقت ليس ملكهم خاصة وأن المواعيد ملك للمتعلقين بهذا الوعد ، فيترتب عليها مفسدة بل مفاسد وأضرار كما قدمناه.
    وإنه لجديرٌ بنا ونحن أمة القرآن وأمة الإسلام أن نسترد عزيمتنا ونقوم سلوكنا ونربي أنفسنا ونغير منهجنا ووفق منهج الحق ، والصلاح، والاستقامة، وأن ننشئ الجيل القادم على الفضيلة والصدق والوفاء، وأن نمتثل ذلك فينا لنكون قدوة حسنة وأسوة طيبة، قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: من الآية11).
    أسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يعلي شأنهم، وأن ينصرهم على عدوه وعدوهم إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
    إمام المسجد
                  

01-06-2017, 08:25 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    جماليات الدين.. التسبيح
    " سبحان الله " كلمةٌ صغيرة يقولها اللسان، لكنها كلمة إجلالٍ وتعظيمٍ، تبجيلٍ وتقديسٍ، ينطقها العبد تنزيهاً لله عزَّ وجلا حينما ينبهر بعظمته وملكوته، ويدرك هيبته المتجلّية في مخلوقاته وأفعاله، فيقف فاغراً فاه في آية من آيات الله الكونية.
    أن تسبح الله معناه أن تقر بربوبيته سبحانه، وتقرَّ بجوارحك وتفكيرك أنه عز وجلّ أعلى من أن يحيط به عقلٌ، أو يتصوره خيالٌ { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ( الشورى : 11 )، ليس كمثله شيء، ولا يحيط به شيء، بل هو يحيط بكل شيء : { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقةٍ إلا يعلمها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبين } ( الأنعام : 59 ) .
    أن تقول سبحان الله معناه أن تستحضر صفات الجمال والجلال، في رحلةٍ كونية عظيمةٍ، تتأمل فيها وتبصر، تتدبّر وتعقِل، فتلك نملةٌ تسعى في الأرض وتكدح، وذلك طائرٌ يعانقُ السماء ويسترزق، تلك أمٌّ تحنو على صغارها وتُرضع، وذاك رجلٌ يسعى من أجل أسرته ويعمل، و كواكبٌ تدور في الفلك بإحكام ، وفي الأرض شجرةٌ تملأ الجائع بالثمار، ومياهٌ عذبةٌ تروي العطشان و بخريرها يقف كلُّ رسّامٍ مشدوه الإحساس بريشته يرسم الأنهار، وأعماقها عالمٌ والمالحة منها البحار ... كله من خلق الله، فتعجّب وقل : سبحان الله .
    اقرأ حروف الكون، وتناغم مع تلك العظمة، وقل فيه ما شئت، وانظم في جماله القصائد، واكتب في وصفه الصحائف، لكن لا تنسَ " سبحان الله ".
    فأممٌ في الأرض، وأممٌ في السماء، وأخرى في أعماق المحيطات، كلٌّ له حياته، ودوره، وكل الخليقة أممٌ : { وما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون } ( الأنعام : 38 ) .
    تلكَ الأمم والمخلوقات كلها تسبّح الله تعالى، طوعاً أو كرهاً، شاءت أم أبت، فذاك عظيم الكون وإلهه، الملك القائم بأمر الكون؛ فاقرأ إن شئت كتاب الذكر والتسبيح الأعظم حين يقول الله تعالى : { تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفوراً } ( الإسراء 44 ) .
    ومن هنا كان التسبيح شعار السالكين، والأنبياء والأولياء الصالحين، بل هو دأب الملأ الأعلى : { وله ما في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستسحرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون} ( الأنبياء : 19-20 ).
    فتأمّل أيها القارئ كلمة " مَن عنده " وهم الملائكة في العوالم العليا؛ يقول الإمام الألوسي : " وهم الملائكة مطلقاً عليهم السلام على ما روي عن قتادة وغيره " -1-.
    فلا تحرم نفسك أيها السالك في مدارج الإيمان من فضله، وأنت ترى أنه مقرون مع الصلاة؛ وهي أفضل العبادات وأرقى القربات، " سبحان ربي العظيم " في الركوع، و " سبحان ربي الأعلى " في السجود، فتكونَ ورداً دائماً في الصلاة المفروضة والنافلة أيضاً، واستزد منها في الأذكار { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } ( المطففين : 26 ).
    فجمالية التسبيح فضلاً عمّا ذكرناه آنفاً، من تأملات في نفس الإنسان خاصّةً، ومخلوقات الله عامّة، وتدبير الله للكون وتصريفه له ولمآلات البشر وأقدراهم، تتجلى جماليته أيضاً في فضله العظيم، وأجره الكبير.
    فهذا الإمام البخاري يروي في صحيحه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ) رواه البخـاري.
    فالتسبيح لمائة مرة فقط يحطُّ عنك الخطايا وإن كانت مثل زبد البحر في كثرتها وتنوّعها، فأيُّ جمالٍ بعد هذا، وأيُّ شيءٍ يُقال ؟
    والعبد المخلص يدرك نعم الله عليه، ويستحضر عظمة الله في سرّه وعلانيته، والمحبُّ يفعل ما يُرضي حبيبه، ومن أرضى الله تعالى فقد فاز في دنياه وآخرته، فتأمّل معي وأبصر حين يروى عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم – قال :( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده).
    وأزيدك في فضل التسيح حتى تقف على جمالياته قول النبيّ – صلى الله عليه وسلم – أم هانيء بنت أبي طالبٍ – رضي الله عنها - : (سبٍّحي الله مائة تسبيحة ، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ) -2-
    مائة رقبة ؟ فتصوّر معي أيها القارئ الفطن، لو استمر الرقّ في عصرنا، فبكم سيكون تحرير رقبة أو شراء أمَةٍ أو عبدٍ ؟ لاشك أنه سيكون أغلى من شراء سيارة، ولكلّف آلاف الدراهم والدولارات، واضرب ذلك في مائة، واحسب الأجر لو استطعت، والله يضاعف لمن يشاء !
    " أخي يا رفيق الطريق، ليس كلّ من نطق بعبارة التسبيح قد سبّح الله، فسبّح الله؛ سبّح الله، سبّح الله ! تلك لمعةٌ من لمعات التسبيح، وومضةٌ من ومضاته، ومضةٌ أقلُّ من أثر البرق،ضرب هنا ثم انتهى قبل أن تدركه عين ! " -3-
    فاغتنم أيها السالك، واتعظ أيها المخالف، وتأمّل جمالية التسبيح، واسبح بعقلك وتفكيرك في عبره وعظاته وعالمه، تكن إن شاء الله من المبصرين.
    هوامش المقال
    -1- روح المعاني للألوسي، تفسير سورة الأنبياء .
    -2- أخرجه النسائي والطبراني وابن خزيمة، وصححه الألباني في الصحيح الجامع .
    -3- الشيخ فريد الأنصاري، ميثاق العهد في مسالك التعرّف إلى الله، ص : 45.
    أبو عبد الرحمن الإدريسي-إسلام ويب
                  

01-06-2017, 08:27 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اشتكى الجمل، وسلم الحجر، وحنَّ الشجر حُباً للنبي
    أحبَّ الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من حبهم لأنفسهم وآبائهم وأبنائهم، وقد سُئِل علي رضي الله عنه كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا، وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ". والسيرة النبوية زاخرة بالأمثلة الدالة على حب الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم.. وإن لم يكن عجيباً أن يحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم أصحابُه، فالعجيب حقاً أن يحبه ويشتاق إليه الجماد والشجر، والطير والحيوان، قال ابن الجوزي: "فحنَّ إليه الجذع، وكلّمه الذئب، وسبَّح في كفه الحصى، وتزلزل له الجبل، كلٌ كنَّى عن شوقه بلسانه".
    أنتَ الذي حنَّ الجمادُ لعطفهِ وشكا لك الحيوانُ يومَ رآكا
    والجذعُ يُسمعُ بالحنين أنينُه وبكاؤُه شوقاً إلى لُقياكا
    حب الحيوان والشجر والجماد للنبي صلى الله عليه وسلم يمثل جانباً هاماً من معجزاته ودلائل نبوته، وقد نقل إلينا الصحابة رضوان الله عليهم صوراً وأمثلة كثيرة من هذا الحب، ومن ذلك:
    جمل يشتكي للنبي صلى الله عليه وسلم:
    عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال: (أردفني (حملني) رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه، فأسر إليَّ حديثاً لا أخبر به أحداً أبدا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل (مجموعة)، فدخل يوما حائطاً (بستانا) من حيطان الأنصار، فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه، قال بَهْز وعفان: فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حَنَّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله لى الله عليه وسلم سَرَاته وذِفْراه (ظهره وأذنيه) فسكن، فقال: من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: أما تتقى الله في هذه البهيمة التي ملككها الله، إنه شكا إلىَّ أنك تجيعه وتدئبه (تتعبه)) رواه أبو داود وصححه الألباني.
    وفي شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية: "شكا إليَّ" بالنطق، أو بفهمه من فعله المذكور، وكل معجزة".
    شجر يسلم، وجذع يبكي حباً وشوقاً:
    عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال: (بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا منزلا، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت شجرة استأذنت تشق الأرض حتى غشيته، ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ ذكرت له ذلك، فقال: هي شجرة استأذنت ربها عز وجل أن تسلم عليّ فأذن لها) رواه أحمد.
    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقوم يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب الناس، فجاءه رومي فقال: ألا أصنع لك شيئا تقعد عليه وكأنك قائم؟ فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على الثالثة، فلما قعد نبي الله صلى الله عليه وسلم على ذلك المنبر خار الجذع كخوار الثور حتى ارتج المسجد، حزنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من المنبر فالتزمه (ضمه إليه) وهو يخور، فلما التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سكن، ثم قال: أما والذي نفس محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا إلى يوم القيامة، حزنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فدُفِن) رواه الترمذي وصححه الألباني .
    قال المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه: "لا تلوموه ـ أي: الجذع ـ، فإن رسول الله لم يفارق شيئًا إلا وجَدَ (حزن) عليه".
    يحن الجذع من شوق إليك ويذرف دمعه حزناً عليك
    ويجهش بالبكاء و بالنحيب لفقد حديثكم و كذا يديك
    حجر يُسلَم، وجبل يهتز، حُبّاً وفرحا بالنبي:
    إن كان عجيباً أن يحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم ما فيه حياة وهو لا يعقل، كالشجر الذي كان يعرفه ويسلم عليه، والجذع الذي اشتاق إليه، فالأعجب حقّاً أن يحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم ما ليس فيه حياة ولا عقل، شيء إن نظرتَ إليه ظننتَ أنه لا يعقل، ولا يسمع ولا يرى، ولكنه في الحقيقة يسمع ويعقل، بل يحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم.
    عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل ـ أي حجر ـ ولا شجر، إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله) رواه الترمذي وصححه الألباني. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني لأعرف حجرا بمكة، كان يسلم علىَّ قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن) رواه مسلم. قال النووي: "فيه معجزة له صلى الله عليه وسلم، وفي هذا إثبات التمييز في بعض الجمادات، وهو موافق لقوله تعالى في الحجارة: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (البقرة:74)".
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أُحُداً جبل يحبنا ونحبه) رواه مسلم. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (صعد النّبي صلى الله عليه وسلم إلى أُحُد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله قال: اثبت أحد، فما عليك إلّا نبيّ، أو صدّيق، أو شهيدان) رواه البخاري.
    قال ابن حجر: "الحب من الجانبين على حقيقته وظاهره، وقد خاطبه صلى الله عليه وسلم مخاطبة من يعقل، فقال لما اضطرب: (اسكن أحد)".
    وقال ابن عثيمين: "وارتجَّ بهم الجبل وهذا من آيات الله، ليس هو ارتجاج نقمة وخسف، لكنه ارتجاج فرح".
    لا تلوموا اُحُدَاً لاضطراب إذ علاه فالوَجْد داء
    اًحُد لا يُلام فهـو محبٌ ولَكَمْ أطرب المحبَّ لقاءُ
    لقد أنطق حب النبي صلى الله عليه وسلم الحجر، وحرك الشجر، وأبكى الجذع، وأسكب دمع البعير، وحرّك الجمادات والنباتات شوقاً إليه وفرحاً به.. إنها آيات ومعجزات لنبينا صلى الله عليه وسلم حدثت له في حياته ورآها أصحابه، وثبتت في صحيح الأخبار، فيجب تصديقها والإيمان بها، وهي من جملة دلائل نبوته، وإذا كانت هذه المخلوقات التي لا تعقل تحبه وتشتاق إليه، وتطيعه وتمتثل أمره (وهي غير مُكَلَفَة) فأين نحن من حبه صلوات الله وسلامه عليه؟!! وأين نحن من اتباعه وطاعة أمره، والاقتداء بسنته وهديه؟!!
    ولوْ لمْ يكن في القلب حبُّ محمدٍ لعمّت بك البلوى و دام الضلالُ
    وكان الحسن البصري يقول: "يا معشر المسلمين الخشبة تحنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه، أفليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحق أن يشتاقوا إليه؟!".
    حنَّ جذع إليك وهو جماد فعجيب أن يجْمَدَ الأحياءُ
    إسلام ويب
                  

01-06-2017, 08:28 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    القراءة التشاؤمية للأحداث...!
    القراءة التشاؤمية للأحداث خارجة من نفسية حزينة مكتئبة، لا ترى إلا السواد المعتم، والغموض والمخاطر .(( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )) سورة النساء .
    • ناشئة من قلة الوعي القرآني والفهم الحديثي والتاريخي، فتسكب المدامع، وتذر العمل..!
    • وفي الحديث(اعملوا فكلٌ ميسرٌ لما خُلق له ).
    • يقول نبيكم صلى الله عليه وسلم(ويُعجبني الفأل قال قيل : وما الفألُ ؟ قال : الكلمة الطيبة ) كما في الصحيحين . وفي الحديبية وقد ضاق الصلح، وصُدوا عن البيت، فحضر سُهيل بن عمرو فقال (هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم).
    • لكل ضيق انفراجة، ولكل حُزن سرور، ولكل عسر يسر، ولا يغلب عسر يسرين(فإن مع العسر يسرا)سورة الشرح.

    عسى الكرب الذي أمسيتُ فيه يكون وراءه فرج قريبُ
    فيأمن خائف ويُفَك عانٍ ويأتي أهلَه النائي الغريبُ
    • أعظم فرص الأعداء ومداخلهم، في اختراقنا وإضعاف معنوياتنا..!(( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وَخَافُونِ ))سورة آل عمران. قال ابن عباس وغيره: يخوفكم بأوليائه.
    • والمقصد: يخوفكم من نحو ما يشيع الآن من عدو مبير، أو جيوش جرارة، أو ترسانة فتاكة، أو تآمر دولي،،،!
    • المتشائمون على غفلة من الوعد الرباني بتمكين هذه الأمة وهزيمة الأعداء((فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا )) سورة مريم .
    • يتجاهل مكامن القوة والصرامة في بلده وأمته، ويغرد كعصفور حزين قد بلله القطر..!
    • يردد هُزمنا،، حوصر الإسلام، استؤصل السنة، وسُلمت البلاد للروافض الأشرار..!

    • يغض الطرف عن مقاومة باسلة، واستنزاف اقتصادي، وتكشف الأقنعة، وانفضاح أحزاب التشيع والمقاومة الزائفة من عقود..!
    • لم يستفد من درس الأحزاب (( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما )) سورة الأحزاب .
    • علينا بالحزن الإيجابي الدافع للعمل، والقائم بمقامات النصرة والتعاون والدفاع والبذل .
    • ضاقت أبواب للرزق يوجد غيرها أبواب، ولكننا لا نتفاءل ونتأمل،،(( وفي السماء رزقكم وما توعدون ))سورة الذاريات.
    • الامتحان سنة الحياة وفي أهل الإيمان أشد، وشدته زيادة صبر وثواب، وتمحيص واختيار.
    • في العراق وسوريا انكشف المشروع الصفوي ودعم الغرب الصليبي له.
    • مثل ذلك يحملنا على التوحد السني والتلاحم الشديد .
    • المتشائم يرى الشام تدمرت وتمزقت، والمتفائل يراها طُهرت من شراذم الخلق، وتعرت النصيرية المقاومة، واستُنزف الروس الفجرة ..!
    • أطفال سوريا ونساؤها علامات فارقة في التصدي والاستبسال،ومقاومة العدوان، تبعث على الأمل الكبير.
    • بُغض العالم الإسلامي للدولة الصفوية ومكابرتها من جراء تغولها، حتى حرمهم الله حج السنة الفائتة ١٤٣٧، ودعوات متوالية بطردها من التعاون الإسلامي..!

    • كل ما يجري في الكون بعلم الله وحكمته، والله هو الحكم العدل، بيده مقاليد السموات والأرض .
    • التعمق في المفاهيم القرآنية والسنية يغيث القلب والروح بإيمان صبور، وعمل جسور، وانطلاقة شماء متحدية..!(( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب، إن ذلك على الله يسير )) سورة الحج.
    • المتشائم وظيفته التقنيط ونشر اليأس والحزن في عقول الناس، ولو جاء في شكل علمي وتحليلي ، وهو خلاف المنهج الشرعي(( لا تيأسوا من روح الله )) سورة يوسف .
    • هناك مثل عالمي رائع ( لأن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام مائة لعنة ).
    • حلّل الأحداث وتأملها بلسان قرآني مبين، وذوق نبوي رائق، ولا تسر سيرة الحزانى اليائسين ..!( والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله).

    • التشاؤم خليق أن يورثنا العجز والكسل، ويمد فينا ظلال الأحزان، ولذا إذا شعرت به فعد إلى :
    ١/ قراءة القرآن تدبرا وفهما وتفسيرا واتعاظا(( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)) سورة الشورى .
    ٢/ وعي السيرة وتعلم فقهياتها الدعوية والتربوية والاستراتيجية ، ويكفيك صلح الحديبية(( إنَّا فتحنا لك فتحا مبينا )) سورة الفتح. حتى قال عمر رضي الله عنه ( أو فتح هو )؟!.
    ٣/ استطلاع أحوال رسول الله وتأمل لحظاته وقت الحزن والسعد والحرب والسلم، والضيق والرخاء .( الآن نغزوهم ولا يغزونا) كما في صحيح البخاري .
    4/ استلهام السنن التاريخية، والتي وضعها الله سننا ومعالم لا تخيب ولا تتخلف من انتصار المتقين، وهزيمة الظالمين، والتدافع والتداول،،،! ...!
    5/ الانطلاق عملا وجدا وإتقانا، متوكلين على الله، راجين ثوابه ونصره ورزقه.(( وما النصر إلا من عند الله )) سورة آل عمران .! والله ولي التوفيق ...

    ومضة/ كل مثقف أو متحدث أو عالم يغلّب جانب التشاؤمات، فانفضّوا عنه، وعودوا للمنهج الشرعي..!
    د.حمزة بن فايع الفتحي
                  

01-06-2017, 08:35 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قدوات الشباب بين المسوخ وأهل الرسوخ
    من أصول التربية التي اتفق عليها كل المتخصصين في هذا المجال التربية بالقدوة، وقد عدها الأكثرون ـ إن لم يكن الجميع ـ في مقدمة الوسائل والأساليب التربوية وأعظمها أثرا في نفس المربى وأكثرها فعالية.

    واتفقت كلمة المخلصين منهم على أن الأمم التي تريد النهوض والتقدم والرقي لابد وأن تتخير القدوات التي تقدم لأبنائها، سواء في مناهج التعليم في المدارس والجامعات، أو التي تعرض من خلال الشاشات في الأفلام والمسلسلات، أو التي تناقش من خلال المنتديات والبحوث العلمية حتى والشهادات الجامعية والدراسات العليا.. وأهم من هذا كله القدوات الظاهرة الواقعية التي يتعامل معها الشباب في شتى المجالات ومختلف المناسبات.. كل ذلك ينبغي أن يختار بعناية فائقة ومن خلال خطط مدروسة ومنهجية محسوبة.

    أما إذا أرادت أمة ما أن تعيش بلا قيمة ولا دور ولا أثر، وألا يكون لها ذكر بين الأمم، فأول سبل السقوط والتردي هو اختيار قدوات ممسوخة تصلح لهذه الهمة المنكوسة وتقعد بها عن السعي إلى المعالي والمكارم، فــ
    على قدر أهل العزم تأتي العزائم .. وتأتي على قدر الكرام المكارم

    ومن ثم إذا أردت أن تعرف قيمة أي أمة فانظر إلى ما تقدمه لأبنائها من قدوات ليكونوا مثلا عليا لهم، يسيرون على خطاهم، ويتمثلون بأخلاقهم وأعمالهم، ويسعون ليكونوا أمثالهم.

    إن واقع أمتنا الإسلامية في عصورها المتأخرة يدل على أنها تنكبت طريق العز والرفعة، وتركت الريادة والسيادة لغيرها بعد أن سادت الدنيا قرونا طويلة، وكان من أهم دلالات هذا السقوط والتردي والتأخر والتنكب للطريق القويم ـ وهو في ذات الوقت من أهم أسبابه ـ تغيير مفهوم القدوة عند القابضين على زمام الأمور فيها، وعند المتحكمين فيما يعرض على الناس منها.

    إن نظرة سريعة لحال الشباب المسلم بنيي وبنات، والنظر في ملابسهم وقصات شعورهم، وجديد الموضة عندهم، وحال أخلاقهم والتمعن في دراسة ظاهرهم كافية لتدلك على ما في قلوبهم.

    وإن استبيانا سريعا حول من تحب أن تكون؟ أو من هو قدوتك الأولى؟ أو من هو مثلك الأعلى؟ يكفي لفضح المستوى الذي وصل إليه حال أبنائنا وشبابنا وبناتنا. ومدى النجاح الذي حققه الساعون في تضليل الأمة وإسقاطها، والمحاربون لدين الله وشرعه.

    مسوخ لا قيمة لها
    بالتفتيش في كتب الدراسة في بلاد مسلمة كثيرة، والمتابعة لشاشاتها المرئية وقنواتها الفضائية، وبرامجها الحوارية ومجلاتها وصحفها وكل ما يصل إلى يد الفئة المستهدفة فيها، نجد أن جل ـ أو بالأحرى كل ـ ما يقدم على أنه قدوة مسوخ لا قيمة لها حقيقية: لا حضارية ولا فكرية ولا دينية ولا ثقافية، وإنما هم أهل اللهو واللعب، وإنما أمة تلهو وتلعب فاختارت لأبنائها قدوات على قدر حالها. إما لاعبون وإما ممثلون وإما مغنون ومن على هذه الشاكلة (تارة من داخل بلادها وتارة مستوردون من غير بلادها وعلى غير دينها وخلاف ثقافتها وغاياتها)، وصارت هذه ثقافة مجتمعية وحقيقة اجتماعية أن اللاعب، أو الفنان ـ الممثل والراقصة والمغني وأشباههم ـ أعلى قدرا وأكثر هيبة ومحبة في قلوب الناشئة من المخترع المبدع أو أستاذ الجامعة أو المدرس مربي الأجيال ـ فضلا عمن هو دونهم، أما من جهة الدخل المادي فلا مقارنة تذكر، حتى صارت أمنية كل شاب أن يكون لاعبا أو لاهيا، ولك أن تتصور أمة أو بلدة هذا هو أقصى ما يتمناه ويسعى له أبناؤها وجيلها الناشئ.

    إن النهوض بأي أمة لابد أن يسبقه نهوض بهمم أبنائها، وعلو في سقف آمالهم وأمنياتهم، وتحفيز حقيقي وسعي حثيث للأخذ بهم إلى طلب المعالي وفعل أهل المروءات، ولا يتأتى هذا إلا إذا وجهت كل وسائل التربية والتوجيه إلى هذا الهدف السامي، ويأتي في مقدمة وسائل بلوغ هذا الهدف إعادة النظر في اختيار القدوات المقدمة لهم، والحمد لله أن تاريخ هذه الأمة المجيد ينضح بأمثال هؤلاء العظام الذين يصلح كل واحد منهم أن يكون أمة بذاته فضلا عن أن يكون قدوة من القدوات.

    صور من أصحاب الرسوخ وأهل الهمم
    إن أعلى قدوة لنا على الإطلاق كمسلمين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا أن نقتدي به ونتأسى بأخلاقه وفعاله وكل أحواله: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}.

    ثم يأتي من بعده إخوانه من المرسلين والنبيين الذين أمره الله أن يتخذ منهم قدوة له وأسوة، وأن يهتدي بهداهم، على رغم أنه أفضلهم وأعظمهم ،وذلك تنبيها على أهمية دور القدوات، قال تعالى بعد أن ذكر بعض أسمائهم: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}.

    ثم إنه صلى الله عليه وسلم ربى لنا رجالا، وصنع منهم مصابيح هداية تصلح أن تنير طريق كل من اهتدى بها وسار على دربها، واقتفى آثارها، وهم بدورهم أخرجوا لنا أمثالهم {فالبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه}. ولك أن تتخيل كيف كان هؤلاء الكبار بعد أن تقرأ هذين المثلين لبعض صغار السن فيهم.

    الطفل الإمام
    روى الإمام البخاري في صحيحه عن عمرو بن عبسة قال: (كنا بماءٍ ممرِّ الناسِ، وكان يمر بنا الركبانُ فنسألهم: ما للناسِ، ما للناسِ؟ ما هذا الرجلُ؟ فيقولون: يزعم أن اللهَ أرسله، أوحى إليه. أو: أوحى اللهُ بكذا، فكنتُ أحفظُ ذلك الكلامَ، وكأنما يقرُّ في صدري، وكانت العربُ تلوم بإسلامهم الفتحَ، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبيٌّ صادقٌ، فلما كانت وقعةُ أهلِ الفتحِ، بادر كلُّ قومٍ بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامِهم، فلما قدم قال: جئتُكم واللهِ من عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حقًّا، فقال: (صلوا صلاةَ كذا في حين كذا، وصلُّوا كذا في حين كذا، فإذا حضرتِ الصلاةُ فلْيؤذِّن أحدُكم، وليؤمكم أكثرُكم قرآنًا). فنظروا فلم يكن أحد أكثرَ قرآنًا مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقدَّموني بين أيديهم، وأنا ابن ستِّ أو سبعِ سنين).
    فكان هذا الإمام الصغير يصلي بقومه إماما لأنه كان أحفظهم لكتاب الله.

    قال الشافعي رحمه الله: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين..
    وأما أبناؤنا في هذا السن فيشاهدون ميكي ماوس، وكارتون القط والفأر، وأشباهها.

    ضرورة
    إننا نحتاج أن نعرض على أبنائنا بطولات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبادتهم، وطرائق فكرهم، وعلو هممهم، ومدى ما حققوه في زمان بسيط جدا لدين الله تعالى.

    نعرض قدوات صغار الصحابة كابن عمر وابن عباس وزيد بن ثابت الذي تعلم لغة اليهود في خمسة عشر يوما وأتقنها حتى كان يترجم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كتبهم ويترجم بينه وبين رسلهم ترجمة فورية.

    نحتاج أن نعرض للشباب قدوات أمثالهم مثل أسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة، ومحمد بن الثقفي، ومحمد الفاتح.. وكلهم كانوا قادة جيوش وفتوح كبرى في التاريخ وهم أبناء العشرين، دونها قليلا أو فوقها قليلا.

    حتى الكبار يحتاجون إلى قدوات كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الكرام، ومن بعدهم من التابعين كمالك والشافعي وأحمد والسفيانين والأوزاعي والبخاري ومسلم والحفاظ الكبار، وابن تيمية والعز بن عبد السلام والذهبي ونظرائه.. في طريق طويل يصعب معه العد ويحتار المرء في الاختيار من الكثرة والوفرة.

    أليس من الظلم لأبناء الإسلام أن يترك هؤلاء الكبار الكرام، وهؤلاء القدوات الأعلام، وأهل الرسوخ في الإسلام، لنقدم لهم هذه القدوات من المسوخ والأقزام؟
    إسلام ويب
                  

01-07-2017, 11:41 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مجانسة
    ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺴﻜﻨﺪﺭﻱ :
    ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﺴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻟﺴﺔ ،
    ﻓﺈﻥ ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺤﺰﻭﻥ ﺣﺰﻧﺖ ،
    ﻭﺇﻥ ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺮﻭﺭ ﺳُﺮِﺭﺕ ،
    ﻭﺇﻥ ﺟﻠﺴﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﺳَﺮَﺕ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ،
    ﻓﺘﺒﺼﺮ ﺃﻣﺮﻙ ﻭﺗﺪﺑﺮ ﺣﺎﻝ ﺻﺤﺒﻚ ،
    ﻭﺇﻥ ﻭﻓﻘﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﺤﺒﺔ ﻃﻴﺒﺔ ،
    ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ،
    ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺷﻜﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﺍﻟﺘﺎﻡ
    ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺤﺒﺔ ،
    ﻭﻻ ﺗﺼﺎﺣﺐ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻨﻬﺾ ﺑﻚ ﺣﺎﻟﻪ ،
    ﻭﻻ ﻳﺪﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻘﺎﻟﻪ
    --------------قال الله تعالى :
    "ولاتستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن..."
    عندما تتعرض لإساءة فلا تفكر في أقوى رد ، بل فكر في أحسن رد ..---------
                  

01-08-2017, 09:58 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    أثر وسائل التواصل الاجتماعي في تفكك الأسرة والمجتمع
    وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها «فيسبوك» أصبحت أقصر الطرق إلى الطلاق والانفصال بين الزوجين، هذا ما خلص إليه عدد من الدراسات الحديثة، أبرزها دراسة أجرتها الأكاديمية الأمريكية لمحامي الطلاق، وأخرى نشرتها صحيفة الإندبندنت نقلًا عن جمعية المحامين الإيطالية.

    ويأتي موقع «فيسبوك» في صدارة كافة المواقع، إذ يعد المتهم الأول المسؤول عن ارتفاع نسب الطلاق العالمية، وتشير الإحصائيات إلى أن 20% من حالات الطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية سببها المباشر هو «فيسبوك».

    وفي المرتبة الثانية يأتي تطبيق «واتساب»، فبحسب جمعية المحامين فإنه تسبب في 40% من حالات الطلاق في إيطاليا، وذلك لسهولة الاتصال بين الرجال والنساء وارتفاع نسب خيانة الأزواج.

    يقول رئيس الجمعية «جيان إيتوري» إن بداية الخيانة تكون عادة من خلال رسائل نصية قصيرة عبر «فيسبوك» ثم تتطور العلاقة وصولًا إلى «واتساب»، حيث يتبادل الطرفان الصور، وبعد ذلك تحدث الخيانة.

    بهذا الصدد، يقول د. محمد بن عبدالعزيز الشريم الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود: هذه الوسائل والتطبيقات تحمل نذر الخلافات لمن يسمح لها بالاستحواذ على حياته، من جهة كونها تشغل الشخص عن شريك حياته، ولاسيما حينما يدمن عليها ويقضي فيها وقتًا طويلًا ينافس الوقت الذي ينبغي أن يقضيه الزوجان مع بعضهما، مضيفًا أنه قد يجد أحد الزوجين في تلك الوسائل مهربًا من إمضاء الوقت مع الطرف الآخر بسبب وجود بعض المشكلات في التحاور وتبادل الرأي، مما يوسع الهوة بينهما بدلًا من السعي للتقارب وإزالة أسباب الخلاف.

    وفي السياق ذاته، ذكر موقع «ديفورس-أون لاين» Divorce on line البريطاني أن «فيسبوك» وحده تسبب في ثلث حالات الطلاق في بريطانيا عام 2011.

    من جهته، أوصى الدكتور عبدالناصر جبل رئيس قسم خدمة الفرد بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، بالتقليل من قضاء الأوقات في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الإفراط في استخدامها يؤدي إلى الشعور بعدم الاكتفاء الزوجي؛ الأمر الذي قد يزيد وتيرة المشاكل ويرفع من احتمالات الطلاق.

    الخيانة الرقمية
    ساهمت مواقع التواصل في ظهور سلوكيات ومصطلحات كانت تبدو غريبة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وأصبح من السهل على الرجال والنساء التحدث إلى بعضهم البعض بلا حواجز أو وسائط.

    تفسر المستشارة الأسرية «تهاني الشروني» هذا النوع من الخيانة بقولها: «المشكلات التي نتعامل معها تحمل تناقضات غريبة، فقد يعكر صفو حياة هادئة وجميلة بين زوجين أن أحدهما استسهل الحديث والمزاح مع الغرباء في الفضاء الإلكتروني المجهول».

    وأضافت: «ما لم يكن ممكنًا التلفظ به في الحياة الحقيقية أصبح سهلًا عبر لوحة المفاتيح، فمن خلف هذه الشاشات يتجرأ الكثيرون وكأنهم يتخلصون في العالم الافتراضي من شخصياتهم الرزينة والمتحفظة.. وقد تعاملت مع مشكلات عديدة كان بدايتها ضغطة زر على علامة الإعجاب في فيسبوك من زوجة على منشور لشخص غريب الأمر الذي لم يتحمله الزوج، أو تعليق مازح من قبل الزوج على صورة لفتاة مما أثار حفيظة زوجته، فضلًا عن التساهل في الدردشة والذي غالبًا ما يكون بداية لمنكرات كثيرة».

    وأكدت الشروني أهمية أن يراعي كلا الزوجين شريكه، ويحرص على نزع فتيل أي شك أو استياء بإعادة بث روح الثقة، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بتقليص حجم وأهمية هذه الوسائط في حياتنا أولًا، ثم بالالتزام بالضوابط الشرعية والحياء ثانيًا.

    وقد استشعرت المجتمعات الغربية - برغم تفككها أصلًا - خطورة تلك المواقع، فهذا «د. فيل» الطبيب النفسي الأمريكي الشهير يؤكد فى برنامجه أن «فيسبوك» سلاح ذو حدين، وأنه قد يدمر العلاقات الزوجية، وخاطب جمهوره قائلًا: «اعملوا على استعادة التواصل بين الأشخاص الحقيقيين».

    تغافل عن الضوابط الشرعية:
    يرى الشيخ عبدالعزيز المطيري رئيس تحرير مجلة الأسرة أن ثمت وقائع كثيرة تدل على أن التوسع في قبول الصداقات بين الرجال والنساء على «فيسبوك» يفاقم المشكلات بين الأزواج، لأن الرجل الغيور لا يرضى من زوجته هذه الطريقة في التعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي.

    ولتلافي الوقوع في تلك المزالق أوصى رواد الإنترنت بالخوف من الله عز وجل واستحضار رقابته في كل لحظة ودقيقة يكون فيها الإنسان متصلًا بالشبكة، مؤكدًا ضرورة وضوح الهدف من الدخول والمشاركة والالتزام بالضوابط الشرعية.

    كما نصح المطيري مستخدمي الشبكات الاجتماعية بالبعد عن أي شيء قد يدعو إلى الريبة أو يفتح بابًًا للفتنة، والابتعاد عن الدخول في المسائل الشخصية، داعيًا النساء إلى تجنب التبسط في الردود والمحادثات، وعدم الخضوع بالعبارة أو تليينها واستخدام اللغة الواضحة والواثقة، والكف المباشر عن المحادثة إذا تحركت الشهوة في القلب.

    العلاقات الأسرية وتربية الأبناء:
    على مستوى العلاقات الأسرية انتقد المطيري الغياب الروحي والعاطفي بين أفراد الأسرة برغم الحضور الجسدي، حيث يمسك كل منهم بهاتفه في غفلة عمن يجلسون معه!

    وأضاف أن من بين أهم التأثيرات في مجال التربية انشغال الآباء والأمهات بوسائل التواصل، والذي جعلهم يقصرون في واجبهم تجاه أبنائهم وبناتهم في التربية والتوجيه، وفي المقابل انشغل الأبناء والبنات بوسائل التواصل وقصروا مع والديهم في البر والطاعة.

    صلة الأرحام:
    يرى المطيري أن الانشغال بالهواتف الذكية والتطبيقات نوع من العقوق والتكاسل عن صلة الأرحام، وأشار إلى وضوح هذا الأمر بجلاء حتى تداول الناس عبارات من قبيل: «وسائل التواصل ألغت التواصل»، فالتواصل والصلة التي كان الناس يهتمون بها ويحرصون عليها تراجعت كثيرًا بعد هذه الوسائل، وربما الحضور المتواصل في وسائل التواصل قلل من الدافع النفسي للصلة المباشرة، وهذا سينعكس بالطبع على العلاقات بين الأقارب والأرحام.

    من جانبه يقول د. الشريم: أسهمت الأجهزة بشكل ملحوظ في انشغال بعض الناس عن الآخرين في حضورهم، خاصة مع كبار السن من أجداد وغيرهم. وبالتالي فقد أصبح بعض كبار السن يشعر بالعزلة عن أقاربه لانشغالهم بالأجهزة أثناء زيارتهم له بدلًا من الحديث معه والاهتمام به.

    وأردف أن ارتباط الأطفال بتلك الأجهزة قد يؤدي إلى شعورهم بالملل من الزيارات العائلية وصلات الرحم، فيجدون في هذه الأجهزة مهربًا من محاولة قضاء الوقت بالتواصل الفعلي الواقعي مع أقاربهم، وبالتالي يبدأ الأقارب في الشعور بشيء من القطيعة الوجدانية معهم وإن كانوا حاضرين بأجسامهم.

    العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع:
    فيما يخص تأثير وسائل التواصل على عادات التواد والتزاور بين الناس، قال د. محمد الشريم: إن عادة التزاور بين الناس تقلصت لصالح تبادل الرسائل، وحدث هذا الأمر مع انتشار الهواتف الذكية، فقد صار بعض الناس يكتفي بالاتصال الهاتفي للتهنئة ببعض المناسبات أو حتى للسلام والسؤال عن الحال، ولا شك أن توافر الأجهزة الذكية قد وسع دائرة العلاقات الشخصية، وصارت الارتباطات بين زملاء العمل والدراسة والأصدقاء أكثر إلحاحًا في التواصل والرد.

    وأضاف أن جزءًا من المشكلة يعود إلى عدم القدرة على ترتيب الأولويات بشكل صحيح، ومن ثمَّ تحديد الأفراد الذين لهم حق الزيارة، ومن يكفي الاتصال بهم، لكن من ينظر إلى قائمة الهاتف ليلة العيد مثلًا يكتشف حجم المعاناة وصعوبة تحديد من يزور وبمن يتصل، وبالتالي صار هناك ضعف في الشعور بضرورة القيام بمتطلبات العلاقات الاجتماعية على المستوى الشخصي الذي كان يتم وجهًا لوجه.

    وحول الفتور الذي أصاب العلاقات الودية بين المسلمين في الأعياد والمناسبات، قال المترجم عاطف الحملي: هناك عادات ووسائل أكثر ودًّا للتهنئة نفقدها تدريجيًّا بسبب التطور التكنولوجي في وسائل الاتصالات، كانت التهنئة تستلزم في الماضي زيارات ودية لا بديل عنها بين الأهل والأصدقاء لإظهار كل شخص فرحته وحبه للآخر، ثم تحولت إلى اتصالات أقل ودًا تخفي بسماتنا على الوجوه، ثم هيمنت رسائل الهاتف المحمول والبريد الإلكتروني التي تظهر معها رسومات مصطنعة لوجوه كارتونية، ثم رسائل تهنئة مجمعة لكل الأصدقاء تخلو من الاهتمام بشخص المرسل إليه.

    نحتاج إذا استطعنا العودة تدريجيًّا خطوة إلى الوراء في طريقة التهنئة لكي يبقى الود والتراحم.

    الفجوة بين القول والفعل:
    يشتكي بعض الأزواج من أن زوجته قد تمكث ساعات أمام وسائل التواصل لتنصح أروع النصائح الزوجية، ثم هي على المستوى العملي الواقعي لا تنفع نفسها بتلك النصائح التي تقدمها للآخرين.

    ويفسر د. الشريم هذه الظاهرة بقوله: من المعلوم أن الطرح النظري أسهل من العملي بكثير، وهذا الأمر لا يقتصر على النساء فقط، فربما يقع الرجل أيضًا في الأمر نفسه دون أن يشعر، بل إن بعض المنظرين الكبار في تخصصات عديدة يفشلون في تطبيق ما ينصحون به الآخرين، ولذلك ينبغي على الزوج أن يتسع صدره لمثل هذه الأمور، وأن يلجأ لأساليب مبتكرة ومتجددة لتحويل تلك الأفكار إلى واقع ملموس، ومن ذلك جلسات النقاش الودية التي يستمع فيها لما تطرح زوجته من أفكار، ثم يثني عليها، ويقترح عليها أن يلتزم معها بخطة معينة لتعديل وضع خاطئ أو تطوير جوانب معينة في تربية الأبناء أو الاهتمام بالمنزل.

    نظرة متوازنة:
    وبرغم تحذيراته السابقة من الإفراط في التعاطي مع وسائل التواصل دعا الشريم إلى الإنصاف في تقييم تجربة وسائل التواصل، فقال: عندما يطرح موضوع المواقع الاجتماعية يرد في الذهن مباشرة «المخاطر»، بينما النظرة المتوازنة تتطلب النظر إلى الإيجابيات والسلبيات معًا، ليكون الحكم معتدلًا. ولكن بدون شك، استخدام أفراد الأسرة لتلك المواقع الاجتماعية قد أثر على تواصلهم الشخصي اعتمادًا على العلاقات التي صنعها العالم الافتراضي وجعلهم جزءًا منه، خاصة أن التفاعلات التواصلية مستمرة على مدار الأربع وعشرين ساعة يوميًّا وفي جميع أيام السنة.

    وأضاف أن مرحلة المراهقة بما تتميز به من تغيرات نفسية كبيرة، قد تجعل المراهق مائلًا للانزواء عن والديه وأسرته، ويلجأ إلى العالم الافتراضي سواء كان ذا صلة بواقعه من أصدقاء حقيقيين أو لا.

    وفي النهاية ينبغي أن تظل تلك الوسائط أدوات في أيدينا نستخدمها ولا تستخدمنا، نملكها ولا تملكنا، نتعامل معها بقدر الحاجة ولا نستسلم لما تفرضه علينا من قيم دخيلة.

    مغبون ذلك الشخص الذي يراهن على خسارة بيته وأصدقاء عمره الذين يؤازرونه ويدعمونه لصالح أصدقاء عالم وهمي لا يقدمون له سوى «لَيْكات»!
    منقول
                  

01-08-2017, 10:06 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مَثل المُنافق كمَثَل الشّاة العائرة
    روى الإمام مسلم في صحيحه في "كتاب صفات المنافقين وأحكامهم" من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ؛ تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً -وفي رواية: تَكِرُّ فِي هَذِهِ مَرَّةً وَفِي هَذِهِ مَرَّةً-) رواه مسلم.
    غريب الحديث
    الشّاة العَائِرَة: الحائرة المتردِّدَة لا تدري أيّها تتبع.
    تعِير: تتردّد وتذهب أو تنفر وتشرد.
    تَكِرّ فِي هَذِهِ مَرَّة وَفِي هَذِهِ مَرَّة: تعطف على هذه وعلى هذه.
    معنى الحديث
    يقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: (مَثَلُ الْمُنَافِقِ) أي صفته العجيبة الشّأن (كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ) أي الطّالبة للفحل المتردّدة -من "عار" أي ذهب وبَعُدَ- (بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ) أي القطيعين، فإنّ الغنم اسم جنس يقع على الواحد والجمع، لا تدري أيّهما تتبع (تَعير) أي تنفِر وتشرد (إلى هذه) أي القطعة (مرة، وإلى هذه) أي القطعة الأخرى (مرة) أخرى؛ ليضربها فحلها، فلا ثبات لها على حالة واحدة، وإنما هي أسيرة شهوتها، وهو تشبيه مركبٌ محسوسٌ بمعنى معقول، تقريبا إلى فهم المخاطب، فشبّه تردّده بين الطّائفتين -أي المسلمين والكافرين تبعا لهواه ومراداته، وقصدا إلى شهواته- بتردّد الشّاة العائرة التي لا تستقرّ على حال، وبذلك وصفهم الله تعالى في قوله: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء} (النّساء:143).
    وهذا المَثَل الذي ضربه النّبي صلّى الله عليه وسلّم يُبيّن حال المنافق وحقيقته، بأنّه ليس له ثباتٌ على الإيمان والحقّ والهدى، بل هو مع المؤمنين في ظاهره ومع الكافرين بباطنه، حرصًا منه على المنافع الدّنيوية، فإذا كان هناك نفعٌ من المؤمنين قال لهم: أنا معكم، وإن رأى منفعةً عند غيرهم قال: أنا معكم، يقول الله تعالى واصفًا طريقتهم: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} (النساء:141)، كما بيّن الله عزّ وجلّ حالهم في الآية الأخرى فقال: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلا} (النّساء:143)، فهذا تحذيرٌ من سلوك مسلك المنافقين واتباع طريقتهم المذمومة.
    وقفات مع المَثل
    - وجه الشّبه في الحديث: تمثيل حال المنافق في عدم ثباته على الحقّ والهُدى، بحال الشّاة العائرة المتردّدة بين الغنمين، قال الإمام الطّيبي رحمه الله: "شَبَّه تردّد المنافق بين المؤمنين والكافرين تبعًا لهواه وقصدًا لأغراضه الفاسدة كتردّد الشّاة الطّالبة للفحل، فلا تستقرُّ على حالٍ، ولذلك وُصِفُوا في التّنزيل: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء} (النساء:143)".
    - ذمّ النّفاق والمنافقين: هذا المَثَل يُبيّن خبث المنافقين وفساد طويّتهم وسوء عملهم، قال الإمام ابن القيّم رحمه الله: "قد هتك الله سبحانه وتعالى أستار المنافقين، وكشف أسرارهم في القرآن، وجلَّى لعباده أمورهم؛ ليكونوا منها ومن أهلها على حذر، وذكر طوائفَ العالم الثلاثة في أوّل سورة البقرة: المؤمنين والكفّار والمنافقين، فذكر في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفّار آيتين، وفي المنافقين ثلاث عشرة آية؛ لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم، وشدّة فتنتهم على الإسلام وأهله، فإنّ بليّة الإسلام بهم شديدة جدًّا؛ لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته، وهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوته في كلّ قالب يظنّ الجاهل أنه عِلْمٌ وإصلاحٌ، وهو غاية الجهل والإفساد، فلِلّه كم من معقَل للإسلام قد هدموه، وكم من حِصنٍ له قد قلعوا أساسه وخرّبوه، وكم من عَلَم له قد طمسوه، وكم من لواءٍ له مرفوعٍ قد وضعوه، وكم ضربوا بمعاول الشُّبه في أصول غراسه ليقلعوها، وكم عَمُّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها، فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبليّة، ولا يزال يطرقه من شبههم سَرِيَّةٌ بعد سريّة، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} (البقرة:12)، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ} (الصفّ:8)".
    - كيف يسلم المسلم من النفاق وأخلاق المنافقين؟ تحصُلُ له السّلامة بالاعتصام بحبل الله المتين، والاستقامة على شرعه ونهجه، والعمل بطاعته مع المؤمنين المخلصين، والثّبات على ذلك، فإذا التزم بذلك سَلِم من النفاق وأخلاق المنافقين.
    إسلام ويب
                  

01-08-2017, 10:08 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الإيمان قبل القرآن
    كانت الدنيا مظلمة، كالحة الوجه، مقطبة الجبين، قاسية القلب، قد بلغت من الحقارة والقذارة والسوء ما جعل الله يمقت أهلها جميعا عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب كما جاء في صحيح مسلم :"إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم جميعا عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب".

    كان الناس يعبدون الحجارة والرمال، والنخيل، والشمس والقمر والنجوم والكواكب، والجن والملائكة، ويئدون البنات أحياء، ويشربون الخمر، ويأتون الفواحش، ويأكل القوي منهم الضعيف.. يطعم أحدهم كلبه ويقتل ولده.

    حال الناس يجمعه ثلاث كلمات: وثنية فاحشة، وشهوات جامحة، وطبقية مجحفة.
    كل ذلك ظهر واضحا في وصف جعفر بن أبي طالب عندما ذهب مهاجرا مع من هاجر للحبشة، وأرسلت قريش لتستعيدهم وتستعدي النجاشي عليهم، فقال له جعفر:
    "أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل منا القوي الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام- فعدد عليه أمور الإسلام- فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاءنا به من دين الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحلّ لنا.

    ما الذي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لينقلهم هذه النقلة الكبيرة العظيمة، ما هو السحر الذي قلبهم به من هذه الحال إلى الحال التي أصبحوا عليها؟ ما الذي فعله فيهم ليحولهم من وضعهم الذي كانوا عليه ليصبحوا خير أمة أخرجت للناس؟

    إنها كلمة واحدة.. لقد علمهم الإيمان.. نعم علمهم الإيمان.
    كما قال ابن عمر رضي الله عنهما: "عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن"(رواه الحاكم والبيهقي).

    ورى ابن ماجة عن جندب بن عبدالله قال: "كنَّا معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ونحنُ فتيانٌ حزاورةٌ، فتعلَّمنا الإيمانَ قبلَ أن نتعلَّمَ القرآنَ، ثمَّ تعلَّمنا القرآنَ فازددنا بِه إيمانًا"(صحيح ابن ماجه).

    لقد عرفهم بربهم، ودعاهم إليه، وحببه إليهم، وحببهم فيه، حتى كان أحب إليهم من أموالهم وأولادهم وأزواجهم، بل ومن أرواحهم التي بين جنوبهم.

    علمهم الإيمان فأشرقت شمسه على ظلمة القلوب فأنارتها وأضاءتها.. ونفخت روح الإيمان في هذه الأرواح الفاسدة الكاسدة والقلوب الميتة فأحيتها وبعثتها.. وهطلت أمطار الإيمان على أرض القلب القاحلة فهزتها وأنبتتها وأثمرتها.

    علمهم الإيمان فكان تهيئة للنفوس لقبول الغرس كما تهيأ الأرض للزراعة، والقرآن كالغيث ينزل عليها فتنبت من كل زهر الربيع.. وأما الأرض القاحلة الأجادب فإنها لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً.
    يبين ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها قالت: "إنما نَزَلَ أولَّ ما نزَلَ من القرآن سورةٌ مِن المُفَصَّلِ، فيها ذكرُ الجنةِ والنارِ، حتى إذا ثابَ الناسُ إلى الإسلامِ نزَلَ الحلالُ والحرامُ، ولو نزَلَ أولُّ شيءٍ: لا تشربوا الخمرَ؛ لَقالوا: لا نَدَعُ الخمرَ أبدًا، ولو نزَل: لا تَزْنُوا، لقالوا: لا نَدَعُ الزنا أبدًا. لقد نزَلَ بمكةَ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم وإني لجاريةٌ ألعَبُ: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}. وما نزَلَتْ سورةُ البقرةِ والنساءِ إلا وأنا عندَه".(رواه البخاري).

    لماذا الإيمان أولا؟
    الإيمان روح تبعث على العمل:
    إذا تعلم الإنسان الإيمان تحرك في الكون ليبني ويعمر ويثمر، ويتفاعل ويسعى ويتحرك ويضرب في الأرض بناء للكون، وإعمارا للدنيا، وخدمة للناس، وتفاعلا مع الخلق رأفة بهم ورحمة وعملا على معاونتهم وإسعادهم؛ ففي حديث أبي ذر: قلتُ: يا رسولَ الله ماذا ينجِّي العبدَ من النار؟ قال: الإيمانُ بالله، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ مع الإيمان عملًا؟ قال: يرضَخُ مما رزقه الله، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ إن كان فقيرًا لا يجِدُ ما يرضَخُ به؟! قال: يأمرُ بالمعروفِ وينهى عن المُنكَر، قال: قلتُ: يا رسولَ الله أرأيتَ إن كان عيِيًّا لا يستطيعُ أن يأمُرَ بالمعروفِ و[لا] ينهى عن المنكَرِ؟! قال: يصنَعُ لأخرقَ، قلتُ: أرأيتَ إن كان أخرَقَ لا يستطيعُ أن يصنع شيئًا؟! قال: يُعينُ مغلوبًا، قلتُ: أرأيتَ إن كان ضعيفًا لا يستطيعُ أن يُعينَ مغلوبًا؟! قال: ما تريد أن تترُكَ في صاحِبِك من خيرٍ! يُمسِكُ عن أذى النَّاسِ، فقلتُ: يا رسولَ الله إذا فعل ذلك دخل الجنَّةَ، قال: ما من مسلمٍ يفعَلُ خصلةً مِن هؤلاء إلا أخَذَتْ بِيَدِه حتى تُدخِلَه الجنَّةَ.

    الإيمان نور يضيء الجوانب المظلمة في النفس الإنسانية فتنير هي لصاحبها كل شيء:
    لقد كان عمر يعذب المؤمنات حتى يكل ذراعه، ثم لما أسلم إذا به ينفخ النار بنفسه ليطعم أبناء المرأة المسلمة، ويحمل على ظهره الطعام للغريب وزوجته التي في المخاض.

    الإيمان جنة تحمي صاحبها من الزلل والعلل:
    تحميه من شهوات النفوس، ومحبوبات القلوب؛ وتحفظه من الميل الجائر إلى الدنيا؛ هذا عامر بن قيس، حينما جمعوا الأقباض (يعني الغنائم) في المدائن، أتى بشيء لما رآه المسلمون هالهم روعته وجماله وغلاؤه؛ فقالوا: أما أخذت منه شيئا؟ فقال: والله لولا الله لما جئتكم به. فأرادوا أن يعرفوه فقال: والله لا أخبركم لتحمدوني ولا غيركم ليقرظوني، ولكن أحمد الله وأرضى ثوابه. فلما ولى بعثوا خلفه من يتعرف عليه فكان عامر بن عبد قيس.

    فضالة بن عمير بن الملوح: أتى النبي صلى الله عليه سلم فأسلم: وكانت امرأة قبل إسلامه يسمر معها ويحادثها.. فلما أسلم رجع فمر بها في طريقه. فقالت: هلم إلى الحديث!! فقال: لا. وانبعث يقول:
    قالت هلم إلى الحديث فقلت لا .. .. يـأبى علــيك الله والإســـلام
    لومــا رأيت محمـــدا وقبــيله .. .. بالفتــح يوم تكســر الأصـنام
    لرأيت ديـن الله أضــحى بيـنا .. ..والشرك يغشى وجهه الإظلام

    الإيمان ضمير يردع عن النقائص والمعايب في الخلوات والجلوات:
    قال محمد بن إسحاق: "نزل السَّرِيُّ بن دينار في درب بمصر، وكانت فيه امرأة جميلة فتنت الناس بجمالها، فعلمت به المرأة، فقالت: لأفتنّنه؛ فلما دخلت من باب الدار تكشفت وأظهرت نفسها، فقال: مَالَكِ؟! فقالت: هل لك في فراش وطي، وعيش رخي؟ فجعل يدفعها إلى خارج البيت ويبكي ويقول:
    وكم من معاص نال لذتـها الفتى .. .. فمــات وخــلاها وذاق الدواهــيا
    تمـر لذاذات المعاصي وتنقضي .. ..وتبقى تباعات المعاصي كما هي
    فــيا ســوأتا والله راء وســـامع .. .. لعبــد بعــين لله يغــشى المعاصيا

    الإيمان قهر لهوى النفس، وكبح لجماح نخوتها إلا لله:
    لقد كان هؤلاء القوم في الجاهلية يتمدحون بالعزة ويشتهرون بالأنفة، ولا يقبلون الضيم، ولا يرضون بالذلة والمهانة، بل كان الحروب الطوال تقوم بينهم لأتفه سبب ولأقل إحساس بالإهانة.. حرب داحس والغبراء بقيت قائمة بين عبس وذبيان أربعين سنة بسبب سباق للخيل حدثت فيه خدعة لأحد المتسابقين.. وحرب البسوس دامت كذلك أربعين سنة بين ابني بكر بن وائل بسبب ناقة قتلت.. ووقائع الأوس والخزرج بقيت ستين سنة على فترات متقطعة.

    أمة تكره الضيم، وتأبي الذل، وتعشق القتال والحرب حتى كأنها ولدت وفي يدها السيف.. هذه النوعية من البشر جاء الإسلام فأمرهم أن يكفوا أيديهم ولا ينتصروا لأنفسهم مهما بلغهم.. .

    الإيمان عزة ورفعة عن أن تسجد لغير الله:
    قال عمر: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله.

    وقال ربعي بن عامر: "إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة".

    الإيمان غذاء يزيد صاحبه كل يوم سمو روح، ونقاء قلب، ونظافة خلق:
    لا يعرف المؤمن دناءة النفس، ولا يطلب محقرات الأشياء، ولا يميل للسفاسف.. لا يعرف قذارة اللسان والفحش والبذاءة، والسب والشتم، ولو حتى في الدفاع عن الدين أو مهاجمة الآخرين، وإنما دعوة بالحكمة والموعظة الحسنة على بصيرة.. [ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذئ].

    إذا تعلم الإنسان الإيمان ثبت قلبه أمام الفتن والمغريات، وصمد جسده أمام المصائب والابتلاءات، ورضيت نفسه بما يصيبها في سبيل رب الأرض والسموات.. وسل بلالا وخبابا وأبا ذر وابن مسعود.

    إنها دعوة للعودة مرة أخرى لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في التربية، أن نبدأ بالإيمان ليتعلق الناس بربهم، ثم بالقرآن ليطيعوا أمره ويستجيبوا لشرعه. فالأمر كما قال الله: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}. وقال: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}. صدق الله العظيم.
    إسلام ويب
                  

01-08-2017, 10:17 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    حين آمن ذلك الرّجل!
    كانت له بصمةٌ معروفة وحضورٌ مشهود في عوالم التواصل الاجتماعي بمختلف منصّاته –مدوّنات، فيسبوك، تويتر، منتديات، وغيرها-، حيث كانت له صولاتٌ وجولاتٌ في مجالٍ دعويٍ مهم، ألا وهو دعوة الناس إلى الهدى ودين الحق، وإلقاء الضوء على الديانات المنحرفة وما بها من أباطيل، واستعراض الأدلة والبراهين الدالّة على صحّة الإسلام.
    ويعلم المشتغلون في هذا الميدان أن أصحابَه يشقّون طريقهم بين الصخور القاسية، خصوصاً إن كان المخاطبون ممّن يعانون اللوثات الفكرية المستقاة من الأنظمة الوضعية من ليبرالية واشتراكية وماركسيّة، وقل مثل ذلك عن اللادينية والإلحاد ونصارى العرب المغيّبين عن الفهم العميق المستنير للإسلام، لكن الله سبحانه أراد لهذا الداعية أن يريَه حصادَ جهودِه وثمارَ ما أنفقه من أوقاتٍ متطاولةٍ في الحوار والنقاش، فكان أن أسلم على يديه الكثير من الحيارى وأعلنوا عودتهم إلى ينبوع الإسلام الصافي.
    لعل القاريء يتوقّع هنا أن تحملَ له السطور القادمة حديثاً عن إحدى حواراته الشيّقة التي انتهت بإسلام أحدهم، سيخيب ظنّ القرّاء لأن بين يدينا قصّةٌ مغايرةٌ ذات أبعادٍ تآمريّةٍ خطيرةٍ ينبغي أن نكشف النقاب عنها، ونبيّن خطورتها، حيث يغفلُ الكثير من العاملين في هذا الحقلِ الدعوي عن حجم القضيّة وأبعادها.
    يحدّث هذا الداعية عن نفسه، ويذكر كيف تعوّد أن يراسله الراغبون في الهداية بين الحين والآخر، حتى جاء ذلك اليوم، فطلبه أحدهم في حوارٍ خاص على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، والاسم نصراني، وقد أبدى صاحبُه الرغبة في الإسلام، وتساءل عما هو مطلوبٌ منه شرعاً كي يكون مسلماً، فابتدأ الداعية بالتمهيد له عن أساسيات التوحيد والإيمان، وخطورة الشرك ومنافاته للعقل السليم، ثم عرج بإلمامةٍ سريعةٍ عن مفاهيم الإسلام وأركانِه، وغير ذلك مما يُقال في هذا الباب، ليختتم إجابته ببيان صيغة الشهادتين وكيفية الاغتسال.
    بعد ذلك كلّه، بدى للداعية أن يسأل ذلك النصراني عن أسباب اختيارِه للإسلام، فانطلق يتكلّم بحماسةٍ شديدةٍ عن مظاهر الشرك الحاصلة في دين النصارى، والطقوس التي لا يقبلها العقل، من وجودٍ للتماثيل في الكنائس وطقوس التعميد، وتعظيمٍ للرهبان، حتى ذكر النصراني قولَه تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} (التوبة: 31).
    لم يدرِ لماذا أحسّ هذا الداعية بأن بذرةً ما من الشكّ قد دُفنت في تربةِ قلبِه، إلا أنه تخلّص من هذا الشعور سريعاً، واستمرّ معه في رحلةِ تصحيح التصوّرات وتأصيل المفاهيم عدّة ساعات، حتى جاءت اللحظة التي طلب فيها النصراني طلباً غريباً، إذ دار الحوار التالي:
    -أريدك أن تنشر الخبر يا شيخ
    - لماذا ؟؟
    -أريد أن يفرح بي الناس، ويستبشروا بدخولي في الإسلام
    -(بذكاء وفطنة) في الحقيقة لو مكانك فسوف أؤجل إعلاني هذا لفترةٍ كافيةٍ حتى تثبت قدمي في الإسلام، وأنجح في تغيير الماضي السابق لدي، وأنشيء علاقةً جديدة مع الله تعالى سائلاً إيّاه أن يتجاوز لي عما مضى، ويُصلح لي ما سيأتي، حتى إذا أتممتُ ذلك كان الوقت مناسباً للإعلان عن الإسلام وإبلاغهم بهذا الخبر.
    -(استمرّ النصراني في إلحاحه مطالباً بنشر الخبر)
    - ولماذا تريد منّي أنا بالذات ؟ وكيف عرفتني ؟
    -لقد أردت أن أنشر الخبر ووجدتك أمامي
    - لكني لا أعرفك من قبل، وأصارحك القول أنه لم يطلب مني أحدٌ من قبل أن أتولّى عنه نشر خبر إسلامِه، وإنما يقومون بذلك من تلقاءِ أنفسهم، فأعتذرُ عن القبول، فقد علمتنا التجارب أن نكون حذرين، وقد وجدنا على أرض الواقع أن هناك مَن يدخلون الإسلام للسخرية والاستهزاء فحسب، حتى إذا انتشر الخبرُ أظهروا حقيقتهم للناس حتى يُحرجوا المسلمين.
    كان الداعية صريحاً جدّاً في هذه النقطة، ولم يدرِ أن البذرة التي كانت في قلبِه بدأت تنمو وتكبر حتى صارت شجرةً كاملةً تنضح بالشكّ من هذا النصراني اللحوح.
    غاب الرجل قليلاً قليلا ثم عاد يلحّ من جديد، وبقدرِ إلحاحِه بقدرِ الرفض الذي وجدَه من هذا الداعية، وكان ذلك الإلحاح بمثابة الخشب الذي يُلقى في أفران الشك لتزيد من حرارتِه.
    بعد أيام إذا بالنصراني يدخل عليه في الخاص، ليقول له: الإسلام دينٌ سيء، الإسلام دين تخلّف. وشرع يسبّ الإسلام وأهله، والداعية لا يردّ عليه بكلمة. ثم سأله بعد سيل السباب والشتائم: ألن تردّ عليّ بشيء؟
    بذكاء الداعية وحنكتِه، كان يعلم أن هذا النصراني يريد منه أن يبادله السباب بمثلِه، ليقوم بتصوير هذه الكلمات ثم نشرها على مواقع التواصل حتى يشوّه صورة ذلك الداعية، الذي يشهدُ الواقع بتأثّر كثيرين به، فلذلك لم يرد عليه بكلمة واحدة.
    وابتسم الداعية وقال له عبارته الأخيرة: هل علمتَ الآن لماذا لم أصدّق قصّة إسلامِك من البداية؟ فسكت النصراني ساعتها ولم يرد، وبادر بإلغاء حسابه على الفور.
    هذه صورةٌ واقعيّة نقدّمها بين يدي الدعاة العاملين في مجالات التواصل الاجتماعي خصوصاً نقول من خلالها: لا تصدّقوا كلّ ما يُقال لكم في عوالم الانترنت الافتراضيّة، وإذا كان المسلكُ النفاقي في الصدر الأوّل من الإسلام أصعبُ باعتبارِ ضرورة الظهور والتواجد والذهاب والعودة، والمشاركة في الشعائر التعبديّة والخروج للجهاد والقتال وتكبّد المشاقِّ في ذلك، إلا أن نفاق اليوم أسهل بمراحل عدّة؛ إذ لا يتطلّب الأمرُ سوى اسمٍ افتراضيٍّ يُخْفي حقيقتَه، ليقولَ بعدها ما شاء، ويحيك من خلالها المؤامرات.
    ولنتخيّل حجم المؤامرة لو انطلت هذه الحيلة على الداعية، وانساق وراء هذه الدعوة لنشر الخبر، ثم بادرَ صاحبُه بالإنكار أو بيان الردّة، كم من المسلمين أو المتذبذبين سيتأثّر بهذه المسرحيّة، التي يعيدون فيها مسلك أسلافهم، وقد ذكر الله ذلك في قولِه: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون} (آل عمران: 72).
    لذلك نعم النصيحة ما ختم به ذلك الداعية النجيب إذ قال حكمةً تُكتب بماء الذهب: "التروي التروي، والهدوء الهدوء في التعامل مع مثل هؤلاء (الغرباء) الذين لا تعرفونهم، ولم يسبق لكم حتى الاحتكاك بهم فترة كافيةً من الزمن للتأكد من صدقهم".
    إسلام ويب
                  

01-08-2017, 11:45 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الإعلام الجديد بين السلب والإيجاب
    ليس أحد من الناس يختلف على أن العُمرُ أنفاسٌ معدودة، وأوقاتٌ محدودة، وساعات محسوبة، وأن من توفيقِ الله لعبدِه أن يفتَحَ له أبوابَ الخير، ويُيسِّر له سُبُلُ البِرِّ، ويُبارِكَ له في عُمره، فيستعمِلَه في طاعة الله، ويُوفِّقَه لعملِ الصالِحات.. وأن من الخُذلان أن يضيعَ المرء عُمرَه، فيسلُكَ مسالِكَ الإثم، ويسيرَ في دُروبِ الشرِّ، ويلهَثَ وراءَ المُتَع، ويُضيِّعُ الأيام بما لا ينفَع في دنيا ولا في آخرة.

    وإن مما ابتُلِيَ به أهلُ هذا العصر وامتحنوا به: ما عُرِف بالإعلام الجديد؛ من شبَكَات المعلومات، ومواقِع التواصُل الاجتماعيِّ المختلفة والمتنوعة، وغُرف الشات والمُحادَثات، والمُدوَّنات، والحسابات الشخصيَّة، والمواقِع والمُنتدَيات.

    وهذا الإعلام الجديد يختلف كثيرا أو كليا عن الإعلامُ القديم، أو الإعلام التقليديِّ، أو الإعلام الساكِن؛ أو إعلام الطرف الواحد (لأنه من طرفٍ واحدٍ، لا يشترِكُ فيه المُتلقِّي بحديثٍ ولا حِوار، ولا إبداءِ رأيٍ، ولا تسجِيلِ موقِفٍ).
    أما الإعلامُ الجديد فهو إعلامٌ حيٌّ، يشترِكُ فيه المُرسِلُ والمُستقبِل في الحديثِ والحِوار، وتسجيل الرأي والموقف.

    أثر عظيم وتأثير بالغ
    لقد أحدث هذا الإعلام طفرة في مفهوم الإعلام، وعالم الاتصال والتواصل، فقد تجاوز كل الحدود وحواجز الجغرافيا، وربط بين أجزاء العالم، ووصل الناس ببعضهم في جميع البلدان وعلى مستوى كل القارات، وقارب المسافات الزمانية والمكانية حتى كاد أن يلغيها.

    وما زال هذا الإعلام يتعاظم دورة في حياة الأفراد والأسر، والمجتمعات والشعوب بما يحدثه من تأثيرات وتغيرات بالغة على سلوك الناس وعاداتهم وثقافاتهم وفكرهم، وبما يحدثه من تغيير اجتماعي إيجابا أو سلبا ، ونفعا أو ضرا.

    ومما هو مشهور غير منكور، ومعروف غير مجهول أن هذا الإعلام فيه خير وشر، ونفع وضر، وإيجابيات سلبيات، وإن من واجب النصح والتواصي بالحق أن نتدارس هذا الأمر وننظر فيه: فما كان فيه من خير ونفع دعونا إلى الإفادة منه، والاستزادة من منافعه، وما كان فيه من سلبيات ومضار وشر حذرنا منه ونهينا عنه؛ صيانة للنفس، وعصمة للدين، ونُصحًا للأمة، وقيامًا بواجب المسؤوليّة.

    إيجابيات كثيرة
    لقد كان لهذا الإعلام الجديد إيجابيات ومنافع كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:
    تقريب المسافات، وإلغاء الحدود، وتيسير الاتصال بين الناس يتواصَلُون مع أقرانِهم وغير أقرانِهم، ومعارِفِهم وغير معارِفِهم، داخِليًّا وخارجيًّا، يتبادَلُون الأسرار والمعلومات والثقافات، ويمارسونَ ما لا ينحصِرُ من النشاطات والفعاليَّات مع من يعرِفُون ومن لا يعرفون. كما أمكن من خلاله أن يصل الإنسان رحمه، ويبر أهله، ويطمئن على إخوانه وجيرانه وذويه، وإن كان في غير البلد الذي هم فيه، وذلك في أقصر وقت وبأيسر جهد وأقل تكاليف.

    ومنها.. توفير الوقت والجهد والمال، في التعاملات بين البلدان، أو المسافات البعيدة والقريبة، مع سرعة الإنجاز، ودقة النتائج.

    وهو وسيلة للعلم والتعليم فيمكن من خلالها تحصيل الشهادات بالدراسة عن بعد، وحضور دورات متخصص، مع طفرة هائلة في توفير الكتب والدراسات والمعلومات، وأدوات البحث؛ مما يسهل الوصول للمعلومة، مع تعدد النتائج، وحرية الاختيار والاقباس والنقل.

    ومنها.. تمهيد الطريق أمام المبدعين وأصحاب الحرف والمهن والتخصصات لتطوير الذات، والاطلاع على كل جديد وتبادل المعلومات، وتلاقح الأفكار وتطوير المهارات مما يزيد الإبداع والنفع للأفراد والمجتمعات.

    وهو وسيلة فعالة للدعوة ونشر الدين والعلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووسيلة للتوجيه والإرشاد، والفتوى والوعظ وتعليم القرآن والتعاون على البر والتقوى وإجابة السائلين، ودلالة الحائرين ومحاورة المخالفين والرد على شبهات والزائغين والطاعنين في السنة والدين.

    ومنها.. فتح آفاق جديدة للإنسان ليعبر عن ذاته وشخصيه، ويتفاعل مع من حوله وما حوله من أحداث بطرق مختلفة، وأساليب متجددة لم يعهدها السابقون.

    ومنها أيضا.. نشر الحق ونصرته، وفضح الباطل وزمرته، وبيان ظلم أهل الظلم والكفر، وتعرية ادعاءاتهم حول العدل والديمقراطية ومخادعاتهم وما صنعوه بالمستضعفين، ومدى الدمار الذي خلفوه في كثير من البلدان التي احتلوها أو تدخلوا فيها، ومدى مكرهم بالإسلام والمسلمين.

    ومنها بيان قضايا الأمة الهامة، وقضايا المسلمين المقهورين، والأقليات المعذبة والمضطهدة، وإطلاع الغافلين عليها والجاهلين بها، وتعريف الناس بأحوالهم ومعاناتهم، سعيا لمعاونة ورفع الظلم عنهم.
    وغير ذلك مما يمكن أن ينتفع به الإنسان من إيجابيات هذا الإعلام الجديد.

    سلبيات خطيرة
    غير أن هذ الإعلام كما حوى الكثير من الإيجابيات فق اشتمل أيضا على سلبيات شديدة الخطر، وعظيمة الأثر على مستخدميه ومتابعيه.. وسنذكر هنا خمسا فقط مما نراه أعظم خطرا وأشد أثرا:
    أولا: نشر الإشاعات والمعلومات الباطلة والأخبار الكاذبة، والصور الملفقة، لإحداث البلبلة والتشويش، والقلاقل في بلاد المسلمين.

    ثانيا: نشر الأفكار الهدامة، والإعلان بالإلحاد والكفر صراحة، والجرأة على الدين، والطعن في الأصول والثوابت، والاستهزاء بالشعائر والمشاعر، وتشويه صورة العلماء والدعاة وأهل الإيمان والطعن عليهم والسب لهم، وقالة السوء فيهم لصرف الناس عنهم، أو للطعن في الدين من خلال الطعن فيهم واتخاذهم تكأة للحط من الإسلام وأهله.

    ثالثا: نشر الفواحش والدعوة إليها، وذلك بنشر مقاطع الخنا والزنا والخلاعة والفجور، والصور العارية، ومقاطع غرف النوم مع ما تحتوِيه من موادَّ مُحرَّمةٍ فاضِحة، تستهدِفُ جميعَ الطبقات والفِئات، مما يُورِثُ الانحِلالَ الأخلاقيَّ، وفسادَ الفِطَر، ونزعَ الحياء، وقتلَ الغَيرَة، وذهاب الإيمان، والبعد عن كل فضيلة، والجنوح للرذائل، وسقوط الهمم، والغفلة عن قضايا الأمة ومنافع النفس والدين والوطن.

    رابعا: العزلة الشعورية
    فقد أصبح هذا العالم متاحا لكل المستويات وجميع الأعمار بانتشار الهواتف الذكية، وأصبح كل واحد يعيش واقعه الافتراضي في هذا الهاتف، فأصبحت الأسرة تجتمع جسديا ولكنها متفرقة شعوريا، ويجتمع الناس في المجلس الواحد ولكن كل مع هاتفه وفي عالمه، مما سبب جفافًا في التعامُل، وجفاءً في التواصُل، وخَذَلاًنا في الترابُط الأُسريِّ، والعلاقات الاجتماعيَّة، وتفككا بين أفراد المجتمع.

    خامسا: سرقة الوقت والعمر:
    فيدخل الإنسان هذا العالم فلا يزال يتنقل بين أشكاله وأنواعه، ويرى هذا ويقرأ هذا ويشاهد هذا، فتمر عليه الساعات الطوال وإذا به قد انفلت عمره، وانقضى وقته في غير مصلحة معتبرة أو غير فائدة تذكر في دينه أو دنياه.. والعمر أعظم من أن يضيع في مثل هذا، فإن الأنفاس معدودة، والساعات محدودة، وواجبات الوقت أكبر من أن يضيعها الإنسان في مثل هذا.. وهذا مما يقع فيه أكثر المتصفحين لهذا الإعلام الجديد وهو أقل خطر وأعظم خطل في ذات الوقت.

    تذكرة لابد منها
    إنها دعوة لكل من يتعامل مع هذا الإعلام الجديد أن يتقي الله تعالى في دينه ونفسه وعمره فلا يضيع دينه وعمره ونفسه بل يتقي الله ربه ويراقبه في سمعه وبصره، وفيما يستعمل فيه جهازه أو يقضي فيه وقته، يعينه على هذا أن يحدد هدفه قبل دخول هذا الفضاء الواسع، ويجعل لنفسه وقتا محددا للتصفح، وأن يراقب ربه، وإلا فلا يخلو بنفسه إن خاف عليها الانزلاق فيما لا يحمد.

    إننا ندعو وبقوة للانتفاع بما جد من منافع، وبما ظهر من إيجابيات، والعمل على زيادة الخير فيها، ونفع النفس والدين والوطن.

    كما ندعو وبنفس القوة إلى البعد عن كل ما جد من مخاطر، وبما بدى من سلبيات، والعمل على محاصرة الشر والتقليل منه، والأخذ على يد السفهاء وناشري الكفر والإلحاد والفتن والفحش، صيانة للدين والنفس والأعراض والأوطان.
    {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}.
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    إسلام ويب
                  

01-08-2017, 11:49 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الجزار القاتل.. وميزان الحكمة
    من عجيب ما قرأت قديما قصة رجل جزار، أنهى عمله في آخر الليل ثم رجع إلى بيته، وهو في الطريق مر في زقاق مظلم، ارتطم بشيء فوقع عليه فتحسس فإذا يده تقع على سكين مغروسة في قلب شاب، والشاب ميت، وبينما هو كذلك ساق القدر رجلين ليمرا من هذا المكان فرأياه على هذا الحال.. يده على السكين وشاب قتيل.
    رفع أمره إلى القضاء، فحوكم وحكم عليه بالإعدام.

    إلى هنا والأمر بالنسبة لي ولك عجيب؛ أنا وأنت نتعجب من تقدير الله الذي ساقه إلى هذا الزقاق، وإلى الشاب المقتول، وساق الرجلين ليشهدا عليه، ويعاقب على ذنب لم يقترفه، وقتيل لا يعرفه.

    لكن العجب كل العجب فيما سيأتي لرفع العجب.
    عندما قدموه ليعدموه قال: أيها الناس! والله ما قتلت هذا الشاب، ووالله ما تقتلونني به، وإنما تقتلونني بالأم وولدها!!
    ثم جعل يقص قصة غريبة يقول:
    كنت وأنا شاب في مقتبل عمري قد تعلقت بفتاة أحببتها حتى ملكت علي كل أركاني، وكانت كل أمنيتي في الحياة أن أتزوجها، غير أني كنت فقيرا ضيق الحال، ليس عندي إلا ما يدره علي قارب أنقل الناس عليه من ضفة النهر إلى الضفة الأخرى..
    وتقدم لها رجل ثري ميسور الحال فزوجوها منه، وأظلمت الدنيا في عيني، وأغلقت أبوابها في وجهي.

    وذات ليلة وأنا بالقارب إذا أنا بامرأة معها طفل تريد أن أنقلها إلى طرف النهر الآخر، فلما ركبت إذا بها صاحبتي، ومعها طفلها من زوجها.. فتذكرت أيام الشباب وأخذتني غيرة شديدة، ولما توسطت بها النهر جاءني شيطاني فراودتها عن نفسها فأبت علي، فقلت إما تقبلي وإما ألقيت الطفل في النهر، وانتزعته من بين يديها، فأبت علي؛ فأخذته فألقيته في النهر أمام عينيها، وعدت أراودها عن نفسها فأبت؛ فقتلتها وألقيتها في النهر.

    وكنت بعد ذلك كلما مررت بهذا المكان تتخيل لي صورتها وابنها، فكرهت هذا العمل وتركت القارب والنهر، ثم ذهبت أبحث عن عمل آخر، فعملت جزارا، وعشت سنين بعد هذا الحادث حتى كدت أنساه، حتى كانت الليلة التي أنهيت فيها عملي، ورجعت فيها إلى بيتي فمررت بالزقاق والشاب.. وكان ما كان.

    ميزان العدل الحكمة
    أيها الأحبة.. كل شيء في هذا الكون إنما يجريه الله تعالى على قانون الحكمة، لأن من أسمائه سبحانه "الحكيم". ومقتضى هذا الاسم ألا يكون في هذا الكون كله شيء على خلاف هذا الأمر.

    وهذا الاسم أعني "الحكيم".. يثبت ـ أولاـ لله تعالى كمال الحكم؛ كما قال سبحانه: {إن الحكم إلا لله}، وقال: {والله يحكم لا معقب لحكمه}، وقال: {فالحكم لله العلي الكبير}، وقال: {أفغير الله أبتغي حكما}، وقال: {وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون}، وقال: {ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون}.

    غير أنه وإن كان سبحانه هو الحاكم وحده، إلا أن حكمه يجري على ميزان العدل المطلق، وقانون الحكمة التامة، لأنه سبحانه خير الحاكمين، وأحكم الحاكمين، وأحسن الحاكمين. كما قال سبحانه: {أليس الله بأحكم الحاكمين}، وقال: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}.

    والحكمة هي وضع الأشياء في مواضعها الصحيحة، فالرحمة في موضع الرحمة حكمة، والعقوبة لمستحقها حكمة، كما أن الإحسان إلى أهل الإحسان حكمة.
    ووضع الندى في موضع السيف بالعلا .. مضر، كوضع السيف في موضع الندا.

    الحكمة في الخلق والكون
    والحكيم هو الذي يحكم الأشياء ويتقنها، ويضعها مواضعها، وينزلها منازلها، فلا يتوجه إليه في خلقه نقص ولا قدح، ولا في شرعه عيب ولا ذم. فالحكمة تشمل إبداعه وخلقه، وتشمل قضاءه وقدره، وأمره في خلقه، كما تشمل دينه وشرعه وأمره ونهيه.
    والحكمة العليا على نوعين أيـ .. ضا حصلا بقواطع البرهان
    إحــكام هـذا الخــلق إذ إيجـاده .. في غاية الإحــكام والإتقـان
    والحكمة الأخرى فحكمة شرعه..أيضـا وفيها ذانك الوصفان.

    فالله خلق هذا الكون بأحسن نظام، ورتبه بأكمل إتقان فـ {فارجع البصر هل ترى من فطور . ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير}(الملك:3، 4).

    الشمس لو اقتربت قليلا مات الناس من الحر وهلكت الحياة، ولو ابتعدت قليلا مات الناس من البرد وهلكت الحياة.
    والقمر لو اقترب قليلا، زاد المد، وفار الماء، وغرقت الأرض. ولو ابتعد قليلا كان الجزر، وغار الماء، ولم ينتفع الناس منه بشيء وجفت الأرض {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار، وكل في فلك يسبحون}(يس:40).

    هذا الإنسان أعجوبة الحياة فيه من التدابير والتوازن والعجائب ما يجعل العقل يقر للرب بمنتهى الحكمة والقدرة، وأعجبها وأعلاها هذا العقل الفريد وقدراته الفائقة مع قلة الحجم وصغر الحيز والمكان، ومن العجائب أن يختلف ماء العين عن ماء الأذن عن ماء الفم، فماء الأذن مر، وماء العين مالح، وماء الفم كما تعلمون، ذلك أن لكل منها وظيفة تختلف عن الآخر {صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون}(النمل:88)، وصدق الله إذ يقول: {وفي الأرض آيات للموقنين . وفي أنفسكم أفلا تبصرون}(الذاريات:20، 21) .

    الحكمة في القضاء والقدر
    وكما أن حكمة الله تعالى بادية في خلقه، كذلك هي بادية في قضائه وقدره، وتصريفه لأمور عباده وخلقه، كلها تجري على ميزان العدل وقانون الحكمة.
    غير أن هذه الحكمة قد تكون خافية؛ فيتبرم الناس ويتسخطوا، ولو علموا الحقيقة وحسن تدبير الله لهم لرضوا ولأذعنوا.
    وقد يبدي الله من هذه الحكم شيئا يراه الإنسان بعد زمان، فلا يملك إلا أن يحمد ربه على جميل صنعه فيه وعظيم رحمته به.
    وقد ضرب الله لنا في كتابه مثلا بسيطا لتسكن إليه قلوب أهل الإيمان، بعد أن أطلعهم على شيء يسير من خفايا حكمته يكون دليلا على ما سواه.

    ففي قصة موسى والخضر.. كان موسى عليه السلام يرى ظاهر القضاء والأفعال، فكان منه ما كان، ولو كان يعلم من العواقب والحكمة ما أطلع الله عليه الخضر لرضي وسكن.

    هذا حالنا أيها الأحبة تماما.. لا نرى من الأقدار إلا ما رآه موسى وهو ظاهرها، قد يموت للواحد منا ولد في حادث سيارة أو حرق أو غرق أو مرض مات منه، أو مات حتى على فراشة، فنتبرم ونتسخط. مع أن هذا الولد ربما يكون هو هو الولد الذي قتله الخضر، أعني شبهه، فربما لو كبر لكان سببا في كفر أبويه أو دخولهما النار، أو عقهما وأساء إليهما بما يكسر قلوبهما، أو يكون في علم الله أنه يضل ويشقى، فيقبضه صغيرا ليرحمه ويرحم والديه.. {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما}(الكهف:80، 81).

    وكذا الأحداث في الأموال تكون على هذا المنوال، حالها كحال السفينة، يعرضها الله إلى التلف ظاهرا ليحفظها باطنا، أو يحفظ صاحبها فلا يهلك بسببها، وفي بعض الآثار: "إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لفسد حاله".

    الحكمة في الشريعة
    وكما كانت الحكمة تملك ناصية الخلق والإيجاد، وكذا تحكم أمر القضاء والقدر، فكذلك هي تحيط بشرع الله تعالى وأحكامه، ولو رآها الناس على غير قانون الحكمة لعجز عقولهم، وقصور فهمهم، وقلة إحاطة علمهم، فربما اعترضوا بجهل على حكمة الحكيم الخبير، ولكن تبقى الحكمة تحيط بأمر الله سبحانه وشرعه.

    وأعظم مثال على ذلك ما شرعه الله من الحدود ومنها حد السرقة، وهي قطع يد السارق بشروطها ومنها أن يبلغ النصاب، وهو دينار ونصف من الذهب، هذا في باب الحدود، فمن سرق ما قيمته ربع دينار من الذهب قطعت يده بأمر الشرع {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم}(المائدة:38). مع أن الشارع في باب الجنايات جعل دية اليد على من قطعها نصف دية الإنسان وهي خمسمائة دينار من الذهب. فجاء قوم لم يعجبهم هذا وقالوا:
    يد بخمس مئين عسجد وديت .. .. ما بالها قطعت في ربع دينا
    ر تناقض ما لنا إلا السكوت له .. .. وأن نعوذ بمولانا من النار

    أي كان الواجب إما أن تكون الدية كنصاب السرقة ربع دينار، وإما أن يكون نصاب السرقة كالدية خمسمائة دينار ذهبا، فلا يقطع إلا من سرق هذا المبلغ. وظنوا أن هذا هو مقتضى الحكمة.
    فرد عليهم العلماء قولهم: فقال بعضهم: "لما كانت أمينة كانت ثمينة، فلما خانت هانت".
    وقال عبد الوهاب المالكي:
    عز الأمانة أغلاها، وأرخصها .. .. ذل الخيانة فافهم حكمة الباري.
    وهو بمعنى الكلام فوقه.

    ورد عليه عبد الوهاب الإنطاكي مبينا العلة.. فقال:
    صيانة العضو أغلاها، وأرخصها .. .. صيانة المال فافهم حكمة الباري

    أي أن الله لما أراد صيانة أعضاء الناس جعل الدية عظيمة وكبيرة نصف دية إنسان، فمن علم أنه إذا قطع يد إنسان سيدفع هذا المبلغ الكبير؛ أمسك يده عن أيدي الخلق، وامتنع عن أذى الناس؛ فتحفظ الأيدي والأعضاء، ولو جعل الله دية اليد ربع دينار لتجرأ الناس على قطع أيدي بعضهم بعضا.

    ثم لما أراد الله أن يحفظ أموال الناس، جعل نصاب القطع في السرقة قليلا، ليمتنع الناس عن مد أيديهم إلى أموال غيرهم، فمتى علم العبد أنه إذا سرق هذا المبلغ الزهيد قطعت يده، أمسك يده عن قليل مال الناس وكثيره صيانة ليده من القطع، فكان شرع الله هو الحكمة المطلقة، وهو الخير كله والبركة كلها، وهو الحكم الذي تنصلح به حياة الناس وتضمن به حقوقهم {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}(تبارك:14)

    فالحمد لله على نعمة الإسلام، والحمد لله على شرع الرحمن، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
    إسلام ويب
                  

01-08-2017, 11:54 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مزالق الطريق
    ليس المصلح من يُعلِّم الناس الخير، ويلقنهم حب الفضائل، ويتعلمون منه أنواع العلوم فيحفظونها ويطبقونها، ولكن من يحتاط ويحترس، ويخشى من زغل العلم ودخائل النفس وخباياها، فينبه إلى المزالق، ويقطع على تلامذته طرائق الفهم الخاطئ، أو وضع الكلام على غير مواضعه؛ وذلك لأن للنفوس عاهات تعتريها من شغف بالغرائب، وحب للظهور والتعالم، فالمربي هو الذي يحرس هذا العلم من أن تتلاعب به الأهواء فتحمله على ما تريد وتصل به إلى مدى لا تحمد عقباه، كما يحرسه من أنصاف المتعلمين الذين لم يرسخوا فيه.
    وعندما تطلق العبارات العامة أو المجملة دون تخصيص أو تفسير فإن الناس يحملونها على غير محملها؛ وهذا ما يربك الأفهام، وخاصة إذا تعلقت بأمر من أصول العقائد كالولاء والبراء، أو الإيمان والكفر أو بالمفاهيم الأساسية للإسلام، ومن هنا ينشأ التفرق والاختلاف، وتتشعب الآراء والأفكار، وذلك لنقص العملية التربوية.
    إن منهج الاحتراس وسد الكُوى منهج قرآني جاءت به آيات كثيرة، قال تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيما}(النساء:95)، وقال تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}(الأنفال:17).
    وهو منهج نبوي، فقد كان - صلى الله عليه وسلم - إذا تكلم يعيد الكلمة ثلاثاً لتُعْقَل عنه، ومن صفة كلامه أنه بَيِّنٌ فَصْل يحفظه من جلس إليه، وقد عَلَّم المسلمين التأدُّب مع الأنبياء حتى لا تقع منهم الهفوة ولو كانت غير مقصودة، قال - صلى الله عليه وسلم -: [ما ينبغي لعبد أن يقول: إني خير من يونس بن متى]، وعندما قال له رجل: يا رسول الله يا خير البرية! قال: "ذاك إبراهيم".
    وهذا منهج سلفي، فقد خشي التابعي الفقيه عبيدة السلماني أن يضع الناس كتبه على غير مواضعها، فدعا عند موته إلى محوها ورعاً، وقد تكلم الحسن البصري بكلمة حملت على أنها مغايرة لمنهج أهل السنة، قال ابن عون: "لو علمنا أن كلمة الحسن تبلغ ما بلغت لكتبنا برجوعه كتاباً وأشهدنا عليه شهوداً، ولكن قلنا: كلمة خرجت لا تحمل".
    إن في العالم الإسلامي اليوم نهضة علمية، وطلبة علم حريصين كل الحرص على تلقيه وحفظه، وهم حريصون على لقاء العلماء والمربين، فإذا لم يكن العالم ربانياً عارفاً بدخائل النفوس، يعطي طالب العلم ما يحتاجه ويعيه كان عاقبة ذلك الغلو والتفرق، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، وهذا أمر لا يسر من كان همه مصلحة الدعوة وانتشار الإسلام، وإذا كانت هذه الآفات موجودة في واقعنا اليوم، فكم نتمنى على المربين التنبه لها، وسد هذه الثغرة ليكون البناء سليماً.
    قلت في خاطرة سابقة: إن شبكة العلاقات الاجتماعية بين المسلمين واهية ضعيفة، وإن لم تكن بعض حبالها قد تقطعت، ومن الظواهر البارزة التي يعرفها الجميع، مما يمارسه بعض العاملين في مجال الدعوة من سياسة (الإهمال) لإخوانهم، سواء أكان هذا عن عمد أو غير عمد.
    وهي سياسة فاشلة من جميع الوجوه؛ لأن الأصل في عقد الأخوة المصارحة والمناصحة، والأمر بالمعروف والشفقة والرحمة، وتفقد الأحوال كما كان يفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين وصف بأنه يتفقد أصحابه، حتى أنه يسأل عن المرأة العجوز التي كانت تقُمُّ المسجد حين افتقدها.
    وهي سياسة فاشلة؛ لأن الأخ (المُهمَل) سيتألم جداً، بل ربما أصيب بعُقَد نفسية وإحباط شديد وهذا قد وقع إلا إذا كان قوي النفس، قوي الإيمان كما فعل كعب بن مالك - رضي الله عنه - عندما هُجِر من الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة بسبب تخلفه عن غزوة تبوك، فقد كان يحضر الجماعة، ويسلم على المسلمين ولكن لم يكن أحد يرد عليه، وأراد ملك الروم استغلال ذلك، ولكن كعباً كان مستعلياً بإيمانه فصبر حتى جاء الفرج من السماء.
    وهي سياسة فاشلة؛ لأنها تعني أن الدعوة لم تستطع معرفة الرجال ومعرفة القدرات والطاقات، ووضع كل إنسان موضعه، مهما يملك من قدرات قليلة.
    وهي سياسة فاشلة؛ لأنها دليل على التخلف الحضاري والأخلاقي، ففيها روح الأنانية والفردية، فالذي يفعل هذا لا يبقى معه أحد، وكأنه يقول: أنا ومن حولي نكفي للدعوة.
    إن هذا (الإهمال) ليس وليد هذه الأيام، بل هو من أمراض الدعوة في العصر الحديث، والحزبية والأنانية تغذيانه، وإن التحدي الذي يواجهه المسلمون يفرض عليهم أن يكفوا عن هذه السياسة البلهاء، وأن يستفيدوا من كل طاقة، وإن الوسائل الحديثة تساعد على تصنيف القدرات، وإذا لم يفعلوا فما هو إلا الهوى الذي يخفي وراءه التخلف والضعف.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    من كتاب (خواطر في الدعوة).د.محمد العبدة
                  

01-08-2017, 11:59 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أوَخَير هو؟
    جاء في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام فخطب الناس، فقال: (لا والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا، فقال رجل: يا رسول الله أيأتي الخير بالشر؟ فصمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ساعة ثم قال: كيف قلت، قال: قلت يا رسول الله أيأتي الخير بالشر؟ فقال له رسول الله: إن الخير لا يأتي إلا بخير، أوَ خيرٌ هو؟ إن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطاً أو يَلُم...)[رواه مسلم].

    أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحذر المسلمين من فتنة المال، وهي فتنة كبيرة، إلا من أخذه بحقه، ووضعه في حقه.. فالمال خير، كما سماه الله - سبحانه وتعالى - في القرآن، ولكن الحرص عليه، والشره في جمعه هو الذي يهلك، كما أن نبات الربيع خير، ولكن الحيوان الذي يأكل بصورة خاطئة هو الذي يُصاب بالتخمة (ويقتل حبطاً).

    فالمشكلة في طريقة تناول الخير، وطريقة أخذ الأشياء بقواعدها وأصولها السليمة.

    إن العلم خير، ولكن إذا أُخذ كمعلومات للتكديس، ولم يتحول إلى ما ينفع الناس في الدنيا والآخرة، ولم يتحول إلى أداة لتغيير واقع صاحبه، وواقع المسلمين المحزن، فإنه سيكون وبالاً على أصحابه، وقد قال حكيم لرجل يستكثر من العلم دون العمل: يا هذا إذا أفنيت عمرك في جمع السلاح فمن تقاتل؟!

    العلم خير، ولكن ما الفائدة من تسويد مئات بل ألوف الصفحات حول مشكلة انتهت ومضى عهدها، وليس لها وجود في واقعنا اليوم، وما الفائدة من تأليف عشرات الكتب في موضوع واحد دون إضافة جديدة، أو إبداع يستحق القراءة، بل يتهالك بعضهم على التأليف، وتأتيهم شهوة الكتابة عندما يرى مؤلفاً ناجحاً فينسج على منواله تقليداً بحتاً، يلفقه من هنا وهناك دون عناء أو تعب.

    ورغم أن كمية المقروء في العالم الإسلامي (3,6) كيلوغرام (ثلاثة ونصف تقريبا)، مقابل سبعين كيلوغرام للفرد في الغرب، وكمية المطبوعات (29) عنواناً لكل مليون من السكان في العالم العربي مقابل، (488) عنواناً في العالم الذي يسمونه متقدماً، كما جاء في إحصائيات اليونسكو، رغم هذا الكم القليل فإن المشكلة في مضمون هذا القليل وضحالته، فالأمية الثقافية ضاربة أطنابها، وطرق التعليم ووسائل التنفيذ لم تؤهل الفرد ليبدأ طريق العلم الصحيح، وقد وصلتني أخيراً رسالة من صديق يشكو هذا الكم من الكتب التي غناؤها قليل ويذكر أمثلة على ذلك » الأحوال المطلوبة في رؤية المخطوبة « و » فصل الخطاب في رؤية الخطاب". الخ.

    لم يؤلف شيخ الإسلام ابن تيمية تفسيراً كاملاً للقرآن؛ لأنه لا يريد أن يكرر شيئاً قد كُتب عنه، مع أن التفسير كان أحب علم لديه، كما يذكر هو عن نفسه، ولذلك علق واستدرك على تفسير بعض الآيات والسور التي رأى أنها بحاجة إلى زيادة بيان.

    إن العلم خير، ولكن كثرة التعريفات والاختلافات وكثرة الردود والمهابشات العلمية، مما يربك أذهان الناس ويجعلهم في حيرة من أمرهم، وبخاصة ذلك الناشئ المقبل على الله، والمقبل على الدعوة، ولهذا كتب ابن الجوزي (تلبيس إبليس) حتى لا يُخدع طلبة العلم، وتصيبهم آفات الطلب والتأليف.

    نسأل الله أن يلهمنا رشدنا، ويهدينا إلى ما ينفعنا في ديننا ودنيانا.
    د.محمد العبدة
                  

01-09-2017, 00:03 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    النوافل طريق المحبة
    أحب شيء إلى الله أن تتقرب إليه بفعل ما افترضه عليك، وهذا في جميع الأبواب، فبعد الإسلام الصلوات الخمس، وهي أعلى الواجبات، وأعظم القربات، وفي باب النفقات يأتي في مقدمتها الزكوات المفروضات، وفي باب الصيام صوم رمضان، ثم بعد ذلك "حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا"، وهو مرة فمن زاد فهو مطوع.
    وهذه الفرائض عليها قوام الدين، وهي أسه وأعمدته التي يقوم عليها بناؤه، فإن تركتها هدمت دينك أو ركنا من أركانه.

    وليست هذه كل الواجبات والمفروضات، بل كل ما أوجبه الله فهو داخل فيها، ويحب سبحانه من عبده أن يتقرب به إليه، كعدل الحاكم في رعيته، ورعاية الوالد لأبنائه، وقيام المرأة بحق زوجها وأولادها، والإحسان إلى الجار، وصلة الأرحام، وبر الوالدين، وغيرها.

    الفرائض أولا:
    وكل من هذه الواجبات جعل الله له نوافل من جنسه، غير أنه لا تقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة:
    قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "لا يقبل الله نافلة حتى تؤدى فريضة".
    يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أفضل الأعمال أداء ما افترض الله، والورع عما حرم الله، وصدق النية فيما عند الله".
    وقال عمر بن عبد العزيز: "أفضل العبادة: أداء الفرائض، واجتناب المحارم".
    يقول الإمام سفيان الثوري: "إن لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار، وحقا بالنهار لا يقبله بالليل، وإنه لا يَقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة".
    وقال عون بن عبد الله: "اجعلوا حوائجكم التي تهمكم في الصلاة المكتوبة، فإن فضل الدعاء فيها، كفضلها على النافلة

    لابد من النقص
    غير أن هذه الفرائض مهما حاول الإنسان إكمالها وإتمامها والإتيان بها على وجهها، فلابد أن يعتريها نقص ويدخل عليها خلل، إما كمًّا بنسيان بعضها، أو تركه زمن الصبا قبل التوبة والمواظبة، وإما في صفاتها وهيئاتها وأركانها وسننها، أو في خشوعها وصدق النية فيها والإخلاص لله تعالى فيها، وقد دل على وجود هذا الخلل حديث عمار بن ياسر في المسند قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي الصَّلاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلا نِصْفُهَا، ثُلُثُهَا، رُبْعُهَا، خُمْسُهَا، سُدُسُهَا، عُشْرُهَا](رواه أحمد والطبراني). قَالَ جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ: قُلُتْ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: لا يُتِمُّ الْقِرَاءَةَ فِيهَا وَلا الرُّكُوعَ وَلا السُّجُودَ.

    قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب: "وينبغي أن يعلم أن سائر الأعمال تجري هذا المجرى، فتفاضل الأعمال عند الله بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها".

    ويوم القيامة أول ما يحاسب الله عليه عباده الفرائض والواجبات، كما ورد في المسند وسنن أبي داود والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال: يقول ربنا عز وجل للملائكة وهو أعلم: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئا، قال: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع، قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك].
    أي أن الصيام كذلك، والزكاة كذلك، وبقية الواجبات.

    فأول فائدة من فوائد المحافظة على النوافل هي إتمام الفرائض وجبر نقصها، قال عليه الصلاة والسلام: [من صلى صلاة لم يتمها زيد عليها من سبحاته حتى تتم](حسنه ابن حجر وصححه الألباني).
    قال ابن تيمية رحمه الله: "من قصر في أداء الفوائت، فليكثر من النوافل؛ فإن الله يحاسب بها يوم القيامة". (جامع المسائل: 4/109).

    ترك النوافل خذلان وقلة دين:
    ولهذا كان ترك السنن والمداومة على تفويتها خذلانا وقلة دين، ومخالفة لهدي الصحابة والسابقين:
    يقول ابن حجر: "كان صدر الصحابة ومن تبعهم يواظبون على السنن مواظبتهم على الفرائض، ولا يفرقون بينهما في اغتنام ثوابهما".
    قال ابن عقيل الحنبلي رحمه الله: "الاستمرار على ترك السنن خذلان".
    قال ابن قاسم (٢ /٢١١): "تركها يدل على قلة الدين".
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية:"من أصر على ترك السنن الرواتب دل ذلك على قلة دينه، وردت شهادته".

    فوائد المحافظة على النوافل:
    وإذا كان من فوائد المداومة على السنن والنوافل جبر نقص الفرائض وصيانة الدين من النقص، فإن لها أيضا منافع أخرى كثيرة منها:

    أولا: النوافل سياج لحفظ الفرائض:
    فالنوافل سياجٌ منيع للمكتوبات، ومن حافظ عليها عَظم قدر الفرائض في قلبه، فهي لها كالحمى، والصيانة والحفظ، من داوم عليها وحافظ عليها، كان أكثر محافظة على الفرائض، ولا تفوت الفرائض إلا على من ضيع النوافل، وقلّ أن يترك عبدٌ النوافل تركًا تاما إلا امتحن بتركِ الفرائض.
    يقول الإمام العابد يونس بن عبيد:"ما استخف رجل بالتطوع إلا استخف بالفريضة".
    وقال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "ملازَمة الاقتَصَار على الفرائضِ وتَركُ التَنفُل يفضِي إلى إيثارِ البطالة، وعدمِ النشاطِ إلى العبادة".

    ثانيا: عظم أجرها وكبير ثوابها:
    قال عليه الصلاة والسلام: [ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها] ، قال أهل العلم: هما الركعتان قبل الفريضة.
    وقال: [من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر كله].
    وقال: [من تصدَّقَ بعدْلِ تمرةٍ من كَسْبٍ طَيِّبٍ، ولا يقبَلُ اللهُ إلَّا الطَّيِّبُ، فإنَّ اللهَ يَتَقَبَّلُهَا بيمينِهِ، ثم يُربيها لصاحبها، كما يُرَبِّي أحدكم فَلُوَّهُ، حتى تكونَ مثلَ الجبلِ](البخاري).
    وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].

    ثالثا: تفتح لصاحبها أبواب المغفرة
    النوافل تفتح لك أبواب المغفرة، وتيسر لك طريق السعادة، وبها تقضى الحاجات، وتقال العثرات، ويستجاب الدعاء، وتزول الأمراض والأدواء، وبها ينزل صاحبها في رحاب الجنة؛ روى البخاري في صحيحه عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِوَضُوءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْوَضُوءِ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا وَقَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ].
    وفي الصحيحين: [من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه]. و[من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه].
    وقال عليه الصلاة والسلام: [الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارات لما بينهما، إذا اجتنبت الكبائر].
    [من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه]، [العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما].
    [صوم يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده]، [صوم يوم عاشوراء يكفر السنة التي قبله].

    رابعا: توصل صاحبها إلى الجنة
    روى البخاري في الصحيح عن أبي هريرة: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لبلالٍ عندَ صلاةِ الفجرِ:يا بلالُ، حدِّثْنِي بأَرْجَى عملٍ عَمِلْتَهُ في الإسلامِ، فإنِّي سمعتُ دُفَّ نعليْكَ بينَ يديَّ في الجنةِ. قال: ما عملتُ عملًا أَرْجَى عندي أنِّي لم أَتَطَهَّرَ طَهورًا، في ساعةِ ليلٍ أو نهارٍ، إلا صلَّيتُ بذلكَ الطَّهورِ ما كُتِبَ لي أن أُصلِّي] .

    خامسا: النوافل طريق محبة الرحمن
    (ومَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ)
    ولو لم يرد في المحافظة على النوافل والسنن إلا هذا الحديث لكان حريا على كل مسلم أن يسعى إليها، وأن يداوم عليها ويتمسك بها، فليس شيء في الوجود أعظم من أن يحبك الله، فمن أحبه الله فماذا فقد؟ ومن أبغضه الله فماذا وجد؟ كما ذكر ابن القيم أنه روي في بعض الآثار "لعله يقصد الإسرائيلية": (ابن آدم اطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء).
    من فاته أن يراك يوما فكل أوقاته فوات

    وأثر هذه المحبة وثمرتها ـ فضلا أن تورثه محبة أهل السماء وأهل الأرض ـ هو ما ذكره الله تعالى في هذا الحديث: (فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)(صحيح البخاري).

    فمن أحبه الله أدناه إليه، وقربه منه، وأعانه على طاعته، وشغله بذكره، ووفقه وسدده، ورقّاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان، فيصير يعبد الله كأنه يراه، فيمتلئ قلبه بمعرفة ربه، ومحبته، وتعظيمه، وخوفه ومهابته، وإجلاله، فإذا امتلأ القلب بذلك زال منه كل تعلق بكل ما سوى الله، ولم يبق للعبد تعلق بشيء من هواه، ولا إرادة إلا ما يريده منه ربه ومولاه، فحينئذ لا ينطق العبد إلا بذكره، ولا يتحرك إلا بأمره، فإن نطق نطق بالله، وإن سمع سمع بالله، وإن نظر نظر بالله، أي بتوفيق الله له في هذه الأمور؛ فلا يسمع إلا ما يحبه الله، ولا يبصر إلا ما يرضي الله، ولا يبطش بيده ولا يمشي برجله إلا فيما يرضي ربه ومولاه.

    اللهم وفقنا لطاعتك، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
    إسلام ويب
                  

01-09-2017, 00:48 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    آفات الفراغ
    في أحضان البطالة تولد آلاف الرذائل، وتختمر جراثيم التلاشي والفناء، إذا كان العمل رسالة الأحياء فإن العاطلين موتى، وإذا كانت دنيانا هذه غراساً لحياة أكبر تعقبها، فإن الفارغين أحرى الناس أن يُحشروا مُفلسين لا حصاد لهم إلا البوار والخسران، وقد نبه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى غفلة الألوف عما وُهبوا من نعمة العافية والوقت فقال: [نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ].

    أجل فكم من سليم الجسم ممدود الوقت يضطرب في هذه الحياة بلا أمل يحدوه، ولا عمل يشغله، ولا رسالة يخلص لها ويصرف عمره لإنجاحها.
    ألهذا خلق الناس؟ كلا، فالله -عز وجل- يقول: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق}[ المؤمنون:115، 116].

    إن الحياة خلقت بالحق، الأرض والسماء وما بينهما.والإنسان في هذا العالم يجب أن يتعرف هذا الحق وأن يعيش به. أما أن يدخل في قوقعة من شهواته الضيقة، ويحتجب في حدودها مذهولاً عن كل شيء فبئس المهاد ما اختاره لحاضره ومستقبله!

    وما أصدق ما رواه الشافعي في أسس التربية هذه الكلمة الرائعة: "وإذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل".
    وهذا صحيح؛ فإن النفس لا تهدأ، إذا لم تَدُرْ في حركة سريعة من مشروعات الخير والجهاد والإنتاج المنظم لم تلبث أن تنهبها الأفكار الطائشة، وأن تلفها في دوامة من الترهات والمهازل. وأفضل ما تصون به حياة إنسان أن ترسم له منهاجاً يستغرق أوقاته، ولا تترك فرصة للشيطان أن يتطرق إليه بوسوسة أو إضلال.

    وتوزيع التكاليف الشرعية في الإسلام منظور فيه إلى هذه الحقيقة، ألا يُترك للنفس فراغ يمتلئ بالباطل، لأنه لم يمتلئ من قبل بالحق. ويشرح "ديل كارنيجي" هذا فيقول: (إننا لا نحس أثراً للقلق عندما نعكف على أعمالنا، ولكن ساعات الفراغ، التي تلي العمل هي أخطر الساعات طراً. فعندما يتاح لنا وقت فراغ لا تلبث شياطين القلق أن تهاجمنا، وهنا نتساءل: أترانا نَحْصُل من الحياة على ما نشتهي؟ أترى كان الرئيس يعني شيئاً بملاحظته التي أبداها اليوم؟ أترانا مرضى؟ ذلك أن أذهاننا تشبه أن تكون خاوية عندما تفرغ من العمل، والطلاب في دروس الطبيعة يعلمون أن الطبيعة تمقت الفراغ.
    تريد تجربة على ذلك؟ أحدث ثقباً في مصباح كهربائي مفرغ من الهواء، وسترى أن الطبيعة تدفع بالهواء إلى داخل المصباح ليملأ ما فيه من خلاء، كذلك تسرع الطبيعة إلى ملء النفس الفارغة، بماذا؟ بالعواطف والإحساسات غالباً؛ لماذا؟
    لأن مشاعر القلق والخوف والحقد والغيرة والحسد تندفع بقوة بدائية عنيفة متوارثة من عهد الغابة، وتلك المشاعر من القوة بحيث يمكنها أن تبدد السلام من نفوسنا والاستقرار من عقولنا).

    من حق المربين إذن أن يحذروا آفات الفراغ، وأن يحصنوا النفوس من شرورها. وأمثل الوسائل في هذه الحالات وضع سياسات محكمة للإنشاء الدائم، والبناء المستمر. فإن شحن الأوقات بالواجبات، والانتقال من عمل إلى عمل آخر -ولو من عمل مرهق إلى عمل مرفه- هو وحده الذي يحمينا من علل التبطل ولوثات الفراغ.

    وأحسب أن المجتمع يستطيع الخلاص من مفاسد كثيرة لو أنه تحكم في أوقات الفراغ، لا بالإفادة منها بعد أن توجد، بل بخلق الجهد الذي يستنفذ كل طاقة، ويوجه هذا وذاك إلى ما ينفعه في معاشه ومعاده، فلا يبقى مجال يشعر امرؤ بعده أنه لا عمل له، من قديم عرف المصلحون أن بطالة الغني ذريعة إلى الفسوق.
    إن الشباب والفراغ والجده *** مفسدة للمرء أي مفسدة
    ونضم إلى هذا أن بطالة الفقراء تضييع لقدرة بشرية هائلة، وبعثرة مخزية لما أودعه الله في العضلات والأعصاب والأفئدة من طاقات لو فُجرت لغيرت وجه العالم.
    وأحق الأنظمة بالقبول والتشجيع ما رعى هذه الحقيقة ورتب عليها تعاليمه.

    والإسلام يملك على الإنسان أقطار نفسه من هذه الناحية، فإن أغلب شرائعه يدور على جهاد النفس وجهاد الناس.
    وجهاد النفس فطامها عما تشتهي من آثام، أو تجنح إليه من مناكر.
    وجهاد الناس منع مظالمهم من إفساد الحياة وخلخلة الإيمان، والإصلاح في جنباتها.
    وكلا الجهادين يستغرق العمر كله لحظة لحظة، ولا يستبقي فرصاً للعبث والذهول والغفلات.

    لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل الله الاستمساك بدينه مع نبض قلبه بالحياة، فيدعو: [يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك][أخرجه أبو داود]. وكان يقول: [اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت][الترمذي]. وهذا الاستمداد اليقظ الدائب هو أساس الاكتمال النفسي.

    أما شغل الوقت كله بالجهاد العام بعد ذلك فأمر معروف في سيرته، فما استراح من مناهضة الكفر في فج من فجاج الجزيرة إلا ليتحول إلى فج آخر يعمره بالإيمان والتقوى.

    وقد جاء صاحباه من بعده أبو بكر وعمر فلم يدعا للمسلمين مجالاً لقعود، فرموا بجيوشهم على معاقل الطغيان في الأرض، فما هي إلا سنوات معدودات حتى امتلأت بقاع العالم بأضواء الإيمان.

    فماذا حدث بعد أن ترك المسلمون هذه الواجبات المهيمنة على أوقاتهم كلها؟ فرغ بعضهم لبعض، وعاثت بينهم الفتن! ثم خلفت خلوف جعلت من تفسير المتشابه في كتاب الله مضيعة للوقت الواسع الرخيص! فأساءت بذلك إلى آيات الكتاب كلها محكمها ومتشابهها.

    إن الحق إذا استنفد ما لدى الإنسان من طاقة مختزنة لم يجد الباطل بقية يستمد منها. وإذا استولى على قلبه ولبه فلا مجال لوساوس اللهو وهواجس الريبة.

    ويتساءل "ديل كارنيجي: "ما السبب في أن أمراً هيناً كالاستغراق في العمل يطرد القلق؟
    السبب في ذلك هو أحد القوانين الأساسية التي اكتشفها علم النفس وهو: من المحال لأي ذهن بشري مهما كان خارقاً أن ينشغل بأكثر من أمر واحد في وقت واحد".
    وهذا صحيح، وهو قريب من قول الله -عز وجل-: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}[الأحزاب:4].

    إنك كما تعجز عن تخيل شيئين في وقت واحد، فكذلك تعجز عن الجمع بين إحساسين متناقضين. ليس في استطاعتنا أن نتحمس لعمل مثير ونحس القلق في الوقت نفسه، فإن واحداً من هذين الإحساسين يطرد الآخر. وهذا القانون البسيط هو الذي مكن الأطباء النفسيين الملحقين بالجيش أن يأتوا بالعجائب في خلال الحرب، عندما كان يأتي الجنود الذين ضعضعت الحرب أعصابهم، كانوا يقولون: أشغلوهم بعمل ما.

    إن الفراغ في الشرق يدمر ألوف الكفاءات والمواهب، ويخفيها وراء ركام هائل من الاستهانة والاستكانة، كما تختفي معادن الذهب والحديد في المناجم المجهولة! ويستتبع هذا الإهدار الشنيع لقيمة العمل والوقت مصائب لا حصر لها في الأحوال النفسية والاجتماعية والسياسية.

    يُروى عن عمر بن الخطاب أنه قال: "إني لأرى الرجل فيعجبني، فإذا سألت عنه فقيل: لا حرفة له، سقط من عيني. وفي الأثر: [إن الله يحب المؤمن المحترف].
    فلا جرم أن شعوباً بأسرها تسقط من عين الله، وتسقط من أعين أهل الجد والإنتاج لأنها لا عمل لها، استهلكها الفراغ وأسلمها للفناء.

    وعندي أن العلة الأولى لتخلف الأمة العربية والشعوب الإسلامية ما غلب على أحوالها النفسية والاجتماعية من قعود واستكانة وتقاعس.

    ويستحيل أن تحرز هذه الأجيال الغفيرة من البشر سهماً من نجاح في الدنيا أو فلاح في الأخرى إلا إذا تغير أسلوبها في الحياة، وانمحت من ربوعها آثام البطالة والفراغ.
    الشيخ محمد الغزالي
                  

01-09-2017, 01:37 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    التجديد مفهومه وضوابطه
    التجديد موضوع كبير أفرزته الثقافة الإسلامية المعاصرة، ودخل فيه أناس لا يتقنون فنه فضلا عن التكلم فيه، وقد اتخذ في الآونة الأخيرة – بحسن نية أو بسوء نية - مطية لتحريف أصول الدين وقواعده، ودفع أعداء الإسلام لذلك مجموعة من المرتزقة للحديث عنه واتخاذه مطعناً يطعن به الإسلام، فكان لا بد من كشف اللثام وبيان الحقيقة بين هذا الادعاء وذلك التأصيل، بصورة تأصيلية شرعية مع التفريق بين التجديد عند المسلمين بضوابطه وشروطه، وبين التجديد المدَّعى عند أرباب الأقلام والثقافة وغيرهم من المدسوسين؟

    فهومان متقابلان
    التجديد له مفهومان: مفهوم شرعي دعا إليه الإسلام وطلب من المسلمين أن يباشروه وأن يسعوا إلى تحقيقه بضوابطه وشروطه، ومفهوم آخر اتخذه بعض المغرضين وسيلة للنيل من الإسلام ودس السم في العسل - كما يقال -، ولذلك تنطلق الثقافة المعاصرة اليوم تحت مسميات متعددة وشعارات مختلفة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب، شعارات ومسميات براقة تخدع السامعين وتجعلهم يسيرون في ركابها ثم يتبين أنها سراب، أو أنها سموم القصد منها إفساد الدين والإسلام والمسلمين.!

    فما هو التجديد؟
    التجديد في اللغة: من جعل الشيء القديم جديداً.
    وأما في الاصطلاح: فعندنا اصطلاحان:
    الأول: الاصطلاح الشرعي المضبوط، الذي شرع في الإسلام وحث الإسلام عليه ودعا إليه، وهو يحتوي على ثلاث نقاط مهمة، فالتجديد في الاصطلاح الشرعي: هو "إعادة رونق الدين وجماله وصفائه، وإحياء ما اندرس منه، ونشره بين الناس". فهذه ثلاثة محاور للتجديد الشرعي المضبوط المستحب، ومطلوب من الناس أن يشاركوا فيها.

    وأما التجديد بالمفهوم الآخر: فمعناه الانقضاض على أصول الدين وثوابته وكلياته، وهدمها وبناؤها بناءً جديداً، بنفسية المهزوم.. لموافقة ما تدعو إليه الحضارات المسيطرة على العالم، بمعنى أن الإسلام صار بالياً وقديماً فلا بد من إيجاد مفاهيم وقواعد وأحكام جديدة في الدين بحيث تتناسب وتتماشى مع الحضارة العالمية الغربية المعاصرة التي فيها العلو والاستكبار لهم والهزيمة والذل للمسلمين، فإذاً، شتان بين نوعي التجديد، فالأول تجديد للبناء، والثاني تجديد للهدم والإزالة.

    والأصل في مشروعية التجديد قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأخرجه أبو داوود والحاكم والترمذي وسنده صحيح: [إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها].
    وتجديد دينها يضمن لها الثلاثة المحاور التي اصطلح عليها علماء الشريعة:
    . فإما أن يكون التجديد في محور إزالة تراكمات الانحرافات التي وقعت على تعاليم الإسلام بفعل سلوكيات المسلمين،
    . أو أن يكون التجديد بإزالة البدع والخرافات التي ابتدعت في هذا الدين وخيمت عليه بسبب سوء الفهم مثلا،
    . أو أن يكون التجديد في نشر محاسن الإسلام في باب العقائد وباب الأحكام وباب الأخلاق وباب المعاملات وفي سائر جوانب الشريعة ودعوة الناس للعمل به وامتثاله!

    إزالة الانحرافات:
    ومن المعلوم أن الدين الإسلامي جاء ليقطع جوانب المحدثات التي تزيل جمال الدين وتشوه منظره ورونقه قال - صلى الله عليه وسلم -: [كل بدعة ضلالة]، وقال: [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد]، فالإسلام يجب أن يظل صافياً نقياً يأخذه الناس كما أخذه الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتقاداً وسلوكاً ومعاملة.

    فالدين يجب أن يبقى نظيفاً جديداً مثله في ذلك مثل الثوب النظيف الجديد، وقد أشار القرآن إلى هذا المعنى في قوله - تعالى -: {وثيابك فطهر}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: [تركتم على المحجة البيضاء]، ولهذا شاء الله - تعالى -أن يوجد المجددون لهذه الأمة الذين ينقون الدين مما علق به من إحداث المحدثين وشبه المبطلين.

    ومسألة التجديد في هذا الدين مسألة شرعية؛ لأن الله - تعالى - قد ختم بنبيه الرسالة، وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين، فلا يوجد بعده نبي ليجدد للناس دينهم كما كانت الأنبياء تبعث في بني إسرائيل لتجدد لها أمر دينها حيثما يحصل فيها انحراف، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء وشريعته صالحة لكل زمان ومكان.
    إذاً لابد من وسائل لتظل الشريعة صافية نقية، ومن هذه الوسائل الوقائية: تولي الله الرسالة بحفظ الكتاب الكريم حفظا للدين: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ومنها ما منِّ الله - سبحانه - به على هذه الأمة من خصيصة الإسناد وحماية الشريعة من الوضاعين والكذابين على صاحبها - عليه الصلاة والسلام -، ومنها وجود العلماء الذين ينافحون عن هذا الدين ويبينون الحق من الزائف فيه دون أن ينقطع تسلسلهم عبر العصور، ومنها مسألة التجديد في هذا الدين لتكون أيضاً وسيلة لتنقية وتصفية ما يحدث في الدين من انحراف أو بدع أو خرافات ليرجع إلى ما كان عليه نقياً صافياً.

    إحياء ما اندرس
    والمحور الثاني من التجديد هو إحياء ما اندرس منه، واندراس الشيء خفاؤه، واندراس الدين خفاء السنن وضياع الأحكام بسبب الجهل أو إحداث البدع، ولهذا قيل ما أحدثت بدعة إلا غطت سنة، فهذا الاندراس يحتاج إلى بيان وإحياء وإظهار، لذلك لا بد أن ينظر إلى كثير من العبادات التي ربما اندرست على كثير من الناس بسبب بعدهم عن العلم والعلماء، وبسبب حدوث البدع والخرافات التي غطت عليها.

    ونشاهد اليوم اندراس مجموعة من قضايا الشرع والدين، فمثلاً، يظن كثير من أهل البدع أن الإيمان مجرد النطق بالشهادتين وإخراج العمل عن مسمى الإيمان، مما أدى إلى اندراس مفهوم الإيمان الصحيح في أذهان الناس بسبب بدعة المرجئة هذه، وأمثلة أخرى: مفهوم الولاء والبراء، مفهوم العبادة، مفهوم الحكم والتحاكم، مفهوم الجهاد، مفهوم الأخوة، مفهوم التوكل، مفهوم النصر، مفاهيم كثيرة جداً ضاعت من أذهان المسلمين وغابت عنهم وصارت مغلوطة لديهم، غير صحيحة.

    نشر الدين بين الناس:
    أما المحور الثالث وهو نشر هذا الدين بين الناس، بعد أن يصفو وينقى وتعاد إليه نضارته ورونقه وجماله، كما أنزله الله وكما بلغه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبعد أن بين ما اندرس منه وصححت المفاهيم المغلوطة حوله، عندها يحتاج إلى نشره بين الناس ليفهموه ويقوموا به كما أمرهم الله - سبحانه وتعالى -.

    وتبرز أهمية هذا المحور حينما تخلت الدول والحكومات عن قضية تبليغ الدين وجعلته أمراً هامشياً في حياتها العملية، فكان لا بد من إيجاد جماعات الاحتساب وعلماء مجددين يبلغون هذا الدين للناس وينشرونه، وإذا رجعنا إلى مهام الخلافة الإسلامية في الشرع وعند علماء الإسلام قديماً وحديثاً سنجد أن أبرز مهامها حفظ الدين وسياسة الدنيا به ونشره بين الناس!!

    وعلى هذا فإننا من خلال هذا التعريف الشرعي للتجديد عند علماء المسلمين نعرف ما هو الواجب علينا نحو هذا الدين من خلال هذا المفهوم الصحيح، ثم بعد ذلك تتنوع مجالات التجديد في الإسلام، وذلك لأن التجديد علاج لما يحدث من انحراف في حياة الناس فقد يكون الانحراف في جانب الاعتقاد فنحتاج إلى تجديد في جانب الاعتقاد، وقد يكون الانحراف في الأمة في جانب السلوك فنحتاج إلى تجديد في جانب السلوك والأخلاق، وقد يكون في الحكم والسياسة أو النظر والاستدلال أو في المفاهيم والتصورات التي يقدمها أعداء الإسلام عن الإسلام.. فنحتاج إلى تجديد في مجال فضح الاتجاهات والمناهج والسبل المخالفة للإسلام، وهكذا.. يحتاج كل جانب من الدين تجديداً بحسبه، وهكذا تتنوع مجالات التجديد ضمن التجديد المنضبط بالشرع تبعاً للانحراف أو للضعف والركود الذي يحصل في جانب من جوانب الإسلام.

    وإذا كنا نشاهد اليوم الدين الإسلامي قد أصيب أهله بانحراف أو خلل في سائر هذه الجوانب، فما أحوجنا إلى التجديد الكلي في سائر الجوانب الشرعية، ولا يعني ذلك أن الانحراف الذي وقع في سلوك المسلمين أثر على منهج الإسلام، لا..! منهج الإسلام محفوظ بحفظ الله وإنما الانحراف حصل في التطبيق العلمي للإسلام من خلال المسلمين، ففرق بين الإسلام وبين حياة المسلمين.

    شروط التجديد:
    1- أن يكون المجدد من الفرقة الناجية: بمعنى ألا يكون المجدد من فرقة ضالة منحرفة، لأنه سيجدد على ضوء انحرافه وابتعاده عن الدين، فربما أصاب الدين بالفساد والانحراف تبعاً لتصرفاته وعقيدته المنحرفة. وقد جاءت الأحاديث وأقوال السلف موضحة لصفات الفرقة الناجية.. وليس المجال مجال سردها، فليرجع إلى مظانها!

    2- أن يكون لدى المجدد الحد الكافي من العلم الشرعي: وبعض أهل العلم اشترط أن يكون مجتهداً ويمكن أن يضبط هذا الشرط ويقال: إن كان التجديد كلياً فيجب أن يكون الشخص المجدد مجتهداً مطلقاً، وإن كان التجديد جزئياً فيكفي أن يكون المجدد مجتهداً في المسألة والقضية التي سيجدد فيها. وهذا أقرب الأقوال إلى الصواب في مسألة هذا الشرط.

    3- أن يكون المجدد صاحب همة عالية: كما مر في الحديث: [إن الله يبعث...] فكلمة يبعث تدل على أن المجدد ليس كسولاً ولا خاملاً ولا صاحب مصالح دنيوية دنيئة، بل هو صاحب همة عالية وإرادة وعزيمة قوية يسهر الليل ويتعب في النهار ويحقق في المسائل ويبذل جهده وماله ووقته من أجل أن يجدد شيئاً من دين هذه الأمة، فهو صاحب نشاط وعمل وحيوية وابتكار وإبداع. فما أبعد التجديد عن الكسالى والخاملين!
    هذه الشروط التي اتفق عليها العلماء لتكون من شروط المجدد، وهناك شروط مختلف فيما بين أهل العلم.

    هل وجد التجديد عملياً في أمة الإسلام؟
    نعم، وجد التجديد واقعاً عملياً في أمة الإسلام كما في الحديث، يوجد على رأس كل مائة سنة مجدد، والآن نحن في القرن الخامس عشر وقد مضت 1400عام فمعنى ذلك أن يكون في أمة الإسلام أربعة عشر مجدداً، إذا قلنا بالتجديد الانفرادي لكل مائة سنة، وأكثر من ذلك إذا قلنا بالتجديد الجزئي أو الجماعي أو المتخصص الذي توزع فيه خصائص التجديد، وكمثال اتفق العلماء على كونه مجددا على رأس المائة الأولى: الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى.

    وهل حدث انحراف في المائة الأولى؟ نعم حدث، لكنه كان انحرافاً جزئياً، ولو تتبعنا أحوال المسلمين في القرن الأول بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - من السنة العاشرة إلى سنة أربعين للهجرة لوجدنا أن الأمة كانت تمشي على وفق هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع مجالات الحياة، وهذه تسمى فترة الخلافة الراشدة، التي انتهت في شهر ربيع الأول من سنة41هجرية حينما تنازل الحسن بن علي بالخلافة لمعاوية رضي الله عن الجميع، فانتهت الأربعون سنة بما فيها فترة الخلافة الراشدة، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: [الخلافة الراشدة فيكم ثلاثون عاماً].

    وبتولي معاوية - رضي الله عنه - الحكم كان أول ملوك الإسلام وأحسنهم عدلاً وأفضلهم سيرة وصلاحاً، ثم من بعده بدأ الانحراف في هذا الباب -الحكم والسياسة- فبعث الله - تعالى – وقيض لهذه الأمة وأخرج لها - في سنة 99هجرية قبل انتهاء المائة الأولى- خليفة راشدا جدد لها في الحكم والسياسة، وهو عمر بن عبد العزيز، حيث أعاد الحكم شورى، وولى الولاية لمن يستحقها ويقدر عليها، وأعاد الأمر إلى نصابه، ونشر العلم ودون السنة، وألغى الضرائب، وانتشر الخير في خلافته خلال سنتين أو ثلاث من عام 99 إلى عام 101هجرية حيث توفي فيه.

    لقد بدا أن الأمة قد رجعت في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى عهد الخلافة الراشدة في الحكم والسياسة والقضاء والإدارة!! بعد ما طرأ عليها، حتى لقد تحولت القضية الاقتصادية في زمنه من فقر إلى ثراء عظيم، فقد كان يأمر - رحمه الله - الولاة بتوزيع الصدقات على المسلمين فلا يجدون محتاجاً مع مناداتهم عليها، فيقول الناس: لا نحتاج قد أغنانا الله! فترجع إلى بيت المال!

    هذا جانب عملي للتجديد، وهو تجديد فردي، في جزء وجانب من جوانب الدين حينما يحدث فيه نوع من الخلل والانحراف.

    ونضيف -هنا- مثلاً آخر للتجديد الذي وقع في هذه الأمة حينما استمر الناس في العلم واستنباط الأحكام، وظهرت المذاهب الفقهية وحصل عند الناس نوع من التعصب في أخذ مسائل الدين، فحصل انحراف في باب النظر والاستدلال فإذا الأمة محتاجة إلى مجدد في هذا الباب فكان على رأس المائة الثانية محمد بن إدريس الشافعي، وهو أول من أصل أصول الفقه في كتابه "الرسالة"، فكان المجدد في عصره. ثم اختلف أهل العلم - بعد الشافعي - هل المجدد فرد أم جماعة؟
    والذي يظهر من استقراء الواقع الفكري للأمة وانحرافاتها أن التجديد صار بعد الشافعي تجديدا جماعيا، وصار لكل جانب من يجدد فيه، ويمكن أن يجتمع في القرن الواحد عدة مجددين كل منهم يجدد جانباً من الحياة.

    وفي القرن السادس الهجري برز نوع جديد من التجديد بعد إصابة الأمة بالهزيمة وسقوط بغداد في عهد التتار وهو التجديد الجهادي، برز بآراء وحكمة وتربية محمود زنكي ثم من بعد تلميذه صلاح الدين الأيوبي، الذي أحيا روح الجهاد بعد أن ماتت في الأمة أو ضعفت، ووحد صفوفها بعد فرقة وشتات وانحراف، ثم عاد بالأمة مجاهدة قوية واستعاد القدس بعد أن كانت تحت أيدي الصليبين عدة سنوات فكان هذا مثالاً للتجديد في ذلك العصر.
    في الجزء الأول من هذا الموضوع عرض الكاتب لمفهوم التجديد، وشروطه، وشروط المجدد، ثم تحدث عن المعنى الأول للتجديد وهو المعنى المقبول والذي قال عنه: "فالتجديد في الاصطلاح الشرعي: هو "إعادة رونق الدين وجماله وصفائه، وإحياء ما اندرس منه، ونشره بين الناس". فهذه ثلاثة محاور للتجديد الشرعي المضبوط المستحب".
    ثم هو يتعرض في هذا الجزء من المقال للمعنى الآخر من التجديد والذي هو مقصود المغرضين حيث قال: "أما التجديد بالمفهوم الآخر: فمعناه الانقضاض على أصول الدين وثوابته وكلياته، وهدمها وبناؤها بناءً جديداً، بنفسية المهزوم". فقال:

    وفيما الأمة محتاجة إلى مجددين في سائر الجوانب، ظهر أصحاب المفهوم الثاني للتجديد -غير المنضبط، الذين ينعق به مجموعة من المهزومين فكرياً وعقدياً وسياسياً- بمجموعة من الأطروحات المعاصرة في حين اشتد الضغط الغربي والعولمة الثقافية على العالم الإسلامي، وانطلقوا بمجموعة من الشعارات البراقة دُعمت دعماً قوياً من منظمات عالمية مشبوهة، والغريب أن بعضهم قد يكون اشتراكيا أو مستشرقا أو باطنيا أو غير ذلك من المذاهب الهدامة، ثم هو يتحدث عن التجديد الإسلامي!! ويتساءل: لماذا لا نعيد التجديد؟ ألا يوجد تجديد في هذه الأمة؟

    وهذه كلمة حق يراد بها باطل، لأنهم ينطلقون من منطلقات سيئة ذات أفكار قديمة يقيسون الإسلام بها على النصرانية، ويقولون: لم تفلح أوروبا ولم تصبح حضارة وتنطلق إلى التكنولوجيا والعلم والتقدم الحضاري إلا حينما جددت أفكارها وتصوراتها. فما هو التجديد عند الأوروبيين والغرب؟ قالوا: أزاحوا الكنيسة والدين والأفكار القديمة البالية وأتوا بأفكار جديدة، مستنيرة انطلقوا بها، فركنوا الدين جانباً!.

    وهذا ظلم للإسلام، فالإسلام ليس كالنصرانية والديانات الوضعية، الإسلام دين رباني صالح لكل زمان ومكان، لا يقف أمام العلم والتقدم التكنولوجي بل يدعمه ويشجعه ويدل عليه، وهل استفادت أوروبا في عصور الظلام إلا من المسلمين؟ وهل وقف الإسلام في يوم من الأيام أمام الاختراعات العلمية والإبداعات الحضارية إذا كانت منضبطة مع الشرع؟ لكنه الانهزام النفسي!

    لذلك انطلقت مجموعة تطلب التجديد في باب "أصول الفقه"، و"أصول الفقه" قواعد كلية كتبها العلماء منذ 14 قرناً ضبطوا بها منهج الفقه والنظر والاستدلال، في العبادة والمعاملات والأخلاق! ويقولون: ما الداعي لهذه القواعد والضوابط؟ لماذا لا يكون إعادة التجديد في أصول الفقه ضمن المعطيات المعاصرة، ويقصدون بذلك الانهزام والتبعية للعولمة الثقافية وسيطرة الغرب.
    وجاء آخرون دعوا إلى تجديد أصول التفسير، وآخرون إلى تجديد أصول الحكم والسياسة. ولعل القراء الكرام اطلعوا على كتاب "الحكم الإسلامي" لعلي عبد الرازق الذي كان يوماً ما من أساطين اليساريين، ثم تحول إلى أن يكون مفكراً إسلامياً يقدم للأمة الإسلامية نظرية جديدة في الحكم والسياسة!!

    وقد كان لدعوى التجديد في باب الحكم والسياسة أكبر الأثر على حياة الأمة وواقعها، فإذا نظرت إلى الدساتير المعتمدة اليوم لدى كثير من الدول الإسلامية وجدتها تنص في فحواها على أن القرآن والسنة ليس لهما الصبغة القانونية، وذلك تجديدا للأحكام بما يلائم العصر، والمقصود به إبعاد النصوص والأحكام الشرعية وحكم الله - تعالى -عن التأثير في الحياة، وإعطاء السلطة والحكم لمشرعين بشر ينسون ويجهلون ويقصرون ويخطئون! كل حين! ولأن هذه الدساتير وتلك القوانين من خزعبلات أفكار المشرعين من الشعوب تتبدل وتتغير بين الحين والأخرى، فتجد تعديل الدستور والقوانين عادة متبعة وسنة لا ثبات لها! لأن المشرعين بطبيعتهم بشر يشرعون على وفق معلوماتهم القاصرة ونظراتهم الضيقة!

    وعلى ذلك انطلق هؤلاء تحت مسوغ أن كل قديم فهو رجعي يجب إزالته، وأنه لا قداسة للتراث، والعجب أن الذي يتابع واقع الثقافة لهؤلاء يجد أنهم كاذبون يكيلون بمكيالين، فعندما يمس الأمر الدين يكون القديم رجعي وتجب إزالته، ثم نجدهم أثناء التطبيق العملي، يبحثون عن شيء أقدم من القديم: فتراهم يستشهدون بالديانات والحضارات الجاهلية قبل الإسلام؟ ويؤلفون في الفرعونية والسبئية والآشورية!! وينشئون لها المنظمات، ويخصصون لها الأقسام الدراسية والبحثية!! وتقدم كنموذج لما يسمونه بالتراث وثقافة ما قبل التاريخ!! داعين إلى استخراج الكنوز منها والحفاظ على مخلفاتها!! وعدم المساس بهذه الثروات الإنسانية!

    وقد طالت صرخات التجديد الثقافة والأدب، فما هو التجديد الثقافي والأدبي لدى هؤلاء؟ إنه إبعاد التأصيل والقواعد والخيانة العلمية وتحويل القضايا الأصيلة إلى قضايا مهزوزة، حتى الشعر العربي لم يسلم منها، فنشأ ما عرف بالحداثة والتجديد في الشعر، وكان مبتدؤها الشعر الحر الذي ليس له قافية ولا وزن من أوزان الشعر المعروفة، ثم لم يلبث أن دخلت عليه رموز وطلاسم يقصد بها إهانة المقدسات وهدم الثوابت!

    وطالت صرخات التجديد تجديد العقل المسلم وتشكيله بعيدا عن الهدى الرباني، فهم لا يريدون شيئاً صحيحاً يبقى في عقول المسلمين، يريدون تغيير الموازين والمقاييس والتصورات، حتى تصبح هذه العقول تائهة وغير قادرة على الفهم والإدراك طالما تستند إلى الظنون!!

    ومن التجديد المطروح أيضا الدعوة إلى إعادة قراءة التاريخ الإسلامي من جديد؛ والمناداة بضرورة صياغته من جديد؟ في ضوء المعارف اليقينية، ودون اعتماد الروايات والأخذ بدراسة الأسانيد، ويتساءلون: لماذا نعتمد على تاريخ الطبري؟ مثلاً، لماذا نعتمد على تاريخ ابن الجوزي؟ أو تاريخ ابن كثير؟ أو على التواريخ القديمة لعلماء السلف - رحمهم الله تعالى أجمعين -؟ فربما ألف هذه التواريخ أناس كانت لهم مصالح مادية أو ميول سياسية أو مذهبية أو.. الخ؟!

    وهذا طعن في مدونات التاريخ الإسلامي، التي حَفظت وحُفظت، وإذا كنا لن نعتمد على التاريخ الإسلامي المسطر بالرواية المدونة في القرن الثاني والثالث الهجري -مثلا- فهل سندون تاريخ الـ 14 قرناً الماضية بمعلومة سطحية ونظريات لم تثبت صحتها وإن ثبتت فقد يكون سير التاريخ بخلافها!!
    ثم هم رغم هذه الدعاوى إلى إعادة كتابة التاريخ الإسلامي وفق مصادر سليمة ونظريات منهجية، لا يتناولون في التاريخ إلا جوانب الخلاف بين المسلمين؛ مثلهم كمثل الذباب لا يقع إلا على الجرح! ليس هذا فحسب بل و يعتمدون في دراساتهم وبحوثهم للتاريخ الإسلامي على كتب لم يعتمدها علماء الإسلام ولم يوثقوا مؤلفها، ككتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، وهو كتاب حذر منه علماء المسلمين قديماً وحديثاً! لما فيه من الدس والكذب! وفيما يتركون أيضا المصادر الأصلية والشرعية للتاريخ الإسلامي يعتمدون على ما يكتبه المستشرقون اليوم!! قائلين للناس: هذا تاريخكم المليء بالانحرافات نحتاج إلى تجديده وتطويره؟!

    إنهم لا يبرزون الشخصيات الإسلامية المجددة التي نفع الله بها الإسلام والمسلمين، لكنهم ينشغلون بإبراز شخصيات مقدوحة في التاريخ كـ: واصل بن عطاء، والجعد بن درهم، وعبد الله بن سبأ، والأسود العنسي، ومسيلمة الكذاب، ويقدمونهم على أنهم ثوار ومجددون!

    إذاً فهذه المصطلحات والشعارات التضليلية تنطلق للإفساد تحت مسمى التجديد، وهناك نقطة مهمة ينطلق منها هؤلاء الذين يريدون التجديد، إنها قضية "لماذا يحتكر أناس مخصوصون فهم الإسلام دون بقية المسلمين؟ "
    ومن المعلوم عند المسلمين بأنه لا يوجد لدينا في الإسلام رجال دين ولا كهنوت، هذا كلام صحيح، لكن يوجد عندنا علماء وعوام، وإلا فما معنى قول الله - تعالى -: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، وهذا طبيعي في أي علم وثقافة أن يكون فيها مختصون بها يعلمون دقائقها وتفاصيلها.
    لكن هؤلاء بهذا المنطلق يريدون أن يصبح الإسلام خصب المرتع لكل من أراد أن يتكلم فيه، بمعنى أنهم لا يريدون التخصص في الإسلام ما دام أننا مسلمون جميعاً؛ دعونا نتصدر للفتوى والتعليم، ونتخصص في البحث والمناظرة، بدون سابق تعلم أو دراسة أو خبرة أو شهادة، وكأن الإسلام مرتع يتصدر فيه من شاء!

    إن الأمة الآن مع المدنية والتقدم انطلقت فيما يسمى بالتخصص الجزئي حتى على مستوى قضايا عادية، الطب توزع إلى عشرات من التخصصات، واللغة تفرعت إلى تخصصات، والآداب، والعلوم الإنسانية! فلماذا يؤمنون بالتخصص في العلوم الطبيعية والإنسانية؟ ولا يؤمنوا بالتخصص في العلوم الشرعية؟! فيصبح الجاهل والعالم عندهم سواء! كل من أراد أن يتحدث باسم الإسلام يتحدث!

    إنهم يطالبون علماء الشريعة باحترام التخصص، فيما يبيحون لأنفسهم أقدس التخصصات!! انظروا إلى الملفات التي تنتشر في الصحف الثقافية، تحت هذا المنطلق: الخباز والبقال والمهندس والمكانيك والطبيب يتكلم في الفتوى، كل من هب ودب مستعد أن يفتي في الإسلام، هذا حلال وهذا حرام!! هذا جائز وهذا غير جائز!! إن هذا والشرك سواء: {وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا * وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} الآية.
    وإذا رُد عليهم، قالوا: تحتكرون الإسلام عليكم فقط!

    إن القضية هي بذل الجهد والوقت في تعلم الإسلام ودراسته على يد من تلقوه تعلما وعملا، ثم الباب مفتوح لمن أراد أن يفتي ويعلم ويعظ ويوجه ويرشد ويؤلف، أما يعلم هؤلاء بأن الإسلام سمح بالتعلم، لكنه لم يسمح بالقول والفتيا بغير علم!

    إن الهجمة الشرسة من هؤلاء الذين يدعون التجديد على علماء الإسلام إنما هي هجمة على عقيدة الإسلام. لماذا لا يهجمون على التخصصات الطبية؟ والهندسية؟ والفلكية؟
    إن القضية خطيرة وهي تنطلق في أوساط المسلمين، من قوم يتكلمون بألسنتنا، ومن بني جلدتنا، لكنهم عملاء وأذناب للأفكار المنحرفة وللغرب المادي الملحد، إنهم يريدون أن ننحرف كما انحرف الغرب في أخلاقه وسياسته واقتصاده واجتماعياته وأسره وأفراده، يريدون أن تنحرف الأمة تحت مسمى الإبداع والتجديد حتى يغرر بها ويسهل قيادها!..
    حسن بن محمد شبالة
                  

01-09-2017, 01:45 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الفضائيات.. وبراءة الأطفال
    الفضائيات تغزو كل بيت في عالمنا، والكل بات يعيش في عصر تتزاحم فيه الأفكار وتتصارع الشعوب في ظل فضاءات مفتوحة، وبات إدمان برامج الفضائيات مسيطرًا على الجميع، ولا جدل في كثرة برامج الفضائيات المستهدفة للأطفال التي تختلف مضامينها، وتتنوع تبعًا لتمويل وأهداف كل منها، وتأخذ الفضائيات حيزًا كبيرًا في حياة الأطفال كما تؤكد الدراسات التربوية والنفسية جميعها، حتى وصل الأمر في طفلة في السابعة من العمر أن تجيب عن سؤال: ممن تتألف أسرتك؟ بالقول: تتألف أسرتنا من بابا وماما وجدتي والتلفاز، ولكون الأطفال هم الثروة العظيمة لكل مجتمع، وهم الجيل الأكثر تأثرًا وتشكلاً ثقافيًا وعرفيًا ووجدانيًا وسلوكيًا، لابد من تأسيسهم وبناء ثقافتهم ومعارفهم بشكل جيد، ومن هنا تنبع خطورة برامج الفضائيات التي تغزو عالمنا وتشوه براءة أطفالنا.

    القيم والسلوك.. منبع الخطورة
    حتّمت علينا الأمور السابقة أن نبحر في مخاطر الفضائيات على الأطفال وانعكاساتها السلبية عليهم لكونهم الأكثر والأسرع تأثرًا من الكبار، فمَن مِنا لا يلحظ عيون الأطفال وهي متشبّثة بالشاشة السحرية متجاوبة ومتفحصة الشخصيات والمناظر والحركات، مقلدين في اليوم الآتي معظمها في أغلب الأحيان، وسنحاول من خلال طرحنا للموضوع وضع حلول تساعد على ردّ هذا الخطر الداهم على مستقبل أطفالنا.

    وعن المخاطر التي تسببها الفضائيات على عقول أطفالنا، يقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة النجاح الوطنية فايز التلاوي: الفضائيات معلوماتها جاهزة ومفبركة ومحددة في إطار معين، وبذلك لا تساعد على تنمية روح الخيال والابتكار لدى الأطفال.

    ويضيف: تمتلك الفضائيات القدرة على تغيير نظرة الأطفال إلى الحياة وإلى العالم من حولهم، من خلال تكرارها لمشاهد معينة، تترسخ في عقولهم وتؤدي فيما بعد إلى تغيير مواقفهم تجاه الأشخاص والقضايا، فيتغير بالتالي حكمهم عليها، وموقفهم منهم، وشدد الدكتور التلاوي على أن تغيير المواقف والاتجاهات، لا يقتصر على الموقف من الأفراد والقضايا، بل يشمل القيم وبعض أنماط السلوك، قائلاً: هنا منبع الخطورة.
    وعن الكيفية التي تؤثر فيها الفضائيات على سلوك وقيم الأطفال يقول د.التلاوي: الطفل يحكم على الأمور بالصواب أو الخطأ من خلال المعلومات التي تتوفر له من البيئة المحيطة به، وبما أن الطفل بات يقضي جل وقته مع الفضائيات فإنه يستمد منها بشكل غير مقصود الأحكام التي يطلقها على الأشياء والسلوكيات التي يمارسها في حياته.

    وتطرق أستاذ علم الاجتماع إلى مضامين البرامج التي تبثها الفضائيات قائلاً: تسيطر محطات الأغاني و"الفيديو كليب" على جزء كبير من الفضائيات، ولكن لو تجاوزنا ذلك، وناقشنا محتوى المسلسلات نجدها تعجّ بمشاهد العنف والخلافات العائلية والشد العصبي والانفعالات في محاولة منها لعكس واقع قصة معينة، وفبركة مقصودة بغرض الإثارة لا أكثر.

    ويؤكد التلاوي أن هذا يؤثر بشكل باطني في سلوك الطفل المستقبلي، كما بيّن الدكتور أيضًا أن أغلب برامج الرسوم المتحركة التي تبثها الفضائيات مستقاة من عالم الجريمة والسرقة، لكونها غربية وأمريكية الصنع.

    علم النفس ماذا يقول؟
    يؤكد علماء النفس أنه كلما ازداد عدد الحواس التي يمكن استخدامها في تلقي فكرة معينة أدّى ذلك إلى دعمها وتقويتها وتثبيتها في ذهن المتلقي، وهنا نشير إلى أن الفضائيات تتمتع بعرض الصورة والصوت معًا، وهذا ما تفتقر إليه وسائل الإعلام الأخرى، وقد أكدت الدراسات أن التلفاز يأتي في علم التربية الحديثة بعد الأم والأب مباشرة.

    الخبير النفسي عبد الله حسام يؤكد أن الفضائيات تؤدي إلى خلخلة مشاعر الأطفال وتشتيتهم، كما تزيد الاضطرابات السلوكية والعاطفية والقلق والاكتئاب، منوهًا أن الطفل حتى وهو يجلس بين أسرته أثناء متابعتها للبرامج الفضائية يكون منغمسًا في عالم منفصل، ويتابع: تنقل معظم الفضائيات تقاليد غريبة تحمل قيمًا مغايرة للبيئة العربية، مما يؤدي إلى إيجاد فجوة بين الأسرة والأبناء، وتأسيس ثقافة متناقضة، ولا يدري الطفل أيهما أصح.

    ونوه الخبير إلى السلبيات التي تعكسها أفلام الكرتون الشائعة على الفضائيات، وتكرار المشاهد التي تقود إلى تبلّد الإحساس بالخطر، وإلى قبول العنف كوسيلة استجابة لمواجهة بعض مواقف الصراعات، وممارسة السلوك العنيف، ويؤدي ذلك إلى اكتساب الأطفال سلوكيات عدوانية مخيفة؛ إذ إن تكرار أعمال العنف الجسمانية والأدوار التي تتصل بالجريمة، والأفعال ضد القانون يؤدي إلى انحراف الأطفال.

    مضيفًا: ومن سلبيات الفضائيات أيضًا السهر وعدم النوم مبكرًا، والجلوس طويلاً أمامها دون الشعور بالوقت وأهميته، مما يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي وأداء الواجبات المدرسية، بالإضافة إلى الأضرار الجسميّة والعقلية كالخمول والكسل، والتأثير على النظر والأعصاب، وعلاقة ذلك والسلبية، والسمنة أو البدانة التي تصيب بعض الأطفال لكثرة الأكل أمام هذه الوسائل مع قلة الحركة واللعب والرياضة، ناهيك عن إثارة الفزع والشعور بالخوف عند الأطفال عبر شخصية البطل والمواقف التي تتهدده بالخطر، والغرق في الظلمة والعواصف والأشباح خاصة إذا كان الطفل صغيرًا، ويتخيل كل الأمور على أنها حقائق.

    الرقيب..الغائب!!
    تزخر الفضائيات ببرامج متنوعة، وتتنافس فيما بينها، وكل ذلك على حساب المتلقي، ولأن الطفل يكون في مرحلة البناء والتطور فيكون الأكثر تأثرًا.
    يقول حسني علي (43 عامًا ووالد لعدد من الأطفال): أصغر أطفالي يبلغ من العمر سبع سنوات، ولا ينفك عن مشاهدة التلفاز ولو لساعة واحدة ينجز فيها دروسه، ونحاول دائمًا توجيهه وإرشاده بأن عليه الانتباه لدراسته والابتعاد عن برامج الفضائيات، وبخاصة الرسوم المتحركة التي تسيطر على عقله، إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل.

    وانتقد الأب البرامج التي تبثها الفضائيات كونها لا تخضع لرقابة، وتعرض مشاهد لا أخلاقية أحيانًا، ويوضح الأب أنّ هناك محطات فضائية تبث برامج مخصصة للأطفال تحمل في طياتها مضامين غير مناسبة لعقل الطفل، مثل: قصص الحب والغرام وبعض اللقطات الخلاعية التي تساهم في تدمير سلوكيات وأخلاقيات الطفل، ولا يمكن منع بث مثل هذه الأفلام الكرتونية، ولكن كآباء نستطيع منع أبنائنا من مشاهدة هذه البرامج غير اللائقة.

    ومن جانبها، أوضحت الأم علياء ناصر أنها تمضي ساعات من يومها مع أطفالها خلال مشاهدتهم التلفاز، وتقوم بتوضيح الأمور لهم، وتقول الأم: لا أنتظر الفضائيات لتقوم بتربية أولادي، مؤكدة أنه يجب تفعيل دور الوالدين في هذا الموضوع، ويتوجب عليهم منع أطفالهم من قضاء ساعات طويلة أمام التلفاز.
    وتضيف: تعود المشاكل النفسية والاجتماعية الناجمة عن الفضائيات لأسباب عدة لعل أهمها إهمال الوالدين لأبنائهم أثناء متابعتهم للتلفاز وعدم مراقبتهم، وهذا خطأ كبير من الناس، وعلى الآباء والأمهات الانتباه إليها؛ لأن المشاكل التي قد يأتي بها التلفاز على أبنائهم كبيرة وكثيرة، ولهذا أنصح أنا بتشديد الرقابة، وخاصة على تلك القنوات التي تعرض مثل أفلام (الأكشن) والعنف، أو تلك الأفلام والبرامج التي تخرج عن عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية.

    أما الشاب سالم محمود (25عامًا) فكان له رأي مختلف، مشيرًا أنه من الخطأ حرمان الأطفال من التمتع بمنجزات العصر ومنها الفضائيات، على أن يكون ذلك وفق شروط، ومنها ألاّ يزيد ذلك عن حده، ولا يخفى ما يعانيه الطفل المسلم من سلبية تضر بصحته النفسية والبدنية من جراء استخدام التقنية الحديثة ممثلة في الثالوث الحديث (الإنترنت، وألعاب الفيديو، والفضائيات).
    وأشار الشاب محمود أنه يجب توجيه الأطفال نحو الإعلام المقروء والكتب والمجلات لما لها من قدرة على تنمية ثقافة الأطفال، وتشجيع قدراتهم الابتكارية والإبداعية.

    ما العمل؟
    لكل أداة تكنولوجية حدان أحدهما سيئ والآخر إيجابي، ولكوننا في عصر باتت تتلاشى فيه الحدود الثقافية لذلك لا بد من تحديد ما يُقدم للطفل من ثقافات عبر الوسائط الإعلامية المتنوعة وأهمها الفضائيات، أما عن الكيفية التي يجب أن نعالج فيها هذه المشكلة، فعلى الرغم من أنها ليست مسألة سهلة إلا أنها في الوقت ذاته ليست مسألة مستحيلة؛ إذ يمكن الفكاك منها متى أدركنا مدى خطورتها، ومتى تعاونت المؤسسات الاجتماعية المختلفة مثل: المنزل، والمدرسة، والمؤسسات المعنية في ضبط أوقات الأطفال وتوعيتهم، وإيجاد البدائل مثل: توجيهم نحو القراءة ولعب الرياضة، كما يتوجب على الأسرة أن تحرص على تنظيم أوقات الأطفال بصورة إيجابية خصوصًا في أيام العطلات والإجازات، إضافة إلى أهمية التركيز على نشر الوعي اللازم الذي يبين مخاطر ومضار ومساوئ المكوث الطويل أمام شاشات الفضائيات صحيًا وفكريًا واجتماعيًا.

    كما نذكر هنا بعض الحلول التي قدمها خبراء علم النفس والتربية الذين أجرينا معهم حوارات، ومنها التحكم بنوع القنوات الفضائية وما يُبث فيها، وانتقاء النافع من برامجها، وتحديد وقت معين ومحدد للمشاهدة حتى لا تطغى تأثيرات البرامج على ثقافة وشخصية الطفل، بالإضافة إلى غرس القيم الأصيلة والمبادئ الحميدة في نفوس الأبناء وتكوين محصلة من المبادئ الراسخة في نفوسهم، وتحذير الأطفال بأسلوب تربوي تعليمي من تلك الأخطاء والأخطار، ولا نستطيع تجاهل دور الأبوين من حيث كونهما قدوة ومثالاً لأبنائهم في كل الفضائل والمحامد بشكل عام، بما فيها بالطبع أسلوب مشاهدة الفضائيات، والذي يأتي من خلال تحدّثهما لأطفالهم عن مضمون ما يُعرض وانتقادهما ما لا يرونه مناسبًا، وإرشاد الأطفال إلى متابعة ما هو جيد.
    بشار دراغمة
                  

01-09-2017, 01:49 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    فوائد عشرة من قصة أصحاب الأخدود
    قصة أصحاب الأخدود هي قصة ظلم تتكرر في تاريخ الدعوات، وهي في ذات الوقت قصة فداء وتضحية في سبيل الدين تسطر بدماء الشهداء، ونور يضيء الدرب للمؤمنين، ولعنة تصب على الكافرين أو الظالمين الغاشمين، وتاريخ ناصع لا يكذب عن طبيعة المعركة بين المؤمنين والكافرين، وبين الطغاة والدعاة، وبين البغاة والهداة.

    ذكرها القرآن الكريم ونوه عليها في سورة البروج: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ [1] وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ [2] وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [3] قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ [4] النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ [5] إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ [6] وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ [7] وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [8] الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [9] إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ [10] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ [11] إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ [12]}(البروج 1ـ12)

    وبين النبي صلى الله عليه وسلم فصولها فيما رواه مسلم وأحمد وغيرهما فقال: [كان ملكٌ فيمن كان قبلكم وكان لهُ ساحرٌ، فلما كبرَ قال للملكِ: إني قد كبرتُ، فابعث إليَّ غلامًا أُعلِّمُه السحرَ، فبعث إليهِ غلامًا يُعلِّمُه فكان في طريقِه، إذا سلك، راهبٌ. فقعد إليهِ وسمع كلامَه فأعجبَه. فكان إذا أتى الساحرَ مرَّ بالراهبِ وقعد إليهِ. فإذا أتى الساحرَ ضربَه. فشكا ذلك إلى الراهبِ. فقال: إذا خشيتَ الساحرَ فقل: حبسني أهلي. وإذا خشيتَ أهلك فقل: حبسني الساحرُ. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابةٍ عظيمةٍ قد حبستِ الناسَ. فقال: اليومَ أعلمُ آلساحرُ أفضلُ أم الراهبُ أفضلُ؟ فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمرُ الراهبِ أحبُّ إليك من أمرِ الساحرِ فاقتل هذهِ الدابةَ حتى يمضي الناسُ، فرماها فقتلها ومضى الناسُ، فأتى الراهبَ فأخبرَه فقال لهُ الراهبُ: أي بنيَّ! أنت اليوم أفضلُ مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستُبتلى فإن ابتُليتَ فلا تَدُلَّ عليَّ. وكان الغلامُ يُبرئُ الأكمهَ والأبرصَ ويُداوي الناسَ من سائرِ الأدواءِ، فسمع جليسٌ للملكِ كان قد عمي فأتاهُ بهدايا كثيرةٍ فقال: ما ههنا لكَ أجمعُ إن أنتَ شفيتني. فقال: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي اللهُ. فإن أنت آمنتَ باللهِ دعوتُ اللهَ فشفاكَ. فآمنَ باللهِ فشفاهُ اللهُ. فأتى الملك فجلس إليهِ كما كان يجلسُ. فقال لهُ الملكُ: من ردَّ عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك ربٌّ غيري؟ قال: ربي وربك اللهُ. فأخذَه فلم يزل يُعذبْه حتى دَلَّ على الغلامِ. فجئَ بالغلامِ، فقال لهُ الملكُ: أي بنيَّ! قد بلغ من سحركَ ما تُبرئُ الأكمهَ والأبرصَ وتفعلُ وتفعلُ؟ فقال: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي اللهُ. فأخذَه فلم يزل يعذبْه حتى دلَّ على الراهبِ، فجئ بالراهبِ، فقيل لهُ: ارجع عن دينك. فأبى. فدعا بالمئشارِ فوُضع المئشارُ على مفرقِ رأسِه فشقَّه حتى وقع شِقَّاه. ثم جئ بجليسِ الملكِ فقيل لهُ: ارجع عن دينك. فأبى. فوُضعَ المئشارُ في مفرقِ رأسِه، فشقَّهُ بهِ حتى وقع شِقَّاهُ. ثم جئ بالغلامِ فقيل لهُ: ارجع عن دينك. فأبى. فدفعَه إلى نفرٍ من أصحابِه فقال: اذهبوا بهِ إلى جبلِ كذا وكذا. فاصعدوا بهِ الجبلَ فإذا بلغتم ذروتَه، فإن رجع عن دينِه وإلا فاطرحوهُ. فذهبوا بهِ فصعدوا بهِ الجبلَ . فقال : اللهم ! اكفنيهم بما شئتَ. فرجف بهم الجبلُ فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك. فقال لهُ الملكُ ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم اللهُ. فدفعَه إلى نفرٍ من أصحابِه فقال: اذهبوا بهِ فاحملوهُ في قرقورٍ، فتوسَّطوا بهِ البحرَ فإن رجع عن دينِه وإلا فاقذفوهُ. فذهبوا بهِ فقال: اللهم اكفنيهم بما شئتَ. فانكفأت بهم السفينةُ فغرقوا وجاء يمشي إلى الملكِ. فقال لهُ الملكُ: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم اللهُ. فقال للملكِ: إنك لستَ بقاتلي حتى تفعلَ ما آمرك بهِ. قال: وما هو؟ قال: تجمعُ الناسَ في صعيدٍ واحدٍ وتُصلبني على جذعٍ. ثم خذ سهمًا من كنانتي ثم ضعِ السهمَ في كبدِ القوسِ ثم قل: باسمِ اللهِ ربِّ الغلامِ ثم ارمني. فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناسَ في صعيدٍ واحدٍ، وصلبَه على جذعٍ ثم أخذ سهمًا من كنانتِه ثم وضع السهمَ في كبدِ القوسِ ثم قال: باسمِ الله ربِّ الغلامِ ثم رماهُ فوقع السهمُ في صدغِه، فوضع يدَه في صدغِه في موضعِ السهمِ فمات. فقال الناسُ: آمنَّا بربِّ الغلامِ. آمنَّا بربِّ الغلامِ. آمنَّا بربِّ الغلامِ. فأتى الملكُ فقيل لهُ : أرأيتَ ما كنت تحذرُ ؟ قد، واللهِ نزل بك حذرك، قد آمنَ الناسُ. فأمر بالأخدودِ في أفواهِ السككِ فخُدَّت، وأُضرمَ النيرانُ، وقال: من لم يرجع عن دينِه فأحموهُ فيها. أو قيل له: اقتحم. ففعلوا حتى جاءت امرأةٌ ومعها صبيٌّ لها فتقاعست أن تقعَ فيها فقال لها الغلامُ: يا أمه! اصبري فإنكِ على الحقِّ].

    إنها قصة تحمل في ثناياها معاني عظيمة ، وفوائد جليلة، وأفكارا بناءة، لو ذهبت تستقصيها وتتعمق فيها لاستخرجت منها دروسا مهمة في التربية، والثقة بالله، وتصحيح كثير من الفاهيم الخاطئة، وتجلية الحقائق التي قد تغيب عن النفس أو الغير.. فمن هذه الدروس:

    أولا: أهمية تربية الأبناء
    فبطل هذه القصة غلام "كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم": غلام آمن بالرحمن، وواجه الطغيان، وأصر على إبلاغ الحق ـ ولو بذل من أجل ذلك روحه رخيصة ـ حتى آمن على يديه أبناء قومه.. وهذا مما يجعلنا نهتم بتربية أبنائنا وتنشئتهم تنشئة إيمانية صحيحة عسى أن يكون منهم من يجدد لأمتنا دينها، أو يقودها للنصر على أعدائها.

    ثانيا: أن لكل فرعون سحرة، وسحرة كل زمان بحسبه:
    وهؤلاء السحرة والحواة هم بطانة السوء وشلة المنتفعين الذين يلتفون حول الملك أو الفرعون أو الطاغية، يسبحون بحمده، ويزينون فعله، وينافقونه لأجل تحصيل منافعهم، فهم كالقراد الذي يقتات على دم البعير أو يلتصق بجسم الكلب فإذا ما فارقه مات.. فبقاؤهم مرتهن ببقائه وهلاكهم بهلاكه، فهم يحفظونه ويحفظون نظامه حتى لا يسقط فيسقطون معه.

    ثالثا: تعليق نفوس المدعوين بالله وحده:
    فقد كان الغلام مما يبرئ الأكمه والأبرص ويشفي المرضى بإذن الله.. وكان إذا طلب منه أحد الشفاء قال: "أنا لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت به دعوته لك فشفاك"؛ وذلك حتى لا تتعلق القلوب بغير باريها وخالقها وإلاهها، وحتى لا ننقل الناس من عبادة الفرعون إلى عبادة الكاهن، وننقل الإلهية من الملك إلى الشيخ، وحماية للعقول من أن تنتقل من تعظيم الحق إلى تقديس الشخص، فإذا اهتدى اهتدوا بهداه، وإذا زاغ أو ضل أو زل زاغوا بزيغه وضلوا بضلاله.

    رابعا: الثقة التامة بالله تعالى:
    فعندما أمر الملك زبانيته بأخذ الغلام وإلقائه من فوق الجبل ـ إن أبى الرجوع عن دينه، فكان دعاؤه: "اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت"، ثقة كاملة بالله، واستغناء كامل بقدرته، وتوكل تام عليه وحده.. فليس هناك أسباب إلا الدعاء، وليس ثمة باب مفتوح أمامه إلا باب الغالب الوهاب، فسلم له النفس ووكل إليه الأمر يدبره بقدرته التي لا حدود لها بالطريقة التي يراها سبحانه.

    خامسا: الإصرار على تبليغ دعوته:
    فقد أنجى الله الغلام من الموت مرتين، وفي كل مرة يعود إلى الملك بنفسه ليبلغه الحق ويدعوه للإيمان، لم يهرب ولم ينسحب، بل أخبره بنفسه عن السبيل الوحيد لقتله، فأسلم نفسه للموت والقتل من أجل إظهار الحق.. إصرار عجيب على الدعوة، وإصرار على إظهار الحق، وإصرار على تحدي الباطل، خصوصا وليس في الميدان غيره، وهي رسالة لرموز الدعوة الكبار، الذين ارتبطت بهم الدعوات وصاروا من سماتها؛ فهؤلاء لا يسعهم ما يسع الصغار والعوام، وهروبهم من الميدان خذلان للدعوة وخسارة كبيرة، وفتنة للمدعوين، ونكوص عن واجب كانوا هم أولى الناس به.

    سادسا: تصحيح مفهوم الانتصار والخسارة:
    فالخسارة الحقيقية ليست في موت الداعية، وإزهاق الظالمين لنفوس المؤمنين، وإنما الخسارة الحقيقية أن ترتد عن دينك، وأن تنكص على عقبيك، وأن تتخلى عن مبادئك، أو تتنازل عن الحق، أو تهادن الباطل:
    كما أن الانتصار ليس في سلامة الأبدان، وصيانة الأموال، وحفظ المراكز، وإنما الفوز الكبير هو أن تعيش إن عشت على الإيمان، وتثبت عند الموت على الإسلام، وأن يؤمن الناس بدعوتك حتى وإن كان سبيل إيمانهم أن يمروا على جثتك.. لقد مات الغلام ولكن آمن القوم، وقتل القوم وحرقوا ولكن كانوا ثابتين على إيمانهم؛ فأدخلهم الله الجنة، وشهد لهم بأنهم فازوا الفوز الكبير {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات...

    سابعا: الدعوات لا ينصرها إلا التجرد الكامل:
    والخروج عن حظوظ النفس، ومكاسب الحياة؛ لقد قال الشيخ لتلميذه: "أنت اليوم خير مني وإنك ستبتلى. فإن ابتليت فلا تدل علي".. وخُيـِّر التلميذ بين حياته وبين دعوته فاختار بمنتهى الأريحية أن يموت هو لتحيا دعوته، بل هو الذي يطلب الموت بذاته لذاته [إنك لن تسلط على حتى تفعل ما آمرك به... ] ثم يخبره عن الطريقة التي يقتله بها!!!

    ثامنا: الابتلاء طريق ممتد وملحمة لا تنتهي:
    وسنن الله في الدعوات وفي الخلق عموما لا تتغير ولا تتبدل، فلابد أن يبتلى العباد ليعلم الصادق من الكاذب، وأهل الإيمان من أهل الزيغ والكفران {ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم}، {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} .

    فلسنا أول أمة تعالج الرزايا والبلايا ثم تطالب بالثبات على الحق والمكافحة من أجل إعلاء كلمه الله تعالى: {ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}.. وإنما القاعدة أن الابتلاء أول طريق النصر، وآخره الوصول إلى الجنة: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم ...

    تاسعا: الكفر ملة واحدة، والظلم أخو الكفر:
    وهؤلاء وهؤلاء لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ولا مانع لديهم من ارتكاب أفظع الجرائم، وابشع صور التنكيل والتعذيب من أجل فتنة المؤمنين وردهم عن دينهم، أو اختيار أقصى صور القتل للتخلص منهم في حال صبرهم على عقيدتهم وعدم مهادنة ومداهنة الظلم..

    عاشرا: الإيمان جذوة لا تخمد، وشمس لا تغيب:
    متى غربت عن أرض قوم أشرقت في أرض غيرها، وإذا داهم ظلام الليل قوما، فإن ضوء النهار يزيل ظلام الليل عن قوم آخرين ويبقى نور الله لا ينطفئ أبدا.

    اسلام ويب
                  

01-09-2017, 02:51 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    لنفسي أبكي.. لست أبكي لغيرها
    من أخطر الأمراض التي يتعرض لها المسلم في سيره إلى الله أن يرضى عن نفسه، ويرى كمالها، ويغفل عن عيوبها.

    ومن أعظم علامات رضى الله عن العبد وإرادة الخير به أن يوجهه للاعتناء بنفسه، والبحث عن عيوبها، والتنقيب عن قصورها، ثم الانشغال بمحاولة إصلاحها، والحرص على تزكيتها.. فـ {قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها}(الشمس: ).

    وكم هو قبيح أن يجهل الواحد منا عيوبه ونقائصه، أو يعرفها وينساها أو يتناسها، أو يتغافل عنها، أو يصغرها وهي كبيرة، أو يحقرها وهي خطيرة.. ثم بعد ذلك هو ينبش في عيوب إخوانه، ويدقق فيها، ويعظمها وهي حقيرة، ويضخمها وهي صغيرة.. وهذا مسلك حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال في حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري في الأدب المفرد: [يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه، ولا يرى الجذع في عينه] أي في عين نفسه.. وهذا عمل من القبح بمكان:
    قبيح على الإنسـان ينسى عيوبه .. .. ويبصر عيبا في أخيه قد اختفى
    ولو كان ذا عقل لما عاب غيره .. .. وفيه عيوب لو رآهــا قـد اكتفى

    دلائل وعواقب
    إن الانشغال بعيوب الناس أمر له دلائل وعواقب:
    فأول دلائله: جهل صاحبه بطبيعة الخلق وبحقيقة الإصلاح:
    فأما جهله بطبيعة الإصلاح؛ فلأن مبدأ الإصلاح أن يصلح الإنسان نفسه قبل الذهاب إلى إصلاح غيره، وقد قال سبحانه: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، وقال: {كل نفس بما كسبت رهينة}، وقال: {قوا أنفسكم وأهليكم نارا}. فبدأ بالنفس حتى قبل الأهل والولد.

    وأما جهله بطبيعة الخلق: فلأن الناس من حولنا بشر مثلنا، وطبيعة البشر أنهم يصيبون ويخطئون، ويحسنون ويسيئون، ولا يخلو إنسان من نقص وعيب وذنب وخطيئة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: [كل ابن آدم خطاء]، وقال: [والله لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم].

    وإنما يُذكَّر الإنسان وينصح، ولا يُـشهَّر به ويفضح، والتذكير والنصح إنما مقصوده أن يرجع العبد عن ذنبه ويؤوب، وأن يستغفر ربه وينيب إليه ويتوب؛ فإن فعل كان من خير الخطائين فإن [خير الخطائين التوابون].

    الدلالة الثانية: الغفلة عن النفس وعيوبها:
    فلو اهتم الإنسان بإصلاح نفسه لشغله ذلك عن عيوب غيره:
    قيل للربيع بن خثيم: ما لنا لا نراك تعيب أحداً؟
    قال: لست عن نفسي راضياً فأتفرغ لذم الناس، وأنشد:
    لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها... لنفسي في نفسي عن الناس شاغل

    وقال عبد الله بن عون: "لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه".

    الدلالة الثالثة: حقارة النفس ودناءتها:
    فالمنقب عن عيوب الناس لا تقع عينه إلا على القبيح ، ولا تميل نفسه إلا إلى العيب والنقص.. يترك الحسنات ويبحث عن السيئات، ويتغافل عن المزايا، ويتلقف العيوب، ويسكت عن الكمالات ولا ينطق إلا بالنقائص، ولا يرى في الناس إلا أسوأ ما فيهم: حاله كحال الغراب، لا يقع إلا على الجيف، أو كحال الذباب لا تراه واقفا إلا على المزابل والقذر، أو كحال صاحب كلب الغنم.. فقد روي في سنن ابن ماجه بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [مثل الذي يجلس يسمع الحكمة ثم لا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما يسمع كمثل رجل أتى راعيا فقال: يا راعي أجزرني شاة من غنمك .قال: اذهب فخذ بأذن خيرها. فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم).
    نفس حقيرة دنيئة لا يناسبها إلا السوء والشر، عجزت عن مجاراة الناس في المعالي فانشغلت بتحطيم الآخرين لتصعد على أنقاضهم.
    يقول أبو عاصم النبيل رحمه الله: "لا يذكر الناس بما يكرهون إلا سفلة لا دين لهم".

    الدلالة الرابعة: كثرة عيوبه ونقائصه:
    فلولا ما عنده من العيوب لما سعى في إظهار عيوب الناس.. من باب ودت الزانية أن لو زنت كل حرة حتى لا تعير بفجورها.
    قال محمد بن سيرين: "كنا نتحدث أن أكثر الناس خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس".

    رابعا: مكر الله به:
    فلوا أراد الله به خيرا لشغله بما يصلحه وبما ينفعه في دينه ودنياه.. ولكنه شغل بما يعود عليه بأعظم الفساد والضرر في الدين والدنيا:
    قال بكر بن عبد الله: "إذا رأيتم الرجل موكلا بعيوب الناس ناسيا لعيوبه فاعلموا أنه قد مكر به".

    عواقب وخيمة :
    وأما عواقب الانشغال عن عيوب النفس بعيوب الناس فمنها:
    أولا: الإثم والذنب:
    فلا شك أن التنقيب عن عيوب الناس نقص وعيب، وذنب وخطيئة، يلحق بفاعله الإثم والذم: قال مالك بن دينار: كفى بالمرء إثما ألا يكون صالحا، ثم يجلس في المجالس ويقع في عرض الصالحين.

    ويزداد الإثم حينما يرتبط بالعلماء والدعاة والصالحين، فإن في تنقيصهم نقض للدين، وفي عيبهم والاستهزاء بهم هدم للملة والدعوة.. وقد قال ابن المبارك رحمه الله: "من استخف بالأمراء ضاعت دنياه، ومن استخف بالعلماء ضاع دينه". وكلمات ابن عساكر في هذا الباب لا تخفى على ذي عقل وبصيرة.

    ثانيا: التجسس على الناس:
    فبحثه عن معايب الخلق يحمله على التجسس عليهم ليعرف عيوبهم، ويطلع على عوراتهم، أو ليثبت صحة ما رماهم به من العيب والنقص؛ وقد نهى الله المؤمنين عن إساءة الظن بإخوانهم مما يحملهم على التجسس ثم نهاهم عن التجسس فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا}(الحجرات:12)، وكذا قال رسوله صلى الله عليه وسلم.

    ثالثا: الوقوع في غيبة الناس:
    فذكر الناس بما يكرهون هو عين الغيبة، وإن كان ما تقوله فيهم حقا، كما جاء في تعريف الحديث لها: [أتدرون ما الغيبةُ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: ذكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ، قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقولُ؟ قال: إن كان فيه ما تقولُ، فقد اغتبتَه. وإن لم يكنْ فيه، فقد بهتَّه](رواه مسلم)
    وقد حذر الله المسلمين من الولوغ في أعراض الناس وغيبتهم فقال: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}(الحجرات:12).
    وقال عليه الصلاة والسلام: [كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ، عِرضُه، ومالُه، ودمُه، التقوى هاهنا ـ وأشار إلى القلبِ ـ بحسْبِ امريءٍ من الشرِّ أن يحقِرَ أخاه المسلمَ](رواه مسلم وغيره).

    رابعا: الإفلاس يوم الحساب:
    كما جاء في حديث المفلس الذي رواه {أتدرون ما المفلِسُ؟ قالوا: المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ. فقال: إنَّ المفلسَ من أمَّتي، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا. فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه. فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه ثمَّ طُرِح في النَّارِ}(رواه مسلم).

    خامسا: شيوع المنكر وتجرئ الناس عليه:
    فإن كثرة ذكر المنكر والتحدث به يؤدي إلى شيوعه بين الناس وتعود أسماع العباد عليه، ورفع هيبة الوقوع فيه من قلوبهم، ثم هو يجرئ صاحب الذنب على ذنبه طالما أن الناس يقعون فيه فليس هو فقط الذي يفعل، وقد قال تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة}(النور:19)

    سادسا: شيوع العداوة والبغضاء في المجتمع
    فالقلوب تنفر ممن يعيبها، ويشهر بها ويسيئ إليها وينتقصها، وتبغض من يذكرها بما تكره بين الناس، أو يفشي سرها ويظهر عوارها.. وهذه النفرة تؤدي لانتشار الكراهية في المجتمع المسلم وبين أفراده، وإلى القطيعة والتدابر والتنافر والتناحر بما يعود على المجتمع بالسلب والشر.

    سابعا: الفضيحة وانهتاك الستر
    فالجزاء من جنس العمل؛ فمن عاب الناس عابوه، ومن بحث عن عيوبهم بحثوا عن عيوبه، ومن وقع في أعراضهم وقعوا في عرضه ومن أطلق لسانه فيهم ولو بالحق تكلموا فيه بالحق والباطل:
    إذا أنت عبت الناس عابوا وأكثروا .. عليك وأبدوا منك ما كان يستر

    ومن هتك ستر الخلق هتك الله ستره وفضحه ولو في قعر بيته:
    لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا .. فيكشف الله سترا من مساويكا

    وفي الحديث عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: [يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان في قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوارتهم، فإنه من اتبع عوراتهم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته](رواه أحمد وأبو داود).

    وفي النهاية لا نملك إلا أن نذكر أنفسنا وإخواننا بما قاله الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
    إذا شئت أن تحــيا سليماً من الأذى .. ودينك موفــور وعرضك صيّن
    لســانك لا تذكر به عــورة امـــرئ .. فكـلّـك عـورات وللـنـاس ألســن
    وعينــك إن أبـــدت إليـــك معـــايبـاً .. فدعها وقل: يا عين للناس أعينُ
    وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى .. وفارق ولكن بالتي هي أحسنُ

    اللهم اشغلنا بك عن أنفسنا، واشغلنا بعيوبنا عن عيوب الناس.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    إسلام ويب
                  

01-09-2017, 04:27 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كيف نقرأ القرآن؟
    بدا لي أن أتوقَّف رمضان هذا عن التفكير في (خَتْم المصحف) مؤقتًا، وأن أجعل همّي مراقبة تأثير القراءة على قلبي، ومدى تفاعلي وانفعالي مع السياقات القرآنية، ورأيت أن أُشرك أحبتي هذه الملحوظات المهمة.

    الملحوظة الأولى
    روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها في العام الذي توفي فيه: "إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلاَ أُرَاهُ إِلاَّ حَضَور أَجَلِى".

    في هذا الحديث لفتات جميلة:
    أولها: عناية الله بالقرآن الكريم وحفظه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: 9]؛ لأنه كلمة الله الأخيرة لأهل الأرض، المهيمن على الكتب السابقة، والبيان لما يعرض للناس إلى يوم القيامة، والمشتمل على أسس الخير والهداية والنواميس والسنن الإلهية، ولذلك تكفَّل الله تعالى بحفظه في الصدور وحفظه في السطور.

    الثانية: ختم القرآن سُنَّة، ولذا أرشد صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما إلى أن يختم في كل شهر وانتهى إلى ثلاثة أيام، وكان الصحابة رضي الله عنهم يُحزِّبون القرآن، فيختمون في أسبوع، وغالبًا ما يكون هذا في قيام الليل، ولما سئلوا عن هذا التحزيب قالوا: ثلاث سور، وهي البقرة وآل عمران والنساء، ثم خمس، ثم سبع، ثم تسع ، ثم إحدى عشرة، ثم ثلاث عشرة، ثم المفصَّل من ق إلى الناس.

    فمن السُّنة أن يختم القرآن في شهر رمضان، وله بكل حرف حسنة، ولئلا يكون شيء من القرآن مهجورًا، ولكن الأجر مرتَّب على:
    ١-الوقت الذي تمضيه في القراءة.
    ٢-جودة القراءة وإتقانها.
    ٣-التأثُّر ولين القلب، والاستجابة لدعوة القرآن، وهذا المقصد الأسنى والأسمى من التنزيل.

    دع القرآن يهزك من أعماقك هزَّا، ويُثير أشجانك، ويحرك مشاعرك، ويداوي جراحك، دعه يخاطب عقلك بالأدلة ويحاصره بالبراهين، دعه ينتقل بك إلى الماضي فيمر بك عبر القرون والأجيال والأمم ومصائر الصادقين ومصارع الغابرين، ويمر بك في الحاضر فيُبيُّن لك الأسباب والعلل والسنن، وينقلك إلى المستقبل فيعطيك الوعد والرضا والقبول، ويُبشّرك ويمنحك الصبر والعزاء والسلوان ويرتحل بك إلى الآخرة، إلى السعة المطلقة، إلى الخلود، ويسمو بك إلى الأعلى فيُحدِّثك عن الله -عز وجل- وأسمائه وصفاته وملائكته ومخلوقاته، ويفتح عقلك على ما لا تعلم {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ} [الحاقة: 38 - 39 ]، وردد مع الشاكرين: ربَّنا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيء بَعْدُ.

    إن كنت فقيرًا أو مريضًا أو سجينًا أو حزينًا أو مكتئبًا.. فهو ينقلك إلى عالم أفضل وأجمل ويصلك بالله العظيم، صاحب الفضل والجود والإنعام والكرم؛ الذي يُغيِّر ولا يتغيَّر {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن:29].

    قد لا تجد نفسك مهيَّئًا للتدبُّر، وللنَّفْس إقبال وإدبار، فاقرأ القرآن لأنك تؤجر عليه ولو بدون تدبُّر، ولكن الأجر مع التدبُّر يزيد أضعافًا مضاعفة.

    الملحوظة الثانية
    روى الشيخان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "اقْرَأْ عَلَىَّ الْقُرْآن". قُلْتُ: "آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ"، قَال: "فَإِنِّى أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي". فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} [النساء: 41 - 42]، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "حَسْبُكَ الآنَ"، قال: "فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ".

    دموع عزيزة تسيل على الوجنة الطاهرة من هول الموقف وجلاله ورهبته؛ لأنه سوف يُدعى للشهادة، وتسيل رقةً ورحمةً بأمته، ولذلك يكون نداؤه آنذاك: "يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي".

    القارئ يكون منشغلًا بالحروف أو بالحفظ أو التجويد، فأن تسمعه من الآخرين وخاصة من القرَّاء المجوِّدين والمتقنين والمبدعين فإن هذا عظيم التأثير، ولا زلت أذكر في طفولتي إنصاتي لمشيخة القرَّاء المصرية من أمثال: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد رفعت، والشيخ المنشاوي، والشيخ الطبلاوي، ولا زالت تلك القراءة ترنُّ في أذني إلى الآن.

    الملحوظة الثالثة
    روى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله إني خلوت بامرأة وأتيت منها ما يأتي الرجل من زوجته إلا أني لم أجامعها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أصليت معنا؟ قال: نعم. قال: اذهب فقد غُفر لك. وأنزل الله تعالى قوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات} [هود: 114].

    أستلهم من هذا الحديث العظيم إعجازًا قرآنيًا أن الإنسان -أحيانًا- يسمع آية من القرآن صلى بها الإمام أو سمعها وهو مار في الطريق أو فتح المذياع فانطلقت إلى أذنه مباشرة، وتكون هذه الآية كأنما أُرسلت له خاصة؛ لأنها تعالج وضعًا شخصيًا يعيشه هو.

    شاب أخطأ على والدته وأغلظ لها الكلام، وخرج مغاضبًا وفي الطريق وقف يصلي فقرأ الإمام: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23]، أحسَّ ذلك الفتى أن الملك ألقى هذه الآية بالذات على فم الإمام من أجل أن يسمعها هو.

    آخر ارتكب خطيئة وشعر بالبؤس، والحزن، والفقر، والهم، والغم .. ففتح المذياع فسمع مباشرة قول الله عز وجل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

    ثالث شاهد نشرة الأخبار ووجد كل ما يؤلم قلبه ويُمضّ فؤاده، دماء تسيل في بورما، وأخرى في سوريا، وقتلى في العراق، ومصائب في مصر، واستئثار العالم الإسلامي على وجه الخصوص بأن يكون منطقة اضطراب واحتراب، وتعجَّب من تسلط الظالمين والطغاة، ففتح المصحف فوجد آية أمامه تلوح: {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 196 - 197].

    مثل هذا لا يعفي المؤمن من السعي للإصلاح، ولكنه يمنحه قدرًا من الهدوء والسكينة والاسترواح.

    الملحوظة الرابعة
    روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال: "أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ".

    القرآن يجعلك تعيش مع يوسف عليه السلام في الجب، ثم في القصر، ثم في السجن، ثم في منصة القيادة، ثم في الخاتمة الحسنة: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف: 101].

    ومع إبراهيم في طفولته وتفكره في الملكوت، وبحثه عن الله، وإيمانه، وصبره، وتضحيته، وجهاده، وخروجه من العراق إلى الشام إلى مصر إلى البيت العتيق، مع امتحانه ولده، {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} [الصافات: 102 - 107].

    مع مريم؛ الصدِّيقة، القانتة، العابدة، النموذج النسائي الرائع العظيم، وهي تتبتل في محرابها والملائكة تدخل عليها، وهي تراهم وتسمع نداءهم وكلامهم: {يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران: 45 - 46].

    مع موسى وهو يخرج من المدينة خائفًا يترقَّب، أو يسمع نداء الله عز وجل، أو يدعو قومه إلى الدخول في الأرض المقدَّسة، فيتراجعون ويحجمون ويترددون ويجبنون ويقولون: {فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، فيتبرَّم بهم ويدعو عليهم: {فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 25].

    ترى القيامة كأنها رأي عين، وتتصور نفسك ولا يعنيك أمر الناس: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37]، أنت فرد ضمن هذه الجموع التي يموج بها ظهر الأرض، لا تكترث إلا للتساؤل عن شخصك ومصيرك والتفكير في ماضيك وهل يؤهلك للنجاة أم للعطب؟ {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} [الكهف: 99].
    د. سلمان العودة
                  

01-09-2017, 04:32 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الاهتمام بقبول الأعمال
    التوفيق للعمل الصالح نعمة عظمية، ولكن هذه النعمة لا تتم إلا بنعمة أخرى أعظم منها، ألا وهي نعمة القبول.
    ولقد كان السلف يهتمون بقبول الأعمال اهتماما خاصا ربما يزيد عن اهتمامهم بالعمل نفسه، إذ ما قيمة العمل إذا رد على صاحبه أول لم يفتح له باب القبول من الله تبارك وتعالى؟.

    وقد روي عن معلى بن الفضل قوله عن الصحابة: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم. و قال يحيى بن أبي كثير كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان و سلم لي رمضان و تسلمه مني متقبلاً .

    يقول الشيخ جعفر الطلحاوي:
    "بنى الخليل وولده الكعبة وهما يتضرعان {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة:127] وكان يحدو {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}[إبراهيم:40].
    وكانت امرأة عمران تبتهل {.. رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[آل عمران:35]
    وصفوة الخلق ينادي [رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ..][ الترمذي وابن ماجه]

    وأخبر تبارك وتعالى، بقبول التوبة من البعض وعدم قبولها من آخرين فقال {ألَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}[التوبة:104] ، {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}[الشورى:25]، {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ}[غافر:3].

    ولما كان القبول أو التقبُّل مشروطا بالإخلاص والمتابعة للقدوة المعصومة، فإذا اختل أحد هذين الشرطين امتنع القبول «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»[رواه مسلم]؛ ولهذا ورد الخبر بعدم قبول التوبة عن نفر من الخلائق {... لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ}[آل عمران: 90]

    وكان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده وهؤلاء الذين: {يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}[المؤمنون:60].

    1ـ وقد روي عن علي رضي الله عنه قال: كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.

    2- جَاءَ سَائِلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ لِابْنِهِ أَعْطِهِ دِينَارًا فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْكَ يَا أَبَتَاهُ فَقَالَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّي سَجْدَةً وَاحِدَةً أَوْ صَدَقَةَ دِرْهَمٍ وَاحِدٍ لَمْ يَكُنْ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الْمَوْتِ، أَتَدْرِي مِمَّنْ يَتَقَبَّلُ اللَّهُ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ".

    3- وعن فضالة بن عبيد قال: لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها؛ لأن الله يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}.

    4- قال ابن دينار: الخوف على العمل أن لا يُتقبل أشد من العمل. وقال عبد العزيز بن أبي رواد: أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهمُّ أيُقبل منهم أم لا.
    لعلك غضبان وقلبي غافل ... سلام على الدارين إن كنت راضيا

    كان ابن مسعود يقول: "لأن أَكُونُ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّي عَمَلًا أحب إليّ من أن يكون لي ملء الأرض ذهبا".
    ويقول: "من هذا المقبول منا فنهنيه، ومن هذا المحروم منا فنُعزيه؟ أيها المقبول! هنيئا لك، أيها المردود! جبر الله مصيبتك".
    وَكَانَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ يَقُولُ: طُوبَى لِمَنْ تُقُبِّلَتْ مِنْهُ صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ".

    تنبيه:
    هذا الحال من السلف رحمهم الله ورضي عنهم إنما هو من باب الإشفاق والوجل خوفا من وجود خلل في العمل يمنع القبول، أو رؤية للعمل أو عجب في القلب به، أو إدلال على الله يستوجب الرد.. وقد ذكر ابن القيم أسبابا كثيرة ـ أكثرها قلبي ـ تمنع من قبول الأعمال وتستوجب ردها إلا أن يتغمد الله العبد برحمة منه وفضل، وإلا فالرجاء والطمع في عفو الله كان من هديهم أيضا، ولابد من الطمع في القبول والخوف من الرد حتى لا ييأس العبد أو يغتر.
    والله تعالى المرجو والمسؤول أن يتقبل الصيام والقيام والدعاء وسائر الأعمال، ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم.
    إسلام ويب
                  

01-09-2017, 04:34 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    التبليغ بالقول
    تبليغ الدعوة الى الله له وسائل متعددة، وطرق مختلفة، وأساليب كثيرة، فتارة تكون بالقول، وتارة بالعمل، وتارة أخرى بسيرة الداعي التي تجعله قدوة حسنة لغيره فتجذبهم الى الاسلام:

    أهمية القول في التبليغ
    الدعوة بالقول هو الأصل في تبليغ الدعوة إلى الله، ووسيلتها الأولى؛ فالقرآن الكريم هو قول رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليكون به التبليغ قال تبارك وتعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}(التوبة:6)، وكان تبليغ رسول الله لرسالة ربه للناس بالقول، إذ أمره ربه بقوله: {قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم}(يونس:108). وكذلك أمر الله رسله أجمعين بتبليغ أقوامهم رسالة ربهم بالقول المبين قال تعالى: {لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إليه غيره}(الأعراف:59)، {وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين}(الأعراف:104).. فلا يجوز للداعي أن يغفل مكانة القول في تبليغ الدعوة ولا أثر الكلمة الطيبة في النفوس؛ إذ هو الوسيلة الأصيلة في إيصال الحق للخلق.

    الضوابط العامة في القول
    أولا: أن يكون واضحاً مفهوما:
    أي بيناً للمدعوين لا غموض فيه ولا إبهام، مفهوماً عند السامع، حتى يتم به البلاغ وتقام به الحجة، والبلاغ لابد أن يكون مبينا، كما قال تعالى {وما على الرسول إلا البلاغ المبين}، والحجة لا تقام إلا بعد الإفهام وإزالة اللبس ورفع الشبه، ولهذا أرسل الله رسله بألسنة أقوامهم حتى يفهموا ما يدعونهم إليه ويستطيعوا تبينه وإدراكه إدراكا تاما: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}. وفي الحديث عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت: [كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً فصلاً] قال النووي رحمه الله : أي بيناً ظاهراً يفهمه كل من يسمعه".

    ثانيا: أن يكون قاطعا غير موهم:
    وذلك بأن يكون الكلام خالياً من الألفاظ المستحدثة التي تحتمل حقاً وباطلاً وخطأ وصواباً، فيكون المدعو معها في حيرة. وأعظم ما يرفع اللبس والإيهام استعمال الألفاظ الشرعية من القرآن والسنة وعند علماء المسلمين، لأن هذه الألفاظ تكون محددة المعنى واضحة المفهوم خالية من أي معنى باطل قد يعلق في ذهن المدعو. وقد أشار القرآن الكريم إلى ضرورة هذا النهج في الكلام قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا} لأن في كلمة (راعنا) في لسان اليهود معنى باطلاً كانوا يقصدونه عند مخاطبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة، فأمر الله المسلمين أن يتركوها ويستعملوا كلمة {انظرنا} بدلاً منها حتى لا يتحجج اليهود فيستعملوا كلمة راعنا يريدون بها الشتيمة والتنقيص. وإذا اضطر الداعي الى استعمال بعض الألفاظ المستحدثة فعليه أن يبين مقصوده منها حتى لا يتبادر الى الأذهان المعاني الباطلة التي تحملها هذه الألفاظ أو التي قد يفهمها الناس منها.

    الضوابط العامة للقائل
    1 ـ التأني وعدم الإسراع: فعلى الداعي أن يتمهل حتى يستوعب السامع كلامه ويفهمه، جاء في الحديث الذي رواه البخاري "ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه".

    2ـ البعد عن التفاصح والتعاظم والتكلف: أي في نطقه واختياره لألفاظه ومفرداته، جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [هلك المتنطعون.. قالها ثلاثاً]. والتنطع في الكلام هو التفاصح والتعمق فيه، وفي حديث آخر: [إن أبغضكم إليّ، وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون]، والمتفيهق: هو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه ويغرب به تكبرا وارتفاعا وإظهارا للفضيلة على غيره.

    3 ـ التلطف واللين: واختيار الألفاظ التي تجذب السامع وتثير عاطفته، وترقق قلبه وتقبل به على المتكلم، وتثير رغبته إلى السماع كما في قصة إبراهيم عليه السلام: {إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً}{مريم:42)، وما زال يقول يا أبت ، يا أبت .. ليدله على محبته له وخوفه عليه.. وكذلك كل نبي كان يقول لقومه: {يا قوم}: ليشعرهم أنه منهم في النسب وانه يريد الخير لهم. وفي السنة النبوية ما يدل أيضاً على ما قلناه فقد ذكر ابن هشام في سيرته أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى الى بطن من بطون كلب في منازلهم يقال لهم (بنو عبد الله) فدعاهم الى الله وعرض عليهم نفسه حتى أنه كان يقول لهم "يا بني عبدالله إن الله عز وجل قد أحسن اسم أبيكم". أي فأحسنوا الإجابة واقبلوا الدعوة وآمنوا بالله ورسوله.

    4ـ استثارة همم المدعوين: وتذكيرهم بطيب أصلهم وكرم عائلتهم وشرف نسبهم، وان اللائق بهم أن يكونوا مع الاخيار المطيعين لله، فهذا ونحوه سائغ على ألا يسرف فيه الداعي وان يكون قصده منه التشويق والحمل على الطاعة لا المداهنة والنفاق، والأعمال بالنيات.

    5 ـ البعد عن المداهنة والنفاق بلا إخفاء للحق او تحسين للباطل أو الرضى به، وإنما هو تشويق للمدعو لقبول الحق وإعانته على هذا القبول فالداعية كالطبيب لا يخفي على المريض علته وضرورة العلاج له وقد حكى الله عن بعض رسله قولهم: {أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين}(الشعراء)، وقال صالح لقومه: {فاتقوا الله وأطيعون، ولا تطيعوا أمر المسرفين. الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون}(الشعراء:150-153).

    أنواع القول
    أما أنواع القول في مجال التبليغ فهي كثيرة: فمنها الخطبة، والدرس، والمحاضرة، والمناقشة أو المناظرة، ومنها التحديث كما كان يفعل الأولون في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر، ومنها أيضا الكتابة فهي أحد اللسانين بجميع أنواعها كتأليف الكتب، وكتابة الأبحاث، والرسائل، والردود العلمية الكتابية ونحوها.. فإنها أيضاً من القول باعتبارها أداة من أدوات التبليغ وتؤدي ما يؤدي إليه القول بالنسبة لمن لا يمكن للداعي المشافهة معهم.

    وكل واحدة من أنواع القول السابقة له ما يميزه عن بقية الأنواع الأخرى، وكل نوع منها يمكن التوجه به لطائفة معينة أو شريحة مقصودة.. مما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    إسلام ويب
                  

01-09-2017, 04:36 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    عبادة السر.. الخبيئة الصالحة
    عبادة السر وطاعة الخفاء .. زينة العبد في خلوته، وزاده من دنياه لآخرته، بها تفرج الكربات، وتسموا الدرجات، وتكفر السيئات.
    عبادة السر وطاعة الخفاء.. لا تخرج إلا من قلب كريم قد ملأ حب الله سويداءه، وعمرت الرغبة فيما عند الله أرجاءه، فأنكر نفسه، وأخفى عمله، وتجرد لله يريد قبوله من مولاه، فما أجمل هذه النفوس الطيبة، والقلوب النقية، والنيات الصافية.. التي تخفى عن شمالها ما تنفق يمينها.

    عبادة السر وطاعة الخفاء .. دليل الصدق، وعنوان الإخلاص، وعلامة المحبة، وأثر الإيمان.
    عبادة السر وطاعة الخفاء .. لا يستطيعها المنافقون، ولا يقوى عليها الكذابون، و لا يعرفها المدعون.

    يقول الحسن: "ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا".

    فضائل وثمرات:
    ا ـ علامة صدق الإيمان:
    فلا يتقرب إلى الله في الخلوة إلا رجل يوقن أن الله يعلم سره ونجواه ، و ما أعلنه و ما أخفاه ، وهذا يبلغ بالعبد مرتبة الإحسان العالية ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )

    2ـ الثبات في المحن والشدائد والفتن:
    فعبادة السر من أعظم أسباب الثبات في المحن والفتن، و من أكبر أسباب القوة في ترك الشهوات والشعور بلذة العبادات، ونور الوجه والقلب، وانشراح الصدر، والتوفيق في القول والعمل

    قال ابن القيم رحمه الله: "الذنوب الخفيات أسباب الانتكاسات، وعبادة الخفاء أصل الثبات"... قال الشيخ الطريفي " فكلما زاد خفاء الطاعات كلما زاد ثباتك، كالوتد المنصوب يثبت ظاهره بقدر خفاء أسفله في الأرض، فيقتلع الوتد العظيم، ويعجز عن قلع الصغير.. والسر فيما خفي. "

    وجل المنتكسين عن طريق الحق أصحاب ظواهرصالحة لكنهم أصحاب ذنوب خفية يبارزون بها العليم الخبير و يستخفون بها من العبد الحقير

    وقد قيل: "إن من أسباب الثبات: طاعة الخلوات فيما بينك وبين الله، والمحاسبة فيما بينك وبين نفسك، والصحبة الصالحة فيما بينك وبين الناس".

    3 ـ أبعد من الرياء:
    فالمرائي إنما يعمل ليراه الناس، ويحسن ليمدحوه أو يحمدوه، وأهل الإيمان والصدق إنما يعملون لوجه الله، فهم يتخفون عن أعين المخلوقين:
    وقد سأل رجلٌ حذيفة بن اليمان: هل أنا من المنافقين؟
    قال: أتصلي إذا خلوت، وتستغفر إذا أذنبت؟ قال: نعم .
    قال: اذهب فما جعلك الله منافقا.
    {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}(النساء: 142)
    ومن يشكو من الرياء فغالبا لأن عبادته في السر قليلة أو معدومة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: [مَنِ استطاعَ منكم أنْ يكونَ لَهُ خَبْءٌ مِنْ عمَلٍ صالِحٍ فلْيَفْعَلْ] ( صحيح الجامع ) أي عمل صالح مخبوء لا يطلع عليه أحد إلا الله .

    4 ـ أكثر أجرا وأعظم أثرا:
    فصدقة السر أفضل من صدقة العلانية: {إن تبدو الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم}(البقرة: 271 )، وصلاة الليل أفضل من صلاة النهار: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}(المزمل:6)، {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}(الإسراء:79 )، وفي الحديث: [أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الآخر] رواه الترمذي ، ولذا قال عبد الله بين عمرو بن العاص: "لأن أصلي ركعة بالليل أحب إلي من أن أصلي عشرا بالنهار"، وصلاة النوافل في البيت أفضل، والصوم أفضل الأعمال لأنه لا يطلع عليه إلا الرب سبحانه ، ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، منهم صنفان يحرصان على إخفاء أعمالهم الصالحة [ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ ، ورجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ](رواه البخاري)

    5 ـ صلاح القلب واستقامته وطهارته:
    وتنقيته من شوائبه، وتطهيره من سواده وبوائقه.. قال بعض الصالحين : "من أكثر عبادة السر أصلح الله له قلبه شاء العبد أم أبى". وقال آخر: "من اشتكى ضعفا (أي في إيمانه) فخلوته بربه نادرة"؛ لذا كان زاد النبي صلى الله عليه وسلم خلوة الليل: {ياأيها المزمل . قم الليل إلا قليلا . نصفه أو انقص منه قليلا . أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا}(المزمل:1ـ4)

    6 ـ رصيد ينفع عند الشدائد والأزمات:
    قال الله تعالى عن يونس عليه السلام: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}(الصافات:143ـ144)، وفي حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة أنهم بحثوا عن الخبيئة الصالحة الخالصة ليخرجوا من أحلك الظروف.

    7 ـ القبول والثناء الحسن:
    أي إطلاق الله ألسنة الخلق بالثناء عليه، وإن كان هو لا يقصد ذلك ولا يسعى إليه، أو ربما لا يرضاه، قال ابن الجوزي: "من أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في إصلاح السرائر؛ فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر".
    قال ابن المبارك: "ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون السريرة".
    قال ابن الجوزي: " ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺨﻔﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ ﻭﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻟﻪ ﺫﻧﺒﺎ ﻭﻻ ﻳﺬﻛﺮﻭﻧﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺳﻦ، ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﺑﺎ ﻻ ﻳﻀﻴﻊ ﻋﻤﻞ ﻋﺎﻣﻞ. ﻭﺇﻥ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺘﻌﺮﻑ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻭﺗﺤﺒﻪ، ﺃﻭ ﺗﺄﺑﺎﻩ، ﻭﺗﺬﻣﻪ، ﺃﻭ ﺗﻤﺪﺣﻪ ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻛﻞ ﻫﻢ، ﻭﻳﺪﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﺷﺮ. ﻭﻣﺎ ﺃﺻﻠﺢ ﻋﺒﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﺤﻖ، ﺇﻻ ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻣﻘﺼﻮﺩﻩ ﻭﻋﺪ ﺣﺎﻣﺪﻩ ﺫﺍﻣﺎ." ( صيد الخاطر ) وفي الحديث: [و من التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس .. الحديث] رواه ابن حبان .
    وقال ابن الجوزي أيضا: "لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت ويتخشع في نفسه ولباسه والقلوب تنبو عنه، وقدره في الناس ليس بذاك، ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته؛ فتدبرت السبب فوجدته السريرة".
    قال محمد بن واسع: "من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح آخرته أصلح الله له دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس".

    قال بعضهم: "ما ابتلي المؤمن ببلية شر من المعصية الخفية، ولا أوتي دواءً خيرا من طاعة الخفاء".
    .
    نماذج من أعمال السر:
    صدقة السر:
    قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}(البقرة:271)، وجاء في الحديث الذي رواه معاوية بن حيدة وعبد الله بن مسعود وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [صدقة السر تطفئ غضب الرب](وهو في صحيح الجامع)، وفي الحديث المشهور عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: [ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ ، ورجلٌ ذَكَرَ اللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ](رواه البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم).

    صلاة الليل والنوافل:
    من أعظم أعمال السر، وأحبها إلى الله، وأنفعها لصاحبها: صلاة النافلة وخصوصا صلاة الليل، وقد امتدح الله أصحابها وأثابهم عليها من جنس عملهم حين قال سبحانه في سورة السجدة: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(السجدة:16، 17).
    في سجدة الليل ما يغني عن الذهب ... بعض من الدمع كم يشفي من التعب

    وفي سنن الإمام الترمذي عن بلال بن رباح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [عليكم بقيامِ الليلِ فإنه دأبُ الصالحينَ قبلَكم وإنَّ قيامَ الليلِ قُربةٌ إلى اللهِ ومنهاةٌ عن الإثمِ وتكفيرٌ للسيئاتِ ومطردةٌ للداءِ عن الجسدِ](حسنه جماعة منهم الألباني).
    فلا تنس أن تسكب أوجاعك وأحلامك في سجدة نقية في جوف الليل مع دمعة خشية خفية، يمحو الله بها أوزارك، ويذهب آلامك، ويحقق آمالك، فإن جوف الليل أسمع للنداء، وأقرب لتحقيق الرجاء.

    الصيام:
    وهو من أعظم عبادات السر؛ لذا عظم الله أجره وثقل ميزانه كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام : [كلُّ عمَلِ ابنِ آدمَ له قال الله تعالى إلا الصيامَ فهو لِي وأنا أجزِي بِهِ] متفق عليه

    الذكر والدعاء:
    وأحسنه وأنماه، وأفضله وأزكاه ما كان خفيا بين العبد ومولاه؛ قال تعالى عن زكريا عليه السلام: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا . إذا نادى ربه نداء خفيا}(مريم:2ـ3)، وقال سبحانه: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}(الأعراف:55)، وقال في نفس السورة في الأية 205: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}، وامتدح الله أهل هذا الفعل فقال: {والمستغفرين بالأسحار} (آل عمران : 17) وفي السحر أكثر الناس نائمون ، وأهل الله قائمون لا يراهم أحد، أو يسمعهم أحد إلا الله جل جلاله.. وفي حديث السبعة أهل الظل يوم القيامة: [ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه].

    إن الله يعلم القلب النقي، ويسمع الصوت الخفي؛ فإذا ما قلت يارب، فإما أن يلبي لك النداء، أو يدفع عنك البلاء، أو يكتب لك أجرا في الخفاء.. فما أروع أن تختلي بربك في خفية عن أعين الناس وأسماعهم وستجد والله ما يسرك.

    ومن أعمال الخفاء والسر أيضا:
    قضاء الحوائج للضعفاء والأرامل والأيتام والمساكين أو قضاء الديون عن الغارمين والعاجزين، أو غير ذلك مما يطول ذكره.

    كن من الأخفياء:
    وخلاصة الكلام ومقصوده أن تكون من هؤلاء الذين بينهم وبين ربهم أسرار وأسرار، فأخف عملك عن الناس ما استطعت فـ [إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي](رواه مسلم) الذي لا يحب الظهور. كن من الجنود المجهولين الذين يعرفون في السماء ولا يعرفون في الأرض، كما قال ابن مسعود: "كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل، جدد القلوب، خلقان الثياب؛ تعرفون في السماء، وتخفون على أهل الأرض".

    كن من هؤلاء الذين أحبوا ربهم فأحبهم، وعرفوه فعرفهم، ودعوه فأجابهم [كم من أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ له لو أَقْسَمَ على اللهِ لَأَبَرَّه](الترمذي عن أنس وقال حسن صحيح].

    كن من الراكعين الساجدين في ظلام الليل، ومن الذين يسعون في صمت وبعيدا عن الأضواء والضوضاء في حاجة الضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام والمكروبين، من الناصحين المخلصين. فما أحوج أمتنا إلى هذا الصنف من الناس؛ فبهم يرزقون وبهم ينصرون.
    إسلام ويب
                  

01-09-2017, 07:35 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    معالي الأمور
    أصحاب الهمم العالية في كل زمان ومكان هم الفائزون، تجدهم دائماً مشمرين يبحثون عن معالي الأمور، ينطبق عليهم قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69] ولا شك أن أي فوز مهما علا شأنه في الدنيا يبقى ناقصاً إن لم يوصل صاحبه إلى الجنة، والجنة كما نعلم جميعاً محفوفة بالمكاره، كما قال صلى الله عليه وسلم: (حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ) [صحيح مسلم] وكان يقول: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا) [صحيح مسلم].

    ولا غرابة أن رسول الله كان يحث أصحابه الكرام على التمسك بمعالي الأمور، ويوجههم إلى التسابق والتنافس في كل خير، وأن يحرصوا على ما ينفعهم، وأن يحسنوا الظن بالله تعالى ويتوكلوا عليه، ويستعينوا به في كل أمر من أمور حياتهم، وكان يخاطب الأمة من خلالهم فيقول: (اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك, وصحتك قبل سقمك, وفراغك قبل شغلك, وشبابك قبل هرمك, وغناك قبل فقرك) [سنن النسائي] حتى إذا كان في يد أحدكم فسيلة يريد أن يغرسها، وقامت الساعة: فليغرسها. [مسند أحمد]. إن أمكنه ذلك. (الفسيلة: النخلة الصغيرة).

    وقد روي في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري قوله: (يا أبا ذر! أحكم السفينة فإنّ البحر عميق, واستكثر الزاد فإنّ السفر طويل, وخفف ظهرك فإنّ العقبة كؤود, وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير). [الديلمي في الفردوس].

    مدار هذه النصيحة هو التخفف من الدنيا، والتمسك بالآخرة، ولا يتم ذلك إلا بالإخلاص والتقوى، قال تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) [البقرة:197]. فالتقوى جماع كل خير، وعندما يترك المسلم شيئاً محرماً ابتغاء رضوان الله تعالى؛ يبدله الله تعالى خيراً منه في الدنيا فضلاً عن ثواب الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: (عليك بتقوى الله فإنه جماع كل خير) [مسند أبي يعلى] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة، قيل: وما إخلاصها؟ قال: أن تحجزه عن محارم الله عز وجل) [معجم الطبراني] ويجب على المتقي أن يجتنب الشبهات، وأن لا يسرف في المباحات، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل لا يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً لما به بأس) [مستدرك الحاكم].

    والإنسان كما نعلم جميعاً مطبوعٌ على حب الدنيا وما فيها، قال سبحانه: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [آل عمران:14] فمن الناس من أخذت الدنيا لبه فطمع فيها، وحرص عليها، قال صلى الله عليه وسلم: (لو أن لابن آدم مثل واد مالاً لأحب أن له إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب) [صحيح البخاري]. ومن الناس من عمل لدنياه وآخرته، واستمتع من الدنيا بما رزقه الله تعالى ورضي وقنع، وهذا عيش المؤمن، والقناعة المحمودة.

    وهناك نموذج آخر من الناس، وهم الذين عرفوا أن متاع الحياة الدنيا وزخرفها عرضٌ زائل، ولذة مؤقتة، فأخذوا منها ما لا بد منه، وعاشوا عيش الكفاف من الكسب الحلال، وصرفوا معظم أوقاتهم في طاعة الله تعالى طمعاً في محبته ورضوانه، وامتثلوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك) [سنن ابن ماجه].

    فأصحاب الهمم العالية منذ ذلك العهد كانوا ولا زالوا لا ينقطعون عن ذكر الله تعالى وعبادته، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الأحزاب:41-42] ولا توجد عبادة بدون ذكر، وهو على أنواع: ذكرٌ باللسان، وذكرٌ بالقلب، وذكرٌ في العمل، والمؤمن الصالح يذكر الله تعالى بكل هذه الأنواع، حتى يصبح الذكر عنده عادة وديدناً له؛ وذلك لما فيه من الفوائد، فهو يمنع من المعاصي، وهو سبب في ذكر الله تعالى لنا، حيث قال سبحانه: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) [البقرة:152].

    والصادقون المخلصون لا ينقطعون عن تدبر آيات الله تعالى بشقيها، المقروءة في القرآن الكريم، والمنظورة في هذا الكون العظيم، وهم دائماً في اتباع لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، لا يحيدون عنها، ويتمسكون بوصاياه صلى الله عليه وسلم، ويحرصون عليها، ما يمكنهم من الوقوف على حقيقة الدنيا والآخرة، (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [الأعلى:17] فهم دائماً يتقللون من الدنيا وتوابعها، وتبقى قلوبهم معلقة بالآخرة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من كانت الدنيا همه فرَّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة) رواه ابن ماجه. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

    وتختلف عبادة الله تعالى حسب استعداد الإنسان وحالته، فمن الناس من يتعلم أصول العبادة وكيفيتها فتكون عبادته أصولية مقبولة، ومنهم من يتعبد الله تعالى تقليداً فتكون عبادته شكلية قد لا تُقبل، ومنهم من يعبد الله تعالى طمعاً في دنيا يصيبها، أو ثواباً يدخره عند ربه ليوم القيامة، وهي عبادة أشبه ما تكون بعبادة التجار، ولكن الله تعالى الكريم يتقبلها كرماً منه وفضلاً، ومن الناس من يعبد الله تعالى خوفاً من غضبه سبحانه وعقابه، والله تعالى يقبلها ويثيب عليها، ولكن هناك من الناس من عرف الله حق المعرفة فأحبه، وملأت محبته قلبه وجوارحه، فعبد الله حباً، وتقرباً إليه، وإرضاء له، وهي عبادة النبيين والصديقين والعارفين والعلماء المخلصين، فكان همهم إرضاء الله سبحانه، وهؤلاء هم الطبقة العليا من أهل التقوى والورع؛ لأن الورع مرتبة عالية، لا ينالها إلا القليل من الناس، وهو على درجات: الأولى: اجتناب الشبهات خوفاً من الوقوع في المحرمات، والإقلال من الحلال حتى لا تشغلهم عن العبادات، والثانية: الورع عما يجيش في النفس من الفكر والخواطر، والثالثة: وهي درجة العارفين الذين يبتعدون عن كل ما يشغلهم عن الله تعالى.

    ولا شك أن التمسك بالأخلاق الكريمة هو عنوان هؤلاء الناس، ذلك أنهم عرفوا الطريق وسلكوه، فالأخلاق هي أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة، وأصحاب الأخلاق هم أقرب الناس مجلساً للمصطفى صلى الله عليه وسلم، وإنما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق، وقد وصفه ربه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4]. ومكارم الأخلاق كثيرة جداً، ومنها: الصدق، والحياء، والحلم، والتواضع، والرحمة، والمغفرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها الكثير.

    وأصحاب الهمم العالية تراهم دائماً يبحثون عن الخير، يتمسكون به، ويؤدونه، ويأمرون الناس به ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وجماع الخير أن تنفع غيرك، والمعروف أن تُسدي المعونة إلى من يطلبها، دون أن تطلب على ذلك أجراً، قال تعالى: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج:77].

    وهم أخيراً دائماً يمتثلون أمر الله تعالى لهم، حيث قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون) [آل عمران:102].
    إسلام ويب ( د. عبدالله عطا محمد عمر )
                  

01-09-2017, 07:43 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أعوذ بك من زوال نعمتك
    وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ليسأل ربه.. فيا ترى ماذا سأل؟ وأي شيء طلب؟
    هل قال: اللهم إني أسألك مالا، أو جاها، أو ملكا، أو بيتا، أو ولدا.. أو شيئا من أغراض الدنيا؟ لا.. لم يطلب شيئا من ذلك.. فماذا طلب إذًا، وأي شيء سأل؟
    قال عليه الصلاة والسلام: [اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وفجاءة نقمتك، وتحول عافيتك، وجميع سخطك](رواه مسلم).

    فكأنه يقول: أنت يارب أعطيتني نعما كثيرة لا حصر لها، أعوذ بك من زوالها.. أعطيتني إيمانا أعوذ بك أن أسلبه، أعطيتني عقلا أعوذ بك أن تحرمنيه، أعطيتني يدا أعوذ بك ان تأخذها، أعطيتني سمعا وبصرا، ومالا وولدا وخيرا.. أعوذ بك من زواله.
    نعم .. فكم من إنسان كان في نعمة فزالت عنه، وكان في خير فسلب منه؟
    رب قوم قد غدوا في نعمة .. زمنا والدهر ريان غدق
    سكت الدهـــر زمانا عنهم .. ثم أبكاهم دما حين نطق.

    كل ما عليك هو أن تذهب إلى المستشفى وتنظر إلى المعاقين فيها وسل أحدهم.. كيف كنت؟! وما الذي أصابك؟
    يقول بعضهم: والله كنت بخير وعافية، وبينما أنا نازل يوما على الدرج زل قدمي ووقعت، فضربني الدرج في ظهري وانقطع الحبل الشوكي.. ومن يومها وأصابني الشلل.. وها أنا على ذلك الحال منذ كذا وكذا سنة.

    بعض الناس كان في أتم صحة وأحسن حال، وفي ذات يوم أحس بشيء من الصداع، ذهب للطبيب فإذا به يقول له: عندك ورم في المخ، أو عندك مرض كذا، فانقلبت حياته هما وغما وتغيرت أحواله... نعوذ بالله من زوال نعمته.

    فإذا خرجت من بيتك، وركبت سيارتك، وأغلقت بابها بيدك، فاعلم أن هناك من هو طريح الفراش لا يمكنه أن يخرج أبدا، وهناك من إذا خرج لا يستطيع أن يفعل ذلك بنفسه، بل يحمله اثنان فيضعونه في السيارة.. فإذا فعلت ذلك بفضل الله.. فقل: يا رب أعوذ بك من زوال هذه النعمة.

    وإذا رجعت من عملك، ودخلت بيتك ورأيت زوجتك وأولادك: هذا يلعب، وهذا يأكل وهذا يدرس فقل: يارب أعوذ بك من زوال نعمتك.. فكم من إنسان قد حرم هذه النعم أو قد سلبها بعد أن أعطيها فزالت عنه.

    وإذا عدت من عملك فرأيت زوجتك قد أعدت لك طعامك، ونظفت بيتك، ورتبت أغراضك.. فقل: يارب أعوذ بك من زوال نعمتك.. فكم من إنسان بينه وبين زوجته مشاكل فذهبت إلى بيت أهلها وتركته وحاله.

    وإذا وضع الطعام فرفعته بيدك ووضعته في فمك، فقل: يارب أعوذ بك من زوال نعمتك؛ فهناك من يوضع له أنبوب في أنفه أو فمه ليدخل إليه منه الطعام أو الشراب.
    وإذا ... وإذا .... وإذا ... فنعم الله لا يحصيها عد، ولا يحدها من كثرتها حد.. {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.. فكلما رأيت نعمة فقل: يارب أعوذ بك من زوال نعمتك.

    وفجاءة نقمتك:
    أي أعوذ بك أن تفجأني بنقمة، أي بمصيبة أو بلية تأتي على غير ميعاد أو توقع أو استعداد؛ فإن المصيبة إذا أتت فجأة من غير توقع ربما ذهل لها العقل، ووله لها القلب، ولم يطق صاحبها صبرا إلا أن يتغمده الله برحمته.. وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة عن قبر تبكي، فقال لها: اتقي الله واصبري. فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي.. فلما أخبروها أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتت إليه تعتذر وتقول: لم أعرفك. فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى.

    رجل عنده عشرة أولاد، وزوجته وهو ثاني عشرتهم، ذهب الأولاد وأمهم في سيارة يقودها الابن الأكبر لمناسبة لبعض أقاربهم، وبقي هو لأداء بعض الشواغل، في طريق عودتهم بعد أداء الواجب، جعل يطمئن عليهم بالهاتف، حتى لم يبق إلا قليل على الوصول، فإذا بهم يحدث لهم حادث سير فيموتون جميعا (الأم والأولاد العشرة صغيرهم وكبيرهم)!!!، فقدهم جميعا في لحظة واحدة..
    كاد الرجل أن يجن .. يدخل البيت فإذا الألعاب مبعثرة في الصالة كما هي؛ لأن فلانا وفلانة الذين كانا يلعبان بها ماتا.
    يخرج إلى فناء البيت فإذا الدراجة على الأرض؛ لأن فلانا الذي كان يلعب به مات.
    حتى المطبخ يدخله فإذا بقايا الطعام الذي كانوا يأكلونه قبل السفر كما هي، فيجلس يشم فيه لعله يجد ريحهم..
    الرجل صالح؟ نعم.. حافظ للقرآن؟ نعم.. ولكن سبحان الله، إنهم أحد عشر نفسا، والرجل بشر.. إن النبي صلى الله عليه وسلم وُضِع بين يديه طفل يموت ونفسه تقعقع فبكى.. فكيف وهم عشرة أبناء وبنات وأمهم معهم؟ اللهم إنا نعوذ بك من فجاءة نقمتك.

    كم من إنسان كان يعيش في أمن وسعادة: آمنا في سربه، معافا في بدنه، يغدق الله عليه النعم، يستره بيت وأولاده وعرضه، وفجأة انهدم البيت فصاروا جميعا في العراء.

    وكم من إنسان كان صاحب مال وثروة يعيش في رغد، فجاءت جائحة فاجتاحت ماله، وأذهبت كل ما يملك، ولم يعد يجد ما ينفق به على أولاده، فانقلب عزه ذلا، وغناه فقرا، واحتاج أن يمد يده للخلق أعطوه أو منعوه. نعوذ بالله من فجاءة نقمته.

    وتحول عافيتك:
    ثم قال عليه الصلاة والسلام وأعوذ بك من تحول عافيتك... والتحول معناه التغير والانتقال، فينتقل الإنسان من حال إلى حال.. والمقصود أعوذ بك أن تتحول عني عافيتك، فأنت يارب عافيتني في بدني، وعافيتني في سمعي وفي بصري، وعافيتني في عرضي، وفي مالي وفي أهلي.. وقبل هذا كله عافيتني في ديني ـ الذي هو أهم من هذا كله.. فأعوذ بك أن تحول عني عافيتك، أو أن تهتك عني سترك، أو ترفع عني هداك..

    وقد روى البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح، عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لرجل سأله عن أفضل الدعاء)[سَلِ اللهَ العَفْوَ والعَافِيَةَ في الدنيا والآخِرَةَ، سَلِ اللهَ العَفْوَ والعَافِيَةَ في الدنيا والآخِرَةَ؛ فإِذَا أعطيتَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ فقد أفلحْتَ].
    بل كان هو صلوات الله عليه لا يدع سؤال العافية في ليل أو نهار، كما جاء في صحيح سنن ابن ماجة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: [لم يكن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يدعُ هؤلاءِ الدعواتِ حين يُمسي وحين يُصبحُ: اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عوراتي، وآمِنْ روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي].

    وجميع سخطك:
    أي كل ما يوجب غضبك ويذهب عني رضاك.. كما دعا بذلك في الحديث المشهور عند عودته من ثقيف في رحلته المعروفة، وقد أصابه ما أصابه فكان مما دعا به: [أعوذُ بنورِ وجهِكَ الَّذي أشرَقت لهُ الظُّلماتُ، وصلُحَ علَيهِ أمرُ الدُّنيا والآخرةِ، أن يحلَّ عليَّ غضبُكَ، أو أن ينزلَ بي سخطُكَ].
    سواء كان سخطا في مالي فأفتقر، أو في ديني فأضل، أو في عرضي فأنفضح.
    فأنا ألتجئ إليك وأعتصم بك وأتوسل إليك أن تعيذني من جميع الأسباب الموجبة لسخطك، والجالبة لغضبك جل شأنك، لأن من سخطت عليه فقد خاب وخسر ولو كان في أدنى شيء أو بأيسر سبب، فأنت القائل سبحانك: {ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى}.

    فاللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وفجاءة نقمتك، وتحول عافيتك، وجميع سخطك... آمين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    من خطبة للشيخ العريفي (بتصرف)
                  

01-09-2017, 10:29 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    إشارة حمراء..
    برغم كل التنبيهات المتكررة في الرسائل عبر كل الوسائط المتعددة ..
    بأني ضد استقبال الطرائف والمُلح التي تتهكم بالعقيدة والعبادات .. وخاصة الصلاة والصيام..
    إلا أنها ما تزال تصلني وبصورة مستمرة كالطوفان..
    ..
    الخطر قائم..
    التندر والاستهزاء بالإسلام أو بحكم من أحكام الإسلام كفر يخرج صاحبه من الملة سواء كان ذلك جدا أم كان هزلاً لقوله تعالى: ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون*لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )
    قال في -أحكام القرآن- عند تفسير قوله تعالى: {وَلئِنْ سَأَلْتَهُمْ ليَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ، قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ؟لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} : (فيه دلالةٌ على أنَّ اللاَّعب والخائض سواءٌ في إظهار كلمة الكفر على غير وجه الإكراه لأَنَّ المنافقين ذكروا أَنَّهم قالوا ما قالوه لَعِباً فأخبر الله تعالى عن كفرهم باللَّعِب بذلك، ودلَّ أنَّ الاستهزاءَ بآياتِ الله تعالى كفرٌ ).
    وعلى المسلم أن ينكر هذا المنكر العظيم ما استطاع ولا يجوز له الجلوس مع من يتجرأ على هذا الفعل لقوله تعالى: ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم)
    قال ابن كثير رحمه الله: (أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزأ وينتقص بها وأقررتموهم على ذلك فقد شاركتموهم في الذي هم فيه، فلهذا قال تعالى: إنكم إذا مثلهم في المأثم) . اهـ.
    أما إذا كان الضحك قد هجم عليك رغما عنك أو ضحكت على هيئة وشكل المستهزئ أو كان القول ليس استهزاءا صريحا ولا تنقصا بالدين وبالأنبياء ففي هذه الحالة ليس كفرا ولكن يلحقك الإثم لعدم إنكارك عليه فعدم الإنكار عليه فضلا عن الضحك أمارة على ضعف الإيمان إذ لو كان الإيمان قويا لعظم عندك الإنكار والغضب لله عز وجل بما يكون له أكبر الأثر في منع الضحك ..
    والنصيحة الكافية: هي وجوب هجران هؤلاء الناس والإقلاع عن مصاحبتهم، ووجوب ترك مجالسهم والإنكار عليهم، وبيان خطورة قولهم إن كنت قادرا على ذلك وإلا ففارقهم ولا تجالسهم، والله أعلم.
    ..
    منقول..
                  

01-10-2017, 02:37 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الإنسان بين التوفيق والخذلان
    التّوفيق هو: الإلهامَ للخَيْر، يقال: وَفَّقهُ اللهُ أي ألهمه إيّاه وسدّد خُطْاه وأنْجَحه فيما سعى إليه.
    أَمَّا الخذلان فمعناه: تَرْكُ الْعَوْنِ، يقال خذَله اللهُ: أي: تخلَّى عن نصرته وإعانته، وفي التنزيل: {وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}، أي: وإِنْ أراد خذلانكم وترك معونتكم فلا ناصر لكم.

    والخَذول صيغة مبالغة أي كثير الخذلان، وهو من يتخلّى عن نصرة صاحبه ومساعدته في أحرج الأوقات، قال تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً} أي يُضله ويُغويه ويزين له الباطل ويقبح له الحق، ويَعِدُهُ الأماني ثم يتخلى عنه وقت الحاجة فلا ينقذه ولا ينصره.

    ولكل من التوفيق والخذلان أسباب:-
    أَمَّا أسباب التوفيق فمنها
    ذُلّ العبد وانكساره، وخضوعه لله، واقراره بعجزه وضعفه: فيقر العبد في كل ذَرَّةٍ مِنْ ذَرَّاتِهِ الباطنة والظاهرة بافتقاره التام إلى ربه ووليه، ومن بيده صلاحه وفلاحه، وهُدَاهُ وسعادته، وهذه الحال التي تَحْصُلُ لقلبه لا تَنَالُ الْعِبَارَةُ حقيقتها، وإنما تُدْرَكُ بالحصول، فيحصل لقلبه كَسْرَةٌ خاصة لا يشبهها شيء.... فما أقرب الْجَبْرَ من هذا القلب المكسور! وما أدنى النصر والرحمة والرزق منه! وما أنفع هذا المشهد له وأجداه عليه! وَذَرَّةٌ مِنْ هذا وَنَفَسٌ مِنْهُ أحب إلى الله من طاعات أمثال الجبال مِنَ الْمُدِلِّينَ الْمُعْجَبِينَ بأعمالهم وعلومهم وأحوالهم. ( مدارج السالكين لابن القيم)

    ومنها النية الصالحة: فعلى قدر نية العَبْد وهمته وَمرَاده ورغبته يكون توفيقه سُبْحَانَهُ وإعانته، فالمعونة من الله تنزل على الْعباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عَلَيْهِم على حسب ذلك، فَالله سبحانه أحكم الْحَاكِمين وأعلم العالمين يضع التَّوْفِيق في مواضعه اللائقة بِهِ والخذلان في مواضعه اللائقة به « الفوائد لابن القيم »

    أَمَّا أسباب الخذلان فمنها:
    اتباع الهوى: إِذْ إِنَّهُ يغلق عن العبد أبواب التوفيق ويفتح عليه أبواب الخذلان، فتراه يلهج بأن الله لو وفق لكان كذا وكذا، وقد سد على نفسه طرق التوفيق باتباعه هواه، قال الفُضيل بْن عِيَاضٍ: من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات انقطعت عنه موارد التوفيق.« روضة المحبين ونزهة المشتاقين»
    ويشهد لهذا قوله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} أي: لا تَمِلْ مع أهواء نفسك وحظوظها، فيصرفك الله عن الدلائل الدالة على الحق.

    الرياء وملاحظة المخلوقين: لا ينفك أحد عن التطلع إلى حب لذة المحمدة والجاه والطمع فيما في أيدي الناس، لكن من كمل عقله ووفق لاتباع الحق رأى ذلك مَرَضاً مُهْلِكًا فاحتاج إلى دواء يزيله ويقطع عروقه ، وذلك الدواء النافع هو أن يُعْرض عن رغبته في كل ذلك لما فيه من المضرة، وفوات صلاح القلب، وحرمان التوفيق في الحال والمنزلة الرفيعة في الآخرة، والعقاب العظيم والمقت الشديد والخزي الظاهر، حيث ينادى على رءوس الخلائق ويقال للمرائي: يا فاجر، يا غادر، يا مرائي أما استحييت إذا اشتريت بطاعة الله تعالى عرض الحياة الدنيا، راقبت قلوب العباد واستهزأت بنظر الله تعالى وطاعته، ....ولا يخلو الطامع في الْخَلْقِ من الذُّلِّ والخيبة أو من الْمِنَّةِ والمهانة.« الزواجر عن اقتراف الكبائر»

    - التكبر والغرور: إِذا عرف العبد قدر النعمة وخطرها وشكر الْمُنعم عليها، أدامها الله عليه وأزادها، كما قال تعالى عن سُلَيْمَان بن دَاوُ : {هذا مِن فَضْلِ رَبِّي ليبلوني أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} أي: هذا من فضل الله عليَّ، وإِحسانه إليَّ، وَلم يقل هَذَا من كَرَامَتِي. فَإِذا علم الله سُبْحَانَهُ هَذَا من قلب عبد فَذَلِك من أعظم أَسبَاب توفيقه. وأمَّا إِنْ وافته النعم فقال هذا لي، وَإِنَّمَا أُوتِيتهُ لِأَنِّي أَهله ومستحقه، فتعجبه نَفسه وتطغى بِالنعْمَةِ وتستطيل على غَيرهَا، فَيكَون حظها مِنْهَا الْفَرح وَالْفَخْر، كَمَا قَالَ تَعَالَى عن قارون: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} أي: لَوْلَا رِضَاه عَنِّي، وَمَعْرِفَتُهُ بِفَضْلِي مَا أَعْطَانِي هَذَا الْمَالَ. فَإِذا علم الله سُبْحَانَهُ هَذَا من قلب عبد فَذَلِك من أعظم أَسبَاب خذلانه وتخليه عَنهُ.

    - التعلق بغير الله: أعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله، فَإِنَّ ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات. ومثل المتعلق بغير الله كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت.. كما قال تعالى: {لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا} مذموما لا حامد لك، مخذولا لا ناصر لك. «مدارج السالكين»

    - كثرة المعاصي: فَمِنْ عُقُوبَاتِهَا أنها تُعْمِي بصيرة القلب وتطمس نوره، وتَسُدُّ طُرُقَ الْعِلْمِ ، وتحجب مواد الهداية. وقد قال مالك للشافعي لمّا اجتمع به: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تطفئه بظلمة المعصية. ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحلّ، وظلام المعصية يقوى، حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم. فكم من مَهْلكٍ يسقط فيه، وهو لا يبصره، كأعمى خرجِ بالليل في طريق ذات مهالك ومعاطب. فيا عزّةَ السلامة، ويا سرعةَ العطب! ثم تَقْوَى تلك الظلمات، وتفيض من القلب إلى الجوارح، فيغشى الوجهَ منها سوادٌ بحسب قوتها وتزايدها!!« الداء والدواء لابن القيم »
    اللَّهُمَّ مُنَّ علينا بتوفيقك، وارزقنا الْهُدَى وَالسَّدَادَ، وجَنِّبْنَا الخطأ والزلل والخلل والخذلان، آمين.
    د. أحمد عبد المجيد مكي
                  

01-10-2017, 02:56 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    هل يفكر الإنسان برأسه أم ببطنه؟

    اكتشاف دماغ آخر يفكر ويعمل بشكل تلقائي في الجهاز الهضمي الذي يضم مليار خلية عصبية

    الرياض: د. حسن محمد صندقجي نيويورك: هارييت براون*
    حينما يُطرح على أحدنا سؤال ما من قبيل: هل يشغل دماغ الرأس الفكر، أم أن الجسم أحياناً يدع لدماغ البطن تولي مهمة التفكير؟ أو أن كليهما يفكران معا؟ سنظل نفكر كثيرا مثل الكثير من الباحثين، بعدما تأكد وجود دماغ ثان متمدد عبر طول أجزاء الجهاز الهضمي. ومع تعمق الفهم لآليات عمله وبرامجه ستتضح معالمه أكثر وأكثر، وربما لن يكون بعد اليوم تهكماً قولنا إن فلاناً يفكر من بطنه أو أن هناك تأثيرا لدماغ بطنه على نوعية الإجابة لديه حول سؤال ما! الجهاز الهضمي يحتوي دماغاً قوياً وكبيراً وعلى درجة عالية من البرمجة العصبية الوظيفية وأيضاً على مستوى فريد من الاستقلالية في الأداء لا يقل أهمية عن الدماغ الذي يسكن في الرأس. وتزداد كل يوم معرفة الباحثين عن خفايا هذا الدماغ وسعته ومجالات عمله وتشعب علاقاته بالأجهزة والأعضاء المختلفة في الجسم. ونجد اليوم ظلماً حينما سمى العلماء من مئات السنين العصب الذي يغذي معظم أجزاء الجهاز الهضمي باسم العصب الحائر أو «فيغس نيرف»، وهو لا يغذي الجهاز الهضمي فقط بل يمتد إلى القلب والرئتين وغيرهما من أحشاء الصدر والبطن، فالحيرة هي أبعد ما تكون من صفاته. وعندما رأى علماء التشريح أنه عصب يخرج من قاع الجمجمة وينزل إلى الصدر والبطن لتتفرع منه العشرات من الأفرع ضنوا أنه حائر كالإنسان المنشغل بعدة وظائف لا يتقن أياً منها بيد أن الحال والواقع خلاف ذلك تماماً.
    «أعصاب معوية»

    * العلاقة بين الجهازين الهضمي والعصبي معروفة منذ زمن، بعد أن أثبتت إحدى التجارب الطريفة على القطط زيادة سرعة جريان الطعام في أمعائها لدى رؤيتها الكلاب عام 1902. وظهر وصف الجهاز العصبي المعوي أول مرة في ما قدمه الطبيب البريطاني الدكتور لانغلي عام 1921، وبعد وفاته نسي العلماء هذا الأمر إلى ان أعيد طرحه بقوة بعد سلسلة من الاكتشافات لمواد كيميائية تفرز داخل أجزاء الجهاز الهضمي لا تختلف بحال عن تلك التي تفرز في الدماغ بل وبشكل متزامن معها وبنفس الأسلوب. البحث في علاقة الدماغ بالجهاز العصبي قادت إلى تأسيس فرع مستقل من الأبحاث يسمى علم أعصاب الجهاز الهضمي، وجوانب تطور هذا الفرع من العلوم تشعبت اليوم بدءا من تشريح أجزاء الجهاز الهضمي لمعرفة التركيب الدقيق والعقد التي تتركز فيها الخلايا العصبية وأنواعها، ومروراً بالتأثيرات الحيوية الفسيولوجية لكل نوع منها، وبمشاركة علم الكيمياء الحيوية والغدد فتحت مشاريع بحث أخرى تفرع عنها علم الغدد الصماء العصبي في الجهاز الهضمي لقائمة طويلة من المواد الكيميائية العصبية.

    ودخلت دراسات الخلايا الجذعية على خط البحث حول وجود خلايا جذعية في أرجاء طبقات الأمعاء، وصولاً إلى تتبع أثر هذا الجهاز الغامض العملاق والمتشعب من عالم دماغ الأمعاء على أمراض الجهاز الهضمي، بدءا من عيوب الولادة الخلقية لدى الأطفال إلى أمراض الكبار كقرحة المعدة والقولون العصبي الذي ربما ينطبق عليه وصف أطباء الجهاز الهضمي بالمثل القديم: «مالئ الدنيا وشاغل الناس» والإمساك. وربما ستكون قمتا هذا العلم دراسة تأثر وظائف الجهاز الهضمي وأمراضه في كل من حالة كبار السن ممن تتأثر لديهم وظائف خلايا الجهاز العصبي بتقدم العمر، وحالة تأثير الأمراض السرطانية في الجهاز الهضمي على وظائف الأعصاب فيه.

    جهاز عصبي مستقل

    * دور الجهاز العصبي الهضمي هو بالأساس الإشراف والتحكم في العمليات التي تناط بالجهاز الهضمي في الفم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة إلى الإخراج عبر الشرج. وهو ما يقوم به بمعزل مباشر عن تأثير الدماغ وباقي أجزاء الجهاز العصبي المركزي وحتى عن أجزاء من الجهاز العصبي اللاإرادي، عبر شبكات عصبية ومواد كيميائية تعمل على إيصال الرسائل بين الخلايا العصبية والخلايا المقصودة بالتأثير. وتنتشر هذه في طبقتين من طبقات جدران الأمعاء، الطبقة الأولى شبكات تغلغل خلال طبقة الخلايا المبطنة للأمعاء والتي تواجه مباشرة الغذاء وتتحكم في الهضم والامتصاص بكل العمليات المسؤولة عن ذلك وخاصة إفراز العصارات المتنوعة والمختلفة في كل مقطع من مقاطع الأنبوب الهضمي الطويل الممتد من الفم إلى فتحة الشرج، والطبقة الثانية تأخذ تشعباً أكثر تعقيداً في الظاهر لكن بطريقة محكمة التوزيع والانتشار ضمن طبقات حلقات العضلات في الأنبوب الطويل أيضاً وتتحكم في الحركة والضغط بكل أشكالها. إن من أهم عناوين هذا الجهاز العصبي الهضمي هي الاستقلالية التي تميزه في أدائه وظائفه، وربما هذا هو سر نجاحه بعيداً عن أي تأثيرات عصبية أخرى، التي متى ما تدخلت أخلت بانسيابية وسلاسة العمليات الحيوية للجهاز الهضمي. فوظيفة دماغ الرأس هي التحكم في تصرفات الجسم عبر برمجة الأعضاء، ويتميز دماغ الجهاز الهضمي بأن البرامج الوظيفية مخزنة فيه يختار في كل حالة ما يناسب سيرها وعملها من حركة الأمعاء وإفراز العصارات الهاضمة وامتصاص المواد الغذائية وضغط العضلات العاصرة وغيرها دون تأثير مباشر أو قوي من دماغ الرأس.

    أمراض نفسية وأعصاب معوية

    * نظرة أخرى هي التي تطرح اليوم حول الأمراض العصبية أو الاضطرابات العصبية وتأثيرها على الجهاز الهضمي. الدكتور مايكل غيرشون مؤلف كتاب «الدماغ الثاني» ورئيس قسم التشريح وعلم حياة الخلية بجامعة كولومبيا في معرض تدليله على تأثر الجهاز الهضمي بانشغال الذهن في أي أمر مهم يعلق قائلاً: كلما حولت إلى مؤسسة الصحة القومية طلباً باعتماد مشروع ما، ينتابني شعور بألم في المعدة نتيجة قلق دماغ البطن إضافة إلى قلق دماغ الرأس». وهو نفس ما نحس به من زيادة الرغبة في دخول الحمام قبل ليلة من اختبار مهم أو ذلك العصر في المعدة قبل إلقاء كلمة في محفل مهم. ويضيف الدكتور إمران ماير بروفسور الطب الباطني والنفسي بجامعة كاليفورنيا: «غالبية مرضى القلق والاكتئاب يعانون من فرط نشاط أجزاء الجهاز الهضمي» وهي أمور يحس كل منا بها. ولذا نلاحظ اليوم أن أعراض الأمراض أو آثار العلاج في الجهاز العصبي والجهاز الهضمي يؤثر كل منهما على الآخر، فأدوية الاكتئاب تثير اضطراباً في المعدة لدى من يتناولها، والتوتر والحزن يزيد من توتر عضلات المريء فيشعر حينها البعض بغصة في الحلق وصعوبة بلع الطعام بل نسمع كثيراً حينها من البعض عبارة لا رغبة لي في الأكل أو لا أستطيع بلع الطعام. إن مما لا يثير العجب أننا نعلم أن هناك علاقة مباشرة بين الضغوط النفسية العاطفية والاضطرابات العضوية. ويقول عنه البروفسور غاري ماوي ان كثيرا من اضطرابات عمل الجهاز الهضمي مرتبطة بالجهاز العصبي. لكن السؤال الأبرز اليوم من يسبق الآخر في الظهور، الاضطراب العضوي في الجهاز الهضمي أم الضغط العصبي على الدماغ؟ فالدماغ وأعصاب الجهاز الهضمي نسخة كربونية واحدة من ناحية آليات حصول التفاعلات فيها والمواد الكيميائية التي تقوم بتوصيل رسائلها بين الخلايا لإتمامها. أهم الموصلات الكيميائية هو مادة السيروتينين، وتفرز 95% منها الخلايا العصبية وغيرها في الجهاز الهضمي، وأنواع من الأدوية المعالجة للاكتئاب تعتمد في عملها رفع نسبة هذه المادة في الدماغ. ليس هذا فحسب بل مادة السيروتينين التي يفرزها الجهاز الهضمي هي ما تنقل الرسائل إلى الدماغ عما يجري تحته في باقي أعضاء الجسم، ولذا نلاحظ أن بعض أدوية السرطان تؤدي إلى القيء نتيجة زيادة إفراز الجهاز الهضمي لهذه المادة بما يثقل كاهل الدماغ عن اضطرابات الجسم فيحصل القيء. وكما أن الاكتئاب يحصل في بعض الأحيان نتيجة قلة السيروتينين في الدماغ فإن القولون العصبي بالعكس، زيادة إفرازه وقلة التخلص منه يؤديان إلى حالات متعاقبة من الاضطراب الوظيفي من خلال ظهور الإسهال والإمساك، ولذا فإن ظهور مصطلح الأدوية المضادة لاكتئاب الأمعاء كعلاج محتمل للقولون العصبي لم يعد أمراً غريباً لدى الباحثين. إن آفاق البحث العلمي اليوم حول الجهاز العصبي المعوي ستتجاوز في القريب العاجل مسائل الجهاز الهضمي لتبدأ بطرح علاقة القلب بها، فملاحظات الأطباء حول الخفقان أو اضطرابات النبض المرتبطة باضطرابات الجهاز الهضمي وخاصة القولون العصبي محل اهتمام، وأنواع من الطب البديل بدأت تركب الأمواج لتطرح فلسفاتها القديمة حول تأثير أنواع مختلفة من الأطعمة على المزاج والدماغ دونما تأثير مباشر لموادها الممتصة داخل الجسم بل عبر تأثيرها الأولي المباشر على الأطراف العصبية في الجهاز الهضمي، وسنسمع الكثير عنها وعن غيرها.[/
                  

01-10-2017, 04:12 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    نظرة في مشكلة الفقر
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا محمد وآله وصحبه.. وبعد:
    فيقول الله تعالى في سورة الزخرف: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}(الزخرف:32).

    هذه الآية الكريمة من تأملها تمام التأمل، وفهم ما فيها حق الفهم، وجدها تثبت مبدأ التفاوت في الرزق، والاختلاف في المعيشة، وتشير إلى الفقر والغنى على أنهما من مستلزمات الحياة الأرضية، والمصالح المعاشية والعمرانية، وأن هذا أمر قدره الله لحكمة بالغة تضع حدا لكل تنازع طبقي، وتناحر مادي، وتفصل بين حياة الجشع والأحقاد، وحياة القناعة والرضى بما قسمه رب العباد..

    سنة كونية
    والفقر في حد ذاته سنة كونية قديمة، اعترت الإنسانية منذ نشأتها الأولى، وهو صورة من صور الابتلاء الرباني لأهله من أهل الفقر ولمن يشاركونهم حياة الأرض من الأغنياء، وكان له أثر على أهله وغيرهم لما نجم عنه من فروق خطيرة، وتفاوتات في مستوى المعايش صغيرة كانت أو كبيرة.. كما وأن الغنى هو من سنن الكون أيضا، وأغراض الحياة، وطبيعة الأشياء في الأرض، وكان من نتائجه وآثاره عند البعض، ترف وفسوق وطغيان، وانحراف عن الحق وبغي وعدوان.

    ولقد جاءت الرسالات الإلهية المتعاقبة حاملة من الآداب والتعاليم ما يحد من طغيان الأغنياء، ويهذب من أحقاد الفقراء، ويدعو إلى التعايش والتكافل بين الفريقين، مما يقرب الفوارق، ويقصر التباعد، ويمنع التصادم والعداء.

    ولما جاء الإسلام اعترف بالواقع الأزلي، وأقر بتفاوت الناس في الرزق، وبين في منتهى الصراحة والوضوح أن المجتمع البشري فيه ذلك الغني الذي بسط له في رزقه، وتوافرت لديه أسباب الترف ووسائل الثراء، كما أن فيه الفقير الذي قدر عليه زرقه، أو عزت عليه أسباب كسبه، فعاش في كد وشقاء، وحرمان وعناء.

    يقرر الإسلام ذلك لأن فيه مصلحة المجتمع، وعليه يقوم نظام الحياة، وعمارة الكون، وقضاء المصالح، مما لا ينكره عاقل، ولا يتجاهله إلا مكابر أو غافل، ويقرر أن الرزق بيد الله تعالى لا دخل له في حظ أو قوة أو نفوذ؛ قال تعالى: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(العنكبوت:62)، وقال سبحانه: {والله فضل بعضكم على بعض في الرزق}(النحل:71)، وقال جل شأنه: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}(الذاريات:58)، وقال عز وجل: {الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز}(الشورى:19 ) أي يوسع رزق من يشاء ويريد إذا علم مصلحة في ذلك.

    وأشار سبحانه وتعالى إلى حكمة وجود الفقر في الحياة فقال: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ ـ أي لو أغناهم جميعا ـ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ ـ أي تقدير ـ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ}(الشورى:27)، أي أنه سبحانه يعلم أحوالهم فيقدر لهم من الرزق ما تقتضيه حكمته البالغة، فيفقر ويغني، ويمنع ويعطي، ويقبض ويبسط، ولو أغناهم جميعا لبغوا في الأرض وظلموا، ولو أفقرهم جميعا لضاعوا وهلكوا، وقد روي في بعض الآثار كما في الحلية لأبي نعيم بسند ضعيف: [إن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين، من لا يصلح إيمانه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك].

    تدابير للعلاج
    ولكن إذا كان الإسلام قد اعترف بوجود الغنى المكثر والفقير المقل، فإن الذي يرفض الاعتراف به، وينكره أشد الإنكار، أن يطغى الغني في غناه، وأن يعيش عيشة البذخ والسرف والترف، في حين أن الفقير يحيا حياة الفاقة والحرمان، ثم لا يؤدي إليه حقا، ولا يمد لإسعافه يدا، ولا يخفف عنه عبء الفقر، ووطأة البؤس، بحجة أن الله أفقره، ولو شاء لأغناه. كما حكى الله تعالى عنهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}(يس:47).

    ولقد عالج الإسلام مشكلة الفقر فشرع الأحكام، وأوجب الحقوق، لتخفيف وطأته، ومحو آثاره السيئة في النفس والمجتمع، واجتياح مظاهر البؤس والشقاء في الحياة. وفرض للنهوض بالفقراء وجبر كسرهم ودحر العدم والفاقة عنهم حقوقا وواجبات، وتبعات ومسؤوليات، وجعل الزكاة، التي هي حق معلوم في أموال الأغنياء، ركنا من أركان الدين، وفريضة من فروض الإيمان.

    إن الإسلام لا يحابي الأغنياء على حساب الفقراء، ولا يخدر البائسين والمحرومين بجناته الموعودة لقاء رضاهم بظلم اجتماعي أو طغيان مادي، أو تحكم طبقي وإقطاعي.
    إنه يشدد النكير على الأغنياء، ويأخذ من أموالهم بالقدر الذي يفي بحاجة فقرائهم، وينفي الإيمان عن أحدهم إذا بات شبعان وجاره جائع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ](رواه البزار وغيره، وحسنه ابن حجر والألباني والهيثمي وغيرهم).

    خاتمة
    فبالتعاون الوثيق، والإخاء الصحيح، والتكافل والإيثار، أقام الإسلام العدالة الاجتماعية لمواجهة الفقر، ومحو آثاره البائسة الشقية، وأحقاده الثائرة العاتية التي إذا ما تركت وشأنها سرعان ما تهب كالصواعق تدمر المجتمع وتهلك الحرث والنسل، وتزرع في الأرض الفساد.

    وإلى جانب ذلك رغب الإسلام في العمل وأمر به، ودعا إلى الكسب الحلال وأثاب عليه، وحذر من البطالة والتواكل، واستعاذ من الفقر، وبغضه في نفوس المسلمين، وبهذا يكون الإسلام قد عالج مشكلة الفقر معالجة موضوعية، نظرية وعملية، وقضى على مظاهر البؤس والحقد لدى الفقراء، واستأصل شأفة الشح لدى الأغنياء، وربط بين الجميع برباط الأخوة والإيمان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه](متفق عليه).
    د.محمد نور المراغي
                  

01-10-2017, 08:14 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أنين من باطن الأرض
    «ماريا مونك»، راهبة كندية كاثوليكية، عاشت في مونتريال، في القرن التاسع عشر، لكن شهادتها لا تزال تفسر لنا كثيراً مما نشهد في هذا القرن من تجاوزات فساق الكنائس في أوروبا؛ فاعتداءات القساوسة على من تحت أيديهم ليست بدعاً في تاريخ الكنيسة، بل هي منهج مطرد متواتر يوشك أن يصير أصلاً.. لكن العجيب في هذا ما دونته هذه الراهبة حول ما يجري في أعماق الأديرة، مما تتفطر له القلوب القاسية، وسأرويه بنصه من كتابها «فضائح بشعة» بإيجاز غير مخلّ.

    تحدثنا «مونك» عن راهبة في الدير تدعى «فرنسيس»، لم تكن جريمتها إلا أن شعرت كما يشعر أسوياء البشر تجاه شنائع الكهنة، فأسرّت إلى إحدى رفيقاتها برغبتها في ترك الدير، فماذا كان مصيرها؟ تقول «مونك»: (خمسة أشهر مضت منذ أن ترهبنتُ، كان الجو بارداً، لعله كان شهر سبتمبر أو أكتوبر، ذات يوم دعتني الراهبة العليا وراهباتٍ أخريات لتلقي علينا أوامرها في حجرة خاصة، ألفينا لديها الأسقف وبعض الكهنة، قالت بنبرة عنيفة متسلطة: «انطلقن إلى حجرة فحص الضمير واجرُرْن سان فرنسيس إلى الطابق العلوي». لم أكن بحاجة إلى غير هذا الأمر الغريب بتلك النبرة وذلك الأسلوب، ليثير فيّ توقعات كئيبة، كم تمنيت أن أبذل ما أملك كيلا أبرح مكاني، لكنني خشيت عاقبة عصيان الراهبة العليا فلحقت بالأخريات إلى حجرة فحص الضمير.

    دخلت الحجرة وخلفي رفيقاتي، ناديتها: «سان فرنسيس! جئنا لطلبك». التفتَت المخلوقة المسكينة بطرف كسير فلم تنبس ببنت شفة، وأسلمت يدها. اغرورقت عيناي، لم يخالجني شك أنها كانت تعد مصيرها محتوماً. ولما دخلنا معها إلى حيث أُمر بها شعرتُ أن قلبي يغور. كان بانتظارنا الأسقف والراهبة العليا وخمسة من الكهنة: بونين ورتشاردز وساڤاج وآخران. تملكني خوف شديد من أن تندّ مشاعري التي كادت تغمرني فينالني سخط الجلادين الذين يعذبون المسكينة البريئة. هذا الخوف - مع ما شعرت به من همّ لأجلها - كاد أن يفقدني صوابي، فلما دخلت الحجرة اتجهت إلى إحدى زواياها، لأسند نفسي بالاتكاء على الحائط، ولولاه لانهارت قواي.

    كان مما سُئلَتْه إن كانت نادمة على ما سُمع منها - إذ وشت بها إحدى الراهبات -، وإن كانت تؤثر الحبس في زنزانة على ما تُوعّدت به. لكن الأسقف تدخّل، فكان من الواضح أن مصيرها قد حسم، وأنه لا مناص. أجابت أنها عزمت على مقاومة كل دعوة إلى ارتكاب جرائم تمقتها، وأنها تؤثر الموت على أن تتسبب في قتل أطفال مسالمين. صرخ الأسقف: «كفى! اقتلوها!».
    انقضَّت عليها راهبتان تنتظران تنفيذ الحكم. أعتقد أن بعض من شاركن في العملية كن كارهات مثلي، لكنني أجزم أن الأخريات كن مبتهجات، فقد أظهر سلوكُهن بلا شك روحاً تتعطش للدماء، لكن أكثر الحاضرين شيطانية كانت الكاهنة هيبولايت، فقد أقدمت على المهمة المرعبة بكل استعداد، وتطوعت للقيام بأكثر الأدوار إثارة للاشمئزاز، أخذت «كِعاماً»[كمام يوضع في الفم ويشد للخلف يمنع من الكلام] وأقحمته في فم الراهبة المسكينة، ولما استقر بين فكيها المتنافرين شدت وثاقه خلف رأس الضحية.

    وُضعت السجينة على فراش، وجهُها إلى أعلى، وأُثبِتت بالحبال لئلا تتحرك. وجيء بفراش آخر فألقي عليها. هنا وثب أحد الكهنة – بونين – على الفراش في هياجٍ يدوسه بكل ما أوتي من قوة. وبسرعة تبعته الراهبات حتى لم يبقَ على الفراش موطن قدم. بعضهن وقفن يثبن على المسكينة بأقدامهن، والبعض برُكَبهن، وأخريات يفتشن عن طريقة مختلفة يُزهقن بها روحَها ضرباً، ويسحقن جسدها دون أن يباشرْنه أو أن يرين أثر بطشهن. حينها كانت مشاعري أقوى من أن تجمح. أصبت بالذهول، لم أعد أعي ما أفعل. حاولت أن أتحدث إلى من بجانبي لأصرف وجهي عن المنظر البشع.

    وبعد انقضاء خمس عشرة أو عشرين دقيقة، بعد أن افترضوا أن الضحية اختنقت، وتهشمت إلى حد الموت، توقف الأب بونين والراهبات عن دوسها ونزلن عن الفراش. كان الذي تحته ساكناً صامتاً! بدأوا يتضاحكون من الخواطر اللاإنسانية التي خطرت لبعضهم، وسخروا من مشاعري التي حاولت عبثاً أن أكتمها. وقال أحدهم معيراً إياها: «كان بإمكانها أن تصبح شهيدة كاثوليكية متميزة». وبعد قليل من الانتظار أزيل الفراش، وحُل الوثاق، وجُر الجثمان إلى أسفل. علمْتُ فيما بعد أنه أُخذ إلى القبو، وألقي في جبّ، وغطي بكمية كبيرة من الكلس، ثم صب عليه سائل لا أعلم خصائصه أو اسمه. غير أني رأيت هذا السائل يصب من زجاجات كبيرة، وسمعت أنه يستعمل في فرنسا ليمنع انبعاث الروائح من الأجداث. بعد مضي زمن على الحادثة، جئن بعض صديقات سان فرنسيس يسألن عنها، فقيل لهن: لقد ماتت ميتة الماجدات، بعد أن تمتمت ببعض الكلمات السماوية!).

    هنا انتهت – أيها القارئ الكريم – قصة سان فرنسيس، لكنني لم أحدثك عن السبب الذي دعاها إلى التفكير في الفرار من الدير. تقول «مونك»: (علمت فور التحاقي بسلك الرهبنة أن المواليد[الذين وُلدوا من سفاح الكهنة داخل الدير] يقتلون في الدير في بعض الأحايين. وذات يوم، وبينما كنت في حجرة التمريض الخاصة بالراهبات، سنحَت فرصة، لم أسعَ إليها، لشهود أعمال من ذلك النوع، وكان ذلك بعد وفاة سان فرنسيس بشهر. إذ جيء بتوأمين غضين، أبناء سان كاترين، إلى الكاهن ليعمدهم. كنت حاضرة ذلك الطقس مع الراهبة العليا وعددٍ من الراهبات الكبيرات اللاتي لا أعرف أسماءهن، يدعون العمات أو الخالات.

    كان الكاهن المباشر للطقوس هو الأب لاركين، عمدهما، ثم مسح الزيت على رأسيهما، كما هو المعتاد في طقس العماد، ثم أُخذا واحداً واحداً من قبل إحدى الراهبات الكبيرات.. وأمام الجميع، أحكمت يدها على فم الأول وأنفه لئلا يتنفس؛ ولما أزالتها بعد دقائق، كان الطفل قد لفظ أنفاسه. ثم فعلت بالآخر كما فعلت بالأول. لم يسمع لهما صوت، وأصبحا جثتين هامدتين. لم يُبدِ أحد ممن حضر أدنى قدرٍ من الاكتراث لما حدث، فالكل كان معتاداً على تلك المشاهد. أُخذ الجسدان الصغيران إلى القبو، وألقيا في ذلك الجب الذي ذكرْت، وغُطيا بالكلس).

    هذا دين كهنة الروم، وهذه أخلاقهم! أليس هؤلاء هم أصحاب دواوين التحقيق (محاكم التفتيش)؟ إن ما تحاول أن تتستر عليه الكنيسة الرومية أعظم بكثير مما يعرضه الإعلام، إنها جرائم إبادة لا تغتفر.
    فيصل بن علي الكاملي
                  

01-10-2017, 09:41 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    خير أمة.. وشر أمة
    أمة الإسلام هي خير الأمم، هكذا وصفها الله تعالى وأخبر عنها في كتابه: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}.. غير أن هذه الخيرية ليست نابعة عن مجاملة أو محاباة أو اختصاص بلا مسوغ، وإنما علتها وسببها هو عين ما ذكره الله بعد ذلك معللا هذه الخيرية فقال: {تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}(آل عمران: 110).
    فمناط الخيرية في أمة الإسلام مرتبط تماما بقيامها بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المنبثق عن الإيمان بالله تعالى ورسوله. فمن حقق الشرط تحقق له المشروط وقامت به الصفة؛ كما قال عمر رضي الله عنه: "من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤد شرط الله فيها".

    معنى المعروف والمنكر والأمر بهما:
    إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم لهذا الدين، وهو المهم الذي من أجله ابتعث الله النبيين أجمعين، وهو مهمة ووظيفة خاتم المرسلين.. قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ}(الأعراف:157).
    فما هو المعروف وما هو المنكر.. وما معناهما:
    المعروف: كل ما تعرفه النفس وتطمئن إليه من الخير.
    وقيل المعروف: كل ما يستحسن من الأقوال والأفعال (قاله الزجاج)
    وقيل المعروف: كل ما ندب إليه الشرع واستحسنه ..
    والمنكر خلافه.

    والأمر بالمعروف: هو الأمر بالخير والدلالة عليه. والنهي عن المنكر: هو النهي عن الشر والتنفير منه.
    والأمر بالمعروف: أمر بكل ما يرضي الله من الأقوال والأفعال. والنهي عن المنكر: هو تقبيح ما تنفر عنه الشريعة ويغضب الله من الأقوال والأفعال.

    واجب من الواجبات:
    والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات الشرعية والشعائر الدينية.. أمر الله به عباده في كتابه فقال: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر وَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(آل عمران:104).
    وقال سبحانه: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}(التوبة:122).

    وهي صفة المؤمنين والمؤمنات من عباد الله: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّه إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(التوبة:71)
    وقال عز وجل في بيان وصية لقمان لابنه وهو يعظه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}(لقمان:17).
    وقال أيضا: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}(الحج:41)

    فهم لابد أن يصحح
    وأما قوله سبحانه في سورة المائدة: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}(المائدة:105).. فمن فهم منه أن الإنسان عليه بنفسه ولا علاقة له بالآخرين، فهو فهم خاطئ، خشي أبو بكر رضي الله عنه ـ شيخ المسلمين وأعلم الناس بعد الأنبياء والمرسلين ـ أن يقع فيه أحد من المسلمين؛ فقام خطيبا في الناس وقال: "أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}.. وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [إن الناس إذا رأوا ظالما فلم يأخذوا على يديه أوشك الله أن يعمهم بعقاب](رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح).

    فالسنة النبوية تبين مقاصد القرآن، وتوضح مبهمه، وتفصل مجمله، وقد جاءت السنة مليئة بالدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ففي صحيح مسلم رحمه الله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان].
    وفي صحيح سنن ابن ماجه: [لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه].
    وقد روى أبو داود والترمذي (وقال حسن غريب) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر]. وقال: [سيدُ الشهداءِ حمزةُ بنُ عبدِ المطلبِ، ورجلٌ قامَ إلى إمامٍ جائرٍ فأمرَهُ ونهاهُ، فقتَلَهُ](صحيح الجامع).

    عقوبات التهاون:
    إن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معناه انحسار الحق والخير، وانتشار الباطل والشر، وظهور المنكرات والدعوة إليها والمجاهرة بها، وهو ما ينذر بعقاب الله وهلاك المجتمعات.. فقد جاء في الصحيحين (البخاري ومسلم) عن زينب بنت جحش رضي الله عنها، أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم: [أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث].. وهو ما يؤكده حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه في صحيح البخاري الذي يقول فيه عليه الصلاة والسلام: [مثلُ القائمِ على حدودِ اللَّهِ والواقعِ فيها كمثلِ قومٍ استَهموا على سفينةٍ، فأصابَ بعضُهم أعلاَها وبعضُهم أسفلَها، فَكانَ الَّذينَ في أسفلِها إذا استقوا منَ الماءِ مرُّوا على من فوقَهم، فقالوا: لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ من فوقنا!! فإن يترُكوهم وما أرادوا هلَكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا].

    إن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قطع للصلة بيننا وبين الله سبحانه، فلا يسمع لنا دعاء، ولا يحقق لنا رجاء، ولا يدفع عنا بلاء، كما حذرنا من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنن ابن ماجه فقال: [مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم](حسنه الألباني). وأيضا في سنن الترمذي قال: [والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم].

    أمة ملعونة:
    وحين تترك الأمة الأمر بالمعروف فإنها بذلك تفرط في سبب خيريتها وسبيل رفعتها، وتنتقل من كونها خير أمة لتلتحق بشر أمة، وهم أهل الكتاب من بني إسرائيل، حين تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فلعنهم الله وضرب بقلوب بعضهم ببعض.. وقد روي ذلك في سنن أبي داود وغيره عن ابن مسعود قال: [إنَّ أوَّلَ ما دخل النَّقصُ على بني إسرائيلَ أنَّه كان الرَّجلُ يلقَى الرَّجلَ فيقولُ: يا هذا اتَّقِ اللهَ ودَعْ ما تصنعُ به فإنَّه لا يحِلُّ لك.. ثمَّ يلقاه من الغدِ ـ وهو على حالِه ـ فلا يمنعُه ذلك أن يكونَ أكيلَه وشريبَه وقعيدَه، فلمَّا فعلوا ذلك ضرب اللهُ قلوبَ بعضِهم على بعضٍ، ثمَّ قال: {لعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ... إلى قولِه تعالَى: فَاسِقُونَ. ثمَّ قال: كلَّا واللهِ لتأمرُنَّ بالمعروفِ، ولتنهَوُنَّ عن المنكرِ، ولتأخذُنَّ على يدِ الظَّالمِ، ولتأطِرَنَّه على الحقِّ أطْرًا] ، وفي رواية: [أو لَيَضَرِبَنَّ بِقُلوبِ بعضِكمْ على بَعضٍ ، ثُم يَلعنُكُم كَما لَعَنَهُمْ].
    إسلام ويب
                  

01-10-2017, 10:41 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الإسلام دين الله، وهو خاتم أديان السماء، فلا عجب أن يكون مثاليا في جميع تشريعاته، وكافة تنظيماته، لن نجد له مثيلا في تناسق نظمه وتشريعاته، وانسجام تعاليمه.

    والنظام الاجتماعي ـ كأحد أنظمة الإسلام ـ غايته إيجاد المجتمع المتكامل في جميع جوانبه، المحقق لرضا ربه، المستحق لسعادة الدارين.. وذلك بأن يكون مجتمع المسلمين مجتمعا نظيفا في كل جوانبه، بعيدا عن الفواحش في كل زواياه، سليما من الآفات خليا عن المنكرات، فإن وقع شيء من ذلك فينبغي أن يكون شذوذا عن الأصل، محارَبا من كل أفراد ومؤسسات المجتمع المسلم.

    ولا يمكن للمجتمع أن يبلغ هذا المبلغ إلا إذا تحمل كل فرد فيه مسئوليته، ولذلك كانت المسؤولية مشتركة بين أنظمة الدولة وقياداتها وأصحاب التوجيه فيها، وبين أفراد المجتمع باختلاف مناصبهم وأقدارهم..

    القرآن والإصلاح
    حث القرآن أفراد المجتمع على السعي في إصلاحه ونهاهم عن الإفساد فيه فقال سبحانه وتعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، وقال سبحانه: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}(الأعرف: 56).

    وأخبر أن هذه صفة المؤمنين اللازمة لهم: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(التوبة:71).
    والمعروف الذي يأمرون به: هو اسم جامع لكل ما طلبه الشرع، والمنكر الذي ينهون عنه: هو كل ما نهى الشرع المطهر عنه، ويدخل في ذلك بداهة كل ما يصلح المجتمع ويطهره من الفساد.
    وهو أمر يتوارثه أهل الإيمان ويوصي به كبيرهم صغيرهم كما قال لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}(لقمان:17).

    وقد ذم القرآن المفرطين في العمل على الإصلاح والدعوة إليه حتى هلك قومهم فقال: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ}(هود:116).. أي: هلا كان منهم أصحاب طاعة ودين وعقل ينهون قومهم عن الفساد في الأرض؟.

    الإصلاح في السنة
    جاء في السنة أحاديث كثيرة تقرر مسئولية الفرد عن إصلاح المجتمع، وأوضحها وأشهرها ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: [مَن رأى مِنكُم مُنكرًا فليغيِّرهُ بيدِهِ، فإن لَم يَستَطِع فبِلسانِهِ، فإن لم يستَطِعْ فبقَلبِهِ. وذلِكَ أضعَفُ الإيمانِ].
    فالمسلم يسعى ما أمكنه لدفع الشر ومنعه وتغييره طاقته، فإن لم يقدر على إزالته كرهه بقلبه، ولم يرض عنه، ولم يقبل به؛ وهذا وإن كان أضعف الإيمان إلا أنه لازم؛ لأن كراهية المنكر هي أولى منازل السعي لإنكاره متى أمكن ذلك، فإن لم يتمكن كان قد أدى ما عليه.

    مسئولية الفرد لماذا؟
    لماذا يطالب الفرد بإصلاح المجتمع مع مطالبته بإصلاح نفسه؟
    إن لهذا أسبابا كثيرة.. منها:
    أولا: أن البيئة مؤثرة
    فتصح نفس المرء وتمرض، ويقوى دينه أو يضعف تبعا لحال المجتمع الذي يعيش فيه.. فكلما كان المجتمع طاهرا صالحا، كلما عم الصلاح والطهر قلوب أهله، والعكس بالعكس.

    ثانيا: صلاح المجتمع ضرورة:
    لأن الله خلق الخلق لغاية هي عبادته بمعناها الشمولي، فتكون أقواله وأفعاله وأحواله وتصرفاته وعلاقاته الظاهرة والباطنة على وفق هذه الغاية وذاك المقصد، ولن يستطيع أن يصوغ المرء حياته ويصبغها بهذه الصبغة إلا إذا كن المجتمع الذي يعيش فيه منظما ومقاما على نحو يسهل عليه هذه الصياغة بأن يكون مجتمعا إسلاميا صالحا..

    ومن ثم أمر المسلم بالهجرة من المجتمعات الكافرة وعدم الإقامة بها أو الإقامة بين ظهراني المشركين حيث لا يتمكن من إقامة شعائر دينه ويعلن بها إلى مكان يمكنه فيه عبادة الله كما أمره. ولهذا كانت أولى مهمات الدولة المسلمة أن تقيم هذا المجتمع {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}(الحج:41).

    ثالثا: النجاة من العقاب الجماعي
    فإن تقاعس الأفراد عن القيام بواجب الإصلاح والنهي عن الإفساد يعرّض الجميع لخطر العقوبة الجماعية التي تعم الكل ولا تستثني أحدا ولا حتى أهل الصلاح منهم.. قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(الأنفال:25)
    قال ابن عباس: أمر الله المؤمنين ألا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم العذاب".
    وقال ابن كثير: "يحذر الله تعالى عباده المؤمنين فتنة، أي اختبارا ومحنة، يعم بها المسيء وغيره ولا يخص بها أهل المعاصي ولا من باشر الذنب بل يعمها".

    وارتباط النجاة بالإصلاح لا بالصلاح، وهو أمر معلوم من القرآن والسنة والتاريخ كما أخبر الله تعالى عن القرية التي كانت حاضرة البحر فقال: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}(الأعراف:165)
    وفي سورة هود قال سبحانه: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون}، مع قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله: [أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم! إذا كثر الخبث](متفق عليه). فدل على أن وجود الصالحين لا يمنع من نزول البلاء وحلول النقمة ما لم يكونوا يأمرون بالصلاح والخير، وينهون عن الفساد والشر.

    وحديث النعمان بن بشير واضح الدلالة على هذا حيث يقول عليه الصلاة والسلام: [مثلُ القائمِ على حدودِ اللَّهِ والواقعِ فيها كمثلِ قومٍ استَهموا على سفينةٍ، فأصابَ بعضُهم أعلاَها وبعضُهم أسفلَها، فَكانَ الَّذينَ في أسفلِها إذا استقوا منَ الماءِ مرُّوا على من فوقَهم. فقالوا: لو أنَّا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ من فوقنا، فإن يترُكوهم وما أرادوا هلَكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا](رواه البخاري).

    فمجرد الصلاح الفردي دون العمل على الإصلاح لا يكفي لحفظ الأمم والمجتمعات، وهو عين ما أراد أبو بكر رضي الله عنه أن يوصل فهمه للناس حين قال: "أيُّها الناسُ إنَّكم تقرؤونَ هذهِ الآيةَ {يَا أَيُّهَا الذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، وإنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: [إنَّ الناسَ إذا رأوا الظالمَ فلم يأخذوا على يدَيهِ أوشكَ أن يَعُمَّهُمُ اللهُ بعقابٍ منهُ](رواه الترمذي وقال: حسن صحيح).

    فهذه مهمة الفرد المسلم العامة بعد أن يقوم بمهمته الخاصة في إصلاح نفسه وتزكيتها وتهذيبها.. فعلى كل فرد أن يضطلع بهذه المهمة المنوطة به، ويقوم بها أتم القيام إذا أراد أن يكون مجتمعه مجتمعا صالحا يرضي الرب ويسعد الخلق..
    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
    إسلام ويب
                  

01-11-2017, 11:50 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قوة المجتمع تصنعها صحة الشباب
    تجمعات الشباب أمام محلات الوجبات الجاهزة، الأكل على الواقف فى فسحة المدرسة وبين المحاضرات، البسكوت والشيكولاته بدلاً من الوجبة الغذائية الكاملة، مظاهر تميز السلوك الغذائى لفتياننا وفتياتنا المشغولين بدراستهم، أو الذين انتقلت إليهم عدوى الأكل السريع الذى لا يبنى جسمًا، ولا يثمر صحة، ونحن أحوج ما نكون إلى شباب صحيح البنية، قوى الجسم يذود عن دينه ووطنه، خاصة إذا ارتبطت القوة بالإيمان، فالمؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، كما قال (صلى الله عليه وسلم).

    وتعد مرحلة بداية الشباب من المراحل المهمة شديدة الحساسية للتكوين النفسى للإنسان، وهى على ذات الأهمية بالنسبة للتكوين الجسدى أيضًا، فهى فترة نمو مطرد ونشاط متزايد تحتاج إلى غذاء سليم من حيث النوع والكم، ويذكر بعض خبراء التغذية هذه المرحلة بأنها آخر فرصة للإنسان ليبنى جسمًا سليمًا يعينه باقى أيام حياته، ولأن عواقب النظام الغذائى غير المتوازن لا تظهر إلا فى سن لاحقة فى الحياة، يصعب إقناع الشاب بأن سلوكه الغذائى غير سليم.

    الأخطاء الشائعة فى غذاء المراهقين:
    تذكر كارلا مراد، أخصائية التغذية فى كتابها أسرار التغذية، بعض الأخطاء التى تشيع فى وجبات الشباب، وهى:

    1 - كثرة المأكولات المقلية والشيبسى:

    حيث يجذب الشباب مذاقها، وانتشارها بشكل مغرٍ فى المحلات والمطاعم، ومشكلتها احتواؤها على نسب عالية من الدهون مع سعرات عالية، وبذلك تأخذ مكان الغذاء الصحى كالخضراوات والحبوب.

    2 - كثرة السكريات والمشروبات المحلاة:

    معظم الشباب يلجؤون إلى المشروبات الغازية والعصائر المصنعة، والحلويات والمشروبات الغنية بالسكر تؤدى إلى السمنة الزائدة، والتقليل من تناول الماء والعصائر الطبيعية.

    3 - كثرة الأكل بين الوجبات:

    وهو عامل آخر مسؤول عن زيادة الوزن؛ حيث يخفف من شهية الشاب للوجبات الرئيسة لينكب على الوجبات السريعة حين يشعر بالجوع.

    4 - قلة الخضراوات والفاكهة:

    وذلك بسبب كره بعض الشباب لمذاقها، أو انشغالهم بالوجبات السريعة الأخرى، وقلة استهلاك الخضراوات والفاكهة يؤدى إلى مشاكل الإمساك، وقلة الفيتامينات والمعادن، وتظهر هذه الآثار عند بلوغ سن الرشد.

    مكونات الوجبة الصحية فى مرحلة الشباب:

    تقول الأستاذ الدكتورة هدى سلامة إبراهيم - أستاذة التغذية وعلوم الأطعمة بكلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان - إنه نظرًا للنمو المطرد والنشاط الكبير اللذين يحتاجهما الشاب، فوجبته الصحية يجب أن ترتكز على ثلاثة أعمدة:

    (1) النمو وبناء أنسجة الجسم:

    وهذا دور البروتينات، ولا شيء إلا البروتينات، وهى نوعان: الحيوانى والنباتى، وإن كان الحيوانى هو الأفضل لاحتوائه على كل الأحماض الأمينية اللازمة للجسم.

    (2) الطاقة:

    وهنا يأتى دور الدهون والنشويات والسكريات، وتتمثل الدهون مثلاً فى الزيت أو السمن أو الزبد الداخل فى صنع الطعام، والكربوهيدرات فى الأرز والمكرونة والخبز والبطاطس وغيرها، وتوضع المكونات الخاصة بالطاقة مناسبة للنشاط الذى يقوم به المراهق.

    (3) الوقاية:

    من خلال الفيتامينات والأملاح المعدنية، وتوجد الفيتامينات بشكل عام فى الخضراوات والفاكهة، والتى يفضل أكلها طازجة دون التعرض للطهى والحرارة.

    الأملاح المعدنية المهمة كثيرة، منها الكالسيوم المهم للعظام، والحديد لبناء الدم، والصوديوم لتنظيم الضغط الأسموزى داخل الخلايا، كما أن هناك أنواعًا من الأملاح المعدنية يحتاجها الجسم بكميات صغيرة مثل: اليود المهم لذكاء الإنسان، والاحتراق الداخلى فى الجسم والنمو.
    ويوجد بسهولة فى الملح المدعم باليود، ولكن يجب الحذر من الأنواع الرخيصة من الملح التى قد تسبب تلفًا فى الكبد أو الكلية، ويوجد اليود أيضًا فى الأسماك والمأكولات البحرية، وأيضًا فى النباتات والمحاصيل التى زرعت فى أراضٍ مجاورة للمحيطات والبحار.

    ويراعى عند تكوين وجبة غذائية للشاب:
    1 - وزنه ونشاطه وكمية المجهود الذى يقوم به، فمثلاً يحتاج المراهق يوميًا لجرام من البروتين لكل كيلو جرام من وزنه، فإذا كان الوزن ستين كيلو جرامًا فيحتاج إلى ستين جرامًا من البروتين، وهذا يعنى شريحتين من اللحم، أو ربع دجاجة أو سمكتين، أو طبقًا من العدس أو الفاصوليا الجافة أو اللوبيا.

    مع الأخذ فى الاعتبار أننا نستطيع - بإذن الله - تكوين وجبة صحية دون أن يرتبط ذلك بغلاء الثمن.
    فهناك بدائل رخيصة لأطعمة غالية الثمن كما تقول هدى سلامة: فالحديد مثلاً متوافر بشكل جيد فى الكبدة إلا أنها غالية الثمن، ولذا يمكن أن نلجأ إلى الحديد النباتى المتوافر فى العسل الأسود، والباذنجان، والسبانخ، والفلفل الأخضر، والخضراوات الورقية، إلا أن الحديد النباتى أقل فائدة فى الجسم من الحيوانى بسبب صعوبة امتصاصه، ولذلك نلجأ إلى جرعة من فيتامين ج مع وجبة الحديد النباتى لرفع امتصاصه، وهذا يأتى من ثمرة من البرتقال أو عصيرها الطازج أو أى مصدر آخر، مع عدم تناول الشاى أو القهوة بعد الوجبة لمدة حوالى ثلاث ساعات.
    أيضًا للحصول على وجبة من البروتين النباتى متكاملة الأحماض يمكن أن نتناول طبقًا يحتوى على الحبوب والبقول معًا، وقد يتمثل ذلك فى طبق الكشرى المعروف الذى يختلط فيه الحمض مع العدس مع الأرز، وإذا تناولنا بجانبه بيضة تكون الفائدة كبيرة.

    الوجبة المنسية:
    عادة ما تكون وجبة الإفطار مظلومة ومنتقصة ذلك أن الوقت فى الصباح يكون ضيقًا، فيلجأ الشاب إلى توفير وقت الإفطار لإنجاز ما عليه من واجبات، وقد يرى أن تعويض ذلك يأتى بوجبة خفيفة خلال اليوم، ولكن إلغاء وجبة الإفطار يعنى إلغاء ثلث احتياجات الجسم، كما أن وجبة الإفطار تأتى بعد مدة صيام عن الطعام لمدة ثمانى ساعات أو أكثر، مما يعنى أن الجسم يكون فى الصباح مفتقدًا لأى مصدر من مصادر الطاقة والنشاط، وتذكر الدكتورة هدى سلامة بعضًا من خصائص وجبة الإفطار:

    1 - يجب أن تكون هذه الوجبة سريعة التحضير، مثلاً فطيرة بالعجوة مع كوب من الحليب، أو كوب من البليلة باللبن، أو أنواع من البسكوتات والفطائر المنزلية، وثمار من الفاكهة.

    2 - يجب أن تتناسب مع الفصل الذى نحن فيه، ففى الشتاء مثلاً يجب أن تكون دافئة مثل أن تحتوى على مشروب الكاكاو بالحليب أو أى مشروب مغذ دافئ حتى تبعث الدفء والحرارة فى الجسم لكى تهيئ المعدة لاستقبال باقى الطعام.

    4 - ألا تفتقر إلى الفيتامينات مثل كوب العصير، وقد يكون كوبًا من عصير الطماطم أو الليمون يحتوى على فيتامين ب المركب للذكاء والتحصيل، ويقوم كوب من بليلة القمح بهذا على أكمل وجه.

    6 - تتضمن البروتينات مثل البيض أو الجبنة البيضاء أو الفول المدمس أو الطعمية ( الفلافل)، ويراعى إجبار الشاب على الإفطار، بل جذبه إلى هذه الوجبة بعوامل فتح الشهية، وتنوع المادة الغذائية يومًا بعد يوم، والتقديم الجيد لها.

    ومن المعروف أن هناك أغذية تؤثر سلبًا على الجهاز العصبى مثل: الشيكولاته والمواد الحافظة والحلويات الصناعية، التى تحتوى على حمض الساليسلك، كما أن الكالسيوم له مفعول معاكس؛ حيث يريح الأعصاب، وينظم الضغط الأسموزى، وأفضل مصادره اللبن ومنتجاته.
    مركز الإعلام العربي
                  

01-11-2017, 03:30 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    يحكي أن في يوم من الأيام كان هناك استاذ جامعي ذكي وحكيم قرر أن يتحدي طلابه ويختبر ذكائهم، فدخل إلي المحاضره وبدأ يسألهم : هل الله هو الذي خلق كل شئ في الوجود ؟ فأجاب الطلاب علي الفور دون تردد : نعم الله خلق كل شئ، فسأل الاستاذ : حقاً كل شئ ؟ فأجاب الطلاب من جديد : نعم كل شئ، فقال الاستاذ : اذا الله خلق ايضاً الشر أليس كذلك، لأن الشيطان موجود وخلقه الله، هنا التزم الطلاب الصمت، ولم يجب أحداً .
    كان الاستاذ يريد أن يثبت لطلابه أن الإيمان هو مجرد أسطورة، بدأ الأستاذ يبتسم في خبث، بينما فاجئة أحد الطلاب برفع يده وأستاذنه أن يسأل سؤال، فسمح له الاستاذ، فقال الطالب : هل البرد موجود ؟ فقال الاستاذ متعجباً : بالطبع موجود، ألم تشعر بالبرد من قبل ؟ قال الطالب : في الواقع يا سيدي البرد غير موجود وذلك طبقاً لما اثبته علم الفيزياء فإن البرد هو الغياب الكامل والمطلق للحرارة، وبالتالي فإن البرد هو غياب الحرارة وهو غير موجود، حيث أن العاصر تتم دراستها استناداً إلي قدرتها علي نقل الطاقة، مما يولد الحرارة، وبدون هذة القدرة علي نقل الطاقة فإن العنصر يكون غير قابل للتفاعل، وبالتالي نحن قمنا بإيجاد مصطلح البرودة فقط للتعبير عن غياب الحرارة وليس للتعبير عن وجود شئ ما بالفعل في الواقع .
    تابع الطالب كلامه من جديد وسط دهشة الجميع : ماذا عن الظلام ؟ قال الاستاذ :: موجود، فإبتسم الطالب قائلاً : اخطئت من جديد يا سيدي، فإن الطلام هو الغياب الكامل والمطلق للضوء، والدليل أننا يمكننا دراسة الضوء ولكن لا يمكننا دراسة الظلام، حيث أثبت موشور نيكولاس أن الضوء يتحلل إلي مركباته الأساسية حسب الفرق في طول الموجات، وبالتالي فإن الظلام هو مجرد مصطلح اخترعناه للتعبير عن غياب الضوء بشكل مطلق، وهنا سأل الطالب قائلاً : والشر يا سيدي هل هو موجود ؟ الإجابة أن الله لم يخلق الشر، ولكن الشر هو إنعدام الله في قلوب البشر، هو غياب المحبة والإنسانية والضمير والإيمان، الشر هو غياب كل خير، الحب والإيمان تماماً كالحرارة والضوء، موجودين بالفعل وغيابهم يؤدي إلي الأسوء .. فهم الأستاذ ما قاله الطالب وانبهر بذكاءه وظل صامتاً ...
    راقت لي
                  

01-12-2017, 07:49 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    النَّفَس الأخير
    في إحدى محاضراتي بدأت الحضور بسؤال: كيف تحب أن تلقى الله؟
    أجابوا بصوت واحد: أن أموت ساجدًا.
    لم يفاجئني الجواب، فهو شيء أتمنَّاه لنفسي، و"أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ" أخرجه مسلم (482) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
    وكان أبو ثعلبة رضي الله عنه يتمنَّى ميتة حسنة، فمات وهو ساجد في صلاة الليل. «الآحاد والمثاني» (2628)، و«حلية الأولياء» (2/30،31)، و«تاريخ دمشق» (66/104)، و«سير أعلام النبلاء» (2/570).
    لو سألت محرك البحث (google) عمن ماتوا ساجدين لسرد لك قائمة طويلة من المتقدِّمين والمتأخِّرين، ومن الحقائق والظنون والشائعات!
    الشهيد أعظم عند الله منزلة: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} (الحديد، من الآية:19).
    الفاروق العظيم جمع الله له بين الشهادة، وأن يموت في صلاته، وفي بلد رسوله صلى الله عليه وسلم.

    كيف رحل آدم؟ بل: كيف عاش؟
    عاش وفيًّا للرسالة، للخلافة في الأرض بالبناء والإعمار، عاملًا على حقن الدم ومنع الفساد، والوفاء للميثاق الأول.
    تذكر الروايات أنه مرض، وأحس بقرب الرَّحيل، وشاركته زوجه الإحساس ذاته، وكان يردِّد الكلمات المباركات التي تلقَّاها من ربِّه، التوحيد والاستغفار والاعتراف بالذنب: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
    لك أن تبحث عن أثر التعبُّد في حياتنا ونحن نحتشد في المساجد، ونسارع إلى العمرة بعد العمرة والحج بعد الحج، ونتلو آيات الذكر الكاشفة عن الفرق بين مهمة آدم ومهمة الملائكة..
    لِمَ لا يكون من بيننا مَن يحب أن يعيش حياته منهمكًا في عمل خير وإحسان ونفعٍ للفقير والمسكين والغريب والمريض والصغير؟ وهو إحسان يتعدَّى نفعه للآخرين ولا يقتصر على صاحبه.
    أو لا يكون من بيننا مَن يحب أن يعيش حياته عاكفًا على بحث معرفي يكشف فيه غامضًا أو يجلِّي ملتبسًا أو يقرِّر قاعدة أو يدفع العلم البشري إلى الأمام، ولو خطوة صغيرة؟ والعلم هو ميزة آدم التي خوَّلته الخلافة في الأرض وسجود الملائكة.

    أو لا يكون من بيننا مَن يحب أن يظل على رأس عمل أو وظيفة نذر أن يكون فيها مخلصًا لله، نافعًا لعباد الله، مبتسمًا للناس، قائمًا بحقوقهم، صابرًا على أذاهم؟ ولو كان يكسب من ورائها رزقه وقوت ولده فهذا في سبيل الله.
    أو لا يكون من بيننا مَن يحب أن يقضي عمره مغتربًا في دعوة أو إصلاح أو معروف لا يريد من ورائها رياءً ولا سُمْعة، قصده أن يأخذ بأيدي الشاردين إلى الحق، وأن يهدئ النفوس الثائرة حتى تلين، وأن يجمع شتات القلوب على الخير، وهو يدري أن الأبوين جابا فجاج الأرض شرقًا وغربًا، وكانت كلها لهم وطنًا؟!
    أو لا يكون من بيننا مَن حلمه أن يُعَمَّر طويلًا ممتَّعًا بقواه حتى يرى فرج الله وفتحه للمستضعفين، وهو يعلم أن آدم وحواء عاشا مئات السنين، و"خَيْرُكُمْ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ"؟!
    أو لا يكون من بيننا مَن حلمه أن ينسأ اللهُ في أَثَرِه ويوسِّع في رزقه، لا استكثارًا للأرصدة، بل يكون ممن آتاه الله مالًا فقال فيه هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، وأنجز فيه مشاريع البر والصدقة والإحسان؟
    أو لا يكون من بيننا مَن حلمه أن يبقى ليُلهم الأجيال خلاصة تجربة حية، ويتحدَّث بالحكمة والبصيرة من عبر الأيام، ليكون ممن دعا إلى هدى أو حذَّر من ردى، وليحمي غيره من تكرار تجارب منقوصة أو فاشلة، ويصنع بذلك التراكم المعرفي والحياتي؟

    أو لا يكون من بيننا مَن يسجد ويقنت فيكون بكاؤه ودعاؤه التماسًا لنهضة الأمة أو بعض شعوبها ويقظتها من سُباتها الطويل؟ ولن تكون الدموع ولا الخشوع وسيلة للنجاح ما لم تتحول إلى إرادة صادقة مخلصة وعمل جاد دؤوب لا يعرف اليأس.
    أو لا يكون من بيننا مَن يتجاوز خياله الإيجابي حدود الواقع البائس إلى مستقبل مليء بالبشريات؟ وحين يقول إنه يحلم أن يرى الأرض المحتلة وبيت المقدس وقد عادت لأصحابها وتخلَّصت من قبضة الطُّغاة الظالمين، فهو لا يخادع نفسه ولا يتمنَّى الأماني، ولكنه يتَّكئ على الثقة بوعد الله.
    أو لا يكون من بيننا مَن حلمه أَلَّا يغادر الحياة قبل أن يترك بصمة صادقة يُذكر بها فيُشكر ويُدعى له؟ "صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، أَوْ عِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ"، أليس جديرًا أن نتأسَّى بالمعلِّم الأول آدم، وأن ندعو له على ما ورث وألهم؟!
    صلى الله على آدم وعلى ذريته من النبييِّن والمرسلين والشهداء والصِّدِّيقين والصالحين.
    وصلى الله على سيِّد ولد آدم الذي قال قبل أن يموت بثلاثة أيام: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ" أخرجه مسلم (2877) من حديث جابر رضي الله عنه.
    د. سلمان بن فهد العودة
                  

01-12-2017, 07:52 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أسباب النصر الحقيقية
    الحمدُ لله العظيمِ في قَدرِه، العزيزِ في قهْرِه، العالمِ بحالِ العَبْدِ في سِرِّه وجَهْرِه، الجائِدِ على المُجَاهدِ بِنَصْرِه، وعلى المتَواضِعِ من أجْلِهِ بِرَفْعِه، يسمعُ صَريفَ القلمِ عند خطِّ سَطْرِه، ويرى النَّملَ يدبُّ في فيافي قَفْرِه، ومِن آياتِه أنْ تقوم السَماءُ والأرضُ بأَمْرِه، أحْمَدُهُ على القَضَاءِ حُلْوِه ومُرِّه، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له إقامةً لِذْكْرِهِ، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه المبعوثُ بالبِرِّ إلى الخلْقِ في بّره وبَحْرِه، صلَّى الله عليه وعلى صاحِبِه أبي بكرٍ السابقِ بما وَقَرَ من الإِيمانِ في صَدْرِه، وعلى عُمَر مُعزِّ الإِسلامِ بَحَزْمِه وقهرهِ، وعلى عثمانَ ذِي النُّورَينِ الصابِر من أمره على مُرِّه، وعلى عليٍّ ابن عمِّه وصِهْرِه، وعلى آلِهِ وأصحابه والتابعينَ لهم بإِحسانٍ ما جاد السحابُ بقطْرِه، وسلَّم تسليماً.

    إخواني، لقد نصرَ الله المؤمنينَ في مَواطنَ كثيرةٍ في بدرٍ والأحزابِ والفتحِ وحُنينٍ وغيرها، نصرَهُمُ اللهُ وفاءً بِوَعدِه {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنين}[الروم:47]. {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ.يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ الْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[غافر:51-52].

    نَصرَهُمُ اللهُ لأنهم قائمونَ بدينِه وهو الظَّاهرُ على الأديانِ كلِّها، فمن تمسك به فهو ظاهرٌ على الأممِ كلِّها {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة:33].

    نصَرَهم اللهُ تعالى لأنهم قاموا بأسبابِ النصرِ الحقيقيَّةِ المادَيةِ منها والمَعْنَويةِ، فكان عندهم من العَزْمِ ما بَرَزُوا به على أعْدائهم أخذاً بتوجيه اللهِ تعالى لَهُم وتَمشِّياً مع هديهِ وتثبيتِه إياهم {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّـالِمِينَ} [آل عمران: 139-140]، {وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَآءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [النساء: 104]، { فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ.إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} [محمد:35-36].

    فَكانوا بهذِه التَّقْويَةِ والتثبيتِ يَسِيرونَ بِقُوةٍ وعزْمٍ وجِدٍّ وأخَذُوا بكِلَّ نصيبٍ من القُوة امتثالاً لقولِ ربِّهم سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} [الأنفال:60] من القُوَّةِ النفسيةِ الباطنةِ والقوةِ العسكريةِ الظاهرة.

    نصرهم الله تعالى لأنهم قامُوا بنصر دينِه {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج:40-41].

    ففي هاتين الآيتين الكريمتين وعدَ اللهُ بالنصر من ينصرُه وعداً مؤكداً بمؤكدات لفظية ومَعنوية. أما المؤكدات اللفظية فهي القسمُ المقدَّرُ لأنَّ التقديرَ: واللهِ لينصرنَّ اللهُ مَنْ ينصرُهُ، وكذلك اللامُ والنونُ في {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} كلاهُما يفيدُ التوكيدَ.
    وأمَّا التوكيدُ المعنويُّ ففي قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} فهو سبحانه قَويٌّ لا يضْعُفُ وعزيزٌ لا يذِلُّ وكلُّ قوةٍ وعزةٍ تُضَادُّهُ ستكونُ ذُلاً وضعفاً.
    وفي قولِه: {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} تثبيتٌ للمؤمِنِ عندما يسْتَبعِدُ النصر في نَظَره لِبُعد أسبابِه عندَه، فإنَّ عواقبَ الأمورِ لله وحْدَهُ يغَيِّر سبحانَه ما شاءَ حَسْبَ ما تَقْتَضِيه حكمَتُه.

    صفات لدوام النصر
    وفي هاتين الآيتين بيانُ الأوْصافِ التي يُستحقُّ بها النصرُ وهي أوصافٌ يَتَحَلَّى بها المؤمنُ بعدَ التمكين في الأرضِ، فلا يُغْرِيه هذا التمكينُ بالأشَرِ والْبَطرِ والعلوِّ والفسادِ، وإنما يَزيدُه قوةً في دين الله وتَمسُّكاً به.

    الوصفُ الأول: {الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ } [الحج: 41] والتمكينُ في الأرض لا يكونُ إلاّ بعْدَ تحقيق عبادةِ الله وحْدَه كما قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [النور:55].

    فإذا قام العبدُ بعبادَةِ الله مخلصاً له في أقْوَالِه وأفعالِه وإرادَتِه لا يريدُ بها إلا وجه الله والدار الآخرة، ولا يريد بها جاهاً ولا ثناءً من الناسِ ولا مالاً ولا شيئاً من الدُّنيا، واستمَرَّ على هذِه العبادة المخْلصة في السَّراء والضَراءِ والشِّدةِ والرَّخاءِ، مكَّنَ الله له في الأرض. إذَأً فالتمكينُ في الأرضَ يستلزمُ وصفاً سابقاً عليه وهو عبادةُ اللهِ وحْدَه لا شريكَ له.
    وبعد التمكين والإِخلاص يَكُونُ:

    الوصفُ الثاني: وهو إقامةُ الصلاةِ بأن يؤدِّيَ الصلاة على الوجهِ المطلوب منه قائماً بشروطِها وأركانِها وواجباتِها وتمامُ ذلك القيامُ بمُسْتَحَبَّاتِها، فيحسنُ الطُّهورَ، ويقيمُ الركوعَ والسجودَ والقيامَ والقعودَ، ويحافَظُ على الوقتِ وعلى الجمعةِ والجماعاتِ، ويحافظُ على الخشوعِ - وهو حضورُ القلبِ وسكونُ الجوارح-، فإِنَّ الخشوعَ رُوحُ الصلاةِ ولُبُّها، والصلاةُ بدونِ خشوعٍ كالجسمِ بدون روحٍ، وعن عمار بن ياسرٍ رضي الله عنه قال سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم يقولُ: «إنَّ الرجل لينصرفُ وما كتِب له إلاَّ عُشْرُ صلاتِهِ تُسْعُها ثُمنْها سُبْعُها سُدسُها خُمْسُها ربْعُها ثلْثُها نصفها »، رواه أبو داود والنسائي.

    الوصفُ الثالث: إيتاءُ الزكاةِ {وَآتَوُاْ الزَّكَـاةَ } بأن يعْطوُهَا إلى مستحقِّيها، طِّيبةً بها نفوسُهم كاملةً بدونِ نقصٍ يبتغُون بذلك فضلاً من الله ورضواناً، فيُزكُّون بذلك أنفسَهُم ويطهِّرون أموالَهم وينفعونَ إخوانهم من الفقراءِ والمساكينِ وغيرهم من ذوي الحاجات، وقد سبقَ بيانُ مُسْتحِقَّي الزكاةِ الواجبةِ في المجلِسِ السابعَ عَشر.

    الوصفُ الرابع: الأمر بالمعروفِ {وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ } والمعروفُ كلُّ ما أمرَ اللهُ به ورسولُه من واجباتٍ ومستحبات، يأمرون بذلك إحياءَ لشريعةِ اللهِ وإصلاحاً لعباده واستجلاباً لرحمتِهِ ورضوانِهِ، فالمؤمنُ للمؤمنِ كالبنيِان يشدُ بعضُه بعضاً، فكما أنَّ المؤمنَ يحبُّ لنفسِهِ أَنْ يكونَ قائماً بطاعَةِ ربِّه فكذلك يجبُ أن يحبَّ لإِخوانِه من القيام بِطاعةَ الله ما يحبُّ لنفسه، والأمرُ بالمعروفِ عن إيمانٍ وتصديقٍ يستلزمُ أن يكونَ الآمر قائماً بما يأمرُ به لأنه يأمرُ به عن إيمانٍ واقتناعٍ بفائدتِهِ وثمراتِهِ العاجلة والآجلةِ, ولكنه يبقى واجباً عليه ولو لم يعمل به.

    الوصفُ الخامس: النَّهيُ عن المنكرِ {وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ } والمُنْكَرُ كلُّ ما نهى اللهُ عنه ورسولُه من كبائر الذنوبِ وصغائِرِها مما يتعلقُ بالعبادةِ أو الأخلاقِ أو المعاملةِ ينْهونَ عن ذلك كلِّه صِيانةً لدينِ الله وحمايةً لِعباده واتقاءً لأسْبابِ الفسادِ والعقوبةِ.

    فالأمرُ بالمعروفِ والنَهْيُ عن المنكر دعَامَتَانِ قَوِيَّتانِ لبقاءِ الأمَّةِ وعزتِها ووحْدَتِها حتى لا تتفرَّق بها الأهواءُ وتَتشَتَّت بها المسالكُ، ولذلك كانَ الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر من فرائِضِ الدين على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ مع القدرةِ { وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [آل عمران:104-105].

    فَلَوْلا الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكر لتَفَرَّق الناسُ شِيعاً وتمزَّقوا كل ممزَّق كلُّ حزبٍ بما لَدَيْهِمْ فرحون، وبه فُضِّلت هذه الأمةُ على غيرها { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110].
    وبتَركه {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ . كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}[المائدة:78-79].

    فهذه الأوصافُ الخمسةُ متى تحقَّقتْ -مع القيامِ بما أرشدَ الله إليه من الْحَزمِ والعزيِمَةِ وإعْدادِ القُوَّةِ الحسيَّة- حصل النصرُ بإذنِ الله {وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ . يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}[الروم:6- 7].

    فيَحْصَلُ للأمَّةِ من نصْر الله ما لَمْ يخْطُرْ لهم على بالٍ، وإن المؤمنَ الواثقَ بوعدِ الله ليَعْلمُ أنَّ الأسباب المادِّيةَ مَهْما قويَتْ فليستْ بشيء بالنسبةِ إلى قُوةِ الله الذي خلقها وأوْجَدَها، فلما افْتَخَرَتْ عادٌ بقوَّتِها وقالُوا منْ أشدُّ منا قوةً فقال الله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ.فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ } [فصلت:15-16].

    وافْتَخر فرعونُ بمُلكِ مصْرَ وأنْهَاره التي تْجري مِنْ تحته فأغرقَه الله بالماءِ الَّذِي كان يفْتَخرُ بِمثْلِهِ وأوْرث مُلْكهُ مُوسى وقومَه وهو الَّذِي في نظر فرعونَ مَهِيْن ولاَ يكادُ يُبِين.

    وافتَخرت قريشٌ بعظَمتها وَجَبروتِها فخرجوا من ديَارِهم برؤسائِهم وزعمائِهم بطراً ورِئاءَ الناس يقولون لا نَرْجعُ حتى نقدمَ بَدْراً فننحرَ فيها الجزور ونَسْقِيَ الخمورَ وتعزفَ الْقِيانُ وتسمعَ بنا العربُ فلا يزالُون يهابوننَا أبداً. فَهُزمُوا على يد النبيِّ صلى الله عليه وسلّم وأصحابه شرَّ هزيمةٍ، وسُحبت جثثُهم جِيفاً في قليبِ بدرٍ، وصاروا حديثَ الناس في الذُّلِّ والهوانِ إلى يوم القيامةِ.

    ونحنُ المسَلمين في هذا العصرِ لو أخَذْنَا بأسباب النصرِ وقُمْنَا بواجبِ دينِنا وكنَّا قدوةً لا مُقْتَدين ومتبوعِين لا أتباعاً لِغَيرنا، وأخَذْنَا بوسائِل الحرب الْعَصْريَّةِ بصدقٍ وإخلاصٍ لنصَرنَا الله على أعدائنا كما نصر أسلافَنا. صدقَ الله وعْدَه ونصر عَبْدَه وهزَمَ الأحزابَ وحْدَه. {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}[الفتح:23].

    اللَّهُمَّ هيئ لنا منْ أسبابِ النصرِ ما به نَصْرُنَا وعزتُنا وكرامتُنا ورفعةُ الإِسلام وذُل الكفرِ والعصيانِ إنك جوادٌ كريمُ وصلَّى الله وسلَّم على نبِينا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِه أجمَعين.
    الشيخ ابن عثيمين
                  

01-12-2017, 07:57 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الرحمة النبوية في العلاقة الأسرية
    الرحمة صفة الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي لا تنفك عنه أبدًا، لا في سِلم ولا في حرب، ولا في حَضر ولا في سفر، وقد سماه ربُّه رؤوفا رحِيما، قال الله تعالى: { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }(التوبة: 128) .
    قال الشنقيطيُّ عند تفسيره لهذه الآية : " ذكر جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه ما أرسل هذا النَّبي الكريم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ إلى الخلائق إلا رحمة لهم، لأنه جاءهم بما يُسعدهم، وينالون به كل خير من خيري الدنيا والآخرة إن اتبعوه، ومن خالف ولم يتبع فهو الذي ضيع على نفسه نصيبه من تلك الرحمة العظمى" .
    وقد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - من نفسه أروع النماذج البشرية، فكان نِعم الزوج لزوجه، وخير الناس لأهله وأبنائه، إذ هو المثل الأعلى والأسوة الحسنة، فكان - صلى الله عليه وسلم - يعامل زوجاته وأولاده بكل سُموٍّ خُلقي، من محبة ورحمة، وعطاء ووفاء، وغير ذلك مما تقتضيه الحياة الأسرية في جميع أحوالها وأيامها، كما فاضت بذلك كتب السنة والشمائل والسِّيَر عنه - صلى الله عليه وسلم - .

    مع الزوجة :

    جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - حسن معاملة وعشرة الزوجة معيارا من معايير خيرية الرجال، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) رواه الترمذي .
    وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع زوجاته يُكرِم ولا يهين، يُوجِّه وينصح، لا يعنِّف ويَجْرَح، عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( ما ضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ) رواه مسلم .
    وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قُدِّم له طعام إن اشتهاه أكله وإلا تركه، وما عاب طعامًا قط، وكان يخدم نفسه، ويُعين أهله ويساعدهم في أمورهم، ويكون في حاجاتهم، كما تقول أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ: ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيط ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أَحَدُكُمْ في بيته ) .

    وأمر ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالرفق عامة وبالنساء خاصة، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( ما كان الرفق في شيء إلا زَانَه، ولا نزع من شيء إلا شانه )، وقال: ( إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يُعطي على ما سواه ) رواه مسلم .
    وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان في سفر، وكان غلام يَحْدُو بِهِنَّ يُقَالُ لهُ: أنجشة، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( رُوَيْدَكَ يَا أَنْجَشَةُ، سَوْقَكَ بِالقوارير(النساء) ) رواه البخاري.
    قال قَتادة : " يعني ضَعَفة النساء " .
    وقال النووي: " ومعناه: الأمر بالرفق بهن .. أي: ارفق في سوقك بالقوارير، قال العلماء: سمَّى النساء قوارير، لضعف عزائمهن، تشبيهًا بقارورة الزجاج لضعفها، وإسراع الانكسار إليها " .

    ومن لطفه وحسن عشرته بزوجته ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يشرب من موضع شربها، ويثني عليها، ويصرح بحبه لها، ويخرج معها، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( كنت أشرب فأناوله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيضع فاه على موضع فيّ, وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ ) رواه مسلم، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( انك لن تنفق نفقة الا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى فِّي امرأتك ) رواه البخاري .
    ويثني على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فيقول ـ : ( إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) رواه مسلم ، ويقول عن خديجة ـ رضي الله عنها ـ: ( إنى رُزِقتُ حُبها ) رواه مسلم، وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا كان بالليل سار مع عائشة ـ رضي الله عنها ـ يتحدث معها .

    لقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - أُمَّته إلى ما تنبغي أن تكون عليه حسن العشرة الزوجية بقوله وفعله، والثابت عنه - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب أحاديث ومواقف كثيرة .
    قال ابن كثير: " وكان من أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقة، ويضاحك نساءه .. إلى أن قال: " وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجمع نساءه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها فيأكل معهن العَشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد .. وكان إذا صلى العِشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلا قبل أن ينام، يؤانسهم بذلك ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }(الأحزاب:21) .

    مع الأولاد :

    كان - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا بهم إلى درجة لم يُسمع بمثلها، قال أنس ـ رضي الله عنه ـ: ( ما رَأَيْتُ أحَدا كان أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ ) رواه مسلم .
    وعن عبد الله بن شداد عن أبيه قال : ( خرج علينا رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في إحدى صلاتي العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين ، فتقدم النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ فوضعه ثم كبَّر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، قال: إني رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ وهو ساجد فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصلاة، قال الناس يا رسول الله: إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها، حتى ظننا انه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني (ركب على ظهري) فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته ) رواه أحمد .
    وعن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن الأقرع بن حابس أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - يُقَّبِّل الحسن، فقال: ( إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحدا منهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنه من لا يَرحم لا يُرْحم ) رواه مسلم .

    وفي العصر الذي كثر فيه وأد (قتل) البنات، جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - برحمتهن والعطف عليهن، ورفع قدرهن، فكان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم - أنه كان يُسَّر ويفرح لمولد بناته، فقد سُرَّ واستبشر ـ صلى الله عليه وسلم - لمولد ابنته فاطمة ـ رضي الله عنها ـ، وتوسم فيها البركة واليُمن، فسماها فاطمة، ولقبها بِالزهراء .
    عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( جاءت فاطمة تمشي كأنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مرحبا بِابنتي، فأجلسها عن يمينِه، أَوْ عن شماله ) رواه مسلم .
    وكانت إذا دخلت عليه - صلى الله عليه وسلم - قام إليها، فقبَّلها، وأجلسها في مجلسه .
    وحمل ـ صلى الله عليه وسلم ـ أُمامة بنت ابنته زينب ـ رضي الله عنها ـ على كتفه أثناء الصلاة، فإذا سجد وضعها، وإذا قام رفعها .. وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدلل زينـب بنت أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ، وكانت طفلة في حِجر أمها، ويقول لها : ( يا زناب ) .

    هذه بعض معالم الرحمة النبوية والمعاملة الأسرية في بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الزوجة والأولاد، وإن الناظر في سيرته وأحاديثه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليجد أنه كان يُقَّدِّر الزوجة قدرها، ويوليها عناية فائقة، ومحبة لائقة، وكان مع أولاده أباً حنونا، يداعب ويلاعب، وينصح ويربي .. فمن أراد أن يحيا حياة طيبة سعيدة، فلينظر كيف كان يتعامل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ داخل أسرته مع زوجاته وأولاده، ويقتدي به، قال الله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }(الأحزاب:21) .

    إسلام ويب
                  

01-12-2017, 09:13 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أمرتهمُ أمري بمنعرَج اللِّوى..!
    • اشتعلت النار في بيت جاره.. وكأنه لا يعنيه..!
    وسار في الشمس بلا نعال...! واشترى من بقالة يغش صاحبها مرة ثانية وثالثة..!وغيّب الحكمة النبوية: ( ولا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين ).
    • وقصَده الناصح الحقيقي فما أصغى ولا اتعظ...!
    • وأمّه الحكيم الدعوي، فأصر وعاند...
    وقصدته جموع فيها ما (يشبه النذير) العُريان، فسخروا وتضاحكوا...!
    وما أروع الحكمة الشعرية:
    بذلتُ لهم نصحي بمنعرج // فلم يستبينوا النصحَ إلا ضحى الغدِ
    فلما عَصَوْني كنت منهم وقد أرَى// غَــــــــوَايتَــــــهم أَو أنَّــنِي غيرُ مهتدِي!

    • وحُذر من الاستعجال المتحمس، أو البطء المتراخي، فما بالى ولا عانى..!
    • تراكمت الملفات على مكتبه، ولا يزال يصفها ويهملها...
    واتخذ مستشارين من بطانته وهواه، وفي النهاية رأيه المقدم، واختياره المسدد..

    • وباتت الشورى انتقائية، ويلفها المسلك الإقصائي للأحبة وذوي الخبرة والفكر..
    • قامت البراهين، وحضرت الحجج على وجود المشكلة، وتعثر الأداء، فلم يحدث تحركا، أو بادر في المعالجة، فتفاقم الأمر..!
    • وصلته النار الصغيرة، وتزايدت الأعباء، وتثاقل الموظفون، وتضاعفت المديونيات، وانسد أفق التفكير والإنجاز والتخطيط... ! وهذا في النطاق الفردي والمؤسسي.
    • وأما في القضايا الإقليمية والدولية فحذر الدعاة والمفكرون قديما من براجماتية السياسة الأمريكية فما بالوا ولا دققوا،،،!
    • وكتب بعضهم( وجاء دور المجوس ) والخطر الرافضي، فسُخر منه ومن عجائبه وأوابده...!
    • وها هم العرب الآن يتجرعون مرارة التفكك وترك (الغول الرافضي) يتمدد ويجتاح أربع عواصم عربية، ولولا ما حصل من توفيق الله ثم (عاصفة الحزم)، الآتية في وقتها لكان الأوضاع في غاية السوء،،،،!
    • ولذلك لن يكبح الجنوح والجموح الرافضي إلا بضرب رأس الأفعى وردها مكسورة أو حسيرة في جحرها، جزاء وفاقا....!
    • والشام اليوم تُستباح بطريقة فظيعة، و(حلب) تحرق حرقا منذ أكثر من سنتين، وفي الشهر الأخير اشتد الحصار وعظم القصف، وحل التنازع، وتخاذل العرب..!

    • الشِّفار تُسن لنا إذا لم نتعظ بما يحصل ونأخذ زمام المبادرة وعجلة الإنقاذ وواجب النصرة..(( إنما المؤمنون إخوة )) سورة الحجرات.
    • وحذر مفكرون من قديم من بيع (العراق) أو خذلان (الشام) فإن سقوطهما في أيدي الروافض سقوط لنا جميعا، ودخولنا في وضع مأساوي قاهر...!(( فستذكرون ما أقول لكم)) سورة غافر.
    • تعالى صوت المفكر النفيسي إزاء العراق واليمن وإهمال الشام، وحرض على (كونفدرالية)، ولم يؤبه بكلامه..!

    • الظرف الراهن يفرض على الجميع ساسةً وعلماء ومفكرين، اليقظة والتصدي للخطر الرافضي والتواطؤ الغربي الصليبي..!
    • الغرب الصليبي يخوض (حربا كونية) صليبية، ضد اهل السنة، فلا نخادع أنفسنا بتعايش مزيف، واستعلاء القوي، أو مسؤول قلقي تهريجي، أو دموع تماسيح...! فهم يعدون لنا (أخاديد حارقة)، وما داعش وأخواتها إلا مقدمات للتفتيت والتمزيق...!
    • واجب الوقت الاتعاظ وحسن العمل وتقوية الجبهة الداخلية واستعداد عسكري وشعبي، يتماسك تماسكا صادقا، ويرفض الضغط الخارجي والوعود الزائفة، ويدعم السنة،،! (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) سورة الأنفال . ولدينا في تجربة (تركيا) الانقلابية خير دليل وموعظة لمن كان له عقل أو ذرة من تمييز، فالغرب والباطنيون يقتلونكم بدم بارد، فماذا تنتظرون، وما سيكون في الغد....،؟!

    ومضة/ (ولكنكم غثاء كغثاء السيل)،،! ومتى ندفع هذه الغثائية..؟! وحسبنا الله ونعم الوكيل...
    د.حمزة بن فايع الفتحي
                  

01-12-2017, 09:17 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    إمكانات متزايدة
    إن الله -جل وعلا- خلق الدنيا دارًا للابتلاء، فوفّر فيها كل شروط الابتلاء، وإن من تمام الابتلاء أن يمكّن الله عباده من الوصول إلى ما يطمحون إليه ما دام في إطار سننه في الخلق، وقد عبر القرآن الكريم عن هذا المعنى بوضوح تام؛ حيث قال -تباركت أسماؤه-: { من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذمومًا مدحورًا . ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورًا كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء بك وما كان عطاء ربك محظورًا } [الإسراء:18-20]

    إن إرادة الله -تعالى- طليقة، فهو يوجه عطاءه إلى من يسعى إليه إن شاء ويطلبه، ويأخذ بأسبابه بقطع النظر عن كون المطلوب أمرًا دنيويًا أو أخرويًا. وهذا ما نشاهده اليوم على أوسع نطاق ممكن؛ حيث أن التقدم التقني والعلمي واتساع المدن ووفرة الأموال -بين يدي شريحة واسعة على الأقل- وتلون فنون العيش قد أدّت إلى بسط غير مسبوق في إمكانات الناس وقدراتهم. إن المجال المتاح لِرجل يعيش مع إبله في البادية أو مع شجره وزرعه في القرية محدود جدًا.

    إن الوسائل المتاحة له كي ينفع وكي يضر وكي يدفع بالمسيرة إلى الأمام أو يكون حجر عثرة في طريقها محدودة للغاية؛ وذلك بسبب ضعف التمدن وتخلف العمران في كل من البادية والقرية.
    وإذا قارنت ما يمكن لعشرين راعيًا للغنم أن يتركوه في الناس من آثار في سلوكهم مع ما يمكن أن يفعله اليوم عشرون شخصًا يعملون في قناة فضائية، لأدركت حجم الإضافة التي حدثت في الخمسين سنة الماضية. ما الذي حدث فعلاً خلال هذه المدة على صعيد توسع الإمكانات، وما مدى تأثيره في الوعي والخلُق والسلوك؟

    بمقاربة أولية يمكن أن نقول الآتي:

    1- كلما زادت الإمكانات التقنية والمادية بين أيدي الناس اتسعت مساحات الحركة أمامهم، وزادت الخيارات والبدائل مما يزيد الناس قوة إلى قوتهم. ويزيد مع كل هذا ابتلاء الله -تعالى- لهم.

    2- يكثر أهل الخير ويعظم تأثيرهم، ويكثر أهل الشر والباطل، ويعظم أيضًا تأثيرهم، وذلك بسبب كثرة الوسائل التي يمكن أن يستخدمها هؤلاء وهؤلاء. وبعض الناس لا يدرك هذا؛ فيتحدث عن الشر المستطير الذي يقلقه، ولا يتحدث عن الخير الذي يحيط به. وبعض الناس يفعل العكس.

    3- تنحسر الاجتهادات والرؤى السابقة وتقصر عن توفير التغطية الثقافية والتوجيهية، ويجد أهل العلم والفكر أنفسهم في حاجة ماسّة إلى التوصل إلى فتاوى واجتهادات ونظريات جديدة. وهذا يعني بداهة أن تكثر المسائل المثيرة للجدل.

    4- تضعف الرقابة الاجتماعية، وتتسع مساحات الخصوصيات، ويذوق الناس طعم الرفاهية، ويصبح لجم النفوس عن مشتهياتها أشق. وكل هذا من تصاعد الابتلاء مع تصاعد القدرة والمُكنة.

    5- تصبح إمكانات الحركة أكبر من إمكانات ضبطها، وتقييدها، كما تكبر الفجوة بين إمكانات الغش والتزوير وإمكانات كشفه وحصره.

    6- يظهر على نحو مفاجئ كل ما كان ملغيًا أو متجاهلاً أو مكبوتًا، ويأخذ ظهوره شكل الانفجار، وأحيانًا شكل تعويض ما فات، أو شكل الانتقام ممن تسبب في التهميش والإلغاء.

    7- حين يأخذ التقدم المادي هيئة الطفرة فإن الناس يعيدون ترتيب أولوياتهم من غير وعي منهم. ويكون ذلك -في الغالب- تعبيرًا عن الانحياز إلى المصلحة على حساب المبدأ.

    8- يحدث صراع مكشوف بين الثقافة بوصفها رمزًا لعالم المعنى وبين الحضارة بوصفها مطلبًا لراحة البدن. وكثيرًا ما تغلب الحضارة الثقافة، كما يبدّد الامتدادُ الاتجاه، والمكان الزمان.
    إذن كان هذا التشخيص صحيحًا، فما الذي يجب عمله؟

    9- لا ينبغي أبدًا الاستسلام لليأس والانسحاب من الساحة بسبب ما نرى من كثرة الشر والفساد، وعلينا أن نتأمل بعمق لنرى كثرة الخير بالمقارنة مع ما كان قبلُ، ولنرى أيضًا الإمكانات الكبرى لتكثيره ونشره. لقد كان أهل العلم قديمًا يغبطون العالم إذا اجتمع في حلقته مائة طالب يكتبون ما يقوله.
    واليوم صار في الإمكان أن يستمع للعالم الواحد مئات الملايين في وقت واحد، كما صار في الإمكان الاطلاع على كثير من الجهود الخيّرة التي تُبذل في سائر أنحاء العالم.

    10- الإسلام مجموعة من المبادئ والمثل والقيم، وهذه مجتمعة تتأبّى على الفرض والإلزام. إن القيم لا تُفرض، لكنها تجذب من خلال تجسّدها في سلوكات الأفذاذ والأخيار. وإن وعي الناس قد تقدم إلى درجة جعلهم لا يكترثون بالكلام المنمّق عن الفضائل والمحامد.
    وصار الإيحاء الذي تشعه الأوضاع الجيدة والسلوكات المستقيمة والراقية أعظم تأثيرًا في نفوس الشباب وعقولهم، وهذا يحمّلنا مسؤولية تمثّل القيم الإسلامية في حياتنا الشخصية والعامة، وإن كل واحد منا يستطيع -لو أراد- أن يقدم نموذجًا يقتدي به الناس في جانب من جوانب الحياة الفاضلة، أو مسلك من مسالك الطريق القويم.

    11- إذا لم يكن لك روح عصر كانت لك كل شروره. أن تكون فقيرًا بين فقراء أو جاهلاً بين جَهَلة أو فوضويًا بين فوضويين... فذاك أمر يظل محدود الأضرار. لكن أن يكون المرء جاهلاً بين علماء أو فقيرًا بين أغنياء أو فوضويًا بين منظمين.... فهذا يعني أن كل مشاكل أولئك ستُحلّ على حسابه.
    وهكذا فإن الضريبة التي سندفعها نتيجة عدم فهم روح العصر، ونتيجة عدم الاستجابة لتحدّياته ستكون مضاعفة أضعافًا كثيرة!

    12- لنقلّل من الشكوى قدر الاستطاعة، ففي زمان العولمة تقل فائدة الشكوى، ويقل وجود الذين يمكن أن نشكو إليهم، ولنعمل دائمًا على محاصرة الشر بالخير، والباطل بالحق، والهزيمة بالنصر. ولنكن ملء السمع والبصر.

    13- التقدم الحضاري يتيح الكثير من الفرص، فلنحاول اقتناصها والاستفادة منها. وأولو العزم من المؤمنين يتجاوزون ذلك إلى صناعة الفرص حيث تكشف الإرادة الصلبة والعزيمة الماضية عن الإمكان الحضاري المستتر تارة، وتصنعه تارة أخرى.
    د. عبد الكريم بكار


                  

01-13-2017, 01:40 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مقومات الشخصية القوية
    هل يولد بعض الناس أقوياء في الشخصية بينما يولد آخرون ضعفاء فيها؟ أم أن القوة والضعف هنا عاملان مكتسبان ؟
    لاشك ان هناك من يولد اقوي شخصية من غيره ، فكما يرث أحدنا الصفات الجسدية لآبائه وأمهاته كلون بشرته ، وتقاسيم وجهه ، كذلك فانه يرث صفاتهم النفسية بنسب معينة ولكن ذلك لا يعني ان من لم يرث قوة الشخصية من آبائه فانه لا يمكنه اكتسابها .
    فالصفات التي نرثها ليست كلها من النوع الذي لا يمكن تبديلها وتغييرها ، ولا من النوع الذي لا يمكن الإضافة عليها بشكل أو بآخر فظروف الحياة والتجارب التي يمر بها الإنسان وتصميمه وتحديه كلها تشكل عوامل تساعده الى زرع الصفات التي يرغب فيها في ذاته لتنو في شخصيته . وهذا يعني ضعفاء الشخصية يمكن ان يصبحوا بمرور الزمن أقوياء وفي ذات الوقت يمكن ان يولد أشخاص أقوياء في شخصياتهم من جهة الوراثة ولكنهم بفعل الظروف الاجتماعية والعائلية يفقدون قوة شخصياتهم .. ان النظر الى الواقع العملي يكشف عن أن الأكثرية من أقوياء الشخصية هم من الذين اكتسبوها من خلال الخطوات العملية التي مارسوها في حياتهم وأنهم كانوا يعانون من الضعف في فترات سابقة من حياتهم وهذا يعني ان كل إنسان يولد بحد أدني من قوة الشخصية ومن خلال التربية والإرادة والممارسات العلمية يكتسب قوة إضافية يضيفها الى رصيده الطبيعي منها . .. ان قوة الذات في جميع البشر تكمن في الالتزام بهدى الفطرة التي يولدون بها وهي تلك الطهارة الداخلية التي تولد الحقيقة ومنها تنبع القوة كلها ... ولا عجب فقد نرى رجلا فقيرا فاشلا في حياته قد تحول الى قوة كبرى تحدى بها اكبر إمبراطورية وانتصر عليها وها هو غاندى الذي حرر الهند من بريطانيا عندما كانت أكبر قوة استعمارية ، من غير اللجوء الى أي قوة ألا ما سماه قوة الحقيقة " . ان الحفاظ على الطهارة الداخلية النابعة من الفطرة والأيمان الصادق بالمبدأ والعمل المخلص من أجله تعطي الذات قوة عظمى لا يقتصر تأثيرها على الزمن المعاصر لها بل تتدفق الى الزمنية اللاحقة أيضا .
    اليس كل ذلك متوفرا للناس ؟
    حقا .. ان للصدق قوة كبرى وكذلك الأيمان والعدالة والحرية والأخلاق وكل من يلتزم بها ، ويعمل من أجلها تصبح له قوة في الذات الإنسانية وتأثيرا إيجابيا في الحياة بقدر ما يحمل من ذلك .. فمثلا الصدق هو الذي يعطي الحياة معنى غبر القوة التي يمد بها صاحبه وكذلك الأمر مع الأخلاق الفاضلة ، حيث ان لها سلطانا على النفوس حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يلتزمون بها .. فحتى الكذاب يحترم من يلتزم بالصدق وحتى الظالم لا يستطيع الا ان يحترم – على الأقل في أعماق نفسه .. من يرفع رايه العدالة في وجهه .. وفي هذا يكمن السر في عجز الطغاة عبر التاريخ عن القضاء على الأنبياء والرسل الصالحين .. ان في الروح ينبوعا من القوى الهائلة وكل من يقترب من هذا الينبوع ويرتشف منه يصبح لديه قوة يسميها البعض سحرية ولكنها هي قوة الروح الحاكمة على الحياة .. أليست الروح من أمر الله ؟ يقول تعالي : " يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي " قد يظن البعض ان لاذكاء أو العلم مهمان جدا من أجل كسب النجاح أو الأهمية في المجتمع ألا ان تجارب كل الناجحين تدل على أن قوة الشخصية تساهم في نجاح العمل اكثر بكثير مما يساهم به الذكاء مهما كان خارقا ..
    وقد يتساءل البعض ما هي الشخصية ؟
    الشخصية هي مجموعة ميزات الانسان الروحية والفكرية والجسدية وميوله ورغباته وتجاربه وتدريباته وطريقة حياته وهي تتأثر بالوراثة والبيئة والتربية ... ولا شك ان من افتقد جانبا من قوة الشخصية مثل الوراثة فانه يمكن تقويتها لديه من خلال جوانب أخرى كالتربية والتدريب وهذا يعني انه يمكننا بالتأكيد ان نجعل شخصياتنا اكثر صلابة وأكثر جاذبية ونسعي للحصول على أقصى ما نستطيعه من خلال هذه الجوهرة التي وهبها الله تعالي لنا ..
    المصدر : http://http://www.hayatnafs.comwww.hayatnafs.com
                  

01-13-2017, 01:48 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مـلائـكــة
    يُروى أن الملائكة حين أخبرهم ربُّهم بخلق آدم قالوا: ربنا، وما يكون حال الخليفة؟
    قال الله: تكون له ذرية يفسدون في الأرض، ويتحاسدون، ويقتل بعضُهم بعضًا. فاستغربوا وقالوا متسائلين: لم خلقته إذاً؟
    عندما عجزوا عما قدر عليه آدم من المعرفة والمَلَكات الخاصة والقدرة على فهم الأشياء الكونية وتسميتها، وأدركوا فضله بالإرادة اعترفوا وقالوا: (سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ).
    وسارعوا بالسجود لآدم عندما أمرهم الله بذلك.
    وكان هذا إيذانًا بتفضيل الأنبياء وصالحي البشر على الملائكة، ورسمًا للعلاقة القادمة القائمة على تولِّي الملائكة أمر الإنسان: الحفظ، المطر، الوحي، النبات، الحمل، الولادة، الموت، التسجيل والرقابة.

    الملائكة المخلوق الوفي للإنسان الرحيم به، يحبُّه ويحبُّ الخير له ويحفظه في يقظته ومنامه بإذن الله.
    وجودهم يوحي باللُّطف والرحمة، وأن وراء العالم المادي المحسوس عالمًا غيبيًّا آخر له شأن في التدبير والتصريف وفق إرادة الله.
    من الأنانية والغرور أن يختزل الإنسان العالم في محيطه الضيق.
    "الله" من علم الغيب، فمَن آمن بالله فما دونه أيسر.
    ثم عوالم هائلة غيبية، وفيها حشد وحراك ضخم، وأحداث وأنظمة يؤمن البشر جميعًا بقدرٍ منها يزيد أو ينقص.
    الملائكة مبرمجون حسب التكليف الإلهي، وليس من مهمتهم توليد المعرفة وتطويرها واستخدامها بالشكل الذي تميَّز به آدم؛ لأنهم خُلقوا من نور بحت، فهم مخلوقات واضحة غير معقَّدة، بخلاف الإنسان فهو الكائن المعقَّد المكوَّن من نقائض الطين والروح، والمزوَّد بالقدرات العقلية الخاصة.
    بهذا كان فضل العالم على العابد.
    ولذا استغربوا خلقه ابتداءً، وتحدَّثوا عما يعرفون من التسبيح والتنزيه والتقديس.
    وربما فُوجئوا بأكله من الشجرة، وكأنها كانت صدمة.

    بعض الصالحين قد لا يستوعب القَدَر، أو لا يستوعب الخطأ البشري من الآخرين؛ لأنه يعيش في عالم روحانيٍّ سامٍّ.
    قال سبحانه: (قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا).
    لو استقرت الملائكة في الأرض وسكنوها وشمُّوا ترابها وغبارها لاعتراهم ما يعتري آدم، واحتاجوا إلى الرسل من السماء لإصلاحهم وتهذيبهم وتأهيل روحانيتهم مرة أخرى.
    قصة هاروت وماروت وكيف فُتنوا بالمرأة- حسب الرواية الإسرائيلية المشهورة- تُوحي بذلك.
    جميع الشرائع أقرَّت بوجود الملائكة وأعمالهم، وسمَّت بعض مشاهيرهم، كجبريل وميكائيل وإسرافيل ومَلَك الموت، (ولم يثبت أن اسمه: عزرائيل) عليهم السلام.
    وفي القرآن أنهم ذوو أجنحة مثنى وثلاث ورُباع، لكن لا نعرف كُنْهها، وليست أجنحة مادية من الريش كأجنحة الطيور، ولو كانت كذلك لرآها الناس، ولكنها أجنحة من نور، وأصحابها خُلقوا من نور.
    جمال خلقتهم معلوم بالفطرة ولذا قالت النسوة حين رأين جمال يوسف: (مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)، وهو نقيض ما في الفِطر من استقباح خلقة الشياطين: (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ).

    المَلَك هو مَن نفخ الروح فينا حين كنا أجنَّة في بطون أمهاتنا، وهذا سبب كافٍ لحبِّهم والقرب منهم.
    يصحبون الإنسان ويقتربون منه حال الطاعة وحال المعصية، ويكتبون، ويحفظونه من الأعراض، حتى يأتي القدر فيخلون بينه وبينه: (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ)، ولذا قد يسلم الإنسان وهو مظنة العطب، وما قصة الطفل الذي نجا بعدما سقط تحت القطار، أو قصة الطفل الذي كان في أعلى نوافذ الفندق يذهب ويجيء ويلعب حتى اختطفته يد حانية فنجا، إلا نماذج للسالم المعزول بحفظ الله ولطفه.
    منهم الحَفَظة والكَتَبة: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ)، وهم يهتمون بلغة الإنسان وما ينطق: ( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ).
    حين تهم بالنطق وتستشعر أن مَلَكين على شِدْقيك، سيكون للكلمة قيمة وحساب.
    عن بلال بن الحارث المُزَني رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عَلَيْهِ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ" (أخرجه أحمد والترمذي)
    وكان علقمة بن وقَّاص اللَّيْثي يقول: كم من كلام قد مَنَعَنِيه حديثُ بلال بن الحارث.

    ليس اسم المَلَكين: الرَّقِيب والعَتِيد، بل هو وصفهما؛ أي: مراقبان حاضران لا يغيبان، ولا يغفلان، ومهيَّآن لتسجيل كل شيء.
    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: "إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً، فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالحَقِّ، وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالحَقِّ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللهِ فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ الأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ". ثُمَّ قَرَأَ: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ...) (أخرجه الترمذي والبيهقي)
    الإلهام الحسن يكون من المَلَك، ويساعد الإنسان في المواقف الصعبة.
    السَّكينة الرُّوحية وانشراح الصدر من المَلَك.
    الرُّؤيا الصالحة من المَلَك.
    الخواطر الإيجابية المشجِّعة على التفاؤل وتوقع الخير والنجاح والسعي في إسعاد الآخرين من المَلَك.
    الانفساح والانشراح والنور والمحبة والإيثار من لمَّة المَلَك.
    غرس الأمل بالشفاء والعافية عند المريض من المَلَك.
    مساندة الإنسان عند الصعاب من المَلَك، ومن أشدها حالة النزع والفراق: ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ).
    والملائكة هنا تخاطب بني آدم، لكن سمعها لا يكون بالأُذن الحسية، بل بيقظة الروح.
    تثبيت الإنسان: ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ).

    الملائكة تحب المؤمن: "إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ".
    وتبادر الملائكةُ الإنسان في بدايات الأشياء في أول عمره، وفي أول صحوه من النوم، وتقول له: افتح بخير. وتشجِّعه على ذكر الله في تقلباته من قيام وقعود ودخول وخروج وأكل وشرب وسفر..
    وتبادره عندما يخرج من منزله، ليكون مسعاه خيرًا، وتكون رايته بيد مَلَك.
    الملائكة تحب المتطهِّرين وأصحاب الألسنة العفيفة، وتنفر من النجاسات الحسِّية والمعنوية.
    وتحب السِّتر وتكره التعرِّي لغير حاجة، عن عليٍّ رضي الله عنه: «مَن كشف عورته أعرضَ عنه المَلَك» (أخرجه ابن أبي شيبة). ولهذا سعى الشيطان إلى ظهور سوءة آدم وحواء.
    تحب المتواضعين وتنفر من المتكبِّرين، وهيهات أن ينسى آدم وحواء أصلهما الترابي وهما حديثا عهد به.
    تنفر الملائكة من الصحبة الفاسدة وأصحاب النوايا الشِّرِّيرة.

    تكثر مشاهدتنا للملائكة في الأساطير والكتب والمواقع الغربية وتشبيهها بالإناث، ويعتاد رؤيتها الشباب في الدراما، وفي محركات البحث كـ(Google) وتبدو تصاوير متنوعة يزعم رساموها أنها تحكي صورة الملائكة، وهم غيب لا يملك الإنسان أن يتخيلهم على الحقيقة؛ لأن مخياله مطبوع على الأشياء المادية التي لم ير غيرها ، والقرآن يدحض هذه الصورة: ( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ).
    قليلًا ما أستشعر قرب الملائكة مني، ويحدث ذلك عندما أحس بالافتقار والخوف والضعف.
    هل أشعر في خلوتي بالحياء منهم كما أشعر لو أن صديقًا أو قريبًا فاجأني دون توقع؟
    للأسف: كلا.
    هل أشعر بالاحترام والتقدير لشعورهم تجاهي وعنايتهم بحاضري ومستقبلي؟ ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ).
    هل سعيتُ في توفير الجو المناسب لهم ليقتربوا مني؟
    عندما آوي إلى فراشي هل أندمج في أدعية وأذكار تجعل المَلَك يتقلَّب معي في فراشي ويلهمني الرُّؤيا الصالحة؟

    في السجن والخلوة يطول ابتهال الإنسان طلبًا لفرج، وتعبيرًا عن العجز، حتى يستشعر قرب الملائكة، وربما خطر في باله أنهم صفوف خلفه وهو في التراويح، أو همَّ أن يناشدهم مشاركته في الدعاء والتأمين عليه، وكيف لا وهم يؤمِّنون على دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب، ويقولون: «وَلَكَ بِمِثْلٍ؟» كما في (صحيح مسلم) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. وكيف لا وهم يستغفرون لمَن في الأرض؟
    كثيرون يتوهَّمون رؤية الجن والشياطين، ولكن من النادر أن يحدثك أحدٌ عن مشاهدة مَلَك.. لماذا؟
    رؤية الملائكة ممكنة، حيث لا حجاب ولا أبواب ولا جدران من الإسمنت أو الحديد أو الزجاج يمنعهم، ويقع بذلك التثبيت في حالة ضعف أو قلق، وليست مجالًا للادِّعاء والفخر، فمَن يراهم غالبًا لا يجد ما يدعو للحديث عن ذلك!
    وادِّعاء رؤية الملائكة أو وقوفهم مع فصيل معيَّن في معركةٍ ما أخبار تلتبس فيها الحقيقة بالوهم، وعلينا الوقوف فيها على الأخبار اليقينية فحسب.
    الخيال السلبي والتربية بالخوف وقصص الجن والعفاريت قبل النوم تطبع حياتنا في الطفولة وإلى الموت..

    وفي الخيال العلمي الحديث تطوَّرت قصص ما يسمونه بالعوالم الموازية، وهي كائنات مختلفة قريبة مما يؤمن به المؤمنون بالملائكة والجن والشياطين، حيث كل عالم له مداخل محدَّدة وضيقة، وكل عالم له معرفة بعوالم معينة، بينما عالم البشر في مربعات خاصة لا يرى البشر فيها إلا البشر أو الكائنات المشاهدة في عالمهم، ولا يستطيع أحد رؤية تلك العوالم إلا بتجاوز الصفائح المعنوية المخلوقة للتمييز بين تلك العوالم وعدم التداخل بينها.
    وعلى أية حال، ففكرة العوالم الموازية فيها شيء من الحق في إثبات أن الجن يروننا من حيث لا نراهم كما ذكر القرآن، وأننا لا نرى تلك العوالم الأخرى مع وجودها.. وربما عوالم لا نعرفها ( وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ).
    د. سلمان فهد العودة
                  

01-13-2017, 01:50 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    إشاعات السُّوء وموقف الإسلام منها
    إشاعات السُّوء عن شؤون الأمَّة وسَير أعمالها، وأهداف إصلاحاتها، ومقاصد رجالها، لا تقلُّ ضررًا في كِيان الأمَّة، وسلامة الوطن عن التجسُّس للعدوِّ على دخائلها، ومواطن قوَّتها وضعفها؛ فكلُّ ذلك خدمة للعدوِّ، وموالاة له، وقد خاطب الله المسلمين بقوله: (لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) [الممتحنة: 1].
    بل إنَّ موالاة العدوِّ في حال عُدوانه، وترويجَ ما ينفعه في مضرَّة الإسلام وأهله - تُخرج الموالين له عن تبعيَّتهم لأمَّتهم، وتُلحقهم بأُمَّة عدوِّهم، وفي ذلك يقول الله - عز وجل -: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) المائدة: 51.

    ترويج إشاعات السُّوء:
    ومِن أشدِّ ما يُوالي به المنافقون مَن يَكيد للأمَّة من أعدائها ترويجُ إشاعات السُّوء، والإصغاء إليها، وقد ورد في ذلك قول الله - عز وجل -: (لَئِنْ لَمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا)[الأحزاب: 60-61].
    وكان ممَّا كانوا يُرجفون به ما ذَكَره الله عنهم في قوله - عز وجل -: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)[الأحزاب: 12].

    ولهؤلاء المنافقين خلفاءُ في كلِّ عصر من عصور الإسلام، وفي كلِّ وطن من أوطانه، يُخذِّلون بين المؤمنين وينشرون الفتن ، ويُشيعون السُّوء عن برامجهم وخُططهم، وهذا مرض في القلوب، كما وصفه الله - عز وجل -، وعلى مَن يُصاب بهذا المرض أن يُعالِج نفْسَه قبل أن يُعالَج بأحكام الله.
    وفي هؤلاء أيضًا ورَدَ قول الله - سبحانه -: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ) [النساء: 83]، أي: أفشوه حيث لا يكون من المصلحة العامَّة إذاعته وإفشاؤه، وقد يكون ما يُذيعونه كذبًا، ومضِرًّا بالمصلحة، فيكون ذلك من الإثم المزدوج الذي طهَّر الله قلوب المؤمنين منه.
    واللائق بالمسلمين إذا سمعوا قالَةَ السُّوء أن يكونوا كما أراد الله للمسلمين في قوله - عز وجل -: (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) [النور: 12]، إلى أن قال - سبحانه -: (وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَّتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)[النور: 15-16].

    ولمَّا عاد المسلمون من غزوة أُحُد، كان فيهم مَن اختلفوا في الحُكم على المنافقين والمُرجِفين؛ فقال فريق للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: اقتلهم، وقال فريق: لا تقتلهم، فنزل في ذلك قولُ الله - عز وجل -: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا) [النساء: 88]، وفي ذلك ورد الحديث النبويُّ: (إنَّها طَيْبَةُ (أي المدينة)؛ تَنفي خبثَها كما تَنفي النارُ خبَثَ الحديد).
    وأوَّل فتنة في الإسلام - وهي الجُرأة على خليفة رسول الله وصِهره عثمانَ - كان منشؤها إشاعاتِ السُّوءِ الكاذبةَ، وتضليلَ البُسطاء وضِعافِ الأحلام، فجرَّ ذلك على الأُمَّة من الضرر ما لم تتوصَّل إلى مثله الدولُ المعادية بما لديها من جحافلَ وقوَّات حربيَّة!
    وفي اللَّيلة الأخيرة قبل نُشوب حرب الجَمَل، توصَّل أصحاب رسول الله من الفريقين إلى التفاهُم على ما يُرضي اللهَ - عز وجل -، من إقامة الحدود الشرعيَّة على مَن يثبُت عليه أنَّ له يدًا في مصرع أمير المؤمنين عثمان، وبات أبناءُ كلِّ فريق في معسكر الفريق الآخَر بأنعمِ ليلة وأسعدها، وأرضاها لله، فما كان من القَتَلة ومَن يتبعهم من قبائلهم إلَّا أن أَنشبوا القتال في الصَّباح الباكر، وأشاعوا في كلِّ معسكر من المعسكرين بأنَّ المعسكر الثاني هو المهاجِمُ له على خلاف ما اتَّفقوا عليه بالأمس، وبذلك كانت الإشاعات بين الطرفين أفتْكَ بهما، وأضرَّ على الإسلام من أسلحة البُغاة الفاتكة.

    أيُّها المسلمون: إنَّ إشاعات السُّوء سلاح العدوِّ، والذي يُصغي إليها يُمَكِّن العدوَّ من الفتك بالأمَّة والوطن، وتَحسبونه هيِّنًا وهو عند الله عظيم؛ فاعملوا في ذلك بهداية الله - عز وجل - وإرشاده حين يقول: (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)[النور: 16].
    وعلى وُلاة الأمر أن يتصرَّفوا فيمَن يثبت عليهم ذلك؛ وَفقًا لحُكم الله - تعالى -حين يقول لنبيِّه: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ ..... ) [الأحزاب: 60-61].
    إنَّ الأمَّة تجتاز اليومَ مرحلةً من أدقِّ مراحلها في تاريخ نِضالها العنيف، هي مرحلة تقرير المصير، وهذه المرحلة بما لها من الخطر والأثر في مستقبل الأمَّة وحاضرها تَقتضي منَّا أن نتيقَّظَ لكلِّ ما يُراد بنا، سواء من العدوِّ الغاصب، أو من أعوانه، وأن نُحذِّر دُعاة الفتنة، والذين يعملون على إشاعتها بين طبقات الأمَّة، ولنعلم أنَّ هؤلاء وأولئك يستهدفون غرَضًا واحدًا، ويعملون لغاية واحدة، هي تمزيق الشَّمل، وتشتيت الجَمْع، وتفريق الكلمة، وإشاعة الكراهية بين أبناء الأمة ، وإلقاء العداوة بين المؤتمِّين والمأموم، وهم بهذا يعملون للفتنة ومن أجْلها، فإذا ما تحقَّقت غايتهم، فإنَّ الفتنة لا تُصيبهم وحْدَهم، ولا تصيب طائفةً دون أخرى، وإنَّما تصيب الأمَّة بأَسْرِها، وقد حذَّرنا الله - تعالى -منهم، ومِن فِتنتهم، فقال جلَّ شأنُه: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) [الأنفال: 25].

    واتِّقاء الفتنة يكون بدفْعها وإدحاضها، وإنزال العقوبة الرادعة على كلِّ مَن يثبت عليه أنَّه كان سببًا فيها، أو في عنصر من عناصرها..........

    ومن هنا نرى أنَّه لا سبيلَ إلى الهوادة أو المهادنة في إقامة الحدِّ على هذه الجريمة النَّكراء؛ جريمةِ إحداث الفِتنة بين الصُّفوف؛ مناصرةً لعدوِّ البلاد الأكبر، وهو المستعمِر الغاصب.
    فلنتقِّ الله في أمَّتنا ووطنا، وتقوى الله تَدفَعُ كلَّ شيء، وتَحُول دون أيِّ مكروه، والله يُوفِّقنا، ويُسدِّد خُطانا إلى ما فيه النَّجاح والإرشاد.
    الأستاذ / محمد الخضر الحسين
                  

01-13-2017, 11:42 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    إذا مرَّ القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة، وإذا سمعت تاجراً يحرّج على بضاعته وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة، فكل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ، أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح.

    إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة، أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها.
    وفي الناس أناس فارغون مفلسون أصفار رسبوا في مدرسة الحياة، وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج فاشتغلوا بتشويه أعمال الناجحين، فهم كالطفل الأرعن الذي أتى إلى لوحة رسّام هائمة بالحسن، ناطقة بالجمال فشطب محاسنها وأذهب روعتها.

    وهؤلاء الأغبياء الكسالى التافهون مشاريعهم كلام، وحججهم صراخ، وأدلتهم هذيان لا تستطيع أن تطلق على أحدهم لقباً مميّزاً ولا وصفاً جميلاً، فليس بأديب ولا خطيب ولا كاتب ولا مهندس ولا تاجر ولا يُذكر مع الموظفين الرواد، ولا مع العلماء الأفذاذ، ولا مع الصالحين الأبرار، ولا مع الكرماء الأجواد، بل هو صفر على يسار الرقم، يعيش بلا هدف، ويمضي بلا تخطيط، ويسير بلا همة، ليس له أعمال تُنقد، فهو جالس على الأرض والجالس على الأرض لا يسقط، لا يُمدح بشيء، لأنه خال من الفضائل، ولا يُسب لأنه ليس له حسّاد.

    وفي كتب الأدب أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه: يا أبي أنا لا يمدحني أحد ولا يسبني أحد مثل فلان فما السبب؟ فقال أبوه: لأنك ثور في مسلاخ إنسان، إن الفارغ البليد يجد لذة في تحطيم أعمال الناس ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرّواد، لأنه عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميش إبداعهم، ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمساً في إتقان عمله وتجويد إنتاجه ليس عنده وقت لتشريح جثث الآخرين ولا بعثرة قبورهم، فهو منهمك في بناء مجده ونسج ثياب فضله، إن النخلة باسقة الطول دائمة الخضرة حلوة الطلع كثيرة المنافع، ولهذا إذا رماها سفيه بحجر عادت عليه تمراً، أما الحنظلة فإنها عقيمة الثمر، مشؤومة الطلع، مرة الطعم، لا منظر بهيجاً ولا ثمر نضيجاً.

    إن السيف يقص العظام وهو صامت، والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف، إن علينا أن نصلح أنفسنا ونتقن أعمالنا، وليس علينا حساب الناس والرقابة على أفكارهم والحكم على ضمائرهم، الله يحاسبهم والله وحده يعلم سرّهم وعلانيتهم، ولو كنا راشدين بدرجة كافية لما أصبح عندنا فراغ في الوقت نذهبه في كسر عظام الناس ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم، التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث عن الجرح، أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن توافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوّله عسلاً فيه شفاء للناس، إن الخيول المضمرة عند السباق لا تنصت لأصوات الجمهور، لأنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها، اعمل واجتهد وأتقن ولا تصغ لمثبط أو حاسد أو فارغ ، هبطت بعوضة على نخلة، فلما أرادت أن تطير قالت للنخلة: تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير، فقالت النخلة للبعوضة: والله ما شعرت بك يوم وقعت فكيف أشعر بك إذا طرتِ؟!

    تدخل الشاحنات الكبرى عليها الحديد والجسور وقد كتبوا عليها عبارة: خطر ممنوع الاقتراب، فتبتعد التكاسي والسياكل ولسان حالها ينادي: (لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، الأسد لا يأكل الميتة، والنمر لا يهجم على المرأة لعزة النفس وكمال الهمة، أما الصراصير والجعلان فعملها في القمامة وإبداعها في الزبالة.
    د. عائض القرني
                  

01-13-2017, 11:58 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    بسط حياتك
    آخر ما قرأت من الكتب كتاب (بسط حياتك) للمؤلف فرنرتيكي كوستنمخر بروفسور دكتور لوثر زايفرت، وهو كتاب عجيب يصل إلى أعماق النفس بقوة، وملخص رسالته أن عليك أن تتخلص من الحياة المعقدة وتبدأ حياتك السهلة البسيطة بلا كلفة ولا مشقة وأقربها جيبك فتبدأ بتنظيفه من الأوراق الزائدة والفواتير التالفة، ثم تأتي إلى مكتبك فتقوم بعملية ترتيب وتنظيم من جديد فتتخلّص من الأجهزة المعدومة والصكوك القديمة والعقود المنتهية والملفات المحفوظة من عهد عادٍ وثمود وتعود إلى بيتك فتتخلّص من الأثاث القديم المركون تحت الدرج وجنبات الأسياب وتعطيه الفقراء الذين يفترشون الغبراء ويلتحفون السماء.
    وتخفف من الأثاث الفخم الذي أشغلت به نفسك وأهلك وضيوفك وتضع كل شيء في محلّه وتخفف من التحف والصور والبراويز والمزهريات والهدايا والخرائط وشجر الأنساب الذي يلحقك بحمير ومضر الحمراء ومعد بن عدنان، ثم تعود إلى معدتك فتحاول أن تحجمّها ما استطعت ولا تهدد بها عباد الله عند السلام والعناق والضم والاحتضان بقلّة الأكل وترتيب الوجبات وتناول الفواكه والخضروات، ثم تمر على طريقك بجسمك المرهّل فتشدّه بالرياضة والمشي؛ لتعيش الحياة في أبهى صورها، ثم تنظّم علاقاتك الاجتماعية فلا تفتح ديوان الصداقة على مصراعيه وكلما لقيت شخصاً ولو كان ثقيلاً بارداً سامجاً مهبولاً مخبولاً اتخذته صديقاً وطلبت التواصل به لتضيف لحياتك هماً إلى هم وغماً إلى غم؛ فمن أكثر من الأصدقاء فقد أكثر من الغرماء.

    ثم تنتهي من الفوضى الاجتماعية التي نعيشها وهي حضور كل مناسبة وحفل وعزاء وزواج وعقيقة وتميمة ،وحضور الدوريات والاجتماعات التي لا تنتهي والتي تثمر الضغط والسكري والجلطة ونزيف الدماء والشلل النصفي مع ضياع الوقت طبعاً والعقل والصحة والمال والراحة، إن فكرة كتاب (بسط حياتك) هي حلٌ لمشكلاتنا الاجتماعية ويا له من كاتب بسّط لك الحياة وعرض لك الفكرة في أعذب أسلوب وأجمل طريقة وكنت قبل سنة كتبتُ كتاب (خارطة الطريق) وجئتُ ببعض هذه الأفكار وظننت أنني اكتشفت النظرية النسبيّة وإذا بالرجل يأتي بهذه الأفكار ويضرب الأمثلة ويذكر الشخصيات اللامعة المرموقة في التاريخ التي عاشت الحياة ببساطة، وأقول لك: كلما ترفّه الجسم تعقّدت الروح، حتى إن الكاتب يدخل معك في دولاب ملابسك ويقول: ما الداعي لتجميع عشرات البدلات والفنايل والقبّعات والأحذية؟ ولماذا تجمع لباس الصيف والشتاء والخريف والربيع مرةً واحدة وصاحب الثوب أسعد بالحياة من صاحب الثوبين؟ ونحن نظن أننا إذا أكثرنا من الملابس والكنبات والأحذية والغتر والتحف أننا سوف نسعد أنفسنا ونبهج خواطرنا، والصحيح أننا نعقّد حياتنا وندخل الهم والغم على أرواحنا وقد اكتشف الصديق العزيز أبو الطيب المتنبي هذه النظرية فقال:
    ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته ما قاته وفضول العيش أشغالُ

    والشاهد: (وفضول العيش أشغالُ) فكل زائد على حاجتك همٌ وغمٌ ونكد وقبل عشر سنوات رأيت الرئيس الأمريكي السابق بوش الأب العجوز العاقل المحنّك وقد سافر إلى جزيرة بشرق آسيا ومعه حقيبة ملابسه يحملها على كتفه يقول المعلّق: هذا كل ما لديه في هذا السفر، وهذا دليل على أن هذا الداهية الدهياء الذي حكم الولايات المتحدة الأمريكية بل قاد العالم قد اكتشف الحياة وعرف كيف يعيش، لكن المصيبة عند الذين لم يكتشفوا الحياة المادية والمدنية والرقي الحضاري الدنيوي ثم دخلوا في هذا العالم فجأة.
    مشكلتنا أننا دخلنا في التمدّن فجأة ودخلنا في التحضر بغتة كالجائع المهبول الذي أشرف على الموت ثم أُدخل على مأدبة فيها كل ما لذّ وطاب فأخذ يأكل باليمين والشمال، نحن بحاجة ماسة إلى ترميم حياتنا من جديد كما اكتشف صاحب كتاب (بسّط حياتك) وقد قرأتُ بشغف وهزّني بأفكاره الرائعة وإقناعه الباهر وأسلوبه المحبب للنفس حتى أنه يقترح دورات تدريبيّة لتبسيط الحياة وليت عندنا مادة تُدرّس بعنوان (الحياة البسيطة) ولقد عدتُ إلى مكتبتي فوجدتُ أن أوراقاً كثيرة وملفات وخطابات شكر قديمة لا داعي لبقائها فقد أصبحت بلا قيمة وإنما تأخذ حيّزاً في المكان والذاكرة والنفس ومثل ذلك قل: عن دولاب الملابس والمكتب والمجلس.

    وأشرف وأكرم ولد آدم هو رسولنا صلى الله عليه وسلم كان بسيطاً في حياته وبيته وكلامه ولباسه حتى نهانا عن التكلف والتعمق والتشدّق وقال له ربه: (ونيسرك لليسرى)، وقال هو: «يسروا ولا تعسروا»، «وإن الدين يسر»، ولهذا انظر كيف اكتشف أساطين الغرب الحياة البسيطة وكنتُ قبل سنة أتعالج في باريس وبينما نتناول طعام الغداء في أحد المطاعم وإذا بصاحبي المترجم المصري يشير إلى رجل جالس قريباً منا على طاولة أخرى وإذا هو الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك يتناول الغداء مع صاحبه بلا مرافقين ولا خدم ولا حشم ولا حراسة بل ببساطة وهدوء مع العلم أنه كان يحكم دولةً كبرى نووية تعطّل متى شاءت قرار مجلس الأمن وكانت تحكم ثلث الكرة الأرضيّة.

    بينما تجد عندنا من تعقيد الحياة والتكلّف في المعيشة وفي الطرق الاجتماعية ما يفوق الوصف لأننا لم ندخل في الحضارة المادية الدنيويّة كما دخلوا، والحضارة ترقق الطباع وتهدئ النفوس وتلطّف المشاعر ولهذا انظر لكثير من الفقراء عندنا إذا ملك أحدهم مالاً فجأة بنى عمارة من خمسة طوابق وليس معه إلا امرأته العجوز لكن منها أنه يشخص بالعمارة ويغيظ الحسّاد ويرضي الأنساب ويدحر العدو ويرفع رؤوس القبيلة إلى آخر تلك المعتقدات، فيا إخوتي الكرام تعالوا لحياةٍ بسيطة سهلة ميسّرة فالعمر قصير والزمن يطوينا طياً والوقت ليس بأيدينا والمال ليس معنا دائماً والظروف قد تكون ضدنا ونحن في رحلة استجمام في هذه الحياة وقريباً سوف نغادر فقد حُجزت المقاعد وأُعلن موعد الإقلاع واقترب الوعد الحق ويكفيك ما تراه في آبائك وأجدادك من كثرة توديع الأحياء، فهيا نخفف على أنفسنا من التعقيد والتشديد والتكلّف والتشخيص ويسروا ولا تعسروا والله معكم.
    د. عائض القرني
                  

01-14-2017, 02:38 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أمير الركب
    من الأقوال المأثورة عن العرب (الضعيف أمير الركب) ومنها كذلك: (سيروا بسير أضعفكم)، ومعناهما واحد، إلاّ أن الأول أبلغ؛ إذ يشير إلى أن الناس حين يكونون في سفر، فإن عليهم أن يسيروا بسير صاحب الدابة الضعيفة، وكأنهم يأتمرون بأمره، وذلك من أجل الحفاظ على وحدة الركب وتضامن المسافرين، وهذا القول الموجَز البليغ يصلح لأن يكون نبراساً ومرشداً في ترتيب أوضاعنا الاقتصادية، ولاسيما في هذه الأيام التي نجد فيها سباقات يومية محمومة لتسجيل أرقام قياسية في الكثير من مظاهر الحياة، وإن هناك من بذلوا الكثير من الأموال، كما أن هناك من خاطروا بأنفسهم من أجل الدخول في موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية!

    إن العولمة هي حركة استثمار الأقوياء في الضعفاء، وبما أننا نعيش في عصر العولمة، فإن كل الأنظار مشدودة إلى ما يفعله الأقوياء، وإلى ما يؤسس للقوة والجبروت والتسلط؛ فقد أصبح القوي هو أمير الركب، وصار على الضعيف أن يتخلص من ضعفه، أو يتحمل قدراً هائلاً من المعاناة.

    ولعلي أقدم في هذه القضية الملاحظات الآتية:
    1- إن الله - تعالى - أرسل الرسل، وأنزل الكتب لهداية الخلق، وإشاعة معنيين مهمين، هما الرحمة والعدل، ولهذا فإنه يمكن للمنجزات الحضارية أن تستمر طويلاً إذا قامت على هذين المعنيين العظيمين، وإن حلول القوة في موضع الرحمة، والظلم في موضع العدل من أشد ما يعجِّل بحصول التدهور، والدخول في نفق الانحطاط.

    2- حين نركِّز على إبراز ثروات (المليارديرات) والأبراج الشاهقة والمصانع العملاقة، فإننا نولِّد مشاعر ومفاهيم زائفة حول التقدم والتحضر، مع أنني أسلِّم بأن لهذه الأشياء دلالاتها الخاصة المعبرة عن التحرك العمراني والصناعي، لكن الدفع بالإنجازات الكبرى إلى سطح الوعي يخفي تحته شيئاً سيئاً للغاية، هو إسدال الستار على الكثير من أشكال البؤس الإنساني؛ بسبب فقد العدالة، وتكافؤ الفرص، واختلال خطط التنمية، وتدهور التعليم...

    ومن هنا فإن المقياس الحقيقي للتحضر والتمدن هو ما نحرزه من نجاح على صعيد تحجيم مؤشرات الضعف في الأمة، وهي كثيرة، من أهمها:
    الجهل، والفقر، والمرض، والظلم والاستبداد، والإحباط، والانحراف السلوكي، والانكفاء على الذات.. إن علينا ألاّ نتحدث عن أعداد العاملين في المصانع، وإنما عن التقدم في تقليل الباطلين عن العمل، وألاّ نتحدث عن أعداد الذين حصلوا على جائزة نوبل، وإنما عما تمّ إنجازه على صعيد محو الأمية، وألاّ نتحدث عن عدد الأبراج في مدننا الكبرى، وإنما عن عدد الذين نقلناهم من (مدن الصفيح) لينعموا بحياة كريمة ومطمئنة..

    حين نفعل هذا فإن الضعيف يكون فعلاً هو أميرَ الركب.

    3- من الأمور البالغة السوء أن يكون (20%) من المجتمع قادرين على شراء كل شيء، وأن يكون (70% ) منه غير قادرين على الحصول على الضروريات! إن هذه الوضعية تُشيع العديد من ألوان الفساد في حياتنا الاجتماعية؛ إذ يصبح من المألوف أن ينحرف كثير من الناس بسبب الترف، وينحرف كثيرون آخرون بسبب الفقر والحاجة!

    ومع أن من المهم الإبقاء على حرية الكسب، وعلى أن يقطف المرء ثمار جهده، إلاّ أن من المهم جداً أن يكون لدينا نظم صارمة وواضحة تساعد على تقليل الفوارق الطبقية، وإن غياب تلك النظم أدّى إلى أن نجد في المدينة الواحدة مَن دخلُه ثلاثون ألف دولار، ومن دخلُه ثلاثمائة دولار، فكيف يمكن لأولئك وهؤلاء أن يشكِّلوا معاً مجتمعاً متلاحماً متراحماً، يحصل على فرص واحدة، ويسعى إلى تحقيق أهداف موحدة؟ إن اليابان تقدِّم نموذجاً في هذا الشأن؛ إذ إن الفارق بين مرتَّبات المدراء والعاملين في الشركة الواحدة هو في حدود تسعة أضعاف، أي أقل من (10%) من الفوارق الموجودة في كثير من شركاتنا ومؤسساتنا!

    أعتقد أن إصلاح هذا الخلل وإنعاش أوضاع الفئات الأشد بؤساً يتطلب عدداً من الإجراءات الصارمة:
    أ - تحديد حدٍ أدنى للأجور حتى لا يستغلَّ الغنيُّ الفقير.
    ب - تحديد حدٍ أعلى لرواتب كبار الموظفين وتحديد حجم المكافآت التي تمنحهم إياها مؤسساتهم وشركاتهم.
    ج - التشديد على أهمية إفصاح كبار الموظفين عن حجم ثرواتهم عند التعيين، وإلزام كل من يريد شراء منزل أو سيارة أو أي شيء آخر قيِّم بالإفصاح عن مصادر المال الذي يريد دفعه لذلك.
    د - تنشيط العمل التطوعي والخيري من أجل مساعدة العناصر التي تعيش في ظروف صعبة وقاهرة؛ فالعمل الخيري يشكِّل دائماً استدراكاً على قصور النُّظُم، كما يشكل كرَّة أخرى على طريق العدالة الاجتماعية.

    إن جعل الضعيف أميراً للركب قادر على تغيير حياتنا المدنية، وإضفاء مسحة جديدة على علاقاتنا الاجتماعية، وعلى رؤيتنا لمفهوم التضامن الوطني.
    د. عبد الكريم بكار
                  

01-14-2017, 01:25 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

01-14-2017, 01:54 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    غـفرانك ربنا ما أعظمك
    27/12/2012
    عادل محماس الرقاص
    غريبةٌ تلك الحياة !! تدخلها صغيراً طاهراً نقياً من الذنوب , وتخرج منها وقد أثقلت كاهلك الذنوب ، الرب فيها بنعمته رباك ، ومن فيض جوده أطعمك وسقاك , مِن عُريٍ سَتركَ وكساك , وبِعينيهِ الرحِيمتَين رَعاك .
    من زادِه أكلتَ وشَرِبت , وعلى أرضه نَشَأت ، وتحت سمائِه درجت .

    نِعمُهُ عليك كثيرة ...ظاهرةً وباطنه.... {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }.
    في كل لحظةٍ له عليك امتِنان , وعن كل نَسمةٍ يستحق الشُكران , وأنت عن هذا كله قد غفلت .

    تتظاهر بالغِنى عنهُ وهو الغني عنك ، وتُجاهِرهُ بالعصيان فيسترك , وتتطاول على محارمه فيمهلك .

    تزداد عنه بعداً وهو دوماً منك قريب ، فسبحانه حين قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }.
    فسبحانك ربنا ، ما أحلمك!.
    استغفر الله من ذنـب يُؤَرقُنـِــي ......... ويطرُدُ النوم عن عيني ويحزِنُني

    استغفر الله كيف الرب أعصِيه ......... ونِعمةٌ منه في الإكرام تغــــمرني

    كلنا يذنب ..... ولكن!!!

    هناك فرق بين من يذنب فتراه بعد الذنب خائفاً وجِلاً , وبين ذلك الذي يذنب الذنب ولا يبالي , وربما ذُكر بأن هذا الذنب عصيان لله عز وجل , فإذا به يجعل الله أهون الناظرين إليه والعياذ بالله .

    أخي في الله : قبل أن تفكر في الذنب فكر من هذا العظيم الكبير الجليل الذي تتجرأ عليه وتَتَقَحَمُ حماه ، وتبارزه بالذنوب والخطايا، فكأنك أخي لم تسمع قول الجبار سبحانه: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.

    تأمل في حجم السماوات والأرض الآن , وكيف سيكون حجمها وهي بيد الرحمن ,... فأين حجمك أنت حينها .

    إياك ...إياك أخي في الله : أن تحقر شيئا من الذنوب وإن بدت لك أنها صغيرة، فإنها في حق الله جل وعلا كبيرة, فبقدر ما يصغر الذنب عندك... يعظم عند الله , وبقدر ما يعظم عندك , فإنه يصغر عند الله . فإياكم ومحقرات الذنوب فإن الصغير منها يدعو للكبير.

    يقول ابن مسعود : إن المؤمن يرى ذنبه كجبل يخاف أن يقع عليه , وإن المنافق يرى ذنبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا .. أي أبعده بيده .
    فمن أي الفريقين ترى نفسك عند ارتكابك للذنوب ؟!!.

    أخي في الله :

    إن كنت في دنياك قد أسرفت , وعن ربك قد ابتعدت , فتدارك نفسك مادام في العمر بقية ،
    وابشر برب رحيم كريم حليم .
    يقول الله تعالى {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

    انظر إلى كرم الله ولطفه بك حتى وأنت مسرف على نفسك , لقد وعدك بغفران الذنوب كلها ولم يقل بعضها .

    فماذا عساك تنتظر بعد ذلك , وما الذي عن طلب مغفرته يؤخرك . أقبل على الله ولا تتردد.
    وأعقب كل معصية توبة , وكل خطيئة استغفارا ، وأبشر بكل خير.
    فلا أحلم ولا أرحم من الله .

    فهو الذي يأمر ملك السيئات حين تعصيه أن يمهلك ساعات قبل أن يكتبها عليك , رغبة منه أن تتوب منها.
    إن أصبت حسنة حط عنك بها من السيئات ،وضاعفها لك عشرات المرات .
    حتى وإن تماديت في ذنبك ، يظل الرب الرحيم يناديك ، وفي الكثير من آياته يدعوك .

    يقول لك الله جل وعلا في الحديث القدسي : (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة).

    عبد الله : لا تستكبر على الكبير وأنت الصغير ، ولا تستغن عن الغني وأنت الفقير.
    وأعلم انك لو مكثت سنوات طوالا في عصيانه , ثم أتيته يوما صادقا ترجو القبول , فسيفتح لك الأبواب , ويقول لك سبحانه : ( عبدي أطعتنا فقربناك , وعصيتنا فأمهلناك , وإن عدت إلينا قبلناك )
    فسبحانك يا ربي ما أعظمك ............. سبحانك يا ربي ما أحلمك.

    يقول صلى الله عليه وسلم: (أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ..... ثُمَّ عَادَ ، فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ،... ثُمَّ عَادَ ، فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ , قد غفرت لعبدي فليفعل ماشاء ).
    وقوله فليفعل ما شاء أي مادام أنه على هذه الحال يستغفر عن كل ذنب يقع منه.
    اللهم إنك تعلم أنا نحبك وإن كنا نعصيك , فاغفر لنا يا الله
                  

01-14-2017, 02:10 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    من مظاهر أزمة الأخلاق
    03/01/2013
    إسلام ويب


    إن الأخلاق الحسنة هي أعظم ما تعتز به الأمم وتمتاز عن غيرها ، والأخلاق تعكس ثقافة الأمة وحضارتها ، وبقدر ما تعلو أخلاق الأمة تعلو حضارتها وتلفت الأنظار لها ويتحير أعداؤها فيها ، وبقدر ما تنحط أخلاقها وتضيع قيمها تنحط حضارتها وتذهب هيبتها بين الأمم ، وكم سادت أمة ولو كانت كافرة وعلت على غيرها بتمسكها بمحاسن الأخلاق كالعدل وحفظ الحقوق وغيره ، وكم ذلت أمة ولو كانت مسلمة وضاعت وقهرت بتضييعها لتلكم الأخلاق.

    يقول شوقي رحمه الله:

    إنما الأمم الأخلاق ما بقيت **** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

    وبقدر بُعد مجتمع من المجتمعات أو أمة من الأمم عن محاسن الأخلاق ، واتصاف أبنائها بالأخلاق السيئة الرديئة يكون الضنك والشقاء، بما يعني أن هذا المجتمع يعاني أزمة أخلاقية ربما تؤدي إلى انهياره.
    وفي هذا المقال نبين بعض مظاهر أزمة الأخلاق راجين من وراء التنبيه عليها إلى تجنبها والعمل على علاجها.

    ومن أهم هذه المظاهر:

    النفاق الاجتماعي
    فبعض الناس يحسن اللعب على كل الحبال فتراه يأتي كل قوم أو مجموعة بما يحبون ولو كان ذلك مخالفا لما اتى به الآخرين بل لو كان مخالفا لمبادئه هو وقناعاته، فهو مع الجميع وإن كانوا متضادين لكن يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه آخر ، نعم.. لقد وصفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذي الوجهين، وأخبر أنه من شرار الخلق؛ لعظم جرمه وفساد طويته وخبث محاولاته وبشاعة مواقفه وفساد صنيعه، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تجدون من شرار الناس ذا الوجهين يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه".

    إن ذا الوجهين يجمع بمحاولاته بين مجموعة من المحرمات يرتكبها عمداً ومع سبق الإصرار تدفعه إلى ذلك نفسيته المريضة فتحمله على الكذب"وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار". وتحمله تلك النفس الخبيثة على النميمة، واليمين الفاجرة واللعن والغيبة وكل ذلك جالب سخط الله عليه ووسائل هلكةٍ تعرضه للوعيد الشديد, قال سبحانه: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ*هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ*مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ}(10-12) سورة القلم.

    المتكبرون المتفيهقون

    ومن مظاهر أزمة الأخلاق عند بعض الناس حالة الكبر التي تسيطر عليهم، فيتعالون على خلق الله ويظنون أنهم أعلى من الناس وأفضل منهم، إنهم المتفيهقون الذين وصفهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببعض صفاتهم حين سئل عنهم بأنهم المتكبرون؛ إذ من أبرز صفات المتكبر التعاظم في كلامه، والارتفاع على الناس في الحديث، وإذا كان مثقفاً فإنه يحاول التحدث بالغريب من الكلام إظهاراً لفضله، كما يحلو له! وازدراءً لغيره، تلك علة خلقية تشعر بضعف نفسية المتفيهق، ولذلك يكون بعيداً في الدنيا عن قلوب الناس، معزولاً عن خيارهم، مقروناً في الآخرة بمن أبغضهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا, وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون" قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: "المتكبرون".

    إنهم يعيشون أزمة حقيقة سببها ضعف نفوسهم ومرض قلوبهم، إذ لو كانوا يعلمون ويفقهون لتواضعوا ولرفعهم الله بذلك التواضع عنده وعند خلقه:

    تواضع تكن كالنجم لاح لناظر **** على صفحات الماء وهو رفيع
    ولا تك كالدخـان يعـلـو بنفسـه **** على طبقات الجو وهـو وضيع

    القنوات الفضائية والرويبضة

    وإن مما أصاب الأمة في صميم أخلاقها انتشار القنوات الفضائية، وغزوها بيوت المسلمين، واستخدام هذه القنوات من قبل بعض الناس استخداماً مُخلاً بالإيمان، مخلاً بالشرف والمروءة والأخلاق وليته اقتصر في ذلك على نفسه بل جعل أولاده - ذكرهم وأنثاهم - في غياهب الظلمة، وأفسد عليهم أخلاقهم ودينهم بترك الحبل على الغارب تعاوناً منه مع أعداء الإسلام في إفساد الأمة من حيث يشعر أو لا يشعر، فصارت الأسرة بهذا الشكل تشاهد ما هب ودب في هذه القنوات إذ لم تشعر أن عليها رقيب فأثيرت الشهوات، وفسدت المروءات، وانتشر التبرج والسفور، والتشبه بالكفار والكافرات وبدأنا نرى صوراً غريبة في بعض بقاع العالم الإسلامي لمن هن من المسلمات، متبرجات كاسيات عاريات، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول عن مثل هؤلاء: "العنوهن فإنهن ملعونات".

    ولقد رأينا شباباً من المسلمين يتسكعون في الطرقات، قد أثارتهم مثل هذه الصور الخليعات، فآذوا عباد الله في بناتهم وأخواتهم المؤمنات، كل ذلك هو من نتائج مشاهدة الأفلام والمسلسلات الخليعة التي انتشرت في بلاد المسلمين فتميعت أخلاق كثير من الشباب ، بل وصل الأمر إلى مواقعة الفواحش من زنا ولواط وغيره نسأل الله لنا ولهم الهداية والعافية..

    ولا شك أن الإسلام يحرم الزنا، ويجعله من الفواحش والكبائر، ومن أجل خطورة هذا الموقف فقد حرم الإسلام المقدمات التي تؤدي إلى ذلك ومنها إطلاق البصر إلى الحرام قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ }(30) سورة النــور, وقال بعد هذا: {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}(30) سورة النــور, وهنا دليل على أن عدم غض البصر يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة، وقد قال -تعالى- محذراً من البصر الخائن: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}(19) سورة غافر. وليس البصر وحده مقدمة للحرام، فهناك أيضاً السمع والقلب، {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء.

    وكثير من هذه القنوات جعلت من نفسها أبواقا للفتنة وإشاعة الفوضى والاضطراب في المجتمعات من خلال نشر الأكاذيب واستضافة التافهين ليتكلموا في الأمور الكبار التي تهم الأمة وتؤثر في حاضرها ومستقبلها،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سيأتي على الناس سنوات خداعة؛ يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة"، قيل: ومن الرويبضة يا رسول الله؟! قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة". رواه أحمد.

    إن ديدنهم رواية الأخبار، ونقل الغث والصحيح، والصدق والكذب، ينتقل أحدهم من قناة إلى أخرى ممتطياً مطية الكذب، -قالوا كذا وزعموا كذا- دون تثبت في النقل أو وزن لما يحدث به، وذلك من أوضح البراهين على اعتلال خلقه وضعف نفسيته, يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بئس مطية الرجل زعموا".

    مع أن الشرع الحنيف قد أمر العباد بالتثبت قبل نقل الكلام أو اتخاذ قرار بناء على مجرد قيل وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات.

    انتشار الكذب وخصوصا في البيع والشراء

    بعض التجار هداهم الله لا يشكر الله فيما أنعم عليه من المال فتراه يكذب في وصف سلعته ويروجها بالأيمان الكاذبة ويغش المشتري ويسوم ويبيع على أخيه التاجر حسدا منه ولا يلتزم بشروط البيع من الضمان وغيره ويغلب عليه الجشع والبخل في تعامله مع الآخرين ، وقل من التجار من يراعي حدود الله في تجارته ويتحرى الإحسان إلى الخلق من إنظار المعسر وإقالة المشتري والنصح للناس والصدق في التعامل ، وقد كثر الغش في زماننا وقلت الأمانة.
    ولأن التاجر الصدوق عملة نادرة فإنه يوم القيامة في منزلة عالية كما روي في الحديث: " التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء".

    ولا شك أن هناك مظاهر أخرى كعقوق الوالدين والظلم والقسوة والسرقة وغيرها من مظاهر الأزمة الأخلاقية لكننا نكتفي بهذا القدر رغبة في الاختصار، وفي نهاية المقال لابد من توضيح أمر مهم وهو أن هذه الأمة كالغيث لا ينقطع خيرها ، ولا ينبغي لأحد أن يحكم على الأمة جمعاء بفقدها الخلق الحسن أو الفساد أو نحو ذلك من الأحكام الجائرة التي تشعر باليأس والإحباط والقنوط , وليس هذا سبيل المؤمن المتبصر في دينه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم". رواه مسلم.
    وإنما المؤمن ينبه على الأخطاء ويعالجها ويحسن الظن بربه ولا يقطع الرجاء به , و يتفاءل في نظراته، إنما كان قصدنا هنا هو لفت النظر إلى هذه المظاهر السيئة لنتجنبها ونعالجها،ونسأل الله أن يتولانا والمسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه أجمعين.
                  

01-14-2017, 02:20 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    فوائد القرفة لمرضي السكر
    ••



    ••
    لقد صدق الحديث القائل لكل داء دواء
    فمرض السكري مرض صامت يصيب الكبار والصغار والعلاج منه أو التخفيف من حدته أو إبعاد مشاكله رهين بالتشبت بالطبيعة ففيها علاجه وفيها البعد عن مشاكله
    ينصح خبراء التغذية مرضى السكر بتناول القرفة لأنها تحفز البنكرياس على إفراز الأنسولين بصورة طبيعية
    وأثبتت الدراسة أن تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على القرفة تساهم بصورة كبيرة في تخفيض نسبة السكر في الدم.
    وأضافت الدراسة أن إضافة القرفة إلى وجبات الحلويات أوالمشروبات المحلاة من السلوكيات الغذائية الصحيحة التي من الضروري أن يتبعها الإنسان للوقاية من ارتفاع نسبة سكر الدم سواءً لدى الأصحاء أو لدى مرضى السكر
    وأوضحت الدراسة أن مرض السكر نوعان الأول يصيب من هم في سن العشرين وهو نتيجة عدم إفراز البنكرياس للأنسولين أما النوع الثاني فهو نتيجة إفراز الجسم للأنسولين ولكنه لا يعمل بالشكل المطلوب ويصيب من هم فوق سن الأربعين.
    وتعد القرفة من المواد الطبيعية التي فيها سر إلهي لمخاطر داء السكري القرفة علاج للسكري
    قد تقي القرفة من الإصابة بمرض السكري الذي يصيب البالغين فالقرفة التي تستخدم عادة في الطهي قد تساعد الجسم على التعامل مع المواد السكرية بشكل أكثر فاعلية وقد حث أحد العلماء الذين أجروا البحث الأخير الناس على الإكثار من استخدام القرفة لجني أكبر فائدة من هذه المادة.
    وقد وجد الباحثون أن القرفة تزيد من نسبة معالجة السكر 20 مرة. وينصح مرضى السكري بتناول ربع ملعقة كوب إلى ملعقة كوب كاملة من مادة القرفة يوميا

    منقول
                  

01-14-2017, 02:25 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الحق هو الأقوى دائماً
    07/10/2012
    د. توفيق الواعي
    الكلمة الصادقة مفتاح العقل، وملاك النفس، وقائد الفكر، ومحرك العزم، ووقود القوة، ولأن الإنسان مميز بالنطق فهو مفضل بالتأثير، ولأنه مزود بالعقل فهو مُعَدّ للقيادة، ولأنه مخصوص بالفكر فهو مُعلم للحكمة، ولهذا فقد استحق التكريم من ربه، واستأهل الخلافة عن خالقه، وأعطيت له مفاتيح المعرفة، وعُلم الأسماء كلها، وسُخِّرت له العوالم، وفتحت أمامه الأسرار، وكان الوحى له كتابا، وخطاب الله له رشادا، وهداية الله له الكلمة، ووحى الله له ألفاظا، ودستور الله لحياته قرآنا.
    ولأن الله علمه البيان فقد أناط به بلاغ الدعوة، وكلفه بحمل الرسالة، وأمره بتنفيذ المنهج بالحكمة والموعظة الحسنة، ووجهه لفتح مغاليق القلوب بالبرهان والإقناع، والحجة والمنطق، وجعل أصل الإيمان بالشهادة، وملاكه الإقرار بـ(لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وصيَّر الكلمة ناطقة بأعماله، وأعطى للإنسان كتابا شاهدًا عليه، فكان لسانه ملاكه، وجنته وناره، "وهل يكب الناس فى النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟!".
    ومن يعرف متى يضع كلمته يغنم، ومن يلقى القول على عواهنه يندم، ومن أطلق لسانه فى بيان حاجته، وأبان بلفظه ما يقصد بوجهته فاز بالحسنى، وألزم بحجته، فقد قال بعض الحكماء يدعو إلى تدريب اللسان على البيان والإفصاح عن البغية: (اللسان عضو فإن مرنته مرن، وإن تركته حرن)، ومن لا يعرف كيف يوجه لسانه أو يؤدب بيانه، أو يحسن خطابه، كبا كبوة أليمة، وعثر عثرة مشينة تكشف عن جهله وانحدار فكره، وقد لا ينجو منها، وصدق من قال:
    وَجرحُ السيفِ تأسُوهُ فيبرأ *** وجرحُ الدهر ما جَرَحَ اللسانُ
    جراحاتُ الطِعانِ لها التئامٌ *** ولا يلتامُ ما جَرَحَ اللســانُ .
    وقد قال أكثم بن صيفى: (مقتل الرجل بين فكيه). وقيل : تكلم أربعة من دهاة الملوك بأربع كلمات كأنما رميت عن قوس واحد: قال كسرى: (أنا على رد ما لم أقل أقدر منى على رد ما قلت). وقال ملك الهند: (إذا تكلمت بكلمة ملكتنى وقد كنتُ أملكها).
    وقال قيصر: (لا أندم على ما لم أقل، وقد ندمت على ما قلت) وقال ملك الصين: (عاقبة ما جرى به القول أشد من الندم على ترك القول).
    وخطر الكلمة سلبا أو إيجابا كبير، وتأثيرها في الأمم والأفراد عظيم، وأقدم سلاح فى الحروب هو سلاح الكلام:
    فإن النار بالعُودَين تذكى *** وإنَّ الحربَ أولُها الكلام
    فمما لا ريب فيه أن الأسلحة الحاضرة لم تكن موجودة، يوم أن كان سلاح الكلام موجودا وله أثره ومضاؤه، فقد استعان به أصحاب كل دعوة، وأصحاب كل مذهب قبل استعانتهم بالسيوف والسهام، ووقف الشجعان أمام الجيوش يرهبونهم بالكلام، ويغزونهم باللسان قبل السنان.
    واليوم أصبح نشر الدعوات فنًّا من أدق الفنون وأحوجها إلى البلاغة والمعرفة والدراية، وأصبحت قدرة الدولة على نشر دعوتها مساوية لقدرتها على إعداد سلاحها، وتنظيم جيوشها، وأضحت دبلوماسيتها أوفق وأجدى من آلتها الحربية، وإقناعها لشعبها وسياستها لأفرادها أفضل من شرطتها ومخابراتها، يستوى في ذلك من كان على حق ومن كان على باطل، لأن الحق كثيرًا ما يكون كالدواء المجهول، ولا بد للدواء النافع من عالِم يهدِى إليه، وطبيب يوصى به، ونصيحة تسوغه وتهيئ له القبول، وقد احتاج الناس بدون الحق إلى ألوف السنين للتمييز بين دواء الطب الصادق ودواء الطب الكاذب، مع أن الأثر قريب الظهور في الأجسام، وبين الأعراض في الإنسان، فما أحوجنا إلى التمييز بين الصحيح والكاذب، والصالح والفاسد، من الدعوات والأفكار والمذاهب، وهى عرضة للتشابه والاختلاط، وبهذا يتبين لنا آثار نعمة الهداية الربانية، وأفضال رعاية الله لنا بالوحى الإلهي، حيث اختصرت الجهود، وطويت الســنون، ووفرت التجارب، بتمام النعمة، ووضوح الطريق.
    قال ربنا سبحانه وتعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نعمتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) (المائدة: 3). وقال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صراطي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام: 153).
    وكانت هذه وصاة كل نبي وكل رسول لتنعم البشرية بالهداية، ويسعد الفرد بالتعاليم، والعمر قصير، والدهر يمر، وتضيع الآجال: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِى إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ* أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِى قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة: 132، 133).
    وكان دائما تبليغ الرسل للهدايات بالكلمة والإقناع بالحجة والمنطق، قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بالتي هي أَحْسَنُ) (النحل: 125)، وما نزلت رسل ومعها طائرات، ولا جيوش، ولا أسلحة، ولكنها نزلت ومعها الكلمة والحكمة التي هي ضالة المؤمن، وكان" محمد صلى الله عليه وسلم " هو رسول الكلمة المعجزة، واللفظة المسكتة، التي تحدت فصحاء البلاغة، وكانت هذه نعمة للداعية والرسول لا تعدلها نعمة، وصدق الله: (وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) (النساء: 113).
    ولقد كونت الأمة الإسلامية ودخل الناس في دين الله أفواجا، وشرَّق الإسلام وغرَّب بالحكمة والبيان والفهم والعرفان والموعظة الحسنة، وكان صحابة الرسول فرسان الكلمة، وأرباب الحجة، قال يهودي لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه: ما لكم لم تلبثوا بعد نبيكم إلا خمس عشرة سنة حتى تقاتلتم؟ فقال على كرَّم الله وجهه: ولِمَ أنتم؟ لم تجف أقدامكم من البلل حتى قلتم: يا موسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة.
    وقال معاوية لرجل من اليمن: ما كان أجهل قومك حين ملَّكوا عليهم امرأة!! فقال الرجل: أجهل من قومي قومك الذين قالوا حين دعاهم رسول الله: (اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (الأنفال: 32)، ولم يقولوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه.
    وخطر الكلمة عند من يعرفها لا يعدِله خطر، ولهذا كمم الظالمون الأفواه، وقطعوا الألسنة، وأغلقوا الصحف، واستولوا على الإعلام، ولكنهم لن يستطيعوا أن يُسكِتوا كل صوت، أو يحبسوا كل كلمة، فلا بد أن نتعلم لغة الكلام، ونحارب الظلم بسلاح الفكر.
    وكان بعض الدعاة يرفض العنف، ويقول: [ما حاجتنا إلى المسدس ولنا لسان؟! وما حاجتنا إلى القنبلة ودوى صوت المظلوم أعلى من انفجار الديناميت؟! نحن دعاة ولسنا قضاة].
    فهل يتعلم الدعاة فن الكلمة حتى يسودوا ويقودوا؟ وهل يرجعون إلى طريق الأنبياء والمرسلين حتى يتصل الركب، وتسعد البشرية بالأمن والراحة في رحاب الإيمان، ويعرفوا الفرق بين الهداية والفساد، والظلم والعدالة، والضلال والإيمان؟
    ولا يهولنهم حقد عدو ولا افتراءات مفترى على الإسلام أو على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعمال الرسول وأفعاله المبهرة أضاءت الطريق للبشرية، وهدت العقول الإنسانية إلى الطريق القويم، وما زالت المنارة الوحيدة اليوم التي يحتاجها العالم في كل درب وتتطلع إليها الإنسانية في كل فج عميق، ولكنها تحتاج إلى بيان حتى يظهر ضياؤها، وإلى دعاة وأعلام حتى تنمو بذرتها وتخرج ثمرتها.
    إن عدونا يريد فتنتنا وتضليلنا بالغزو الفكري الضال، ويرصدون لذلك المبالغ الطائلة حتى تصل رسالتهم إلى الهدف الخبيث، ونحن نكتفى بالصياح والهياج الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع، وكنا نتمنى من علمائنا ومفكرينا في العالم العربي والإسلامي أن يقوموا بتعريف الناس برسالة الإسلام ورسول الإسلام الذى أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، حينها وحين ذلك سيدخل الناس في دين الله أفواجا بدل العداء الجاهل والحقد الأعمى الذى يضل الطريق ويعمى الأبصار، وأضواء الرسالة ونبل التعاليم وشرف الهداية كفيل بهداية الضالين وإرشاد الحائرين.
    كما كنا نتمنى من أثرياء العالم العربي والإسلامي أن يمولوا حملة تستطيع أن تظهر هذا الفتح، ويقوم كل إنسان منا بدوره الصحيح في البلاغ والبيان بالحجة والمنطق والموعظة الحسنة كما نبه الإسلام من قبل حين قال: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بالتي هي أَحْسَنُ} وبهذا نكون قد قمنا بدورنا الصحيح بالشكل الذى يحقق النفع ويمنع الضرر عن الآخرين والله نسأل أن يوفق وأن يعين وأن يوجهنا إلى ما يحب ويرضى..
                  

01-14-2017, 02:27 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الشائعات
    09/12/2012
    الأستاذ / منصور الزغيبي
    أزمة الشائعات ليست وليدة اليوم، بل هي قديمة قدم الإنسان نفسه، لكنها بحكم تطور شبكات التواصل الاجتماعي سهلت كثيراً من عملية انتشارها مقارنة بالماضي.
    ومفردة الإشاعات إشاعة، وجاء في المعجم الوسيط: "أن الإشـــاعات إشاعة: هي الخبر الذي ينتشر ولا تثبت فيه".
    الشائعات دائماً تنبت في البيئات الهزيلة في وعيها وطريقة نظرتها للحياة.
    وبقدر ما تكون المصادر المعتبرة شفافة وواضحة وسريعة في توفير المعلومة للناس، يساهم ذلك في تضيق انتشار الشائعات ويضيق على مصدريها. أي مجتمع نسبة الوعي فيه منخفضة وضعيفة يصبح بيئة خصبة وسهلة لنشر الشائعات وتصديقها.
    والكل يعلم أن استخدام الشائعات والإسهام في نشرها يخدم المصدرين الأساسيين لها، الذين يركضون نحو مصالحهم وشهواتهم التي تتحقق من خلال ذلك في ظنهم، وغالباً ما تكون المعلومات المغلوطة في حقيقتها من أجل استهداف شخصية ذات حضور وتأثير أو مؤسسة منتجة تتصدر غيرها من المؤسسات في التميز والريادة.
    عملية نشر المعلومات من دون التأكد من مصدرها، خصوصاً حينما تكون المعلومات محملة بالمعاني السلبية والمشوهة لشخصية ما أو جهة ما تعتبر جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون.
    الزمن وحده كفيل في تعرية هذه الأكاذيب والأمراض التي تعبر عن التشوهات النفسية لمصدريها ولمروجيها.
    ودائماً العقول الكبيرة والنفوس الطاهرة ليست صيداً سهلاً لمصدري الإشاعات، بل تجدهم بالمرصاد لهم، فيما أصحاب العقول الصغيرة من السهل اختراقها والتأثير فيها بشكل سلبي.
    والمضحك المبكي في الوقت نفسه، أن هناك نوعيات تجدها سريعاً ما تتشرب الشائعات وتساهم في نشرها، وحينما يتضح بطلانها وكذبها وأنها غالباً ما تكون كيدية تجدهم يستغرقون وقتاً طويلاً حتى ينكروا ذلك، وهذا يعبر عن الازدواجية والتناقض وعمق ترسب المرض داخل بعض أصحاب النفوس السيئة.
    الشائعات لها تأثيرات سلبية على المجتمع، فمنها تجعل النفوس متوترة وتعيش حالة قلق، وتجعل مستوى الثقة منخفضة في قلوب الناس نحو الواقع والمستقبل ونحو الكثير من الأحداث التي تقع.
    إن تصديق الشائعات علامة من علامات الخسران لما تحتوي في مضمونها من معاني الموبقات، وتوسع دائرة الكراهية في قلوب الناس.
    ودائماً على مر التاريخ، تتشابه هذه الأنواع البشرية في القلوب من ناحية حب نشر الفتنة ومحاربة الخير والاشتغال في صناعة الشائعات وترويجها.
    فمن الصدق والعدل والأمانة تربية الذات على التثبت من صحة ما يقال وما يسمع، ومعرفة المصادر، والاعتماد على الأوثق منها. ومن الموبقات نشر الإشاعات، لأنها تجمع الكذب والظلم وغيرها من المعاني المرفوضة شرعاً وأخلاقاً.
    الإنسان الذي يتصف بالأناة والحكمة تجده يحاكم ما يصله من المعلومات ولا يتسرع في نقلها حتى يتضح أمرها. والخطأ في إحسان الظن خير من الخطأ في إساءة الظن نحو الآخرين، وذلك فيما لا يضر الذات
                  

01-14-2017, 02:28 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الحب أولاً
    23/12/2012
    د. سلمان العودة

    حين تعيد قراءة الأسماء الحسنى؛ ستجد مفاجأة بانتظارك !
    ليس من بين هذه الأسماء المذكورة اسم تمحّض للأخذ والعقاب والعذاب .
    فيها أسماء الرحمة والود واللطف ، وأسماء العلم والإحاطة ، وأسماء الْخَلْق والرزق والإحياء والإماتة والتدبير ، وأسماء القدرة والقوة ، وأسماء العلوّ والعظمة ، وأسماء الجمال والجلال والكمال ..
    فيها : الرحمن ، الرحيم ، الغفور ، السلام ، الوهّاب ، الرزاق ، الفتاح ، اللطيف ، الجميل ، المجيب ، الودود ، الصمد ، البر ، العفو ، الرؤوف ، الغني ، النور ، الطيب ، المنان ، الجواد ، ذو الفضل ، .. إلخ
    وليس فيها : المعذِّب ، المنتقم ، الآخذ ، الباطش ، وهل " شديد العقاب " اسم من الأسماء الحسنى ؟!
    الأصح أنه ليس من الأسماء الحسنى بل هو وصف لعقابه ، بمنزلة قولنا " عقابه شديد " وبمنزلة قولنا " عذابه أليم " وهذه لا تكون في أسمائه الحسنى -عز وجل- ، وهذا الذي اختاره ابن تيمية وابن القيم وجمع من المحققين .
    يقول -رحمه الله- : " وليس من أسماء الله الحسنى اسم يتضمن الشر ، إنما يُذكر الشر في مفعولاته ، كقوله تعالى : (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) ، وقوله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم ) (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) ، وقال : " وليس في أسمائه الحسنى إلا اسم يُمدح به ، ولهذا كانت كلها حسنى .. ".
    ومثل ذلك قاله ابن القيم :
    " إن أسماءه كلها حسنى ، ليس فيها اسم غير ذلك أصلاً .. وهذا يدل على أن أفعاله كلها خيرات محض لا شر فيها ، لأنه لو فعل الشر لاشتق له منه اسم ، ولم تكن أسماؤه كلها حسنى ، وهذا باطل ، فالشر ليس إليه .. ".
    وقال : " إن النعيم والثواب من مقتضى رحمته ومغفرته وبره وكرمه ؛ ولذلك يضيف ذلك إلى نفسه ، وأما العذاب والعقوبة فإنما هو من مخلوقاته ، ولذلك لا يسمى بالمعاقِب والمعذِّب ، بل يفرق بينهما ، فيجعل ذلك من أوصافه ، وهذا من مفعولاته حتى في الآية الواحدة ، كقوله تعالى :
    (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ)
    ويقول الدكتور عمر الأشقر :
    " لا يدخل في أسماء الله ما كان من صفات أفعاله ، أو صفات أسمائه ، مثل شديد العقاب ، وسريع العقاب ، وسريع الحساب ، وشديد المحال ، ورفيع الدرجات .. " .
    وهكذا قال غير واحد : إنها لم تستعمل إلا مضافة أو موصوفة على غير سبيل التسمي ، بل على سبيل الوصف أو الإخبار ، فلا تستعمل إلا بالصفة التي وردت .
    وليس مما توجب أسماؤه الحسنى ألّا يزال معاقباً على الدوام ، أو غضبان على الدوام ، أو منتقماً على الدوام ، وتأمُّلُ هذا المعنى يفتح للنفس آفاقاً من الفقه في أسمائه وصفاته ، ويزيد معرفته ومحبته ، ولذا كان النبي يقول في دعائه كما في الصحيحين: " والشَّرُّ لَيسَ إليكَ " ومعناه على التحقيق : أن الشر لا يضاف إلى الله ، لا في ذاته ، ولا في صفاته ، ولا في أسمائه ، فإنّ له الكمال المطلق من جميع الوجوه ، وصفاته كلها صفات كمال يُحمد عليها ، ويُثنى عليه بها ، وأفعاله كلها خير ورحمة وعدل وحكمة ، وأسماؤه كلها حسنى ، فكيف يُضاف الشر إليه ؟
    بل الشرّ يقع في مفعولاته ومخلوقاته منفصلاً غير قائم به سبحانه ، وله في ذلك من الحكمة ما لا يحيط البشر به علماً .
    هذا المعنى يتأكّد بدراسة الأسماء الحسنى كما دونها العلماء ، وهو يدل على أن الفقيه والداعية ينبغي أن يعرّف العباد بربهم؛ مقدماً أسماءه الكريمة الحسنى المشتملة على برّه وجوده ورحمته ولطفه وعفوه ومغفرته .
    وأن هذا خير ما يسوق العباد إلى ربهم ، وهو شعور الحب الذي يُجمِع العلماء على أنه أفضل شعور وأنبل إحساس ، وأنه مُقدّم على الخوف وعلى الرجاء .
    والحب لا يلغي الرجاء ، ولا يلغي الخوف ، وهما في الفطرة الإنسانية, ولذا كان الأنبياء يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ، وتضرعاً وخيفة ، كما قال ربنا: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) ، (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً) بيد أن تأمل الحكمة في اختصاص الأسماء الحسنى بمعاني المدح المطلق ، والثناء المطلق ، يسمح باقتباس هذا الدرس العظيم النافع في الدعوة والتربية والبناء والتعليم .
    وليس من الوفاء لهذا الدرس العميق ، أن نقرره ، وأيدينا على قلوبنا ، ونحن ننتظر أن ينتهي التقرير لنسارع ونقول :نعم .. ولكن !
    من حق المعاني العظيمة أن تُقرر بعيداً عن المخاوف ، وتأخذ حقها في النفوس ، وفي الدروس ، وفي الحياة العملية ، دون أن نُصاب بداء الثنائية والحدّية؛ الذي يجعلنا نظن أن تقرير هذا المعنى يفضي إلى إلغاء جانب الخوف أو الرهبة أو الوجل.
    بل يقرر هذا في سياقه بأريحية تامّة ، ويقرر غيره بأريحية كذلك ، وهي معانٍ تتكامل وتتعاضد ولا تتعاند .
    ولو أننا قهرنا أنفسنا على هذا؛ لأورثنا فقهاً أوسع ، وفتح لنا أبواباً من الخير ربما حرمناها بعجلتنا ، ورحمة الله تعالى خير لنا من أعمالنا ، فاللهمّ ارحمنا ولا تكلنا إلى أنفسنا .
                  

01-14-2017, 02:30 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اقتل الكلام بالعمل
    29/12/2012
    د. عائض القرني

    أترك أعمالك تتحدث عنك واسكت أنت، فلا تلقِ خطباً تتحدث فيها عن إنجازك وتفوقك وجميل سيرتك فتبتلى بمكذبٍ وحاسد، وتكون عرضة للسخرية والازدراء، ولكن قدم علماً حسناً جميلاً بديعاً يسر الناظرين، وأعطِ مثلاً حياً من الأخلاق والسيرة الحسنة والسجايا الحميدة، فهي أعظم شهادة على عظمتك وسموك وعلو منـزلتك.
    إن الفاشلين أكثر الناس أقوالاً وأقلهم أعمالاً فهم يتحدثون عن أعمال وهمية وعن منجزات خيالية ليكسبوا رضا الناس وإعجابهم فما يزدادون إلا مقتاً، وليتهم اكتفوا بذلك، بل زادوا الطين بلة، فنشروا الأراجيف والشائعات واستهلكوا أوقاتهم في كثرة الكلام، وتركوا (العمل)، ولم يقدموا للأمة سوى (الكلام)، لكن الناجحون يقدمون من النتائج الباهرة الرائعة ما يلفت الأنظار، ويخطف الأضواء، ويدهش العقول.
    إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيكون كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق؛ تجنح ذات اليمين وذات الشمال، ثم تهوي إلى الأسفل!، فانتبه –أخي القارئ- ودعك من كثرة الكلام بلا طائل، واقض على أوقات الفراغ التي يحلو فيها القيل والقال، ويعذب فيها الاسترخاء، وهيئ نفسك للقيام بأعمال مثمرة، بدلاً من إرهاق حبالك الصوتية بالكلام، وتعذيب نفسك بتتبع عورات الناس.. قم الآن صلِّ، أو اقرأ، أو سبِّح، أو طالع، أو اكتب، أو رتب مكتبتك، أو أصلح بيتك، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ، واقتل الكلام بالعمل.
    إن الحياة لا تعترف باللابثين في أماكنهم، القابعين في ثكناتهم، لكنها ترحب بالعالمين العاملين، الصاعدين سلم المجد درجة درجة، الذين يؤدون رسالتهم في الحياة، ويلبون مراد النشأة الأولى، والمطلب الحق، ويجيبون على سؤال فاطرهم (أيحسب الإنسان أن يترك سدىً) ؟!.. وإذن فاصمت واعمل واسكت وابذل فسوف تجد من أصحاب الضمائر الحية من يدعو لك، ويثني عليك، ويشيد بأعمالك الجليلة وخصالك النبيلة، والناس شهداء الله في أرضه، وقل لكل حاسد: الجواب ما تراه لا ما تسمعه !..
                  

01-14-2017, 02:34 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    شيء عادي!
    08/01/2013
    د.سلمان بن فهد العودة
    عاداتي الخاصة أو المجتمعية ليست هي الدين الذى أتعبد الله به!
    وليست فطرة الله التي فطر الناس عليها!
    ثمَّ عادات تلائم الفطرة، وعادات تناقض الفطرة وتعاندها يسوغها الجهل والهوى.
    سلوك الحيوان الأليف أو المتوحش ليس عادة ولكنه "طبيعة" مثل طبيعة الإحراق في النار.
    ميل أحد الجنسين للآخر ليس عادة ولكنه "فطرة" أو "غريزة".
    الموضة الشائعة في لباس الفتاة ليست عادة، بل "تقليد"، وبقدر الحماس لها الآن تنصرف المرأة عنها بعد ذهاب وقتها، أو هي عادة خاصة تهم فئة أو طبقة من الناس فهي ضيقة النطاق نسبياً فى انتشارها.
    المجتمع الغافل يظن كل ثقافته وعاداته "فطرة إنسانية"، ويعتقد أن العالم كله يجب أن يشاطره إياها، ومن لا يقر له بذلك فهو مريض أو ممسوخ الفطرة!
    ولهذا يعزّ عليه الإقرار بالخلاف والتنوع والتعايش.
    كثيراً ما يحارب الحق باسم العادات الراسخة وما كان عليه الناس.
    شبَّه د. طه حسين مَنْ يحاولون تغيير العالم من أجل الحفاظ على عاداتهم بالذي يضيق عليه ثوبه فينقص وزنه ليلائم الثوب.
    الموقف النقدي من العادات والتقاليد هو الموقف الذي يربط الأسباب بنتائجها من ناحية، فربما كانت العادة مقبولة بالأمس لأسباب قائمة ثم زالت أسبابها.
    وهو الذي يستطيع التمييز بين ما هو جزء من بنية المجتمع "في هذه اللحظة وهذه النقطة"، وما هو مجرد محاكاة لسلوك سابق لم يعد له ما يبرره.
    هل ستظل المرأة تقطع ذيل السمكة تقليداً لجدتها؛ التي كانت تفعل ذلك بسبب صغر المقلاة؟!
    وهل سيظل الحارس واقفاً أسفل الدرج دون سبب لمجرد أن هذا السلم كان حديث عهد بالصبغ قبل خمسين عاماً، وكان يتعيّن تنبيه السالكين إلى الابتعاد عن الطلاء الجديد؟!
    المتغير السياسي في العالم العربي سيتلوه حراك اجتماعي وثقافي مختلف؛ يوجب الفصل والفرز بين ما هو عادة وما ليس بعادة، كما يوجب الفرز بين ما هو عادة نحتاج إليها وما هو عادة قديمة لم يعد لها ما يسوغها.
    مثل هذا الموقف النقدي ليس مجرد رفاهية فكرية فى أروقة ودوائر المثقفين المغلقة، ولكنه مسألة حياتية يتوقف عليها تقدم المجتمع أو تراجعه.
    الوعى هنا يعنى إدراك أن ما هو بشرى هو عرضة للتغير والفناء.. {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ}.
    غياب الوعى يترتب عليه الاعتقاد بأن العادات الفردية والاجتماعية لا تتغيَّر وأنها في صحتها ويقينيتها مثل سائر الحقائق الشرعية أو العلمية وكأنها من طبائع الأشياء.
    الثقافة المجتمعية ليست فطرية طبيعية، بل هي اصطناعية، وهى مرنة ومتغيرة، وبسبب الغفلة عن ذلك يحارب الرأي الجديد كما حارب أتباع نيوتن ما تمخَّض عنه عقل آينشتاين.
    وبإزاء عادات مجتمعية في الخليج – مثلاً - تقوم عادات مختلفة في مصر أو السودان أو المغرب، فليست العادات مثل حقائق العلم المتساوية المشتركة، وليست عادات بلد ما حاكمة على عادات البلد الآخر.
    قيادة السيارة من اليمين إلى اليسار؛ كما هو في العالم العربي، أو العكس كما في بريطانيا ومستعمراتها؛ هو عادة ارتقت بأن تكون قانوناً وسميت "عرفاً".
    حين نقيس عاداتنا الحالية مع ما كان عليه الأجداد منذ مدة ليست بعيدة سنقول إننا نعيش فى عالم مختلف تماماً، وعلينا أن نعى أن حياة أحفادنا ستكون مختلفة أيضاً.
    الحكم بتفوق عادات جيل ما حاضر أو سابق هو موضوع آخر، ولكن الأهم هو قياس تناسب العادات مع الواقع الجديد ومتغيراته وأن الثوب الذى نلبسه ملائم أجسادنا والمناخ الذى نمر به، فلا نلبس ثوب الشتاء للصيف أو العكس!
    في المزرعة يكون دور المرأة مختلفاً عن دورها في مجتمع متعلم.
    وتبعاً لذلك تتغير عادات الخطوبة والزواج، والسِّن والإنجاب، والتكاليف، والعلاقات الأسرية.
    وتتغير نظرة الرجل إلى المرأة والعكس.
    عادات المدينة تختلف عن عادات القرية.
    عادات الأغنياء غير عادات الفقراء .
    عادات المتعلمين غير عادات الأميين.
    عادات المجتمع المذموم بالاستبداد والقبضة الأمنية وتكميم الأفواه غير عادات الانفتاح السياسي وحرية التعبير وعصر الانتخاب والتصويت..
    وزمن الرسالة الواحدة الصادرة من الأعلى إلى الأدنى بجريدة أو قناة رسمية أو شبه رسمية غير عصر "توتير، وفيس بوك، ويوتيوب"، وآلاف الشبكات المسخَّرة للناس؛ برهم وفاجرهم، عالمهم وجاهلهم، مؤدبهم وبذيهم!
    الدين حاكم على العادات وليس تابعاً لها، وإن كان ثمَّ عادات كريمة يقرها الدين وتفتضيها الأخلاق.
    من البصيرة إدراك التغيُّر الذى يطرأ على الناس والتعامل معه بذكاء، ولا يصح أن تعطى وصفة طبية واحدة لكل الآفات والشكايات.
                  

01-14-2017, 02:36 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    العمل أو الموت
    14/01/2013
    د. عائض القرني

    رفع الألمان بعد الحرب شعار: العمل أو الموت.. فتحوّلت ألمانيا إلى ورشة عمل، وبعد أربع سنوات صارت دولة صناعية مرموقة، وفي كتاب: متعة الحديث..يقول إسحاق نيوتن: النجاح يحتاج إلى ثلاثة عوامل: العمل ثم العمل ثم العمل، والعمل يبدأ بالعلم، والعلم يبدأ بالقراءة، وأمة لا تقرأ لن تتعلّم ولن تعمل ولن تنال المجد.
    إن أمة لا تعمل لا تستحق البقاء، والإسلام جاء بالعلم والعمل، وقد أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلاً فأساً وأمره أن يحتطِب ويبيع لئلا يبقى عالة على المجتمع، وضرب عمر بن الخطاب شباباً جلسوا في المسجد وتركوا الكسب (اخرجوا واطلبوا الرزق فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة).
    وشارك الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه في بناء مسجده وحفر مع الصحابة الخندق
    وقال: إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقِنَه، وقال: المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف
    وكان إدريس خيّاطاً وزكريّا نجاراً وداود حداداً، ورعى موسى الغنم بالأجرة
    من أسباب تقدم الغرب اعتماده على العلوم العملية التطبيقيّة فدخل المصانع والمعامل، واعتمدنا على العلوم النظرية فانشغلنا بالجغرافيا حتى حفظنا عن ظهر قلب أسماء عواصم تشاد والسنغال وأوغندا،
    وحفظنا نقائض جرير والفرزدق وهي لا تُطعم خبزاً ولا ترفع مجداً، وأسرفنا في الفنون والرياضة على حساب الإبداع والاختراع والصناعة ، فمنتخب الكاميرون الرياضي أقوى من منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، بينما عجزت الكاميرون عن إطعام رعاياها الخبز اليابس، وإذا أرادت الشعوب أن يحالفها الإخفاق ويُختم لها بالخذلان تحوّلت من الجامعات إلى الملاهي الليلية ومن المصانع إلى مقاهي اللهو ومن الإنتاج والإبداع إلى لعب الورق وأكل الفصفص.
    رأيت في ألمانيا: مزاين المرسيدس.. وفي فرنسا: مزاين الكونكورد سابقة الصوت.. وفي أمريكا: مزاين أف 16 العاصفة القاصفة.. ولأننا أقمنا: مزاين الإبل.. فينبغي أن نقيم مهرجانات: مزاين العقول.. لنحيّي فيها الموهوبين ونكرم المبدعين ونشجع المخترعين والمكتشفين.
    ينبغي أن نعالج مرضانا النفسيين بالإيمان والعمل؛ لأن الفراغ يولّد لهم الخيالات الفاسدة التي توصل صاحبها إلى الانتحار، والعمّال أسعد الناس وأشرحهم صدوراً؛ لأنهم ليس عندهم فرصة للتفكير الخاطئ، وأي دولة لا تتحوّل إلى ورشة عمل هي دولة نامية نائمة كُتب عليها الموت، وإذا عملنا واجتهدنا فسوف تتقلّص مشكلاتنا وبطالتنا وفقرنا وأمراضنا، ولنرفع شعار: نأكل مما نزرع، ونلبس مما نصنع.
    إن عَرَق العامل أزكى من مسك الفاشل، وإنّ ساعد المثابر أكرم من جبين الكسلان، وإن زفرات البنّاء أجمل من غناء المترف
    لَقَد أَسمَعت لَو نادَيت حَيّاً وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
    وَلَو نار نفختَ بِها أَضاءَت وَلَكن أَنتَ تَنفخُ في رَمادِ
    شكراً لكل مسؤول جلس على كرسيّه يعدِلُ في القضايا، ويقمع الظالم وينصر المظلوم ويواسي المنكوب، شكراً لكل أستاذ وقف يصحح مفاهيم، ويصلح قلوباً ويبني عقولاً، شكراً لكل طبيب يعالج مريضاً ويداوي مبتلى ويضمّد جراحاً، شكراً لكل مزارع يغرس شجرة، ويعدّل ماءً ويحرث أرضاً، شكراً لكل جندي يحمي ديناً، ويحرس وطناً، ويدافع عن أمة، شكراً للسواعد القويّة والهمم الوثّابة والأفكار الخلاّبة، وشكراً للناجحين.
                  

01-14-2017, 02:40 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الأسرة المتماسكة

    تحرص كل أسرة على تماسك وتقارب أفرادها بعضهم بعضا، ولكن أحيانا تحول الظروف دون هذا التقارب فتتفكك الأسرة وتصبح عبارة عن مجموعة من الأشخاص كل منهم يعيش في واد على الرغم من اقامتهم في بيت واحد، في هذه الحالة تحتاج الأسرة إلى برنامج لإنعاش العلاقة بين أفرادها.
    وفي ما يلي بعض النصائح لأفراد الأسرة كما يقررها خبراء الصحة النفسية وخاصة المرأة:
    - اجعلي لكل دقيقة في حياتك معنى وهدفا، فحتى الفترة التي توصلين فيها أولادك إلى المدرسة يمكنك أن تجعليها مرحلة تواصل وتقارب بينك وبينهم بدلا من اعتبارها مجرد واجب تؤدينه، كما تقول د.لين التي اكتشفت أن ابنتها تعتبر رحلتها إلى المدرسة كل صباح من أهم الفترات في يومها، حيث تنطلق في الحديث مع أمها كما تشاء.
    - انتبهي لألفاظك مع أفراد عائلتك وحاولي أن تكون رقيقة وتتسم بالود والحنان، فالصرامة في الحديث والانتقاد المستمر يوجد جوا من عدم الوفاق، كما يرى د.باري كاكوب استاذ الطب النفسي ومؤلف كتاب "دليلك للعطاء العاطفي" الذي ينصح بضرورة الود والاحترام حتى عندما تكونين منزعجة، فالدراسات تؤكد أن هذا يدعم المشاعر بين أفراد العائلة في حين أن الاحتكاك المستمر قد يؤدي إلى التراشق بالألفاظ الذي يصل إلى حد الندم بعد ذلك على القول أو الفعل.
    - التلامس بين أفراد الأسرة الواحدة دليل على التقارب العاطفي والحب، فانتهزي كل فرصة لاحتضان أبنائك والتعبير عن الحب لهم واقتربي من زوجك أيضا ولا تنسي أن تمسكي بيد أولادك وزوجك في المتاجر والطرق فكل هذه الوسائل تعبر عن حبك لهم.
    - تمهلي قليلا وألقي نظرة على الأنشطة الفردية التي ينشغل بها أفراد أسرتك، ثم خذي قرارا بتقليصها إلى نشاط واحد أو اثنين لكل شخص حتى تستطيعوا مقابلة بعضكم بعضا، وبناء علاقات قوية، فكيف تقتربون بعضكم من بعض وأنتم لا تلتقون.
    - خصصي وقتا لقضاء الاجازات أو زيارة الأهل والأصدقاء معا، لأن هذا يساعد على تولد مشاعر مشتركة بين جميع أفراد الأسرة وهي الطريقة المثلى، كما يقول د.جاكوب فيراري أستاذ علم النفس بجامعة شيكاغو لتوطيد العلاقات لأن العلاقات المتقاربة هي التي تبني لنفسها تاريخا وتجعل لنفسها مخزونا تسحب منه خلال الأوقات الصعبة ليعينها على تخطيها.
    - خصصي وقتا تقضينه مع زوجك، حتى ولو كان لمجرد ساعات في الأسبوع وحافظي على هذا الوقت ودافعي عنه بشراسة فبدون زوج متقارب من الصعب وجود عائلة متقاربة ولا تتركي نفسك لتكوني ضحية لإيقاع الحياة السريع وخصصي يوما في الأسبوع للخروج مع زوجك للمنتزهات وأماكن الراحة ليزداد تقاربكما.
    - خصصي وقتا لكل طفل من أطفالك، فكل واحد منهم في حاجة إلى وقت خاص به، خاصة في حالة وجود أكثر من طفل فهذا الوقت يجعل من كل واحد منهم يشعر بمكانته المتميزة وبالتالي لا يكون مضطرا لبذل الجهد من أجل الحصول على اهتمامك، فانفردي بكل طفل من أطفالك لمعرفة رغباته ومشاكله كما فعل أحد خبراء التربية الذي كان يسمح لكل واحد من أبنائه بالسهر معه مرة في الأسبوع ليتبادلا الحديث أو يمارسا بعض الألعاب معا ليشعر الصغير بأهميته في قلب والديه ويأنس بوالده.
    - تقديم المساعدة والمساندة عند الحاجة من صفات العائلات المتماسكة والمترابطة.
    - وليتحقق هذا في أسرتك كوني القدوة التي تحرص على مشاعر الجميع وتسأل دائما: هل أنت في حاجة إلى مساعدة؟
    - اضحكوا معا وتجاذبوا أطراف الحديث، لأن روح الدعابة تقوي العلاقات الشخصية وتهدئ المواقف الصعبة، فالنكتة أو الدعابة يمكن أن تخفف حدة التوتر حتى في أحلك المواقف لأن الضحك له طريقة في ترميم النفوس الحزينة والمتعبة، وهو من أفضل الوسائل للترويح عن النفس، خاصة وسط ضغوط الحياة العصرية.
    - التفوا حول المائدة، فاحرصي على تدبير وقت يمكن لجميع أفراد الأسرة فيه تناول وجبة في الأسبوع على الأقل معا لأن تناول الغذاء في جو أسري يفيد في تقوية العلاقات بين الأفراد، وأثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون الغذاء مع العائلة بانتظام يكون لديهم القدرة على تحمل الضغوط الحياتية فيما بعد.
    - تسلوا معا، فالمجتمع الذي نعيش فيه اليوم يشجع على الانفصال وليس الترابط، فكل شخص له حياته الخاصة حتى الأطفال كما تقول د.ليسبي، والنتيجة أننا نتجه لأصدقائنا للعب والتسلية بعيدا عن أفراد الأسرة، فاحرصي على توفير ألعاب جماعية يمكن لأفراد الأسرة المشاركة فيها.
    - عيشي من أجل مبادئك، نحن نعرف المبادئ التي تريدين توريثها لأبنائك، لكنهم لن يدركوا قيمتها أو يستوعبوها جيدا إلا إذا قدمنا القدوة لهم فإذا كان الإيمان والدين مهمان بالنسبة لك فاحرصي على اصطحاب طفلتك لتصلي معك وإذا كانت مساعدة الآخرين أو التطوع للأعمال الخيرية من أهم أنشطة حياتك فليكن لأبنائك نصيب في هذا النشاط، فمثل هذه الخطوات يقوي العلاقات الأسرية ويولد المشاعر الجميلة بين أفراد الأسرة، ولقد ثبت أن القدوة أقوى أثرا في السلوك.
    بهذا يمكن أن نحقق تماسك الأسرة المنشودة والذي يأتي بثمار طيبة يتمتع بها أفراد الأسرة كافة، وخصوصا الأبناء أمل المستقبل ونواة المجتمع الفاضل
                  

01-14-2017, 02:43 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الزنجبيل Zingiber officinale
    عرف الزنجبيل منذ القدم بفوائده الطبية ولقد استخدم كعلاج لكثير من الامراض بالاضافة الى ذالك , للزنجبيل نكهة مميزة وطعم لاذع حار. في هذا الموضوع سوف يتم ذكر فوائد الزنجبيل العامة و ذكر فوائده بشكل خاص على الشعر,البشرة, وفوائده للتنحيف, وعلى الحامل .
    ((يُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً)) [الإنسان : 17]
    ماذا تعرف عن الزنجبيل
    الزنجبيل: هي نبات موجود بكثرة في جنوب شرق آسيا، و أيضا ً موجود في جامايكا وغيرها من المناطق الاستوائية. يستخدم جذر الزنجبيل لأغراض الطهي و للأغراض الطبية. و يعتبر الزنجبيل أحد التوابل الطبيعية و هو معروف في جميع أنحاء العالم لرائحته النفاذة وطعمه اللاذع. وقد استخدم الزنجبيل مع الاعشاب الصينية لأكثر من 2500 سنة، و يستخدم كأحد التوابل في الأغذية وأيضا هو مهم جدا ًكدواو
    فوائد الزنجبيل العامة
    استخدم الزنجبيل بكثرة في علاج
    الاضطرابات المعدة حيث انه يخفف من تقلصاتها ويفيد بشكل ملحوظ في حماية مستخدمه من الغثيان خصوصا في السفر وفي اول فترة من الحمل وهوه مفيد جدا في حالات الاسهال. والزنجبيل ههو مفيد جدا في ايقاف خلايا السراطانية من النمو والانتشار في جسم الانسان. يستخدم الزنجبيل في تخفيف من الصداع ويستخدم في تقوية عضلات الانسان والتخفيف من الام فقرات العمود الفقري حيث انه ينعش الجسم ويمنحه النشاط ويشفي الجسم المصاب بالسموم. الزنجبيل مفيد في تخفيض درجة حرارة الجسم ويعمل على توسيع الاوعية الدموية عند الانسان.
    الزنجبيل مفيد في :
    1 الربو
    2 الامساك
    3الشقيقة
    4 القلق والتوتر
    5 السعال المستمر
    6 يقوي الذاكرة
    7 يفيد مرضى المفاصل والقلب والكلى
    حيث انه يعمل كنظام صحي للقلب والاوعية الدموية عن طريق جعل الصفائح الدموية اقل لزوجه وهذا بدوره يقلل من مشاكل الدورة الدموية و تستعمله النساء في إضفاء نكهة زكية على الطعام
    اكد الباحثون عن فوائد الزنجبيل انه يساعد في تخفيف الالام المصاحبة لاتهاب المفاصل العظمي وتليف العضلات
    واظهرت تجربة اخرى ان الزنجبيل قلل الام الركبة والاروراك بشكل افضل من العلاج التقليدي ولكنه لم يكن بفعالية مسكن الالم وكشفت الابحاث عن ان الصيغة العلاجية الهندية التي تحتوي على نباتات اشواجاندها و فرانكينسينس والزنجبيل والكركم خففت انتفاخ المفاصل عند الاشخاص المصابين بالتهاب المفصل الروماتيزمي
    ويعالج الزنجبيل انتفاخ المعدة واضراباتها وسوء الهضم والاسهال الناتج عن العدوي البكتيرية بالاضافة الى انه طارد للبلغم واذا استخدم على الريق مع عسل النحل و زيت حبة البركة وهوه ايضا مهدئ للحكة ومقو عام للجسم والبدن ويزيد قدرة التركيز ومضاد للارهاق كما انه مقو للجهاز المناعي للجسم.
    وفي ما يلي سوف يتم الحديث عن وصفات وكيفية استخدام الزنجبيل في علاج بعض الاعراض والحالات المرضية
    مركب سر الشباب
    25 جرام زنجبيل
    25 جرام لسان الثور (بنات)
    25 جرام فلفل ابيض
    25 جرام ينسون
    100 جرام لوز
    100 جرام بندق
    50جرام فستق
    25 جرامجوز هند مبشور ناعم
    25 جرام صنوبر
    10 جرامات دار فلفل
    يطجن الجميع ويعجن في عسل منزوع من الرغوة اي في اثناء الغلي تنزع رغوته ويعبأ في برطمان زجاج وتؤخذ منه ملعقة صغيرة بعد الافطار وبعد العشاء مع الحذر من استعمال هذا المركب للشاب والعازب
    ( هذه الوصفه منسوبه لابي الفداء محمد عزت محمد عارف)
    للمغص الناتج عن الاسهال
    تؤخذ نصف ملعقة صغيرة من زنجبيل مطحون وتمزج في كوب مغلي حبة البركة ثم تصفى وتحلى وتشرب
    لعلاج الوهن والارق والتعب
    يوضع فنجان زنجبيل مطحون على طشت ماء فاتر وترك لمدة عشر دقائق ثم تضع قديمك حتى منتصف الساق فيه وتسترخي تماما وانت جالس على مقعد منخفض او سرير لمدة ربع ساعة ثم تغسل رجليك بماء ثم تجففها
    مدر للبول
    تؤخذ اوقية زنجبيل مطحون مع اوقية شمر مطحون ونسف اوقية من شواش الذرة وتؤخذ من ذالك ملعقة صغيرة على كوب ماء ساخن ويغطى ويترك لمدة خمس دقائق ثم يصفى ويحلى ويشرب صباحا ومساء
    مقوي للقلب منعش
    يشرب كالشاي او يمزج في الحليب ويشرب يوميا على الريق
    لفتح شهية الطعام
    قبل الطعام بربع ساعة امزج نسف ملعقة صغيرة من الزنجبيل مطحون في كوب ماء واشرب منه ما تيسر قدر نفسك بدون سكر
    لعلاج عسر الهضم
    تصنع مربى زنجبيل بالنعناع وذلك بطبخ نصف كيلو عسل ونزع رغوته ثم اضافة 50 جرام زنجبيل و 25 جرام نعنع مطحون وتؤخذ ملعقة صغيرة بعد كل اكل
    لليرقان
    يؤخذ من بذر الكشوث 25 جرام ومن الزنجبيل 25 جرام ومن نبات المرار وهو مجفف كالنعنع قدر 55 جرام وتطحن جيدا وتعجن في كيلو عسل نحل وتؤخذ ملعقة صغيرة بعد كل اكل مع شرب ملعقة صغيرة خروع قبل النوم
    للخمول والوهن
    ضع قدميك في حمام مائي ساخن مذاب فيه نزجبيل مطحون قدر ملعقة كبيرة مع دهن الجسم بالزيت
    كيف يفيد الزنجبيل شعر الرأس؟
    الزنجبيل يعالج مشكلة تساقط الشعر. ويقوم الزنجبيل بتنشيط الدورة الدموية ، إذ يسرِّع من عملية وصول الدم الغني بالأغذية اللازمة لفروة الرأس ، وذلك ينصح بالقيام بتدليك لفروة الرأس الفقيرة للشعر بشرائح الزنجبيل والنتيجة ستلاحظ فور الإستخدام. ومن فوائد الزنجبيل انه يعمل على إضفاء الجمال والقوة للشعر.
    ينصح باتباع خطوات هذه الخلطة الطبيعية التي مكونها الرئيسي الزنجبيل، والذي يعمل على إنبات شعر قوي وحمايته من التساقط.
    طريقة الإستعمال : ملعقة كبيرة من الزنجبيل المطحون بالإضافة إلى ملعقة كبيرة من زيت السمسم ، تمزج وتدلك بهما فروة الرأس وتترك ليلة كاملة وعند الاستيقاظ يغسل الشعر، يتم استعمال هذه الوصفة ثلاث مرات أسبوعياً ، وسوف يعود الشعر لنموه وسيكون قوياً وجميلاً .
    فوائد الزنجبيل للبشرة
    للزنجبيل فائدة كبيرة في تفتيح وتنقية البشرة ومن فوائد الزنجبيل انه يقوم بتبييض وتنظيف البشرة .
    1)وينصح باستخدام هذه الخلطات الطبيعية ليرى النتيجة المرجوة للبشرة : (زنجبيل مبشور + ملعقة عسل + ملعقة خميرة بيرة) طريقة الإستعمال : تنظف البشرة وتغسل قبل وضع الخلطة على البشرة ، ثم توضع الخلطة لمدة ربع ساعة ، ثم يغسل الوجه.
    2) (نصف ليمونة + بياض بيضة + مقدار بسيط من الزنجبيل) طريقة الإستعمال : تخلط المكونات مع بعضها البعض ، ومن ثم يوضع الخليط على الوجه مدة عشرة دقائق ، ومن ثم يغسل الوجة جيداً.
    فوائد الزنجبيل للجنس
    الزنجبيل يفيد في إثارة وتقوية الشهوة الجنسية لدى الزوجين و يعتبر الزنجبيل أقوى علاج للمصابين بالضعف والعجز الجنسي. ومن فوائد الزنجبيل انه يؤخر من عملية القذف لدى الرجال و يُعدّ الزنجبيل المساعد الأقوى في عملية الإنتصاب عند الرجال. الزنجبيل مهم في التخلص من الروائح الناتجة عن الإفرازات المهبلية لدى النساء.
    ينصح بمزج الزنجبيل المطحون والفلفل الأسود المطحون وطحين المستكة أيضاً والقرنفل نخلطهما مع العسل على النار حتى ينضج الخليط ، ومن ثم المداومة على أخذ ملعقة صغيرة منه يومياً
    كيف يفيد الزنجبيل الذين يعانون من السمنة؟
    الزنجبيل له مفعول كبير في تنحيف الجسم و يعمل الزنجبيل على تنظيم عملية الهضم لدى الإنسان. اما الحرقة اللاذعة في الزنجبيل مهمة في حرق الدهون .
    ينصح باتباع هذه الوصفات الطبيعية الغنية بالفائدة :
    1) (ثلاثة ملاعق من الزنجبيل المبشور + ملعقة ماء ورد + ملعقتين من خل التفاح + ملعقة لوز مر)
    طريقة الإستعمال : يغلى الزنجبيل في مقدار مناسب من الماء حسب كمية الزنجبيل المرادة، وبعد غليها جيداً تصفى للحصول على خلاصة الزنجبيل ويترك ليبرد ، ثم يمزج مع باقي المكونات وبإضافة كريم مرطب للمزيج ، ثم يدهن به المناطق التي تعاني من السمنة والغير مرغوب فيها بهذا المزيج ، ويترك فترة جيدة ، ثم بعد ذلك يشطف المزيج عن الجسم .
    2)(يتناول مزيج الزنجبيل مع القرفة بعد غليهما ، وذلك بعد تناول وجبة الطعام مباشرة.)
    3)يغلى قدر مناسب من الماء ثم يضاف قدر مناسب من الزنجبيل المطحون ويضاف حبة ليمون ويترك المزيج يغلي وبعد خمسة دقائق يصفى ويحلى بملعقة عسل صغيرة ويتناول .
    4)ينقع الزنجبيل الأخضر أو الطازج في الماء بعد أن يفرم يتم شربه منقوعا ثلاث مرات يومياً ، مع التقليل من كمية الطعام المتناوله.
    اقرأ عن كيفية التخلص من الكرش بسرعة
    فوائد الزنجبيل للحامل
    للزنجبيل فائدة كبيرة في علاج الغثيان للحامل والقيء ومن فوائد الزنجبيل انه مهم في التخلص من شهوة الوحم .
    ينصح المرأة الحامل باتباع هذه الوصفات المهمة في علاج المشاكل التي تعاني منها طريقة الإستعمال :
    1 تناولي الزنجبيل الأخضر مع وجبات الطعام 2 يساعدك تناول ملعقة صغيرة في اليوم ثلاث مرات من الزنجبيل المطحون على التخلص من الغثيان والقيء 3 قومي بنقع الزنجبيل الأخضر(الطازج) في خل التفاح لمدة ليلتين ، ثم قومي بتجفيفه وإن أحببت حمصيه وتناولي منه كل يوم 4 قبل نهوضك من فراشك في الصباح قومي بشرب الزنجبيل المحلى بالعسل ، ويمكن تناول بسكويت(الشاي) مع الزنجبيل، وقومي بالانتظار إلى أ ن يأخذ مفعوله ثم قومي من فراشك
    فوائد الزنجبيل الطازج (الأخضر)
    بالإضافة إلى الفوائد الغنية في نبات الزنجبيل السابقة الذِكر في الأعلى ، هناك فوائد أخرى مهمة 1 الزيوت الموجودة في الزنجبيل تعمل على تنشيط الدورة الدموية 2 يعالج الزنجبيل آلام المعدة 3 ومن فوائد الزنجبيل انه يعالج الإسهال الناتج عن البرودة في الجو 4 يخلص المصاب بالكحة وتراكم البلغم من هذه الضرر 5 يقوم الزنجبيل بتطهير الأمعاء والجهاز الهضمي وحمايتهما من التسمم من الأغذية
    لقد اصبح عند القارئين والباحثين عن فوائد الزنجبيل دراية واسعة في اهمية هذه النبته وفي هذا الموضوع تم بايجاز التحدث عن فوائد الزنجبيل الكثيرة والمتعدده وتم تم ذكر طرق يمكن ان تستعمل للمساعدة للحصول على نتائج ملحوظه في تقوية الشعر والعناية بالبشرة و في تقوية العلاقة بين الزوجين وايضا كيف يمكن للحامل ان تستفيد من الزنجبيل. وتتفنن النساء في استخدام مذاق ونكهة الزنجبيل المميزه في اطباقهن, ومن اشهى وافيد الاطباق, حلو الشوفان مع الكرميل والزنجبيل
    فوائد كثيرةفي الزنجبيل؟
    المستحضرات الموجدة من الزنجبيل في الاسواق
    يوجد الزنجبيل المجفف غير المقشور والزنجبيل المقشور وكذلك على هيئة مسحوق وقطع مسطحة وكذلك الزنجبيل الطازج الطري و الموجود في بعض البقالات , كما يوجد زيت الزنجبيل وكبسولات واقراص صيدلانية من الزنجبيل في محلات الاغذية التكميلية وفي الصيدليات
    هل هناك محاذير من استعمل الزنجبيل ؟
    نعم للزنجبيل اضرار جانبية وهيه انه يسبب خفقان القلب وهبوط الجهاز العصبي المركزي , وذالك في حالة تعاطي جرعات كبيرة من الزنجبيل
    هل يتعارض الزنجبيل مع اعشاب اخرى او اي اغذية تكميلية ؟
    يتعارض الزنجبيل مع الاعشاب المضاضة لتخثر الدم والمضاضة لتكسر صفائح الدم ومن اهم تلك الاعشاب البابونج والفلفل الاحمر والخس و القرنفل والحلبة وحشيشة الحمة والثوم والجنكة وابو فروة وعرق السوس والبقدونس والبصل وعليه يجب عدم استخدام الزنجبيل مع اي من هذه الاعشاب حيث يمكن حدوث النزيف
    هل يتعارض الزنجبيل مع اي امراض؟
    نعم الاشخاص المصابون بمرض المرارة يجب عدم استخدام الزنجبيل كما يجب عدم استخدام جرعات كبيرة منه في حالات مرض السكر حيث انه يخفض سكر الدم , كما يجب عدم استخدامه مع امراض القلب حيث يسبب الخفقان في حالات الجرعة الزائدة,
    يتداخل الزنجبيل مع امراض الضغط المرتفع والمنخفض والجرعات الزائده منه تسبب عدم انضباط الضغط وكذالك يجب على المصابين بارتفاع او انخفاض الضغط عدم استخدام جرعات عالية من الزنجبيل
    ملخص موضوع فوائد الزنجبيل
    - نبات الزنجبيل عبارة عن جذور كبيرة تشبه العقد في مظهرها لونه يميل إلى الصفار ، أو كلون حبات البطاطا، طعمه لاذع وله الكثير من الفوائد.
    - استخدم الزنجبيل بكثرة في علاج الاضطرابات المعدة.
    - والزنجبيل مفيد جدا في ايقاف خلايا السراطانية.
    - الزنجبيل يعالج مشكلة تساقط الشعر.
    - للزنجبيل فائدة كبيرة في تفتيح وتنقية البشرة.
    - الزنجبيل يفيد في إثارة وتقوية الشهوة الجنسية لدى الزوجين و يعتبر الزنجبيل أقوى علاج للمصابين بالضعف والعجز الجنسي.
    - الزنجبيل له مفعول كبير في تنحيف الجسم و يعمل الزنجبيل على تنظيم عملية الهضم لدى الإنسان.
    - للزنجبيل فائدة كبيرة في علاج الغثيان للحامل والقيء.
    الزنجبيل Zingiber officinale
    منقول
                  

01-14-2017, 02:46 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    دور الخضروات والفواكه في الوقاية من امراض السرطان
    عرف استخدام بعض اصناف الخضروات والفواكه في معالجة الأمراض عبر التاريخ، حيث كان يعتقد أن لها دورا في معالجة هذه الأمراض والوقاية منها، ابتداء بالصداع وانتهاء بأمراض القلب والشرايين. وفي الطب الحديث استخدمت هذه الأصناف في العديد من الوصفات الطبية. ومع تطور العلم، وتطور البحوث المتعلقة بأمراض السرطان، فقد وجد ان 70% من حالات الاصابة بأنواع السرطان المختلفة تعزى بشكل رئيسي الى الغذاء الذي يتناوله الانسان في حياته اليومية، وقد وضعت العديد من الفرضيات العلمية التي تهدف الى ايجاد العلاقة ما .بين تناول بعض الأغذية وظهور أنواع من السرطان
    ومن الامثلة على العلاقة مابين تناول كميات كبيرة من الأغذية الغنية بالدهون وسرطان الثدي والقولون، والعلاقة ما بين الافراط في تناول الكحول والسرطان الذي يصيب كلا من الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والثدي والكبد، وأخيرا مابين الاستهلاك الضئيل للألياف الغذائية وسرطان القولون. ولعل من أقوى الفرضيات التي وضعت لايجاد العلاقة ما بين الغذاء والسرطان هي الفرضية المتعلقة بالاستهلاك اليومي للخضروات والفواكه الطازجة، وهي الفرضية التي حازت على اكبر قدر من البحث والتأييد العلمي، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت عليها نتائج واضحة وملموسة أكثر من أي فرضية أخرى. ومن خلال هذا المقال سأحاول أن ألقي الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بهذه العلاقة مبرزا أهمية هذه الأغذية في الوقاية من الاصابة بأمراض السرطان .
    قام الباحثون في مجال السرطان باجراء العديد من الدراسات العلمية والتي تصل في مجموعها الى مائتين وستة دراسة وبائية استقصائية على البشر واثنتين وعشرين دراسة علمية على الحيوانات، وأظهرت معظم هذه الدراسات وجود العلاقة العكسية المباشرة ما بين استهلاك الخضروات والفواكه والاصابة بأمراض السرطان في مواقع الجسم المختلفة، حتى غدت هذه العلاقة حقيقة علمية مقررة، خاصة في أنواع السرطان التي تصيب كلا من المعدة والمريء والرئة وتجويف الفم والبلعوم وبطانة الرحم والبنكرياس والقولون.
    وفيما يلي استعراض لأهم أنواع السرطان التي يرتبط منعها بزيادة الاستهلاك من الخضروات والفواكه:
    1- سرطان المعدة: أظهرت جميع الدراسات المقارنة أن استهلاك الخضروات الطازجة والورقية بشكل متكرر يرتبط ارتباطا مباشرا بمنع الاصابة بسرطان المعدة (وهو النوع الأكثر انتشارا في العالم)، وبدرجة أقل، فقد وجد أن تناول الحمضيات ثم الزنبقيات (الثوم والبصل والكراث) يساعد على التقليل من الاصابة بالسرطان.
    2- سرطان القولون: أظهرت معظم الدراسات أن الخضروات بشكل عام (الطازجة وغير الطازجة والورقية) تساعد على التقليل من اصابة الانسان بسرطان القولون، ذلك أنها تزيد من سرعة مرور فضلات الأغذية المهضومة من خلال الأمعاء وتقلل من الضغط الذي تولده هذه الفضلات على جدر الأمعاء الغليظة، وهذا بدوره يقلل من فرصة تكون جيوب الأمعاء (وهو ما يعرف بداء الأمعاء الردبي) ويقلل كذلك من فرصة الاصابة بسرطان القولون.
    3- سرطان المريء: بينت جميع الدراسات العلمية التي استخدمت الخضروات بشكل عام، والورقية منها والبندورة بشكل خاص، بالاضافة الى الحمضيات، ان الاستهلاك المنتظم لهذه الأطعمة يساعد على منع حصول السرطان في تلك المنطقة من الجسم، وأظهرت أن خضروات الفصيلة الزنبقية ليس لها اي دور في منع هذا النوع منن السرطان.
    4- سرطان الرئة: يعد سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان التي تسبب حالات الوفاة في الولايات المتحدة في كل من الرجال والنساء، وقد بينت نتائج الدراسات التي اجريت هناك أن تناول الخضروات الورقية والبندورة بشكل خاص يحد بشكل واضح من فرص التعرض لهذا النوع من السرطان، كما بينت ان الجزر يساعد-ولكن بدرجة أقل- على الحد من الاصابة به.
    ولعل أحد أهم الأسباب التي توضح هذه العلاقة أن المدخنين في الغالب (وهم يشكلون غالبية المصابين بسرطان الرئة) هم أقل استهلاكا لهذه الأصناف من الأغذية من سواهم، وذلك بسبب ضعف شهيتهم وقلة اقبالهم على تناول الطعام، وقد يعزى السبب كذلك الى دور التدخين في تثبيط أو ابطاء مفعول العوامل المانعة للسرطان والتي تتوافر في مثل هذه الأغذية 5-سرطان المريء وتجويف الفم والبلعوم: تعد الخضروات الورقية والحمضيات من أهم الأغذية النباتية التي تقي من الاصابة بهذه الأنواع من السرطان، كما بينت الدراسات أن الجزر يلعب دورا لا يقل أهمية عن الأغذية سالفة الذكر، بل ان دوره يفوق دور أي نوع آخر من الخضروات والفواكه في الوقاية من هذا السرطان.
    6- سرطان القولون: تعد نباتات الفصيلة الصليبية مثل الزهرة والملفوف واللفت والفجل والخردل من أهم الخضروات التي تقي من الاصابة بهذا النوع من السرطان، كما تساهم الفواكه الحمضية والجزر في التقليل من فرص الاصابة به، وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد نباتات الفصيلة الصليبية في الحد والوقاية منه.
    7- سرطان الثدي: يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا عند النساء في الولايات المتحدة وثاني أكبر مسبب لحالات الوفاة من بين أنواع السرطان المختلفة. وتشير الدراسات الى أن هناك علاقة عكسية واضحة ما بين استهلاك الخضروات الورقية والجزر والفواكه، والاصابة بهذا النوع من السرطان.
    8- سرطان البنكرياس: أوضحت غالبية الدراسات التي أجريت على المرضى المصابين بسرطان البنكرياس أن الخضروات والفواكه تسهم وبدرجة كبيرة في الحد من الاصابة بهذا النوع من السرطان.
    9- سرطان غدة البروتستات: يعد هذا النوع من السرطان استثناء من بين انواع السرطان التي لها علاقة بتناول الخضروات والفواكه، حيث أظهرت جميع الدراسات العلمية المتعلقة بهذا الشأن أن استهلاك الخضروات والفواكه لم يكن له أي دور في الحد من تطور هذا المرض.
    وباستعراض هذه النتائج يتبين لنا أن الخضروات الطازجة والورقية منها بشكل خاص تعد من أكثر أنواع الأغذية النباتية ذات التأثير الواقي من الاصابة بأنواع السرطان المختلفة، فقد أظهرت 85% من الدراسات التي أجريت في هذا المجال (وعددها 194 دراسة) أن لها تأثيرا مباشرا في الوقاية من الاصابة بالسرطان في مواقع الجسم المختلفة. وتأتي نباتات الفصيلة الزنبقية في المرتبة الثانية والجزر في المرتبة الثالثة فنباتات الفصيلة الصليبية رابعا وأخيرا الفواكه وخاصة الحمضيات في المرتبة الخامسة.
    ولكن الى اي مدى يمكن للخضروات والفواكه أن تحد من الاصابة بأمراض السرطان؟ وهل يعني التناول اليومي والمنتظم للخضروات والفواكه الطازجة منع تطور وحدوث أمراض السرطان بشكل مطلق؟؟ والجواب هو أن الخضروات والفواكه لا تمنع تماما من ظهور وتطور هذه الأمراض، لكنها في الحقيقة تقلل من فرصة الاصابة بالمرض بمقدار النصف أو أكثر قليلا، وهذا الدور يبقى دورا هاما وحيويا حتى ولو توقف عند هذا الحد. وقد يتبادر الى الذهن سؤال آخر وهو: كيف تقوم الخضروات والفواكه بمنع الاصابة بالسرطان؟ وما هي المكونات التي تساعد على القيام بهذا الدور؟
    .والجواب أن التأثير الوقائي للخضروات والفواكه يعزى اساسا الى احتوائها على مجموعة من المركبات الكيميائية التي تتوافر فيها بكميات تكفي للحد من تطور ونمو الخلايا السرطانية، حيث تمتاز كل مجموعة من أصناف الخضروات والفواكه باحتوائها على مركبات معينة تعطيها القدرة على منع السرطان، ومن الامثلة على ذلك
    نباتات الفصيلة الصليبية: وتمتاز باحتوائها على كميات كبيرة من مركبات تدعى الدايثيول ثيونات والأيثوثيوسيانات، وهي مركبات عضوية كبريتية تعمل على زيادة فعالية الأنزيمات المحطمة للمواد المسرطنة والمركبات الغريبة الوافدة الى الجسم، كما تشتمل على مركبات اندول -3- كاربونيل، والتي تؤثر على استقلاب وأيض الاستروجين لدى الانسان، بحيث ينتج عن ذلك انتاج مركبات تحمي من الاصابة بأنواع السرطان المرتبطة بالاستروجين مثل سرطان الثدي وبطانة الرحم لدى النساء.
    نباتات الفصيلة الزنبقية: تمتاز باحتوائها على مركبات كبريتية مثل الدايأليل سلفايد والأليل ميثيل ترايسلفايد، وهي مركبات تعمل على زيادة فعالية وتنشيط الأنزيمات المحطمة للسموم والمواد المسرطنة، ولها تأثير مضاد لأنواع البكتيريا التي تساعد على انتاج المواد المسرطنة، وذلك من خلال منع التحويل البكتيري للنيترات الى نيتريت في المعدة ومن ثم التقليل من كمية النيتريت اللازمة للتفاعل مع المركبات الأمينية الثانوية الضرورية لانتاج مركبات النيتروزو أمينات، اذ يعتقد أن لها تأثيرا مسرطنا بالأخص على المعدة.
    الحمضيات: تتميز الحمضيات باحتوائها على كميات كبيرة من حامض الاسكوربيك (فيتامين ج) والذي يحمي جدر الخلايا والمادة الوراثية فيها من عمليات التأكسد الضارة، نظرا لطبيعة الحامض التي تؤهله للعمل كمانع للتأكسد. كما يعتقد أن لفيتامين "ج" دورا في منع الاصابة بالسرطان من خلال قدرته على ربط وتقليل النيتريت ومن ثم التقليل من فرصة تكون النيتروز أمينات المسرطنة كذلك فان الحمضيات تحتوي على مركبات الكومارين والليمونين، والتي تعمل على تنشيط أنزيمات الجلوتاثيون ترانسفيريز المحطمة للمركبات المسرطنة.
    الخضروات الورقية: تحتوي على مركبات الليوتين، وهي مركبات كاروتينية تعمل كمانعة للتأكسد ولها القدرة على ربط الجذور الحرة التي تتسبب في النموات السرطانية، وتعد الخضروات الورقية مصادر غنية بحامض الفوليك، وهو فيتامين ضروري لتصنيع الأحماض النووية والمادة الوراثية في الخلية، حيث يؤدي نقص هذا الحامض الى تحطيم الكروموسومات في المواقع التي يعتقد أنها محل للنموات السرطانية.
    الخضروات والفواكه الصفراء: مثل الجزر والبطاطا الحلوة والقرع واليقطين والمانجا والبابايا والشمام، وهي تحتوي على كميات وافرة من مادة البيتا- كاروتين التي تعمل كمضادات للتأكسد وعلى حماية الخلايا من التأثير الضار الذي تحدثه الجذور الحرة، كم أن قابلية البيتا- كاروتين للتحول الى فيتامين "أ" أكسبها قدرة اضافية على الحد من النمو السرطاني، لما يقوم به فيتامين "أ" من دور في عمليات الانقسام والتمايز للخلايا الطلائية (الابثيلية)، ذلك ان الخلايا السرطانية تتميز باضطراب في هذه الانقسامات واختلالها. وبالاضافة الى ذلك فان الخضروات الصفراء تحتوي على كميات من ألفا-كاروتين والتي تقوم بدور مماثل للبيتا-كاروتين ولكن بكفاءة أقل.
    ولا يقتصر تأثير الخضروات والفواكه المضاد للسرطان على احتوائها للمركبات السالفة الذكر، بل ان هنالك مجموعة من المركبات والعناصر الكيميائية التي تقوم بهذا التأثير المضاد، وهي تتوزع على أنواع شتى من الخضروات والفواكه دون أن تنحصر في نوع واحد منها، ومثال ذلك
    السيلينيوم: وهو عنصر معدني أساسي للجسم يحتاجه بكميات قليلة جدا (100 ميكروغرام/ يوم)، ويتواجد في الخضروات والفواكه بكميات قليلة (أقل من 0,1 ميكروغرام / غرام)، ويتباين محتوى الأغذية النباتية عموما من هذا العنصر تبعا لمحتوى التربة منه. وتبرز أهمية السيلينيوم في الوقاية من أمراض السرطان خلال الدور الذي يقوم به كمرافق للانزيم " جلوتاثيون بيروكسيداز" والذي يعد أحد وسائل الدفاع لدى الجسم اذ يحمي جدار الخلايا الحية من تأثير الجذور الحرة المؤكسدة وهي من أهم مسببات النمو السرطاني، ويعزى التأثير المضاد للسرطان الى قدرة هذا العنصر على التأثير في أيض المواد المسرطنة ومن ثم منع تفاقم خطرها. ولعل طبيعة العلاقة التعاونية بين عنصر السيلينيوم وفيتامين "ه" (التوكوفيرول) تسهم في ايضاح وتفسير التأثير الحيوي للسيلينيوم، اذ يعمل فيتامين "ه" على حماية الأحماض الدهنية عديدة اللااشباع الموجودة في جدر الخلايا الحية من عمليات الأكسدة، كما يعتقد أن للتوكوفيرولات دور في التقليل من تكون مركبات النيتروزوأمينات التي تسبب سرطان المعدة.
    الفلافونويدات: وهي مركبات عديدة الفينولات وتعمل على منع تأكسد الخلايا الحية، وهي تتوافر بكميات جيدة في الخضروات والفواكه، وبخاصة أوراق الشاي وتعمل هذه المركبات على طرد المواد المسرطنة من داخل الخلايا وتحطيمها ومن ثم حماية هذه الخلايا من خطر السرطان.
    الألياف الغذائية: تعد الخضروات والفواكه والبقوليات من أهم مصادر الألياف الغذائية، والتي يعتقد أن لها دورا هاما في الوقاية من سرطان القولون، اذ تعمل الألياف الغذائية على زيادة حجم البراز وتسريع مرور الفضلات الغذائية من الأمعاء وتقليل فترة مكوثها فيها ومن ثم التقليل من فرصة التفاعل مابين المواد المسرطنة والخلايا الطلائية المبطنة لجدر الأمعاء. ويعتقد كذلك أن هذه الألياف ترتبط بالمواد المسرطنة وأحماض الصفراء وتسهل طرحها خارج الجسم فضلا عن ذلك فان لبعض الألياف الغذائية قابلية التخمر في القولون بفعل بعض أنواع البكتيريا منتجة بذلك احماضا دهنية قصيرة السلسلة مثل حامض البيوتريك، والذي يعتقد أن له تأثيرا مضادا للسرطان من خلال زيادة حموضة القولون ومن ثم تقليل فرص تكون بعض المواد المسرطنة
    ان أهمية الخضروات والفواكه لا تنبع من مجرد كونها عوامل مساعدة على الوقاية من الاصابة بأمراض السرطان، بل ان هناك مجموعة من الفوائد الصحية المثبتة علميا والتي يجنيها الانسان من تناول هذه الأغذية. فالألياف الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه تساعد على تنظيم سكر الدم لدى المرضى المصابين بالسكري، كما تساعد على خفض كوليسترول الدم المرتفع وتمنع حدوث داء الأمعاء الردبي، كما أن المواد المانعة للتأكسد التي تحتويها الخضروات والفواكه، مثل فيتامين ج وفيتامين ه والكاروتينات وغيرها، تساعد على تنظيم ومنع ارتفاع ضغط الدم وتنظيم عمل عضلة القلب، ومن ثم الحد من خطر الاصابة بأمراض القلب والشرايين
    وأخيرا فان المحتوى المنخفض من الدهون والطاقة في الخضروات والفواكه يساعد على التقليل من خطر السمنة كما يساعد المصابين بها على التخفيف من حدته.
    وعلى الرغم من كل الفوائد الصحية التي يجنيها الانسان من تناول الخضروات والفواكه الا أن الافراط في تناولها يعد مصدرا للكثير من المشاكل التغذوية مثل نقص البروتين والطاقة ونقص بعض العناصر المعدنية كالحديد، اذ أنه لا بد من الحكمة والحذر في تناولها لتجنب بعض المضار والمشاكل الصحية التي قد تترتب على تناولها، ذلك أن تناول الخضروات والفواكه يعد من أهم وسائل التسمم بالمبيدات الزراعية، والتي يعتقد أن ثلثيها يحتوي على مواد سامة ومسرطنة، الأمر الذي يوجب على المستهلك الحرص على غسلها جيدا قبل الأكل. ومن بين المشكلات التي قد تترتب على الاستعمال غير الصحي للخضروات والفواكه التسمم بالأفلاتكوسينات، اذ تنتج هذه السموم الفتاكة بواسطة الأحياء الدقيقة الموجودة على بعض المحاصيل، والتي تقوم بانتاج هذه السموم في حال غياب ظروف التخزين الصحية والسليمة.
    وتعتبر الخضروات المخللة أحد مصادر الخطر، اذ ثبت علميا أن الزيادة في استهلاكها يرتبط بزيادة فرص الاصابة بالسرطان، بخلاف ما عليه الحال بالنسبة للخضروات والفواكه الطازجة. وختاما، فاننا نضع بين يديك بعض النصائح والارشادات التي تعين على زيادة تناول هذه الأغذية الصحية لتساعد في الوقاية من أمراض السرطان:
    تنويع الخضروات والفواكه التي تتناولها في غذائك اليومي.
    اعمل على مضاعفة الحصص المتناولة من الخضروات والفواكه.
    تناول الخضروات والفواكه كوجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية.
    اشرب عصير الفواكه أو الخضروات الطازجة بدلا من المشروبات الأخرى.
    استعمل سلطة الفواكه كحلوى بدلا من الحلويات.
    أكثر من تناول وجبات الطعام النباتية، دون الافراط بها على حساب الأغذية الحيوانية.
    تناول المعجنات والمخبوزات التي تحوي الفواكه، مثل فطائر التفاح أو المشمش أو الموز.
    ملاحظة: اعتمدت في هذه المقالة أساسا على المقال العلمي المنشور في مجلة جمعية التغذية الأمريكية (بتصرف)
    Steinmetz, K. A. and Potter, J. D. 1996. Vegetables, Fruits; Cancer Prevention: A review. Jornal of The American Dietitic Association, vol. 96(10): 1039.
    كما اتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور حامد التكروري رئيس قسم التغذية في الجامعة الأردنية لتفضله بمراجعة المقال من الناحية اللغوية والعلمية ولملاحظاته القيمة
    المصدر: موقع التغذية http://http://www.khayma.com/taghthiawww.khayma.com/taghthia
                  

01-14-2017, 03:55 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    بعد الخمسين .....
    نظرت في التقويم فوجدت أني أستكمل اليوم (23 جمادى الأولى 1379هـ) اثنتين وخمسين سنة قمرية، فوقفت ساعة أنظر فيها في يومي وأمسي، أنظر من أمام لأرى ما هي نهاية المطاف، وأنظر من وراء لأرى ماذا أفدت من هذا المسير.
    وقفت كما يقف التاجر في آخر السنة ليجرد دفاتره ويحرر حسابه، وينظر ماذا ربح وماذا خسر. وقفت كما تقف القافلة التي جُنَّ أهلوها وأخذهم السُّعَار، فانطلقوا يركضون لا يعرفون من أين جاؤوا، ولا إلى أين يذهبون، ولا يهدؤون إلَّا إذا هدَّهم التعب، فسقطوا نائمين كالقتلى!
    وكذلك نحن إذ نعدو على طريق الحياة؛ نستبق كالمجانين، ولكن لا ندري علامَ نتسابق، نعمل أبدًا من اللحظة التي نفتح فيها عيوننا في الصباح إلى أن يغلقها النعاس في المساء، نعمل كلَّ شيء إلَّا أن نفكر في أنفسنا أو ننظر من أين جئنا وإلى أين المصير!
    وجردت دفاتري، أرى ماذا طلبت وماذا أُعطيت.
    طلبت المجد الأدبي وسعيت له سعيه، وأذهبت في المطالعة حِدَّة بصري، وملأت بها ساعات عمري، وصرَّمت الليالي الطِّوال أقرأ وأطالع، حتى لقد قرأت وأنا طالب كتبًا، مِن أدباء اليوم مَن لم يفتحها مرة لينظر فيها! وما كان لي أستاذ يُبصِّرني طريقي ويأخذ بيدي، وما كان من أساتذتي مَن هو صاحب أسلوب في الكتابة يأخذني باتِّباع أسلوبه، ولا كان فيهم مَن له قدم في الخطابة، وطريقة في الإلقاء يسلكني مسلكه، ويذهب بي مذهبه. وما يسميه القراء "أسلوبي في الكتابة"، ويدعوه المستمعون "طريقتي في الإلقاء" شيء مَنَّ الله به عليَّ لا أعرفه لنفسي، لا أعرف إلَّا أني أكتب حين أكتب، وأتكلم حين أتكلم، منطلقًا على سجيتي وطبعي، لا أتعمد في الكتابة إثبات كلمة دون كلمة، ولا سلوك طريق دون طريق، ولا أتكلَّف في الإلقاء رنّةً في صوتي، ولا تصنُّعًا في مخارج حروفي.

    وكنت أرجو أن أكون خطيبًا يهزُّ المنابر، وكاتبًا تمشي بآثاره البُرُد، وكنت أحسب ذلك غاية المنى، وأقصى المطالب، فلما نلته زهدت فيه، وذهبت مني حلاوته، ولم أعد أجد فيه ما يُشتهى ويُتمنَّى.
    وما المجد الأدبي؟ أهو أن يذكرك الناس في كلِّ مكان، وأن يتسابقوا إلى قراءة ما تكتب وسماع ما تذيع، وتتوارد عليك كتب الإعجاب، وتقام لك حفلات التكريم؟ لقد رأيت ذلك كلَّه، فهل تحبون أن أقول لكم ماذا رأيت فيه؟ رأيت سرابًا… سراب خادع، قبض الريح!
    وما أقول هذا مقالة أديب يبتغي الإغراب ويستثير الإعجاب، لا والله العظيم "أحلف لكم لتصدقوا" ما أقول إلَّا ما أشعر به. وأنا من ثلاثين سنة أعلو هذه المنابر، وأحتل صدور المجلات والصحف، وأنا أكلِّم الناس في الإذاعة كلَّ أسبوع مرة من سبع عشرة سنة إلى اليوم، ولطالما خطبت في الشام ومصر والعراق والحجاز والهند وأندونيسيا خطبًا زلزلت القلوب، وكتبت مقالات كانت أحاديث الناس، ولطالما مرَّت أيام كان اسمي فيها على كلِّ لسان في بلدي، وفي كلِّ بلد عشتُ فيه، أو وصلَتْ إليه مقالاتي، وسمعت تصفيق الإعجاب، وتلقَّيت خطب الثناء في حفلات التكريم، وقرأت في الكلام عني مقالات ورسائل، ودرَس أدبي ناقدون كبار ودُرِّس ما قالوا في المدارس، وتُرجم كثير مما كتبت إلى أوسع لغتين انتشارًا في الدنيا: الإنكليزية والأردية، وإلى الفارسية والفرنسية… فما الذي بقى في يدي من ذلك كلِّه؟ لا شيء. وإن لم يكتبْ لي الله على بعض هذا بعضَ الثواب أكُنْ قد خرجت صفْرَ اليدين!
    إني من سنين معتزل متفرد، تمرُّ عليَّ أسابيع وأسابيع لا أزور فيها ولا أزار، ولا أكاد أُحدِّث أحدًا إلَّا حديث العمل في المحكمة، أو حديث الأسرة في البيت. فماذا ينفعني وأنا في عزلتي إن كان في مراكش والهند وما بينهما مَن يتحدث عني ويمدحني، وماذا يضرُّني إن كان فيها من يذمُّني، أو لم يكن فيها كلِّها مَن سمع باسمي؟!
    ولقد قرأت في المدح لي ما رفعني إلى مرتبة الخالدين، ومن القدح فيَّ ما هبط بي إلى دركة الشياطين، وكُرِّمت تكريمًا لا أستحقُّه، وأُهملت، حتى لقد دُعي إلى المؤتمرات الأدبية، وإلى المجالس الأدبية الرسمية المبتدئون، وما دُعيت منها إلى شيء، فألفت الحالين وتعوَّدت الأمرين، وصرت لا يزدهيني ثناء، ولا يهزُّ السبُّ شعرةً واحدة في بدني.
    أسقطت المجد الأدبي من الحساب لما رأيت أنه وهم وسراب.

    وطلبت المناصب، ثم نظرت فإذا المناصب تكليف لا تشريف، وإذا هي مشقة وتعب لا لذَّة وطرب، وإذا الموظف أسير مقيِّد بقيود الذهب، وإذا الجزع من عقوبة التقصير أكبر من الفرح بحلاوة السلطان، وإذا مرارة العزل أو الإعفاء من الولاية أكبر من حلاوة التولية. ورأيت أني مع ذلك كلِّه قد اشتهيت في عمري وظيفة واحدة، سعيت لها وتحرَّقت شوقًا إليها… هي أن أكون معلمًا في المدرسة الأولية في قرية حرستا، وكان ذلك من أكثر من ثلاثين سنة، فلم أنلها فما اشتهيت بعدها غيرها.
    وطلبت المال، وحرصت على الغنى، ثم نظرت فوجدت في الناس أغنياء وهم أشقياء، وفقراء وهم سعداء.
    ووجدتني قد توفي أبي، وأنا لا أزال في الثانوية، وترك أسرة كبيرة وديونًا كثيرة، فوفَّى الله الدين وربى الولد، وما أحوج إلى أحد، وجعل حياتنا وسطًا ما شكونا يومًا عوزًا، ولا عجزنا عن الوصول إلى شيء نحتاج إليه، وما وجدنا يومًا تحت أيدينا مالًا مكنوزًا لا ندري ماذا نصنع به، فكان رزقنا والحمد لله كرزق الطير: تغدو خِماصًا وترجع بِطانًا.
    فلم أعد أطلب من المال إلَّا ما يقوم به العيش ويقي الوجهَ ذلَّ الحاجة.
    وطلبت متعة الجسد وصرَّمت ليالي الشباب أفكر فيها، وأضعت أيامه في البحث عن مكانها، وكنت في سكرة الفتوة الأولى لا أكاد أفكر إلا فيها، ولا أحنُّ إلَّا إليها، أقرأ من القصص ما يتحدث عنها، ومن الشعر ما يشير إليها. ثم كبرت سني وزاد علمي، فذهبت السكرة وصحَّت الفكرة، فرأيت أنَّ صاحب الشهوة- الذي يسلك إليها كلَّ سبيل- كالعطشان الذي يشرب من ماء البحر، وكلما ازداد شربًا ازداد عطشًا، ووجدت أن مَن لا يرويه الحلال يقنع به، ويصبر عليه- لا يرويه الحرام، ولو وصل به إلى نساء الأرض جميعًا.
    ثم ولَّى الشباب بأحلامه وأوهامه، وفترت الرغبة ومات الطلب، فاسترحت وأرحت.

    وقعدت أرى الناس، أسأل: علامَ يركضون؟ وإلامَ يسعون؟ وما ثَمَّ إلَّا السراب!
    هل تعرفون السراب؟ إنَّ الذي يسلك الصحراء يراه من بعيد كأنّه عينٌ من الماءِ الزُّلال تحدِّقُ صافية في عينِ الشَّمس، فإذا كدَّ الرِّكاب وحثَّ الصِّحابَ ليبلغه لم يلقَ إلَّا التراب.
    هذه هي ملذَّات الحياة؛ إنَّها لا تلذُّ إلَّا من بعيد.
    يتمنَّى الفقير المال، يحسب أنَّه إذا أُعطي عشرة آلاف ليرة فقد حيزت له الدُّنيا، فإذا أعطيها فصارت في يده لم يجد لها تلك اللَّذة التي كان يتصوَّرها، وطمع في مائة الألف … إنَّه يحسُّ الفقر بها، وهي في يده، كما يحسُ الفقر إليها يوم كانت يده خلاءً منها، ولو نال مائة الألف لطلب المليون، ولو كان لابن آدم واديًا من ذهب لابتغى له ثانيًا، ولا يملأ عينَ ابن آدم إلَّا التراب.
    والشاعر العاشق يملأ الدنيا قصائد، تسيل من الرِّقة وتفيض بالشُّعور، يعلن أنَّه لا يريد من الحبيبة إلَّا لذَّة النظر ومتعة الحديث، فإذا بلغها لم يجدهما شيئًا، وطلب ما وراءهما، ثمَّ أراد الزَّواج، فإذا تمَّ له لم يجد فيه ما كان يتخيَّل من النعيم، ولذابت صور الخيال تحت شمس الواقع، كما يذوب ثلج الشِّتاء تحت همس الرَّبيع، ولرأى المجنون في ليلى امرأةً كالنساء ما خلق الله النساء من الطين وخلقها "كما كان يُخيَّل إليه" من القشطة، ثمّ لَمَلَّها وزهد فيها، وذهب يجنُّ بغيرها!
    ويرى الموظَّفُ الصغيرُ الوزيرَ أو الأميرَ ينزل من سيارته، فيقف له الجندي، وينحني له الناس، فيظن أنَّه يجد في الرياسة أو الوزارة مثل ما يتوهَّم هو من لذَّتها ومتعتها؛ لحرمانه منها، ما يدري أنَّ الوزير يتعوَّد الوزارة، حتَّى تصير في عينه كوظيفة الكاتب الصغير في عين صاحبها. أوهام … ولكننا نتعلَّق دائمًا بهذه الأوهام!

    وفكرت فيما نلت في هذه الدنيا من لذائذ، وما حملت من عناء، طالما صبرت النفس على إتيان الطاعة، واجتناب المعصية، رأيت الحرام الجميل، فكففت النفس عنه على رغبتها فيه، ورأيت الواجب الثقيل حملت فحملت النفس عليه على نفورها منه، وطالما غلبتني النفس فارتكبت المحرمات، وقعدت عن الواجبات، تألمت واستمتعت، فما الذي بقي من هذه المتعة وهذا الألم؟ لا شيء، قد ذهبت المتعة، وبقي عقابها، وذهب الألم وبقي ثوابه.
    ولم أرَ أضلَّ في نفسه، ولا أغشَّ للناس ممَّن يقول لك: لا تنظر إلَّا إلى الساعة التي أنتَ فيها، فإنَّ ما مضى فاتَ، والمؤمَّل غيبٌ، ولكَ السّاعةُ التي أنتَ فيها.
    لا والله؛ ما فات ما مضى، ولكن كُتب لك أو عليك، أحصاه الله ونسوه، والآتي غيب كالمشاهَد.
    وما مَثَل هذا القائل إلَّا كمَثَل راكب سفينة أشرفت على الغرق، ولم يبقَ لها إلَّا ساعات، فما أسرع إلى زوارق النجاة إسراع العقلاء، ولا ابتغى طوق النجاة، كما يبتغيه من فاته الزورق، ولكنه عكف على تحسين غرفته في السفينة الغارقة يزين جدرانها بالصور، ويكنس أرضها من الغبار، يقول لنفسه: ما دامت السفينة غارقة على كلِّ حال، فلِمَ لا أستمتع بساعتي التي أنا فيها؟ يُفسد عمرَه كله بصلاح هذه الساعة، وإذا عرض له العقل يسفِّه عملَه، فليضرب وجه العقل بكأس الخمر التي تعمي عينيه، فلا يبصر ولا يهتدي، وإنَّ من الخمر لخمرة المال وخمرة السلطان!

    هذا مثال من يجعل هذه الدنيا الفانية أكبر همِّه، ويزهد في الآخرة الباقية، ولو عقل لزهد في الدنيا. لا يحمل ركوته وعصاه، ويسلك البراري وحيدًا، ولا يقيم في زاوية ويمدُّ يده للمحسنين؛ فإن هذا هو زهد الجاهلين، وهو معصية في الدين. إنَّ الزهد الحق هو زهد الصحابة والتابعين، الذين عملوا للدنيا، واقتنوا الأموال، واستمتعوا بالطيِّبات الحلال، وأظهروا نِعَم الله عليهم، ولكن كانت الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم، وكان ذكر الله أبدًا في نفوسهم وعلى ألسنتهم، وكانت الشريعة نبراسهم وإمامهم، وكانت أيديهم مبسوطةً بالخير، وكانوا لا يفرحون بالغنى حتى يَبطروا، ولا يحزنون للفقر حتى ييأسوا، بل كانوا بين غنيٍّ شاكر، وفقيرٍ صابر. ومَن يحصل المال وينفقه في الطاعة خيرٌ ممَّن لا يحصل ولا ينفق، بل يسأل ويأخذ، ومن يتعلَّم العلم ويعمل به، خيرٌ ممَّن يعتزل الناس للعبادة في زاويةٍ أو مغارة، ومن يكون ذا سلطانٍ ومنصب فيقيم العدل، ويدفع الظلم، خيرٌ ممّن لا سلطان له ولا عدل على يديه وليست العبادة أن تصفَّ الأقدام في المحاريب فقط، ولكنْ كلُّ معروفٍ تسديه إن احتسبته عند الله كان لك عبادة، وكلُّ مباحٍ تأتيه إن نويت به وجه الله كان عبادة؛ إذا نويت بالطعام التقوِّي على العمل الصالح، وبمعاشرة الأهل الاستعفاف والعفاف، وبجمع المال من حِلِّه القدرة به على الخير، كان كلُّ ذلك لك عبادة، وكلُّ نعمة تشكر عليها، وكلُّ مصيبة تصبر لله عليها كانت لك عبادة.
    والإنسان مفطورٌ على الطمع، تراه أبدًا كتلميذ المدرسة؛ لـمَّا بلغ فصلًا كان همُّه أن يصعد إلى الذي فوقه. ولكن التلميذ يسعى إلى غاية معروفة، إذا بلغها وقف عندها، والمرء في الدنيا يسعى إلى شيءٍ لا يبلغه أبدًا؛ لأنَّه لا يسعى إليه ليقف عنده ويقنع به، بل ليجاوزه راكضًا يريد غايةً هي صورةٌ في ذهنه، ما لها في الأرض من وجود!
    وقد يُعطى المال الوفير والجاه الواسع والصحة والأهل والولد، ثمّ تجده يشكو فراغًا في النَّفْس، وهمًّا خفيًّا في القلب لا يعرف له سببًا، يحسُّ أنَّ شيئًا ينقصه، ولا يدري ما هو، فما الذي ينقصه، فهو يبتغي استكماله؟

    لقد أجاب على ذلك رجلٌ واحد؛ رجلٌ بلغ في هذه الدنيا أعلى مرتبة يطمح إليها رجل: مرتبة الحاكم المطلق في ربع الأرض، فيما بين فرنسا والصين، وكان له مع هذا السلطان الصحة والعلم والشَّرف، هو عمر بن عبد العزيز الذي قال: "إنَّ لي نفسًا توَّاقة، ما أُعطيت شيئًا إلَّا تاقت إلى ما هو أكبر: تمنَّت الإمارة، فلمَّا أُعطيَتها تاقت إلى الخلافة، فلمَّا بلغتها تاقت إلى الجنّة".
    هذا ما تطلبه كلُّ نفس؛ إنَّها تطلب العودة إلى موطنها الأوَّل، وهذا ما تحسُّ الرغبة الخفيَّة أبدًا فيه، والحنين إليه، والفراغ الموحِش إن لم تجده.
    فهل اقتربتُ من هذه الغاية، بعدما سرتُ إليها على طريق العمر اثنتين وخمسين سنة؟
    يا أسفي! لقد مضى أكثر العمر، وما ادَّخرت من الصالحات، ولقد دنا السَّفر، وما تزوَّدتُ ولا استعددت، ولقد قَرُبَ الحصاد، وما حرثت ولا زرعت، وسمعت المواعظ ورأيت العِبَر، فما اتَّعظت ولا اعتبرت، وآن أوانُ التوبة فأجَّلتُ وسوَّفتُ.
    اللهم اغفر لي ما أسررت، وما أعلنت ، فما يغفر الذنوب إلا أنت. اللهم سترتني فيما مضى، فاسترني فيما بقي، ولا تفضحني يوم الحساب. ورحم الله قارئا قال: آمين.
    الشيخ علي الطنطاوي
                  

01-14-2017, 05:00 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    نَفْخَة
    تعرف كتاب (الروح) لابن القيم؟ كنت أسمع من يشكك في نسبته لابن القيم حتى قرأته قبل سنة فأدركت أن روح ابن القيم تسري في الكتاب وطريقته في التأليف وسرد الأقوال والترجيح، حتى إنه ذكر اسم شيخه "ابن تيمية" عدة مرات في الكتاب، ولا يوجد ما يدعو للشك في صحة نسب الكتاب، فهو ابنٌ بار لابن القيم لا يختلف عن سائر أبنائه!

    قرأت الكتاب وأنا أُجهّز حلقة عن "آدم"؛ الذي نفخ الله فيه من روحه، ووجدت المؤلف يحاول تعريف الروح بأنها:
    جسم نوراني علوي خفيف حيّ متحرك يسري في الأعضاء سريان الماء في الورد والدهن في الزيتون والنار في الفحم.. وساق نحو مائة دليل على ما ذهب إليه.
    ويظل النص المحتكم إليه هو: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (85:الإسراء).

    فالروح في ماهيتها وجوهرها من عالم الغيب الذي استأثر الله به، وهذا لا يمنع البحث في تأثيراتها وأنواعها وصلتها بالجسد وعلاقتها بالنفس.. وهو موضوع كتاب ابن القيم، وبحث الغزالي، وغيرهم من الأئمة.

    ومع تقدم العلوم الطبية والمادية ظلت الدراسات المتعلقة بالنفس والروح بعيدةً عن تحقيق تقدم ملموس أو اختراق علمي يناسب ما تحقق في سائر العلوم!
    حتى علم النفس يقول بعضهم إنه أقرب إلى الملاحظات من كونه علماً قائماً بذاته..

    ولا يبعد أن يطلق لفظ الروح على معنى عام وآخر خاص، فالروح التي نُفخت في آدم هي روح ملائكية، سرت في الطين سريان الماء في الورد كما عبّر الشيخ..

    وليست من ذات الله تعالى الله، فقصة آدم مثل قصة عيسى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ} (59:آل عمران)، {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا} (12:التحريم).

    فهي نفخةٌ علوية بواسطة الملك الكريم، وهي مخلوقةٌ محدثةٌ قطعاً بعد أن لم تكن، وليست جزءاً من الله كما يتوهّم الجاهلون.
    وهي بهذا (معنى عام) تحقق به شيئان:

    أولهما: الحياة فتحول الطين اليابس إلى حيٍّ متحرك يأكل ويشرب ويحس..
    وهذا قدر يشترك فيه مع غيره من الدواب والبهائم الحيَّة، ولذا تسمى (ذوات الأرواح)، وتقاسم الإنسان بعض خصائصه وأحكامه، مثل: عدم إيذاء ذوات الروح أو العدوان عليها أو حرمانها من حقها المشروع حتى يحرم إزهاق روحها إلا لمصلحة من أكل أو نحوه، ويجب توفير المأكل والمشرب والمكان وسائر الاحتياجات اللازمة لها، ويؤجر العبد على رحمتها والإحسان إليها، و(فِى كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ). (البخاري ومسلم) ، والكبد الرطبة هي الحياة.

    (وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ). (أحمد).

    و(مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا عَبَثًا عَجَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ يَا رَبِّ إِنَّ فُلاَنًا قَتَلَنِى عَبَثًا وَلَمْ يَقْتُلْنِى لِمَنْفَعَةٍ). ( أحمد والنسائى).

    وبعض الفقهاء يُحرِّمون تصوير (ذوات الأرواح)، فهو إذاً (فريق/قروب) يشترك في هذه الخصوصية الواضحة، فالروح بهذا العموم تعني الحياة فوق النباتية أياً كان مستواها، حيوانياً أو إنسانيا..

    وفي الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (لاَ تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا) (رواه مسلم)، يعنى هدفاً للتدريب على الرمي والإصابة أو السباق والتنافس في الرمي..

    فهذه الروح هي التي بها يحيا الإنسان، ويصبح عقله وقلبه وجسده وسائر مضامينه في وضعية القدرة على أداء المهمات الموكولة أياً كانت، إذا لم يكن ثمَّ عائق آخر.

    الثاني: المعنى الذي به تميّز الإنسان عن الحيوان وصار عنده قابلية واستعدادٌ للتعقُّل والفهم والإدراك، وهو قد حدث بالنفخة ذاتها وليس بشيء آخر، والله أعلم.
    ولأن النفخة علوية ملائكية تحقق بها الأمران؛ أمر الحياة العادية الموجودة في سائر الأحياء، وأمر التميز الخاص الذي به تفوق الإنسان عن بقية المخلوقات وهو موجب السجود لآدم والتكريم والاستخلاف.

    النفس لفظ يطلق على الروح أو على جانبٍ من مهامّها، والروح بطبيعة الحال لا تتبعَّض ولا تتجزأ، ويطلق على الإنسان كله جسداً وروحاً، ولذا تربط المسؤولية على النفس: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (38:المدثر)، {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (8،7:الشمس)، {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (111:النحل)، {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} (19:الانفطار)، {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} (79:النساء)، في نصوص متكاثرة..

    ويُضرب المثل بمسئوليتهما المشتركة برجل أعمى حمل رجلاً مقعداً فدخل به بستاناً فسرق ثمرة فأكلاها معاً فالذنب عليهما معاً، وكأن الأعمى يمثل الجسد والمعاق يمثل الروح!

    ومع أن الروح مخلوقة محدثةٌ فهي باقية لا تفنى، والموت هو انتقال فحسب، فالنعيم والعذاب يكون عليها وعلى البدن، وقد يضمحل البدن ويتلاشي وتبقى الروح؛ كما نصّ ابن القيم (ص:٤٣٤)، وابن حزم في مواضع من كتبه.

    والله تعالى أعلم وأحكم وأرحم، والحمد لله رب العالمين.
    د. سلمان العودة
                  

01-15-2017, 05:44 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قِيَمنا العُلْيَا..
    أولا : مفهوم القِيَم محل اختلاف بين المدارس الفكرية والثقافات الإنسانية، بحسب المجال المعرفي الذي ينطلق منه الباحث (الاقتصاد .. الاجتماع .. الفلسفة .. علم النفس .. التربية ..)، وبحسب المرجعية التي يحتكم إليها.
    غالب الناس يستخدم لفظ (القِيَم) بمعنى إنشائي مطاطي غير محدد، ويُعبِّر به عن الأخلاق أو التقاليد الموروثة أو الهوية أو المصلحة أو الأهمية.
    وهي تمثل المعايير الجوهرية التي تحكم نشاط الإنسان.
    القيمة تشمل الشيء ونقيضه؛ فالمعرفة قيمة عليا، والجهل قيمة دنيا.
    ولكن غلب استعمال القيمة على ما يدل على الفضيلة والخير، ولذا فالقِيَم لا تكتفي بما هو موجود وقائم، بل تسمو إلى ما هو أفضل وأرقى.
    وأشهر القِيَم ما احتواه الثالوث الشهير: (الحق، والخير، والجمال).

    ثانياً: يقع تعارض بين قيمنا التي نؤمن بها وبين أهوائنا ودوافعنا الغريزية.
    وقد يؤثر السلوك العملي على قناعتنا القيمية، وهذا يحدث تداخلاً بين ما يسميه العلماء بـ(الشهوة) و(الشبهة).
    ولعل لهذا علاقة بالاختلاف بين (المدرسة الواقعية) و(المدرسة المثالية)، التفاوت بين ما هو كائن وما يجب أن يكون.

    ثالثاً: يحدث تزاحمٌ وتدافعٌ بين بعض الواجبات الأخلاقية القيمية وبعضها الآخر؛ فالقيم ليست في مستوى واحد في أولويتها وأهميتها، ولا في اتساعها وشمولها، ولا في عمقها ورسوخها.
    والحياة لا تسير على سنن واحد بل يقع فيها التضارب بين النوايا والمقاصد والأفعال، ولذا كان عمر بن عبد العزيز يقول: (يجدُّ للناس من القضايا بقدر ما يجدُّ لهم من الفجور)، ويقول أبو سعيد بن لب: (ويجدُّ للناس من المرغبات بقدر ما يجدُّ لهم من الفتور).
    -هناك قيم تتعلق بالفرد، وأخرى تتعلق بالجماعة، ومن هنا قال الأصوليون: إن المصلحة العامة تُقدَّم على المصلحة الخاصة.
    قيمة الإيثار في مقابل الأثرة، (نحن) مقابل (أنا)؛ هي نوع من انتصار القيم الاجتماعية على القيم الفردية الذاتية، ولذا مدح الله الأنصار بأنهم: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (9:الحشر).
    قيمة حفظ النفس هي من الضرورات الخمس؛ التي أجمعوا على أنها أهم مقاصد التشريع، ومع هذا تُقدَّم عليها قيمة التضحية والاستشهاد وإزهاق النفس في سبيل الأمة، وهذا يُعدّ قمة التفضيل للقيم الجماعية على القيم الفردية، واستشعار هذا المعنى من أهم أسرار بقاء وصمود نماذج المقاومة الوطنية العادلة عبر التاريخ إلى فترة مقاومة الاستعمار، ومنها الحالة القائمة في فلسطين وغيرها.
    - تفضيل القيم الروحية الإيمانية على القيم المادية الجسدية؛ كما في حال الصوم وتجويع الجسد من أجل تطهير الروح.

    رابعاً:
    ١- ثمَّ قيم مصدرها ديني وعقلي واجتماعي في الوقت ذاته (إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ)، وهي قيم جوهرية راسخة ثابتة لا تتغيّر، وتمثل المشترك الإنساني، والفطرة التي فطر الله الناس عليها؛ كالعدل والإحسان {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى} (90:النحل)، وهي مقدَّمة على غيرها.
    ٢- القيم الأولية الأساسية المتعلقة بـ(هوية الإنسان) من حيث هو، مقدَّمة على القيم الثانوية، مثل قيمة الكرامة الإنسانية: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (70) سورة الإسراء.
    3- قيم الغايات مقدَّمة على قيم الوسائل، فالحفاظ على البيئة مقدَّم على مصلحة جماعة ما في الغنى وامتلاك القوة والاستمتاع: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} (10:الرحمن) .
    وقيم العمران العام والتنمية البشرية الشاملة المستدامة مقدَّمة على ما يتوهم أنه ملكية أو مصلحة لفريق خاص.
    وقيم التوحيد والعبادة مقدَّمة على وسائل التعبُّد الفرعية عند التعارض.
    4 - القيم الروحية مقدَّمة على القيم الماديّة، ومن هنا يمكن النظر والمفاضلة ما بين تزكية النفس؛ التي هي من مقاصد الرسالة، وما بين الترفيه؛ الذي هو من مطالب الفطرة.

    خامساً: هل العدل قيمة مطلقة؟
    من أقوال الإمام ابن تيمية: (الْعَدْلُ وَاجِبٌ لِكُلِّ أَحَدٍ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، وَالظُّلْمُ محرَّمٌ مُطلَقاً لَا يُبَاحُ شَيْءٌ مِنْهُ بِحَالِ).
    (الدُّنْيَا تَدُومُ مَعَ الْعَدْلِ وَالْكُفْرِ وَلَا تَدُومُ مَعَ الظُّلْمِ وَالْإِسْلَامِ).
    (الْعَدْلُ نِظَامُ كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا أُقِيمَ أَمْرُ الدُّنْيَا بِعَدْلِ قَامَتْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِصَاحِبِهَا فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ، وَمَتَى لَمْ تَقُمْ بِعَدْلِ لَمْ تَقُمْ وَإِنْ كَانَ لِصَاحِبِهَا مِنْ الْإِيمَانِ مَا يُجْزَى بِهِ فِي الْآخِرَةِ).
    فالعدل قيمة مطلقة ثابتة دائمة بلا مثنوية ولا تردد؛ على النفس، والولد، والوالد، والعدو، والصديق.
    وهذا لا ينفي نسبية الممارسة التي جعلت البعض يصفون الحياة الإنسانية بأنها تاريخ متصل من الصراعات الدامية؛ التي تستهدف فرض معيار موحد للعدالة!
    على أن هذا ليس توصيفاً جدِّياً، فالصراعات التي عانى منها الإنسان كانت في الغالب صراعاً على المصالح الفئوية أو المطامع الفردية.
    واليوم نشهد تبايناً بين سياسات الدول الكبرى والمنظمات الدولية السياسية من جهة، وبين المنظمات الحقوقية الإنسانية من جهة أخرى، فضلاً عن شكوى الشعوب المضطهدة المغلوبة على أمرها.
    وندرك كيف أصبحت القيم والحقوق مطيَّة لأهواء السياسات العالمية الجائرة؛ التي تحركها إن أرادت الضغط على بلد وتُصعِّدها إعلامياً، وتسكت إن رضيت وكأن شيئاً لم يكن!
    المقارنة بين الهجوم على العراق أو ليبيا -مثلاً- وبين الإحجام عن حسم القضية السورية؛ يكشف جانباً من الخداع الأممي بتغليف المصالح الاقتصادية -المتعلِّقة بالنفط، أو الأمن الإسرائيلي، أو غيرها- بغلاف الإنسانية، وحفظ كرامة الشعوب، وحقوق الإنسان، وحقوق الأقليات.
    د. سلمان بن فهد العودة
                  

01-15-2017, 02:11 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    هل تعرف عجائب الزنجبيل والليمون ؟


    قال تعالى : ( ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا )
    سورة الانسان-...

    ... إن الزنجبيل له الفوائد التالية:

    1) فاتح للشهية.
    2) يساعد على إزالة إلتهابات المعدة
    3) ينشط الكبد عن طريق مادة الكبريت الموجودة فيه, ويطرد السموم , ويساعد على بناء الدم
    4) مضاد للغثيان والدوار
    5) يساعد على علاج القولون او التخفيف من أمراضه, لأنه يوازن البكتيريا الموجودة فى القولون التي تسبب المرض
    6) يزيد من نسبة المناعة فى الجسم, لأنه يوجد في الزنجبيل 12 مركب مضاد مفيد للجسم
    7) يساعد في علاج مرض الشقيقة نصف الرأس
    8) يساعد على إزالة الأرق و الأعصاب
    9) يساعد على تقوية الذاكرة ويقلل من ضعفها
    10) يساعد على علاج العيون مثل الماء الأزرق والأبيض
    11) يعالج أمراض الربو و الجهاز التنفسى
    12) يعالج مرض الزكام و البرد
    13) يساعد على علاج أمراض الجهاز التناسلي
    14) يمنع من تجمد الأطراف خاصة فى المناطق الباردة
    15) يعالج أمراض المفاصل
    16) يعالج أو يقلل من مرض النقرص داء الملوك
    17) يساعد على علاج عرق النساء, الآلام التي تصاحب الديسك ...

    سُبحـــــان الله العـظيم


    امــا فــوائــد الــلـيــمـــون :

    هذا آخرما توصل له الطب، وهو فعّال ضد السرطانِ!.
    الليمون (فاكهة من الحمضيات) ثمرة عجيبة لقَتْلخلاياالسرطانِ
    و هو ُأقوى 10,000 مرة مِنْ العلاج بالكيمياوي.
    .Chemotherapy

    لماذا نحن لا نَعْرفَ عن ذلك؟.
    لإن هناك مختبرات إهتمّتْ بتصنيع منتج مماثل لكنه صناعي
    و يدر عليهم أرباحَ ضخمةَ.
    يُمْكِنُك الآن أَنْ تُساعدَ الناس بأرشادهم الى منافع عصيرِ الليمون في مَنْع المرضِ.
    طعمه لطيفُ و هو لا يُنتجُ التأثيراتَ الشنيعةَ مثل العلاج بالكيمياوي.
    فكم من الناس سَيَمُوتونَ بينما هذا السرّ المحاط بكتمان شديدِ
    ليبقى مخفيا...لماذا؟.
    ...لِكي لا يُعرّضوا شركاتَ المليونيرات الكبار للخطر...
    فإن شجرة الليمونَ معروفةُ بتنوعها مِنْ أصناف الليمونِ.
    فيُمْكِنُك أَنْ تَأْكلَ الفاكهةَ بطرق مختلفة: يُمْكِنُك أَنْ تَأْكلَ اللبَّ لليمون الحلو، أو تشرب سائله (عصيرِ)، في إعداد المشروباتَ وغيرها...
    هي مقرونة بالعديد مِنْ المزايا،
    لكن الإِهْتِمام الأكثر هو التأثيرُ على الخراجاتِ والأورامِ.
    هذه النبتة أثبتَت فعاليتها للعلاج ضدّ أمراضِ السرطان
    وبكُلّ الأنواع.
    و البَعْض سيقول أنها مفيدُة جداً لإنها لكل أنواع السرطاناتِ.
    و هو فعال ضد الميكروبات والفطرِ الجرثوميِ،
    فعّال ضدّ الطفيليات والديدانِ الداخليةِ، و يُنظّمُ ضغطَ الدمّ العالي جداً.
    وضدّ الكآبةُ، وضد الإضطرابات العصبية.
    إنّ مصدرَ هذه المعلوماتِ مدهش: لقد جاء مِنْ واحد من أكبر منتجي الأدوية في العالمِ، يَقُولُ بأنّه بعد أكثر مِنْ 20 إختبار أجري في مختبرات الفحص منذ 1970، أكتشف أن الليمون:
    يُحطّمُ الخلايا الخبيثةَ في 12 نوع من السرطان
    وضمن ذلك القولونِ والصدرِ والبروستاتِا والرئةِ و البنكرياسِ...
    وتبين أن مركّباتُ هذه الشجرةِ أفضل 10,000 مرةِ مِنْ مُنتَجِ Adriamycinُ

    في دواء chemotherapeutic والمستعمل عادة في العالمِ

    إن الليمون يَبطئ نمو خلايا السرطانِ.
    وما هو أكثرمن مُدهِش: هذا النوعِ مِنْ العلاجِ بالليمونِ يُحطّمُ خلايا السرطانِ الخبيثةِ فقط ولا يُؤثّرُ على الخلايا الصحّيةِ.

    دع الفائدهـ تعم على الجميع ..كفانا الله شر الامراض اللهم آمين
    منقول
                  

01-15-2017, 02:18 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    هذا مقال رائع لعلنا نستفيد منه

    "اكسر قالب الثلج .. ولا تبال"
    شمسة البلوشي
    هل يمكن أن تعيش (متقولباً) طوال الأربع وعشرين ساعة في كل عمرك، في نفس القالب الروتيني لحياتك!! كل يوم تصحو بنفس تفكيرك.. منطقك.. وبنفس نمطك التقليدي الذي عرفك به من حولك منذ أمد بعيد!!

    ماذا لو صرت (شبه مجنون بكامل قواك العقلية) في بعض لحظاتٍ من عمرك!!

    هناك لحظات في حياتنا تأتي قراراتُها بلا تخطيطٍ وبلا حسابات بعيدة عن الورقة والقلم والآلة الحاسبة.

    ماذا لو جالَ بخاطرك – فجأةً – أن تقومَ برحلةِ سفرٍ قصيرة، أو بزيارةٍ لأناسٍ ابتعدتَ عنهم كثيراً، أو بمكالمةٍ هاتفيةٍ في عز النهار تفاجئُ بها صديقاً لتقول له:- اشتقت لاحتساءِ فنجانٍ من الشاي معك، أو برسالةٍ هاتفيةٍ – غير متوقعة – لأخيك وشقيقتك تقول فيها عبارةً واحدةً فقط: (شقيقي .. أحبك كثيراً) واترك لهذه الكلمات نسج حروفِ السيناريو لترسم عالماً جميلاً في النفس والخاطر،، تُرى كم مرة فعلناها!!

    كم مرة فاجأَت الزوجة زوجها – بدون أدنى ترتيبٍ أو تخطيط – ببطاقةٍ مع فطوره الصباحي لتقول له:- أنت خيمتُنا التي تظلنا، وكم مرة أَشعرَ الزوجُ زوجتَه: أنتِ السكنُ والمودةُ والرحمةُ في حياتنا (جعلها في بطاقةٍ صغيرةٍ ليست معها أية هدية)!!

    من منا قبل أن ينام رسم وجهاً مبتسماً وأرسلها لأعزِ الناسِ عنده، ومن منا أرسل لأمِ زوجته رسالةً هاتفيةً أو صوتاً مسموعاً قال فيها: أنت جميلةٌ، والأجمل هي من صارت لي زوجةً وسكناً!

    إلى كل زوج:- أرسل لوالد زوجتك وقل له: ونعم التربية.. ولا تنتظر وقتاً لتقولها.

    لكل موظفٍ ومدير: اكسرا قالبَ الثلج وتبادلا عباراتٍ تقديريةٍ تُشعركما بأن العلاقةَ بينكما ليست فقط (عقد عمل).

    فاجئ والديك – أحياءً وأمواتاً – بما يسرهم، ولا تنتظر مواسمَ الطاعات، فكلِ العام مواسم.

    فاجئ وطنَك بأن تقدمَ له خدمةً دون أن يُطلَب منك وقد تكون ركعتين لله، تدعو فيها المولى بأن يحفظ الوطن وحكامه وشعبه وخيراته وسائر بلاد المسلمين.

    ضع صدقةً وقل في نفسك:- إلى كل من سكنوا منازلَ الآخرة أنا لا أعرفكم ولا أنتم تعرفونني، ولكنني أحببتكم لأنكم إخواني، وهذه صدقة مني لكم جميعاً ستجدونها عند رب العالمين أضعافاً مضاعفةً بإذن اللهِ تعالى.
    فاجئ روحك بركعتين في غير فريضةٍ ولا سنةٍ راتبة وقل: يا رب اشتقتُ لمناجاتك، لذا فقد هربتُ من العالم كله، وجئتُ إليك (وحدك) أناجيك، ولأقول لك: أحبك يا الله.
    فاجئ أولادَك بشيءٍ ليس فيه أمرٌ ولا تكليف، وقل لهم: أنتم كبدي التي تمشي على الأرض.
    فاجئ أختك الكبرى والوسطى والصغرى وشقيقك الأكبر والأوسط والأصغر بشيءٍ سارٍ، لم يكن يتوقعه في لمسةٍ لا ينساها العمر كله!.
    فاجئ أحفادَك – الأعزاء - البعيدين عنك بأنك تنتظرهم، دعهم يرونك – فجأةً – في مجلس البيت بعد عودتهم من مدارسهم، واحتضنهم بقوةٍ، فإذا سألوك: كيف جئت بلا موعد؟!! قل لهم: حملتُ قلبي معي وجئتُكم طائراً!.
    فاجئ ذوي الأرحام بزيارةٍ غير متوقعة، وعبر عن مشاعرك تجاههم.
    فاجئ جارَك برسالةٍ هاتفيةٍ وقل له: ونعمَ الجار أنت!
    فاجئ زوج ابنتك وزوجة ابنك بمفاجأةٍ سارةٍ – أنتَ أعلمُ بما يُسعدهم – دون أن تنتظر المناسبة.

    فاجئ شيطانك وخذ عهداً:- (في هذا اليوم لن أنطقَ إلا طيباً مهما تكدر صفو يومي)!!

    اكسر قالب الثلج، وكن مجنوناً – للحظات – اقطع التذكرة واركب الراحلة، وفاجئ أهلك – وهم في سفرهم – بأنك على مقربةٍ منهم بخطوات، هذه المبادرة ستغني عن ألف كلمةٍ تعبرُ فيها عن حبك لهم.
    اكسر قالب الثلج وصاحب نفسَك الزكية الجميلة (التي طالما نسيتها في خضمِ الحياة) واجلس بهدوءٍ دون أن تدخلَ معها في حسابٍ ولا عتاب، واجعل انجازاتك الابداعية على مدى سنواتِ العمر تمرُ في مخيلتك شريطاً سينمائياً، وابتسم وافتخر بنفسك لأنك لم تكن في هذه الحياة – صفراً على الشمال – ثم كافئ نفسك بشيءٍ أنت تحبه.
    في نهايةِ المطاف:-

    فاجئ عدوَك بأنه خارجُ دائرةِ اهتمامِك!!

    وفاجئ خصمَك بمودتِك لأنه يُشعرك دائماً بالمنافسةِ الشريفة!

    في الختام:-

    كن مجنوناً بكاملِ قواك العقلية ولو للحظاتٍ في حياتِك.. وكفى!!
                  

01-15-2017, 02:20 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ...منزلتُهَا في الإسْلامِ......🌹

    📝وللصلاة في الإسلام منزلة، لا تعدلها منزلة أية عبادة أخرى؛

    🍂فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به،

    🎾 قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل اللّه " .

    🍂 وهي أول ما أوجبه اللّه تعالى من العبادات، تولى إيجابها بمخاطبة رسوله ليلة المعراج، من غير واسطة؛

    🎾 قال أنس: فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أُسري به خمسين، ثم نقصت، حتى جُعلت خمساً، ثم نودي: " يا محمد، إنه لا يبدَّل القول لديَّ، وإن لك بهذه الخمس خمسين ".
    ⚡ رواه أحمد، والنسائي، والترمذيُّ وصححه⚡.

    🍂وهي أول ما يحاسب عليه العبد،

    🎾نقل عبد اللّه بن قرط، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة؛ فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت، فسد سائر عمله".
    ⚡ رواه الطبراني⚡.

    🍂وهي آخر وصية وصى بها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أمته عند مفارقة الدنيا، جعل يقول - وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة -: " الصَّلاةَ الصلاةَ، وما ملكت أيمانكم ".

    🍂 وهي آخرما يفقد من الدين، فإن ضاعت، ضاع الدين كله؛

    🎾 قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " لتنقضن عُرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة، تشبث الناس بالتي تليها؛ فأولهن نقضاً الحكم، وآخرهن الصلاة ".
    ⚡رواه ابن حبان، من حديث أبي أمامة⚡.

    🍂والمتتبع لآيات القرآن الكريم، يرى أن اللّه سبحانه يذكر الصلاة، ويقرنها بالذكر تارة:

    🎾 " إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ " [ العنكبوت:45]، "

    🎾قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى " [الأعلى:14، 15]، "

    🎾وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي " [ طه: 14].

    🍂وتارة يقرنها بالزكاة:

    🎾 " وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ " [ البقرة: 110].

    🍂ومرة بالصبر:

    🎾"وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ " [البقرة: 45].

    🍂 وتارة بالنسك:

    🎾 " فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " [الكوثر: 2]،:

    🎾" قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " [الأنعام: 162، 163].

    🍂وأحياناً يفتتح بها أعمال البرّ، ويختتمها بها،

    🎾كما في سورة "المعارج" وفي أول سورة "المؤمنون": " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * إلى قوله: " وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *[المؤمنون: 1 -11].

    🍂وقد بلغ من عناية الإسلام بالصلاة، أن أمر بالمحافظة عليها في الحضر والسفر، والأمن والخوف؛

    🎾 فقال تعالى: " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ " [ البقرة:238، 239].

    🍂وقال، مبيناً كيفيتها في السفر، والحرب، والأمن:

    🎾" وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَْرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً * وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً * فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً " [النساء: 101، 103].

    🍂وقد شَدَّد النكير على من يفرّط فيها، وهدد الذين يضيعونها؛

    🎾فقال - جل شأنه -: " فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غياً" [مريم: 59].

    🎾 وقال: " فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ " [الماعون: 4، 5].

    🍂ولأن الصلاة من الأمور الكبرى، التي تحتاح إلى هداية خاصة، سأل إبراهيم، عليه السلام، ربه أن يجعله هو وذريته مقيماً لها،

    🎾فقال: " رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ " [ إبراهيم: 40].

    ⚡الترمذي: كتاب الإيمان - باب ما جاء في حرمة الصلاة (5 / 11، 12) الحديث رقم (2616)..⚡

    🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
    منقول
                  

01-15-2017, 02:22 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    "أسرار الحُبّ الإلهي"
    🌹اقرؤوها بقلوبكم من فضلكم 🌹
    -
    "يقول ابن القيّم الجوزية في مدارج السالكين: الحُبّ سرّ الوجود، ويقول شيخه ابن تيمية: الحُبّ هو سرّ كل حركة في الوجود.
    الله عزّ في عُلاه لايُريد من البشر عبادات جافّة أو ليس فيها وصلٌ وحُبٌ و شوقٌ وتجلّي مع الله سبحانه وتعالى.
    لو تعيش الحُبّ الإلهي، سوف تنفتح أبواب لك أُغلِقت لغيرك، وسوف يخصّك الله سبحانه وتعالى بما لم يخصّ بهِ غيرك..
    أحباب الله لهم عطاءات خاصة، ومن أبرزها: "يُؤتي الحكمة من يشاء" عندما يُعطيك الله الحكمة، فإنّك تملك حُسن التصرف
    الحكمة لاتُوهب إلّا لأحبابه.
    الحكيم يقلب العداوات لصداقات، ويُنهي الكثير من المشكلات، ويُجيد قراءة مابين السطور، ويفهم الواقع.
    إذا أحبَّك الله رزقك السكينة ، في عالم يموج بالقلق والتوتر والمخاوف والإضطراب والحيرة.. وأنت واثق الخطوات.
    تمرّ علينا حالات من الحيرة والضبابيّة وغياب من الرؤية وخوف أحيانًا من قرارات مصيرية.. الله إذا أحبَّك رزقك التسديد ويسّر لك ذلك. الله الذي يُحبُّك يأخذ بيدك لشاطئ الأمان.
    إذا أحبَّك الله، جعل حُبّك في قلوب العباد، ويسّر لك العسير، وقرّب لك الصديق، وخذل لك العدو!
    تمرّ علينا أزمات خانقة، ومُنعطفات خطيرة في حياتنا، لكن الله مع أحبابه يُبشّرهم، ويُصبّرهم، ويُرسل إليهم الرسائل! الرؤيا الصالحة بشارة خير لأحبابه وخاصّته.
    إذا أحبّك الله رزقك الرضا، ورضيت بالقليل حتى إن كانت إمكانياتك بسيطة ومكاسبك قليلة.. مع الرضا قلبك جنّة عريضة ونفسك بُستان مُزهِر.
    يرزق الله الجمال والمال والحظوة والمنصب لعامّة الناس، لكنه لايرزق الرضا والسكينة والحكمة والمحبة والسعادة إلّا لخاصّته.
    لاتعيشوا مع الله حياة جافّةً جامدة.. عيشوا معه بقُربٍ وحُبٍ وشوق.. قَرِّبوا منهُ يقربُ منكم.. اذكروه يذكركم.. ولَذِكرُ الله أكبر.
                  

01-15-2017, 02:23 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    # ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﻱ _ﻛﺪﺍ :
    ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻇﺮﻳﻔﺔ ﺟﺪﺍً ﻋﻤﻼ ﻣﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﺲ ﺑﻮﻙ ﻣﺆﺧﺮﺍً .. ﻭﻫﻲ ﻧﻈﺎﻡ
    ﺍﻟــ memories ، ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﻈﻬﺮ ﺑﻮﺳﺘﺎﺗﻚ ﻭﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺗﻚ ﺍﻟﻌﺪﺕ ﻟﻴﻬﺎ ﺳﻨﻴﻦ
    !..
    ﻭﺍﻟﺒﻴﺤﺼﻞ ﺇﻧﻚ ﻟﻤﺎ ﺗﺸﻮﻑ ﺑﻮﺳﺘﺎﺗﻚ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﻮﺳﺘﺎﺕ ﺑﺘﻔﺮﺣﻚ ﻭﺗﺮﺟﻊ
    ﺗﺎﻧﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻟﻴﻬﺎ ﻧﺸﺮ share ، ﻭﺑﻮﺳﺘﺎﺕ ﺗﺎﻧﻴﺔ ﺑﺘﺨﻠﻴﻚ ﺗﻘﻮﻝ "ﻳﺨﺮﺏ ﺑﻴﺖ
    ﺍﻟﻔﻀﺎﻳﺢ " ﻭﺑﺘﺮﺟﻊ ﺗﻤﺴﺤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ..
    ﺍﻟﻈﺮﻳﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺇﻧﻚ ﻧﺎﺳﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺘﻴﻦ ﻛﺘﺒتﻛﺪﺍ ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ
    ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻨﻮ ، ﻭﻣﺘﻴﻦ ﻋﻤﻠﺖ ﻛﺪﺍ ﻭﻛﺪﺍ ، ﻭﺑﺘﺘﻔﺎﺟﺄ ﺃﻭﻝ ﻣﺎﺗﺸﻮﻓﻬﺎ ..
    ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺧﻼﻧﻲ ﺃﻓﻜﺮ .. ﻭﻗﺖ ﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﻨﺴﺘﻐﺮﺏ ﻛﺪﺍ ﻟﻤﺎ ﻧﺸﻮﻑ
    ﺑﻮﺳﺘﺎﺕ ﻧﺴﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺳﻨﻴﻦ ، ﻛﻴﻒ ﺣﻴﻜﻮﻥ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻟﻤﻦ ﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
    ﻳﻘﻮﻝ :
    ﴿ﺍﻗْﺮَﺃْ ﻛَﺘَﺎﺑَﻚَ ﻛَﻔَﻰ ﺑِﻨَﻔْﺴِﻚَ ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺣَﺴِﻴﺒﺎً﴾ ..
    ﻭﻧﺸﻮﻑ ﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﻭﻣﺼﺎﻳﺒﻨﺎ ﻭﺑﻼﻭﻳﻨﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﻠﻨﺎﻫﺎ ﺯﻣﺎﺍﺍﺍﺍﺍﺍﻥ ﻭﻧﺴﻴﻨﺎﻫﺎ
    ﻭﺇﺗﻜﺘﺒﺖ ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ..
    ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻳﺎﺟﻤﺎﻋﺔ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺒﻮﺳﺘﺎﺕ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻨﻠﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ
    memories ﺑﻨﻘﺪﺭ ﻟﻮ ﻋﺠﺒﺘﻨﺎ ﻧﻨﺸﺮﺍ ﻭﻟﻮ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺑﻨﻤﺴﺤﻬﺎ .. ﻃﻴﺐ
    ﻭﺫﻧﻮﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺗﻘﻠﺖ ﺻﺤﻒ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﺣﻨﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﺷﻨﻮ .. ؟؟ !..
    ﻟﻤﺎ ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻭﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﺟﺪﺕ ﻋﻼﺝ ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﻧﻨﻈﻒ ﺑﻴﻬﺎ ﺻﻔﺤﺎﺗﻨﺎ
    ﻭﻫﻲ #ﺍﻹﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ..
    ﻳﺎﺣﺒﻴﺒﻲ ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺎ ﻧﺘﻔﺎﺟﺄ ﻛﻠﻨﺎ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻻﺫﻡ ﻧﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ؛ ﻷﻧﻮ
    ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻤﻜﻦ ﻧﻨﻈﻒ ﺑﻴﻬﺎ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﻭﻧﻔﺮﺡ ﺑﻌﺪﻳﻦ ، ﻭﻧﻜﻮﻥ
    ﻣﻤﻦ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ :
    ﴿ﻓَﺄَﻣَّﺎ ﻣَﻦْ ﺃُﻭﺗِﻲَ ﻛِﺘَﺎﺑَﻪُ ﺑِﻴَﻤِﻴﻨِﻪِ ﻓَﻴَﻘُﻮﻝُ ﻫَﺎﺅُﻡُ ﺍﻗْﺮَﺅُﻭﺍ ﻛِﺘَﺎﺑِﻴﻪْ﴾ ..
    ﻣﻌﻠﻴﺶ ﻃﻮﻟﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺒﻮﺳﺖ ﺑﺲ ﻳﺎﺭﺏ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻮ ﻛﻠﻨﺎ ..
    ﻭﺇﻧﺖ ﻃﺎﻟﻊ ﻣﻌﺪﻱ ﺃﺑﻘﻰ ﺃﻋﻤﻞ ﺷﻴﺮ ﻭﺧﻠﻲ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ
    اللهم نسألك حسن الخاتمة.
    منقول
                  

01-15-2017, 02:25 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كيف نعبر الصراط المستقيم في يوم القيامة وهو احد من السيف وارفع من الشعرة
    الحمد لله و الصلاة و السلام علي من لا نبي بعده
    و أعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا:
    الأخوة و الأخوات : كيف نعبر الصراط المستقيم في يوم القيامة وهو احد من السيف وارفع من الشعرة
    أنه شئ يخيفني و يفزعني وأخاف منه في نومي و أفكر فيه دوما اذا كان الصحابي الجليل أبوهريرة رضي الله عنه يخاف منه فما بالكم بنا نحن الذين كثرت ذنوبنا و قل زادنا للاخرة فما العمل هل صلاتنا و صيامنا و أعمالنا تكفي لعبور الصراط المستقيم أرجو تزويدي بأدعية و أي معلومة تفيد في هذا الشان فأنا جدا خائف من السقوط في جهنم بسبب كثرة ذنوبي و قلة زادي فمن أي لي بالمال للصدقات
    و للحج و العمرة كل سنة و لعمل الخير
    الصراط المستقيم نسمع عنه ونعرفه ولكن هل تعرفون وصفه الكل يعلم انه احد من السيف وارفع من الشعرة
    ولكن كم منا يعلم انه اسود والفضاء من حوله اسود وجهنم والعياذ بالله من تحته سوداء فأين ستضع قدمك في هذا السواد هل ستقف تتحسس طريقك جهنم من تحتك والكلابات تلف من حولك وأنت تسمع صياح أهل النار وتسمع صريخ من هوى من الصراط وأنت ترى النار وتسمعها تزفر وهل تعلم طول الصراط طوله بطول النار
    وهل تعلم طول النار يكفي وصفها بأنها تأتي يوم القيامة لها سبعون ألف زمام يجرها من كل زمام سبعون ألف ملك وكل ملك من الملائكة بين شحمة آذنة وكتفه مسيرة سبعون ألف سنة.
    اللهم أجرنا من النار اللهم أجرنا من النار اللهم أجرنا من النار
    تخيل أن الصراط معلق فوق النار فلا طريق للرجوع واكبر خوف الوقوع ومنية الناس البلوغ أو تدرون اشد الناس بلاءاً على الصراط القضاة !!!!!
    أنهم يوقفون على الصراط ويسألون عن جميع أحكامهم فالصراط هو رحمة من ربك في قوله(وان منكم إلا واردها)
    فهل تريد أن توردها في لمح البصر أم حبوا لا تطمئن نفسك وتقول أنا مسلم لمح البصر أن شاء الله
    لا والله أن الشيطان هو الذي يمنيك يقول أنت مسلم اسمك في الفردوس وتعبر في لمح البصر … كلا فعبور الصراط المستقيم ليس بالتمني و لكنه برحمة الله عز و جل التي و سعت كل شئ و بالقلب السليم و العمل الصالح و الكف عن ظلم الناس و أذيتهم
    اللهم أني أعوذ بك من الظلم و من أن أظلم أحدا في هذه الدنيا الفانية فالظلم شئ عظيم
    و تذكر قوله تعالى في الحديث القدسي
    (وعزتي وجلالي لا اجمع لعبدي امنين أو خوفين أن امني في الدنيا خوفته في الآخرة وان خافني في الدنيا أمنته في الآخرة)
    فيا أخي هل تختار الأمن في حياة فانية آم الأمن في حياة أبدية .
    وتذكر أن أبو هريرة في ساعة الاحتضار بكى بكاءاً شديدا وقيل له ما يبكيك رحمك الله قال:
    طول السفر
    وقلة الزاد
    وخوف الوقوع من الصراط
    هل تعلمون من هو ابو هريرة طالب العلم الصحابي الجليل الذي يعد من أكثر الناس رواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
    اللهم ارزقنا حسن الخاتمة و ثبتنا عند الصراط المستقيم و أكرمنا بعبوره في لمح البصر برحمتك التي و سعت السماوات و الأرض و جنبا السقوط في نار جهنم و العياذ بالله و ارزقنا النظر الى وجهك الكريم
    اللعم ثبتنا عند الصراط المستقيم
    اللعم ثبتنا عند الصراط المستقيم
    اللعم ثبتنا عند الصراط المستقيم
    اللعم ثبتنا عند الصراط المستقيم
    اللعم ثبتنا عند الصراط المستقيم
    اللعم ثبتنا عند الصراط المستقيم
    اللعم ثبتنا عند الصراط المستقيم
    اللعم ثبتنا عند الصراط المستقيم
    اللعم ثبتنا عند الصراط المستقيم
    اللعم ثبتنا عند الصراط المستقيم
    منقول
                  

01-15-2017, 02:27 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    عنوان الفتوى : بقاء معجزة القرآن الكريم.

    السؤال
    السلام عليكم لقد سمعنا من شخص يقول أن القرآن الكريم ليس بمعجزة للرسول صلى الله عليه وسلم ولا يجوز أن نقول أنه معجزة خالدة وأن هذا كفر فماذا تقولون ، ونرجو ذكر بعض أسماء العلماء الذين يقولون بأن القرآن معجزة وذكر اسم الكتاب إن أمكن، جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الفتوى
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
    فعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته:
    والمعجزة أمر خارق للعادة يجريها الله تعالى على أيدي أنبيائه تصديقاً لهم وإقامة للحجة على العباد، والقرآن أعظم تلك المعجزات وأبقاها على مر العصور وتعاقب الدهور إلى أن يرفعه الله تعالى إليه قبل قيام الساعة.
    والإعجاز والتحدي في القرآن لا ينكرهما إلا مكابر. فهو معجز في فصاحته، وبلاغته، ونظمه، وأسلوبه، وما تضمنه من الإخبار عن الماضي الغابر، والمستقبل البعيد، إضافة إلى ما فيه من الأحكام المحكمة، والآداب الرفيعة، والهدى والنور، والبركة..
    وقد تحدى الله الذين أنزل في عصرهم، وهم فصحاء الناس وبلغاؤهم أن يأتوا بكتاب مثله، فإن عجزوا فليأتوا بعشر سور مثله، فإن عجزوا فليأتوا بسورة مثله، فعجزوا عن ذلك كله وأفحموا، فظهر صدق النبي صلى الله عليه وسلم وقامت عليهم الحجة وعلى من بعدهم إلى يوم القيامة، لأن التحدي للجميع والعجز حاصل للجميع إلى يوم القيامة. فظهر بهذا أن القرآن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم العظمى التي امتاز بها عن سائر الأنبياء، كما ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم من أهل التفسير وشراح الحديث والسير.
    وممن صرح بذلك الإمامان النووي وابن حجر في شرحيهما للحديث الذي أخرجه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة"
    قال الحافظ ابن حجر في شرح قوله: "وإنما كان الذي أوتيت" أي: إن معجزتي التي تحديت بها [هي]الوحي الذي أنزل عليَّ وهو القرآن، إلى آخر كلامه وذكر النووي مثله.
    والله أعلم.
    islamweb.net
                  

01-15-2017, 02:29 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الناسـخ والمنسـوخ
    سورة البقرة (2)
    قال الله تعالى: {ما نَنْسَخُ مِنْ آيَةٍ أَو نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَو مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير(106)}
    سورة النحل (16)
    وقال أيضاً: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهم لا يَعْلَمُون(101)}
    ومضات:
    ـ إن الله تعالى هو الُمُشرِّع الحكيم، وقد اقتضت حكمته، التدرُّج في بعض الأحكام، وتعديلها بما يتناسب مع استعداد البشر، وزيادة تقبُّلهم للأفضل منها، وعنده تعالى أمُّ الكتاب يمحو ما يشاء ويثبت لحكمة عالية، قد يدركها البشر وقد تغيب عنهم.
    ـ إنَّ في تغيُّرِ بعض الأحكام بِتغيُّر الأزمان، وتطورها، دليل على روح التطور والتجديد الموجودة في التشريع الإسلامي من جهة، وتنبيه للدعاة أن يبتعدوا عن الجمود والتزمُّت، ممَّا يُجمِّد رقيَّ المؤمن في عالم الحضارة والتجدُّد من جهة ثانية.
    ـ إنَّ في نسخ بعض الأحكام مع بقاء الآيات المُشرِّعَة لها في القرآن، تعليم أو إيحاء من الله تعالى للدعاة لكي يسلكوا سبيل الحكمة والتدرُّج في طرح الأحكام وتنفيذها، وخاصَّة مع غير المسلمين، وفي ظروف تتماثل مع بدايات الدعوة، أو خلال مسيرتها.
    في رحاب الآيات:
    النسخ تعريفاً: هو إبطال الحكم المستفاد من نصٍّ سابقٍ بنصٍّ لاحقٍ. أو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي. وقد نزل التشريع القرآني على قلب النبي صلى الله عليه وسلممجزَّءاً بما يتناسب مع الأحداث والوقائع، متناولاً الكثير من عادات العرب الجاهلية المستحكمة... ومُتَّخذاً منها موقف المُتمهِّل المتريِّث، لأن التأنِّي مع التنظيم خيرٌ من العجلة مع الفوضى، وأنجح في التأثير على السلوك الإنساني وإصلاحه. ومن أجل ذلك كان التدرُّج في التشريع من أهم ميزات التشريع الإسلامي.
    والحقيقة أن التدرُّج يشمل سنن الحياة كلّها؛ فالحليب في ضرع الأم يبدأ خفيفاً، وتزداد قوّته الغذائية وكثافته مع نموِّ الطفل، والمعلِّم يتعهَّد تلاميذه المبتدئين بأسهل المعلومات، ثمَّ يتدرَّج بهم حسب نضوجهم العقلي وسموِّهم الفكري. وكذلك الأمم تتقلَّب كما يتقلَّب الأفراد في أطوار شتَّى، فمن الحكمة في سياستها، وتشريعاتها، أن يُصاغ ويُختار لها ما يناسب حالها في الطور الَّذي تكون فيه، حتَّى إذا انتقلت منه إلى طور آخر لا يناسب ذلك التشريع الأوَّل، كان لازماً أن يوجد لها تشريع آخر يتَّفق وهذا الطور الجديد، وإلا لاختلَّ ما بين الحكمة والأحكام من الارتباط والإحكام.
    فالله تعالى أنزل على نبيِّه في كلِّ حال ما يناسب الظروف الَّتي تحيط به وبالمؤمنين. ومن تأمَّل هذا الإبداع، والحكمة العظيمة في وجود النسخ في القرآن الكريم، اطمأنَّ إلى مناسبة التشريع الإلهي لكلِّ زمان ومكان. فالحكم المنسوخ منوط بحكمة أو مصلحة تنتهي في وقت معلوم، بينما الحكم الناسخ له يجيئ منوطاً بحكمة ومصلحة أخرى تتناسب مع الحال الجديد الَّذي أصبحوا عليه.
    وقد روي عن ابن عباس ـ ترجمان القرآن ـ رضي الله عنه أنه كان يُفسِّر قوله تعالى: {يُؤتي الحكمة من يشاءُ ومن يؤتَ الحكمةَ فقد أوتي خيراً كثيراً...} (2 البقرة أية 269) بأن المقصود بالحكمة، معرفة الناسخ والمنسوخ والحكمة منهما.
    فعندما ندرس موضوع تحريم الخمر، ونعرف أن شرب الخمر كان مستحكماً بين عرب الجاهلية، وكان استئصال هذه العادة - دفعة واحدة - أمراً صعباً جداً، بل مستحيلاً، نجد عظمة الحكمة في التشريع القرآني عندما نزل تحريم الخمر بالتدريج، وعلى مراحل كانت نهايتها القضاء على هذه العادة المؤذية المستحكمة، وهذا ما شرحناه مفصَّلاً في فصل تحريم شرب الخمر وعقوبته. وهكذا فُرض الصوم بالتدريج، وحُرِّم الرِّبا على مراحل، كذلك جاء تعديل حكم المواريث منسجما مع اتساع دائرة الدخول في الإسلام من قبل فروع العائلة..
    والسؤال الَّذي يُطرح كثيراً: ما هي الفائدة من بقاء الآيات المنسوخة الحُكم في المصحف تُقرأ وتُتلى مع أن حكمها منسوخ؟!. والجواب على هذا السؤال يتضح في عدَّة نقاط أهمها:
    ـ إن بقاء هذه الآيات يُذكِّر المؤمنين بنعمة الله عليهم من حيث تكامل التشريع وبلوغه الأفضل والأكمل.
    ـ كما أن في بقاء هذه الآيات إشارة إلى أنه على المؤمن أن يتحلَّى بأسلوب القرآن، ويتَّخذ من حكمة التدرُّج سبيلاً لدعوة الناس إلى الحقِّ وهدايتهم إليه.
    ـ ولعل أهم سبب لبقاء هذه الآيات يتلوها المسلم في صلاته وعباداته، هو الإيحاء بأنه من الممكن تطبيق بعض هذه الأحكام المنسوخة، في بعض الأوقات الخاصَّة، إذا اقتضت حكمة الدعوة والتشريع ذلك، مع الاهتمام بالانتقال من هذا الحكم المنسوخ إلى الحكم الناسخ في السرعة الممكنة.. وهذا أفضل أسلوب لشدِّ قلوب الناس إلى الإسلام، بدل تصعيب الأمور عليهم، أو محاسبتهم الحساب العسير، ممَّا يُنفِّرهم ويُبعدهم عن الصراط المستقيم.
    http://www.khayma.com/ayat/B4-F9.htmlhttp://www.khayma.com/ayat/B4-F9.html
    وفى امان الله
    لا اله الا الله
                  

01-15-2017, 02:31 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    - تعريف النسخ
    1- لغة: الإزالة. يقال: نسخت الشمس الظّل، أي أزالته. ويأتي بمعنى التبديل والتحويل، يشهد له قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} [النحل: 101].
    2- اصطلاحاً: رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر. فالحكم المرفوع يسمى: المنسوخ، والدليل الرافع يسمى: الناسخ، ويسمى الرفع: النسخ.
    فعملية النسخ على هذا تقضي منسوخاً وهو الحكم الذي كان مقرراً سابقاً، وتقتضي ناسخاً، وهو الدليل اللاحق.
    ب- شروط النسخ.
    1- أن يكون الحكم المنسوخ شرعياً.
    2- أن يكون الدليل على ارتفاع الحكم دليلاً شرعياً متراخياً عن الخطاب المنسوخ حكمه.
    3- ألا يكون الخطاب المرفوع حكمه مقيداً بوقت معين مثل قوله تعالى:
    {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [البقرة:109] فالعفو والصفح مقيد بمجيء أمر الله.
    جـ- حكمه وقوع النسخ:
    1- يحتل النسخ مكانة هامة في تاريخ الأديان، حيث أن النسخ هو السبيل لنقل الإنسان إلى الحالة الأكمل عبر ما يعرف بالتدرج في التشريع، وقد كان الخاتم لكل الشرائع السابقة والمتمم له ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبهذا التشريع بلغت الإنسانية الغاية في كمال التشريع.
    وتفصيل هذا: أن النوع الإنساني تقلب كما يتقلب الطفل في أدوار مختلفة، ولكل دور من هذه الأدوار حال تناسبه غير الحال التي تناسب دوراً غيره، فالبشر أول عهدهم بالوجود كانوا كالوليد أول عهده بالوجود سذاجة، وبساطة، وضعفاً، وجهالة، ثم اخذوا يتحولون من هذا العهد رويداً رويداً، ومروا في هذا التحول أو مرت عليهم أعراض متبانية، من ضآلة العقل، وعماية الجهل، وطيش الشباب، وغشم القوة على التفاوت في هذا بينهم، اقتضى وجود شرائع مختلفة لهم تبعاً لهذا التفاوت.
    حتى إذا بلغ العالم أوان نضجه واستوائه، وربطت مدنيته بين أقطاره وشعوبه، جاء هذا الدين الحنيف ختاماً للأديان ومتمماً للشرائع، وجامعاً لعناصر الحيوية ومصالح الإنسانية و مرونة القواعد، جمعاً وفَّقَ بين مطالب الروح والجسد، وآخى بين العلم والدين، ونظم علاقة الإنسان بالله وبالعالم كله من أفراد، وأسر، وجماعات، وأمم، وشعوب، وحيوان، ونبات، وجماد، مما جعله بحق ديناً عاماً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
    2- ومن الحكم أيضاً التخفيف والتيسير: مثاله: إن الله تعالى أمر بثبات الواحد من الصَحابَة للعشرة في قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [ الأنفال:65] ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى :{الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال:66] فهذا المثال يدل دلالة واضحة على التخفيف والتسير ورفع المشقة، حتى يتذكر المسلم نعمة الله عليه.
    3- مراعات مصالح العباد.
    4- ابتلاء المكلف واختباره حسب تطور الدعوة وحال الناس.
    د- أقسام النسخ في القرآن الكريم
    1- نسخ التلاوة والحكم معاً.
    رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان فيما نزل من القرآن:"عشر رضعات معلومات يحرّمن " فنسخن خمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مما يقرأ من القرآن". ولا يجوز قراءة منسوخ التلاوة والحكم في الصلاة ولا العمل به، لأنه قد نسخ بالكلية. إلا أن الخمس رضعات منسوخ التلاوة باقي الحكم عند الشافعية.
    2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.
    يُعمل بهذا القسم إذا تلقته الأمة بالقبول، لما روي أنه كان في سورة النور: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالاً من الله والله عزيز حكيم "، ولهذا قال عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي.
    وهذان القسمان: (1- نسخ الحكم والتلاوة) و (2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم) قليل في القرآن الكريم، ونادر أن يوجد فيه مثل هذان القسمان، لأن الله سبحانه أنزل كتابه المجيد ليتعبد الناس بتلاوته، وبتطبيق أحكامه.
    3- نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
    فهذا القسم كثير في القرآن الكريم، وهو في ثلاث وستين سورة.
    مثاله:
    1- قيام الليل:
    المنسوخ: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا}[المزمل: 1- 3].
    الناسخ: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ} [المزمل:20].
    النسخ: وجه النسخ أن وجوب قيام الليل ارتفع بما تيسر، أي لم يَعُدْ واجباً.
    2- محاسبة النفس.
    المنسوخ: قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}
    [البقرة: 284].
    الناسخ: قوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} [ البقرة:286 ].
    النسخ: وجهه أن المحاسبة على خطرات الأنفس بالآية الأولى رُفعت بالآية التالية.
    3- حق التقوى.
    المنسوخ: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102].
    الناسخ: قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
    النسخ: رفع حق التقوى بالتقوى المستطاعة.
    - ما الحكمة من نسخ الحكم وبقاء التلاوة؟
    1- إن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه، والعمل به، فإنه كذلك يُتلى لكونه كلام الله تعالى، فيثاب عليه، فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
    2- إن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً بالنعمة ورفع المشقة، حتى يتذكر العبد نعمة الله عليه.
    هـ- النسخ إلى بدل وإلى غير بدل
    1- النسخ إلى بدل مماثل، كنسخ التوجه من بيت المقدس إلى بيت الحرام: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة :144].
    2- النسخ إلى بدل أثقل، كحبس الزناة في البيوت إلى الرجم للمحصن، والجلد لغير المحصن. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.
    3- النسخ إلى غير بدل، كنسخ الصدقة بين يدي نجوى الرسول صلى الله عليه وسلم.
    4- النسخ إلى بدل أخف: مر معنا في الأمثلة السابقة ( قيام الليل ).
    و- أنواع النسخ
    النوع الأول: نسخ القرآن بالقرآن، وهو متفق على جوازه ووقوعه.
    النوع الثاني: نسخ القرآن بالسنة وهو قسمان.
    1- نسخ القرآن بالنسبة الآحادية، والجمهور على عدم جوازه.
    2- نسخ القرآن بالسنة المتواترة.
    أ- أجازه الإمام أبو حنيفة ومالك ورواية عن أحمد، واستدلوا بقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} [البقرة: 180] فقد نسخت هذه الآية بالحديث المستفيض، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " ألا لا وصية لوارث " ولا ناسخ إلا السنة . وغيره من الأدلة .
    ب- منعه الإمام الشافعي ورواية أخرى لأحمد، واستدلوا بقوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106] قالوا: السنة ليست خيراً من القرآن ولا مثله.
    النوع الثالث: نسخ السنة بالقرآن: أجازه الجمهور، ومثلوا له بنسخ التوجه إلى بيت المقدس الذي كان ثابتاً بالسنة بالتوجه إلى المسجد الحرام. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.
    http://www.islampedia.com/MIE2/ooloom/koran5.htmlhttp://www.islampedia.com/MIE2/ooloom/koran5.html
                  

01-15-2017, 02:35 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اسمه:

    - قال الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ} (الفتح.

    - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي" رواه مسلم.

    - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تعجبون كيف يصـرف الله عني شتم قريش، ولعنهم؟ يشتمون مذممًا، ويلعنون مذممًا، وأنا محمد".

    - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" رواه مسلم.

    - وقال صلى الله عليه وسلم: "تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم أقسم بينكم" رواه مسلم.

    فضائله:

    - قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللهِ فَضْلًا كَبِيرًا} (الأحزاب

    - {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (الأحزاب.

    - {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء.

    - وقال صلى الله عيه وسلم: "أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة" صحيح مسلم.

    - وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا أول شفيع في الجنة، لم يُصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن نبيًا من الأنبياء ما صدقه من أمته إلا رجل واحد" صحيح مسلم.

    - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيام، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع ومشفع" صحيح مسلم.

    - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضلت على الأنبياء بِسِت: أُعطيت جوامع الكلم، ونُصرت بالرعب، وأُحلّت لي الغنائم، وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأُرسلت إلى الخلق كافة، وخُتم بي النبيون" رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن صحيح.

    - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بنى بنيانًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين" رواه البخاري ومسلم.

    - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني عند الله مكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني، وقد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام". رواه أحمد والطبراني والبيهقي وصححه ابن حبان (لمنجدل: ملقى على الأرض).

    لونه

    عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري قال: فكيف رأيته؟ قال: كان أبيض مليحًا مقصدًا. رواه مسلم

    وعن أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم. رواه البخاري ومسلم، والأزهر: هو الأبيض المستنير المشرق، وهو أحسن الألوان.

    وعن أبي الطفيل رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مليحًا مقصدًا. رواه مسلم

    وعن أبي جحيفة رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض قد شاب. رواه البخاري ومسلم.

    وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مشربًا بياضه حمرة. رواه أحمد والترمذي والبزار وابن سعد وأبو يعلى والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

    وجهه

    كان الرسول صلى الله عليه الصلاة والسلام أسيَل الوجه، مسنون الخدين ولم يكن مستديرًا غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة، وهو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحًا كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه.

    وعن كعب بن مالك رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر. رواه البخاري ومسلم.

    وعن أبي إسحاق قال: سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر. رواه البخاري.

    وقال أبو هريرة: ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه.

    وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان( مقمرة)، وعليه حُلَّة حمراء، فجعلتُ أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسنُ من القمر

    جبينه

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين"، (الأسيل: هو المستوي)، أخرجه عبد الرازق والبيهقي ابن عساكر.

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم أجلى الجبهة، إذا طلع جبينه من بين الشعر، أو طلع في فلق الصبح، أو عند طفل الليل، أو طلع بوجهه على الناس تراءوا جبينه كأنه ضوء السرج المتوقد يتلألأ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم واسع الجبهة. رواه البيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر.

    عيناه

    كان النبي صلى الله عليه وسلم أكحل العينين أهدب الأشفار إذا وطئ بقدمه وطئ بكلّها ليس له أخمص إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة" البيهقي وحسنه الألباني.

    وكان صلى الله عليه وسلم "إذا نظرت إليه قُلت أكحل العينين وليس بأكحل"، رواه الترمذي.

    وعن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم العينين، هَدِبُ الأشفار، مشرب العينين بحمرة. رواه أحمد وابن سعد والبزار. ومعنى مشرب العينين بحمرة: أي عروق حمراء رقاق.

    وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كنت إذا نظرت إليه قلت: أكحل العينين وليس بأكحل صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي وأحمد وأبو يعلى والحاكم والطبراني في الكبير.

    أنفه

    يحسبه من لم يتأمله أشمًا ولم يكن أشمًا وكان مستقيمًا، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته (الأرنبة هي ما لان من الأنف

    خـدّاه

    عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عن يمينه وعن يساره حتى يُرى بياض خده"، أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي هذا حديث صحيح.

    قال يزيد الفارسي رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميل دوائر الوجه. رواه أحمد.

    رأسه

    عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس. رواه أحمد والبزار وابن سعد

    قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم الهامة. رواه الطبراني في الكبير والترمذي في الشمائل

    فمه وأسنانه

    عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم.. قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم؟ قال: عظيم الفم. رواه مسلم.

    وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميلهُ، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان وسيمًا أشنب أبيض الأسنان مفلج (متفرق الأسنان) بعيد ما بين الثنايا والرباعيات، أفلج الثنيَّتين (أي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت) إذا تكلم " رُئِيَ كالنور يخرج من بين ثناياه.

    وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين، إذا تكلم رُئي كالنور يخرج من بين ثناياه. رواه الدرامي والترمذي في الشمائل. وأفلج الثنيتين أي متفرق الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت.

    سمعه

    عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه، إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة، فقال: "من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟". فقال رجل: أنا. قال: "فمتى مات هؤلاء؟". قال: ماتوا على الإشراك. فقال ": "إن هذه الأمة تبتلى في قبورها. فلولا ألا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه. رواه مسلم.

    صوته

    عن أم معبد رضي الله عنها، قالت: كان في صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم صهل. رواه الطبراني في الكبير والحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

    عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها، قالت: إني كنت لأسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على عريشي. يعني قراءته في صلاة الليل. رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم والطبراني.

    ريقه

    لقد أعطى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف، ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه و سلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل وغذاء وقوة وبركة ونماء... فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرئ من ساعته!

    جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطِيَنَّ الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يُعطاها، فقال صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه.

    فأُتِيَ به وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرئ كأنه لم يكن به وجع...

    وعن يزيد بن أبي عبيد قال: "رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت: يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ قال: هذه ضربة أصابتها يوم خيبر فقال الناس أصيب سلمة... فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيت حتى الساعة"، أخرجه البخاري.

    وروي عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال: "أصيبت عين أبي ذر يوم أحد فبزق فيها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت أصح عينيه"، أخرجه البخاري.

    عنقه ورقبته

    عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "كأن عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة"، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي.

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان أحسن عباد الله عنقًا، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر"، أخرجه البيهقي وابن عساكر.

    منكِباه

    عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين. رواه البخاري مسلم.

    والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بُعد ما بين منكبيه لم يكن منافيًا للاعتدال. وكان كَتِفاه عريضين عظيمين.

    كفاه

    عن أنس أو جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ضخم الكفين لم أر بعده شبهًا له. أخرجه البخاري.

    لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحمًا، غير أنّها مع غاية ضخامتها كانت لَيِّنَة أي ناعمة.

    وعن أنس رضي الله عنه قال: ما مسست حريرًا ولا ديباجًا ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري ومسلم.

    وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء... وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه، فيمسحون بها وجوههم. قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك. أخرجه البخاري.

    وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله، وخرجت معه، فاستقبله ولدان، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: فوجدت ليده بردًا أو ريحًا كأنما أخرجها من جونة عطار. أخرجه مسلم.

    وعن عبد الله بن مسعود قال: "كنا نَعُد الآيات بَركة، وأنتم تَعُدونها تخويفاً، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقَلَّ الماء، قال عليه الصلاة والسلام: اطلبوا لي فضلة من ماء. فأدخَل يده في الإناء وقال: حَيّ على الطَّهور المبارك، والبركة من الله. ويقول ابن مسعود: لقد رأيتُ الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكل"، رواه البخاري.

    عن إياس بن سلمة، حدثني أبي، قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً إلى أن قال: ومررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته الشهباء.. فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن بغلته، ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: "شاهت الوجوه، فما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة" فولوا مدبرين. أخرجه مسلم.

    صَدره

    قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء البطن والصدر، عريض الصدر. رواه الطبراني والترمذي في الشمائل.

    قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عريض الصدر ممسوحة، كأنه المرايا في شدتها واستوائها، لا يعدو بعض لحمه بعضًا، على بياض القمر ليلة البدر، موصول ما بين لبته إلى سرته شعر منقاد كالقضيب، لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره. رواه ابن نعيم وابن عساكر والبيهقي.

    ساقاه

    عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: "... وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه"، أخرجه البخاري في صحيحه.

    قدماه

    قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين (الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع) مسيح القدمين (أي ملساوين ليس في ظهورهما تكسر) وسشن الكفين والقدمين (أي غليظ الأصابع والراحة) رواه الترمذي في الشمائل والطبراني.

    وكان صلى الله عليه و سلم أشبَهَ النَّاس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وكانت قدماه الشَّريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء في وصف سيدنا إبراهيم عليه السلام: "ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به( صحيح البخاري)

    وكان أبو جهم بن حذيفة القرشي العدوي الصحابي الجليل، يقول: ما رأيت شبهًا كشبه قدم النبي صلى الله عليه وسلم بقدم إبراهيم التي كنا نجدها في المقام.

    قامته وطوله

    وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا وأحسنهم خلقًا، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير. رواه البخاري ومسلم.

    مشيته

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ما رأيتُ شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنَّ الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدًا أسرع من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنَّما الأرض تطوى له، إنَّا لَنُجهد أنفسنا وإنَّه " غير مكترث.

    وعن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى تَكَفَّأ ( أي مال يميناً وشمالاً ومال إلى قصد المشية ) ويمشي الهُوَينا (أي يُقارِب الخُطا)

    وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى، مشى مجتمعًا ليس فيه كسل"، (أي شديد الحركة، قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي) رواه أحمد.

    التفاته

    كان صلى الله عليه وسلم إذا التفت التفت معًا أي بجميع أجزائه فلا يلوي عنقه يمنة أو يسرة إذا نظر إلى الشيء لما في ذلك من الخفة وعدم الصيانة وإنّما كان يقبل جميعًا ويُدبِر جميعًا لأن ذلك أليَق بجلالته ومهابته هذا بالنسبة للالتفات وراءه، أمّا لو التفت يمنة أو يسرة فالظاهر أنه كان يلتفت بعنقه الشريف.

    خاتم النبوة

    هو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمر، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، وورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه وسلم الأيسر

    عن جابر بن سمرة قال: رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، غُدة حمراء مثل بيضة الحمامة يشبه جسده.

    رائحته

    عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشا تكفأ، وما مسحت ديباجًا ولا حريرًا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكاً ولا عنبرًا أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم.

    وعن أنس أيضًا قال: "دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَال (أي نام) عندنا، فعرِقَ وجاءت أمي بقارورة فجعلت تَسلُتُ العَرَق، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أم سُلَيم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: عَرَق نجعله في طيبنا وهو أطيَب الطيب"، رواه مسلم.

    وكان صلى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه، وإذا وضع يده على رأس صبي فيظل يومه يُعرَف من بين الصبيان بريحه على رأسه.

    يقول جابر بن سمرة: ما سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقًا فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه، وقد كنت صبيًا - فمسح خدي فوجدت ليده بردًا أو ريحًا كأنما أخرجها من جونة عطار

    كلامه

    قال الله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم) 1-4

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان، وبلاغة القول، وكان من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهل، سلاسة طبع، ونصاعة لفظ وجزالة قول، وصحة معان، وقلة تكلف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، يخاطب كل قبيلة بلسانها، ويحاورها بلغتها، اجتمعت له قوة عارضة البادية وجزالتها، ونصاعة ألفاظ الحاضرة ورونق كلامها إلى التأييد الإلهي الذي مدده الوحي، لذلك كان " يقول لعبد الله بن عمرو: :اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق.

    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، فبينما أنا نائم رأيتني أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوضعت في يدي" مسند الإمام أحمد.

    وكان كلامه صلى الله عليه وسلم بَيِّن فَصْل ظاهر يحفظه من جَلَس إليه، وقد ورد في الحديث الصحيح: "كان " يُحَدِّث حديثاً لو عَدَّه العادُّ لأحصاه.

    وكان صلى الله عليه وسلم يعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقَل عنه" رواه البخاري.

    ضحكه

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تَبَسُّماً، وكنتَ إذا نظرتَ إليه قُلتَ أكحل العينين وليس بأكحل"، حسن رواه الترمذي.

    - وعن عبد الله بن الحارث قال: "ما رأيتُ أحداً أكثر تبسمًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم وكان مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفسًا".

    وكان صلى الله عليه وسلم إذا ضحك بانت نواجذه أي أضراسه من غير أن يرفع صوته، وكان الغالب من أحواله التَّبَسُّم.

    يقول خارجة بن زيد: كان النبي صلى الله عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه، وكان كثير السكوت، لا يتكلم في غير حاجة، يعرض عمن تكلم بغير جميل، كان ضحكه تبسمًا، وكلامه فصلاً، لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم، توقيراً له واقتداءً به.

    قال أبو هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر. رواه عبد الرزاق في مصنفه.

    خاتمه

    كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة، نقش عليه من الأسفل إلى الأعلى "محمد رسول الله"، وذلك لكي لا تكون كلمة "محمد" صلى الله عليه وسلم فوق كلمة "الله" سبحانه وتعالى.

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:" لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى العجم، قيل له: إن العجم لا يقبلون إلا كتابًا عليه ختم، فاصطنع خاتمًا، فكأني أنظر إلى بياضه في كفه"، رواه الترمذي في الشمائل والبخاري ومسلم.

    وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: "اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من ورِق (أي من فضة) فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر ويد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وقع في بئر أريس" وأريس بفتح الهمزة وكسر الراء، هي بئر بحديقة من مسجد قباء.

    وصف أم معبد

    قالت أم معبد الخزاعية في وصف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لزوجها، حين مر بخيمتها مهاجرًا:

    رجل ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق لم تعبه تجلة، ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشعاره وطف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطح، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنهم وأحلاهم من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن، ربعة، لا تقحمه عين من قصر ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظرًا، وأحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود، محشود، لا عابس ولا مفند.

    وصف علي بن أبي طالب

    قال علي رضي الله عنه وهو ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - لم يكن بالطويل الممغط، ولا القصير المتردد، وكان ربعة من القوم، لم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، وكان جعداً رَجلاً، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم، وكان في الوجه تدوير، وكان أبيض مشرباً، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، دقيق المسربة، أجرد، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم.

    وصف هند بن أبي هالة

    كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه -لا بأطراف فمه- ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضول فيه ولا تقصير دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم شيئاً، ولم يكن يذم ذواقاً -ما يطعم- ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها - سماح - وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام.

    وكان يخزن لسانه إلا عما يعنيه. يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد منهم بشره.

    يتفقد أصحابه - ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجاوزه إلى غيره الذي يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.

    كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن - لا يميز لنفسه مكاناً - إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، وقد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق متقاربين. يتفاضلون عنده بالتقوى، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم -لا تخشى فلتاته- يتعاطفون بالتقوى، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويرفدون ذا الحاجة، ويؤنسون الغريب.

    كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عتاب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يقنط منه قد ترك نفسه من ثلاث الرياء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث لا يذم أحداً، ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا. لا يتنازعون عنده الحديث. من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويعجب مما يعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق، ويقول إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ

    وصف عمرو بن العاص

    عن ابن شُمَاسَةَ المهَرِيِّ قال حضرنا عمرو ابن العاص فذكر لنا حديثاً طويلاً فيه: "وما كان أحدٌ أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجلَّ في عيني منه، وما كنت أطيقُ أن أملأ عيني منهُ إجلالاً له، ولو سئلتُ أن أصفه " ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه.

    صفة صلاة الرسول الكريم صلى اله عليه وسلم

    اللهم صلي على خير الأنام سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كبيراً.



    منقول عن منتدى حفّاظ الوحيين
                  

01-15-2017, 02:37 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    خلق أفضل الخلق يقول عنه ربه تبارك وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم) سورة ن وتقول عنه أم المؤمنين عندما سئلت عن خلقه فقالت ( كان خلقه القرآن)
    وإن المسلم ليشتاق لرؤيته صلى الله عليه وسلم وكذلك لمعرفة خلقه وليستمع لتوجيهه وأقواله ليقتدي به ويقتفي أثره , ولن أطيل عليكم وسأنقل لكم هذه الأحاديث التي جمعتها من صحيح الجامع فلعلها تذكرنا بخلقه صلى الله عليه وسلم وكذلك كيف كانت هيئته وصورته التي صوره الله عليه فنشتاق إليه أكثر ونحبه أكثر بأبي هو وأمي ... فتعالوا معي واقرأوا هذه الأحاديث

    كان ابغض الخلق إليه الكذب
    كان ابيض ، كأنما صيغ من فضه ، رجل الشعر
    كان ابيض ، مشربا بحمره ، ضخم الهامة ، أهدب الأشفار
    كان ابيض ، مشربا بيض بحمره ، و كان اسود الحدقة ، أهدب الأشفار
    كان ابيض مليحا مقصدا
    كان احب الألوان إليه الخضرة
    كان احب الثياب إليه الحبرة
    كان احب الثياب إليه القميص
    كان احب الدين ما داوم عليه صاحبه
    كان احب الشراب إليه الحلو البارد
    كان احب الشهور إليه إن يصومه شعبان [ ثم يصله برمضان ]
    كان احب العرق إليه ذراع الشاه
    كان احب العمل إليه ما دووم عليه و إن قل
    كان احسن الناس خلقا
    كان احسن الناس ربعه ، إلى الطول ما هو ، بعيد ما بين المنكبين ، أسيل الخدين ، شديد سواد الشعر ، اكحل العينين ، أهدب الأشفار ، إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ، ليس له أخمص ، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضه
    كان احسن الناس ، و أجود الناس ، و أشجع الناس
    كان احسن الناس وجها ، و أحسنهم خلقا ، ليس بالطول البائن ، و لا بالقصير
    كان أخف الناس صلاه على الناس ، و أطول الناس صلاه لنفسه
    كان أخف الناس صلاه في تمام
    كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ، و لكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ، و يقول : السلام عليكم ، السلام عليكم
    كان إذا أتى مريضا ، أو أتي به قال : اذهب البأس رب الناس ، اشف و أنت الشافي ، لا شفاء ألا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما
    كان إذا أتاه الأمر يسره قال : الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، و إذا أتاه الأمر يكرهه قال : الحمد لله على كل حال
    كان إذا أتاه الرجل و له اسم لا يحبه حوله
    كان إذا أتاه الفيء قسمه في يومه ، فأعطى الأهل حظين ، و أعطى العزب حظا
    كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : اللهم صل على آل فلان
    كان إذا أتى بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم على شفتيه ، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان
    كان إذا أتى بطعام سال عنه اهديه أم صدقه ؟ فان قيل : صدقه ، قال لأصحابه : كلوا و لم يأكل و إن قيل : هديه ، ضرب بيده ، فأكل معهم
    كان إذا اخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ، ثم أمرهم فحسوا ، و كان يقول : انه ليرتو فؤاد الحزين ، و يسرو عن فؤاد السقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها
    كان إذا اخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن
    كان إذا اخذ مضجعه قرا { قل يا أيها الكافرون } حتى يختمها
    كان إذا اخذ مضجعه من الليل قال ( بسم الله وضعت جنبي ، اللهم اغفر لي ذنبي و اخسأ شيطاني ، و فك رهاني ، و ثقل ميزاني ، و اجعلني في الندى الأعلى))

    كان إذا اخذ مضجعه من الليل ، وضع يده تحت خده ثم يقول ((: باسمك اللهم أحيا ، و باسمك أموت ،)) وإذا استيقظ قال ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا و إليه النشور ))

    كان إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد
    كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع
    كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : اللهم قني عذابك ، يوم تبعث عبادك ( ثلاث مرات )
    كان إذا أراد إن يستودع الجيش قال : استودع الله دينكم ، و أمانتكم ، وخواتيم أعمالكم
    كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفة
    كان إذا أراد أن ينام و هو جنب توضأ وضوءه للصلاة، و إذا أراد أن يأكل أويشرب و هو جنب غسل يديه ، ثم يأكل و يشرب كان إذا أراد سفرا اقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه
    كان إذا أراد غزوه ورى بغيرها

    كان إذا استجد ثوبا سماه باسمه قميصا أو عمامة أو رداء ثم يقول : اللهم لك الحمد ، و أنت كسوتنيه ، أسألك من خيره ، و خير ما صنع له ، و أعوذ بك من شره ، و شر ما صنع له
    كان إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفه : و يأتيك بالأخبار من لم تزود
    كان إذا استسقى قال : اللهم اسق عبادك و بهائمك ، و انشر رحمتك ، و أحيي بلدك الميت
    كان إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم و بحمدك ، و تبارك اسمك ، و تعالى جدك ، و لا اله غيرك
    كان إذا استن أعطى السواك الأكبر ، وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه
    كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة ، وإذا اشتد الحر ابرد بالصلاة
    كان إذا اشتدت الريح قال : اللهم لقحا لا عقيما
    كان إذا اشتكى أحد رأسه قال : اذهب فاحتجم ، و إذا اشتكى رجله قال : اذهب فاخضبها بالحناء
    كان إذا اشتكى رقاه جبريل قال : بسم الله يبريك ، من داء يشفيك ، و من شر حاسد إذا حسد ، و من شر كل ذي عين كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات و مسح عنه بيده
    كان إذا اصبح و إذا أمسى قال : أصبحنا على فطره الإسلام ، و كلمه الإخلاص ، ودين نبينا محمد ، و مله أبينا إبراهيم ، حنيفا مسلما و ما كان من المشركين
    كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبه ، لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة
    كان إذا اعتم سدل عمامته بين كفتيه
    كان إذا افطر عند قوم قال : افطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و تنزلت عليكم الملائكة
    كان إذا افطر قال : ذهب الظمأ ، و ابتلت العروق و ثبت الأجر أن شاء الله
    كان إذا افطر عند قوم ، قال : افطر عندكم الصائمون ، و صلت عليكم الملائكة
    كان إذا اكتحل اكتحل وترا ، و إذا استجمر استجمر
    كان إذا أكل أو شرب قال : الحمد لله الذى أطعم و سقى ، و سوغه و جعل له مخرجا
    كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث
    كان إذا أكل لم تعد أصابعه بين يديه
    كان إذا انزل عليه الوحي كرب لذلك و تربد وجهه
    كان إذا انزل عليه الوحي نكس رأسه و نكس أصحابه رؤوسهم ، فإذا اقلع عنه رفع رأسه
    كان إذا انصرف انحرف
    كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، ثم قال : اللهم أنت السلام ، و منك السلام ، تباركت ياذا الجلال و الإكرام
    كان إذا أوى إلى فراشه قال : الحمد لله الذى أطعمنا ، وسقانا ، و كفانا ، و آوانا فكم ممن لا كافي له ، و لا مؤوي له
    كان إذا بايعه الناس يلقنهم : فيما استطعت
    كان إذا بعث أحدا من أصحابه في بعض أمره قال : بشروا و لا تنفروا ، و يسروا و لا تعسروا
    كان إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل : ما بال فلان يقول ؟ ولكن يقول : ما بال أقوام يقولون كذا و كذا
    كان إذا تضور من الليل قال : لا اله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار
    كان إذا تكلم بكلمه أعادها ثلاثا ، حتى تفهم عنه ، و إذا أتى على قوم فسلم عليهم ، سلم عليهم ثلاثا
    كان إذا تهجد يسلم بين كل ركعتين
    =====
    اللهم صلي على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
                  

01-15-2017, 05:22 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    نبذه عن الخلايا الجذعيه
    لقد دأب الإنسان خلال العصور إلى تطوير سبل محاربة الأمراض بشتى أنواعها، كل ذلك في سبيل الإستمتاع بحياة خالية من المرض وآلامه ومعاناته . وفي أيامنا هذه كثر الحديث عن تقنية علمية حديثة يقول الأطباء وبكل ثقة إنها سوف تكون البداية لنهاية الأمراض المستعصية التي نعرفها في هذا العصر ، إنها علم وتقنية
    الخلايا الجذعية .
    إن الخلايا الجذعية (Stem Cells)، أو خلايا المنشأ كما يطلق عليها، هي الخلايا الأساسية التي تتكون منها جميع أعضاء الجسم . ولهذه الخلايا صفات تميزها عن غيرها من الخلايا ومن أهمها قدرتها على الإنقسام والتجدد، إضافة إلى إمكانية تحولها إلى أنواع أخرى من الخلايا . ومن المعلوم أن تكوين الإنسان في رحم الأميبدأ من لحظة تلقيح البويضة ، وبعد عملية التلقيح تبدأ البويضة بالإنقسام إلى خلايا متعددة . وفي الأيام الأولى تتكون الخلايا الجذعية والتي هي أصل كل خلية في الجسم بغض النظر عن مكان هذه الخلية ، وتكون هذه الخلايا متشابهة حيث لا فرق بين خلية تنتهي بتكوين خلايا عصبية وبين أخرى تنتهي بتكوين خلايا الكبد. ويكمن الفرق الوحيد بين هذه الخلايا في الأوامر التي تتلقاها والتي تقودها إلى تكوين نسيج ما .
    وقد عكف الأطباء منذ عدة عقود على دراسة الخلايا الجذعية في محاولة للتعرف على كيفية توجيه هذه الخلايا لكي تتحول إلى أحد أنسجة الجسم المختلفة ، وذلك بهدف التمكن من دعم أو تعويض أعضاء الجسم المصابه أو التالفة . وفي العقد الأخير تمكن الأطباء بالفعل من الوصول إلى طريقة لتوجيه هذه الخلايا لكي تُكون أنسجة بشرية معينة ، ومن ثم تم إدخال هذه الخلايا إلى العضو المريض وكانت النتائج مذهلة بالفعل، فقد تمكن الأطباء من إستخدامها في علاج العديد من الأمراض المستعصية مثل الجلطات القلبيه والدماغيه والشلل الرعاش وبعض أنواع السرطان وأورام الغدد اللمفاوية ومرض السكري . وتتسابق المراكز الطبية حالياً على إيجاد تطبيقات أخرى للخلايا الجذعية ، فنجد على سبيل المثال الأطباء في كوريا الجنوبية قد نجحوا في مساعدة سيده على المشي بعد سنوات من فقدانها القدرة على إستخدام رجليها بسبب الشلل الذي أصابها بعد تعرضها لحادث مروري وهي في ريعان الصبى.ومن المؤكد أن هناك إتفاق بين الأطباء على جدوى الخلايا الجذعية ، ولكن يبقى التساؤل حول كيفية الحصول على هذه الخلايا للمريض عند حاجته إلى إستخدامها لعلاج علةٍ ما . في الواقع إن هناك عدة مصادر للحصول على الخلايا الجذعية : فهي تؤخذ من البويضة بعد تلقيحها بعدة أيام وهو الأمر الذي تنتابه محاذير أخلاقية في بعض الدول ، أو تؤخذ من دم الحبل السري للمولود ساعة ولادته وهو أمر يتفق الجميع على جدواه خصوصاً وأن الحبل السري للمولود ( والذي يعتبر حالياً من المهملات الطبية) يحتوي على خلايا جذعية على درجة عالية من النقاء مما يجعل إستخدامها في المستقبل أمرا يسيرا ولا يشكل أي أثارً جانبيه . ومنذ ذلك الحين إنطلقت المراكز الطبية في سباقِ محموم لتوفير مراكز تجميع وحفظ الخلايا الجذعية لحديثي الولادة . علماً بأن هذا السباق يحدث بتشجيع من الهيئات الطبية الحكومية والخاصة والتي تعي تماماً أهمية تخزين الخلايا الجذعية لما لهذه الخلايا من مزايا تكاد تكون سحرية لعلاج العديد من الأمراض ، إضافةً إلى الفوائد الإضافية من هذه الخلايا والمتوقعة خلال الأعوام القليلة القادمة والتي يتم الإعلان عن نتائجها الأولية من قبل مراكز الأبحاث الطبية .
    وبإختصار شديد ، فإن الطريق إلى علاج الأمراض قد أخذ منعطفاً جديداً لم يكن متوقعاً قبل بضعة عقود ، فبدلاً من التركيز على تطوير الأدوية لتطبيب الأمراض ، أصبحت النظرة الحديثة تركز على إيجاد حلولٍ نهائية للأمراض وذلك عن طريق تدعيم الأعضاء المصابة بخلايا جديدة تمنح العضو القدرة على تجديد نفسه ومن ثم تمكينه من مقاومة المرض ، وبذلك تلتغي الحاجة إلى تعاطي السميات العلاجية ذات التأثيرات السلبية على الجسم الإنساني . ولنا أن نتخيل المردودات والفوائد التي تكاد لاتحصى من التداوي بالخلايا الجذعية ، والتي تبدأ على مستوى الفرد وتنتهي بالفوائد العديدة على مستوى المجتمعات والدول.
    منقول
                  

01-15-2017, 05:25 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الابعاد الأربعة (المكانية والزمانية) :-
    نحتاج قبل الدخول إلى مفاهيم النظرية النسبية تعريف مفهوم الابعاد المكانية والزمنية حيث أن كثيرا ما تعرف النظرية النسبية على انها نظرية البعد الرابع. فما هي هذا الأبعاد الاربعة وكيف نستخدمها ولماذا اينشتين العالم الأول الذي اكد على ضرورة استخدام البعد الرابع (الزمن) بالاضافة إلى الابعاد الثلاثة التي اعتمد عليها جميع العلماء من قبله...
    تطور مفهوم الابعاد مع تطور الانسان واقصد هنا تطوره في الحياة ففي الزمن الأول كان الانسان يتعامل مع بعد واحد في حياته هذا جاء من احتياجه للبحث عن طعامه فكان يستخدم رمحه لاصطياد فريسته وبالتالي كان يقذف رمحه في اتجاه الفريسة حيث ينطلق الرمح في خط مستقيم وحركة الرمح هنا تكون في بعد واحد وسنرمز له بالرمز x. ومن ثم احتاج الانسان ليزرع الارض وبالتالي احتاج إلى التعامل مع مساحة من الأرض تحدد بالطول والعرض وهذا يعد استخدام بعدين هما x و y لأنه بدونهما لايستطيع تقدير مساحة الأرض المزروعة. وعندما احتاج الانسان للبناء أخذ يفكر ويحسب في البعد الثالث وهو الارتفاع. وهذه هي الابعاد الثلاثة x,y,z والتي كانت الاساس في حسابات الانسان الهندسية، وحتى مطلع القرن العشرين اعتبرها الانسان كافية لحل كل المسائل التي تقابله على سطح الكرة الأرضية. وحتى يومنا هذا نعتمد على الابعاد الثلاثة في تنقلاتنا وسفرنا وحساباتنا.
    آينشتين هو العالم الوحيد الذي فكر في البعد الرابع (الزمن) وقال ان الكون الذي نعيشه ذو أربعة ابعاد وهي الطول والعرض والارتفاع والزمن. وادخل البعد الرابع في جميع حساباته. يستطيع الانسان تخيل البعد الواحد والبعدين ويمكن رسمهما ولكن البعد الثالث يحتاج منه إلى قدرات تخيلية إضافية ولكن من الصعب التفكير والتخيل بالابعاد الاربعة معا وخصوصا أن البعد الرابع وهو الزمن لايمكن رؤيته ولكننا نعيشه وندركه كمسلمة من مسلمات الوجود. فإذا اعتبرنا أن هندسة الكون تعتمد على اربعة ابعاد فإن حساباتها ستكون غاية في التعقيد ونتائجها غير متوقعة وهذا مافعله آينشتين في نظريته النسبية
    تمهيد :-
    ان المقاييس من مساحات وحجوم وكتل وتحديد المكان والزمان والسرعة هي مقاييس معروفة في نظر الفيزياء الكلاسيكية (فيزياء جاليلو ونيوتن) فكلنا نقيس المسافات والزمن بنفس الطريقة والكيفية ولا يختلف في ذلك اثنان اذا كانت مقايسهما معايرة بدقة وهذا يعني أننا سلمنا بأن هذه المقاييس مطلقة ولكن هذا يخالف النظرية النسبية التي تقوم على أنه لا وجود لشيء مطلق في كل هذه الاشياء أنما هي نسبية، فالدقيقة (60 ثانية) التي نقيسها بساعاتنا يمكن ان يقيسها آخر على انها أقل من دقيقة أو أكثر وكذلك المتر العياري طوله متر بالنسبة للشخص الذي يحمله ولكن بانسبة لآخر يتحرك بسرعة كبيرة بالنسبة لذلك الشخص يجد المتر 80 سنتمتر وكلما زادت سرعته كلما قل طول المتر ليصبح طول المتر صفر اذا تحرك الشخص بسرعة الضوء (سنجد انه من الاستحالة الوصول لسرعة الضوء) وهذا لا يعود لخطأ في القياسات بين الشخصين أو خلل في آلات الرصد التي يستخدمونها فكل منهما يكون صحيحا ولكن بالنسبة له ولهذا سميت بالنظرية النسبية والكثير من الأمور المسلم بها في حياتنا والتي نعتبرها مطلقة تصبح نسبية في عالم النسبية.
    بمفهوم اينشتين والتعامل مع الزمن على أنه بعد من الأبعاد يصبح كل شيء نسبياً فمثلاً نعرف أن الكتلة هي كمية المادة الموجودة في حجم معين مثل كتلة الماء في حجم سنتيمتر مكعب هي واحد جرام وكتلة الماء هذه ثابتة ولكن وزنها هو الذي يتغير تغيرا طفيفا نتيجة لتأثير الجاذبية عليها فيقل الوزن قليلا في المرتفعات ويزيد في المنخفضات نتيجة لتغير تأثير الجاذبية حسب بعدنا او قربنا من مركز الارض وهذا التغير يكون في حدود جرام واحد فقط، ولكن آينشتين يبين أن الكتلة تتخلى عن تأثير الجاذبية وتتغير في حدود أكبر بكثير قد تصل إلى الالاف ولا علاقة لتغير الكتلة بالجاذبية. إن ثبوت المقاييس والابعاد عند آينشتين في الكون لا وجود له حسب نظريته النسبية.
    http://ziban.free.fr/arabe/modules/news/article.php…
                  

01-16-2017, 01:44 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الكتاب رغم صغر حجمه إلا إنه قد حوى الكثير من المفردات والمفاهيم التربوية الضرورية لكل أسرة لتربية (ابن زمانه) وهو ما دعا المؤلف أن يفصح عن معاناته عند إعداد الكتاب حيث يقول: "أمر آخر كنت أعاني منه هو أن موضوع إعداد الأبناء للمستقبل موضوع كبير وكثير الذيول" لذا فقد عمد المؤلف أن يتناول في الكتاب: "ما هو أكثر أهمية حتى لا يتضخم الكتاب ويتجاوز الحجم المعهود في هذه السلسلة: سلسلة التربية الرشيدة" ص 156.
    - أوضح المؤلف في المقدمة الأسباب التي دعته لتأليف الكتاب وهو التطور السريع في زماننا الحالي مقارنة بالتغيرات التي حدثت في الماضي فيقول: "أننا نعيش في زمان مختلف عن كل الأزمنة الماضية"، و"التغيرات السريعة التي تجتاح مجتمعاتنا وأُسرنا مرشحة للمزيد من السرعة والمزيد من الانتشار" ص 3.
    لذا كانت هذه الحكمة التربوية الهامة في المقدمة وهي (حث الآباء على أن يربوا أبناءهم غير تربيتهم، لأنهم خلقوا لزمان غير زمانهم)، وأوضح أن (هذه الحكمة التربوية العظيمة لم تكن الحاجة إليها في أي يوم أكثر من هذه الأيام) وأرجع السبب وراء هذه الحاجة إلى (التطور التقني السريع سرّع من التغيرات الاجتماعية في كل نواحي الحياة).

    ثم وضح المؤلف في المقدمة مفهوم التربية الرشيدة حيث قال: "التربية الرشيدة: هي تلك التربية التي توفر اﻷفكار واﻷساليب واﻷدوات التي تساعد الصغار على الاستعداد للعيش وفق مرادات الخالق العظيم ومنهجه القويم وعلى الاستعداد لخوض معارك الحياة بكفاءة" ص4.
    حفل الكتاب كما هي عادة المؤلف في كتبه بكثير من الإضاءات والتي تكتب في أعلى صفحات الكتاب وهي تمثل حكمة أو معلومة صيغت بحروف وكلمات صغيرة ولكنها غزيرة المعنى.

    بعض اقتباسات الكتاب:
    - حتى يربي الأبوان طفلا يعيش زمانه بكفاءة واستقامة، فعليهما أولاً أن يعيشا زمانهما ويستفيدا من معارفه وخبراته، ص 15.
    -الثقافة التربوية: هي تلك المضامين المشتملة على اﻷفكار والمفاهيم والخبرات والمعطيات التي تساعد المربين على بناء شخصيات من يربونهم على مستوى المعتقدات والتصورات والقيم، وعلى مستويات السلوكيات أيضًا، ص16.
    - إن المربين في هذا الزمان محظوظون جدًا إذا نظرنا إلى حجم المتوفر من مصادر التثقيف المعرفي، فبلمسة زر يمكن للأم واﻷب أن يجدا كل ما يريدانه في تربية صغارهما، وهذا كان مستعصيًا حتى على التخيل قبل أربعين سنة، ص17.
    - دلت معظم الدراسات على أن المستوى التعليمي ﻵباء اﻷطفال الموهوبين أفضل من المستوى التعليمي ﻵباء اﻷطفال العاديين، ص 19.
    - عماد اﻷسرة الجيدة أبوان متحابان متفاهمان، ﻷن من الصعب أن يشعر اﻷطفال باﻷمان والسكينة والاستقرار في منزل هو عبارة عن ساحة حرب باردة بين اﻷبوين حيث الشتم والضرب والتهديد والمكر، ص20.

    - إن من حسن الحظ أن الأساليب والوسائل التربوية موحدة أو شبه موحدة على مستوى العالم، وهذا يسهل التوافق عليها، ص22.
    - إن غرس الإيمان العميق في نفوس الأطفال عمل عظيم لكنه محفوف بالمخاطر، فقد رأيت الكثير من حالات الإخفاق في هذا الشأن، والسبب بسيط، إذ إن حمل الطفل على بعض العادات كثيراً ما يتم عن طريق الضغط وبنوع من الإكراه، وهذا يؤدي إلى نفوره بشكل واضح، وكثيراً ما سمعنا عن أطفال يصلون من غير وضوء، وبعضهم يقول: إنه ذهب إلى حلقة لحفظ القرآن الكريم في المسجد والحقيقة أنه كان مع أحد أصدقائه، ص31.
    - التربية بالأفعال والسلوكيات هي التربية الأنيقة والجذابة، وهي الأصل والأساس، وأكبر مشكلة نعاني منها على صعيد بناء الأجيال عدم وجود ما يكفي من المربين الذين ينجذب إليهم الصغار ويعجبوا بأوضاعهم وأحوالهم، ص32.

    التربية على الإبداع: إن الحاسم في مسألة الإبداع ليس معدل الذكاء، وإنما العادات الذهنية والنفسية التي يكتسبها الطفل في منزله، إن نظرية (الذكاءات المتعددة) تبشرنا بأن معظم الأطفال يملكون من الموهبة ما يؤهلهم للإبداع في مجال من المجالات، وإذا وجدنا أن معظم أبنائنا عاديون، فهذا يدل على خطأ ما في أسلوب التربية في البيوت أو أسلوب التعليم في المدارس، ص40.
    - الرؤية الواقعية: التربية الجيدة هي التي توجد لدى الطفل نوعاً من التوازن بين المثالية والواقعية، الإنسان المثالي يرتبط بالقيم التي يؤمن بها، ويتطلع إلى المستقبل مع غض الطرف عن كثير من معطيات الواقع، ص 49-50.
    - إن الأزمة الأساسية التي يعاني منها العالم اليوم هي أزمة أخلاقية، حيث يتراجع الحس الإنساني ويكثر الزيف والتناقض بين ما يفعله الناس في خلواتهم، وما يفعلونه أمام الآخرين، ص 69.

    - إن مخاطبة العقل من أجل الأخلاق لا تعني تكديس المعارف والنصائح في عقل الطفل، فهذا أسلوب يضر أكثر مما ينفع، ولا سيما إذا أخذ شكل الوعظ الكثيف والمتتابع، ص 70.
    - إن الطفل حين يولد لا تكون لديه مناعة أو حصانة من الكذب ، بل يمكن القول: إنه يتعلم الصدق والأمانة بالتدرج من أسرته والمجتمع الذي يعيش فيه، ص 78.
    - إن صرامة كثير من الآباء وجديتهم الزائدة قد جعلت أبنائهم ينفرون منهم، ويندفعون إلى الأقران والزملاء ليجدوا لديهم ما فقدوه في بيوتهم، ص 92.
    - إن الطير حين تنبت قوادمه وخوافيه ويقوى جناحاه، يصبح مؤهلاً لمغادرة العش والهجرة إلى بلاد بعيدة، وهكذا أبناؤنا وفلذات أكبادنا، ص101.
    - نحن نحتاج من كل أسرة أن تنظر إلى تربية كل طفل من أطفالها على أنها مشروع مهم يستحق كل العناية وتوفير كل الموارد والأدوات المطلوبة، والبداية دائماً في الثقافة التربوية التي على الأبوين امتلاكها من أجل نجاح المشروع، ص110.
    - التعليم الجيد عالي التكلفة هذه الأيام وفوق طاقة كثير من الأسر، لكن من المهم أن يدرك الأبوان أن التعليم الرديء أعظم كلفة بكثير من التعليم الجيد ولكن على المدى البعيد، ص 112.

    - الذكاء الموجود لدى الإنسان متنوع، ورغباته أيضاً متنوعة، والشيء الأجمل هو إيجاد درجة عالية من التوافق بين مواهب الطفل ورغباته، ص115.
    - معرفة ميول الطفل وإمكاناته العقلية يمكن اكتشاف كثير منها من خلال بعض اختبارات الذكاء، ومن خلال درجات الطفل في المدرسة، ومن خلال ملاحظات والديه وأساتذته، وقد يكون الأهم من كل ذلك الشيء الذي يرغب الطفل في قضاء وقت فراغه فيه، ص115.
    - تنشئة الأجيال الجديدة على حب الكتاب وتعشق المعرفة شيئاً ذا أولوية مطلقة إذا ما أردنا لمستقبل الأمة أن يكون خيراً من حاضرها، ص117.
    - إن الرؤية التي نملكها للصغير، أو يمتلكها هو بنفسه أشبه بنبتة عزيزة، تحتاج حتى تستمر في النمو إلى سقاية وعناية مستمرة، حيث يكون بقاؤها حية هو الهدف النهائي، ص130.
    - المثابرة هي البطل الدائم في حياة كل الناجحين، وهي السر العميق وراء تحقيق متوسطي الذكاء لنتائج عظيمة لم يحققها بعض العباقرة، المثابرة تعني القدرة على الاستمرار في العمل على الرغم من الصعوبات والمعوقات والظروف غير الملائمة، ولهذا فإن المثابرة تعبر دائماً عن روح الإصرار والصمود وصلابة الإرادة، وإن من يتمتع بهذه الصفات شخص تصعب هزيمته، ص131.
    - إن المبادرة لدى الشخص من الناس هي أقوى دليل على تمتعه بالسمات والقدرات القيادية في الحياة العامة على الأقل، ومن ثم كان لزاماً على الأسر أن تنمي روح المبادرة لدى صغارها بكل الوسائل الممكنة، ص137.

    - كلما تعقدت الحياة أكثر كثرت الأعمال التي تحتاج إلى أداء جماعي، و(ابن زمانه) سيجد أن عليه أن يوطن نفسه لذلك على نحو جيد، وإلا فإن الفشل سيكون حليفه، ص143.
    - يجب تعليم الطفل اختيار الوقت والمكان المناسبين لطرح أفكاره، فالفكرة مهما كانت ممتازة إذا طرحت في وقت غير مناسب لم يلتفت إليها الناس ولم يهتموا بها، ص 148.
    - نحن نريد تنشئة أطفالنا على الحوار، وليس على الجدال، الحوار يعني توضيح وجهة النظر من غير إلحاح على الطرف الآخر بقبولها، وذلك لأن الحوار هو عملية إضاءة متبادلة للنقاط المظلمة: أضيء لك نقطة لا تراها، وتضيء لي نقطة لا أراها، وبعد ذلك لكل منا الحق في اختيار ما يراه صواباً، ص149.
    - علينا تربية الطفل على الفرح بالوصول إلى الحق والحقيقة بقطع النظر عن أي شيء آخر، ص150.
    المؤلف: أ.د عبد الكريم بكار
                  

01-17-2017, 01:26 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    أولادنا .. في الغربة

    حسين شعبان وهدان



    بسم الله الرحمن الرحيم

    رسائل الغرباء
    إليكَ يَا أخِي ..
    يا دُرَّةً في جبين السائرينْ ..
    ويا أملَ الهِدايةِ فِي دُنْيا الحائرين ..
    ويا عائداً إلى الله بعدما يفنى زمانك ..
    ويأتي الفراق.. فعشت الغربة مرتين ..
    هذه كرائم الأماني تزف إليك ..
    فتقبلها بقبول ينبئ أنك حقاً ..
    من المسلمين .


    (1) أَوْلادُنَا .. في الْغُرْبَةِ

    ترسو على شواطئ الغربة سفائنُ الحياة على قدرٍ موعودٍ، بحثاً عن الأرزاق التي تفي بمطالب الأبدان.
    وتنعم الأرواح حيناً وتشقى أحياناً بنعيم ولهيب الأشواق إلى الأوطان.
    وتمضي الرِّحال بالغرباء على قافلة السلامة أو العطب أو العطاء أو الحرمان.
    يربح المهاجرون خُلوفَ الأموال، ويتفيأون ظلال المباهج الزائلة.. لكن؛ ربما أن خسارتهم في رحلتهم – التي كانت – لا تقدر بفقد الأموال كلها إن ضاع منهم دينهم أو تاه أولادهم أو تغربت منهم بناتهم.
    لأن الإسلام العظيم علمنا أن الذرية نعمةٌ مباركةٌ من الله تعالى لا يجوز إهمالها، ولا التفريط فيها، بل تستحق تواصل الشكر لواهب النعم، قال الله تعالى{ وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ } (النحل :72) ، ووصف القرآن الكريم البنين بأنهم زينة الدنيا وبهجتها حين قال:{ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } (الكهف:46).
    ومن طبيعة الإنسان أنه يسعد كثيراً بأولاده وبناته حينما يراهم يكملون مشواره، ويسيرون على دربه،
    ويحملون اسمه، فيكونون امتداداً طبيعياً له بعد وفاته.
    لذا فاهتمام الوالدين بأولادهما لا حدود له، وقد أجاد حطان بن المعلى حين قال:

    وإنمــا أولادُنــا بـيـننا أكبادُنا تمشي على الأرضِ
    لو هبتِ الريحُ على بعضِهمْ لامتنعت عيني عن الغمضِ

    هذه منزلة الأولاد بالفطرة، وهم في منظور الإسلام- كذلك – رزقٌ وهبةٌ من الله الوهَّاب ، قال الله تعالى : { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ } (الشورى:49)

    مسؤوليةٌ عُظْمَى
    وقد أوجب الإسلام على الآباء والأمهات ضرورة الإهتمام الدائم بالأولاد وحسن تربيتهم على العموم، وتزداد الأهمية القصوى بالتربية والتأديب والحفاظ عليهم في بلاد الغربة كي ينشأوا على هدى الإسلام وأحكامه بدلاً من أن تغيرهم الأيام شيئاً فشيئاً حتى يتحولوا عن الإسلام ذاته في الجيل الثاني إن لم يكن في الجيل الأول بعد الاغتراب.
    والأمانة ثقيلة، وأرض الواقع حافلةٌ بالأمثلة الواقعيَّة التي يراها أهل الغربة في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها من ضياع الأولاد والبنات وانجرافهم مع هذه المجتمعات في تقليدٍ أعمى بلا تعقِّلٍ، وذلك لأن الوالديْن قد قطعا الروابط التي تربط الأولاد بجذورهم، فلم يعد لهم ارتباط بدينهم، ولا لغتهم الأصيلة، ولا بوطنهم الأم، فانحدرت القيم وضاعت الأخلاق.

    القدوةُ السَّيئَةُ
    وأصبحت الصورة العامة للناشئ المسلم في بلاد الإغتراب –إلا من رحم الله – أنه فاقد القدوة الحسنة في المنزل، فيرى أباه وأمه وإخوته الكبار على جملةٍ من المخالفات الشرعية قولاً وعملاً، فيتأثر بهذه المخالفات ويقلدها، ويظنها حقاً، وما عداها باطلاً، ثم يُفاجَأ الوالدان بأن شخصية هذا الناشئ قد تبلورت على خلاف ما كانا يرجوان له من خيرٍ، رغم أنهما السبب في ذلك. إن حال هذا الوالد وهذه الأم كما قال القائل:

    مشى الطاووسُ يوماً باعوجاجٍ فقلّد شكلَ مشيتِهِ بنوهُ
    فقال:علام تختالون؟ قـــــــالوا: بدأتَ به ونحنُ مقلدوهُ
    فخالفْ سيرَك المعوجَّ واعدلْ فإنـا إنْ عـدلتَ مـعدلـوهُ
    أما تــدري أبــانــا كلُّ فــرعٍ يجاري بالخطا من أدبوه؟
    وينشــأُ ناشئُ الفتيــانِ منــا على ما كان عوَّدهُ أبوهُ

    نعم.. يظهر أثر القدوة في نفس الولد والبنت في زمن الصغر، ويظهر ذلك بانطباعه على نقش الذاكرة ويظل معيناً دائماً لا ينضب في نفس الناشئ حتى يكبر.
    ولا شك أنه من صور الإجحاف والظلم للنبت الصغير تركه في العراء بلا تعهد ولا رعاية، حيث ينشغل الوالد والوالدة تماماً عن الفتاة والصبي، فلا مشاركة وجدانية، ولا علاقة حميمة، ولا متابعة للأخلاق والسلوك ولا تقويم ولا تهذيب ، إنما يعملون كل جهدهم في حصول الأولاد على أكبر قدرٍ من الرفاهية في المسكن والمأكل والملبس وشتى المطالب المادية، وهذا شيء مطلوبٌ وحيوي، ولكنه لا يكفي وحده في بناء ناشئة الإسلام في بلاد الغربة على الخصوص.

    ومع انشغال الوالدين تبدو بوارق الخطر؛ إذ تتدخل عوامل خارجية هدّامة تعمل عمل السُّمِّ في نفسية الناشئ كالإعلام المرئي والمقروء المجرد عن أي حياءٍ والاختلاط الإباحي في كل مكان، وأثر الصديقات والأصدقاء، وتبرز من جراء ذلك ثمراتٌ كأنها رؤوس الشياطين، لعل أهمها ضياع معنى الشرف والطهارة وإهدار منظومة القيم والمثل الإسلامية وانحراف المزاج الشخصي بالركون – أحياناً – إلى الشذوذ والمخدرات وبقية الثمرات المرة، وكلها من سخائم المجتمع الغربي، وكل ذلك من وراء إهمال الوالديْن للأولاد، ونحن نؤكد باسم الإسلام على هذه المسؤولية ، فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: { كلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته؛ فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل في أهله راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعيةٌ ومسؤولةٌ عن رعيتها، والخادم في مال سيده راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته. فكلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته} (البخارى2751 بسند صحيح).
    أرأيت – يا أخي– كيف أنك مسؤولٌ أمام الله تعالى عن أولادك؟ فأنت لهم كالراعي الذي يحدو لهم مواطن الخير ويدخلهم فيها، ويحذرهم من مواطن التهلكة والضرر عملاً بقول الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }(التحريم: من الآية6) ، فليس كل المهم أن ينجو المؤمن من العذاب وحده، بل عليه أيضاً أن يحرص على الفرار من النار بكل أهله، والأولاد أهم أهله وقرابته.

    مَتى تبْدَأُ التَّرْبِيَةُ؟

    هناك بعض الآباء والأمهات يهملون أولادهم حتى ينفرط عقدهم، ويفلت زمامهم إلى سنٍ بعيدة عن زمن التعلم والتأدب بعدما تتميع منهم الشخصية ويتشبعون بمعاني الاستهتار وعدم الانضباط، وذلك من جراء فهم خاطئٍ لمعنى الحنان والرحمة بالصغار.
    وفي الأثر: [ لاعب ولدك سبعاً وأدبه سبعاً وصاحبه سبعاً ثم اترك حبله على غاربه ]. ففي هذا الأثر الحكيم بيان لثلاثة مراحل من عمر الولد، ولكل مرحلة ما يناسبها من التعامل:

    أ – المرحلة الأولى:
    وتبدأ بعد الولادة إلى سن السابعة، وفيها ينزل الوالدان- بطبيعة الحال – إلى مستوى خيال الطفل وتصوراته، ويلعبان معه إيناساً لنفسه، ودفعاً للأزمات النفسية الناجمة عن سوء التعامل معه أو اتخاذ العنف والخشونة منهجاً وسبيلاً.

    ب – المرحلة الثانية:
    ومع سن السابعة يحين أوان التأديب التربويِّ المتاح بكل وسيلةٍ ممكنةٍ ومقبولةٍ - شرعاً - إما بالوعظ أو التعليم أو الثواب أو العقاب، وسائر طرائق التأديب والتقويم؛ لأن الناشئ في هذه المرحلة يقبل كل ما يعرض عليه ثم يسير على هداه، والتأديب في تلك السن أمرٌ نهائيٌّ راسخٌ في نفسية الولد أو الفتاة، لا يتغير ولا يتأتى له النسيان مهما مرت الأيام والليالي بل والسنوات.
    نلمح ذلك من حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: { مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع } (أبو داوود 495).
    فبناء على هذا الأساس التربوي النبوي الحكيم تبدأ المرحلة الثانية – كما سلف – في طورها الطبيعي الفطري الذي يمكن أن يلم الناشئة من خلاله مهارات الأدب والفهم والاستعداد للتقويم بعد ذلك.
    فإذا أهمل الناشئ لأكثر من ذلك دون رعاية أو تأديب فإن أثر التربية يكون معدوما، قال الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (النور: 58 – 59) ، ونجد في هذا النص القرآني الحكيم أن التأديب يجب أن يبدأ مبكراً من قبل أن يبلغ الأطفال الحلم ، وذلك من خلال إلقاء الأمر عليهم بوجوب الاستئذان في أوقاتٍ محدودةٍ، وهذا التأديب الأولي يعد تدريباً واستعداداً للمرحلة التي تلي مرحلة الطفولة حيث المسؤولية الكاملة.
    وفي مرحلة الطفولة يقبل الصبي والفتاة ما يعرض لهما من الآداب والتوجيهات، يقول عمر بن أبي سلمة – رضي الله عنه – : كنت غلاماً في حجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم – وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: { يا غلام، سمّ الله، وكلْ بيمينك، وكلْ مما يليك }. فما زالت تلك طعمتي بعد. (البخاري576 بسند صحيح) .
    لهذا نرجو الاستفادة من النصوص السابقة في توطين الأدب نفس الصبي والفتاة، وهما في سن الصبا قبل أن يشتد العود، ويصبح تغيير الحال من المحال، والتعليم في الصغر – كما قيل – كالنقش على الحجر.

    ج – المرحلة الثالثة:
    وبعد سن البلوغ أو نحو الرابعة عشرة من عمر الغلام أو الفتاة تبدأ مرحلة المصاحبة، ولعل المقصود بها أحد أمرين أو كلاهما معاً:
    الأول: المصاحبة بمعنى التلازم وعدم الإغفال أو الترك؛ لأن الصبي أو الفتاة قد دخلا في سن المراهقة الخطير، فلا بد له من عينٍ تحرسه، وموجهٍ يوجهه دائماً إلى الصواب، ويحذره من المخاطر.
    الثاني: بمعنى الصداقة والألفة والصراحة وعدم التكتم للمشاكل والهروب منها في محاولة لحلها متى ما وُجدت.
    وكلا الأمرين من قيام الصداقة بين الوالدين والولد أو التلازم وعدم الإغفال، كلا الأمرين مطلوبٌ بإلحاح.

    الشابُّ تخطّى مرحلة التربية
    قد لا يدرك الكثيرون أنه لا يوجد شيء اسمه تربية الشباب؛ لأن الشاب قد وصل إلى ما يقارب مرحلة النضوج الجسدي، وظن أنه بلغ الكمال في كل شيء.
    وقد يحاول الوالدان سلوك طرائق التهذيب للأبناء بعد ولوج مرحلة الشباب، ومن المتوقع أن تبوء هذه المحاولات بالفشل الذريع؛ لأن أوان التربية قد فات.
    يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه :

    حرّضْ بنيك على الآدابِ في الصغر ِ كيما تقرَّ بهم عيناك في الكبرِ
    وإنما مثلُ الآدابِ تجمعُها في عنفوانِ الصبا كالنقشِ في الحجر

    فالشاب لا يُربّى ولا يُؤدّب ولكن يُوجّه برفق وحكمة.

    منهجُ التَّرْبيَةِ في بِلادِ الغُرْبَةِ
    لا يختلف المنهج الإسلامي في تربية النشء من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان، ولكن تتغير الوسائل والأساليب التربوية تبعاً لاختلاف البيئات الثقافية والاجتماعية، فتربية الأطفال منهجها واحد.. بيد أنه في أرض الاغتراب يتم التركيز على نقاط هامة لها أثرها الإصلاحي سلباً وإيجاباً بعد ذلك طول الحياة، وأهم ما نركز عليه هو الآتي:

    أولاً: ربط البراعم الدائم بالمسجد
    على الوالد المسلم في بلاد الغربة أن يربط أولاده بالمسجد، ويعمق هذا المعنى دائماً في نفوسهم، ويحرص على أن يكون قدوة لهم في ذلك.
    وعلى الوالد أيضاً أن يلقي في روع الصبي والفتاة أن المسجد أطهر وأهم مكان في هذه الأرض، وأنه بمقدار ما يرتبط ببيوت الله تفيض على حياته معاني البركة والسكينة والإيمان.. إضافة إلى أن المسجد بالنسبة لكل مسلم وفي أي مكان يُعدّ جامعة واسعة الأطراف للحياة كلها يتلقى فيها المسلمون علوم الخير والهدى والرشاد في الدنيا والآخرة.
    إن الوضع الديني المخدر في نفوس أهل الأديان المغايرة للإسلام في بلاد الغربة دائماً يلقي بظلاله وأثره على الصغار، ومن وراء ذلك فقد يظن ناشئ الإسلام في هذه البلاد أن تقديس المساجد ومعرفة آدابها أمر غير ذي بالٍ، وذلك ناتج من إهمال الرعاة لهذا الصغير. أقصد الوالدين أو ولي أمر هذا الصغير؛ إذ يكون التقصير عن تعريفه بالمساجد واجتذابه إليها منذ الصغر، فينشأ من أول وهلة مرتبطاً ببيوت الله.

    ثانياً: متابعة السؤال عن الفرائض الدينية
    من أهم مسؤوليات راعي البيت ورب الأسرة أن يسأل رعيته عن أداء واجباتهم، كما أن عليه أن يتعرف على مطالبهم.. تماماً كما يفعل المسؤول مع مرؤوسيه في أي عمل، فيحاسبهم على التقصير ويكافئهم عند الإجادة.
    وباختصارٍ.. فإن المطلوب من هذا الذي ولاه الله -عز وجل- راعياً على أسرته أن يقودهم إلى تطبيق شرع الله تعالى على نفسه وعلى رعيته، فيسأل ولده: هل أديت الصلاة؟.. هل أتممت صيام اليوم من رمضان؟ سؤال عن الصلاة، وآخر عن الصيام وثالث عن صلة الرحم وهكذا...
    على كل والدٍ في أرض الإغتراب من المسلمين أن يعيد حساباته فيما يتعلق بتربية الأولاد تجاه الفرائض الدينية التي أمرنا بها الإسلام وأن يديم السؤال على أولاده بلا مللٍ ولا ضجرٍ، وأن يكون سؤاله بلا تعنتٍ ولا إرهاقٍ، وعليه كذلك أن لا يبدي أية تساهل وعدم التضايق من أولاده عند التقصير وعليه أن يسلك من الطريق أوسطها بالحكمة والتي هي أحسن.
    أما إذا أغفل الوالدان هذه المتابعة فإن الولد سينشأ خاملاً من مواهب الخير متفاعلاً مع كوامن الشر التي تتراقص حوله على كل سبيل.
    ويزداد الخطر وتعظم البلوى حينما يكون الوالدان أو أحدهما قدوة سيئة لأولاده في الصد عن سبيل الله، وإذ بالولد أو الفتاة يشاهدان الوالدين أو أحدهما خاوي الوفاض من التدين ومنقطع الصلة بالله -عز وجل- فلا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا تقوى، بل يجد منه جراءة وإصراراً على المعاصي وبمرور الأيام سيقيم الولد قدوته السيئة المتمثلة في أبيه وأمه كما قال القائل:

    إذا كان ربُّ البيتِ بالدفِّ ضارباً فشيمةُ أهلِ البيتِ كلِّهِمُ الرقصُ

    ويوم القيامة سيعذّب الوالد في النار أمام عيني ولده، لكونه لم يقم بوعظه وسؤاله عن أداء فرائض الله، وسيُعذّب الولد أمام عيني ولده لكونه لم يطع والده في أداء هذه الفرائض الدينية قال الله تعالى:{ يُبَصَّرُونَهُمْ ..} يرى الوالد ولده، ويرى الولد والده وهو يعذب في النار { يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } ( المعارج: 11) ، وهذا يبين مسؤولية الوالد عن الولد، فالوالد راعٍ والأم كذلك، ومن صفات القائد أن يديم سؤال رعيته عن أداء واجبهم.

    ثالثاً: أولادكم ولغة القرآن
    اللغة وسيلة البيان، ولغة العرب هي لغة الإسلام، وعلى هذا يجب أن تكون اللغة الأولى لكل المسلمين أينما كانوا، وذلك لاحتياجهم الدائم المتواصل لأداء شعائر العبادة كالصلاة والحج وتلاوة القرآن وذكر الله، وغير ذلك من صور التعبد باللغة العربية.
    مشكلةٌ كبرى وعقبةٌ كؤودٌ في طريق الدعاة إلى الإسلام في بلاد الاغتراب تتمثل في كون المغتربين لا يتحدثون أكثرهم، ولا يفهمون اللغة العربية، إلاّ عدد قليل منهم، ولنفرض أن عدد المسلمين في أي مسجدٍ يؤدون صلاة الجمعة والخطيب يتحدث العربية يُقدّر بمائتين من المسلمين فإن نصف هذا العدد فقط هو الذي يفهم لغة التخاطب والباقون جالسون لالتماس البركات دونما فهم أو تعلم ، وقد نتجت مشكلة التغريب عن لغة العرب في بلاد المهجر من جرَّاءِ الاحتكاك المباشر مع اللغة الأجنبية، وإجادة التحدث بها على حساب اللغة العربية – وهذا واقع لا يسعنا إنكاره _ فعندما يذهب المسلم إلى السوق أو البنك أو المستشفى أو أي مكان فإنه من الطبيعي أن يتحدث بلغة البلد الذي يعيش فيه، ولا يمكن أن يتحدث العربية؛ لأنه لن يفهمه أحد.. من هُنَا ضرب النسيان ستائره على لغة العرب في بلاد الغربة، واستسهل الوالدان اللغة الأجنبية ليس خارج البيت فقط، وإنما داخل بيوتهم التي يفترض أنها بيوت للعرب، ويتعلم الصغار – طوعاً أو كرهاً – لغةً أجنبيةً عن ثقافتهم الدينية وعن جذورهم التي ينتمون إليها.. وحدثت المشكلة.
    ومن خلال هذه الوصايا العجلى أبث إليكم – إخوتي المسلمين في بلاد الاغتراب – همي وإشفاقي على مستقبل أولادنا في هذه البلاد.. لهذا؛ أرجو أحرَّ الرجاء من الوالد والوالدة اللذين تربيا على أرضٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ أن يحرصا على التحدث الدائم بين أسوار البيت باللغة العربية، أما إذا كانت الزوجة أجنبيةً هي الأخرى فقد زادت المشكلة تعقيداً.
    إن الطفل مقلدٌ بفطرته، ويقوم الوالدان بدور المؤثر الأول على وجدانه ولسانه، فإذا اهتم الوالدان باللغة العربية وأداما الحديث بها فإن الولد سينشأ على لغة العرب بيسر وسهولة، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال { ما من مولود إلاّ يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء }؟ ( البخاري 1359 بسند صحيح)
    فكما يتحدث الوالدان؛ سيتحدث الولد، هذه حقيقة لا تردّ.
    وعلى الوالدين أيضاً أن يدركا أن المستقبل الإيماني لأولادهما في خطر ما دامت اللغة العربية في أدراج النسيان.

    جانبٌ هامٌّ لا ينبغي إِغْفَالُه
    بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) وجدت الدول الغربية فرصاً لإلصاق المزيد من تهم الإرهاب لكل مسلم على وجه الأرض، ونتج عن ذلك تعسير إجراءت السفر والهجرة إلى كل البلدان الأوروبية والأمريكتين، بل إن كثيراً من هذه الدول تقوم بإغلاق باب القبول للوافدين والمهاجرين الجدد من العرب والمسلمين، وربما أن بعض الدول تقبل أعداداً نادرة بشروط دقيقة ، فما معنى ذلك؟ وما علاقته باللغة العربية في أرض الاغتراب؟ معنى ذلك هو تضاؤل الوجود للسان العربي الذي سيتناقص تدريجياً يوماً بعد يومٍ لكون الناشئة الجدد من أبناء المسلمين المغتربين لا يجيدون اللغة العربية، فهم في غربةٍ من كل جانب وعلى كل سبيل.
    إن علينا أن ندرك بأن الذين يفهمون خطيب الجمعة من المغتربين هم الذين نشؤوا وعاشوا قسطاً من الزمن على أرضٍ عربيةٍ، أما من ولدوا في أرض الغربة من المسلمين فمستقبلهم الديني يكتنفه الضباب إن لم تتداركه رحمة الله تعالى.
    إذن.. السؤال الذي يفرض نفسه بلا تردد: من سيحمي اللغة العربية بعد ثلاثين أو خمسين عاماً أو أكثر عندما يفنى هذا الجيل الذي هاجر من بلاد العرب؟
    إن أقل فروض التعقل أن نتخيل أن الأجيال القادمة في المستقبل القريب من المسلمين في بلاد الاغتراب سيلوكون لغات الأعاجم، ويشربون عليها الماء، ومن ثم تذوب لغة العرب عند من كانوا بالأمس من أهل العرب، ولا عزاء لأجمل اللغات!!.
    وعندما تتلاشى اللغة العربية بين يدي المسلمين في غربتهم فإن في هذا ضياع للدين ذاته - عياذاً بالله من ذلك-
    هذه أعمق معاني المشكلة { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }(ق:37)

    رابعاً: من هو صديق ولدك؟
    قالوا في منثور الحكم: قلْ لي من صاحبك، أقلْ لك من أنت.. والصاحب ساحب، وله أكبر الأثر في نفس صديقه خيراً أو شراً، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- قال { المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل } ( رواه البغوي في شرح السنة 6/470 والحديث حسن غريب ) وسنركز في هذه النقطة على شيء هام، وهو ضرورة النظر والتدقيق في أصدقاء أولادنا وبناتنا في بلاد الغربة والسؤال عنهم ومعرفة أخلاقهم وميولهم، فإن كانوا من أهل الخير فنعم الصحبة، وإن كانوا من أهل السوء والشر فيجب على الوالد النصح ومحاولة التفريق بين أولاده وبين أصدقاء السوء بكل وسيلة ممكنة؛ لأن الطبع يسرق من الطبع، وصدق من قال:
    منْ جالسَ الجربَ يوماً في أماكنِها لو كان ذا صحةٍ لا يأمن الجربا
    على هذا سار العقلاء في كل زمانٍ ومكانٍ، وما أحوج أبناء الإسلام في بلاد الغربة إلى صداقة المسلم للمسلم، وخصوصاً الأنقياء والصالحين منهم، والمتمسكين بشرع الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس معنى هذا أن نتخذ غير المسلمين أعداء، بل نتعامل معهم بالخير والبر والمشاركة الإيجابية في كل مناسبةٍ، دون اتخاذهم أصدقاء، وذلك لاختلاف معنى الصداقة وحقوقها عند المسلمين وعند غيرهم.
    ومن الواجب على راعي الأسرة أن يحول دون قيام الصداقات بين أولاده الذكور وإحدى الفتيات لا من المسلمات ولا من غيرهن، ولا صداقة بين إحدى بناته وأحد الشباب مسلماً كان أو غير مسلم.

    إن هذه العلاقة لا يقرها الشرع الإسلامي الطاهر الذي يسد أبواب الفتن، وهذه العلاقات الرخيصة جرّت على أهلها المخازي والضياع من كل جانب، وهذا أمر معروف.
    فيجب عليك – أخي المسلم – إعادة النظر في أصدقاء أولادك وبناتك، ولا تقبل إلاّ ما يقره الإسلام، وإياك والتقليد.

    خامساً: لا تغمض عينيك عن ولدك
    من أهم المطالب في تربية أبناء المسلمين في المهجر أن تكون عيون الآباء والأمهات دائماً مفتوحةً على أبنائهم وبناتهم، إلى أن يصيروا في سن النضوج وتحمل المسؤولية، ذلك لأن أبناء المسلمين المغتربين على شفا جُرُفٍ من التردي في أتون المجتمع المستعر بالمهالك المتكاثرة والمغريات الجاذبة في كل مكان، وبكل وسيلةٍ وفي أي وقتٍ، مما يجعل مهمة التربية والتقويم لأبناء المسلمين مهمةً شاقةً وصعبةً بكل معاني المشقة والصعوبة، وذلك لكثرة الفتن وانشغال الآباء والأمهات بالعمل مع افتراض عدم التلاقي الدائم ولو في المنزل بين الآباء والأبناء، فلكل منهما شأن يشغله ويغنيه.
    وقد علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ألاّ تغفل عيوننا عن أولادنا وبناتنا في الحديث الوارد عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي -صلى الله عليه وسلم قال {أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم } ( رواه المنذري في الترغيب والترهيب 3/115 بإسناد حسن أو صحيح أو ما يقاربهما.
    وذلك أمرٌ يستدعي الانشغال بالولد أو الفتاة وخصوصاً في المجتمعات غير الإسلامية التي تَعُجُّ بألوانٍ وصورٍ من الانحرافات النفسية والاجتماعية تبعاً لأنها لا تتميز بالمروءات، ولا تحفظ منظومة القيم ومعايير الأخلاق، وإنما تكون اللذة والشهوة العاجلة هي سيدة الموقف، والفكرة عن الدين والأخلاق فكرةٌ شوهاء مخدرة لا تضبط سلوكاً، ولا تحيي في الإنسان معاني السمو، وقد عاصرنا بعض السلوكيات الشائنة المميزة للمجتمعات الغربية المدعية للتقدم والتحضر، بيد أن الواقع له منطقٌ يتنافر مع هذا الادعاء؛ فهؤلاء غلمانٌ وفتياتٌ يذهبون للمدارس لتلقي العلم واحتواء المعاني الصالحة الكريمة، وإذا بالمسئولين التربويين يوزعون على الفتيان والفتيات ما يسمى \"العازل الطبي\" الذي يحول دون انتقال الأمراض المعدية عندما يلتقي هذا الفتى مع فتاته هذه!!... صورة لا تحتاج إلى تعليق سوى أنها فلسفة مجتمعٍ تجرع كل ألوان العربدة حتى الثُّمَالة، ولهذا فليس غريباً أن تجد طفلةً في الثانية عشرة من عمرها تحمل ولدها بين يديها، شهادةً ناطقةً على سوء التربية في هذه المجتمعات، إضافةً إلى أن الأطفال قد عرفوا طريق المخدرات والشذوذ، ومارسوا كل ما يعن لشهواتهم على أرض الواقع بلا تردد، وهذا كله يحركه الإعلام الداعر في مجتمع لا يعرف الفضيلة من أي طريق!!
    فيا أخي المسلم: أهذا مجتمعٌ تترك فيه ولدك أو ابنتك ليكون فريسة التقليد حسب ما ينطق واقعه ؟ أم أن الأحرى بك دائماً أن تلزم أولادك بالمراقبة والنصح وحسن التعهد والتربية، تلك التي انحصرت في الوالدين والمسجد فقط؟
    وعلى العموم، فما ذكرته ليس كل شيء في تربية أبناء الإسلام وبناته، إنما ركزت على نقاط لها أهميتها القصوى فيما يتعلق بالحفاظ على أولاد وبنات المسلمين في الغربة.
    والله يحفظهم بعينه التي لا تنام.
                  

01-17-2017, 01:32 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    هل تعلم أن في خلق الإنسان شيئاً يكاد لا يصدق،
    هو أن المرأة حينما تلد ينزل مع المولود قرصاً لحمياً يسمى عند الأطباء المشيمة
    ـ يسميه العوام الخلاص ـ في هذا القرص تجتمع دورة دم الأم مع دورة دم الجنين،
    ولدورة الأم زمرة ولدورة دم الجنين زمرة ولا يختلطان،
    لو أن امرأة على وجه الولادة أعطيناها دماً من زمرة غير زمرتها
    لماتت فوراً بانحلال الدم،
    يجتمع في هذا القرص ـ المشيمة ـ دم الجنين ودم الأم ولا يختلطان،
    بينهما غشاء سماه الأطباء الغشاء العاقل، لأنه يقوم بأعمال تفوق حدّ الخيال،
    هذا الغشاء يأخذ من دم الأم الأوكسجين، ويأخذ السكر، والأنسولين، ويطرحه في دم الجنين، صار في دم الجنين أوكسجين، وسكر، وأنسولين، يحترق السكر
    بفعل الأوكسجين عن طريق الأنسولين، تنشأ طاقة، حرارة الجنين سبع وثلاثون،
    أما الفضلات ثاني أكسيد الكربون فيأتي الغشاء العاقل ويأخذ هذه الفضلات
    من دم الجنين يطرحه في دم الأم،
    نَفَس الأم [ زفير الأم ] جزء منه نَفَس جنينها،
    الآن الغشاء العاقل يأخذ من دم الأم مناعتها،
    جميع اللقاحات التي لقحت بها في صغرها حتى الولادة،
    وجميع الأمراض التي أورثتها مناعة معينة،
    يأخذ عوامل مناعة الأم من دم الأم ويأخذها ليطرحها في دم الجنين،
    الغشاء العاقل حجر صحي، لو أن الأم تناولت مواد سامة، وتسممت،
    المواد السامة لا تنتقل إلى الجنين عبر الغشاء العاقل،
    لأنه عاقل كما قال الأطباء لكنها قدرة الله وحكمته.
    الآن الغشاء العاقل بإمكانه أن يعرف ما يحتاج الجنين من مواد غذائية،
    كم يحتاج إلى سكر؟ إلى دسم؟ إلى بروتين؟ إلى شحوم ثلاثية؟ إلى فيتامينات؟
    إلى معادن؟ إلى أشباه معادن؟ هناك عشرة آلاف بند في التغذية،
    هذا الغشاء العاقل يعرف ما يحتاجه الجنين، وتتبدل هذه النسب كل ساعة،
    ينقل هذا الغشاء من دم الأم إلى الجنين وكأنه طبيب ماهر،
    بل لو ترك أمر الغشاء العاقل إلى نخبة من الأطباء
    لمات الجنين في ثانية واحدة،
    هذا خلق الله.
    آخر شيء الأم قد تشتهي طعاماً معيناً، هذا الطعام الذي تشتهيه هو حاجة جنينها،
    غشاء عاقل،
    هي الحقيقة قدرة الله، يد الله تعمل في الخفاء:
    قال الله تعالى :
    ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾
    الله عز وجل أودع في الغشاء العاقل خصائص تفوق حدّ الخيال:
    الغشاء العاقل يقوم بدور لا يستطيعه أهل الأرض مجتمعين،
    وكما قلت قبل قليل، لو ترك أمره لأكبر علماء الطب لمات الجنين في ثانية واحدة، وقد أودع الله فيه خصائص تفوق حدّ الخيال
    قال الله تعالى :
    ﴿ وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾
    والآن ثبت أن الحبل السريري فيه دم له خصائص عجيبة،
    لو حفظ هذا الدم في بنوك لهذا الدم، هذا الدم قادر على أن يشكل أي نسيج كالذي حوله، فأي إنسان أصيب بمرض خبيث،
    يوضع هذا الدم حول هذا النسيج فإذا الدم يصبح نسيجاً مشابهاً لما حوله
    كلما تقدم العلم اكتشف حقائق مذهلة
    قال بعض العلماء: لم تبتل بعد أقدامنا ببحر المعرفة
    تصميم مَنْ؟
    الله جلّ جلاله
    -----------------
    سبحان الله وبحمده
    سبحان الله العظيم
    منقول....
                  

01-17-2017, 01:35 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    كلمات في الصلاة.. أهميتها والثمرات المترتبة على أدائها مع الجماعة
    المصدر: موقع طريق الأسلام.


    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا اله إلا الله , وأشهد أن محمداً رسول الله, وبعد:

    فهذه كلمات موجزة في الصلاة تبين أهميتها, والأسباب التي تعين على تأديتها مع المسلمين, وثمرات المحافظة عليها مع الجماعة.


    أهمية الصلاة

    للصلاة في دين الإسلام أهمية عظيمة, ومما يدل على ذلك ما يلي:

    1- أنها الركن الثاني من أركان الإسلام.

    2- أنها أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة, فإن قُبِلت قُبِل سائر العمل, وإن رُدَّت رُدَّ.

    3- أنها علامة مميزة للمؤمنين المتقين، كما قال تعالى: { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ } [البقرة:3].

    4- أن من حفظها حفظ دينه, ومن ضّيعها فهو لما سواها أضيع.

    5- أن قدر الإسلام في قلب الإنسان كقدر الصلاة في قلبه, وحظّه في الإسلام على قدر حظه من الصلاة.

    6- وهي علامة محبة العبد لربه وتقديره لنعمه.

    7- أن الله عز وجل أمر بالمحافظة عليها في السفر, والحضر, و السلم, والحرب, وفي حال الصحة, والمرض.

    8- أن النصوص صرحت بكفر تاركها. قال صلى الله عليه وسلم ّ: « إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة » رواه مسلم.

    وقال « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر ». رواه أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح.

    فتارك الصلاة إذا مات على ذلك فهر كافر لا يغسل, ولا يكفن, ولا يصلى عليه, ولا يدفن في مقابر المسلمين, ولا يرثه أقاربه, بل يذهب ماله لبيت مال المسلمين, إلى غير ذلك من الأحكام المترتبة على ترك الصلاة.


    أسباب تعين على أداء الصلاة مع المسلمين

    1- الاستعانة بالله عز وجل.

    2- العزيمة الصادقة الجازمة.

    3- استحضار ثمرات الصلاة الدينية والدنيوية.

    4- استحضار عقوبة تارك الصلاة.

    5- الأخذ بالأسباب , كاستعمال المنبه أو أن يوصي الإنسان أهله بأن يحرصوا على إيقاظه وحثه, أو أن يوصي زملاءه بأن يتعاهد وه.

    6- ترك الانهماك في فضول الدنيا.

    7- ألا يتعب الإنسان نفسه أكثر من اللازم.

    8- أن يتجنب الذنوب, فإنها تثقل عليه الطاعات.

    9- أن يصاحب الأخيار ويتجنب الأشرار.

    10- ترك الإكثار من الأكل والشرب ؛ فهما مما يثقل عن الطاعة.

    11- أن يدرك الآثار المترتبة على ترك الصلاة من تكدر النفس وانقباضها, وضيق الصدر وتعسر الأمور.

    وبعد هذه كله, هل يليق أيها العاقل أن تتهاون في بالصلاة مع جماعة المسلمين؟! أو أن تؤثر الكسل والنوم على طاعة رب العالمين؟! أو تزهد فيما أعده الله للمحافظين عليها من أنواع الكرامات؟! أم تأمن على نفسك مما أعده الله لمن يتهاونون بها من أليم العقوبات؟!


    ثمرات الصلاة والمحافظة عليها مع جماعة المسلمين

    للصلاة مع جماعة المسلمين والمحافظة عليها ثمرات عظيمة, وفوائد جليلة، وعوائد جمّة, في الدين والدنيا, والآخرة والأولى, فمن ذلك مايلي:

    1-أن المحافظة عليها سبب لقبول سائر الأعمال.

    2-المحافظة عليها سلامة من الاتصاف بصفات المنافقين.

    3-المحافظة عليها سلامة من الحشر مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف.

    4-الصلاة قرة للعين .

    5-ومن ثمراتها تفريح القلب , وتقويته وانشراحه.

    6-الانزجار عن الفحشاء, والمنكر.

    7-وهي منورة للقلب, مبيضة للوجه.

    8-منشطة لجوارح.

    9- جالبة للرزق.

    10-داحضة للظلم.

    11-قامعة للشهوات.

    12-حافظة للنعم, دافعة للنقم.

    13-منزلة للرحمة, كاشفة للغمة.

    14-وهي دافعة لأدواء القلوب من الشهوات والشبهات.

    15-التعاون على البر والتقوى, والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.

    16-التعارف بين المسلمين.

    17-تشجيع المتخلّف.

    18-تعليم الجاهل.

    19-إغاظة أهل النفاق.

    20-حصول المودة بين المسلمين, فالقرب في الأبدان مدعاة للقرب في القلوب.

    21-إظهار شعائر الإسلام والدعوة إليه القول والعمل.

    22-وللصلاة تأثير في دفع شرور الدنيا والآخرة، لاسيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهراً وباطناً, فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة بمثل الصلاة؛ ولا استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصلاة؛ لأنها صلة بين العبد وربه, وعلى قدر صلة العبد بربه تنفتح له الخيرات, وتنقطع -أو تقل- عنه الشرور والآفات, وما ابتلي رجلان بعاهة أو مصيبة أو مرض واحد إلا كان حظ المصلي منها أقل وعاقبته أسلم.

    23-الصلاة سبب لاستسهال الصعاب, وتحمل المشاق؛ فحينما تتأزم الأمور وتضيق، وتبلغ القلوب الحناجر، يجد الصادقون قيمة الصلاة خاشعة؛ وحسن تأثيرها وبركة نتائجها.

    24-وهي سبب لتكفير السيئات, ورفع الدرجات, وزيادة الحسنات, والقرب من رب الأرض والسماوات.

    25-وهي سبب لحسن الخلق, وطلاقة الوجه, وطيب النفس.

    26-وهي سبب لعلو الهمة, وسمو النفس وترفعها عن الدنايا.

    27-وهي المدد الروحي الذي لا ينقطع, والزاد المعنوي الذي لا ينضب.

    28-الصلاة أعظم غذاء وسقي لشجرة الأيمان, فالصلاة تثبت الإيمان وتنميه.

    29- المحافظة عليها تقوي رغبة الإنسان في فعل الخيرات, وتسهل عليه فعل الطاعات، وتذهب -أو تضعف- دواعي الشر والمعاصي في نفسه, وهذا أمر مشاهد محسوس؛ فأنك لا تجد محافظاً على الصلاة -فروضها ونوافلها- إلا وجدت تأثير ذلك في بقية أعماله.

    30- ومن فوائدها: الثبات عند الفتن؛ فالمحافظون عليها أثبت الناس عند الفتن.

    31-ومن فوائدها: أنها توقد نار الغيرة في قلب المؤمن على حرمات الله.

    32-والصلاة علاج لأدواء النفس الكثيرة, كالبخل, والشح, والحسد, والهلع, والجزع، وغيرها.

    33- ومن فوائدها الطبّية: ما فيها من الرياضة المتنوعة, المقوية للأعضاء, النافعة للبدن.

    34- ومن ذلك: أنها نافعة في كثير من أوجاع البطن؛ لأنها رياضة للنفس والبدن معاً, فهي تشتمل على حركات وأوضاع مختلفة تتحرك معها أغلب المفاصل, وينغمز معها أكثر الأعضاء الباطنة, كالمعدة, وسائر آلات النفس والغذاء, أضف إلى ذلك الطهارة المتكررة وما فيها من نفع, كل ذلك نفعه محسوس مشاهد لا يماري فيه جاهل.

    35- ومن فوائدها الصحية: أنها -كما مر- تنير القلب وتشرح الصدر, وتفرح النفس والروح, ومعلوم عند جميع الأطباء أن السعي في راحة القلب وسكونه وفرحه وزوال غمّه, من أكبر الأسباب الجالبة للصحة, الدافعة للأمراض, المخففة للآلام, وذلك مجرب مشاهد محسوس في الصلاة، خصوصاً صلاة الليل أوقات الأسحار.

    36- ومن ذلك ما أظهره الطب الحديث من فوائد عظيمة للصلاة, وهي أن الدماغ ينتفع انتفاعا كبيراً بالصلاة ذات الخشوع, كما قرر ذلك الأطباء في هذا العصر, وهذا دليل من الأدلة التي يتبين لنا بها سبب قوة تفكير الصحابة الكرام, وسلامة عقولهم, ونفاذ بصيرتهم, وقوة جنانهم, وصلابة عودهم.

    هذا غيض من فيض من ثمرات الصلاة الدينية والدنيوية, لا فثمراتها لا تعد ولا تحصى, فكلما ازداد اهتمام المسلم بها ازدادت فائدته منها, والعكس بالعكس.

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
                  

01-17-2017, 01:47 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أقولُ والدمع من عينيَّ منسجمٌ
    .................لما رأيتُ جدار القبر يُستلم
    والناس يغشونه باكٍ ومنقطع
    ..................ٍ.من المهابة أو داعٍ فملتزم
    فما تملّكت أن ناديت من حرق
    .....في الصدر كادت لها الاحشاء تضطّرِم
    يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
    .............فطاب من طيبهن القاع والأكم
    نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
    ..............فيه العفاف وفيه الجود والكرم
    وفيه شمس التقى والدين قد غربت
    .......من بعد ما أشرقت من نيرها الظلم
    حاشا لوجهك أن يبلى وقد هديت
    .......في الشرق والغرب من أنواره الأمم
    فان تمسّك أيدي الترب لامسة
    ............فانت بين السموات العلى علم
    لقيت ربك والاسلام صارمه
    ............ماضٍ وقد كان بحر الكفر يلتطم
    فقمت فيه مقام المرسلين إلى
    ...........أن عز فهو على الاديان محتكم
    لئن رأيناه قبرا إنّ باطنه
    ...........لروضة من رياض الخلد تبتسم
    طافت به من نواحيه ملائكة
    ......... تغشاه في كل ما يوم وتزدحم
    لو كنت أبصرته حيا لقلت له
    ........لا تمش إلا على خدي لك القدم
    منقول
                  

01-17-2017, 01:52 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    عجائب قدرة الله في الظالم...قصة عجيبة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    رأيت رجلا مقطوع اليد من الكتف ،وهو ينادي : من رآني فلا يظلمنّ أحدا ،،
    فقدمت إليه وقلت : يا أخي ما قصتك؟؟
    ...
    فقال : يا أخي قصة عجيبة، وذلك أنّي كنت من أعوان الظلمة، فرأيت يوما صيادا قد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني >
    فجئت إليه فقلت: أعطني هذه السمكة ، فقال: لا أعطيكها ، أنا آخذ بثمنها قوتا لعيالي.. فضربته وأخذتها من قهرا، ومضيت بها .
    قال : فبينما أنا أمشي بها حاملها إذ عضت على إبهامي عضة قوية ، فلما جئت بها إلى بيتي وألقيتها من يدي ضربت عليّ إبهامي وآلمتني ألما شديدا ، حتى لم أنم من شدة الوجع والألم، وورمت يدي .
    فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم، فقال : هذه بدء الأكلة، اقطعها وإلا تقطع يدك،، فقطعت إبهامي ، ثم ضَربت عليّ يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم ..
    فقيل لي : اقطع كفك فقطعته، وانتشر الألم على الساعد، وآلمني ألما شديدا ، ولم أطق القرار وجعلت أستغيث من شدة الألم
    فقيل لي :اقطعها إلى المرفق، فقطعتها ، فانتشر الألم إلى العضد، وضربت عليّ عضدي أشد من الألم الأول ، فقيل : اقطع يدك من كتفك، وغلا سرى إلى جسدك كله ،، فقطعتها ....
    فقال لي بعض الناس: ما سبب ألمك ؟ ،، فذكرت قصة السمكة، فقال لي : لو كنت رجعت في أول ما أصابك إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قطعت من أعضائك عضوا،، فاذهب الآن إليه،، واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى باقي جسدك ..
    قال:فلم أزل أطلبه في البلاد حتى وجدته،، فوقعت على رجليه أقبلها وأبكي وقلت له: يا سيدي سألتك بالله ألا عفوت عني،، فقال : ومن أنت ؟؟
    قلت : أنا الذي أخذت منك السمكة غصبا، وذكرت له ما جرى ، وأريته يدي، فبكى حين رآها،، ثم قال: يا أخي قد أحللتك منها لما قد رأيته بك من هذا البلاء،،
    قلت : يا سيدي بالله هل كنت قد دعوت عليّ لما أخذتها؟؟
    قال: نعم،، قلت :اللهم إن هذا تقّوى عليّ بقوته على ضعفي على ما رزقتني ظلما فأرني قدرتك فيه ..
    فقلت : يا سيدي قد أراك الله قدرته فيّ وأنا قد تبت إلى الله عز وجل عما كنت عليه من خدمة الظّلمة، ولن أعود إليه أبدا ..
    نعم إخواني ها هي دعوة المظلوم مفتوح لها باب السماء ،، لا ترد،، فإياكم والظلم فإياكم والظلم ..
    فها هو الله عز وجل قد اقتص للمظلوم وطبق عليه حكم السرقة وهو قطع اليد كلها .....
                  

01-17-2017, 01:53 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ثمّةَ كتابٌ أصدرته الآن دارُ هاشيت أنطوان في لبنان عن مرض الألزْهايْمَر وأشكالِ الخرَف الأُخرى التي يرى العديدُ من الباحثينَ حاليًّا أنها أمراضُ "نَمَطِ حياة" فضلاً عن كَوْنها أمراضَ وِراثيّات. وقد يُخفِّف هذا الأمرُ بعضَ مَخاوِفنا ومَشاعرِ العجْز المحيطةِ بالمرض. فالدِّراساتُ الاستقصائية تُظهِر، مثلاً، أنّ الأميركيِّين المتجاوِزين سِنَّ الخامسة والخمسين (والمؤلِّفةُ منهم) يَخشَوْن الألزْهايْمَر أكثرَ من أيّ مرضٍ آخر، حتى من السّرطان، والسّكتةِ/الجلْطةِ الدِّماغية، ومرضِ القلب. في الوقت نفْسه، يُؤيِّد معظمُنا الرأيَ السائد بأننا عاجزون في واقع الأمر عن حماية أنفُسنا من مرضٍ يبدو غامضًا وقاسيًا إلى حدّ استبعادنا أيَّ احتمالٍ لتَجنُّب ابتدائه؛ وهذا أمرٌ يُمكِن فهمُه، لكنّ المَراجعَ تقول الآنَ إن معظمَه فكرةٌ وهْمية.
    هذا ما تقوله مؤلِّفةُ الكتاب، جِين كارْپَرْ؛ وهي مرجِعٌ بارز في مجالَي الصحّة والتغذية، تُرجِمَت مؤلَّفاتُها السابقة، البالغةُ 24 كتابًا، إلى 15 لغة. وقد عملت طَوالَ ما يَقرب من أربعين عامًا كاتبةً في المجالَيْن الطبِّيّ والغذائي، مركِّزةً على مأزق الشُّيوخَة، ومتتبِّعةً عن كثبٍ نتائجَ الأبحاث عن الألزْهايْمَر وفقدانِ الذاكرة المتعلّقِ بالسِّنّ. فبالمصادفة البحتة، وكنتيجةٍ فحْصِ دمٍ روتينيّ لعوامل الكُولسْتِرول قبل سنواتٍ قليلة، اكتشفَتْ أنها تَحمل مُوَرِّثةً/جِينةً تجعلها عُرْضةً على نحوٍ استثنائي للإصابة بمرض الألزْهايْمَر؛ وهو ما اكتشفَتْه أيضًا أُختاها الصُّغرَيان. ومع أنّ هذه الجينةَ، "صميم الپروتين الشَّحمي – كمية 4" (apolipoprotein epsilon 4) – اختصارًا ApoE4 - التي يَحملها نحوُ رُبْع الأميركيين، ليست الجينةَ الوحيدة المرتبطةَ بالألزْهايْمَر، فإنها الأكثرُ هيْمنةً بين كلّ الجينات المكتشَفةِ حتى الآن.
    تُضيف كارْپَرْ أنّ خُبراءَ كُثُرًا تحدَّثتْ معهم يعتقدون أنهم سينتصرون في نهاية الأمر على الألزْهايْمَر، الذي يُصيب حاليًّا ملايينَ البشر في العالم، ويُهدِّد بأن يُصبح موجةً عالميةً عارمة ... لأنّ تَزايُدَ العمر المتوقَّع يُخلِّف شريحةً سكّانيةً مُسِنَّةً تتزايد اتِّساعًا باستمرار. مع ذلك، لم يَغِب عن بال الباحِثين المتفحِّصين عن الألزْهايْمَر مأزِقُ ما يجب فِعلُه في خلال ذلك؛ فيما يُحوِّل كُثُرٌ منهم تركيزَهم إلى حتْمية الوقاية – إلى فكرةِ أنّ علينا محاولةَ مَنْع المضاعَفات المُريعة للمرض قبل تحويله أدمغتَنا إلى أبعدَ من نقطة اللاّرُجوع. فكما يقول باحثٌ بارز في شؤون الدِّماغ، "إنّ إنقاذَ عَصَبُونٍ مريض أسهلُ بكثيرٍ من إنقاذ عَصَبُونٍ ميِّت."
    تُعطي جِين كارْپَرْ قرّاءَها مئةَ استرتيجيةٍ ممكنةِ التنفيذ ومفصّلةٍ بصفحتين فقط، لإبقاء الأدمغة نشيطةً والأجسامِ سليمةً؛ ولتأخير بَدْء فقدان الذاكرة المتعلّق بالعُمْر - وهي فكرةٌ قد تبدو للبعض متَّسِمةً بالرّاديكالية، لكنها كلَّها مبنِيّةٌ على الأبحاث. وتبدأ هذا الكتابَ، الذي يَستهوي القارئَ العادي والطبيبَ والعالِمَ على نحوٍ مشابِه، بمقدّمةٍ عمّا ينبغي فعْلُه فيما ننتظر العلاج، داعِمةً كلَّ اقتراحٍ فيه بأبحاثٍ علْميةٍ مرموقة من مختلف بلدان العالم. وتقول: عثرتُ على مئة خطوةٍ بسيطةٍ يستطيع الناسُ أن يقوموا بها لتنمية أدمغةٍ أشدَّ مقاومةً للشيخوخة ومُهيَّأةٍ للعمل بكفاءةٍ على امتداد حياةٍ طويلة.
    من غرائب ما توصَّلت إليه كارْپَرْ، مثلاً، وجوبُ تَفحَّص الكَواحِل... لأنّ تدنِّيَ دفْق الدَّم إلى القدمين مؤشِّرٌ إلى مشكلةٍ في الأدمِغة. كما تبيَّن لها أنّ احتمالاتِ الإصابة بتدنيّ القدرات العقلية، وبالخرَف، تزداد كلّما هبَط مستوى ڤيتامين (د) - حيث أظهرت دراسةٌ موسَّعةٌ حديثة شملت 3325 أميركيًّا تجاوزوا الخامسةَ والستيّن أنّ "عَوَزَ" ڤيتامين (د) يَزيد احتمالاتِ الإصابة بالضعف الإدراكي/المعرِفيّ بنسبة 42%، وأنّ العَوَزَ الحادّ يُضاعف هذه الاحتمالات بنسبة 394 في المئة!
    ومع أنّ هذا الكتابَ لا يتضمّن من الإجراءات الوقائية إلاّ ما يَستند إلى دراساتِ باحثين اختصاصيِّين مؤهَّلين يَعمل معظمُهم مع مؤسّساتٍ علميةٍ رئيسية، ولا مكانَ فيه لأفكارٍ وقائيةٍ خارجةٍ عن المألوف، إلاّ إذا جاءت من مصادرَ علميةٍ سليمة، يُصِرّ ناشرُ النسخة الأصلية على القول بكلّ موضوعية: ليس المقصودُ من هذا الكتاب أن يَحِلّ محلَّ خدمات الطبيب، ولا أن يُكوِّن علاقةً بين طبيبٍ ومريض؛ لأنّ المعلوماتِ فيه موفَّرةٌ لأهدافٍ تثقيفيّة فحسْب.
    أُوصي بقراءة كتاب "100 وسيلة بسيطة لمنع الألزهايمر والخرف" (وأُفضِّل بدلَ منْع: تَجنُّبَ، أو الوقايةَ من)، الذي صدر حديثًا عن دار هاشيت أنطوان في بيروت؛ والذي ترجمتُه لأنني أحببتُه وآمنتُ بأنه مفيدٌ للغاية وشعاعُ أملٍ في خِضَمّ كلّ هذا الظلام للألزْهايْمَر – ولا أحصل من مبيعه على أيّ عائداتٍ مادّية، لكنني أُزكّيه تعميمًا للفائدة
    كلمةٌ أخيرة: الدِّماغُ، كالعضَلات، يَنمو بالاستعمال ويَذْوي بالخُمول
    مع تقديري واحترامي للجميع
    غسّان
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi
                  

01-17-2017, 01:55 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    A very good article which takes two minutes to read. I'm sending this to a person I care about.......
    I hope you do too!!!
    Heart Attacks And Drinking Warm Water

    This is a very good article. Not only about the warm water after your meal, but about Heart Attack s . The Chinese and Japanese drink hot tea with their meals, not cold water, maybe it is time we adopt their drinking habit while eating.
    For those who like to drink cold water, this article is applicable to you. It is very Harmful to have Cold Drink/Water during a meal. because, the cold water will solidify the oily stuff that you have just consumed. It will slow down the digestion. Once this 'sludge' reacts with the acid, it will break down and be absorbed by the intestine faster than the solid food. It will line the intestine. Very soon, this will turn into fats and lead to cancer . It is best to drink hot soup or warm water after a meal.

    French fries and Burgers are the biggest enemy of heart health. A coke after that gives more power to this demon. Avoid them for your Heart's Health
    Common Symptoms Of Heart Attack...
    A serious note about heart attacks - You should know that not every heart attack symptom is going to be the left arm hurting .. Be aware of intense pain in the jaw line .
    You may never have the first chest pain during the course of a heart attack. Nausea and intense sweating are also common symptoms. 60% of people who have a heart attack while they are asleep do not wake up. Pain in the jaw can wake you from a sound sleep. Let's be careful and be aware. The more we know, the better chance we could survive..

    A cardiologist says if everyone who reads this message sends it to 10 people, you can be sure that we'll save at least one life. Read this and Send to a friend. It could save a life... So, please be a true friend and send this article to all your friends you care about.
    mngool
                  

01-17-2017, 05:28 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ركب إلى جواري في الطائرة ذات مرة شاب غريب ، بدت عليه ملامح الحزن والكآبة والانعزال عن الآخرين ، وكأنه يتوجس خيفة من كل أحد يجالسه أو يحادثه أو يصافحه .. ويتساءل عن نوع الأذى الذي ينوي إلحاقه به !
    خطر في بالي أن هذا الشاب هو بيت مغلق بأقفال ، ولكي تلج إلى هذا البيت لأي غرض كان عليك أن تبحث عن المفاتيح .

    ربما تريد أن تدخل مع هذا الإنسان أو غيره في مشاركة تجارية ، أو في مشروع تقني ، أو منجز ثقافي ، أو تطمع في دعوته إلى خير ، أو حمايته من شر ، أو تريد أن تنتفع منه بحكم وجود حالة إيجابية لديه يمكن توظيفها .. وهب أنك تريد أن تقدم له خدمة ما يحتاجها ..
    أنت هنا أمام ثري ، أو مبدع ، أو قارئ ، أو منحرف ، أو شحاذ ، أو ما شئت ..
    هو إنسان قبل أن يكون أياً من ذلك ، ويوم ولد لم يكن له لون ولا شيء معه (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً)(النحل) ، (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ..)(الأنعام) .

    وأي محاولة تواصل تتجاوز مبدأ الإنسانية ستمنى بالفشل .
    ومن حسن الحظ أنك أنت إنسان أيضاً فلديك الكثير من المعرفة المفصلة والواقعية عن الإنسان وحاجاته وضروراته ومداخله ومشاعره وأحاسيسه .
    لم يكن بمعزل عن الحكمة الإلهية العظيمة أن يبعث الله رسله من الناس ، مثلهم يأكلون الطعام ، ويمشون في الأسواق ، ويتزوجون وينجبون ، ويصحون ويمرضون ، وتصيبهم الأدواء .
    ولكل إنسان أسوار لا ينبغي تقحمها ولا تجاوزها ، ومداخل تناسبه بيد أنها تحتاج إلى اللطف والبصيرة وحسن التأتي .
    وحين قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- : (فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ..) (رواه مسلم).
    كان يرسم منهجاً نبوياً رائعاً في التعامل مع الآخرين ، أن تضع نفسك في موضع الإنسان الذي أمامك وأنت تتعامل معه ، ما الذي يروقه ويعجبه منك ؟
    أن تثني عليه بخير ، ولا أحد إلا ولديه من الخير ما يمكن أن يثنى به عليه ، وبصدق ، دون خداع أو تزيّد .

    أن تعرب له عن محبتك وتقديرك لشخصه الكريم .. وكيف لا تقدّر إنساناً كرمه ربه واصطفاه وأحسن خلقه ، (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء:70) ، (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (فاطر:32) ، (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4) .
    انظر في عينيه ، وابتسم له بصفاء ، وصافحه بحرارة ، وتحدث إليه وأنت منبسط هاش باش ، واختر الكلمات الجميلة السحرية
    أُضاحك ضَيفي قَبلَ إِنزال رحله وَيُخصَب عِندي وَالمَحَلُّ جَديب
    وَما الخَصبُ للأَضياف أَن يَكثُر القِرى وَلَكِنَّما وَجه الكَريم خَصيب
    قبل أن تعطيه المال ، أو توفر له الاحتياج ، أو تجود عليه بما يطلب ، أعطه وجهك وقلبك واحترامك وتقديرك ، (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً)(البقرة: من الآية263) ، اصنع هذا لزوجك الذي تدوم معه عشرتك طوال الحياة ، واصنعه لولدك الذي خرج منك فأصبح كياناً مستقلاً له شخصيته وتكوينه وحسابه ومسؤوليته الكاملة في الدنيا والآخرة .
    واصنعه مع زميلك في العمل أو شريكك أو جارك الذي تلقاه كل يوم أو كل صلاة .

    واصنعه مع الخادم أو السائق دون ازدراء لإنسانيته أو تحقير لشخصيته ، واعتقد في داخلك أنه إن كان الله فضلك عليه في الدنيا بمال أو منصب فربما يكون فضله عليك في الآخرة بتقوى أو إيمان أو سريرة من إخلاص أو عمل صالح .
    واصنعه مع الغريب الذي تراه لأول مرة ، وربما لا تراه بعدها لتوفر لديه انطباعاً إيجابياً عنك ، وعن الفئة أو الجماعة التي تنتمي إليها ، ولتمنحه قدراً من الرضا والسرور والفرح والاغتباط ، وتبعث إليه برسائل من السعادة سوف يكافؤك الله العظيم بما هو خير منها عاجلاً ، فالمعطي ينتفع أكثر من الآخذ ؛ وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً .
    واصنع ذلك بصفة أساسية لأولئك الناس الذين تريد أن توجههم أو تنتقدهم أو تقدم لهم نصحاً يحميهم من ردى أو يحملهم على هدى وأنت عليهم مشفق بار راشد فإياك أن تتعسف أو تتهم أو تجفو في أسلوبك فتحكم على محاولتك بالفشل المحتم حتى قبل أن تشرع فيها ، وكان الإمام أحمد يقول : " قلما أغضبت أحداً فقبل منك " .

    فإلى أولئك الذين يتبوؤون مقام التعليم والدعوة والإصلاح والاحتساب نهدي هذه الكلمات النورانية النابعة من عمق التجربة ، والمتوافقة مع هدي الأنبياء ومنهجهم ، ونص القرآن ودعوته ، رزقنا الله الحكمة والبصيرة وكفانا شر نفوسنا الأمارة بالسوء.
    د. سلمان بن فهد العودة
                  

01-18-2017, 02:12 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    من قصص الدجال “محمود محمد طه” الذي قال: (انا الرجل الكامل الذى يحاسب الناس يوم القيامة)
    أواسط سبعينات القرن الماضى اقام الحزب الجمهورى معرضا لكتب وأقوال زعيمه محمود بميدان ابوجنزير بالخرطوم .. وقفت مليا عند قوله عن نفسه (ليلة أسري بى .. انتسخ بصري فى بصيرتى .. فرأيت الله فى صورة شاب أمرد .. فوضع يده على كتفى .. فاستشعرت برودة الذات الالهية .. فقال لى .. أتدرى فيم يختصم الملأ الاعلى يا محمود .. قلت الله اعلم .. فعلمنى ثلاثة علوم .. علم أمرت بتبليغه”الرسالة الثانية””.. وعلم خيرت فى تبليغه “وهذا اخص به أناس دون آخرين ” .. وعلم نهيت عن تبليغه لأن الله يعلم أن لا أحد سواى يطيقه) ..
    فاستشعرت برودة الشيطان تسرى فى عروقي فوليت هاربا من ذاك المعرض وتركت رفقتى يجوسون فيه حتى إذا وقعت أبصارهم على الادعاء أعلاه .. فعلوا مثل ما فعلت فرارا بدينهم .. ومن يومها ذبح الكلب بيننا وبين أتباعه وكتبه وشخصه ..
    وبعد عامين او ثلاث جاء الأستاذ محمود كما يسميه أتباعه او الرجل الإله كما نسميه نحن وفقا لما قال عن نفسه انه (الرجل الكامل الذى يحاسب الناس يوم القيامة).. جاء فى زيارة إلى عطبرة التى مكث بها أسبوعا كاملا حيث كان له لقاء مفتوحا و يوميا بمقر إقامته ببيت إحدى تابعاته يبدأ من بعد صلاة العصر إلى ما بعد صلاة العشاء وكان أحد اساتذتنا (صاحب أدب ووقار) .. يدعونا للذهاب والاستماع للأستاذ كفاحا .. فكنا نذهب حياء من أستاذنا مع خوفنا من ذلك الرجل الإله ..
    لقد كان حوش البيت يمتلئ على سعته حتى يجلس البعض على السور وآخرين وقوفا عند الباب .. والأستاذ الذى كان يلبس على الدوام عراقى وسروال وطاقية يجلس على كرسى ونحن على البروش والرجل يسهب يوميا فى شرح دعوته (الرسالة الثانية) التى تقوم على نسخ (القرآن المدنى)الذى يؤسس للشريعة والمعاملات الشرعية التى قال عنها الهالك محمود انها لا تصلح للقرن العشرين والاعتراف فقط بالقرآن المكى الذى يتحدث عن العقيدة ويؤسس لها ..
    لقد كانت له طريقة تقريرية خادعة و جاذبة حيث يسوقك إلى حتفك رغم أنفك وأنت ضاحك إن لم تكن مستبشرا حتى كدنا نركن إليه لولا ان ثبتنا الله رغم رؤيتنا له يوميا حين يؤذن لصلاة المغرب يتركنا ويدخل لغرفة خصصت له ويغلق عليه بابها ولا يعود إلينا إلا بعد فراغنا من صلاتنا ليواصل حديثه وكأن شيئا لم يكن وما كنا ولا غيرنا يجرؤ على سؤاله او استنكار فعله ..
    حتى كان ذلك اليوم الذى نجانا الله فيه من محمود وملائه .. فما كاد الآذان ينتهى حتى هب واقفا كعادته ليدخل غرفته حين اعترضه من إذا رأيته حسبته تاجر اغنام لا يفقه فى الدين ولا يفهم فى الدنيا (حنكو قوى وحجته أقوى) حين صاح به .. يا محمود ماشى وين .. ومحمود (حافة كدى) تقلقل اتباعه باكثر مما تفعل بالحروف الخمسة .. لقد توتر الجو ولم نعد نسمع الا همسا .. فقال محمود مرحبا يا اخى ..
    فقال الرجل انا سمعت قالوا انت ما بتصلى عشان كدى جيت اتأكد براى وأصلى وراك .. فقال محمود اذن احدثك عن الصلاة بعد ان تصلوا .. فقال الرجل بل حدثنا عن الصلاة قبل ان نصلى حتى نصلى على بينة .. قال محمود يصلى بكم شيخ ناجى .. فقال الرجل بل تصلى بنا انت كبيرنا وشيخ الجميع .. عندها اقام احدهم الصلاة فانفلت محمود الى داخل الغرفة وانفلت الرجل الى خارج الدار .. وصلينا صلاة كلها توتر وترقب لما بعدها من قصف نتوقعه أشد ضراوة بين الطرفين ..
    وخرج محمود من خلوته متسائلا عن الرجل فاخبروه بأنه قد ذهب مغاضبا فتحسر عليه وقال ليته صبر ليعرف شيئا عن الصلاة .. وهل هي غاية فى حد ذاتها ام هى وسيلة نتقرب بها لله .. فقلنا جميعا انها وسيلة نتقرب بها لله تعالى .. ثم ضرب لنا مثلا بقوله ان أردنا السفر للخرطوم فأى وسيلة نسلك .. فقال بعضنا بالقطار وقال آخرون باللوارى وقال غيرهم بالطائرة … وهكذا .. فقال لأننا فى عطبرة ام السكة حديد دعونا نركب القطار للخرطوم ولكن حين نصل الخرطوم هل نأخذ القطار معنا ام نتركه فى محطته .. فقلنا بصوت واحد بل نتركه فى محطته .. فقال تلك هى الصلاة الحركية التى نصليها ونتخذها وسيلة لرضوان الله الأكبر حتى إذا بلغناه تركناها بمثل ما تركنا القطار فى محطته و عندها تصبح صلاتنا صلاة الروح لا صلاة الجسد .. حيث لا ركوع فيها ولا سجود لها .. وتلك مرحلة لا تستطيعون استيعابها الا ببلوغها ..
    عندها أسقط فى ايدينا وسقطت قلوبنا تحت أقدامنا وحار بنا الدليل واستشعرت مجددا برودة الشيطان يسرى فى عروقى .. واطبق علينا صمت مهيب حتى نهض له من بيننا رجل اشعث اغبر رث الثياب لا تشتريه (بطرادة) .. فقال .. افتكر يا استاذ محمود ان تلك درجة عالية لا ينالها إلا من يستحقها صدقا وعدلا واستقامة .. فقال محمود والبشر يكسو وجهه نعم تلك درجة عظيمة لا ينالها إلا الصادقين .. فقال الرجل إذن كيف لم يبلغها المتبوع صاحب الرسالة الأولى محمد رسول الله صل الله عليه وسلم الذى كان يصلى صلاتنا هذه حتى وفاته بل قال لنا (صلوا كما رأيتمونى اصلى) .. كيف لم يبلغ هذه الدرجة بينما تبلغها انت التابع يا محمود ..
    عندها ارتبك محمود و تلعثم وهمهم بكلام غير مفهوم ثم عجز عن الإجابة وطفق يهذى و ينفعل وهو المشهور بالحلم والوقار والهدوء .. والحكاية جاطت وتعالت الاصوات وتدافعنا نحو الباب ك(حمر مستنفرة) .. وتفرقنا بالشوارع والازقة ك(جراد منتشر).. ومن يومها ما قرأت له كتابا ولا حضرت له مجلسا ولا استمعت له حديثا بالأصالة او الوكالة ..
    وما سرنى خبر بمثل ما سرنى خبر إعدامه .. إعدامه الذى كان بعض اتباعه يظنون انه لن يتحقق ابدأ كون الرجل معصوم ولن يناله الموت لأنه الله الذى يحاسب الناس يوم القيامة حسب ايمان المتطرفين من اتباعه أما الأقل تطرفا فكانوا يرون انه لن يموت قبل استكمال رسالته .. وظلوا يبثون هذه الأقوال بين المسلمين حتى تخيل للبعض أن حبل المشنقة سينقطع .. او أن البئر لن تنفتح تحت رجليه او انه سيطير بمشنقته على مشهد من الحاضرين الذين امتلأت بهم الساحة وانقطعت أنفاسهم حين كشف لهم عن وجهه ووضع الحبل حول عنقه ..
    وتوقعوا المعجزة وانتظروا الكرامة لكنه تدلى ودار بحبله حول نفسه عدة دورات ليستقر ووجهه تلقاء المغرب .. وتنفس أخوة لى كانوا شهودا بدعوة من بعض اتباع محمود الذين بثوا فى الناس انتظار معجزة او كرامة ينجو بها رسولهم او الاههم .. وحين لم يتحقق شىء من ذلك قال بعض اخواننا لبعض اتباعه ماذا تقولون الآن ..
    فقالوا بكل برود (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) …… ولا يزالون منتظرين عودته لإكمال رسالته .. لقد احزننى تجمع بعض صغار لم يروه او ولدوا بعد هلاكه البارحة وهم يحملون عريضة تطالب بإلغاء حد الردة .. اتراهم ينتظرون عودته ام يريدون أن يأمنوا على أنفسهم ليفعلوا مثل ما فعل (الإله ابوطاقية) حسب تسمية اخى الشهيد محمد طه محمد أحمد له ..
    جزى الله خيرا الرئيس جعفر نميرى والشهيد حاج نور و مولانا المكاشفى طه الكباشى الذين جنبوا العباد فتنة فى الدين باسم الدين لا تبقى ولا تذر .. وذلك باعدامهم لهذا الدعى المدعى .. فان دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة .. وأى ضرر اكبر من الفتنة فى الدين .
    بقلم
    جعفر بانقا
                  

01-18-2017, 02:13 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    HOW ISLAM TREAT OBESITY؟

    It is the disease of this era which exhausts the resources of countries; did Islam get any treatment for that disease؟ Let us read…
    What is obesity؟
    Obesity is defined as abnormal or excessive fat accumulation that presents a risk to health. A crude population measure of obesity is the body mass index (BMI), a person’s weight (in kilograms) divided by the square of his or her height (in meters).
    A person with a BMI of 30 or more is generally considered obese. A person with a BMI equal to or more than 25 is considered overweight.
    Overweight and obesity are major risk factors for a number of chronic diseases, including diabetes, cardiovascular diseases and cancer. Once considered a problem only in high income countries, overweight and obesity are now dramatically on the rise in low- and middle-income countries, particularly in urban settings.
    Facts about obesity
    According to the figures of the world health organization (WHO) in 2005 approximately 1.6 billion adults (age 15+) were overweight and at least 400 million adults were obese.
    WHO projects that by 2015, approximately 2.3 billion adults will be overweight and more than 700 million will be obese and at least 20 million children under the age of 5 years are overweight globally in 2005.
    Causes of obesity
    The fundamental cause of obesity and overweight is an energy imbalance between calories consumed on one hand, and calories expended on the other hand. Global increases in overweight and obesity are attributable to a number of factors including a global shift in diet towards increased intake of energy-dense foods that are high in fat and sugars but low in vitamins, minerals and other micronutrients; and a trend towards decreased physical activity due to the increasingly sedentary nature of many forms of work, changing modes of transportation, and increasing urbanization.
    What are the consequences of obesity؟
    Overweight and obesity lead to serious health consequences. Risk increases progressively as BMI increases. Raised body mass index is a major risk factor for chronic diseases such as:
    · Cardiovascular disease (mainly heart disease and stroke) - already the world's number one cause of death, killing 17 million people each year.
    · Diabetes – which has rapidly become a global epidemic. WHO projects that diabetes death will increase by more than 50% worldwide in the next 10 years.
    · Musculoskeletal disorders – especially osteoarthritis.
    · Some cancers (endometrial, breast, and colon).
    Obesity is the coming danger
    "The rising tide of overweight and obese people is the most significant public and personal health challenge facing our society. With concerted action across government and with wide "says Alan Johnson the British secretary of state for health. He added" With concerted action across government and with wide institutional support aligned to personal responsibility, I am confident we can do what no other country has yet done and reverse the obesity trend."
    Obesity and heart diseases
    In a new study it was proved that the percentage of overweight and obese adults in the United States has increased over the past two decades — undermining efforts to reduce heart disease risk factors. Also the rising obesity is associated with the lower likelihood of having optimal blood pressure and blood sugar levels. Another study indicates that weight loss may correct structural heart damage in obese patients.
    The researchers analyzed data from the National Health and Nutrition Examination Survey (NHANES) from 1988–2006, representing 8,264 adult men and women, 20 to 85 years old. All had complete risk factor profiles of their blood pressure, fasting glucose, low density lipoprotein (LDL or “bad” cholesterol) and smoking status.
    The researchers had found that during this time period, the average body mass index (BMI) increased from 26.5 to 28.8 kg/m2, a significant change. In the same period, the number of people with optimal blood pressure decreased from 48 percent in NHANES III, 1988–94, to 43 percent in NHANES in 2005–06, and the number of people with optimal fasting glucose decreased from 67 percent to 58 percent. Both blood pressure and blood glucose are closely linked to obesity and these adverse trends track with the change in body weight.
    Another study was funded by the Donald W. Reynolds Foundation (Las Vegas, Nevada) demonstrates a stronger association of WHR (waist-to-hip ratio) with subclinical atherosclerosis as compared with BMI or WC (waist circumference) in a large, population-based cohort.
    In analyses adjusted for cardiovascular risk factors, WHR remained independently associated with atherosclerosis. Waist-to-hip ratio showed better discrimination of atherosclerosis than either BMI or WC.
    These findings support the use of WC and WHR over BMI as clinical measures of obesity and suggest that an increased burden of atherosclerosis may explain in part the excess cardiovascular risk among persons with obesity.
    Photo for a sick heart, scientists confirm that obesity increase the probability of infection by Heart disease, people must take care of their bodies and weight.
    Obesity and diabetes
    Doctors believe that obesity is probably the most important factor in the development of insulin resistance, but science's understanding of the chain of events is still spotty.
    Now, researchers at the Salk Institute for Biological Studies have filled in the gap and identified the missing link between the two. Their findings, to be published in the June 21, 2009advance online edition of the journal Nature, explain how obesity sets the stage for diabetes.
    The Salk team, led by Marc Montminy, Ph.D., a professor in the Clayton Foundation Laboratories for Peptide Biology, discovered how a condition known as ER (endoplasmic reticulum) stress, which is induced by a high fat diet and is overly activated in obese people, triggers aberrant glucose production in the liver, an important step on the path to insulin resistance.
    In healthy people, a "fasting switch" only flips on glucose production when blood glucose levels run low during fasting. "The existence of a second cellular signaling cascade—like an alternate route from A to B—that can modulate glucose production, presents the potential to identify new classes of drugs that might help to lower blood sugar by disrupting this alternative pathway," says Montminy.
    It had been well established that obesity promotes insulin resistance through the inappropriate inactivation of a process called gluconeogenesis, where the liver creates glucose for fuel and which ordinarily occurs only in times of fasting. Yet, not all obese people become insulin resistant, and insulin resistance occurs in non-obese individuals, leading Montminy and his colleagues to suspect that fasting-induced glucose production was only half the story.
    Overweighting leads to dementia
    "Healthy nutrition and periodic fasting activate brain" Says Hanz diteleyv Vasman director of the Department of Neurosurgery at University of Münster hospital. Also he confirms that calories restriction prevent disorders in the brain's functions and reduces the possibility of dementia.
    He added that researches proved that healthy and low calories foods which are full of the fatty acid(omega3 ) increase the efficiency of delivering signals in the brain.
    Obesity is a huge risk factor for Alzheimer's disease, scientists say...
    "Obesity is a huge risk factor for Alzheimer's disease" says Professor Clive Ballard director of research at the Alzheimer's Society. He added "People who are obese at 60 are twice as likely to develop dementia by the time they are 75."And he says "If we're not careful, it might be 2m or 2.5m people who have dementia in 50 years. This is a real opportunity to reduce the numbers." And he confirms that the research had shown a regular exercise and a healthy diet could substantially reduce the risk.
    The nutrition system and Longevity
    A study had been published in nature magazine which confirmed that there is a relation between the nutrition system and Longevity (Muslims don't believe in that otherwise we believe that healthy nutrition is a reason behind longevity).
    The said study demonstrated the importance of keeping natural weight to get longevity as the protein (IRS2) affects the transmitting of insulin to brain cells.
    Prof/ Maurice White at the Howard Hughes Medical Institute says that a simple way to get longevity is the reducing of insulin in blood by practicing sports and following a healthy nutrition system so that the brain will be less exposed to insulin.
    Eating much raise prices
    Today, scientists believe that obesity has a bad effect on the global food crisis and the environmental changes as obese people are consuming calories 18% than the natural average.
    Researchers say that consuming much food means more fuel consuming to produce more foods, also obese people needs transportation methods to move which needs more fuel and money. Phil Edwards one of those researchers say that the only way to reduce pollution and fuel consumption is to make people walk and move by riding bicycles also by reducing the use of cars.
    Treatment from the Qur'an and Sunnah
    as usual Allah almighty in His holy book preceded all scientists and researchers in solving different humanity's problems as He says: (and eat and drink but waste not by extravagance, certainly He (Allah) likes not Al-Musrifûn (those who waste by extravagance)) (Sûrat Al-A‘râf-verse31), here Allah almighty tells us that extravagance in foods and drink is a sin that should be avoided by us.
    In Islam Allah almighty ordered us to make a balances in all things even in food and drink as He almighty says about believers and the slaves of God: (And those who, when they spend, are neither extravagant nor niggardly, but hold a medium (way) between those (extremes).)(Sûrat Al-Furqân-verse67).
    In many verses Allah almighty advice us not to extravagance as He says: (And it is He who produces gardens trellised and untrellised, and date-palms, and crops of different shape and taste (their fruits and their seeds) and olives, and pomegranates, similar (in kind) and different (in taste). Eat of their fruit when they ripen, but pay the due thereof (its Zakât according to Allah's Orders 1/10th or 1/20th) on the day of its harvest, and waste not by extravagance. Verily, He likes not Al-Musrifûn (those who waste by extravagance),*. And of the cattle (are some) for burden (like camels) and (some are) small (unable to carry burden like sheep and goats - for food, meat, milk and wool). Eat of what Allah has provided for you, and follow not the footsteps of Shaitân (Satan). Surely he is to you an open enemy.)(Sûrat Al-An’âm-verse141-142).
    On the other hand the prophet (peace be upon him) asks us not to eat too much as he says: (A human being has not filled any vessel which is worse than a belly. Enough for the son of Adam are some mouthfuls which can keep his back straight: but if there is no escape he should fill it a third with food, a third with drink, and leave a third empty)[Narrated by At-Tirmidhi].
    this prophetic rule is considered to be one of the basics of modern medicine which demonstrates the sincerity of our Prophet and that all what he says is by inspiration from Allah not by himself!.
    Treatment by walking to the mosques
    Abu Hurayrah may Allah be pleased with him said that Messenger of God peace be upon him said to his companions (do you want to be guided to what will erase your sins and raise your levels with your God, they said yes then the prophet said you have to perform the ritual ablution very well, to be keen to walk to the mosques and to always be awaiting for prayer this is the bond) [Narrated by Muslim].
    Don't you believe that if we follow these advices, the entire world will be better than now؟
    --------------------
    By: Abduldaem Al-Kaheel
                  

01-18-2017, 02:15 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    هل انت ضعيف الشخصيه؟؟؟
    ضعف الشخصية أمر بات يرافق العديد من الشباب، وهو وإن كان له خطورته إلا أنه في نفس الوقت له علاجه إذا عزم الشاب على ذلك، وسلك الطريق الموصلة إليه.
    إن الناس بطبعهم لا يحبون ضعيف الشخصية، ذاك الرجل المذبذب الذي لا يحسن اتخاذ القرار ولا مواجهة الآخرين، ولا يجيد التعبير عن آرائه والدفاع عنها، ولا يحسن التصرف في الأزمات والأمور الصعبة.
    لذا كانت معالجة ضعف الشخصية أمرا له أهميته ومكانته، وجدير بالشباب العناية به، على أنه لا بد للشاب من الواقعية وعدم الوهم، فإن الكثيرين يعتقدون في أنفسهم ضعف الشخصية، خاصة إذا لم يمكنهم الحصول على مطلب معين أو تحقيق مقصد سعوا إليه، وهذه مبالغة منهم وتحقير لأنفسهم، وربما أدى بهم هذا الوهم إلى أمراض أخرى تحتاج إلى معالجة، ولا بد من التنبه إلى أن الشخص قد يكون قوي الشخصية في موقف أو مكان ما، ولا يتوفر له ذلك في موقف أو مكان آخر، فالأمر إذاً نسبي، وليس هناك حد معين لضعف الشخصية، إلا أن هناك مظاهر معينة وعلامات تدل على خلل في الشخصية ينبغي معالجته.

    من مظاهر ضعف الشخصية :

    1- عدم القدرة على اتخاذ أي قرار حتى في الأمور الشخصية.
    2- الخوف والخجل من الكلام أمام الآخرين أو محادثتهم.
    3- عدم التحكم في العواطف والمشاعر. بل ينجرف وراءها دون معرفة بعواقبها.
    4- التبعية للأقوى في الرأي والفكر والحركات وغيرها.
    5- كثرة الشكوى واللجوء للآخرين حتى في أبسط الأمور.
    6- تقليد الآخرين في حركاتهم ولباسهم وهيئاتهم بل حتى وآرائهم وأخلاقهم.

    هذه بعض مظاهر ضعف الشخصية والتي هي في الحقيقة نتاج كلي لعوامل ذاتية وأسرية وبيئية متداخلة ومتراكمة على مر السنين، فهي ليست وليدة يوم وليلة وإنما هي حصاد سنوات مضت كان لها أثر في تكوين شخصية معينة لكل منا.
    وعموما فإن تعرض الشخص لأسلوب تربية خاطئ من قبل الوالدين أو من يقوم مقامهما له أثر في ذلك، فالدلال الزائد الذي يعدم الشخص تعلم الاعتماد على نفسه فيما يستطيعه من أمور، والخوف الزائد عليه وكذلك الشدة الزائدة عليه في التربية بحيث لا يعطى فرصة التعبير عن رأيه وتوضيح ما يجول في خاطره، كل هذا له أثاره السيئة والمنتهية بضعف شخصيته، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي قد تكون سببا في ذلك مثل الخجل أو الخوف أو نحو ذلك


    البداية تكون بصحة التشخيص:
    وعلى الشاب الذي يعاني من ضعف الشخصية أن يحدد السبب في هذا الأمر حتى يستطيع معالجته، فإن كان خجلا حاول التخلص منه، وإن كان خوفا سعى لإزالته، وهكذا
    بالإضافة إلى الأمور العامة التي تساعد في التخلص من هذه المشكلة ومنها:
    أولا: كثرة القراءة والمطالعة، خاصة لأولئك الأشخاص الذين تميزوا بقوة الشخصية والتأثير على الآخرين، وأولهم وأعلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صحابته، وهكذا فإن كثرة القراءة في سير هؤلاء سيثير في نفسك الحماس للتخلص مما أنت فيه.
    ولا تنس مع ذلك القراءة في الكتب الحديث المهتمة ببناء شخصية الإنسان، فهي تساعد الشباب على كيفية التعامل مع الآخرين وكيفية اتخاذ القرار وعوامل إقناع الناس وغير ذلك، فإن هذه القراءة المتنوعة ومحاولة التطبيق ستؤدي إلى نتائج إيجابية ناجحة.


    ثانيا :
    تعرف على نقاط الضعف لديك وحاول معالجتها والتخلص منها تدريجيا، فمثلا إذا كنت تعاني من عدم القدرة على الدفاع عن الرأي فحاول تدريب نفسك على الدفاع عن الرأي، وذلك يتأتى لك بالتمعن في الموضوع الذي تريد طرحه وإقناع الناس به، وتأمله من جوانبه المتعددة ومعرفة سلبياته ومآخذ الناس عليه، وبالتالي استحضار الرد عليها، وشيئا فشيئا ستصل إلى قدر جيد من إقناع الآخرين أو على الأقل أن تجعل رأيك محل نظر واهتمام.

    ثالثا :
    لا بد أن تنمي لديك العديد من المهارات التي تعينك على تقديم نفسك بشكل أفضل أمام الآخرين، فإنه على قدر ما تتقن من مهارات أيا كانت هذه المهارات ستكون منزلتك عند الناس.


    رابعا :
    ابذل جهدك واسع للإجادة فيما يسند إليك من أعمال، حتى ولو لم تكن واجبة عليك، فإن كثرة مزاولة الأعمال المختلفة والمتنوعة سيولد لك خبرات وتعاملات تستطيع من خلالها مواجهة الآخرين ومعرفة الطرق النافعة في ذلك.


    خامسا :

    لا بد من تحديد أهدافك في هذه الحياة بوضوح تام حتى تستطيع بناء علاقات مناسبة مع أناس يسعون لتحقيق تلك الأهداف.

    سادسا :
    شارك فيما تستطيع من الأنشطة العامة والخاصة العائلية وغيرها، فإن المشاركة في مثل هذه الأنشطة تعطي الإنسان مزيدا من الخبرات يستطيع من خلالها مواجهة الآخرين.

    سابعا :
    حاول التحدث مع أقرب الناس إليك سواء من أقاربك أو أصدقائك، ثم تجاوز ذلك إلى غيره، وأنت في كل ذلك تحاول الاستفادة من مواقفك، وترقى بعد ذلك إلى الحديث أمام المجموعات شيئا فشيئا حتى تصل.


    ثامنا:
    توقع الفشل ..وضعه في حسبانك، وحول الخوف منه إلى استفادة، بحيث تتجنب الوقوع فيه فيما يستقبل من أمرك، ولا تيئس من تكرار المحاولة مرة بعد مرة .
    منقول
                  

01-18-2017, 02:17 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كيف يقرأك الآخرون

    تأليف: جو ــ إيلان دميتريوس ومارك مازاريللا
    ترجمة: أحمد خليل

    هل ترغب في تعلم كيف تفهم الناس وتتوقع تصرفاتهم وسلوكهم في كل زمان ومكان؟ هل يهمك اتقان فن الاستماع للمسكوت عنه في الكلام كي تكشف الكذب؟ هل تريد ان تعرف كيف يقرأك الآخرون؟

    إذا كنت كذلك فتابع معنا هذه الزاوية لكي تشحذ ملكة الفراسة

    وتصــــــــــــبح على وعي أشــــــــمل وأدق بمتــــــاهة الرسائل الــــــــسلوكية الــــــــتي يصـــــــــدرها الآخـــــــــرون حولك مشفرة بسلســــــــلة لا مــــــتناهـــــــــية من الاشـــــــارات والكلمات والتصرفات وأساليب الحياة والتعامل والمظهر الخارجي بكل تجلياته.


    تعلم كيف تقرأ نفسك في المرآة

    ان الكيفية التي يقرأك بها الآخرون تلعب دورا هائلا في حياتك، فمثلما تقرأ الآخرين كذلك يقرأك الآخرون، ولذلك سيكون مفيدا جدا لك اذا تعلمت كيف تقرأ نفسك من خلال قراءة الآخرين كمن ينظر إلى صورته في المرآة. ولاعطاء الانطباع الايجابي ينبغي ان تعرف كيف تستعد لقراءتك من قبل الآخرين وكيف تقيم الجمهور الذي سيقرأك وكيف تخطط اسلوب تعاملك معه وكيف تتكيف مع الظروف المتغيرة.

    استعد لقراءتك من الآخرين!

    الاستعداد لكي تُقرأ من قبل الآخرين ليس عملية معقدة، فقد تكون بسيطة جدا مثل غسيل سيارتك قبل ان تخرج بها مع شخص تريد ان تترك لديه انطباعا ايجابيا عن نفسك او ان تخصص بضع دقائق لتبديل ملابسك بملابس اكثر ملاءمة قبل توجهك الى حفل عشاء او اجتماع او التفكير ببضعة اسئلة ذكية لطرحها اثناء مقابلة للحصول على وظيفة. ففي أي موقف تريد ان تقدم نفسك فيه بصورة ايجابية يمكنك ان تبدأ الاستعداد له بطرح الاسئلة التالية على نفسك:

    { من هو الشخص الذي سأقابله؟

    { ما هو هدفي من المقابلة؟

    { كيف ينبغي علي ان يكون مظهري؟

    { كيف أصل إلى مكان اللقاء وأعود منه؟

    { أين يجب ان أذهب وماذا يتوجب علي أن افعل؟

    { كيف يجب ان اتصرف؟

    { ما الذي ينبغي ان اقوله؟

    الشخص الآخر
    في أي موقف تحتاج لأن تفكر في الكيفية التي سيقرأك بها الآخرون حتى لو كان ذلك الذهاب لاحضار اطفالك من المدرسة عليك ان تتذكر ان المدرسين والمدرسات والاطفال الآخرين سيقرأونك وعليه يفضل ان تعتني بمظهرك كأن تسرح شعرك وتبدل ملابسك فكل هذه الأمور تضيف الكثير لاعطاء الانطباع الايجابي عنك.

    الهدف

    ان الهدف الذي ترجو تحقيقه من أي لقاء يجب ان يحدد كيفية التحضير أو الاستعداد لذلك اللقاء، اذا كان اللقاء على وجبة عشاء ينبغي ان يكون تركيزك على الانطباع الذي ستتركه اثناء اللقاء عن نفسك وعدم التفكير بنوعية الطعام الذي ستتناوله.

    المظهر

    يجب ان تولي اهتمامك وتفكيرك بكل أوجه مظهرك اذا كنت تريد اعطاء افضل انطباع ايجابي عن نفسك، فاذا كنت تحاول اعطاء صورة المهني الذي يمتلك لباقة رجل الاعمال بحذائك اللماع وبدلتك المكوية فهذا وحده لا يكفي اذا كان شعرك بحاجة لمقص الحلاق او كانت ربطة العنق اشبه بربطة شخصية كرتونية، ان افضل معيار للحكم على مظهرك هو طرح السؤال على نفسك: كيف ستكون ردة فعلي لو رأيت شخصا بمثل مظهري؟ حدد معايير لنفسك واحرص على ان تلتزم بها وليس فقط للحكم بها على الآخرين، عليك ان تخطط مسبقا للكيفية التي ستظهر بها خلال مجرى نشاطك اليومي وبذلك ستبقى محافظا على أبهى مظهر لك.

    وسيلة المواصلات

    ليس المطلوب استئجار ليموزين كلما أردت ان تعطي انطباعا مثيرا للاعجاب لشخص ما ولكن مظهر سيارتك اشبه بلمحة عن منزلك او حتى مداخيل نفسيتك، فالانطباع الذي يتكون من السيارة غير المحافظ على نظافتها يقول: انك في الوقت الذي ارتديت فيه ابهى ملابسك في مناسبة ما الا ان بقية اوقات حياتك ترتدي بذات الهيئة التي عليها سيارتك، قد يكون هذا الحكم غير منصف الا اننا كثيرا ما نصدر هكذا حكم.

    أين نذهب وماذا نفعل؟

    فكر دائما بمدى تأثير البيئة التي تختار مكان اللقاء فيها على نوعية الانطباع الذي يكونه الآخرون عنك، فاذا كنت تريد اعطاء انطباع جيد لا تجري مقابلة مع موظف محتمل او عميل محتمل وانت جالس خلف مكتب غير مرتب وعليه أكداس من الملفات والاوراق، فاذا كان العالم مسرحا فأنت المخرج المسرحي والممثل والسيد المسيطر على حياتك ولذلك جهز مسرحك بطريقة تجعلك تبدو جيد المظهر.

    اقرأ وتفاعل واقرأ ثانية

    اذا كان الشخص الآخر الذي تتحدث معه غير مركز على ما تقوله فهو يقوم بقراءتك خاصة عندما تتحدث مع الآخرين ولكن اذا اوليت اهتماما اثناء كلامك الى الطريقة التي يقرأك بها الآخرون فانك تكتشف شيئا عن نفسك وبذلك تستطيع التفاعل مع تلك القراءة وتعود لقراءة ردود افعالهم، وخلال مراقبتك لهم حاول ان تقرأهم من خلال لغة اجسادهم واصواتهم وتصرفاتهم ووسائل اتصالاتهم.

    واسأل نفسك الاسئلة التالية لتهتدي الى الكيفية التي يقرأك الآخرون بها:

    ماذا تقول لغة اجسادهم لي؟ هل عيونهم تدور في حركة استنكارية؟ هل توجد مؤشرات على الملل أم الانتباه؟ هل يقتربون منك ام يبتعدون؟

    يمكنك ان تقرأ كيف يقرأك الآخرون وتتجاوب بفاعلية ايجابية معهم اذا كنت منتبها الى المؤشرات والدلائل الصادرة عنهم، والقاعدة الذهبية التي يمكنك الاعتماد عليها كمعيار هي طبيعة التواصل بينك وبين جمهورك:

    هل الاستماع اليك من قبلهم مازال بنفس الاهتمام عندما بدأت الحديث؟

    وهل يتفاعل جمهورك مع كلامك أم انهم يتحدثون مع بعضهم وينسحبون من المشاركة معك في الحديث؟

    وهل الجمهور الذي كان من المفترض ان يغادر مبكرا ظل مشاركا معك في الحديث ولم يغادر مبكرا؟ وهل من كان من المفترض الا يغادر مبكرا قد قرر المغادرة مبكرا؟

    باختصار هل التفاعل بينك وبين الجمهور يتطور الى الاسوأ أم إلى الأحسن؟

    تعلم النظر الى المرآة
    توجد عدة طرق لتحسين قدرتك على رؤية الصورة التي يراك فيها الآخرون وهذه الطرق بسيطة ولكنك تحتاج لان تكون موضوعيا في تقييمك لنفسك وهذه مهمة ليست سهلة فغياب الموضوعية يعتبر العقبة الكبرى امام القراءة الفعالة للآخرين فكيف اذا كان الانسان مطلوبا منه ان يقرأ نفسه في المرآة لكي يتعرف كيف يقرأه الآخرون، فاذا كنا نميل الى المبالغة في نواقص الآخرين فاننا على العكس نميل الى التقليل من شأن نواقصنا فاذا لم تكن موضوعيا في قراءة نفسك في المرآة فأنك تخطئ في فهم الكيفية او الصورة التي يراك فيها الآخرون، ولذلك استعمل كل مهاراتك في فن قراءة الناس عند قراءتك لنفسك في المرآة بكل ما تستطيع من موضوعية وذلك باتباع الوسائل التالية.

    المرآة لا تكذب


    انظر الى صورتك في المرآة وتخيل نفسك شخصا آخر يقوم بقراءتك. انظر إلى شعرك وملابسك وهيئتك ولغة جسدك، واخضع صورتك في المرآة لقراءة دقيقة وشاملة كأنك تقرأ شخصا آخر واسأل نفسك: اذا كانت شخصا له خلفية ومعتقدات الشخص الذي سأقابله وسيقوم بقراءة شخصيتي فكيف سأقيم شخصا يبدو ويتكلم ويتصرف على النحو الذي ابدو عليه والطريقة التي اتكلم واتصرف بها؟ ويمكنك ان تصور فيلم فيديو لرصد طريقتك في التصرف والكلام والمظهر الذي تبدو عليه كما يمكنك ان تستشير شخصا تثق به ويستطيع ان يقيمك بصراحة عندما تكون متشككا بشأن تصرف ما عليك ان تتفحص ردة الفعل من خلال بادرة بسيطة من نوع ذلك التصرف فاذا كانت ردة الفعل ايجابية امضي به واما اذا كانت ردة الفعل سلبية تراجع عن هذا التصرف فورا.
                  

01-18-2017, 02:19 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    أدلة أن كل انبياء الله ورسله كانو مسلمين وانه لا دين عند الله الا الاسلام:

    ((اولا))

    سورة ال عمران
    ************
    الجزء التالت اية 52

    ((فلما احس عيسي منهم الكفر قال من انصاري الي الله .قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون))

    في نفس السورة اية 64

    ((قل يا اهل الكتاب تعالوا الي كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولانشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون))


    في نفس السورة اية 67

    ((ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين))


    في نفس السورة اية80

    ((ولايأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا أيأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون))

    في نفس السورة اية84

    ((قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل علي ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسي وعيسي والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون))


    ((ثانيا))

    سورة المائدة
    *********

    الجزء لسابع اية 111

    ((واذ اوحيت للحواريون ان امنوا بي وبرسولي قالوا امنا واشهد بأننا مسلمون))


    ((ثالثا))

    سورة الاعراف
    ***********

    الجزء التاسع اية 126

    ((قال فرعون ءآمنتم به قبل ان اذن لكم ان هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها اهلها فسوف تعلمون*لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم اجمعين* قالوا انا الي ربنا منقلبون* وماتنقم منا الا ان امنا بايات الله لما جائتنا *ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين))


    ((رابعا))

    سورة يونس

    الجزء الحادي عشر اية72

    ((واتل عليهم نبأ نوح اذ قال لقومه يا قوم ان كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلي الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركائكم ثم لايكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا علي ولا تنظرون
    فان توليتم فما سالتكم من اجر ان اجري الا علي الله وأمرت ان اكون من المسلمين))

    وفي نفس السورة اية84

    ((وقال موسي يا قوم ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين


    وفي نفس السورة اية90
    ((وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتي اذا ادركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين))

    ((خامسا))


    سورة يوسف
    *********

    الجزء الثالث عشر اية101

    ((رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين))

    ((سادسا))

    سورة الحج
    *******

    الجزء الثامن عشر اية 78

    وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل
    وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء علي الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاه واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولي ونعم النصير))

    ((سابعا))

    سورة النمل
    *******

    الجزء التاسع عشر اية 31

    ((قالت يا ايها الملأ اني القي الي كتاب كريم*انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم*الا تعلوا علي واتوني مسلمين))


    وفي نفس السورة اية 42


    ((فلما جاءت قيل اهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين))


    ((ثامنا))

    سورة الذاريات
    ***********

    الجزء السابع والعشرون اية(36

    ((فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين*فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين*
    وتركنا فيها آاية للذين يخافون العذاب الاليم))
    والمقصود طبعا بيت سيدنا لوط

    وهكذا اكون قد استكملت لكم ماعندي من ادلة من كتاب الله تعالي بان جميع الانبياء الذين ذكروا كانوا مسلمين
    واتمني من الله ان اكون قد استطعت توصيل ما علمته
    الاسلام هو الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة
    كلامك في محلة
    وكلامك جميل جدا
    واستدلالاتك اكثر من ممتازة
    اذا كان هذا جهدك وبحثك فبارك الله لك فية
    كل الانبياء عليهم السلام بعثهم الله برسالة واحدة وهي التوحيد
    ( لا اله الا الله وحدة لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )
    فمن مات من اقوامهم على هذه العقيدة دخل الجنة
    لانه ارتضى دين الله وامن بمن ارسلة الله اليهم من انبياء ورسل وصدق بهم
    وهذا اطاع الله ولم يرد شيئا من امر الله واعني بذلك خطاء بني اسرائيل عندما رفضوا رساله عيسى علية الصلاة والسلام وان يصدقوا بها وكذلك غلطة النصارى عندما رفضوا رساله محمدعلية الصلاة والسلام
    وغلطة الشيعة انكارهم انقطاع الوحي بعد موت محمد صلى الله علية وسلم واصرارهم ان القران الذي بين ايدينا محرف وناقص .
    اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعة وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابة
    وتقبل مروري يا اخي الفاضل .
    http://www.sarkosa.com/vb/t53780/http://www.sarkosa.com/vb/t53780/
                  

01-18-2017, 02:20 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    وصايا لتربية الأبناء
    المصدر: موقع طريق الاسلام
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
    فإن نعم الله عز وجل لا تحصى، وعطاياه لا تعد، ومن تلك النعم العظيمة وأجلها نعمة الأبناء، قال الله تعالى: { المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَوةِ الدُّنيَا } [الكهف:46] ولا يَعرفُ عِظَم هذه النعمة إلا من حُرم منها، فتراه ينفق ماله ووقته في سبيل البحث عن علاج لما أصابه.
    وهذه النعمة العظيمة هي أمانة ومسئولية يُسأل عنها الوالدان يوم القيامة، أحَفِظا أم ضيعا؟ وزينة الذرية لا يكتمل بهاؤها وجمالها إلا بالدين وحسن الخلق، وإلا كانت وبالاً على الوالدين في الدنيا والآخرة.
    يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : « كلكم راعٍ وكلكم مسؤل عن رعيته: فالإمام راعٍ وهو مسؤل عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤل عن رعيته » [متفق عليه].
    وهذه الرعية أمانة حذر الله عز وجل من إضاعتها والتفريط في القيام بحقها، قال تعالى: { إِنَّا عَرَضنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ وَالجِبَالِ فَأبَينَ أَن يَحمِلنَهَا وَأشفَقنَ مِنهَا وَحَمَلَهَا الإنسَنُ إِنَّه كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [الأحزاب:72]. وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً } [التحريم:6].
    يقول ابن القيم رحمه الله: ( فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سُدَى، فقد أساء غاية الإساءة؛ وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسُننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً ).
    وإلى كل أب وأم ومرب. وقفات سريعة لعل الله أن ينفع بها:
    أولاً: الأصل في تربية النشء إقامة عبودية الله عز وجل في قلوبهم وغرسها في نفوسهم وتعاهدها، ومن نعم الله علينا أن المولود يولد على دين الإسلام، دين الفطرة، فلا يحتاج إلا إلى رعايتة، ومداومة العناية به، حتى لا ينحرف أو يضل.
    ثانياً: الأب والأم في عبادة لله عز وجل حين التربية والإنفاق والسهر والمتابعة والتعليم، بل وحتى إدخال السرور عليهم وممازحتهم إذا احتسبوا ذلك، فالأصل تعبد الله عز وجل: { وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسََ إلا لِيَعبُدُونِ } [الذاريات:56].
    والنفقة عليهم عبادة كما قال عليه الصلاة والسلام: { دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك } [رواه مسلم]. وقال عليه الصلاة والسلام: « إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة » [متفق عليه].
    ثالثاً: لابد من الإخلاص لله عز وجل في أمر التربية، فإن أراد المربي الدنيا فقد إنثلم إخلاصه، وترى البعض يحرص على تعليم أبنائه لكي يحوزوا المناصب والشهادات، ولاشك أن الخير في تعليمهم ابتغاء ثواب الله عز وجل وما عداه فهو تابع له، ولهذا يركز من يريد الدنيا على التعليم الدنيوي المجرد من خدمة الإسلام والمسلمين، والآخر الموفق يسعى لكسب شهادة في الطب مثلاً لمداوة المسلمين ولكي نستغني عن الأطباء الكفار، فهذا له أجر وذاك ليس له أجر، والنية في هذا الأمر عظيمة وهي من أسباب صلاح الأبناء وحسن تربيتهم، فما كان لله فهو ينمو ويكبر، وما كان للدنيا فهو يقل ويضمحل. وبعض من الآباء يبر والديه لكي يراه صغاره فيعاملونه إذا كبر وشاخ بمثل ذلك. وهذا فيه حب الدنيا وحظوظ النفس، ولكن المؤمن يخلص لله في بر والديه رغبة في ما عند الله عز وجل وطاعة لأمره في بر الوالدين، لا للدنيا والمعاملة بالمثل.
    رابعاً: عليك باستصحاب النية في جميع أمورك التربوية حتى تُؤجَر. الزم النية في تعليمهم وفي النفقة عليهم، وفي ممازحتهم وملاعبتهم وإدخال السرور عليهم وعوَّد نفسك على ذلك.
    خامساً: الدعاء هو العبادة، وقد دعا الأنبياء والمرسلون لأبنائهم وزوجاتهم { رَبَّنَا هَبّ لَنَا مِنّ أزوَاجِنَا وَذُرِيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } [الفرقان:74]، { وَإذّ قَالَ إبْرَاهِيمُ رَبِ اجْعَلّ هَذَا البَلَدَ ءَامِنًا وَاجنُبنِي وَبَنَيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصنَامَ } [إبراهيم:35] وغيرها في القرآن كثير. وكم من دعوة اهتدى بسببها ضال، وكم من دعوة اختصرت مسافات التربية. وتحرَّ أوقات الإجابة وابتعد عن موانعها، وتضرع إلى الله عز وجل وانكسر بين يديه أن يهدي ذريتك وأن يجنبها الشيطان، فأنت ضعيف بجهدك قليل بعملك.
    سادساً: عليك بالمال الحلال وتجنب الشبه، ولا تقع في الحرام، فإنه صح عن النبي أنه صلى الله عليه وسلم قال: « كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به » ولا يظن الأب أو الأم أن الحرام في الربا والسرقة والرشوة فحسب، بل حتى في إضاعة وقت العمل وإدخال مال حرام دون مقابل.. فكثير من الموظفين والمدرسين يتهاونون في أعمالهم ويتأخرون عن مواعيد عملهم بضع دقائق.. لوجمعت إذا بها ساعات تضيع في الحديث مع الزملاء وقراءة المجلات والجرائد والمكالمات الهاتفية. وهذه الأموال التي يأخذها مقابل هذه الأوقات سحت، لأنها أخذ مال بدون وجه حق.
    وكذلك أكل أموال الناس بالباطل وهضم حقوقهم، فاحذر أخي المسلم أن يدخل جوفك وجوف ذريتك مالٌ حرام. وتحرَّ الحلال على قلتة فإن فيه بركه عظيمة.
    سابعاً: القدوة الحسنة من ضروريات التربية، فكيف يحرص ابنك على الصلاة وهو يراك تضيَّعها، وكيف يبتعد عن الأغاني والمجون وهو يرى والدته ملازمة لسماعها ! ثم في صلاحك حفظ لهم في حياتك وبعد مماتك. وتأمل في قول الله تعالى: { أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } [الكهف:82] فصلاح الأب هذا عمَّ أبناءه بعد موته بسنوات. وليكن لك أجر غرس الإسلام في نفس طفلك وحرصه على أداء شعائره فإن « من سن في الإسلام سنة حسنة فلة أجرها وأجر من عمل بها من بعده.. » الحديث.
    ثامناً: وجَّه بعضاً من حرصك على أمور الدنيا ومعرفتها وكشف دقائقها إلى معرفة أفضل السبل في أمر التربية، واستشر من ترى فيه الصلاح، وابحث عن الأشرطة والكتب التي تتحدث عن التربية الإسلامية للطفل المسلم. ولا يكن شراء سيارة أو جهاز كهربائي أهم من تربية ابنك. فأنت تسأل عن السيارة والجهاز كل من تراه ! ثم تُهمل ابنك ولا تتلمَّس الطريق السوي لتربيته ! !
    ثامناً: وجَّه بعضاً من حرصك على أمور الدنيا ومعرفتها وكشف دقائقها إلى معرفة أفضل السبل في أمر التربية، واستشر من ترى فيه الصلاح، وابحث عن الأشرطة والكتب التي تتحدث عن التربية الإسلامية للطفل المسلم. ولا يكن شراء سيارة أو جهاز كهربائي أهم من تربية ابنك. فأنت تسأل عن السيارة والجهاز كل من تراه ! ثم تُهمل ابنك ولا تتلمَّس الطريق السوي لتربيته ! !
    تاسعاً: الصبر.. غفل عنه البعض وهو من أهم عوامل نجاح التربية. فعليك به واصبر على صراخ الصغير ولا تغضب، واصبر على مرضه واحتسب، واصبر على توجيهه ولا تملَّ. واصبر على مسافات بعيدة لتذهب بابنك لمدرسة ناجحة وفيها المدرسون الأكفاء. واصبر على أن تنتظر ابنك ليخرج معك للصلاة، واصبر على أن تجلس بعد العصر في المسجد ليحفظ معك ابنك. وأبشر فإنك في طريق جهاد: { وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهّدِيَنّهُمّ سُبُلَنَا } [العنكبوت:69] وأنت مأمور بالتربية أما الهداية فهي من الله عز وجل، فابذل السبب واصبر، وسترى من الخير ما يُسرك ويؤانس طريقك.
    عاشراً: الصلاة، الصلاة، فهي الفريضة العظيمة والركيزة الثانية من فرائض الإسلام بعد الشهادتين، فاحرص عليها وليشعر ابنك بأهميتها وعظم قدرها. وهي يسيرة على من يسرها الله عليه. والتزم الأدب النبوي في تربية الأطفال فقد قال عليه الصلاة والسلام كما روى ذلك الإمام أحمد: « مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر » . ومن طبق هذا الحديث فإنه لا يرى مشقة ولا تعباً في أمر الصلاة، فإن الصغير في ما بين السابعة والعاشرة من عمره يفرح بالخروج للمسجد، وتأمل في هذه الفترة التي يتخللها أكثر من 5000 مرة تناديه للصلاة ويخرج فرحاً بذلك كعادة الصغار.. هل يا ترى إذا بلغ العاشرة وقد صلى 5000 صلاة يتركها؟!
    ولاتكن أيها الأب المبارك مثل جهلة بعض الآباء، الذي يرحم ابنه من برد الشتاء ولا يوقظه للصلاة، بل كن من العقلاء وارحمه من نار جهنم والعياذ بالله، وأطع أمر الله ورسوله واصبر على إيقاظه وتشجيعه وتحبيب الصلاة إليه حتى تبرأ ذمتك يوم القيامة. وليهنك حفظ الله عز وجل لصغارك طوال يومهم فقد قال صلى الله عليه وسلم : « من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله » [رواه ابن ماجه]. واستشعر أن صغيرك في ذمة الله طوال ذلك اليوم.
    قال ابن تيمية: ( ومن كان عنده صغير مملوك أو يتيم أو ولد فلم يأمره بالصلاة، فإنه يُعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير، ويعزّر الكبير على ذلك تعزيراً بليغاً لأنه عصى الله ورسوله ).
    الحادي عشر: لابد من مراعاة المَلَكات الخاصة والفوارق الفردية بين الأطفال، والعدل معهم في المعاملة، وبعض الآباء يهمل مَلَكات عظيمة لدى صغيرة تضيع سدى. فتجد بعض الصغار يحفظ الأناشيد والدعايات وغيرها مما لا فائدة ولا يحفظ كتاب الله عز وجل ولا يُوجّه لذلك. ولو تأملت في حياة علماء الأمة لوجدت الكثير يملكون مثل إمكاناتهم وقوة حفظهم ولكنهم وجهوا هذه الثروة إلى غير فائدة، فهذا عالم الأمة ومفتي الديار وذاك يحفظ الشعر والقصص.
    الثاني عشر: اغرس في نفوس صغارك تعظيم الله عز وجل ومحبته وتوحيده، ونبههم على الأخطاء العقدية التي تراها، وحذرهم من الوقوع فيها؛ فإن ذلك تحصين لهم، واحرص على أن تعودهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشجعهم عليه فإن ذلك من دواعي ثباتهم على هذا الدين ولما في ذلك من الوجوب والأجر العظيم.
    الثالث عشر: احرص على كتم الغضب والانفعال وتعوذ من الشيطان إذا داهمك، ولقد جعل الإسلام للعقوبة حداً. فجعل ضرب الطفل لا يتجاوز العشر ضربات، وأن يضرب بمسواك أو عصا صغيرة، ويتجنب الوجه والعورة، واحرص على التسميه عليه حال الضرب، ولا تضرب وأنت غضبان هائج، وإن استبدلت الضرب بالتشجيع أوالحرمان فهو خير لك ولابنك.
    الرابع عشر: نحن في زمن انتشرت فيه الفتن من كل جانب، فكن كمن هو قائم يذبُّ عن صغاره السهام ويحوطهم من الأذى واحرص على ذلك أشد الحرص، وليكن لك حسن توجيه في اختيار رفيقهم وجليسهم فإن الصاحب ساحب والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: « الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل » [رواه أحمد]. واحذر أن تصحبهم إلى محلات ضياع الأوقات وإلى ما فيه منكرات. وكن لهم الأب والصاحب والصديق. واغرس في نفوس أبنائك الرجولة وفي بناتك الحياء والعفة وذلك عبر اللباس والتوجيه والمحاكاة ولا تتساهل في خروجهن من المنزل إلا برفقتك أو برفقة والدتهن.. ولا تظن أن من دواعي التحضر أن تلقي تعاليم الإسلام جانباً.. واحذر أن يخرج من صلبك من يحارب الله عز وجل قولاً وفعلاً !!
    الخامس عشر: وقتك طويل ولديك ساعات كثيرة بعد نهاية عملك فما نصيب أبنائك منها؟ فإن كنت مفرطاً في حقهم فتدارك ما فات واجعل لهم النصيب الأكبر، وإن كنت ممن حفظ هذا الوقت وجعله لهم فهنيئاً لك، ولا تغفل أن يكون بيتك ومملكتك الصغيرة واحة إيمانية تقرأ عليهم فيها من سيرة الرسول وتجعل فيها المسابقات الثقافية والإسلامية والعلمية. واجعل لمن حفظ القران جوائز قيمة. واحرص على تلمُّس سيرة الرسول وحسن تعامله وتواضعه وممازحته للصغار.
    رزقنا الله وإياكم الذرية الصالحة، وأقرَّ أعيننا بصلاحهم وفلاحهم، وجمعنا وإياهم ووالدينا في جنات عدن، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
                  

01-18-2017, 02:22 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اداب الصلاة
    الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين، وهي العبادة اليومية لكل مسلم يدخل بها على ربه كل يوم خمس مرات في صلة وثيقة، وارتباط عميق، وولاء كامل، مناجيا خالقه مقبلا عليه إقبال العبد الفقير على سيده الغني الكبير، مستمدا منه المعون والرحمة والهداية والعطاء، قائما وراكعا وساجدا بين يديه في لحن سماوي خالد. تتجاوب مع أصدائه جنبات الكون كله ليصبح للمسلم معبدا ومصلى يرجّع معه ذكر الله عز وجل وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ الإسراء 44. كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ النور 41.
    هذه هي الصلاة التي أرادها الله عز وجل ووصفها رسول الله بقوله فيما يرويه عن ربه عز وجل:
    ليس كل مصل يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطل على خلقي، ولم يبت مصرا على معصيتي، وقطع نهاره في ذكري، ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب، أجعل له في الجهالة حلما، وفي الظلمة نورا، ذلك نوره كنور الشمس أكلؤه بعزتي، واسستحفظه ملائكتي، ومثله في خلقي، كمثل الفردوس في الجنة رواه البزار.
    وهي أول ما يحاسب عليه العبد فقد قال :
    أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله رواه الطبراني.
    وهي آخر وصية وصّى بها رسول الله أمته وهو يفارق هذه الدنيا لاحقا بالرفيق الأعلى قائلا:
    الصلاة.. الصلاة.. وما ملكت أيمانكم.
    وهي أول صفت المتقين: هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ البقرة 2 »»3.
    وهي الحد الفاصل بين الإيمان والكفر قال : بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة رواه أحمد ومسلم.
    وهي دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي إبراهيم 40.
    ووصية الأنبياء والمرسلين: وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31) مريم.
    روي أن عليا كان إذا حضر الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه فيقال له: ما بك يا أمير المؤمنين فيقول: جاء وقت الأمانة التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملتها.
    وقد أوحى الله الى بعض النبيين: إذا دخلت الصلاة فهب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينيك الدموع. فإني قريب مجيب.
    هذا وللصلاة آداب نجمل بعضها فيما يلي:
    1 »» الإقبال على الصلاة برغبة ومحبة، وبهمة ونشاط، وبشوق لمناجاة الله عز وجل.
    2 »» تحسين الهيئة قبل الدخول في الصلاة، باختيار الملابس النظيفة والتعطر والتسوك.
    قال تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ الأعراف31.
    3 »» قضاء الحوائج الهامة والأعمال الضرورية قبل الصلاة، لتفريغ القلب مما سوى الله عز وجل.
    عن عائشة ا قالت: سمعت رسول الله يقول: لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان رواه مسلم.
    4 »» لزوم السكينة والوقار، والهدوء والأناة عند الاقبال لأداء الصلاة.
    عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول:" إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا متفق عليه.
    5 »» الدخول في الصلاة بتوجه القلب الى الله عز وجل، وسكون الأطراف والجوارح، ولزوم التواضع والخشوع بين يدي الله تعالى، والتذلل والهيبة والخضوع لعظمة الله عز وجل.
    قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) المؤمنون.
    6 »» تجنّب الالتفات والشرود، والضحك والعبث بالثوب أو باليدين أثناء الصلاة.
    عن عائشة ا قالت: سألت رسول الله عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد رواه البخاري.
    7 »» النظر الى موضع السجود مطرقا مفكرا، وتجنب رفع البصر الى السماء.
    عن أنس قال: قال رسول الله : ما بال أقوام يرفعون أبصارهم الى السماء في صلاتهم؟ فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهنّ عن ذلك أو لتخطفنّ أبصارهم رواه البخاري.
    8 »» التعقل والتفكر والتدبر لمعاني الآيات والأذكار، وتجنب الغفلة والسهو في الصلاة.
    قال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الماعون.
    وعن عمار بن ياسر أن النبي قال: إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها رواه أحمد وأبو داود.
    9 »» الإطمئنان في أداء الصلاة، وتجنب العجلة في أركانها وحركاتها.
    عن عثمان قال: سمعت رسول الله يقول: ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفار لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله رواه مسلم.
    10 »» مدافعة السعال والتثاؤب والعطاس والجشاء، أثناء الصلاة ما استطاع وخفض الصوت بها إن صدرت.
    عن أبي هريرة عن النبي قال:
    التثاؤب في الصلاة من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع رواه البخاري.
    11 »» الإسراع في أداء الصلاة أول الوقت، وعدم تأخيرها الى آخر الوقت تكاسلا بلا عذر.
    قال تعالى في وصف المنافقين: وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (54) التوبة.
    وعن ابن مسعود قال: سألت رسول الله أيّ الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ قال: برّ الوالدين قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله". متفق عليه.
    12 »» الجلوس في المصلى عقب كل صلاة للاستغفار والذكر والدعاء.
    عن أبي أمامة قال: قيل لرسول الله : أيّ الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الأخير، ودبر الصلوات المكتوبات" رواه الترمذي.
    وعن أبي هريرة عن رسول الله قال: من سبّح لله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبّر الله ثلاثا وثلاثين، وقال تمام المائة، لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر رواه مسلم.
    وعن معاذ أن رسول الله أخذ بيده وقال: يا معاذ والله إني لأحبك. ثم قال أوصيك يا معاذ لا تدعنّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" رواه أبو داود والنسائي.
    13 »» يستحب إنتظار الصلاة بعد الصلاة، كانتظار صلاة العشاء بعد أداء صلاة المغرب واغتنام هذا الوقت بالذكر أو قراءة القرآن وحفظه أو طلب العلم وحضور مجالسه.
    عن أبي هريرة أن رسول الله قال: لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب الى أهله إلا الصلاة متفق عليه.
    14 »» المحافظة على أداء السنن التابعة للفرائض، وعدم التهاون بها والترخيص في تركها، لأنها زيادة في التقرب الى الله تعالى، وجبران لما نقص من الفرائض.
    عن رملة بنت أبي سفيان ا قالت: سمعت رسول الله يقول: ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة رواه مسلم.
    15 »» المحافظة على أداء الصلوات مع الجماعة وفي أقرب مسجد.
    عن ابن عمر ما أن رسول الله قال: صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة متفق عليه.
    16 »» تحصيل ثمرات الصلاة من ذكر الله على الدوام، ومراقبته وخشيته في جميع الأحوال، والانتهاء عن الفحش في القول، والمنكر في العمل.
    قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) طه.
    وقال عز وجل: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ العنكبوت 45.
    وعن ابن عباس ما أن النبي قال: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا رواه الطبراني.
    mngool
                  

01-18-2017, 02:24 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الحمد لله الذي جعل الصلاة عمود الدين، وقال تعالى: وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ، الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:45-46]، والصلاة والسلام على نبينا محمد، كان آخر وصيته لأمته عند خروجه من الدنيا الحث على الصلاة لما لها من الأهمية في الدين، وعلى آله وصحابته أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
    الخشوع – أهميته وأثره:
    إن الظواهر التي تظهر على الكثير من قسوة القلب، وقحط العين، وانعدام التدبر، هي بسبب المادية التي طغت على قلوبنا فأصبحت تشاركنا في عبادتنا، ولا يمكن للقلوب أن ترجع لحالتها الصحيحة حتى تتطهر من كل ما علق بها من أدران. فهذا هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان يضع يده على الداء لهذه الظاهرة فيقول: (لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل).
    والخشوع الحق يطلق عليه الإمام ابن القيم (خشوع الإيمان) ويعرفه بأنه: (خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال الوقار والمهابة والحياء، فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء، وشهود نعم الله، وجناياته هو، فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح).
    ومما يدل على أهمية الخشوع كونه السبب الأهم لقبول الصلاة التي هي أعظم أركان الدين بعد الشهادتين، وفي السنن عن النبي أنه قال: { إن العبد لينصرف من صلاته، ولم يكتب له منها إلا نصفها، إلا ثلثها، إلا ربعها، إلا خمسها، إلا سدسها، إلا سبعها، إلا ثمنها، إلا تسعها، إلا عشرها}.
    كما أن الخشوع يسهل فعل الصلاة ويحببها إلى النفس، قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ [البقرة:45]، أي فإنها سهلة عليهم خفيفة، لأن الخشوع وخشية الله ورجاء ما عنده يوجب له فعلها منشرحاً بها صدره، لترقبه للثواب، وخشيته من العقاب.
    كما أن الخشوع هو العلم الحقيقي؛ قال ابن رجب رحمه الله في شرح حديث أبي الدرداء في فضل طلب العلم: روي عن عبادة بن الصامت وعوف بن مالك وحذيفة رضي الله عنهم أنهم قالوا: (أول علم يرفع من الناس الخشوع حتى لا ترى خاشعاً).
    وساق أحاديث أخر في هذا المعنى، ثم قال: ففي هذه الأحاديث أن ذهاب العلم بذهاب العمل، وأن الصحابة رضي الله عنهم فسروا ذلك بذهاب العلم الباطن من القلوب وهو الخشوع. وقد ساق محقق الكتاب للأثر السابق عدة طرق وقال: إنه يتقوى بها.
    فالصلاة إذاً صلة بين العبد وربه، ينقطع فيها الإنسان عن شواغل الحياة، ويتجه بكيانه كله إلى ربه، يستمد منه الهداية والعون والتسديد، ويسأله الثبات على الصراط المستقيم، ولكن الناس يختلفون في هذه الصلاة، فمنهم من تزيده صلاته إقبالاً على الله، ومنهم من لا تؤثر فيه صلاته إلى ذلك الحد الملموس، بل هو يؤديها بحركات وقراءة وذكر وتسبيح، ولكن من غير شعور كامل لما يفعل، ولا استحضار لما يقول. والصلاة التي يريدها الإسلام ليست مجرد أقوال يلوكها اللسان، وحركات تؤديها الجوارح، بلا تدبر من عقل ولا خشوع من قلب. ففي سنن الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا }.
    ولما يعانيه كثير من الناس من قلة الخشوع في الصلاة، فقد رأينا أن نلتمس بعض الأسباب التي تعيدنا إلى الصلاة الحقيقية التي توثق صلتنا بربنا عز وجل وهي صلاة القلب والجوارح وتذللها لله تبارك وتعالى. وقد امتدح الله عز وجل أهل هذه الصفة من المؤمنين حيث قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2].
    ولعلنا بعد ما تقرأ قوله سبحانه: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ [العنكبوت:45] نسأل أنفسنا ما بال الكثيرين منا يخرجون من صلاتهم، ثم يأتون بأفعال وأمور منكرة، شتان بينها وبين ما تتركه صلاة الخاشعين الأوابين من أثر على أصحابها، الذي يخرج أحدهم من صلاته وهو يحس بأن كل صلاة تغسل ما في قلبه من أدران الدنيا وتقربه إلى الله عز وجل.
    أسباب الخشوع:
    إذاً فلابد من أسباب لحصول الخشوع، ولا ريب أن هناك خللاً ونقصاً في أدائنا للصلاة، ولعلنا في هذه العجالة نستعرض بعض الأسباب المعينة - بإذن الله - على الخشوع في الصلاة وهي:
    1- الإيمان الصادق والاعتقاد الجازم بما يترتب على الخشوع من فضل عظيم في الدنيا والآخرة، من الإحساس بالسكون والطمأنينة وراحة لا مثيل لها، وطيب نفس يفوق الوصف. قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2]، وروى مسلم عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله يقول: { ما من امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله } والآيات والأحاديث الدالة على فضل الخشوع كثيرة.
    2- الإكثار من قراءة القرآن والذكر والاستغفار وعدم الإكثار من الكلام بغير ذكر الله، كما في الحديث: { لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب! وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي } [رواه الترمذي] فقراءة القرآن وتدبره من أعظم أسباب لين القلب قال تعالى: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:23] فالقراءة والذكر حصن من الشيطان ووساوسه، وهي سبب لأطمئنان القلوب الذي يفقده الكثير من الناس، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] كما أن الإكثار من ذكر الله عز وجل سبب للفلاح، قال تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الجمعة:10] وليس المقام لبيان فضل الذكر، ولكن أردنا التنويه إلى أنه سبب من أسباب الخشوع، ومن يريد معرفة ذلك – فضل الذكر - فعليه الرجوع إلى كتاب الله والأذكار التي تثبت عن النبي .
    ومع هذا أيضاً الحرص على مجاهدة الشيطان، وذلك بأن يعقد العزم على مجاهدته من قبل القيام إلى الصلاة، وإن دخل عليه في أول صلاته فلا يستسلم له في وسطها أو آخرها، بل ينبغي أن يجاهد الشيطان حتى اللحظة الأخيرة من الصلاة، فالشيطان يسعى إلى تشتيت الذهن حتى لا يعقل المصلي شيئاً من صلاته، روى مسلم عن عثمان بن أبي العاص أنه قال: { يا رسول الله، إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله : "ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً"، ويقول راوي الحديث: ففعلت ذلك فأذهبه الله عز وجل عني }.
    إذاً فينبغي أن يستمر المصلي في المجاهدة ولا ينقطع بأن يشمر عن ساعد الجد، فإذا لم يخشع في هذه الصلاة فليعقد العزم على الخشوع في الأخرى، وإن قل خشوعه في هذه فليحرص على كمال الخشوع في التي تليها، وهكذا ولا يتضجر من طول المجاهدة، ويسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينه على ذلك.
    3- دوام محاسبة النفس ولومها على ما لاينبغي من الاعتقاد والقول والفعل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18]. وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، وتزينوا للعرض الأكبر).
    وأيضاً البعد عن المعاصي بصرف النظر عما يحرم النظر إليه، وكذا حفظ اللسان والسمع وسائر الجوارح وإشغالها بما يخصها من عبودية، وصرفها بالنظر في كتاب الله وسنة رسوله والكتب العلمية المفيدة، وما يباح النظر إليه، والتفكير في مخلوقاته سبحانه وتعالى، والاستماع إلى الطيب من القول، والتحدث في المفيد، فلاشك أن الذنوب تقيد المرء وتحجزه عن أداء العبادات على الوجه المطلوب، فكل إنسان يعرف ما هو واقع فيه من الذنوب وعليه أن يسعى في إصلاح حاله، والإصلاح متعلق بمحاسبة النفس، حيث إن المرء إذا حاسب نفسه بحث عما يصلحها.
    4- تدبر وتفهم ما يقال في الصلاة وعدم صرف النظر فيما سوى موضع السجود مستشعراً بذلك رهبة الموقف، يقول الإمام ابن القيم في الفوائد: (للعبد بين يدي الله موقفان: موقف بين يديه في الصلاة، وموقف بين يديه يوم لقائه، فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف)، قال تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً، إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً [الإنسان:26-27].
    فلابد من إعطاء هذا الموقف حقه من خضوع وخشوع وانكسار إجلالاً لله عز وجل، واستشعاراً بأن هذه الصلاة هي الصلاة الأخيرة في الدنيا، فلو استقر هذا الشعور في نفس المصلي لصلى صلاة خاشعة. روى الإمام أحمد عن أبي أيوب الأنصاري- رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي فقال: { يا رسول الله عظني وأوجز، فقال عليه الصلاة والسلام: "إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعذر منه غداً، واجمع اليأس مما في أيدي الناس" }.
    وأيضاً هناك أسباب أخرى للخشوع نذكر منها:
    الهمة: فإنه متى أهمك أمر حضر قلبك ضرورة، فلا علاج لإحضاره إلا صرف الهمة إلى الصلاة، وانصراف الهمة يقوي ويضعف بحسب قوة الإيمان بالآخرة واحتقار الدنيا.
    إدراك اللذة: التي يجدها العباد في صلاتهم وهي التي عبر عنها ابن تيميه رحمه الله بقوله: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
    ولا تظن أن مسلماً وجد هذه اللذة وذاق طعمها يفرط فيها ويتساهل في طلبها. وهذه اللذة وذاق طعمها يفرط فيها ويتساهل في طلبها. وهذه اللذة كما قال ابن القيم رحمه الله تقوى بقوة المحبة وتضعف بضعفها. لذا ينبغي للمسلم أن يسعى في الطرق الموصلة إلى محبة الله.
    التبكير إلى الصلاة: وذلك بأن يهيأ القلب للوقوف أمام الله عز وجل، فينبغي للمسلم أن يأتي إلى الصلاة مبكراً ويقرأ ما تيسر من القرآن بتدبر وخشوع، فذلك أدعى للخشوع في الصلاة، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: { لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه.. } الحديث. وفرق بين شخص جاء إلى الصلاة من مجلس كله لغو وحديث في الدنيا، وبين شخص قام إلى الصلاة وقد هيأ قلبه للوقوف أمام الله لما قرأه من كلام الله عز وجل، فلاشك أن حال الثاني مع الله أفضل من الأول بكثير.
    أن يستحي العبد من الله أن يتقرب إليه عز وجل بصلاة جوفاء خالية من الخشوع والخوف، فالشعور بالاستحياء من الله يدفع المسلم إلى إتقان العبادة والتقرب إلى الله بصلاة خاشعة فيها معاني الخوف والرهبة.
    أن يدرك المسلم حال الصحابة والسلف في الصلاة، فقد ذكر ابن تيميه رحمه الله أن مسلم بن يسار كان يصلي في المسجد فانهدم طائفة منه وقام الناس، وهو في الصلاة لم يشعر. وكان عبدالله بن الزبير يسجد، فأتى المنجنيق فأخذ طائفة من ثوبه، وهو في الصلاة لا يرفع رأسه، وقالوا لعامر ابن عبدالقيس: أتحدث نفسك بشيء في الصلاة؟ فقال: أو شيء أحب إلي من الصلاة أحدث به نفسي؟ قالوا: لا، ولكن بأهلينا وأموالنا، فقال: لأن تختلف الألسنة (الرماح) في أحب إلي من أن أحدث نفسي بذلك. وأمثال هذا متعدد.
    تلك بعض الأسباب المعينة – بإذن الله – على الخشوع في الصلاة، والله نسأل أن يعيننا على طاعته عز وجل على الوجه الذي يرضيه عنا.
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
    من بريدي
                  

01-18-2017, 02:26 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    فوائد الصلاة الطبية
    شفاء للنفس والبدن
    ضبط إيقاع الجسم
    وقاية من الدوالي
    الصلاة وتقوية العظام
    الصلاة كعلاج نفسي
    فوائد طبية أخرى
    ضبط إيقاع الجسم
    أظهرت البحوث العلمية الحديثة أن مواقيت صلاة المسلمين تتوافق تماما مع أوقات النشاط الفسيولوجي للجسم، مما يجعلها وكأنها هي القائد الذي يضبط إيقاع عمل الجسم كله.
    وقد جاء في كتاب " الاستشفاء بالصلاة للدكتور " زهير رابح: " إن الكورتيزون الذي هو هرمون النشاط في جسم الإنسان يبدأ في الازدياد وبحدة مع دخول وقت صلاة الفجر، ويتلازم معه ارتفاع منسوب ضغط الدم، ولهذا يشعر الإنسان بنشاط كبير بعد صلاة الفجر بين السادسة والتاسعة صباحا، لذا نجد هذا الوقت بعد الصلاة هو وقت الجـد والتشمير للعمل وكسب الرزق، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد: " اللهم بارك لأمتي في بكورها"، كذلك تكون في هذا الوقت أعلى نسبة لغاز الأوزون في الجو، ولهذا الغاز تأثير منشط للجهاز العصبي وللأعمال الذهنية والعضلية، ونجد العكس من ذلك عند وقت الضحى، فيقل إفراز الكورتيزون ويصل لحده الأدنى، فيشعر الإنسان بالإرهاق مع ضغط العمل ويكون في حاجة إلى راحة، ويكون هذا بالتقريب بعد سبع ساعات من الاستيقاظ المبكر، وهنا يدخل وقت صلاة الظهر فتؤدي دورها كأحسن ما يكون من بث الهدوء والسكينة في القلب والجسد المتعبين.
    بعدها يسعى المسلم إلى طلب ساعة من النوم تريحه وتجدد نشاطه، وذلك بعد صلاة الظهر وقبل صلاة العصر، وهو ما نسميه "القيلولة" وقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة عن ابن عباس " استعينوا بطعام السحر على الصيام، وبالقيلولة على قيام الليل" وقال صلى الله عليه وسلم: " أقيلوا فإن الشياطين لا تقيل " وقد ثبت علميا أن جسم الإنسان يمر بشكل عام في هذه الفترة بصعوبة بالغة، حيث يرتفع معدل مادة كيميائية مخدرة يفرزها الجسم فتحرضه على النـوم، ويكون هذا تقريبا بعد سبع ساعات من الاستيقاظ المبكر، فيكون الجـسم في أقل حالات تركيزه ونشاطه، وإذا ما استغنى الإنسان عن نوم هذه الفترة فإن التوافق العضلي العصبي يتناقص كثيرا طوال هذا اليوم،
    ثم تأتي صلاة العصر ليعاود الجسم بعدها نشاطه مرة أخرى ويرتفع معدل "الأدرينالين" في الدم، فيحدث نشاط ملموس في وظائف الجسم خاصة النشاط القلبي، ويكون هنا لصلاة العصر دور خطير في تهيئة الجسم والقلب بصفة خاصة لاستقبال هذا النشاط المفاجئ، والذي كثيرا ما يتسبب في متاعب خطيرة لمرضى القلب للتحول المفاجئ للقلب من الخمول إلى الحركة النشطة.
    وهنا يتجلى لنا السر البديع في توصية مؤكدة في القرآن الكريم بالمحافظة على صلاة العصر حين يقول تعالى [ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ] (البقرة 23، وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن الصلاة الوسطى هنا هي صلاة العصر، ومع الكشف الذي ذكرناه من ازدياد إفراز هرمون " الأدرينالين" في هذا الـوقت يتضح لنا السر في التأكيد على أداء الصلاة الوسطى، فأداؤها مع ما يؤدي معها من سنن ينشط القلب تدريجيا، ويجعله يعمل بكفاءة أعلى بعد حالة من الخمول الشديد ودون مستوى الإرهاق، فتنصرف باقي أجهزة الجسم وحواسه إلى الاستغراق في الصلاة، فيسهل على القلب مع الهرمون تأمين إيقاعهما الطبيعي الذي يصل إلى أعلاه مع مرور الوقت.
    ثم تأتي صلاة المغرب فيقل إفراز "الكورتيزون" ويبدأ نشاط الجسم في التناقص، وذلك مع التحول من الضوء إلى الظلام، وهو عكس ما يحدث في صلاة الصبح تماما، فيزداد إفراز مادة "الميلاتونين" المشجعة على الاسترخاء والنوم، فيحدث تكاسل للجسم وتكون الصلاة بمثابة محطة انتقالية.
    وتأتي صلاة العشاء لتكون هي المحطة الأخيرة في مسار اليوم، والتي ينتقل فيها الجسم من حالة النشاط والحركة إلى حالة الرغبة التامة في النوم مع شيوع الظلام وزيادة إفراز "الميلاتونين"، لذا يستحب للمسلمين أن يؤخروا صلاة العشاء إلى قبيل النوم للانتهاء من كل ما يشغلهم، ويكون النوم بعدها مباشرة، وقد جاء في مسند الإمام أحمـد عن معاذ بن جبل لما تأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العشاء في أحد الأيام وظن الناس أنه صلى ولن يخرج" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعتموا بهذه الصلاة ـ أي أخروها إلى العتمة ـ فقد فضلتم بها على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلكم"
    ولا ننسى أن لإفراز الميلاتونين بانتظام صلة وثيقة بالنضوج العقلي والجنسي للإنسان، ويكون هذا الانتظام باتباع الجسم لبرنامج ونظام حياة ثابت، و لذا نجد أن الالتزام بأداء الصلوات في أوقاتها هو أدق أسلوب يضمن للإنسان توافقا كاملا مع أنشطته اليومية، مما يؤدي إلى أعلى كفاءة لوظائف أجهزة الجسم البشري.
    * شفاء للنفس والبدن
    يحكي محمد منصور من بيروت قصته مع الصلاة:
    " كنت أعمل في مطعم سياحي يرتقي ربوة خضراء تطل على البحر مباشرة، وذلك قبل الحرب التي أطاحت بخيرات بلادي، كانت ظروف عملي تحتم علي أن أنام طـوال النهار لأظل مستيقظا في الليل، وكان صاحب المطعم يحبني كثيرا ويثق في، ومع الوقت ترك لي الإدارة تماما وتفرغ هو لأشغاله الأخرى، وكان هذا على حساب صحتي، فلم أكن أترك فنجان القهوة والسيجارة كي أظل متيقظا طوال الليل"
    " وفي إحدى الليالي لم يكن لدينا رواد كثيرون وانتهى العمل قبل الفجر، وكان هذا حدثا فريدا في تلك الأيام، أنهينا العمل وأغلقت المطعم، وركبت سيارتي عائدا إلى البيت، وفي طريق عودتي توقفت قليلا لأتأمل منظر البحر البديع تحت ضوء القمـر، وطال تأملي رغم شدة البرد، ملأت عيني بمنظر النجوم المتلألأة، ورأيت شهابا يثقب السماء فتذكرت حكايات أبي لنا عن تلك الشهب التي يعاقب الله بها الشياطين التي تسترق السمع إلى أخبار السماء، دق قلبي بعنف وأنا أتذكر أبي ذلك الرجل الطيب ذو الأحلام البسيطة، تذكرته وهو يصلي في تواضع وخشوع، وسالت دمعة من عيني وأنا أتذكـر يوم مات كيف أوصاني بالصلاة وقال لي أنها كانت آخر وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قبل موته "
    " رحت أبحث عن مسجد وأنا لا أدري هل صلى الناس الفجر أم لم يصلوا بعد، وأخيرا وجدت مسجدا صغيرا، فدخلت بسرعة فرأيت رجلا واحدا يصلي بمفرده، كان يقرأ القرآن بصوت جميل ،وأسرعت لأدخل معه في الصلاة، وتذكرت فجأة أني لست متوضئا، بل لابد أن أغتسل فذنوبي كثيرة وأنا الآن في حكم من يدخل الإسلام من جديد، الماء بارد جدا ولكني تحملت، وشعرت بعد خروجي وكأني مولود من جديد، لحقت بالشيخ وأتممت صلاتي بعده، وتحادثنا طويلا بعد الصلاة، وعاهدته ألا أنقطع عن الصلاة معه بالمسجد بإذن الله"
    " غبت عن عملي لفترة، كنت فيها أنام مبكرا وأصحو لصلاة الفجر مع الشيخ، ونجلس لنقرأ القرآن حتى شروق الشمس، وجاءني صاحب المطعم وأخبرته أني لن أستطيع العمل معه مرة أخرى في مكان يقدم الخمر وترتكب فيه كل أنواع المعاصي، خرج الرجل يضرب كفا بكف وهو يظن أن شيئا قد أصاب عقلي "
    " أفاض الله علي من فضله وعمني الهدوء والطمأنينة واستعدت صحتي، وبدأت في البحث عن عمل يتوافق مع حياتي الجديدة، ووفقني الله في أعمال تجارة المواد الغذائية، ورزقني الله بزوجة كريمة ارتدت الحجاب بقناعة تامة، وجعلت من بيتنا مرفأ ينعم بالهدوء والسكينة والرحمة، لكم أتمنى لو يعلم جميع المسلمين قيمة تنظيم حياتهم وضبطها على النحو الذي أراده الله تعالى وكما تحدده مواقيت الصلاة، لقد أعادتني الصلاة إلى الحياة بعد أن كنت شبحا هلاميا يتوهم أنه يحيا "
    وقاية من الدوالي
    مرض دوالي الساقين عبارة عن خلل شائع في أوردة الساقين، يتمثل في ظهور أوردة غليظة ومتعرجة وممتلئة بالدماء المتغيرة اللون على طول الطرفين السفليين، وهو مرض يصيب نسبة ليست بضئيلة من البشر، بين عشرة إلى عشرين بالمائة من مجموع سكان العالم، وفي بحث علمي حديث تم إثبات علاقة وطيدة بين أداء الصلاة وبين الوقاية من مرض دوالي الساقين.
    يقول الدكتور " توفيق علوان" الأستاذ بكلية طب الإسكندرية: بالملاحظة الدقيقة لحركات الصلاة، وجد أنها تتميز بقدر عجيب من الانسيابية والانسجام والتعاون بين قيام وركوع وسجود وجلوس بين السجدتين، وبالقياس العلمي الدقيق للضغط الواقع على جدران الوريد الصافن عند مفصل الكعب كان الانخفاض الهائل الذي يحدث لهذا الضغط أثناء الركوع يصل للنصف تقريبا.
    أما حال السجود فقد وجد أن متوسط الضغط قد أصبح ضئيلا جدا، وبالطبع فإن هذا الانخفاض ليس إلا راحة تامة للوريد الصارخ من قسوة الضغط عليه طوال فترات الوقوف. إن وضع السجود يجعل الدورة الدموية بأكملها تعمل في ذات الاتجاه الذي تعمل به الجاذبية الأرضية، فإذا بالدماء التي طالما قاست في التسلق المرير من أخمص القدمين إلى عضلة القلب نجدها قد تدفقت منسكبة في سلاسة ويسر من أعلى إلى أسفل، وهذه العملية تخفف كثيرا من الضغط الوريدي على ظاهر القدم من حوالي (100 - 120 سم/ماء) حال الوقوف إلى
    (1.33 سم/ ماء) عند السجود، وبالتالي تنخفض احتمالات إصابة الإنسان بمرض الدوالي الذي يندر فعلا أن يصيب من يلتزم بأداء فرائض الصلاة ونوافلها بشكل منتظم وصحيح.
    الصلاة وتقوية العظام
    تمر العظام في جسم الإنسان بمرحلتين متعاقبتين باستمرار، مرحلة البناء تليها مرحلة الهدم ثم البناء وهكذا باستمرار، فإذا ما كان الإنسان في طور النمو والشباب يكون البناء أكثر فتزداد العظام طولا وقوة، وبعد مرحلة النضوج ومع تقدم العمر يتفوق الهدم وتأخذ كمية العظام في التناقص، وتصبح أكثر قابلية للكسر، كما يتقوس العمود الفقري بسبب انهيارات الفقرات ونقص طولها ومتانتها.
    ويرجع نشاط العظام وقوتها بشكل عام إلى قوى الضغط والجذب التي تمارسها العضلات وأوتارها أثناء انقباضها وانبسا طها، حيث إن هذه العضلات والأوتار ملتصقة وملتحمة بالعظام.
    وقد ثبت مؤخرا أنه يوجد داخل العظم تيار كهربي ذو قطبين مختلفين يؤثر في توزيع وظائف خلايا العظم حسب اختصاصها، خلايا بناء أو خلايا هدم، كما يحدد بشكـل كبير أوجه نشاط هذه الخلايا، وأثبتت التجارب أن في حالة الخمول والراحة يقل هذا التيار الكهربي مما يفقد العظام موادها المكونة لها فتصبح رقيقة ضعيفة، وحتى في السفر إلى الفضاء أثبتت التجارب أنه في الغياب التام للجاذبية تضعف العضلات وترق العظام نتيجة عدم مقاومتها لعبء الجاذبية الأرضية.
    من هذا نستنتج أن الراحة التامة تصيب العظام بضمور عام، ذلك أن فقدان الحركة يؤدي إلى نشاط الخلايا الهدامة وضعف في خلايا البناء، مما يؤدي إلى نقص المادة العظمية.
    وهنا يأتي سؤال: هل يمكن أن تمر بالمسلم أيام فيها راحة متصلة وخمول طويل لجسمه ؟ وهل يمكن أن يتوقف ذلك التيار الكهربي المجدد لنشاط العظام في جسده ؟
    إن أداء سبع عشرة ركعة يوميا هي فرائض الصلاة، وعدد أكثر من هذا هي النوافل لا يمكن إلا أن يجعل الإنسان ملتزما بأداء حركي جسمي لا يقل زمنه عن ساعتين يوميا، وهكذا وطيلة حياة المسلم لأنه لا يترك الصلاة أبدا فإنها تكون سببا في تقويـة عظامه وجعلها متينة سليمة، وهذا يفسر ما نلاحظه في المجتمعات المحافظة على الصلاة - كما في الريف المصري مثلا - من انعدام التقوس الظهري تقريبا والذي يحدث مع تقدم العمر ، كما يفسر أيضا تميز أهل الإسلام الملتزمين بتعاليم دينهم صحيـا وبدنيا بشكل عام، وفي الفتوحات الإسلامية على مدار التاريخ والبطولات النادرة والقوة البدنية التي امتاز بها فرسان الإسلام ما يغني عن الحديث، ولن يعرف غير المسلم قيمة الصلاة إلا حيـن يصلي ويقف بين يدي الله خاشعا متواضعا يعترف له بالوحدانية ويعرف له فضله وعظمته، فتسري في قلبه وأوصاله طاقة نورانية تدفع العبد دائما للأمام على صراط الله المستقيم [ الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين]
    الصلاة كعلاج نفسي
    تساعد الصلاة الخاشعة على تهدئة النفس وإزالة التوتر لأسباب كثيرة، أهمها شعور الإنسان بضآلته وبالتالي ضآلة كل مشكلاته أمام قدرة وعظمة الخالق المدبر لهذا الكون الفسيح، فيخرج المسلم من صلاته وقد ألقى كل ما في جعبته من مشكلات وهموم، وترك علاجها وتصريفها إلى الرب الرحيم، وكذلك تؤدي الصلاة إلى إزالة التوتر بسبب عملية تغيير الحركة المستمر فيها، ومن المعلوم أن هذا التغيير الحركي يحدث استرخاء فسيولوجيا هاما في الجسم، وقد أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم أي مسلم تنتابه حالة من الغضب، كما ثبت علميا أن للصلاة تأثيرا مباشرا على الجهاز العصبي، إذ أنها تهدئ من ثورته وتحافظ على اتزانه، كما تعتبر علاجا ناجعا للأرق الناتج عن الاضطراب العصبي.
    ويقول الدكتور " توماس هايسلوب " : "إ ن من أهم مقومات النوم التي عرفتها في خلال سنين طويلة من الخبرة والبحث الصلاة، وأنا ألقي هذا القول بوصفي طبيبا، فإن الصلاة هي أهم وسيلة عرفها الإنسان تبث الطمأنينة في نفسه والهدوء في أعصابه."
    أما الدكتور " إليكسيس كارليل" الحائز على جائزة نوبل في الطب فيقول عن الصلاة: " إنها تحدث نشاطا عجيبا في أجهزة الجسم وأعضائه ، بل هي أعظم مولد للنشاط عرف إلى يومنا هذا، وقد رأيت كثيرا من المرضى الذين أخفقت العقاقير في علاجهم كيف تدخلت الصلاة فأبرأتهم تماما من عللهم، إن الصلاة كمعدن الراديوم مصدر للإشعاع ومولد ذاتي للنشاط، ولقد شاهدت تأثير الصلاة في مداواة أمراض مختلفة مثل التدرن البريتوني والتهاب العظام والجروح المتقيحة والسرطان وغيره "
    أيضا يعمل ترتيل القرآن الكريم في الصلاة حسب قواعد التجويد على تنظيم التنفس خلال تعاقب الشهيق والزفير، وهذا يؤدي بدوره إلى تخفيف التوتر بدرجة كبيرة، كما أن حركة عضلات الفم المصاحبة للترتيل تقلل من الشعور بالإرهاق وتكسب العقل نشاطا وحيوية كما ثبت في بعض الأبحاث الطبية الحديثة.
    وللسجود دور عميق في إزالة القلق من نفس المسلم، حيث يشعر فيه بفيض من السكينة يغمره وطوفان من نور اليقين والتوحيد. وكثير من الناس في اليابان يخرون ساجدين بمجرد شعورهم بالإرهاق أو الضيق والاكتئاب دون أن يعرفوا أن هذا الفعل ركـن من أركان صلاة المسلمين.
    *
    تحكي لنا السيدة الفلبينية "جميلة لاما" قصتها مع الصلاة:
    " لـم أكن أعرف لحياتي معنى ولا هدفا، سؤال ظل يطاردني ويصيبني بالرعب كل حيـن: لماذا أحيا ؟ وما آخر هذه الرواية الهزلية ؟ كان كل شيء من حولي يوحي بالسخف واللا معقول، فقد نشأت في أسرة كاثوليكية تعهدتني بتعليمي هذا المذهب بصرامة بالغة، وكانوا يحلمون أن أكون إحدى العاملات في مجال التبشير بهذا المذهب على مستوى العالم، وكنت في داخلي على يقين أن هذا أبدا لن يحدث.
    " كنت أستيقظ كل يوم عند الفجر، شئ ما يحدثني أن أصلي كي أخرج من الضيق الشديد والاكتئاب الذي كان يلازمني في هذا الوقت ، وكان ذلك يحدث أيضا عند الغروب، وفعلا أخذت أصلي على الطريقة النصرانية، فهي الطريقة الوحيدة التي أعرفها، إلا أن إحساسي بالفراغ الروحي ظل يطاردني ويسيطر علي رغم صلواتي المتتابعة "
    " كنت متعطشة لشيء آخر لم تكن لدي أي صورة واضحة عنه، كانت الدموع تنهمر من عيني كثيرا، وكنت أدعو الله أن يمنحني النور والبصيرة والصبر، وازددت هما وقلقا، وراح الفراغ يطاردني والحيرة تتملك حياتي بما فاض تماما عن قدرتي على الاستيعاب "
    وتكمل جميلة: " وفي أحد الأيام ومع ازدياد حالة التوتر أحسست برغبة قوية تدفعني للبحث عن مكان للصلاة لا صور فيه، وبحثت عن ذلك المكان طويلا حتى وجدته أخيرا، مسجد صغير جميل في أطراف بلدتنا بين المروج الخضراء في وسط حقول الأرز، لأول وهلة عندما وضعت قدمي على أعتابه دق قلبي بعنف وانشرح صدري وأيقنت أنه المكان الذي حدثتني نفسي طويلا للبحث عنه "
    وتكمل جميلة قصتها: " وعلمتني إحدى المسلمات كيف أتوضأ وكيف أصلي لله الواحد القهار، وشاركت المسلمين الصلاة لأول مرة في حياتي، وعندما بدأت الصلاة غمرتني السكينة ولفتني الطمأنينة كما لم يحدث لي من قبل، وعندما سجدت لله مع جموع المصلين فاضت روحي بسعادة لا حدود لها، لقد شعرت أني سأطير فرحا بعثوري على هذه الصلاة"
    وفي النهاية تقول جميلة:
    " الصلاة، هي تماما ما كنت أتعطش له، لقد أصبحت صديقتي المحببة، ورفيقتي الدائمة التي أتخلص معها من كل ضيق ومن أية معاناة، لقد ودعت الاكتئاب إلى الأبد فلم يعد له أي معنى في حياتي بعد أن هداني الله جل وعلا للإسلام وأكرمني بحب الصلاة، ولا أجد ما أقول تعليقا على هذا سوى: الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله"
    فوائد طبية أخرى
    ومن فوائد الصلاة أنها تقوي عضلات البطن لأنها تمنع تراكم الدهون التي تؤدي إلى البدانة و الترهل، فتمنع تشوهات الجسم وتزيد من رشاقته. والصلاة بحركاتها المتعددة تزيد من حركة الأمعاء فتقلل من حالات الإمساك وتقي منه، وتقوي كذلك من إفراز المرارة.
    وضع الركوع والسجود وما يحدث فيه من ضغط على أطراف أصابع القدمين يؤدي إلى تقليل الضغط على الدماغ، وذلك كأثر تدليك أصابع الأقدام تماما، مما يشعر بالاسترخاء والهدوء. والسجود الطويل يؤدي إلى عودة ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية في الجسم كله، ويعمل على تدفق الدم إلى كل أجهزة الجسم.
    من بريدي
                  

01-18-2017, 02:27 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    *¤®§( بسم الله الرحمن الرحيم )§®¤*~ˆ°
    للرجال فقط...
    كيف تكون ناجحا في بيتك
    إدارة الأزمات المنزلية!
    العلاقات الزوجية علاقات حساسة ومركبة، وأحيانًا … وفي ظل إيقاع الحياة السريع، ومع تزايد الضغوط والحركة الدائبة للزوج والزوجة في داخل الأسرة لرعاية الأطفال وتوفير متطلباتهم، وفي خارج الأسرة لتدبير احتياجات المعيشة أو تحقيق طموح وظيفي أو علمي أو اجتماعي/ تطوعي: تتداخل الدوائر وتزيد التوترات التي تنذر بأزمة حادة قد تنفجر في أي لحظة ولأسباب غاية في البساطة.
    الزوج حياته مشحونة بالعمل والخلافات مع زملائه ومضايقات رؤسائه، يعود متأخرًا ويريد الراحة، ليجد زوجة مكدودة بعد يوم عمل شاق تقف في المطبخ بعد عودتها من وظيفتها، وتنادي على الأطفال أن يجلسوا لأداء واجباتهم المنزلية، وتطلب العون منه فيطلب منها كوبًا من الشاي ويجلس أمام التلفاز ينتظر العشاء المبكر (أو الغذاء المتأخر)، فإذا طلبت منه الزوجة أن يساعد انفجر قائلاً: أنا مرهق وعائد إلى المنزل لأنعم بالراحة والهدوء.
    فترد عليه في حدة: وأنا أيضًا أعمل وأطبخ وأكنس وأتابع مدرسة الأولاد.. هذا كثير..
    فيرد بعصبية: ألم أقل لك ألا تعملي.. اجلسي في البيت..
    فتصرخ: حقًا؟! ولماذا لا تساعدني أنت؟…
    ويستمر الجدل الحاد ويعلو الصوت.. وقد تكبر المشكلة.. وتكبر..
    نقطة البداية.. وكيف نتلافى هذا الصدام؟

    يجب أن يعرف كل طرف خريطة نفسه أولاً، ثم الخريطة النفسية للطرف الأخر.. وأن يوازن ويوفق بين الخريطتين، وأولى الخطوات هي الوعي.. والإدراك لكيفية تفريغ التوتر والتعامل مع الضغوط حتى لا تنفجر في أقرب الناس إلينا.. شريك الحياة وثمرة الصحبة.. أطفالنا.
    * رجل ناجح… وأب وزوج هادئ
    إن هدف العلاقات الاجتماعية في العمل وفي المنزل هو النجاح وليس الفوز.. فرؤية العلاقات والتفاعلات باعتبارها صراعاً دائماً هي رؤية غير إسلامية، والميزان هو كيف نوفق بين متعارضات ونضع أولويات وندرك متى نأخذ موقفاً حاسماً ومتى نخفض الجناح ونعفو.. وكيف!
    في هذا العدد نخاطب الزوج لأنه "قوّام" ولأن عليه مسئولية عظيمة في إدارة دفة الأسرة.. وإليك أخي الزوج تلك الاقتراحات:
    * في العمل:
    خمس نصائح نقدمها لك في علاقات العمل ومع الزملاء: 1 - أحسن الإنصات واستمع للآخرين: فالشورى مبدأ إسلامي.. ولكل إنسان وجهة نظر مفيدة، فلا تقاطع أحدًا ولا تهمل ما يقول، وأقبل على الآخرين وأظهر الاحترام لهم، حتى لو كانت لديك سلطة أعلى أو كان من حقك تجاهل ملاحظاتهم.. الإنصات لا يعني بالضرورة القبول لوجهة النظر الأخرى؛ لكنك تكسب به القلوب وتؤلف الأرواح.
    2 - لا تترك الأمور تستنفرك وتخرجك عن وعيك: لكل مشكلة حل، وطول النفس مهم عند تدريب زملاء جدد أو تأسيس نظام جديد للعلاقات والاختصاصات.
    3 - كن الحَكم والصديق للجميع: لا تدع أحداً يدخلك دائرة الشللية، أو تسمح بأن يتم تصنيفك داخل مجموعة، وحاول اكتساب ود الجميع.
    4 - قل خيرًا أو اصمت: لا تتورط في أقوال رد الفعل العشوائية؛ لأن مناخ العمل الكلمات فيه محسوبة، وستجد من يأخذ عليك كلمة غير مناسبة، فتعلَّم متى تصمت، وخذ الوقت الكافي في الاستجابة للمثيرات التي حولك.
    5 - علاقات العمل لا تنفي اللمسات اللطيفة: فهدية لزميل عند قدوم مولود جديد له، أو باقة ورد لزميلة عائدة من الحج، أو رسالة رقيقة لمريض غاب عن العمل، كلها لمسات تدعم أواصر الود وتسهل إدارة مناخ العمل، لأن الناس في النهاية بشر.. ليسوا ملائكة.. ولا شياطين..
    * في المنزل:
    خمس نصائح ذهبية: 1 - ابتسامة.. عند العودة مرهقًا من العمل لا تحرم زوجتك من ابتسامة (أو نصف ابتسامه يا أخي!)…
    2 - مساعدة.. مجرد عرض المساعدة يكون أحيانًا كافياً.. لإظهار الرحمة بالزوجة.. و90% من الزوجات يشفقن على الزوج العائد من يوم عمل مرهق (حتى لو كانت الزوجة تعمل)، و"شكرًا يا حبيبي.. حفظك الله.. قم أنت بتغيير ثيابك إلى حين الانتهاء من الطعام" هو رد فعل شائع.. فلا تبخل حتى بالعرض.. وتذكّر أن الرسول كان في "مهنة أهله".. يساعد ويشارك معهن.
    3 - وأحسن اختيار الوقت لمناقشة أمور حياتك مع زوجتك.. ففي زحمة متابعة الأولاد للمذاكرة والانتهاء من غسل الصحون لا يكون الوقت مناسباً، فادع زوجتك بعد يوم مرهق للجلوس معك في الشرفة أو غرفة الجلوس بعد نوم الأطفال ولو لمدة 5 دقائق.. وافتح الموضوع الذي تراه هامًا في هذا اليوم.. واحرص على الهدوء ولا ترفع صوتك، فالرجولة موقف.. ومسئولية، وليست سلطة بطش..
    4 - إذا كنت تجيد الإنصات للزملاء فالأولى أن تنصت لزوجتك: فاسمع وجهة نظرها وأظهر احترامك لها، واطلب مهلة للتفكير، فلا داعي للمبادرة بحسم كل الأمور في جلسة واحدة.. وإظهار مخالفتك لها وهي في جوارك ويدك في يدها أفضل مائة مرة من تسفيه رأيها (باعتبار أن كل النساء من السفهاء!!)، وتذكر أن رسول الله كان يشاور زوجاته ويحترم آراءهن.
    5 - عندما يأتي المساء.. المودة والرحمة هي البلسم والشفاء.. فلا تنس أدب الرسول مع زوجاته.. وتذكر دائمًا أن أخلاقه في بيته هي سنة فعلية واجبة..
    عرفت؟ فالزم!

    منقول
                  

01-18-2017, 02:31 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبرهيم وعلى آل إبرهيم وسلم تسليماً كثيراً ..

    اللهم صل على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها ، وعافية الأبدان وشفائها ، ونور الأبصار وضيائها وقوت الأرواح وغذائها وعلى آله وصحبه وسلم ، في كل لمحة ونفس وعدد ما وسعه علم الله .

    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا يا رب العالمين ، في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله .

    اللهم صل على سيدنا محمد الرحمة المهداة ، وعلى آله وصحبه وسلم في كل لمحة ونفس وعدد ما وسعه علم الله .

    اللهم صل على سيدنا محمد سيد الوجود وعلى آله وصحبه وسلم ، في كل لمحة ونفس وعدد ما وسعه علم الله .

    اللهم صل على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وحبيب رب العالمين ، وعلى آله وصحبه وسلم في كل لمحة ونفس وعدد ما وسعه علم الله .

    اللهم صل على سيدنا محمد الحبيب المحبوب ، شافي العلل ومفرّج الكروب ، وعلى آله وصحبه وسلم .

    اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي ، الحبيب العالي القدر العظيم الجاه ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

    اللهم صل على سيدنا محمد الحبيب البشير الشفيع النذير ، الذي أخبر عن ربه بأن له في كل نفسٍ مائة ألف فرجٍ قريب ، وسلم تسليماً كثيراً .

    اللهم صل على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون ، وعلى آله وصحبه وسلم في كل لمحة ونفس وعدد ما وسعه علم الله .

    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تملأ خزائن الله نوراً ، وتكون لنا فرجاً وفرحاً وسروراً.

    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة تكون لك رضاءً ولحقه أداءً وأعطه الوسيلة والمقام المحمود الذي وعدته ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قالها وجبت له شفعتي "..

    اللهم صل على روح سيدنا محمد في الأرواح وعلى جسده في الأجساد وعلى قبره في القبور وعلى موقفه فى المواقف وعلى مشهده فى المشاهد ..

    اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل على سيدنا محمد في الآخرين وصل على سيدنا محمد في المرسلين وصل على سيدنا محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين ..

    اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك ..

    اللهم صل على سيدنا محمد ما اتصلت العيون بالنظر وتزخرفت الأرضون بالمطر وحج حاج واعتمر ولبَّى ونحر وطاف بالبيت العتيق وقبَّل الحجر ..

    اللهم صل على سيدنا محمد عدد من صلى عليه ، وصل عليه عدد من لم يصل عليه ، وصل عليه كما أمرتنا بالصلاة عليه ، وصل عليه كما يحب أن يصلى عليه.

    اللهم صل على محمد و على آل محمد حتى لا يبقى من الصلاة شىء وارحم محمداً و آل محمد حتى لا يبقى من الرحمة شىء وبارك على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من البركة شىء وسلم على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من السلام شىء ..

    اللهم صل على سيدنا محمد عدد ما أمطرت السماء منذ بنيتها وصل على محمد عدد ما أنبتت الأرض منذ دحوتها وصل على محمد عدد النجوم فى السماء فإنك أحصيتها وصل على محمد عدد ما تنفست الأرواح منذ خلقتها وصل على محمد عدد ما خلقت وما تخلق وما أحاط به علمك و أضعاف ذلك ..

    اللهم صل عليهم صلاةً دائمةً مستمرة الدوام على مر الليالى والأيام متصلة الدوام لا انقضاء لها ولا انصرام على مر الليالى و الأيام عدد كل وابلٍ وطلٍ ..

    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الذى نوره من نور الأنوار و أشرق بشعاع سره الأسرار ..

    اللهم صل على محمد وعلى آله بحر أنوارك ومعدن أسرارك ولسان حجتك وعروس مملكتك وإمام حضرتك ، وطراز مُلكِك ، وخزائن رحمتك ، وطريق شريعتك ، المتلذذ بمشاهدتك ، إنسان عين الوجود والسبب في كل موجود ، عين أعيان خلقك المتقدم من نور ضيائك ، وخاتم أنبيائك صلاة تدوم بدوامك وتبقى ببقائك صلاة تحل بها عقدتي ، وتفرج بها كربتي ، صلاة ترضيك وترضه وترضى بها عنا يا أرحم الراحمين ، عدد ما أحاط بع علمك وأحصاه كتابك وجرى به قلمك وعدد الأمطار والأشجار وملائكة البحار ، وجميع ماخلق مولانا من أول الزمان إلى آخره والحمد لله وحده ..

    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى سيدنا محمد عدد ما أحاط به علمك وجرى به قلمك وسبقت به مشيئتك وصلت عليه ملائكتك صلاة دائمة بدوامك باقية بفضلك وإحسانك إلى أبدِ الأبدِ أبداً لا نهاية لأبديته ولا فناء لديموميته ..

    اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد عدد ما أحاط به علمك و أحصاه كتابك وشهدت به ملائكتك وارض عن أصحابه وارحم أمته إنك حميد مجيد ..

    اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد قطر الأمطار ، وصل عليه عدد أوراق الأشجار ، وصل عليه عدد دواب القفار ، وصل عليه عدد دواب البحار ، وصل عليه عدد مياه البحار ..

    اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد ما أظلم عليه الليل وأضاء عليه النهار ، وصل عليه بالغدو والآصال ، وصل عدد الرمال ، وصل عليه عدد النساء والرجال ..

    اللهم صل على سيدنا محمد على قدر حبك فيه وزدني يامولاي حباً فيه وبجاهه عندك فرج عني ما أنا فيه ، إلهي لا أسألك رد القضاء بل أسألك اللطف فيه وعلى آله وصحبه وسلم ..

    اللهم صل على سيدنا محمد الذى ملأت قلبه من جلالك وعينه من جمالك فأصبح فرحاً مؤيداً منصوراً وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً ..

    اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد ما أظلم عليه الليل وأضاء عليه النهار ..

    اللهم صل على محمد عدد حلمك ، وصل على محمد عدد علمك ، وصل على محمد عدد كلماتك ، وصل على محمد عدد نعمتك ، وصل على محمد ملء سمواتك ، وصل على محمد ملء أرضك ، وصل على محمد ملء عرشك ، وصل على محمد عدد ماجرى به القلم فى أم الكتاب ، وصل على محمد عدد ماخلقت فى سبع سمواتك ، وصل على محمد عدد ما أنت خالقه فيهن إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة.

    اللهم صل على محمد عدد كل قطرة قطرت من سمواتك إلى أرضك من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم صل على محمد عدد من يسبحك ويهللك ويكبرك ويعظمك من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم صل على محمد عدد أنفاسهم والفاظهم، و صل على محمد عدد كل نسمة خلقتها فيهم من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم صل على محمد عدد السحاب الجارية وصل على محمد عدد الرياح الذارية من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم صل على محمد عدد ماهبت عليه الرياح وحركته من الأغصان والأشجار والأوراق والثمار وجميع ماخلقت على أرضك وما بين سمواتك من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم صل على محمد عدد نجوم السماء من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم صل على محمد ملء أرضك مما حملت وأقلت من قدرتك ..

    اللهم صل على محمد عدد ماخلقت فى سبع بحارك مما يعلم علمه إلا أنت وما أنت خالقه فيها إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم صل على محمد عدد ملء سبع بحارك ، وصل على محمد زنة سبع بحارك مما حملت وأقلت من قدرتك ..

    اللهم وصل على محمد عدد أمواج بحارك من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم وصل على محمد عدد الرمل والحصى فى مستقر الأرضين شرقها وغربها وسهلها وجبالها من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة .

    اللهم وصل على محمد عدد إضطراب المياه العذبة والملحة من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم وصل على محمد عدد ماخلقته على جديد أرضك فى مستقر الأرضين شرقها وغربها سهلهل وجبالها وأوديتها وطريقها وعامرها وغامرها إلى سائر ما خلقته عليها وما فيها من حصاة ومدر وحجر من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة.

    اللهم صل على محمد النبى عدد نبات الأرض من قبلتها شرقها وغربها وسهلها وجبالها وأوديتها وأشجارها وثمارها وأوراقها وزروعها وجميع مايخرج من نباتها وبركاتها من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم وصل على محمد عدد ماخلقت من الجن والإنس والشياطين وما أنت خالقه منهم إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم وصل على محمد عدد كل شعرة فى أبدانهم وفى وجوههم وعلى رؤسهم منذ خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم وصل على محمد عدد خفقان الطير وطيران الجن والشياطين من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة فى كل يوم ألف مرة ..

    اللهم صل على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات ، وتقضي بها جميع الحاجات ، وتطهرنا بها من جميع السيئات ، وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات ، وتبلغنا بها أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ..

    اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضي به الحوائج ، وتنال به الرغائب وحسن الخواتم ويستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك .

    اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق ، والخاتم لما سبق ، ناصر الحق بالحق ، والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله وصحبه حق قدره ومقداره العظيم في كل لمحة ونفس عدد ماوسعه علم الله .

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ، صلاة عبد قلت حيلته ، ورسول الله وسيلته وأنت لها يا إلهي ولكل كرب عظيم ، ففرج عنا مانحن فيه بسر أسرار بسم الله الرحمن الرحيم ..

    اللهم صل على نور الأنور وسر الأسرار ، وترياق الأغيار ، ومفتاح باب اليسار سيدنا محمد المختار وآله الأطهار وأصحابه الأخيار ، عدد نعم الله وأفضاله آمين ..

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صلاة تحل بها عقدتي ، وتفرج بها كربتي ، وتنقذني بها عثرتي ، وتقضي بها حاجتي .

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله صلاة وسلام أهل السماوات والأرضين عليه ، وأجر يا مولانا لطفك الخفي في أمري ، وأرني سرَّ جميل صُنعك فيما آمله ، يا الله ياسميع يارب العالمين .

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صلاة تهب لنا بها أكمل المراد وفوق المراد ، في دار الدنيا ودار المعاد ، وعلى آله وصحبه وبارك وسلم عدد ماعلمت وزنة ماعلمت وملء ما علمت ..

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله القائم بحقوق الله ماضاقت إلا فرجها الله ..

    اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله صلاة تكون لنا طريقاً لقربه ، وتأكيداً لحبه ، وباباً لجمعنا عليه ، وهدية مقبولة بين يديه ، وسلم وبارك كذلك أبداً ، وارض عن آله وصحبه السعدا ، واكسنا حُلل الرضا ، والطف بنا بلطفك في القضا


    فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.

    قال الله تعالى في سورة الاحزاب (آية 56): "ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"

    انطلاقا من قول الرسول الكريم: خير العمل ادومه وان قل. ولما رأيت من حالي ومن حال البعض من اضاعة الاوقات وعدم الاستفادة منها ورغبة في تربية النفوس على الطاعة والعبادة والاخذ بها رايت ان ارسل لكم هذه الكلمات التي وفقني الله تعالى لجمعها لتكون مفتاحا للتذكير باستغلال الاوقات، فخصصوا يرحمكم الله عشر دقائق من اوقاتكم لتكسبوا فيها الاجر ان شاء الله فكم نضيع من اوقات في ايامنا بدون فائدة والله المستعان وان اصبت فهو من توفيق الله تعالى وان اخطأت فمن نفسي فله الحمد والمنة، غفر الله لي ولكم ولآبائنا وذوي ارحامنا وللمسلمين والمسلمات جميعا، آمين

    ان الصلاة على النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبة وسلم هي من ذكر الله تعالى والصلاة عليه من الله هي رحمة ومن الملائكة استغفار ومن عباد الله دعاء.وانظروا يرحمكم الله ما يحدث اذا صليت على الحبيب المصطفى مرة واحدة فقط:

    تكون في معية الله وتشترك معه ومع الملائكة البررة في الصلاة على اشرف الخلق فمن منا لا يرغب بالقرب من الله تعالى والاشتراك معه في امر ينفعه في الدنيا والاخرة؟
    تحل عليك شفاعة النبي الكريم فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فانها منزلة في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون انا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة. رواه مسلم
    تكتب من الشاكرين فالصلاة على النبي الكريم فيها من الاجر العظيم والفوائد الكثيرة وكما قال ابن القيم رحمه الله: ان الصلاة عليه اداء لأقل القليل من حقه وشكر له على ما انعم الله تعالى بها علينا مع ان الذي يستحقه من ذلك لا يحصى علما ولا قدرة ولا ارادة ولكن الله سبحانه لكرمه يرضى من عباده باليسير مع شكره واداء حقه.
    تكون مع الذاكرين لان الصلاة على النبي المصطفى بأبي هو وامي من الذكر لله تعالى
    تصنف عند الله تعالى من المؤمنين ( فالخطاب في سورة الاحزاب للمؤمنين بقوله يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فاذا لبيت نداء الله تعالى تكون من المؤمنين الذين وجّه الله تعالى لهم الخطاب من المؤمنين.
    ضمنت الجنة. ففي حديث شريف : من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا ومن صلى الله عليه أدخله الجنة. وصلاة الله على العبد رحمته وتضعيف أجره كما قال الامام النووي.
    يحيي الله تعالى رسوله فيرد عليك السلام وكأنه حيٌ يخاطبك وتخاطبه.فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من احد يسلمّ علي الا رد الله علي روحي حتى ارد عليه السلام.
    تحل لك شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة بدليل الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اولى الناس بي يوم القيامة اكثرهم علي صلاة.
    صلاتك على الحبيب المصطفى تستدعي بها ملك موكل من الله عز وجل بان يوصل صلاتك وسلامك لخير البرية في قبره.
    يزول همك وتكفى غمك
    لا تكون من البخلاء فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي
    تضمن استجابة الله لدعائك. فاذا دعوت الله تعالى ثم صليت على النبي الكريم وبما ان هذا الصلاة مستجابة ومتقبلة من الله تعالى فانه سبحانه حيي كريم لا يرد دعوة السائل فيستجيب له محبة برسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه جميعا.وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ان الدعاء موقوف بين السماء والارض لا يصعد منه شيئ حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم.
    وقد علّمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليه فقال: قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد"

    اللهم اسالك ان تعلمنا ما ينفعنا وتنفعنا بما علمتنا. فاغتنموا رحمكم الله دقائق قليلة في اليوم لتصلوا بها على الرسول الكريم فتغنموا كل ما سبق ان شاء الله تعالى. اللهم اجعلنا من الذاكرين واحل علينا شفاعة نبينا الكريم واسقنا من حوضه شربة ماء لا نظمأ بعدها ابدا اللهم آمين.وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير البرية اشرف الخلق سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين.


    --------------------------------------------------------------------------------

    فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    امتثال أمر الله سبحانه وتعالى

    موافقته سبحانه في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، وإن اختلفت الصلاتان فصلاتنا عليه دعاء وسؤال ، وصلاة الله تعالى عليه ثناء وتشريف

    موافقة الملائكه فيها

    حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة واحدة

    أنه يرفع له عشر درجات

    أنه يكتب له عشر حسنات

    أنه يمحي عنه عشر سيئات

    أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه ، فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب العالمين وكان موقوفا بين السماء والأرض قبلها

    أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤال الوسيلة أو أفردها

    أنها سبب لغفران الذنوب كما تقدم

    أنها سبب لكفاية الله العبد ما أهمه

    أنها سبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة

    أنها تقوم مقام الصدقة لذي العسرة

    أنها سبب لقضاء الحوائج

    أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة ملائكته عليه

    أنها زكاة للمصلي وطهارة له

    أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته ، ذكره الحافظ أبو موسى في كتابه ، وذكر فيه حديثا

    أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة ، ذكره أبو موسى وذكر فيه حديثا

    أنها سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم على المصلي والمسلم عليه

    أنها سبب لتذكر العبد مانسيه

    أنها سبب لطيب المجلس ، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة

    أنها سبب لنفي الفقر

    أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم

    نجاته من الدعاء عليه برغم الأنف إذا تركها عند ذكره صلى الله عليه وسلم

    أنها ترمي صاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها

    أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يذكر في الله ورسوله ويحمد ويثنى عليه فيه وبصلى على رسوله صلى الله عليه وسلم

    أنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدأ بحمد الله والصلاة على رسوله

    أنها سبب لوفور نور العبد على الصراط

    أنه يخرج بها العبد عن الجفاء

    أنها سبب لإبقاء الله سبحانه الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض

    أنها سبب لكثرة الأزواج في الجنة

    أنها نور وتنصر على الأعداء وتطهر القلب من النفاق والصدأ

    أنها توجب محبة الناس ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

    أن الله عز وجل وكل ملكا يقول لمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم وأنت صلى الله عليك

    أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره و أهله

    أنها سبب لنيل رحمة الله له ، لأن الرحمة أحد معاني الصلاة كما ذكره طائفه من العلماء

    أنها سبب لدوام محبته للرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث أن دوام الذكر سبب لدوام المحبة

    أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه

    أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه صلى الله عليه وسلم

    أنها سبب لثبوت القدم عند الصراط ، والجواز عليه

    أنها اداء لأقل القليل من حقه وشكر له على نعمته التي أنعم الله بها علينا

    أنها متضمنه لذكر الله وشكره

    تمنع العطش يوم القيامة

    تمنع من النفاق

    الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم

    أخرج الترمذي عن أبيّ بن كعب رضي الله تعالى عنه قال: قلت: يارسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال:"ماشئت" ، قلت الربع ؟ قال: " ماشئت، فإن زدت فهو خير لك"، قلت: النصف ؟ قال: " ماشئت، فإن زدت فهو خير لك"، قلت: فالثلثين؟ قال: " ماشئت فإن زدت فهو خير لك" قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: " إذا تُكفى همك ويُكفَّر لك ذنبك

    الحمد لله رب العالمين.. خلق اللوح والقلم.. وخلق الخلق من عدم.. ودبر الأرزاق والآجال بالمقادير وحكم.. وجمل الليل بالنجوم في الظُلَمّ.

    الحمد لله رب العالمين.. الذي علا فقهر.. ومَلَكَ فقدر.. وعفا فغفر.. وعلِمَ وستر.. وهزَمَ ونصر.. وخلق ونشر.

    الحمد لله رب العالمين.. صاحب العظمة والكبرياء.. يعلم ما في البطن والأحشاء.. فرق بين العروق والأمعاء.. أجرى فيهما الطعام والماء.. فسبحانك يا رب الأرض والسماء.

    الحمد لله رب العالمين.. يُحب من دعاه خفيا.. ويُجيب من ناداه نجيا.. ويزيدُ من كان منه حيِيا.. ويكرم من كان له وفيا.. ويهدى من كان صادق الوعد رضيا.

    الحمد لله رب العالمين.. الذي أحصى كل شيء عددًا.. وجعل لكل شيء أمدا.. ولا يُشرك في حُكمهِ أحدا.. وخلق الجِن وجعلهم طرائِق قِددا.

    الحمد لله رب العالمين.. الذي جعل لكل شيء قدرا.. وجعل لكل قدرِ أجلا.. وجعل لكل أجلِ كتابا.

    الحمد لله رب العالمين.. حمدًا لشُكرهِ أداءا.. ولحقهِ قضاءا.. ولِحُبهِ رجاءا.. ولفضلهِ نماءا.. ولثوابهِ عطاءا.

    الحمد لله رب العالمين.. الذي سبحت له الشمس والنجوم الشهاب.. وناجاه الشجر والوحش والدواب.. والطير فى أوكارها كلُ ُ له أواب.. فسبحانك يا من إليه المرجع والمآب.

    سبحانك يا رب.. أنت رب الناس والفلق.. وخلقت آدم بلا دمٍ أو علق.. وأنحيت نوحاً من الطوفان والغرق.. وحفظت إبراهيم من النار والحَرَق.. وجعلت البحر لموسى بالعصي ينفلق.. وجَملت مُحمدًا فى الخَلقِ والخُلُق.. وأظهرت آياتِك فى النفس والأُفق.

    سبحانك يا رب.. يا من بالحُكم مُنفرد.. يا مَن لا صاحبةًَ له ولا ولد.. يا مَن نِعمُهُ ليس لها عدد.. يا مَن آياتهُ كُلهُا رشَد.. يا من رفع السماء بلا عَمد.. وبسط الأرض على ماءٍ جَمد.. وأحصى العبادَ ولم ينس أحد.. يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كُفواً أحد.

    سبحانك يا رب.. لا يُقال لغيرك سُبحان.. وأنت عظيم البرهان.. شديد السلطان.. لا يُعجزكَ إنسُ ولا جان.

    سبحانك يا رب.. اسمُك خير اسم.. وذكرُك شفاءُ للسُقم.. حبُك راحةُ للروح والجسم.. فضلُكَ لا يحصى بعدِّ أو عِلم.

    سبحان من سبحت له السماوات وأملاكُها.. والنجوم وأفلاكُها.. والأرضُ وسُكانُها.. والبِحارُ وحيتانُها.. والجبال والشجر والدواب والرمال.. وكلُ رطبِ ويابس.. وكلُ حيٍ وميت.. تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن.. وإن من شىء إلا يُسبحُ بحمدهِ ولكن لا تفقهون تسبيحهم.. إنه كان حليمًا غفورا.

    سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم.

    سبحان الله والحمد لله.. ولا إله إلا الله.. والله أكبر.. والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

    اللهم صلى على نبينا مُحمد.. خير من صلى وصام.. وخير من سجد وقام.. وقلبه مُطهرُ من اللمم والآثام.. أعطاه ربهُ فصل الخطِاب وجوامع الكلام.

    اللهم صلى على نبينا مُحمد.. صاحب الكتاب الأبقى.. والقلب الأتقى.. والثوب الأنقى.. خير من هلل ولبى.. وأفضل من طاف وسعى.. وأعظم من سبح ربهُ الأعلى.

    اللهم صلى على نبينا مُحمد.. جاع فصبر.. وربط على بطنه الحجر.. ثم أعُطى فشكر.. وجاهد وانتصر.

    اللهم صلى على نبينا مُحمد.. كان القرآن العظيم حُجته.. والصلاة راحته.. والصيام بهجته.. والصيام سعادته.. والصدق حرفته.. والأمانة سرته.. والخُلق العظيم سيرته.

    اللهم صلى على نبينا مُحمد.. فاضت من الذكر دمعُ عينيه.. وفاح عطر التسبيح من شفتيه.. وسبح ربهُ حتى ورم الحصير قدميه.. وسُمع تسبيح الحصى بين كفيه.

    اللهم صلى على نبينا مُحمد.. خير من دعا واستغفر.. وأكرم من تاب وتطهر.. أوذي من قومه فصبر.. ودعا لهم بالهُدى واصطبر.. وفى فتح مكة عفا وغفر.

    اللهم صلى على نبينا مُحمد.. الذى سلم عليه الحجر.. وحنَّ إليه الشجر.. وانشق له القمر.

    اللهم صل على نبينا مُحمد.. خير مولود.. وأحسن موجود.. صاحب الشرع المحمود.. والحوض المورود.. واللواء المعقود.. والذى كشف الهمّ بالسجود.. والشفيع فى اليوم المشهود.

    اللهم صل على نبينا مُحمد.. أزكى نسب.. وأعلى حسب.. وصفوة العرب.

    اللهم صل على نبينا مُحمد.. زينهُ ربُهُ وحلاهَ.. وجعل طاعته طاعة لله.. ومن الخلق اصطفاه واجتباه.. وفى القرآن الكريم ذكرهُ وناداه.. وأمرنا بالتسليم عليه والصلاة.

    اللهم صل وسلم وبارك عليه.. وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

    اللهم صل عليه صلاةً تُرضيه به عنا.. وترضى بها عنا.

    اللهم إنا نسألُك باسمك الأعظم الطاهر المُطهر المبارك المكنون الذي إذا سُئلت به أعطيتنا.. وإذا دُعيت به أجبتنا.. وإذا استُرحمت به رحمتنا.. وإذا استفرجت به فرجت عنا.

    يا برُ يا تواب.. يا رحمن يا رحيم.. يا فرد يا صمد.. يا الله يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

    يا حنان.. يا منان.. يا حي يا قيوم.. يا من له الأسماء الحُسنى.. والصفات العُلى.

    اللهم اهدنا فيمن هديت.. وعافنا فيمن عافيت.. وتولنا فيمن توليت.. وبارك لنا فيما أعطيت.. وقنا واصرف عنا شر ما قضيت.. نستغفرك ونتوب إليك.. ونؤمن بك ونتوكل عليك.. ونثنى عليك الخير كلهُ أنت الغنى ونحن الفقراءُ إليك.

    اللهم لك نصلى ونسجُد.. وإليك نسعى ونحفد.. نرجو رحمتك ونخشى عذابك.. إن عذابك الجدّ بالكفارِ مُلحق.

    يا غفار الذنوب.

    اللهم إنا نستغِرُكَ استغفارا يُطهر النفوس من أوزارها.. ونشهدُ لكَ شهادةً نُحشر تحت ظلالها.. وارزقنا حمداً يملأُ الميزان.. وشكراً يزيدُنا فى الإحسان.. وارزقنا تلاوة القرآن بأصدق منطق وأحسن بيان.. واجعل قلوبنا له أوعية صفية نقية تقية.. واجعل نفوسنا به راضية مرضية.. نسألُك بوجهك الكريم.. نسألك بوجهك الكريم الفردوس الأعلى.. نسألُكَ إيماناً لا يرتد.. ونعيمًا لا ينفد.. وقرة عين لا تنقطع.. ومرافقة نبيك مُحمد (صلى الله عليه وسلم) فى أعلى جِنان الخُلد.. يا مَن يُجير ولا يُجار عليه.. أجرنا من النار.. ومن خزى النار.. ومن كل عمل يقربنا إلى النار.. وأدخلنا الجنة مع الأبرار.. نسألك رضاك والجنة.. ونعوذ بك من سخطك والنار.

    اللهم اجعل القرآن العظيم زادنا وسندنا.. والسُنة المطهرة حبنا ومددنا.. واحفظنا من تفرُق كلمتنا.. واعصمنا من شتات أمرنا.. ولا تجعلنا فِرقًا وشيعا.. ولا تجعلنا فرقا وشيعا نُخالف بعضنا.. واجعل صلاتنا للبلاء واقية.. وللأمراض شافية.. واجعل تلاوتنا للقرآن مُنجية.. ومن النار كافية.. واجعل نفوسنا صافية.. وفى الآخرة راضية.

    يا من لا تضيع عنده الودائع.

    اللهم إنك وضعت فى كل قلبِ ما يشغله.. فأودع فى قلوبنا ما يشغلُنا بك.. وأودع فى أسماعنا ما يطمئنُنا بك.. وأودع فى جوارحنا ما يقربنا منك.. وأودع فى ألسنتنا ما يهدينا إليك.. وأنزع الغِل والشِقاق والنفاق من بيننا.. واجعلنا ورثة لخير سلفِنا.

    يا ربنا.. وخالقنا.. ورازقنا.. اجعلنا ممن يسبح بحمدك فى كل وقت وحين.. وممن يخرون لآياتك سُجداً وباكين.. وممن سمع ندائك فكان من المُجيبين المُنيبين.. وممن أسلم وجهه طوعًا لرب العالمين.. واجعل هذا كلهُ نجاة لنا دُنيا ودين.. برحمتك يا أرحم الراحمين.

    يا خير الرازقين.. ارزقنا إيمانًا لا ريب فيه.. ورزقًا لا جحود فيه.. ونصراً لا كِبر فيه.. وعزاً لا ذُل فيه.. وعِلماً لا ضلال فيه.. وقلبا لا قسوة فيه.. ولسانًا لا لغو فيه.. وبصراً لا خيانة فيه.. ورضوانًا لا سخط فيه.. وحجاً لا رفث فيه.. وصحةً لا سقم فيها.. وعافية لا مُبدل لها.. وبركةً لا نازع لها.. برحمتك يا أكرم الأكرمين.

    نسألك صحة بلا علل.. وإيمانًا بلا خلل.. وعملاً بلا جدل.. ونعوذ بك من غرور الأمل.. والخطأ والزلل.. وضعف البدن.. وضيق السُبل.. ونعوذ بك من الأيام الدول.

    يا واهب النعم.. يا ولى النعم.. هب لنا من صدق أبى بكر.. ومن عدل عُمر.. ومن حياء وعطاء عُثمان.. ومن علم على.. ومن قوة أسامة وخالد.. ومن ثبات حمزه.. ومن فراسة عمرو.. ومن أمانة أبى عُبيدة.. ومن خُلق صحابة النبى (صلى الله عليه وسلم).. ورضي الله عنهم أجمعين.

    يا غفار الذنوب.. اغفر لنا الذنوب التى تُنزل البلاء.. والتى تقطع الرجاء.. والتى تُحبس الدُعاء.. والتى تمنع غيث السماء.. اغفر لنا الذنوب التى تمنع غيث السماء.. والتى تُزيل النِعم.. وتورث الندم.. وتجلب النقم.. برحمتك يا أرحم الراحمين.

    اللهم أنت عُدتنا.. وولى نعمتنا.. وقوتنا فى شدتنا.. وناصرنا فى كربتنا.

    اللهم إنك ربُنا العظيم الحكيم الكريم.. ترى ولا تُرى.. ولك الثناء الأعلى فى الملأ الأعلى.. ولك الأخرة والأولى.. ولك الممات والمحيا.. وإليك المرجع والمُنتهى.. وتعلم السر والنجوى.. نعوذ بكَ أن نذِل ونخزَى.. نسألُك ما يُرضيك عنا.

    اللهم أشرى بالإيمان في قلوبنا.. والإحسان أرواحنا.. وأصلح بهما أسماعنا وأبصارنا.. وأفتح لهما مسامع قلوبنا.. لنسمع نصيحتك.. ونحفظ وصيتك.. وننصر شريعتك.

    اللهم أعنا على دُنيانا بديننا.. وعلى آخرتنا بتقوانا.. وسع لنا الخير.. واصرف عنا الضُر.. فإن عزيمتك لا تُرد.. وقولكَ لا يُكذَب.. ونعيمك لا ينفد.

    اللهم ارزقنا إيمانًا دائما.. اللهم ارزقنا إيمانًا كاملا.. ودينًا قيما.. وخُلقًا كريما.. وفضلاً عظيما.. وارزقنا الرحمة بعبادك.. والرضا بقدرك وقضاءك.. وحُسن التوكل عليك.. وحب أولياءك.. والشدة على أعدائك.. واجعلنا ممن يصون العِرض.. ويحمى الأرض.. ويفى بالعهد.. وينجز الوعد.. ويديم الود.. برحمتك يا ودود.. يا ذا العرش المجيد.. يا عياذ المستعيذين.. ويا غياث المستغيثين.. نعوذ بك من أنكر الأصوات.. وتتبع العورات.. ومن ربا الشُبهات.. ومن الرياء فى الصلوات.. ومن قذف المُحصنات.. والغى والضلالات.. ومن الخبيثين والخبيثات.. ومن فتنة المحيا والممات.. ومن عقوق الآباء والأمُهات.. وسفه الأبناء والبنات.. ونعوذ بك من الأسقام والعاهات.. ومن الحرام والشُبهات.. ونسألك يا مُنزل البركات.. أن تجعلنا ممن تسابقوا فى الخيرات.. وحافظوا على الصلوات.. واتموا الحج والعمرات.

    اللهم ارزقنا الصبر على الطاعات.. والصدق والإخلاص فى الدعوات.. وأعنا على الخير وقضاء الحاجات.. وضاعف لنا الأجر والحسنات.. واجعلنا من الذاكرين لك جميعا والذاكرات.. ولا تحرمنا الخُلة والشفاعات.. واهد البنبن والبنات.. واصلح المسلمين والمسلمات.

    نعوذ بك يا ربنا من السِحر والسموم.. والحُزن والهموم.. ومن طوارق الليل والهموم.. ومن ظِل اليحموم.. نعوذ بك من ظل اليحموم.. ومن الطعن والطاعون.. والزيغ والجنون.. والفقر والديون.. ونعوذ بك من كِبر إبليس.. وحسب قابيل.. ومن غرور عادِ وثمود.. ومن فتنة النمروذ.. ومن علو فرعون.. ومكر هامان.. وبغى قارون.. ومن حيل أصحاب السبت.. وجهل أبى جهل.. وتباب أبى لهب.

    يا رب.. لا تجعل النوم يسرقنا.. والذنب يُغرقنا.. والهم يؤرقنا ..والعدو يطرقنا.

    يا مُجيب السائلين.. نسألُك إخلاص نبيك إبراهيم الذي وفى.. وصدق نبيك إسماعيل الذي بنفسه ضحى.. وعفة نبيك يوسف.. الذي استعصم واستحيا.. وشُكر نبيك سُليمان.. الذي حمد وأفنى.. ونسألُك قوة في الطاعة.. ونسألك قوة في الطاعة والحق مثل هارون وموسى.. ونسألُك طهارة نبيك عيسى.. الذي أبرأ الأبرص والأعمى.. ونسألُك خُلق نبيك مُحمد (صلى الله عليه وسلم).. الذي دنا من سدرة المُنتهى.. واجعلنا يا رب ممن تدبر آياتك.. فكان من أولى النُهى.. وارزقنا سعادة الدنيا.. واجعل الآخرة خير لنا من الأولى.. واجعلنا من أصحاب النعيم.. والدرجات العُلى.. برحمتك يا رب.. يا رب.

    يا من قُلت في كتابك وإني لغفارُ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى.. يا خالق الكون ومدبر القضاء والقدر.. وشققت من الليل الإصباح والفجر.. وخلقت من التراب آدم والبشر.. وشققت لهم في الرحم السمع والبصر.. يا من شرحت بالإسلام القلب والصدر.. يا من حرمت الكفر والسحر والخمر.. يا من ياتى بعد الضيق بالفرج واليسر.. يا رب نسألك علم اليقين وصحة الأيمان.. وكمال العرفان.. والإخلاص في السر والإعلان.. نسألك البركة لمصرنا ولجميع المسلمين فى كل مكان.. ونعوذ بك من شتات الإخوان والأقران.. ومن كل حاسد غليظ القلب واللسان.. ومن أصحاب الغل والطغيان.. ومن الكسل والنسيان.. ومن الشك والجدل والنكران.. ومن معارضة صحيح السنة والقرأن.

    ونسألك نصرا للقدس والعراق والأفغان.. ولكل مكان تحارب فيه امة الإسلام.. ولكل مكان تحارب فيه امة القرآن.. يا ملك الناس.. يا إلة الناس.

    اللهم احفظ خير امة أخرجت للناس ..وأيقظ غافلها من النوم والنعاس.. واحفظ خيرها من الفقر والإفلاس.. واطرد من صفوفها وساوس الخناس.. و لا تسلط عليها منها شديد البأس.. برحمتك يا رب الناس.. يا رب.

    نسألك يا ربنا نشر الحُب بين الراعي والرعية.. ونسألك يا ربنا نصراً وعزاً لا ندم فيه أو دنية.. ونسألك يا ربنا استقامة أصحاب النفس السوية.. ونسألُك الجود والإنفاق بنفس سخية.. ونعوذ بك من قول الزور.. والجور في القضية.. ومن الكبر وحمية الجاهلية.. ومن الدين.. نعوذ بك من الدين.. فذلك شرُ البلية.

    وانصر دين خير البرية.

    يا من إليه المشتكي..

    فاللهم عجل للشمس بالإشراق.. واضرب منهم البنان والأعناق.. حتى تعود إلينا القدس وحائط البُراق.. وانشر الأمن في القدس والعراق.. وبارك لنا في العُمر والأرزاق.

    وارحمنا إذا التفت الساق بالساق.. إليك يا ربنا يوم إذن المساق.

    يا سامع الصوت.. و سابق الفوت.. وكاسي العظام لحمًا بعد الموت.. هون علينا سكرات الموت.. ارحم جميع أمة مُحمد.. برحمتك يا حي يا قيوم.. يا حي يا قيوم.. يا حي يا من لا يموت.. ارحم من يموت.

    اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين.. وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه.. ارحمنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.. ارحمنا يوم لا ينفع مالُ ولا بنون.. ارحمنا يوم يقوم الأشهاد.. يوم البطشة الكبرى.. يوم الفصل.. يوم لا يُغنى مولاً عن مولاً شيئا.. ارحمنا إذا جاءت سكرة الموت بالحق.

    ارحمنا يوم الوعيد.. يوم تقول لجهنم هل امتلئت فتقول هل من مزيد.. يوم ينادى المنادى من مكان قريب.. يوم الخروج.. يوم تشقق الأرض عنهم صراعا.. يوم تمور السماء مورا ونسير الجبال سيرا.

    ارحمنا إذا وقعت الواقعة.. ارحمنا إذا بُست الجبال بسا.. ورجت الأرض رجا.. ارحمنا إذا بلغت الحلقوم.. ارحمنا إذا نقر في الناقور.. ارحمنا إذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر.

    ارحمنا يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن لهُ الرحمن وقال صوابا.. ارحمنا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة.. يوم ينظر الإنسان إلى ما سعى.. يوم يفر المرء من أخية.. وأمة.. وأبية و صاحبتة وبنية.

    ارحمنا إذا الموؤدةً سُئلت.. وإذا الجحيم سعرت.. وإذا الجنة أُزلفت.. ارحمنا إذا القبور بُعثرت.. ارحمنا يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله.. ارحمنا يقوم الناس لرب العالمين.. ارحمنا إذا السماء انشقت.. وإذا الأرض مُدت.. وألقت ما فيها وتخلت ..ارحمنا يوم تبلى السرائر.. ارحمنا اذا دكت الأرض دكا.. ارحمنا إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها.. ارحمنا يوم يصدر الناس أشتاتا ليرو أعمالهم.. ارحمنا إذا بعثر ما في القبور.. وحصل ما في الصدور.. ارحمنا يوم يكون الناس كالفراش المبثوث.. ارحمنا يوم تكون الجبال كالعهن المنفوش.. ارحمنا يا رب.. فإنك بنا راحم.. ولا تُعذبنا بذنوبنا فأنت علينا قادر.. وألطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير.. واختم لنا بخير أجمعين.. يا من يعلم خائنة الأعين وما تُخفى الصدور.. نسألُك الفردوس و الكوثر والحور.. يا رب.

    يا صاحب الفضل الجلي.. والاسم العلى.. والنور السرمدي.. يا من يُخرجُ الحي من الميت.. والميت من الحي.. يا من تؤيد بالآيات كل نبي.. وتعلم ما في القلب والسر الخفي.. وترفع التقى على الشقي.. وتنصر الولي على البغي.. سُبحانك أنت الواحد القوى.

    اللهم اجعلنا نذكُرك كثيرا.. و نسبحُكَ بكرة وأصيلا.. ونعبدُكَ طويلا.

    اللهم اجعل لنا في أرضنا عيدا.. وفى بيوتنا عيدا.. وفى أُمتنا عيدا.. واجعل شهر رمضان لنا شهيدا.. وارزقنا فيه أجرًا مديدا.. واجعله لذنوبنا مُطهرا.. ولخطايانا مُكفرا.. وأعد لنا رمضان أعوامًا عديدة.. وأزمنة مديدة.. وأجعل ايامنا كُلها كأيام رمضان.. في البر والإحسان.. والصلاة والقرآن.. برحمتك يا حنان.. يا منان.. يا ذا الفضل والإحسان.. يا رب.

    يا من جعلت فى السماء بيتا يُزار.. تَؤمهُ الملائكةُ الأطهار.. يسبحون لك بالليل والنهار.. وأرسلت فى الأرض البيت الحرام.. وأودعت فيه من الحجارة الكرام.. فيا رب البيت الحرام.. والمشعر الحرام.. والرُكن والمقام.. تقبل الحج ممن نوى الحج هذا العام.. وارض عن من زار البيت الحرام.. واحفظ من طاف بالرُكن والمقام.. وارزقنا حج بيتك الحرام عامًا بعد عام.. وشرف الكعبة بالفضل والإكرام.. وانزل بالحرم الأمن والسلام.. ورد الحجيج بغير ذنبِ أو آثام.. وارزقنا شفاعة خير الأنام.. يا رب.

    اللهم اجعلنا ممن نظرت إليهم فى هذه الليلة.. وفى هذه الساعة.. وفى هذه الساحة.. وفى ختام شهر رمضان.. ومن نظرت إليه لم تُعذبهُ أبدا.. فلا تصرفنا من هذا المقام العظيم إلا بذنبِ مغفور.. وسعى مشكور.. وعملِ صالحِ متقبلِ مبرور.. وتجارة لن تبور.. وشفاءِ لما فى الصدور.. وتوبة خالصةٍ لوجهك الكريم.. وأظلنا تحت ظَل عرشك.. يوم لا ظَل إلا ظِلُك.. واجعل هذا البلد آمنا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.. وأقضى حوائجنا وحوائج السائلين.. واجعل عبادتنا وأعمالنا كُلها خالصة لوجهك الكريم.. يا قاضى الحاجات.. ويا مُجيب الدعوات.. تقبل دُعائنا يا أرحم الراحمين.

    {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ {180} وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ {181} وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين}[الصافات:180-182].
    وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
                  

01-18-2017, 02:34 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات تهم الشباب و المجتمع و الأسرة... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِ الله الْعَظِيمِ الَّذِي مَلأَ أَرْكَانَ عَرْشِ الله الْعَظِيمِ وَقَامَتْ بِهِ عَوَالِمُ الله الْعَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الْقَدْرِ الْعَظِيمِ وَعَلَى آلِ نَبِيِّ الله الْعَظِيمِ بِقَدْرِ ذَاتِ الله الْعَظِيمِ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ عَدَد مَا فِي عِلْمِ الله الْعَظِيمِ صَلاَةً دَائِمَةً بِدَوَامِ الله الْعَظِيمِ تَعْظِيماً لِحَقِّكَ يَا مَوْلاَنَا يَا مُحَمَّدُ يَا ذَا الْخُلُقِ الْعَظِيمِ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ مِثْلَ ذَلِكَ وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَمَا جَمَعْتَ بَيْنَ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ ظَاهِراً وَبَاطِناً يَقَظَةً وَمَنَاماً وَاجْعَلْهُ يَا رَبِّ رُوحاً لِذَاتِي مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ يَا عَظِيمُ.

    ********************************************************************************************

    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ نُورِكَ اللاَّمِعِ. وَمَظْهَرِ سِرِّكَ الْهَامِعِ. الَّذِي طَرَّزْتَ بِجَمَالِهِ الأَكْوَانَ. وَزَيَّنْتَ بِبَهْجَةِ جَلاَلِهِ الأَوَانَ. الَّذِي فَتَحْتَ ظُهُورَ عَالَمِ مِنْ نُورِ حَقِيقَتِهِ. وَخَتَمْتَ كَمَالَهُ بِأَسْرَارِ نُبُوَّتِهِ. فَظَهَرَتْ صُوَرُ الْحُسْنِِ مِنْ فَيْضِهِ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. وَلَوْلاَ هُوَ مَا ظَهَرَتْ لِصُورَةٍ عَيْنٌ مِنَ الْعَدَمِ الرَّمِيمِ. الَّذِي مَا اسْتَغَاثَكَ بِهِ جَائِعٌ إِلاَّ شَبِعَ وَلاَ ظَمْآنٌ إِلاَّ رَوِيَ وَلاَ خَائِفٌ إِلاَّ أَمِنَ وَلاَ لَهْفَانٌ إِلاَّ أُغِيثَ وَإِنِّي لَهْفَانٌ مُسْتَغِيثُكَ أَسْتَمْطِرُ رَحْمَتَكَ الْوَاسِعَةَ مِنْ خَزَائِنِ جُودِكَ فَأَغِثْنِي يَا رَحْمَنُ يَا مَنْ إِذَا نَظَرَ بِعَيْنِ حِلْمِهِ وَعَفْوِهِ لَمْ يَظْهَرْ فِي جَنْبِ كِبْرِيَاءِ حِلْمِهِ وَعَظَمَةِ عَفْوِهِ ذَنْبٌ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ وَتَجَاوَزْ عَنِّي يَا كَرِيمُ

    ********************************************************************************************

    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى عَيْنِ بَحْرِ الْحَقَائِقِ الْوُجُودِيَّةِ الْمُطْلَقَةِ اللاَّهُوتِيَّةِ. وَمَنْبَعِ الرَّقَائِقِ اللَّطِيفَةِ الْمُقَيَّدَةِ النَّاسُوتِيَّةِ. صُورَةِ الْجَمَالِ. وَمَطْلَعِ الْجَلاَلِ. مَجْلَى الأُلُوهِيَّةِ. وَسِرِّ إِطْلاَقِ الأَحَدِيَّةِ. عَرْشِ اسْتِوَاءِ الذَّاتِ. وَجْهِ مَحَاسِنِ الصِّفَاتِ. مُزِيلِ بُرْقُعِ حِجَابِ ظُلُمَاتِ اللَّبْسِ بِطَلْعَةِ شَمْسِ حَقَائِقِ كُنْهِ ذَاتِهِ الأَنْفَسِ. عَنْ وَجْهِ تَجَلِّيَاتِ الْكَمَالِ الإِلَهِيِّ الأَقْدَسِ. كِتَابِ مَسطُورِ جَمْعِ أَحَدِيَّةِ الذَّاتِ الْحَقّ. فِي رَقِّ مَنْشُورِ تَجَلِّيَاتِ الشُّؤُونِ الإِلَهِيَّةِ الْمُسَمَّى كَثْرَةُ صُوَرِهَا بِالْخَلْقِ. جَانِبِ طُورِ الْحَقَائِقِ الرُّوحِيَّةِ الأَيْمَنِ الْمُكَلَّمِ مِنْهُ مُوسَى النَّفْسِ. بِأَنَا الله لاَ إِلَهِ إِلاَّ أَنَا فِي حَضْرَةِ الْقُدْس. يَا كَامِلَ الذَّاتِ يَا جَمِيلَ الصِّفَاتِ يَا مُنْتَهَى الْغَايَاتِ يَا نُورَ الْحَقِّ يَا سِرَاجَ الْعَوَالِمِ يَا مُحَمَّدُ يَا أَحْمَدُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ جَلَّ كَمَالُكَ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْهُ لِسَانٌ وَعَزَّ جَمَالُكَ أَنْ يَكُونَ مُدْرَكاً لإِنْسَانٍ. وَتَعَاظَمَ جَلاَلُكَ أَنْ يَخْطُرَ فِي جَنَانٍ. صَلَّى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَيْكَ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ الله يَا مَجْلَى الْكَمَالاَتِ الإِلَهِيَّةِ الأَعْظَمِ.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 7:   <<  1 2 3 4 5 6 7  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de