حركات دارفور في ليبيا. ماخفى اعظم

Quote: ربما لا تبدو الصورة واضحة تماماً للكثيرين ممن يترامى إلى مسامعهم الوجود المسلح للحركات الدارفورية في ليبيا. صحيح إن هذه الحركات ومنذ سقوط نظام القذافي اجتذبتها العمليات العسكرية والنزاعات الداخلية هناك وسارعت بشد رحالها إلى هناك، فالسلاح متوفر، والمال متوفر، والمناخ العام ملائم لها طالما أن مسارح العلميات في السودان وفي إقليم دارفور ضاقت عليها وأصبحت تتحاشى مواجهة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذا الواقع صحيح ولكن بالمقابل لا يعرف الكثيرون كم هو عدد هذه الحركات وجنودها وما هو عدد آلياتها وأين تمارس نشاطها؟ و ما أثر أنشطتها على مجمل الأوضاع في ليبيا . وتشير متابعات (سودان سفاري) إلى أن عدد قوات الحركات المسلحة الدارفورية في ليبيا يتراوح ما بين (850 – 1000) مقاتل يستخدمون حوالي 150 إلى 200 آلية عسكرية تتراوح ما بين السيارات المسلحة والشاحنات الثقيلة! وتفضل هذه الحركات ممارسة أنشطتها في مواقع محددة -لسبب أو آخر- فعلى سبيل المثال -بحسب المصادر المحلية الليبية- فإن هذه الحركات تفضل مناطق النفط وتنتشر في حوالي 12 منطقة مثل منطقة حقل (ذلة) النفطي المعروف ثم منطقة (الرجمة) الواقعة في منطقة بنغازي، تليها منطقة (سبها) ثم منطقة (الليثي)، وكذلك منطقة (المرج) و (الشعلة) و (أم الأرانب)، و (أباري) و (ربيانة) غرب مدينة الكفرة، ومنطقة (أبو رزيق) و (الواو الكبير والفوار) ومنطقة (الخليج), وهي حقل نفطي يقع شرق الشعلة و السرير. أما طبيعة أنشطتهم فهي مساعدة قوات (الكرام ) التابعة للواءا حفتر كما هو معروف، كما تساند قوات قبيلة (التبو) في حربها ضد قبيلة الطوارق بجانب قيامهم بتهريب الوقود، وممارسة النهب وقطع الطريق بين الكفرة وبنغازي بالإضافة لعمليات الخطف والمطالبة بفدية مالية! كما أقامت بعض هذه الحركات نقاط تفتيش وإرتكاز بتحصيل أموال (جبايات) أما أشهر الذين يتولون هذه العمليات بالتنسيق مع المجموعات المتنازعة اللبيبة شخص يدعى (صقراني) مزدوج الجنسية (سوداني تشادي) وآخر يدعى (بخيت بشير عثمان). أما من الجانب الليبي المقدم في الجيش يدعى (مبروك حنيش) إضافة الى (ناصر) و (فرج أبو شعلة). هناك أيضاً (عثمان موقو) زغاوي و يوسف زكريا الذي يعمل كسائق شاحنة. الإغراءات التى تدفع هذه الحركات للقيام بأنشطتها كثيرة جداً أقلها مرتبات ثابتة عالية القيمة، أسلحة، سيارات، كما أن لهم الحق في إمتلاك ما يغنمونه في المعارك، وفي بضع الأحيان حينما لا يتوفر المال- يتم منحهم مواد بترولية لبيعها والاحتفاظ بالمقابل! وما من شك إن هذه الأنشطة هدفها تقوية هذه الحركات وتشوين نفسها وإعادة ممارسة أنشطتها داخل السودان. ويقول البعض أنهم ينتظرون وصول عدد سيارتهم العسكرية إلى حوالي 300 سيارة للعودة وممارسة أنشطتهم في دارفور! وعلى ذلك تبدو هذه الأوضاع المثيرة القلق -سياسياً وأمنياً- تشكل تهديداً لأمن المنطقة القومي من جهة، وتشكل في الوقت نفسه وضعاً أمنياً سالباً للإقليم، وفيما يبدو أن العالم وفى مقدمته مجلس الأمن الدولي غافل أو متغافل عن كل ذلك، ولكن من المؤكد أن السودان يضع نصب عينيه كل ذلك ويتحسب بإستراتيجية حازمة تصون أمنه القومي!