كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: الغام والغام (Re: ابراهيم عبد الوهاب)
|
لوحة كبيرة مكتوب عليها ديــــــــــــــــــــوان الضرائب ، مختفية تحت الاوساخ وهي اصلا مختفية خلف اللوحات الكثيرة الموجودة بديوان الضرائب بالخرطوم ، لوحة مكتوب عليها فندق الصفا ولوحة المحامي فلان الفلاني وكثير من اللوحات ، وضجيج وزحمة يعج به مدخل المبنى ، رجال على الارض ورجال يتهامسون مع بعضهم البعض وطلاقات تاتي متطايرة مع (البذاق) المتطايرة من افواهه الرجال ، سماسرة اراضي ، تجار عمله ، وستات شاي وكل شئ يبيع كل شئ ، مكاتب الضرائب تحتل الادوار العلوية من المبنى ، مكاتب قديمة مع ان اثار الصبغ بائنة للعيان ولكن يساورني احساس بانني في مستشفي امدرمان نفس المباني ونفس الاصباغ ونفس الوجوه ونفس النساء ، طاولات مدون عليها ذكريات من سابقين ورسومات وخرائط وخطوط عصبية تمت تحت قهر الظروف والحاجة ، انسات درسن في ارقى جامعة في السودان (جامعة الخرطوم) ينبدن حظهن العاثر فقد كن يحلمن بوظيفة مرموقة حسب تخصصاتهن العلمية الان هن في هذه المكاتب البالية ، وينبذن حظهن وهن يرين قطار العمر يذهب هنئة هنئة من غير زوج او بعل يعشن معه ما تبقى من العمر وقد تسقاطت احلامهن الواحدة تلو الاخره لا يردن (حلم مهند التركي ) هن يحلمن بي ( جاد الله السوداني ) الخشن الذي يقوم بربط (صامولة الكربريتر) باليد من غير استعمال الادوات و (والمفكات ) ، وشباب كان يحلم بمجرد استلام (شهادته) بانه سوف يفعل الافاعيل ، ولكن الافاعيل من تفعل به ، وقصص حب انتهت على مجرد كلمات تمت كتابتها على جدار حمامات المصلحة وطاولاتها ، ونفوس كسرت خواطرها بسبب الحكومة والظروف والزمن والحظ العاثر ، فادمنت اللاشئ وهى ترى بام عينها طبقة طفيلية تنمو وتتكاثر بمتوالية هندسية تمتلك كل شئ وتتمتع بكل شئ ، كم من مرات وانا ارى الشباب يقومون بتعئبة استمارات الهجرة ، انه الحلم الامريكي والنموذج الامريكي ، انهم يريدون الهرب الى حيث العدالة يريدون ان يكونوا سواسية امام القانون وسواسية امام الفرص الاقتصادية . وهناك في زاوية المكتب تجلس سوسن وهي تضع كلتا يديها على وجهها كانها تهرب من صورة ماثلة امام عينيها ، همست اليها ما بك سوسن ،،، ازاحت يدها ،،، فاذا بعينها كالشرر بشدة الاحمرار ، همست بان والدها سوف يلقى بها الى الجحيم ، الى رجل يكبرها باربعين عام ويزيد ، ونحن نعلم بحبها لايمن زميلنا بالمكتب ، ربت على كتفيها المنحنية من هول ما بها وهمست ان ايمن يحبك وسوف يقدر ما انتي مقدمه عليه ، سوسن اقبلى بعريس والدك وحتى ولو بلغ من العمر عتيه ، اقبلى به وضحى فان الحب تضحية ، نعم تضحية ، ضحى من اجل والدك ومن اجل اخوانك وفي اليوم الثاني اذ نفاجى بسماع موت ايمن بحادث سياره ، وايمن قد مات منذ لحظة اخباره بانها سوف تتزوج من غيره وسوسن تموت كل يوم منذ زواجها ومنذ موت ايمن
|
|
|
|
|
|
|
|
|