الفنان حسن خليفة العطبروي..تسع سنوات من الرحيل المر

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 11:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-05-2017, 06:20 PM

د. هشام عباس
<aد. هشام عباس
تاريخ التسجيل: 01-01-2017
مجموع المشاركات: 97

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفنان حسن خليفة العطبروي..تسع سنوات من الرحيل المر

    05:20 PM February, 05 2017

    سودانيز اون لاين
    د. هشام عباس-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الفنان حسن خليفة العطبروي..تسع سنوات من الرحيل المر
    بروفسير /هشام محمد عباس
    إذا كانت مصر هبة النيل فإن مدينة عطبرة هي هبة السكة الحديد ( كما يقول الصديق الدكتور عثمان السيد) فلا أفراح ولا ضياء ولا ضوضاء وخيام مأتم السكة الحديد ينصب في المحطات والصحاري وستظل مدينة عطبرة حزينة طالما سحب البؤس والإهمال ملبدة بغيومها فوق سماء السكة الحديد.
    * ويقال إن أهل عطبرة يعشقون "العينات الأربع" ..عين مدينتهم عطبرة ... والعين في أول (عامل) وتلكم التي في أول (عجلة) والرابعة في عين (عمود).
    * ولتفسير هذا العشق والإرتباط نقول إن الانتماء لمدينة عطبرة هو انتماء مدني تجاوز مفهوم القبيلة والقرابة إلى آفاق التعايش والإنصهار.. فشكل ذلك ثقافة خاصة هي ثقافة السكة الحديد وثقافة العمل الوطني، أما العين الثانية فهي العامل ذلكم الشخص البسيط في مظهره الثري في فكره الراقي في تعامله فعطبرة بدون هذا العامل كالشجرة بدون ظلال وكالماء الذي لا يروي الظمأ ...والعامل في عطبرة ظاهرة انسانية غنية بالثراء الوطني والمعرفي، وأما العين الثالثة فهي (العجلة) هذا الكائن الذي كان يميز المدينة إلى قت قريب حتى نافست هذه المدينة جوهانسبرج في جنوب افريقيا من حيث وجود عدد الدراجات الهوائية، لقد أصبحت العجلة الآن في شوارع عطبرة ذكرى جميلة وأحلام يقظة نراها في بقايا محلات صيانة العجلات ومعاشيين يبذلون جهداً في قيادة دراجاتهم (الرالي) في شوارع المدينة يحاربون السنوات والشيب في تفاؤل يحسدون عليه ...وينامون على أمل ان تعود للقطارات صوتها وضجيجها في المدينة ورغم ذلك تصبح هذه العجلة قيمة أصيلة في ثقافة العطبراويين ، أما العين الرابعة فهي (العمود) وهو بالطبع ليس (عمود الكهرباء) ولكنه (العمود) الذي يُحمل فيه الطعام للمآتم وهي سمة تميز أهل عطبرة من غيرها .. فما زال هو سيد الموقف ولم تعرف عطبرة حتى الآن تلكم المآتم التي يجلب لها الطباخون وترص فيها الأواني وتنصب فيها الخيام، فكل أهل منزل يأتون بما هو موجود دون تكلف في (عمود) معبأ بقيم التكافل والتعاون والتعاضد ويظل العمود في عطبرة دوماً رمزاً للإنسان العطبراوي.
    في هذه البيئة الجاذبة للدفيء والمشاعر الصادقة نشأ الفنان حسن خليفة العطبراوي ... له عمود وعجلة.. ولا يغادر عطبرة إلا مضطراً ،تجده دائماً في كرسي واسع أمام محل( جنة الفواكه) الشهير في سوق عطبرة مع صديق عمره الحاج أحمد القوصي وبجانب ذلك يشرف على جزارته بالسوق ...أحب عطبرة...فأحبته...كان وفياً لها فبادلته الوفاء...
    تسع سنوات مرت على الرحيل ومازال العطبراوي بصدى صوته الأصيل يتردد في أحياء عطبرة وطرقها ...أصبح منزله قبلة للزائرين من خارج المدينة...وكانت فكرة رائعة أن يتحول منزله الى متحف يضم مقتنياته وهداياه وسيرته ...ولكن حزنت أن المتحف أغلق أبوابه بسبب التمويل
    إنها مناشدة ونحن في الذكرى التاسعة لرحيل الاستاذ حسن خليفة العطبراوى أن يتم إعادة فتح منزله بعطبرة مجدداً للزوار
    تسع سنوات من الغياب
    في موكب لم يتكرر في السنوات الآخيرة شيعت عطبرة في العام2007 الفنان الرمز حسن خليفة العطبراوى .. الذي إرتبط إسمه بهذه المدينة وكان الإعلاميون يقصدونه متى ما زاروا عطبرة فقد كان ذاكرة متقدة ملمة بتفاصيل دقيقة .. ولازلت أتذكر آخر مرة شاهدت فيها العطبراوى ممسكا بعوده وهو يتغنى بأغنيته ( أنا سوداني) قبل سنوات من وفاته بمسرح جامعة وادي النيل ورسخت في وجداني صورة البروفسير/ على محمد شمو الذي حضر هذا الحفل وهو يزرف دموعاً عندما بدأ العطبراوى الغناء وجفف البروف دموعه عندما شدى العطبراوى ( أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيثما قطنوا يذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتز حيث يقترن.. حكموا العدل في الورى زمن يا ترى هل يعود ذا الزمن).. وفى تقديري انه لا يوجد إهداءه ونحن في ذكرى الرحيل التاسعة أقيم من هذه الصورة التي انسخها للجميع .. إن ارتباط العطبراوى بالاستقلال نتج من انفعاله بالحركة الوطنية التي شهدتها مدينة عطبرة أيام مناهضة المحتل حيث عبر العطبراوى عن نشاط هيئة شئون العمال وشكل مع قادة العمال جبهة متكاملة الرؤى ضد المحتل .
    جانب من سيرة العطبراوى :-
    ولد الفنان حسن خليفة محمد الفضل الشهير بالعطبراوى في عام 1921م بمدينة عطبرة وأنتمى وهو في السادسة من عمره لخلوة الشيخ (حمزة محمد حامد) ليحفظ القران الكريم وقد أنعكس ذلك في نطقه الصحيح عند الغناء بالفصحى ثم انضم بعد ذلك للمدرسة الشرقية بعطبرة إلا أنه ترك الدراسة واختار مهنة التمريض بمستشفى عطبرة .. وبعد ذلك هاجر إلى الإسكندرية بجمهورية مصر العربية في الفترة من 1936-1939م وتأثر في هذه الفترة بالحياة الثقافية والفنية بالإسكندرية ويعتبر عام 1940م هو البداية للفنان العطبراوى مع الغناء .. حيث بدأ ثنائي برفقة (محمد سعيد العقيد ) ثم( يوسف أمين) وهو من أبناء مدينة ود مدني وعند ظهور اسطوانات سرور وكرومه كان العطبراوى يحفظها ويتفاعل معها .. وفى منتصف الأربعينات تعلم العطبراوى العزف على العود بنادي( النيل ) بعطبرة وغنى بعد ذلك بمصاحبة الموسيقى، وفى العام 1948م قدم المرحوم (متولي عيد) دعوة للفنان العطبراوى أن يغنى في الإذاعة السودانية وسجل أغنيته (أنا سوداني ) وعند انشاء التلفزيون السوداني في العام 1962م كان للعطبراوى نصيباً وافراً من الغناء...و لعل ذلك جعلت البروفسير/ على شمو يعود بالذاكرة ويتفاعل مع العطبراوى وهو يعيد أنا سوداني بعد أكثر من نصف قرن من الزمان..
    في عام 1950م كون العطبراوى أول دار لتجمع الفنانين بعطبرة وقد كانت مشتركة مع فرقة النهضة والتي كان من أبرز أعضائها الطيب حسن الطيب ومصطفى عبدالعزيز وعبدالرحمن مصطفى وقد قام بدعم الدار بعض الخيرين من ابناء المدينة مثل محمد عبد الماجد أبورجيلة وأبوطالب عريف، وكل هذه الأسماء ساهمت في الحركة الوطنية ضد المحتل.. وقد تمكنت هذه المجموعة من نقل أول حفل غنائي ليبث على الهواء مباشرة من الاذاعة السودانية كأول حدث أن ينتقل الميكرفون خارج الخرطوم في الخمسينات، وكان عائد دخل الحفل لصالح اتحاد الفنانين بعطبرة ومن الأُغنيات الخالدة للعطبراوى يا غريب يلا لي بلدك ليوسف مصطفى التنى والبعض نسبها للشاعر والسياسي المعروف في أوساط السكة حديد عبدالله بشير وأُغنية ست البنات لتاج السر عباس والقلوب مرتاحة للطاهر محمد عثمان والمسافر للشاعر حسب الباري سليمان ومسيحية للشاعر أحمد على طه وفى بعادك لنجم الدين الكرفابى وقصائد للأمير عبدالله الفيصل نقلها الأستاذ كمال حامد للعطبراوي وغير ذلك من الاغنيات الخالدة. ونؤكد أن ابرز ما قدمه في مسيرته الفنية هو إشتراكه في الفلم الروائي السينمائي الأول في السودان آمال وأحلام في العام 1966 ممثلاً ومغنياً والذي أنتجه صديقه الأستاذ الرشيد مهدي حيث يمثل مع العطبراوي والاستاذ عوض الله دبورة أول مراسل صحفي سوداني مثلث الإبداع في عطبرة.
    الرحيل...
    ظل الأستاذ حسن خليفة العطبراوى محباً لعطبرة التي أنجبته وأعطاها قلبه وكل نبض فيه... ولم يستجب لإغراءات الهجرة فأصبحت وسائل الإعلام تسعى اليه وهو في منزله في وسط المدينة ...وظل العطبراوى مخلصاً لأصدقائه ومعجبيه ولأبناء عطبرة الذين حشدوا كافة وإمكانياتهم وشيدوا المنزل الذي توفى فيه وذلك عرفاناً ووفاءً من أهل عطبرة له من خلال لجنة عليا جمعت ألوان الطيف الاجتماعي وكان على رأسها الأستاذ المرحوم/ أمين عبدالمجيد الناشط الاجتماعي المعروف.. وقد خرج جثمانه الطاهر من هذا المنزل بعد ليلة حزينة من ليالي عطبرة اجتمعت من كل المدينة ووفود جاءت من كل نهر النيل والسودان كان في استقبالها معتمد عطبرة في تلكم الفترة الاستاذ( الهادي محمد علي ) والذي يحفظ له الفنان حسن خليفة العطبراوى الكثير من الوفاء.. فقد روى لي العطبراوى الكثير من المواقف التي يحفظها للمعتمد الثائر (الهادي محمد على ) وما زالت بذاكرتي ترتيباته لتشييع الفنان حسن خليفة العطبراوى واتفاقه مع الأخ خليفة حسن خليفة أن يكون الدفن صباحاً حتى يتجول الجثمان كافة أرجاء عطبرة واستجاب إبن العطبراوى خليفة حسن خليفة لرجاءات المحتشدين أمام الطرق المؤدية إلى المنزل ونُقل ذلك الجسد الفنان الى مستشفى الشرطة بتنسيق مع العقيد محمد حمزة حسب الباري مدير المستشفى في تلكم الفترة ..
    في ذلك الصباح الحزين خرجت كل المدينة.. ولو كانت لشوارع عطبرة مقلاً لزرفت دموعاً وهى تودع العطبراوى الى مثواه الآخير.. وكان الشيخ/ عباس الخضر الحسين النقابي المعروف قد حضر من الخرطوم ليؤم المصلين والمترحمين على حسن خليفة العطبراوى وكان الوفاء من اتحاد الفنانين بقيادة الدكتور/ عبدالقادر سالم وهو يتلقون العزاء في فقد السودان.
    مات العطبراوى ورحلت معه الذكريات الجميلة التي كان يرويها عن فتعطى المناسبات نكهة عطبراوية ذات مذاق خاص.. ولكن تبقى اغنياته وذكرياته ومنزله بعطبرة رمزاً من رموز بلادي .
    أكتب ذلك وقد كلفني الصديق الإعلامي( مزمل سليمان حمد) من مقر اقامته في زامبيا أن أكتب مقدمة لكتابه الجديد عن الراحل حسن خليفة العطبراوى،،،وما بين العطبراوي ومزمل قصص وحكايات وروايات دونها بروحه الإعلامية المتألقة...والقارئ على موعد مع كتاب ممتع وشيق


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de