|
كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! (Re: عمر التاج)
|
عمنا (حاج قرني ود الدرويش ) استقبل الدنيا في من غير الحاسة الثانية، وقضى حياته كلها كفيف البصر متجولا بين سهول البطانة ووديانها بمحاذاة منطقة شندي، عوضه الله في صباه بحاستين اضافيتين لم أسمع بهما عند بشر قط، الحاسة الأولى هي حاسة الشم الثانية ، وهي قوة مضاعفة لحاسة الشم العادية عند الانسان نافس بها حاج قرني قدرة الكلاب على هذه الحاسة ، بهذه السمة كان يتعرف على الناس بمجرد اقترابهم منه، فيقول مرحبا فلان ، أو جاءكم علان قبل أن يدخل عليهم ، عندما كان صغيرا كان الصبية يستعينون به في معرفة الثمار الناضجة مبكرا وسط (الجنائن)، وكان يدلهم على مواقع الصيد المختفي قريبا منهم في الخلاء او بين الوديان ، هذه الحاسة أعانت الكثيرين على فك جرائم السرقة عند أهل البادية ، وحتى الشيوخ والعمد كانوا يستعينون به في حالات الحكم على مثل هذه القضايا، فكان حاج قرني بمجرد وصوله لمكان الحدث يخبر أن هذا المكان زاره فلان وفلان ، أو أن من سرق هو من آل فلان وسار بعد سرقته في هذا الاتجاه ، وكان يقص رائحة البهائم أحيانا حتى وصوله لأماكن (الهمباتة) قبل ابتعادهم بها في الخلاء.
الحاسة الأبرز والأغرب لحاج قرني كانت عبارة عن بوصلة بيولوجية طبيعية تجعله يحس باتجاه القبلة ، فقد كان قرني يسجد بوجهه في الأرض الفلاء ، ويبدأ في الدوران التدريجي ثم يبطئ دورانه حتى يتوقف ، و يقف بعد ذلك وهو يشير في اتجاه القبلة تماما ، وكانت ارشاداته لهذا الاتجاه موضع ثقة بين أهله ومعارفه ، ويقال أن وفود الحج في السابق كانت تستعين به في تحديد اتجاه الكعبة أثناء صلواتهم في ترحالهم ، وتستنجد به لموقعها عندما تضيع عليهم معالم الطريق ، ومما يحكى في ذلك أنه مر يوما مع أهله على أهل بادية يصلون في مسجد قديم ، ولما اصطف معهم وسجد غير اتجاه قبلته على حد كبير ، فما كان ممن حوله إلا واتجه معه ، وبعد الصلاة نبه الناس إلى خطأ اتجاه القبلة في مسجدهم منذ نشأته، فما كان منهم إلا أن غيروا غيروها بعد مداولات وزيارات من جهات مختصة.
عمنا ود الدرويش مازال عائشا في إحدى قرى شمال شندي ، ورغم أنه تجاوز المائة عام إلا أنه مازال يذكر للناس مقدار الطمأنينة التي يشعر بها، واستقراره النفسي وقوة الجذب الحسية عندما يكون ساجدا باتجاه الكعبة تماما ، وأن هذا الشعور يقل كلما انحرف عن اتجاه الكعبة، وبذا يميز اتجاهات الكون.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! (Re: عمر التاج)
|
(بلة ود الحطج) عليه رحمة الله وشهرته ( بيله) ، كان رجلا بسيطا لا تشتريه بدينار كما يقول العرب، قضى صباه متجولا (بحمارته) العرجاء طول اليوم طالبا الماء والكلأ لبهائمه ، ورغم بساطته وقلة حيلته - تقرأ علمه - فقد وهبه الله حاسة خارقة كانت بمثابة جهاز استكشاف (جيولوجي) يعرف بها مايدور تحت طبقات الأرض، هذه الخاصية كانت مهمة جدا عند أهل البادية في تحديد مواقع (المياه) عند حفر الابار والحفائر، يقال أن أغلب الآبار التي كان يردها الناس في منطقة (البطانة) لإنما حفرت باسترشاد بيله بعض هذه الآبار مازالت تتدفق فيها المياه منذ عشرات السنوات رغم أن الآبار التي حولها لا توجد فيها نقطة ماء.
(بيله) عليه رحمة الله كان عندما كان يقف في ساحة ما لاستكشاف مياهها الجوفية، كان يحمل عصاة (سلم) أخضر، يبدأ بوضع طرفها على الأرض وينحني على الطرف الآخر واضعا إياه بجوار أذنه ، ينتظر لحظاته في هدوء وصمت ثم يحدد نسبة المياة تحت منطقة عصاه ، بعد ذلك يبدأ في التحرك تدريجيا ويقوم بتحديد دائرة كبيرة ثم يبحث في مركزها ويحدد (النقطة) التي تتمركز فيها (عين الماء) في المنطقة،
حدس (بيله) أو حاسته السادسة والأربعين لم تخفق يوما أبدا ، فعندما كان الناس يجهلون أمره ويتجاهلون نصائحه كان يصدق كلامه للجميع عند النتائج، حكي لي جدي (الفكي عثمان) ، أنه قضى في وادي (الهواد) ستة أشهر يبحث عن الماء، وكان معه ثلاثة من (الحفارين) الأشداء أنفق عليهم كل ماعنده دون أن يجد ضالته، يقول أن (بيله) كان يمر عليهم في غدوه ورواحه وينصحهم بقوله ( المكان ده مويتة دايرة خمسين راجل عشان تطلع، وكان طلعت العين مابتديكم سنة) ، وفي الثانية يقول: ( حا يلاقيكم حجر الكراكة مابتكسرو) ، وفي آخر بئر حفروها مر عليهم (بيله) وقال: ( الحتة دي بالزات كان حفرتو للسنة الجاية مابتطلع ليكم موية) ، ولكن جدي ركب رأسه وأصر على مواصلة الحفر في الأخيرة ، قال أن حفر تلك البئر تجاوز عندهم ال 60 رجلا وما (جابت ولا حبة لين) ، بعد ذلك جاء جدي لـ(بيله) وطلبه طلب لكي يحدد مكان العين، وفعلا خلال ساعات وضع لهم عصاه في منطقة لم يحفروا فيها سوى 10 رجال إلا وتدفق الماء غزيرا ، عمنا (ود الشول) قال أن بئر جده التي أنفق فيها الملايين ما زالت تقف دليلا على كرامات (بيله)، ذلك أنه على بعد أمتار قليلة منها حدد (بيله) مكان البئر الجديدة والتي كانت قبلة لكل أهل المنطقة يردون منها الماء حتى وقت قريب وعمقها لا يتجاوز نصف عمق البئر الأولى.
بهذه الحاسة الغريبة كان (بيله) دليلا لكل أهل البادية حتى منطقة أم شديدة ، وساهم بهذه الموهبة في حل كثير من مشكلات المياه ووفر كثير من الجهد والمال كان سينفق في البحث عن مواقع المياه في الأرض ، وأغلب ظني لو كان (بيله) موجودا بيننا الآن لكفانا شر (همبتة) وتكاليف الشركات الأجنبية التي تنفق من مواردنا المليارات بحثا وتنقيا عن النفط.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! (Re: عمر التاج)
|
تحية عطرة، وشكرا للاخ تاج م إبراهيم
Quote:
وماذا عن الذين بعرفون الوقت والانجاهات بالنظر لنجوم السماء
ثم ماذا عن الذين بعرفون توقيت العينة والسيل؟
ثم ماذا عن النبؤات--- اعتقد هذه ليست لها علاقة بالحدس إنما بالوح الالهي ( لاهوتيا) وبالفيض الالهي كما في الاسلام.
والنبي هو ما يتنبأ بالحدث قبل وقوعه وليس بعد حدوثه
وحاول بعض المحدثين الخروج من ورطة تعريف النبي والرسول بأن أفتوا بأن النبي هو من أوحي إليه برسالة ليعمل بها في نفسه فقط أما الرسول فإنه ارسل برسالة ليعمل بها في نفسه ويبلغ بها قومه- أي أنه نبي ورسول في آن واحد
|
لا خلاف على كلامك
بيد أني أعتقد بأن الاهتداء بالنجوم ومعرفة وتقلبات الطقس ومواعيد العين وكذا أقدار الرجال والكائنات
يمكن تصنيفها في قائمة الفراسة أو العلم أو الحكمة ، بينما الحالات المطروحة حتى الان أشبه بالسحر
أوهي حواس أكثر قدرة من المعهود والخوارق لذا أسميتها بالحاسة ال 45 ..
مع ودي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! (Re: عمر التاج)
|
البعض يشير إلى أن هذه الظواهر ضربا من الماورائيات أو علم ما وراء الطبيعة
ولكن يقيني بأنها حواس مضافة لبعض الناس ولا علاقة لها بالسحر أو الأرواح
مثلها في ذلك مثل الذكاء الخارق والقدرة التخزين والاسترجاع السريع للمعلومات الحسابية
وقصتنا التالية عن قريبي عوض الله تعزز من هذه الفرضية ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! (Re: عمر التاج)
|
سلام
صديقي وجاري مجدي حسين( بيرتو) قال لي معاي ضيف قلت لي جيبوا وتعالوا نصلي المغرب ونشرب شاي ..فعلا وصلني مع ضيفه البصير وعرفني عليه قالا..دا شيخ محمد...مهم بعد الصلاة وبدينا نشرب الشاي وصل( المستتير).. وقال سلام...رد شيخ محمد اهلا ومرحب تعال
امسك ليك حبة من السبحة دي..فعلا اختار حبة...فقال له شيخ محمد...ابوبكر محمد احمد عباس...كلية البيطرة...فقاطعنا المستنير...دايرين تعملوا فيني مقلب كلمتو بمعلوماتي...قلت ليه يا شيخ محمد كلموا بالمعلومات المابنعرفا نحن..قال ليه فلانه وفلانه...زولك قال ليه خلاص كفاية...ونحن ميتين من الضحك...لي يوم الليلة المستنير قال دا علم بيدرس...ههه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الحاســـــة الخامسة والاربعون ! (Re: عمر نملة)
|
مرحبا عمر نمله
المستنير اكيد اعتبر ده نوع من الشعوذه ومن يومها بقى زول طبيعه بس هههه
انا اتخيل لي الشعوذة والدجل ما عايزه قدرات ونبوغ بقدر ما محتاجة شجاعة وحيلة
وكذلك التعامل مع الارواح والجن والسحر .. معاني مرادفة للكرامة ومضادة لها في اتجاه الايمان
وكل هذه اعتبرها مؤثرات خارجية لاتنبع من قدرات الانسان نفسه
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عمر التاج
نعمات عماد
عمر نملة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست