كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: خبز وحشيش وقمر : هديه للشباب ليثور (Re: Mustafa Mahmoud)
|
نزار قباني >> المحضر الكامل لحادثة اغتصاب سياسية
المحضر الكامل لحادثة اغتصاب سياسية
1
سامحُونا ..
إن شَتَمْنَاكُمْ قليلاً .. واسْتَرَحْنَا
سامحونا إنْ صَرْخْنا ..
كتبُ التاريخ لا تعني لنا شيئاً
وأخبارُ عَليٍّ .. ويزيدٍ .. أتْعَبَتنا ...
إنَّنا نبحثُ ..
عمّنْ لا يزالون يقولونَ كلاماً عربيّاً
فوجدنا دولاً من خَشَبٍ ..
ووجدنا لغةً من خَشَبْ ..
وكلاماً فارغاً من أيِّ معنى
سامحُونا ..
إنْ قطعنا صلةَ الرَحْم التي تربطُنا ..
سامحونا إن فَعَلْنا ..
2
سامحُونا
ـ أيُّها السادةُ ـ إن نحنُ جُنِنَّا
ألفُ دجَّالٍ على أكتافنا
إسْتَبَاحُوا دَمَنا منذ وُلِدْنَا
ألفُ بوليسٍ على أوراقنا ..
يُطلقُونَ النارَ .. لكنْ ما سَقَطْنَا ..
حاولوا أن يقطعوا أرجُلَنا
كي يُعيقوا الزَحْفَ .. لكنَّا وَقَفْنَا ..
قَطَعُوا الأيدي. لكي لا نُمْسِكَ الأقلامَ ،
لكنَّا كَتَبْنَا ..
حاولوا أن يُقنعونا..
أنَّ قولَ الشعر كفرٌ .. فكَفَرْنَا ..
3
سامحونا ..
إن قتلنا مرة آباءَنا ..
وشككنا في روايات أبي زيدِ الهلاليِّ
وفي شخصية الزِير .. وفي عَنْتَرةٍ ..
سامحُونا إن شككنا ..
في نُصُوص الشعر والنثر التي نحفظُها
وحديثِ السيفِ .. والرمحِ .. وفي (كانَ) و (كُنَّا)...
سامحُونا إنْ هربنا ..
من بني صخرٍ .. وأوْسٍ ..
ومَنَافٍ .. وكُلَيْبٍ ..
سامحُونا إن هربنا ..
ما شربنا مرةً قهوتَهُمْ
إلا اختَنقنا ..
ما طلبنا مرةً نَجدَتَهُمْ
إلا خُذِلنَا ..
إنَّ تاريخَ ابنِ خلدونَ اختلاقٌ
فاعذرُونا ..
إن نسينا ما قرأَنا ....
4
سامحُونا ..
إن دخلنا قصرَكُمْ من غير إذْنٍ
ودخلنا حجرةَ العَرْش .. وقاعاتِ المرايا ..
وشممنا عَبَقَ الأجساد في كُلِّ الزوايا
ورأينا كيف في ثلاجة السلطانِ ،
يبقى طازَجاً لحمُ السَبَابا ..
سامحُونا ..
إن تعدّينا على أملاككُمْ
وعتقنا العدَدَ الأكبرَ من زوجاتكُم
سامحُونا إن خجلنا ..
وكرهنا نفسَنا .. وكرهنا جلدَنا ..
ونحرناكمْ جميعاً .. وانْتَحَرْنا ...
5
سامحونا ...
إن قطعنا مرةً سَكرَتَكُم
وسرقناكُمْ من الويسكيِّ يوماً
وفتحنا جُرْحَنَا ..
سامحُونا .. إن سرقناكُمْ من (الفيديو) قليلاً
كي نريكمْ موتَنا ..
إنّنا نسألُ عن شخصٍ يُسمَّى المُتنبّي
كان في يومٍ من الأيام عصفورَ العَرَبْ
فعرفنا أنه مات على أيدي المباحثْ
ووجدنا طَلْقَةً في رأسِهِ ..
ووجدنا طَلْقَةً في حَلْقِهِ ..
ووجدنا طَلْقَةً في قلبِهِ ..
ووجدنا طَلْقَةً ثانيةً في قلبِنا ..
6
سامحونا
إن تعدَّينَا على عُذْريَّة الدولة يوماً
واغْتَصبنَاها بشكلٍ همجيٍّ ..
واسْتَرَحنا ..
وعَضَضْنَاها كذئبٍ من يَدَيْها
ولَعَنَّا والِدَيْها ..
وأمرنا الشعبَ أن يأكلَ لحماً طازجاً من ناهِدَيْها ..
سامحُونا
إن تجاوزنا اللياقاتِ قليلاً ..
وتصرّفنا كأطفالٍ جياعٍ ..
وشربنا من دم الدولة أنهاراً ...
ونِمنَا ....
7
سامحونا ..
إن تبوَّلنا على كلّ التماثيل التي تملأُ ساحاتِ المدينَهْ ...
وعلى كلِّ التصاوير التي ألصقها البوليسُ ـ بالغَصْب ـ
على كلِّ حوانيت المدينَهْ ..
وعلى كلِّ الشعارات التي يقذفُها بالطوبِ .. أطفالُ المدينَهْ .
سامحُونا ..
إن تجمَّعنا كأغنامٍ على ظهر السفينَهْ ..
وتشرّدنا على كل المحيطات سنيناً .. وسنينا ..
لم نجد ما بين تُجَّار العَرَبْ ..
تاجراً يقبلُ أن يعلفَنا .. أو يشترينا ..
لم نجدْ بين جميلات العَرَبْ ..
مَرْأَةً تقبلُ أن تعشقَنا .. أو تَفتَدينا
لم نَجدْ ما بين ثُوَّار العَرَبْ
ثائراً .. لم يُغْمِدِ السِكّينَ فينا ...
8
سامحُونا ..
سامحُونا ..
إن رفَضْنَا كلَّ شيءٍ ..
وكسَرْنَا كلَّ شيءٍ ..
واقْتَلَعْنَا كلَّ شيءٍ
ورمينا لكُمُ أسماءَنا
فالبوادي رفَضَتنا .. والمواني رفَضَتْنا
والمطاراتُ التي تستقبل الطيرَ صباحاً ومساءً .. رَفَضَتْنا
إنَّ شمسَ القمع في كل مكانٍ .. أحرَقَتْنا ..
سامحُونا ..
إن بَصَقنَا فوق عصرٍ ما له تسميةٌ
سامحونا إن كَفَرنَا ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خبز وحشيش وقمر : هديه للشباب ليثور (Re: Mustafa Mahmoud)
|
نزار قباني >> أصهارُ الله
أصهارُ الله
1
إلا دَعَا الناسَ إلى المسجدِ ..
يومَ الجمعَهْ ..
وقالَ في خطبتِهِ العَصْماءْ
بأنَّهُ من أولياءِ اللهْ ...
وأصْفِياءِ الله ..
وأصدقاءِ اللهْ ...
2
لهذه المدينةِ المقهورةِ ،
المكْسورةِ ،
الحزينهْ ...
إلا ادَّعى ، بأنه المُمَثِّلُ الشخصيُّ ،
والناطقِ باسْم اللهْ ..
فهلْ من المسموحِ ،
أنْ أسأله تعالى ..
هل أنت قد أعطيتهمْ وكالةً
مختومةً .. مُوقَّعَهْ ؟ ..
كي يجلسوا على رقاب شعبِنَا
إلى الأبدْ ....
هل أنت قد أمرتهمْ
أن يخربوا هذا البلدْ ؟
ويسحقونا كالصراصيرِ ،
بأمر اللهْ ..
ويضربونا بالبساطيرِ ،
بأمر الله ...
فإنْ سأَلتَ حاكماً منهمْ
مَنِ الذي ولاكَ في الدنيا على أمورنا ؟
قال لنا : يا جَهَلَهْ ..
أما علمتمُ أنني ..
أصبحتُ صِهْرَ اللهْ ؟؟
3
أريد أن أصرخَ:
هل أنت عيَّنْتَ وزيرَ المالْ ؟
إذنْ .. لماذا انْفَجَر الفقرُ ؟
لماذا انفجرَ الصَبْرُ ؟
لماذا ساءتِ الأحوال ؟
وأصبحَ الصَحْنُ الرئيسيُّ هو الزِّبالَهْ ...
وأصبحَ العصفورُ في بلادنا ..
لا يجِدُ النِخَالَهْ ...
فهل غَلاءُ الخُبْز ..
شأنٌ من شؤونِ اللهْ ؟؟
وهل غَلاءُ الفولِ ؟. والحُمُّصِ ..
والطُرْشيِّ ..
والجَرْجيرِ ..
شأنٌ من شؤون اللهْ ؟...
وهل غلاءُ الموتْ، والأكفانِ،
شأنٌ من شُؤون الله ؟
إذَنْ لماذا يأكلُ الكبارُ كافياراً
ونحن نأكلُ النِعَالْ ؟
إذنْ .. لماذا يشربُ الضُبَّاطُ وسْكياً
ونحنُ نشربُ الأوْحالْ؟
إذنْ.. لماذا لا يفرّقُ الفقيرُ في بلادنا
بين رغيفِ الخُبْزِ .. والهلالْ ...
إذنْ.. لماذا في بطون أمهاتِهِمْ
ينتحرُ الأطفال؟...
4
أريدُ أن أسألَهُ تعالى.
هل أنتَ قد علَّمْتَهُمْ
ويغسلوا دماغَنا ..
ويستبُوا نساءنا ..
ويركبونَا بدل الحميرِ والخُيُولْ ..
أريد أن أسألهُ تعالى
هل أنتَ قد أمرتَهُمْ ؟
أن يكسروا عظامنا ..
ويكسروا أقلامنا ...
ويقتلوا الفاعل والمفعول
ويمنعوا الأزهار أن تنبُتَ في الحُقولْ ؟؟.
5
أريد أن أسألَ:
يا الله ..
هل أنتَ قد أعطيتهُمْ
ليشتروا فرسايَ .. والمملكةَ المُتَّحِدةْ
ويشتروا بابلَ.. والحدائقَ المُعَلَّقَهْ
ويَشْتَرُوا الصحافةَ المُرْتَزِقَةْ ...
هل أنت قد أعطيتهم شِكَّاً على بياضْ ؟
ليشتروا التاجَ البريطاني .. والقصورْ ..
ويشتروا النساءَ في الأقفاص ، كالطيورْ
والقَمَرَ الأخضرَ في سماء نيسابورْ ؟؟
6
أريدُ أن أسْألَ:
يا الله..
هل أنتَ قد صاهَرْتَهُمْ
حقاً؟..
يُصْبِحُ صِهْرَ اللهْ ؟؟
أريدُ أن أسْألَ:
يا الله..
هل أنتَ قد صاهَرْتَهُمْ
حقاً؟..
وهل من قاتلٍ لشعبِهِ
يُصْبِحُ صِهْرَ اللهْ ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|