أضحك مع السماسرة السمسرة في السابق جدا جدا جدا كانت مهنة نادرة وعددهم قليل ومعروفين في كل مدينة لكل الناس .. لكن بعد قدوم حكومة الأنقاذ وإحالة رتل كبير من الموظفين الى الصالح العام .. بعضهم لم يجد مهنة يمكن أن يجيدها سواها . فكثر السماسرة وكثرت التحايل في هذه المهنة الشريفة . تلاقي قطعة أرض واحده يتبعها أكثر من أربعة لخمسة سمسار . وعند ركوض السوق حتى يخرج السماسرة من جو العطلة يحاولوا يصنعوا لأنفسهم صفقات من لا شئ .. مثلا يتسلطوا على موظف مسكين ليس له سوى بيت واحد ملك زايد راتبه ويكون موقع البيت استراتيجي في وسط المدينة .. يغروه ببعيه ليشتري بيت بسعر أقل في مكان طرفي بعيد ويستفيد من فرق السعر في إقامة مشروع يزيد به دخله .وكذلك ممكن يغروا أحد التجار في أن يشتري ذات البيت لموقعه الاسترايجي و بأنه ممكن أن يشيد عليه عمارة ويؤجرها شقق وهكذا يخلقوا لأنفسهم العمل ( البزنس) .هي الفكرة في حد ذاتها جيدة .. بمعنى الموظف يمكن يستفيد فعلا من الصفقه هذه ويصبح له دكان أو حافلة مواصلات ويحسن مستوى معيشته .. لكن أيضا ممكن (يتلحوه) حتى يتورط في سلسلة صفقات أخرى فاشلة .. مثلا يشتري حافلة مواصلات مضروبة تصبح عالة عليه هي ذاتها الى أن يتضطر يبيع البيت الجديد ايضا وهكذا . لكن كذلك لهم أساليب عجيبة يبتكروا عيوب ومميزات من رأسهم حتى يرفعوا قيمة الشئ أو يخفضوها .. هذه المعلومات مؤلفة من دماغهم ليس لها أي سند علمي أو حقيقي .. الغريبة تروج وتصبح كأنها من الثوابت .. مثلا تجد بوكس تويوتا موديل ثمانية وسبعين أغلى سعرا من موديل خمسة وثمانين .. رغم أنهما خارجين من نفس المصنع .. بأي منطق شركة تايوتا بعد ثمانية سنوات من التطوير والبحث تنتج سيارة بمواصفات أقل من الأقدم ..؟؟ من مواقفهم أذكر الوالد عليه رحمه الله كان عنده تويتا بوكس موديل ثمانية وسبعين .. حصل له ظرف وباعها .. وظل أكثر من ثلاثة سنوات بدون سيارة .. ثم أشترى في مطلع التسعينات سيارة هيلوكس موديل أربعة وثمانين .. أكيد شكلها أجمل وحجمها أكبر ومتطورة أكثر .. لكن أذكر يوم أمام المكتبة جاؤه السماسرة وأنا حاضر الحوار . - كباشي الورطك في الموديل دا شنو .؟ - ليه ماله ؟ - لازم تتخلص منها في أقرب فرصة . - ليه مشكلتها شنو يا جماعة ؟ - ياخ دي قال ليك مشكلتها طرمبة الزيت .أنت لامن تشغلها مش في صفارة تستمر مسافة بعدين تسكت ؟ - أيوا مظبوط .. - أها قال ليك الصفارة دي حقة طرمبة الزيت .. لازم تصبر لغاية ما ترفع الزيت وتسقي المكنة تماما ( مكنة ولا صينية باسطة ) أها بعداك حتن تدور وتمشي شغلك . - طيب المشكلة شنو ما نصبر ؟ - كيف تصبر أفرض عندك موضوع مستعجل ولا زول عيان عاوز تلحقه المستشفى . - طيب لو ما صبرت حايحصل شنو ؟ - كان ما صبرت المكنة راح تسيح ... في عربية تمشي بدون زيت ؟ - فعلا سكت الوالد وأقتنع وأكيد فكر في بيعها فعلا بيني وبينكم أنا ذاتي أقتنعت .. ربك رب الخير قبل ما نبيع صادف أنه زارنا ابن عمنا مهندس .. الوالد ترك لي السيارة ومشى السوق كداري حتى أقضي مشاوير الضيف .. أنا شغلت السيارة وكالعادة منتظر الصفارة تسكت . الضيف واقف يتلفت . - درديري أنت منتظر شنو ؟ - كمان قلت أعطيه محاضرة في التايوتا .: ما أنا منتظر طرمبة الزيت ترفع الزيت الموديل دا نوعه كدا عنده صفاره .... سامعها ؟ . - القال لك منه في طرمبة زيت بترفع في زيت ومن قال لك الصفارة دي حقة طرمبة زيت ؟ - الاه ؟ ومال هي حقة شنو ؟ - ياخ دي صفارة حزام الأمان . - ياخ ما معقول . - طيب عاين في الطابلون دي صورة شنو .. - صورة جرس إنذار . - ياخ دي صورة زول ماسك دركسون لا جرس ولا يحزنون .. وشايف الخط المايل دا ؟؟ دا حزام الأمان . عاوز تتأكد بطل العربية . بطلتها . - أربط الحزام - أها شغلها .. - وين صوت الصفارة . - لا يا شيخ .؟؟؟؟؟؟. وأنا ظليت أضحك لغاية ما وصلنا السوق حكيت للوالد بأوهام السمسارة .. و الحمد لله ظلت السيارة حتى تم بيعها لسبب مختلف خالص ما عنده علاقة بسقاية طرمبة الزيت .. وبس هههههههههه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة