كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
العزيز سامي عبدالوهاب مكي التحية والإحترام شاكر مرورك ومتابعتك وهذا التقريظ والثناء وإني لفخور بذلك مثل كلماتك الطيبات هذه هي وقودي ومحركي لبلوغ غايتي في الرحلة أطمئنك أنا ولله الحمد أكتب من الذاكرة ولم أسجِّل شئ عن الرحلة قط بلا شك سيكون فات علي إيراد بعض الوقائع فلا يمكن للذاكرة أن تحيط بكل الأحداث التي وقعت قبل ما يقارب العشرين عاما لكني إستعنت بالموسوعة الحرة في جمع بعض المعلومات العلمية عن تشاد وأفريقيا وكما تلاحظ فإني أقفز فوق المراحل حتي لا يصاب القارئ الكريم بالملل لكن لو أردت أن أحكي كل مشاهداتي عن الرحلة لإستمر هذا البوست أعواماً إشادتك ألقت علي حمل ثقيل من المسؤولية في البوستات التي أزمع كتابتها مستقبلاً بإذن الله لك مودتي الباقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
شكراً يا جنابو محمد الحسن ، حقيقة سعدت بقراءة هذا البوست الجميل والذي أعتبره واحة في صحراء هذه الفترة القاحلة من البوستات التي تريح الأنفس .
وكثيراً ما أدير وجهي لتلك البوستات التي تحمل الشتائم والاساءات وما يحزنك أنهم بلغوا من الكبر عتياً .
شكراً للسياحة الجميلة ونحن ننتقل في أرجاء بلاد حبيبة إلى أنفسنا ونحن جلوساً خلف شاشاتنا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: ولياب)
|
العزيز ولياب التحية والإحترام أسعدني مرورك ومتابعتك وتشجيعك أضم صوتي إلي صوتك أن يكف الإخوة الأعضاء الكرام عن الخصام والتناحر وتبادل الإساءات فلو أن كل واحد منا أسهم بما يفيد الآخرين لعاد هذا الموقع إلي ألقه ورونقه وروعته التي عُرف بها علي مر السنوات نحن هنا لنتعّلم من بعضنا البعض وننقل خبراتنا وتجاربنا إلي بعضنا البعض وللقراء الكرام من بعد يقيني أن هناك عدد كبير من الأعضاء الكرام يقدم ما يفيد الآن وآمل أن يلحق بهم ما تبقي من الأعضاء المحترمين لك الود والتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
الآن نحن في الدوز أو الكيلو ١٢ بالفرنسية وهو الميناء البري للعربات المتجهة إلي السودان يقع في الطرف الشمالي لمدينة بانقي وهو سوق شعبي عامر وهو كذلك سوق الماشية الرئيسي في بانقي توجد في الدوز سلطات الجمارك والغابات أو الأوفريه بالفرنسية وهي الجهة المختصة بإصدار رخص تصدير البن كما توجد سلطات الصيد والجندرماري وغيرها معظم اللواري التي تعمل علي خط بانقي نيالا كانت ماركة نيسان وهي عربات قوية وفعَّالة أثبتت وجودها في هذا الطريق وغيره وهي حمولة ١٠ طن أحياناً يمسح لها بزيادة طن أو إثنين من البن وكذلك باقي العربات يتم التأكد في الدوز من حمولة العربة بوقوفها علي ميزان أرضي فيوضِّح حمولتها بالضبط بالإضافة إلي اللواري النيسان العادية هناك النيسان 6 حمولة ١٥ طن وإن كان بأعداد أقل كثيراً من النيسان العادي وهناك لواري ال ZY حمولة ٢٥ طن وهي رغم حمولتها الكبيرة والمرغوبة إلا أن عددها قليل جداً لأن حجمها كبير ومعظم الكباري المبنية علي الأودية والخيران مبنية من الحطب بالأيدي بواسطة الأهالي ولا تتحمّل الشحنات الكبيرة إذ أنها كثيراً ما إنهارت أو سقطت منها العربات ذات الحمولة العادية لذلك الطريق الأفضل للعربات ذات الشحنات الكبيرة هو طريق بانقي تشاد الذي لا توجد فيه مثل هذه الكباري و من الغرائب رغم كثرة الباعوض في بانقي لا يوجد باعوض في الدوز ويبدو أن السبب هو عدم وجود المجاري معظم الرعاة السودانيين الذين يجلبون الماشية للتجار من السودان وقد تستغرق الرحلة حوالي شهرين يسكنون الدوز قريباً من مواشيهم وقريباً من السوق أثناء طوافي علي سوق الدوز لفت نظري لحم القرود المعروض للبيع حيث تجد القرد كاملاً مسلوخ ومعلّق للعرض وأغلبها تنبعث منه روائح منفِّرة حيث مضي علي معظمها أيام وليالي منذ إصطيادها! علمت أن البعض من سكان أفريقيا الوسطي من غير المسلمين يأكلون القرود أعتقد أن المأكولات مثل الثقافة مثل الفن وهو ما يعتاد عليه الإنسان منذ الصغر فما يراه شخص طعام مستساغ قد يراه غيره بخلاف ذلك علي أية حال قبيل الغروب بقليل تحرك كنڤوي لوارينا تاركاً بانقي خلف ظهره ميمماً شطر السودان الطريق حتي سبيت حوالي ١٢٠ كلم أسفلت مررنا بقرية ضمرا في منتصف السكة وبتنا ليلتنا تلك في مدينة سبيت وهنا المدن عبارة عن قري كبيرة غداً نواصل الرحلة بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
العزيز محمد الحسن حمدنا الله لك التحايا و شكرًا جميلًا علي هذا البوست الرائع الذي صببت فيه جل مواهبك في الكتابة و السرد و خبرات حياتية أضافت لقراء المنبر الكثير من المشاهدات التي تسهم بلا شك في رفع الوعي بعلاقة السودان بدول الجوار الغرب افريقي . مدينة نيالا اسميها ( دبي السودان ) و ذلك الاسم ليس انحيازًا لأجل حبها الذي يسري في القلب و لكنها بكل مقاييس الجغرافيا و التاريخ و الاقتصاد تستحق أن تنال تلك المنزلة السامية التي لا تنافسها فيها مدينة سودانية أخري ، فهي ميناء برّي يمكنه أن يقدّم للسودان ما تعجز عن تقديمه الموانئ البحرية في دول أخري ، فالعديد من دول غرب افريقيا تنقصها منافذ علي المحيطات و البحار و لنيالا امتياز خاص في مدّ تلك الدول بالبضائع و السلع التي لا تتوفّر الا باسواق الدول التي لها موانئ و شواطئ بحرية تربط الجغرافيا بالاقتصاد ، و رغم ابتعاد مدينة نيالا عن الموانئ البحرية بالسودان الاّ أنّها تمسك بمفاتيح تصدير الكثير من المنتجات السودانية الي خارج الوطن و اولها الملح و الذي كما تعلم فإن لكثرته بالسودان يّضرب به المثل عند الحديث عن انخفاض قيمة الشئ فيقال ( لاقيها ملح ) و رغم رخص الملح بالسودان الا أنّه سلعة في غاية الاهمية ببعض دول غرب افريقيا و منها تشاد ، و هنا تحضرني قصّة حكاها لي أحد اخوتي و قد كان يعمل في شركة هندسية سودانية كان لها فرع بدولة تشاد تم انتدابه اليه لبعض الوقت ، و قد حكي له المهندس المشرف علي المشروع السوداني بتشاد أنّه قد واجه مشاكل لا تشابه مشاكل المدراء الآخرين . إذ أنّه كان موكل بتأسيس مكتب الشركة و قد كان اول المبعوثين من الشركة الي دولة تشاد ، و عندما كان يؤدّي دوره المهني كمدير مشروع سوداني بتشاد - كان عليه أن يقوم بالكثير من الاعباء بما فيها تعيين العمال و الموظفين و تحديد موقع مكاتب الشركة و تحديد ملامح المكتب و شراء المواد اللازمة لبنائه و المتابعة مع المقاولين و البنّائين لضمان اكمال العمل ثم الاشراف علي عمليات الطلاء و مد المياه و الكهرباء و كل عمليات التأسيس بجانب عمله التقني كمهندس بترول ، و عند بدايات المشروع قد قام بشراء ( الخرسانة ) لاستخدامها في عمليات رصف الارض و صب الخرسانات و البناء - و في اليوم الاول لشرائها و عند الليل و عندما كان نائمًا ايقظه صرير عالي الصوت و عندما خرج من مسكنه ليترصّد مكان الصرير ، لَفَت نظره عدد كبير جدًا من الحمير البريّة و التي قدّر عددها بمائة حمار و جميعها كان موجّهًا رأسه نحو الارض ، و حينها لم يفهم مدير المشروع العلاقة بين هذا العدد الهائل من الحمير و بين صوت الصرير العالي الذي ايقظه من النوم ، و عندما اقترب اكثر وجد أنّ الحمير المائة ٠ (بحسب تقديره ) قد اندفعت جميعها لقضم ( الخرسانة ) التي جلبها للبناء بالنهار ، و حينها احسّ برعب كبير لأنّه لم ير مثل هذا المشهد من قبل ( حمير تأكل الحجارة ) و عندما اصبح الصباح سأل بعض السودانيين القدامي فساعدوه في حل اللغز الذي حيّره و ظل يفكر به طوال الليل و قالوا له إنّ الحمير بهذه البلاد تحتاج الي الملح و لم تجده في مكان آخر سوي هذه الحجارة و لذلك فإنّها تأكل الحجار ، و حينها قرّر أن يشتري جوالات ( خيش ) ليغطّي بها الحجارة و قد قال لأخي إنّه خاف أن تقضي الحمير البريّة علي الحجارة قضمًا بالفم و سيعجز حينها أن يقنع مدير الشركة بأنّه قد اشتري ( الخرسانة ) و لكن اكلتها الحمير . و هذه القصة باعتقادي أنّها وحدها تكفي للوقوف علي حجم الخسائر الاقتصادية التي يتعرّض لها وطننا جرّاء ضعف مقدرات حكوماته التي لا يجمع بينها جامع سوي التقصير في حق اقتصاد و مواطن هذا الوطن الجميل. لك الشكر عزيزي محمد الحسن ، علي فتح هذه النافذة المضيئة التي تشرح الي ايّ مدي تقف دارفور علي هامش التجاهل و التهميش رغم امكانياتها الاقتصادية التي تعجز عن اللحاق بها حتي عاصمة السودان . كما أنّ البوست يوضح ملامح التشابه بين دول غرب افريقيا و بين السودان ( كما اشارت الي ذلك الاستاذة نور تاور ) ، فحتي القبائل هي نفسها و ان اختلف الاسم او اختلفت اللهجة او اللغة او الملامح و السحنات ، فالسودان لا يمكن فصله عن محيطه الافريقي بأي حال و حينما يتم ذلك الفصل قهرًا فستكون النتيجة الطبيعية خصمًا كبيرًا علي اقتصاد و مكانة و هوية انسان السودان كما يؤكد ذلك واقع الحال المّعاش .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: وليد زمبركس)
|
الحبيب إبن مدينتي الفاضلة وليد زمبركس التحية والإحترام زيارتك لهذا البوست قيمة مضافة ولا شك كيف لا وقد عُرف وليد هنا بأنه فارس قلم أينما يوجهه يأتي بخير كان ذلك في مجال السياسة أو الإقتصاد أو الجغرافيا أو التاريخ أو الأدب فأنا متابع جيّد لما تكتب هنا منذ سنوات ولم أكن وقتها عضواً بسودانيز أون لاين أنا ممنون وشاكر لوجودك هنا ولإضافتك ذات القيمة الكبيرة لموضوع البوست وأوافقك تماماً في أن مدينة نيالا إذا ما وجدت بعض ما تستحق من إهتمام لأسهمت في الإقتصاد السوداني ببلايين الدولارات ولأحالة نفسها ودارفور والسودا لمناطق جذب للسكان والمهاجرين بدلاً أن تكون منطقة طاردة كما هو الحال اليوم حيث هاجر معظم سكان نيالا إلي الخرطوم يلتمسون الأمن والعلاج والخدمات والدراسة لأطفالهم وذلك بفعل بؤس السياسات الإقتصادية التي أدت إلي هجرة الريف في كل السودان والإتجاه إلي الخرطوم لتتعطّل الأيدي المنتجة ويتواصل الإقتصاد في التقهقر علي ذكر الملح فهو كذلك من السلع الأكثر طلباً في أفريقيا الوسطي وكل الدول الأفريقية المغلقة البعيدة عن البحار والمحيطات وبالتالي فهو تجارة مربحة ولو أنه تم ربط بورتسودان نيالا عدالفرسان رهيد البردي أم دافوق بانقي بشارع أسفلت ومثله لأنجمينا في تشاد لإعتمد السودان في ميزانيته علي الملح فقط دع عنك باقي السلع الصادرة والواردة ولكن غياب الرؤية لن يجعل إلي ذلك الحلم سبيلا لك مودتي الباقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
يُولي المسافرون علي هذا الخط أمر الطعام المحمول معهم إهتماماً كبيراً خاصة عند حلول فصل الخريف فيما يُعرف بكرتونة الزُوادة وهذه الكرتونة تُماثل جراب الحاوي تماماً فهي تحتوي علي كل المتوفِّر من الأطعمة في الأسواق من اللحوم الطازجة إلي اللحوم المجفّفة( الشرموط) إلي الويكة والبصل والبهارات والفواكه والخضروات والمعلّبات مثل الساردين والتونة والمربة والطحنية والدقيق بأنواعه لصناعة العصيدة وربما الرغيف وغير ذلك من المواد الغذائية كثير وعادةً ما تكون الكمية المحمولة كبيرة تحسباً لأن تأخذ الرحلة فوق الأسبوع وأحياناً قد تصل مدة الرحلة إلي شهر أو يزيد ورغم هذا التحوّط كثيراً ما ينقطع الزاد أو بعض الأصناف الضرورية رغم أن مجموعة العربات المسافرة معاً يستعينون ببعض عندما يحدث نقص في صنفٍ ما أو ينفد الزاد لدي البعض أذكر في سفريتنا هذه والتي إستمرت لحوالي الأسبوعين إنقطع الشرموط فكانت الخبرات المتراكمة حاضرة حيث تم إستخدام الساردين كشرموط وتحميره بالبصلة كالشرموط تماماً وتقديمة كملاح سارين مع العصيدة وهي أول مرة أتذوّق فيها مثل هذا الملاح اللذيذ😀حكي لي أحد الأصدقاء الذين يعملون في هذا الخط أنه ذات مرة في الخريف إنقطع عنهم الزاد تماماً مما إضطراهم إلي إستخدام خيش الشوالات كشرموط وليس تلك هي المرة الوحيدة بل فعلوا ذلك مرات عديدة! أخذت كلام صديقي بحذر وإن كان البعض عضّض روايته! غادرنا مدينة سبيت وشارع الأسفلت صباحاً مررنا علي قرية دِكوة ثم مدينة كاكا بندرو حيث أمضينا النهار وحتي هنا الشارع مبتل ولكن لوجود الردمية في بعض أجزائه كان سالكاً غادرنا كاكا بندرو عصرا للوقوف حوالي الساعة عشرة ليلاً في منتصف الخلاء للمبيت تحلّقنا في الأسرّة بعد صلاة العشاء في إنتظار تناول وجبة العشاء والشاي وبعدها تسامرنا علي ضوء القمر إلي أن إستسلمنا لسلطان النوم في جو منعش وعليل لكن كان موعدنا الصبح مع الكلاب الوحشية😳 أليس الصبح بقريب؟ نشوفكم بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
بعد صلاة الفجر وشراب الشاي بدأت محركات اللواري في الدوران للتسخين تمهيداً لمواصلة الرحلة بينما إنهمك المساعدون في رفع الأسرّة ومعدات الطعام إلي اللواري شاهدنا حيوانات في حجم الكلاب وهي رابضة علي بعد نحو مائة متر في شارع العربات الرئيس قال المسافرون أن هذه الحيوانات سُمُوعة والمفرد سِمِع كما يسميها البقارة في دارفور وهي الكلاب البرية أو الكلاب المتوحِّشة وللدِقّة فهي من حيث الشكل أقرب إلي الذئب أو المرفعين كما هو معروف في دارفور فهذه الكلاب البرية ذات آذان كبيرة ولون جلدها مائل للصُفرة عليه نقاط كبيرة سوداء وليست كالنقاط الصغيرة السوداء الموجودة علي جلد الفهد والشيتا ولا أقول علي جلد النمر كما نعتقد خطأً في السودان فمبلغ علمي أنه لا وجود للنمر في أفريقيا إنما الموجود هو الفهد والشيتا والأحذية التي ينتعلها السودانيون المشهورة بمراكيب النمر هي في الواقع مراكيب فهد وليس نمر فالنمور موجودة في آسيا ولون جلدها مائل للصُفرة أو الحُمرة مع خطوط سوداء وليس نقاط الذي أعمله أن النمر المنقّط الوحيد هو الجاغوار الموجود في أمريكا هذه مجرد معلومات عامة فأنا لست متخصصاً في علم الحيوان ولا الحياة البرية ولا حماية البيئة لذلك أرحب بالتصويب أو الإضافة لما ذكرت معذرة لهذا الإستطراد الذي جاء عفو الخاطر نرجع لموضوعنا إقترح بعض رفقاء الرحلة أن نحمل بعض أغصان الشوك الملقاة قريباً علي الطريق ونذهب في إتجاه الكلاب البرية لطردها من الطريق ولقد عملنا بالنصيحة وذهبنا في إتجاه الوحوش ونحن نصرخ جر جر😀 لكن يبدو أن صراخنا وقع في آذان صمّاء وعندما صارت المسافة بيننا والكلاب حوالي ٥٠ متراً فقط هتف هاتف من بيننا أن إرجعوا فهذه الكلاب خطرة وقد تهاجمكم😳 شلنا شوكنا رجعنا بيهو😀 أو كما قال الفنان مجذوب أونسة بتصرُّف تحرّكت اللواري في إتجاه الكلاب البرية وعندما إقتربت اللواري بنحو عشرة أمتار فقط من الشارع تحرّكت الكلاب متثاقلة إلي طرف الشارع غير عابئة بأزيز محركات السيارات التي تئن تحت وطأة حمولتها الثقيلة ولا بصراخ المسافرين من علي اللواري هذه الحيوانات حسبما سمعت مراراً أنها شرسة وسريعة جداً حيث تتفوّق علي الغزلان في السرعة وأنها أثناء مطاردتها لفريستها من الغزلان تّمزِّق بطن الغزال وتأكل أحشاءها وهي جارية😳 لذلك معنا كل الحق إن تراجعنا عن طردها من الشارع ولمن أراد الإستزادة من القراء الكرام في موضوع الكلاب البرية فعليه باليوتيوب فقد قدمت ناشيونال جوغرافيك أبوظبي فيلماً وثائقياً مميزاً عن الكلاب الوحشية تمنياتي بمتابعة ممتعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
وصلنا مدينة أمبري وهي شبه مدينة كبيرة توقفنا لبعض الوقت وواصلنا المسير هناك وحل لكن لا يتجاوز الساعة ساعتين لذلك لن نقف عنده كثيراً مررنا علي قرية بنقورا ثم مدينة أنديلي وهي مدينة كبيرة تقضي فيها اللواري القادمة من السودان أياماً لبيع ما تحمل من بضائع فيها سوق مزدهرة خاصة أيام الصيف بعض اللواري تبيع كامل شحنتها هنا وتذهب إلي بانقي فارغة بغرض شحن البن فقط لكن معظم العربات يصل بانقي ولا تزال مليئة بالبضائع بتنا ليلة بأنديلي ثم توجهنا إلي منطقة كبري الصيد التي سُميت بهذا الإسم لتكاثر الصيد حواليها خاصة الجاموس وأبوعُرف كما توجد أفيال في المنطقة شاهدنا الجاموس وأبوعُرف والكاتمبورو لكنا لم نحظ بمشاهدة الأفيال لكن عثرنا علي روثها وهو حديث مما يعني أنها مرت من هذا الطريق منذ لحظات وليس بعيداً من هنا توجد محميات الصيد التي تشرف عليها شركات فرنسية وهي منطقة ممنوع دخول العربات أو الأفراد إليها ماعدا السيياح وبأذونات خاصة وتوجد فنادق ريفية لإستضافة الزوار وعربات مكشوفة لنتقّلهم داخل المحمية لمشاهدة الحيوانات البرية النادرة هذا المنطقة يمسيها البقارة السودانيون بالممنوع لأنهم محظور عليهم دخولها لكنهم يدخلونها رغم ذلك لإصطياد الفيل والزراف وغيرها ولأن المنطقة شاسعة جداً نادراً مايتم القبض عليهم لكن من يتم القبض عليه فالعقوبات صارمة تشمل السجن والغرامة الباهظة لذلك يقاوم الرعاة القبض ولأنهم يحملون أسلحة نارية كثيراً ما تسببوا في مقتل وجرح العديد من حرس الصيد الأفارقة الأمر الذي سبب الكثير من المضايقات للبقارة الذين يصطافون في أفريقيا الوسطي بل دفع بعضهم حياته ثمناً لذلك المنطقة التي نتجه إليها الآن وهي كبري الصيد وبعدها منطقة فكاكا ثم منطقة قوردين وأنديفا حتي ترنقولو ومامون وإنجليس وبيراو وهي المدينة الحدودية مع السودان كل هذه المنطقة منطقة وحل وهي عبارة عن بُوطة وهي الأرض الطينية وفيها شجر وتمسك الماء كمستنقع وليس هناك طريق بديل لتسلكه العربات لأن الطريق قائم وسط الغابة ولأن سيناريو الوحل متكرر في عبورنا لهذه المناطق ولأننا قد نقضي اليوم واليومين والثلاثة ولم نقطع كيلومتر واحد لذلك سأجمل فيما يلي عمليات الوحل التي تعرضنا لها وكيفية الخروج منها في مداخلة واحدة تعطي القارئ الكريم فكرة عما يحدث وبالتالي يستطيع تخيّل حدوث ذلك مرة بعد مرة حتي بلوغنا أم دافوق الأفريقية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش (Re: عصام دهب)
|
سعادة المستشار عصام دهب التحية والإحترام سعيد بمرورك وسعيد بإشادتك وأنت من المخضرمين في سودانيز أون لاين لك فيها صولات وجولات مشهودة لذلك لشهادتك معني لكن ياوجيه إختفيت من سودانيز أون لاين والفيس بوك فترة طويلة آخر أخبارك من الفيس إجازتك في الأبيض أب قبّة فحل الديوم والشمطة مع بتاع الحركة في الخرطوم😀 موضوع الكتاب دا أخوك من الهواة وليس من المحترفين عشان كده ما باكل عيش مع الفطاحلة😀 تبلغ تحياتك للأخ نزار الفاروق مع تحياتي لسعادة اللواء شرطة أزهري دهب وأرجو أن تقنعه بكتابة مذاكراته فللرجل كنز من الذكريات والمشاهدات والخبرات التي تستحق أن تُروي لا أن تبقي حبيسة الصدور مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
علي أن زائرتي ليس بها حياء كزائرة المتنبئ التي تزور في الظلام فقد زارتني نهاراً وأرتني نجوم القايلة ( النهار ) إنها الملاريا الحمي المنتشرة في أفريقيا الوسطي ومعظم المسافرين يصابون بالملاريا في مرحلةٍ ما من السفرية إما في الذهاب أو الإياب وربما أكثر من مرة ومنهم من إستوطنت الملاريا في جسده فلا يكاد يشفي منها حتي تعود إليه مجدداً الملاريا في أفريقيا الوسطي من النوع القوي لذلك لا تستجيب لأدوية الملاريا التقليدية العاملة عندنا في السودان وقتها من كلوركوين حبوب وحقن لكن هنا يستخدمون حقن الفانسيدار والمستخدمة في السودان أيضاً ودربِّات حقن الكينين وحبوب الكينين لفاعليتها في العلاج لذلك يُنصح المسافرون إلي أفريقيا الوسطي وتشاد ودول أفريقيا الموبوءة بالملاريا بتناول حبوب الوقاية من الملاريا بواقع حبتين في الأسبوع وإلي حد كبير تنجح هذه الحبوب في منع الإصابة بالملاريا لكن مع الإرهاق والوحَل الله أعلم بدأت علي الفور في تعاطي حقن الملاريا ونحن في الطريق إلي مدينة بيراو فلحسن الحظ لا يخلو صندوق الإسعافات الأولية في أي لوري من حقن الملاريا وإبر الحقن وتقريباً معظم الركاب لديها خبرة في حقن المصابين بالملاريا مررنا في الطريق بمناطق مامون وإنجليس وهي مضارب البقارة السودانيين كما أسلفنا وهم عندما يذكرون أسماء هذه المناطق لا يعنون القري عيناً إنما المراعي التي تجاور هذه القري وموارد المياه وهي مناطق شاسعة جداً وأخيراً وصلنا بيراو (دابا) المدينة التي أحببت حيث تصطف أشجار اللبخ والمانجو وسط المدينة جوار السوق نزلنا في الفسحة المجاورة للسوق وهو سوق صغير لكن عبارة متاجر مبنية من المواد الثابتة بصورة منظمّة وصلنا بيراو عصراً وكان الرأي أن نبيت الليلة فيها بغية راحة المرضي والإستجمام وقد كان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
مدينة بيراوو هي عاصمة محافظة فكاكا المحافظة الواقعة علي الحدود السودانية وتبعد حوالي ٧٠ كيلومتراً من أم دافوق السودانية وهي بهذا الوصف مجاورة لدائرة إختصاصي عندما كنت رئيساً لشرطة المنطقة الجنوبية الغربية التي رئاستها في مدينة عدالغنم سابقاً عدالفرسان حالياً بين عامي ١٩٨٤ و١٩٨٦وكنت برتبة الملازم أول وتشمل المنطقة الجنوبية الغربية اليوم محليات عدالفرسان ورهيد البردي وأم دافوق و كبُم و كتيلا لذلك فمدينة بيراوو ليست غريبة علي فقد زرتها في العام ١٩٨٤ ضمن وفد لجنة أمن المنطقة الجنوبية الغربية لبحث مشاكل الحدود بين الرعاة السودانيين وسلطات المحافظة تم ذلك بموافقة محافظ محافظة جنوب دارفور نيالا التي تتبع لها المنطقة الجنوبية الغربية وبعلم وزارة الخارجية والسفارة السودانية ببانقي كان موضوع المحادثات هو شكوي المواطنين السودانيين في أم دافوق من الضرائب الباهظة التي تفرضها السلطات الأفريقية علي الآبار التي يحفرها المواطنون صيفاً في تُردة( بُحيرة) أم دافوق بغرض شُرب البشر والماشية يقول المواطنون هنا أن التُردة بكاملها كانت في زمانٍ مضي كانت تقع ضمن الحدود السودانية لكن إهمال الحكومات السودانية المتعاقبة لأمر الحدود مع أفريقيا الوسطي جعل السلطات الأفريقية تُحوِّل كامل التُردة إلي داخل حدود أفريقيا الوسطي! الشكوي الثانية من الرعاة هي أن السلطات الأفريقية تُعاملهم بقسوة بالعة نتج عنها مقتل رعاة سودانيين في زمانٍ قريب في المقابل تشكو السلطات الأفريقية من دخول الرعاة السودانيين منطقة محميات الصيد الممنوع عليهم دخولها وممارسة الصيد الجائر بإصطياد مختلف الحيوانات المهددة بالإنقراض وإستخدام الأسلحة النارية وفي بعض الأحيان إغتيال أفراد من الجندرمات وحرس الصيد عموماً كانت المحادثات مفيدة وأزالت الكثير من سوء الفهم وعالجت بعض المشاكل التي تليها كسلطات محلية ورفعت ما يتجاوز صلاحيتها للسلطات الأعلي في هذه الزيارة والتي إستمرت لمدة يومين إستضافنا في منزله العامر رجل الأعمال السوداني المرحوم محمد الأُسطي وشقيقه علي الأُسطي هذ الشاب النشط الشهم الكريم المجيد للغة الفرنسية ولغة السنقو اللغة المحلية في أفريقيا الوسطي الذي كان مترجمنا في الإجتماع الرسمي مع السلطات الأفريقية في مكتب المحافظ حيث جري إستقبالنا بصورة مراسمية خارج مكتب المحافظ بواسطة نائب المحافظ وه سوبروفير بالفرنسية وأعضاء حكومته المحلية حيث لم يكن المحافظ وقتها موجوداً بالغ مضيفونا السودانيين في إكرامنا كعادتهم مع كل الوفود الزائرة ولا أنسي أُسرة آل قرْبة وهم أسرة معروفة في التجارة في بيراوو وبانقي والسودان فقد شاركوا في إستقبالنا والإحتفاء بنا كانت تلك هي علاقتي ببراوو لذلك أنا سعيد بأن أعود إليها هذه المرة برغم أثقال الملاريا قبل أن نبرح بيراوو في إتجاه أم دافوق شهدت منظر لابد لي من روايته لأنه لا يزال عالقاً بذاكرتي وكأنه حدث بالأمس وهو وأثناء وجودنا عصراً في الساحة المجاورة للسوق كان هناك أطفال دون سن العاشرة يلعبون كرة القدم جاءت سيدة في حوالي الثلاثين من عمرها وهي تعبر ميدان الكرة مجرد أن لاحظ الأطفال وجود السيدة توقف جميعهم عن اللعب في وضع إنتباه ورؤوسهم محنية إلي الأرض وبقوا كذلك وسط صمت تام إلي أن عبرت السيدة الميدان! هالني ما رأيت فسألت مرافقيّ من الركاب ومعظمهم عالم بأفريقيا الوسطي وعاداتها وتقاليدها فأجابوا بأن هذه المرأة معلِّمة الأطفال في المدرسة وكل المعلمين يعاملون هكذا يا إلهي! ومن أخبر هؤلاء الأطفال بيت شعر أمير الشعراء شوقي قم للمعلِّم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً؟ هذا الدرس كان علاجاً للملاريا فقد أسعدني ما رأيت غاية السعادة وعاد بي إلي أيام المدارس حيث كان إحترامنا لأساتذتنا الأجلاء لا يقل بحال عن ما شاهدت تحركت اللواري في إتجاه أم دافوق وأنا راضي عن بيراوو وأطفال بيراوو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
ومن أخبر هؤلاء الأطفال بيت شعر أمير الشعراء شوقي قم للمعلِّم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً؟ هذا الدرس كان علاجاً للملاريا فقد أسعدني ما رأيت غاية السعادة وعاد بي إلي أيام المدارس حيث كان إحترامنا لأساتذتنا الأجلاء لا يقل بحال عن ما شاهدت تحركت اللواري في إتجاه أم دافوق وأنا راضي عن بيراوو وأطفال بيراوو
شكرا للفتة النابهة والتحية لاطفال بيراو اينما كانوا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: hafiz Issue)
|
سعادة المستشار الصديق Hafiz Issue التحية والإحترام ما قام به أطفال بيراوو علّمني أن القِيَم الإنسانية النبيلة مركوزة في بني البشر بغض النظر عن أعراقهم وألوانهم وألسنتهم ودياناتهم مرورك وإشادتك صديقي لا تقل عن ما فعله معي أطفال بيراوو فقد صنعت يومي مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
في طريقنا إلي أم دافوق الأفريقية مررنا علي قرية كفر قدح التي تتوسّط المسافة بين بيراوو وأم دافوق لكن قديماً قيل من قصد البحر إستقلّ السواقيا وقال المغنِّي القمر بضوِّي شن بلاني بالنجوم وبحرنا وقمرنا يجتمعان في أم دافوق السودانية فما توقفنا في كفر قدح فقد هبّت رياح السودان وما من أحد يستطيع مقاومة قوة الجذب فاندفعت اللواري بما تستطيع من سرعة صوب أم دافوق الأفريقية التي وصلناها عصراً أم دافوق هذه قرية صغيرة لكن بها سوق عامر في أيام الموسم حيث يشهد عمليات بيع وشراء كبيرة للبن بعض اللواري تبيع كامل شحناتها في أم دافوق الأفريقية للتجار السودانيين الذين يستقبلون العربات هنا قبل دخولها حظيرة الجمارك السودانية لتعود اللواري إلي بانقي أو بمبري لشراء البن والعودة مجدداً وذلك كسباً للوقت وعمل أكبر عدد ممكن من الرحلات خلال الموسم في أشهر الصيف لكن معظم التجار يجمركون بضائعهم ويذهبون بها إلي نيالا إما لبيعها فوراً إذا كان السعر مغري أو الذهاب بالبضاعة إلي الأُبيِّض أو أم درمان إذا كان السعر هناك أكثر إغراءً البعض إذا لم يجد السعر معقول في نيالا يقوم بتخزين البن لبيعة في موسم الخريف حيث يتوقّف الوارد من أفريقيا الوسطي وترتفع أسعاره ويعود لإحضار شحنات إضافية من البن أم دافوق السودانية تقف شامخة علي الضفّة الأخري من التُردة( بُحيرة صغيرة) تزيدها أشجار الدليب بهاءً وتضارة والمسافة حوالي ٢ كيلومتر تركنا العربات خلفنا لإكمال الإجراءات المتعلِّقة بالسلطات الأفريقية حيث توجد مكاتب للجمارك والجندرمة والغابات .. الخ وذهبنا راجلين إلي أم دافوق السودانية بعد الغروب بقليل كان سروري عظيماً بالعودة إلي السودان بعد رحلة دامت حوالي أربعة أشهر كان سوق أم دافوق خاصة الجزء الذي توجد به المطاعم يضج بالحركة وهو مضاء بالمولدات الخاصة بتجار السوق المتاجر مبنية من المواد الثابتة والزنك والقش والعناقريب والبروش والأباريق منتشرة في كل مكان جاهزة لإستقبال الضيوف بالنسبة لي أم دافوق ليست غريبة فقد زرتها خمس مرات عندما كنت رئيساً لشرطة المنطقة الجنوبية الغربية وكانت ضمن دائرة إختصاصي وزرتها مرة سادسة أخري ولم أكن علي عجل😀 حيث قضيت فيها أسبوعاً في مأمورية من رئاسة مباحث محافظة جنوب دارفور نيالا حيث كنت أعمل وكانت المأمورية متعلقة بمكافحة تهريب الصمغ العربي إلي أفريقيا الوسطي وبالتالي فإن معظم أفراد الشرطة الذين يعملون هنا وفي كل المدن والقري في الطريق من هنا إلي نيالا هم من الأفراد الذين عملوا معي وأعرفهم ويعرفوني وكذلك الكثير من المواطنين في هذه المناطق ليس بصفتي الرسمية السابقة فحسب ولكن لأن هذه المنطقة من أم دافوق وحتي الحدود مع عد الفرسان هي منطقة أهلي التعايشة فلذلك عندي أكثر من سبب للشعور بالسعادة والإطمئنان وكأنما وصلت إلي منزلي في نيالا الحمدلله إنتهي الجزء الأصعب من الرحلة وبقي الجزء الأسهل ملاحظة لابد من تدوينها وهي أن تجار البن كانوا يشكون من الجمارك الباهظة في جمارك أم دافوق لذلك كانوا يتفادون أم دافوق والذهاب إلي مدينة أم دُخن علي الحدود التشادية لأن الجمارك هناك معقولة! وهو أمر مثير للإستغراب كيف تكون الجمارك مختلفة ولسلعة واحدة في الجمارك السودانية؟ الواضح أن الأمر خاضع للمزاجات أكثر منه قانون ولوائح وسلطة تقديرية بقي أن نعرف أن منطقة أم دافوق وما حولها تقع في منطقة قوز ( منطقة رملية ) دنقو وهي من أكبر مناطق إنتاج الدخن والذرة والفول السوداني والصمغ وغيرها من المحصولات النقدية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
جنابو حمدنالله ، منتظرين تفاصيل عن منطقة ام دافوق ( دبي دارفور) كمنظقة ترانزيت تجاري ضخمة في ذلك الوقت وملامح من سوقها العامر واثر تجارة الترانزيت اقتصاديا واجتماعيا علي المنطقة كما هناك جانب اخر يتعلق بالتمية لقطاع الرحل كون المنطقة مصيف لعدد ضخم من الماشية ،، وهنا اشيرلمشروع وحيد هو توسعة سد ام دافوق الذي انشا خلال العام 98 في التقليل من نزاعات الرحل (بادية : التعايشة والسلامات والفلاتة) اتوقع تسليط الضوء علي هذا الجانب الهام في المنطقة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: hafiz Issue)
|
الوجيه Hafiz Issue بخصوص الحديث عن مدينة أم دافوق وأهميتها الإقتصادية والجغرافية سأعود للحديث عن كل ذلك في بوست منفصل في المستقبل بإذن الله بعنوان كنت رئيساً لشرطة المنطقة الجنوبية الغربية عدالغنم وفيه بإذن الله سأستعرض مدن وقري المنطقة والسكان والجغرافيا والإقتصاد والذكريات تسلم علي المرور والتشجيع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
آثرت قضاء الليلة مع رفقاء السفر والإستمتاع بالنوم علي العناقريب في الهواء الطلق مع السمر حتي منتصف الليل وإستغرقنا من بعد في النوم وكأننا لم ننم من قبل في الصباح وبعد الإفطار وريثما تكتمل إجراءات الجمارك ذهبت إلي قسم الشرطة بغرض التحية والمجاملة ولم أجد الضابط الذي غادر مع بعض القوة في مأمورية ووجدت بعض الصف والجنود منهم القدامي الذين أعرفهم ومنهم الجُدد وقد أحسنوا إستقبالي جلست معهم تحت شجرة العرديبة الشهيرة أمام القسم والمطلِّة علي التُردة وعلي أم دافوق الأفريقية تناولنا العام والخاص وتناولت معهم طعام الغذاء وبعدها جاءت اللواري إلي القسم لتسجيل خروجها ودعت رجال الشرطة وبدأت اللواري في رحلتها نحو نيالا أظن أن اليوم كان يوم السبت وهو يوم سوق أم ادفوق والأحد يوم سوق قرية السنيطة في الطريق والإثنين سوق مدينة طوال في الطريق إلي الرهيد والخميس سوق الرهيد وعدالفرسان أيام الأسواق تشهد المدن والقري نشاطاً تجارياً محموماً حيث يفد إليها الباعة والمشترون من المدن والقري المجاورة بالعربات والدواب وبالأرجل رحلة العربات بين الأسواق الأسبوعية في دارفور تُسمي أم دوَر ور يعني حايمة بإستمرار أول قرية أمامنا كانت قرية أم روق وهي مكان سد أم دافوق الحالي الغرض من بناء السد هو حجز المياه المُهدرة خريفاً ليُستفاد منها في شُرب الإنسان والحيوان صيفاً والإسهام في إستقرار الرعاة السودانيين داخل الحدود السودانية في فترة الصيف الفكرة ممتازة لكن تنفيذ السد تم بصورة بائسة ويبدو أن الغرض من ورائه كان سياسياً أكثر منه إقتصادياً فلم تمض علي بنائه سوي بضع سنوات حتي بدأ جسم السد في التصدّع! علي أية حال وفّر السد كمية مقدّرة من الأسماك لأهل أم دافوق وزوارهم وتلك من حسنات السد بعد أم روق جئنا إلي قرية المسيج أو المسيد كما هو معروف في باقي أجزاء السودان وهو مكان تحفيظ القرآن وهي القرية التي تحرّك منها الخليفة عبدالله التعايشي كما هو وارد في بعض كتب التاريخ مررنا بتُردة (بُحيرة) مرمندي ذات المنظر الأخّاذ وطيور الأوز والحباري وهي منطقة يقصدها الصيادون من رهيد البردي ونيالا وإن لم أكن من أنصار الصيد من ناحية الحفاظ علي البيئة ومن ناحية خطورة عمليات الصيد التي كثيراً ما تنتهي بمآسي وصلنا السنيطة في وقت متأخر من الليل حيث بتنا فيها وقضينا نهار اليوم التالي كذلك لنشهد السوق ونستمتع بالمناصيص ( اللحم المشوي بالبخار) السنيطة هذه مشهورة بإنتاج الدخن والفول السوداني ومحاصيل نقدية أخري تحركنا من السنيطة عصراً ومررنا بالدونكي أم قِدَر الدونكي يعني صهريج المياه ثم وصلنا طوال وهي قرية كبيرة الآن أصبحت مدينة مشهورة بإنتاج الطماطم والصلصة في الموسم بالإضافة إلي الدخن والفول السوداني والويكة وخلافة من المواد الغذائية أدركنا سوق طوال يوم الإثنين وتحركنا صوب رهيد البردي التي وصلناها ليلا ورهيد البردي التي غني لها الفنان صلاح بن البادية من رهيد البردي لوحة هي مدينة جميلة وادعة ترقد بين أحضان الوادي والجنائن رغم أنها عاصمة أهلي التعايشة فلم يتسن لي زيارتها إلا في العام ١٩٨٤ عندما توليت مهامي كرئيس لشرطة المنطقة الجنوبية الغربية حيث تقع رهيد البري في نطاق المنطقة سأمر عليها الآن وعلي باقي المدن والقري في الطريق إلي نيالا مرور الكرام عسي أن أعود إليهم جميعاً في بوست منفصل في المستقبل متناولاً مدن وقري هذه المنطقة والسكان والجغرافيا والمشاكل الأمنية والذكريات لم نتوقف في رهيد البردي حيث كانت محطتنا التالية هي عدالفرسان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: أنور أدم)
|
العزيز أنور آدم التحية والإحترام سعيد بمرورك من هنا كنت أحتاجك بشدة في هذه الرحلة فأنت رجل تتقن اللغة الفرنسية وهي إكسير الحياة في تشاد وأفريقيا الوسطي والدول الفرانكفونية عموماً وجودك في فرنسا لفترة لا شك أعطاك فكرة وافية عن المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا والتقيت بعدد من رعايا هذه الدول ومنها تشاد وأفريقيا الوسطي أتمني أن يسمح زمنك المزحوم بالقراية والشغل علي إطلاعنا علي تجربتك هنا أو في بوست منفصل حسب الظروف مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي تش� (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
غادرنا كفر قدح صباحاً لنصل بيراوو عصراً تناولنا طعام الإفطار وبتنا بها وغادرناها صباحاً لنتناول طعام الإفطار اليوم التالي في ترانقولو والمبيت بها ومغادرتها صباحاً إلي إنديلي إذا كان الطريق موحلاً في هذه المنطقة في بداية الخريف فهو مملاً في فترة الصيف والسبب أن مناطق الوحل تتحول إلي طريق طيني غير مستوي فتسير العربة ببطء ربما لا تتجاوز سرعته الخمسة كيلومترات في الساعة والجو حار جداً أثناء ساعات النهار مع وجود ذبابة أم بوجني وهي كبيرة الحجم مثل النحلة ولسعتها مؤلمة وتتواجد في كابينة اللوري وفي الخلف بكميات كبيرة وتستمر منطقة تواجدها لأيام وتري الركاب كل واحد حاملاً غصناً إقتطعه من شجرة لطرد الذباب أمضينا في المدن في الطريق وهي إنديلي وكاكا بندرو وأمبري وسبيت يوماً في كل مدينة بغرض بيع البضائع التي تحملها اللواري وأخيراً وصلنا بانقي بعد عبور الدوز الميناء البري الذي سبقت الإشارة إليه هذه الرحلة خمسة نجوم من حيث المواد الغذائية التي شملت كل ما يشتهي المرء فقد وفّر الأخ عثمان شنتيري هذه الضيافة المجانية رافضاً أن أسهم بشئ فله مني وافر الثناء والتقدير هذه المرة نزلت في سان كيلو ضيفاً علي إبن خالتي عاصم عبدالقادر الذي أُصيب بطلق ناري في أحداث العام الماضي ولله الحمد فقد بلغ الصحة وباشر عمله في شراء وبيع البضائع القادمة من السودان في حوش سليم ولأن منزل عاصم مجاور للنادي السوداني فقد أصبحت عضواً منتظماً في النادي مساءً منذ صلاة المغرب وحتي الحادية عشر ليلاً مفترشاً البساط والبروش مستمتعاً بقناة الجزيزة والحليب بالنسكافية😋 ولا أعبأ كثيراً بطنين الباعوض أو لسعاته وهو هنا متوفِّر بكمية تجارية ليلاً أو نهاراً كالمرة الفائتة أُقضِّي سحابة نهاري مع السودانيين في سوق الماتالا ( المراتب) والذي لا يبعد أكثر من ٢٠٠ متر من مكان السكن وأصبحت حريفاً في الزوغان من الجندرمات عن حضورهم للسوق الدائم بغرض جمع الآتاوات في فترة وجودي هناك إلتقيت بالصديق عادل علي الشريف وهو من التجار أعيان مدينة نيالا كنا نقضي معظم أوقاتنا مع بعض في السوق أو في منزل أحدنا إتفقنا يوماً علي زيارة البحر الواقع بالقرب من الڤيل الجزء الراقي من المدينة وحيث توجد المؤسسات الحكومية عادل كان يرتدي اللباس الأفريقي الذي يسمي في السودان قرمبوبو الذي عادة ما يلبسه التجار هناك عادل كان يقول لي مازحاً أنا زول باترو😀يعني زول كبير نزلنا من التاكسي الذي أقلنا إلي الڤيل عبرنا الشارع إلي حيث كورنيش النهر وهو نهر أوبانقي الذي يفصل بين أفريقيا الوسطي والكنغو الديمقراطية سرنا بمحاذاة النهر مسافة في إتجاه الشرق لفت نظرنا أنه لا يوجد مارة في الطريق وبعد حين رأيت لافته مرور مكتوب عليها بالفرنسية INTERDIT أظن أن معناها ممنوع الدخول قلت لعادل يا زول أحسن نتخارج من الحتة دي عادل قال يا زول أرح ولا يهمك أنا زول باترو ما في زول بقدر بسألنا واصلنا السير بعد شوية ظهروا لينا جندرمات طبعاً بتكلموا فرنسي ونحن الإثنين لغة فرنسية مافي ماعدا بعض الكلمات لكن كلامهم كان واضح إنو الحتة دي ممنوع التواجد فيها للمدنيين ليه جيتوا هنا أنا حاولت أتكلم معاهم بإنجليزي العِلب بتاعي😀 والموضوع ما جاب نتيجة ساقونا قسم بتاع جندرمات قريب في الجانب الآخر من الشارع في الطريق بقينا نتشاور مع صحبي عادل وإتفقنا إنو الناس ديل دايرين وقروش والموضوع حايكون غرامة في حدود ميتين أو أربعمية ريال ندفعها ونتخارج أهه وصلنا القسم تاني نفس الأسئلة وأفادونا أن المرة دي الموضوع خطير😳عادل بقول لي ياخ قول للناس ديل نحنا نازلين مع ناس الزبير قربة وهم أصحابنا بالفعل آل الزبير قربة أصدقاء عادل وهي أسرة معروفة في مجال التجارة في بيراوو وبانقي ولهم علاقات ممتازة مع كبار المسؤولين في الدولة وهذا هو سبب إطمئنان عادل بعد أن أخطرتهم بذلك برضو مافي نتيجة هنا بدأت علامات الإضطراب علي عادل فالرجل معه حق فهو رجل أعمال وود راحات مالو مال السجن والتلتلة😀 في النهاية طلبوا منا غرامة سمينة وهذا هو مربط الفرس ٢٠٠٠ ريال لكل واحد منا😳 وهو مبلغ كبير عموماً بعد تحانيس شئ إنجليزي وكلمتين ثلاثة فرنساوي وافقوا علي أن يدفع كل منا ألف ريال دفعناها علي الفور ونحن في كامل الرضا ما صدقنا مرقنا من القسم أخدنا تاكسي وسان كيلو راس علي أني ضحكت علي عادل كأن لم أضحك من قبل وأقول ليهو ما قلت باترو😜
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
هذه المرة سافرت والأخ عاصم عبدالقادر إلي مدينة أم بايكي الجميلة التي ترقد في أحضان أشجار المهوقني والبن سافرنا إليها بحافلة عادية ميني بص الشارع مسفلت يشق الغابات المتشابكة في منظر رائع وبديع المسافة حوالي الساعتان أو ثلاث كان الطريق إلي أم بايكي في العام السابق يسيطر عليه المتمردون ويفرضون الأتاوات علي مستخدمي الطريق الآن المنطقة آمنة لكن دفع الأتاوات قائم علي أية حال سواء أكانت نقاط التفتيش يديرها المتمردون أو القوات الحكومية تدفع من سُكات الغرض من زيارتنا إلي أم بايكي هو زيارة الخال أمين الزبير حيث مقر عمله مندوباً لشركة علي سكيكي اللبناني في شراء البن من التجار المحليين والمزارعين وشحنه إلي بانقي حيث يباع جزء منه محلياً ويُصدّر معظمه إلي أوربا عبر ميناء دوالا في الكاميرون كذلك من أغراض الزيارة شراء البن وصلنا إلي سوق أم بايكي وسط النهار السوق صغير لكنه جميل وعامر ومعظم التجار كالعادة تشاديون سألنا عن منزل الخال أمين فدلونا عليه ذهبنا إلي المنزل ولم يكن الخال قد عاد بعد من العمل أحسن القائم علي أمر المنزل إستقبالنا إسترحنا علي الأسرّة في إنتظار الخال أمين علي أنغام الفنان أبوطالب الذي وجدنا الكاسيت الخاص به ضمن آخرين في تربيزة الخال أمين بجوار المسجل وكانت من ضمن أغاني الشريط أغنية الحقيبة ذائعة الصيت أقيس محاسنك بمن؟ سمع الخال إمين بوصولنا فجاءنا مسرعاً بعربته فرحب بنا بحرارة كعادته وتجاذبنا أطراف الحديث ثم تناولنا طعام الغذاء وأخذنا إلي منزل ومزرعة تجار أفروسطي في أطراف أم بايكي والمزرعة مزرعة بن ولأول مرة أشاهد شجيرات البن كنت أظن أنها أشجار ضخمة لكنها أشجار صغيرة كشجرة الليمون أو أصغر جلسنا مع التاجر الأفريقي وبعد تناول العصير الأفريقي ذو اللون الأخضر وطعمه كالنعناع وهناك عصير أخر لونه برتقالي طعمه كالبرتقال وكلاهما مستورد طلب منه الخال أمين شحنة بن لشخصي فوافق علي الفور ويبدو أن بينهما تعاملات تجارية كبيرة لصالح شركة سكيكي عدنا إلي المنزل فرحين بإنجاز الصفقة في هذا الزمن القياسي فبعض الناس ينتظرون شهرا أو يزيد في إنتظار شحنة البن فالطلب علي البن في الموسم كبير وعدد تجار البن المعروفيين في بانقي محدود مثال علي سكيكي اللبناني وعلم السوداني وميرغني السوداني وآل قَربة من أفريقيا الوسطي وإسحق التشادي وآخرين ليسوا بنفس الشهرة وكل التجار من السودان الذين يأتون إلي بانقي يشترون البن من هؤلاء الأشخاص لذلك يكون الضغط عليهم كبيراً ولا يستطيعون تلبية كل الطلبات في وقت وجيز بعض التجار السودانيين يعبر نهر أوبانقي للذهاب إلي زائير ( الكنغو الديمقراطية) لشراء البن من هناك وشحنه إلي السودان باللوري ترانزيت عبر أفريقيا الوسطي كما يذهب كثير من التجار السودانيين إلي مدينة بمبري المدينة المنافسة لبانقي في إنتاج البن لشراء البن من هناك بتنا ليلتنا في أم بايكي وغادرناها صباح اليوم التالي إلي بانقي بقيت في إنتظار البضاعة حوالي أسبوع في هذا الوقت بالإضافة إلي الروتين المعتاد وعندما لا أذهب إلي السوق أجلس في راكوبة مصنوعة من الخشب أمام المنزل ومطلّة علي الشارع العام مع أستاذي للغة الفرنسية وهو صبي في المدرسة الثانوية مسلم من أبناء الفلاتة ويحمل الجنسية الأفروسطية تعلمت منه كلمات وجمل وأنا ممنون له بذلك وصلت البضاعة وغادرت بانقي إلي نيالا والرحلة ذات الرحلة السابقة ناقص وحل وزائد ذباب أم بوجني ولا شئ يستحق الذكر حتي وصلنا نيالا سالمين ولله الحمد وكانت أسعار البن جيّدة بعت بضاعتي ووجدت من يغريني بالعودة إلي بانقي قبل موسم الأمطار ففعلت😀
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
في نيالا إلتقيت بأخي وصديقي تجاني محمد تجاني وهو من أعلام مدينة رهيد البردي وتاجر بانقي ويملك لوري نيسان يعمل بين السودان وأفريقيا الوسطي كان في طريقه إلي أفريقيا الوسطي بعد أسبوعين للحاق الرحلة الأخيرة قبل الخريف فعرض عليّ فكرة السفر معه فوافقت علي الفور وهنا لا داعي لتكرار التفاصيل الخاصة بالتجهيز للسفر وذكر المناطق حتي أم دافوق عند وصولنا إلي بيراوو نزلنا في منزل صديق تجاني إسمه أحمداي رجل فاضل إستقبلنا بحفاوة بالغة يبدو أنه وكيل تجاني في المدينة يوكل إليه قضاء حاجاته فيها ومنها إعداد كرتونة الزوادة الإضافية التي كانت عامرة بالدجاج المحمّر وكل أصناف الطعام المتوفِّرة في بيراو فكما كانت الرحلة مع الصديق عثمان شنتيري خمس نجوم فإن الرحلة مع تجاني تزيد ولا تنقص في بالغ الرجل في إكرامي وخدمتي فله التقدير والعرفان هذه المرة وجهتنا مدينة بمبري لذلك سنسلك الطريق الآخر طريق الحجر الذي يمر علي مناطق دامني، سرقبو، تالا، ونجا وهذه من مصائف رعاة السودان المشهورة ثم ديلي، ودعة جالي، سيليكة، ودعة، بالي، فكة، الباك، بيريا حيث قُتل سلطانها قبل أيام من حضورنا بطريقة بشعة في منزله بواسطة أفراد من قبيلة منافسة ثم أمبرجو، أيبي، تكبرا، أوجي، بمبري وللأمانة فقد إستعنت بالأخ عاصم عبدالقادر في تذكُّر هذه المناطق فمعظمها قد غادر الذاكرة مبكراً بمبري مدينة أصغر من بانقي لكنها جميلة ونظيفة وريفية الطابع المساكن مبنية من الطين والطوب والقش المساكن معظمها في شمال المدينة والسوق المشيد من الطوب والزنك يقع في جنوب المدينة يربط بينهما شارع ردمية طوله حوالي إثنين كيلو متر ضواحي المدينة مشهورة بإنتاج البن وأشهر تجار البن هنا هو حاج دخّرو وهو تشادي وكذلك معظم التجار في السوق هنا إلتقيت بإبن خالي فاروق عبدالكريم في بمبري وهو الآخر تاجر بانقي ويملك لوري نيسان يعمل في الخط وغالباً يعمل لحسابه إحتجت للسفر إلي بانقي فسافرت بالبص البصات هنا قديمة وهي عبارة عن لواري تم تعديلها لتصبح بصات كالتي كانت تعمل في السودان لفت نظري ركوب فردين من الجندرمة معنا داخل البص وهما يحملان بنادق كلاشنكوف وعندما سألت عن السبب قالوا أن هناك منطقة في وسط الطريق توجد في عصابات نهب مسلح يسمونهم هنا زرقينا (بعض المتهمين من الرعاة السودانيين وهذا أدي إلي تعسُّف السلطات الأفريقية في معاملة البقارة السودانيين أو الرعاة الذين يجلبون الأبقار لبيعها في أفريقيا الوسطي )وهولاء الجندرمات حرس للبص! طبعاً إستغربت جداً كيف يجلس الحرس مع الركاب! عموماً تحرك البص الطريق إلي بانقي معظمه ردمية وبعضة أسفلت والمسافة حوالي ساعتين إلي ثلاث ساعات كالعادة الطريق كانت تحيطه الأشجار العالية من كل جانب عندما إقتربنا من المكان الذي تعرضت فيه العربات من قبل إلي حوادث نهب وهو عبارة عن وادي تغطية الأشجار بدأ الجندرمات في إطلاق زخّات من الرصاص كلٌٌ من فتحات البص في الجانب الذي يجلس عليه إستمر هذا الحال حتي تجاوزنا منطقة الخطر ولله الحمد في بانقي بعد أن أنجزت مهمتي قابلت الأخ الصديق محمد إبراهيم علي مفضّل الملقّب بدقّلو وهو صديق لا تمل الجلوس إليه فهو حاضر البديهة والطُرفة سبق أن سكنا معاً في منزل الخال أمين في زيارتي الأولي لبانقي زرت معه منزل عمر قَربة والزبير قَربة هم أفروسطيون وسودانيون معظمهم درس في السودان وكانوا يملكون بيوتاً في السودان وهم مسلمون منزلهم في حي مسكين جوار منزل الخال أمين تناولنا معهم طعام العشاء وهو عشاء عادي كالعشاء في أي منزل في دارفور عصيدة وكسرة .. الخ ما لفت نظري هو تواضع آل قربة فالمائدة شهدها ما يزيد عن العشرين شخصاً فيهم التجار والسواقون ومساعدو اللواري والذين يعملون في خدمة المنزل آل قربة وأسرهم يتناولون نفس الطعام مع الضيوف يفعلون ذلك في كل وجبة ولا يتوارون خلف ستار ليأكلوا أطيب الطعام علمت فيما بعد أن هذا العدد هو أقل عدد تشهده الوجبة الواحدة فبيتهم. دائماً عامر بالضيوف كما هو حال بيتهم في بيراوو يالهم من رجالٍ كرماء عدت والأخ محمد إبراهيم والزبير قربة وسائقه بعربته اإلي بمبري ليلاً فكانت السرعة هائلة والعربة تطير في المزلقانات وهي الأرضية من الأسمنت التي تُصنع في الأودية حتي تسير عليها العربات ولو كانت هناك مياه في الوادي في فصل الخريف وصلنا إلي بمبري في الساعات الأولي من الصباح وبتنا في إستراحة وهي عبارة عن كُرنُك جملون طويل مبني من القش ولكن لم تكن معنا ناموسيات فسهرنا الليل وكمّلنا بين طنين ولسع الباعوض فكانت ليلة لا تُنسي تجاني كان خارج بمبري لشحن البن فأقمت ليلة في فندق صغير في بمبري حيث تقف اللواري في شمال المدينة وكانت ليلة تعويضية عن تلك التي سرقها الباعوض😀أنجزنا مهمتنا في بمبري وسابقنا الخريف إلي السودان ووصلنا سالمين ولله الحمد غداً بإذن الله الزيارة الأخيرة إلي بانقي جواً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
بِجي الخريف واللواري بتقيف😀 وقد كان فلا سبيل إلي بانقي الآن إلا عن طريق الجو كان أخي محمدزين في طريقه إلي السودان في إجازة فاتفقنا أن تكون إجازته سياحة وإستثمار بالإضافة للغرض الأساسي من الإجازة وهو زيارة الأسرة والأهل وكان الإتفاق أن نلتقي في بانقي عن طريق الجو نشحن البن عن طريق تشاد الذي رغم صعوبات الخريف إلا أن هذا الطريق لا يتوقف لأن معظم الطريق ردميات وليس بوّاط( جمع بوطة) وهي المستنقعات الطينية ونعود إلي الخرطوم جواً ومنها إلي نيالا وبالفعل سافرت بالطائرة إلي الخرطوم وحصلت علي تأشيرة دخول أفريقيا الوسطي من السفارة في العمارات واستغليت الخطوط الجوية السودانية إلي بانقي حيث كانت رحلاتها منتظمة أسبوعياً وصلت بانقي حوالي منتصف الليل والوقت غير مناسب للذهاب إلي منزل الأخ عاصم عبدالقادر في سان كيلو فآثرت المبيت في فندق ليڤي ويبدو من الإسم أنه مملوك ليهودي😳 أقلني التاكسي إلي الفندق الذي يقع علي الشارع الرئيسي الرابط بين سان كيلو والڤيل( مركز المدينة) ويبعد حوالي كيلومتر أو نحو ذلك من سان كيلو الفندق صغير مكوّن من طابقين أو ثلاثة لكن الغرف نظيفة ومرتّبة ومزوّدة بحمامات داخلية علي أن الأهم هو عدم وجود الباعوض وإيجار الغرفة معقول جداً فقط ٤٠٠ ريال المبلغ الذي قد تدفعه في يوم واحد للجندرمات نظير عدم مضايقتك رغم أن إجراءاتك الهجرية سليمة أمضيت ليلة هادئة هانئة وفي الصباح ركبت تاكسي المواصلات (أحمل هاند باك فقط) إلي منزل عاصم في سان كيلو في نفس الأسبوع إستقبلت وعاصم أخي محمدزين مكثنا حوالي خمسة أيام أنجزنا فيها مهمتنا التجارية لكن الجديد في الأمر هو السفر بالطائرة إلي إنجمينا وليس الخرطوم كما كان مقرراً والسبب أن اللوري الذي يحمل البن عبر تشاد لن يصل السودان بل إنجمينا هي محطته الأخيرة إذن علينا الذهاب إلي إنجمينا قبل وصول اللوري لترتيب شحن البن من هناك إلي السودان وبالفعل غادرنا بانقي جواً إلي إنجمينا عبر الخطوط الأفريقية Air Afrique وهي خطوط مملوكة بالإشتراك لست دول أفريقية فرانكفونية والتي تشترك في بنك مركزي واحد وعملة واحدة هي الفرنك الأفريقي أو السيڤاوهذه الدول هي تشاد أفريقيا الوسطي الكاميرون السينغال الغابون والكنغو برازافيل علمت أن شركة الطيران هذه ما عاد لها وجود وصلنا إنجمينا في وقت متأخر من الليل ونزلنا في فندق بريمير جوار السوق وهو أكبر حجماً من الفندق في بانقي وهو كذلك نظيف وجميل ومزوّد بحمامات داخلية والأُجرة كذلك ٤٠٠ ريال ولا توجد باعوضة واحدة وهو سبب كافي للنوم بإستغراق في الصباح مررنا علي المعارف بغرض التحية والمجاملة وعلي السوق حيث وجدنا مجموعة من اللواري السودانية في إنتظار الشحن للسودان وتم الإتفاق علي نقل البن إلي السودان وأوكلها من يقوم بذلك ثم ذهبنا لعمل حجز علي الخطوط الجوية السودانية إلي الخرطوم التي كانت تصل إلي إنجمينا أسبوعياً وبإنتظام علمنا أن الطائرة قد غادرت اليوم والحجز القادم بعد أسبوع رأينا أنه من الأنسب السفر إلي السودان بالبر كسباً للوقت رغم تجربتي الغير مشجِّعة في المرة الماضية وبالفعل مساء نفس اليوم إستغلينا عربة لانكروزر إستيشن موديل الجمعية التأسيسية كما هي معروفة في السودان وهي شبيهة بالعربة التي أقلّتني من أبشي إلي إنجمينا عند زيارتي إلي تشاد أول مرة منذ نحو عام أو يزيد سافرنا طوال الليل ماعدا الوقوف للوجبات والصلاة اليوم التالي وصلنا أبشي وغداً نواصل بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
أخي محمدزين لم يكن موافق إبتداءً علي السفر بالبر لكني أقنعته بذلك أما وقد رأي من وعثاء السفر وكآبة المنظر في الرحلة من إنجمينا إلي أبشي فقد تأكدت له قناعته السابقة ولولا أقدميتي العُمرية لنالني من التقريع ما نالني علي أن أبشي نفسها لم تساعد علي تجميل الصورة فليس هناك فندق نأوي إليه لذلك كان مقرّنا طيلة يومين قضيناهما فيها جبراً غرفة قديمة وواسعة تكدسنا فيها وسط عشرات المسافرين إلي مناطق مختلفة مثل أدَري، باهاي، فيالارجو ومناطق إخري علي أن التحدي الحقيقي كان هو الذهاب إلي الحمام البلدي الملحق بالغرفة فهو عبارة عن فسحة محاطة بصريف من القش ومحتاج إلي شخص ذو معدة خاصة للدخول والخروج دون إفراغ محتويات معدته😷 سبب بقاءنا ليومين في أبشي هو عدم وجود مقاعد أمامية لشخصينا إلي الجنينة في العربات اللانكروزر المعروفة بالثعلب أخيراً نجحنا في الحصول علي المقاعد وغادرنا أبشي والبهجة تعلو أساريرنا لهذا الفتح المبين😀علي أن هذه الفرحة لم تدم طويلاً فبعد حوالي مائة كيلومتر تعطّلت العربة التي تقلنا وكان القرار أن تعود العربة إلي أبشي إلي الصيانة وأمام ركاب العربة المعطوبة خياران وهما العودة إلي أبشي أو أن يتوزعوا علي باقي العربات دون عشم في مقعد أمامي طبعاً ففضلنا الركوب في الخلف بدلاً عن الرجوع إلي أبشي جلست في الخلف علي جوال به حِلل صناعة محلية من الألمنيوم( تموت تخلِّي) شعرت بنتوء بارز من إحدي الحِلل يضغط علي مكان جلوسي ولكني لم أعره إهتماماً وصلنا أدَري في الساعات الأولي من الصباح بتنا هناك وأكملنا إجراءاتنا الهجرية وتوجهنا إلي الجنينة التي تبعد حوالي ٣٥ كلم وصلنا الجنينة عند الظهيرة وتوجهت إلي منزل المقدم شرطة إبراهيم محمد أحمد نور مسؤول الجوازات بالجنينة فالرجل صديقي وجونيري في كلية الشرطة ومرؤوسي عندما كنت رئيساً لشرطة المنطقة الجنوبية الغربية عدالغنم حيث كان يعمل رئيساً لشرطة مركز رهيد البردي التابع للمنطقة وقتذاك علم إبراهيم بوصولنا فهبّ إلي إستقبالنا وإستضافتنا وإكرامنا والأهتمام بأمرنا طيلة الأيام الخمسة أيام التي قضيناها معه لإكمال كورس الملاريا شعرت بحمي خفيفة وحبة في أعلي الفخذ من الخلف ناحية الإلية وهو نفس مكان جلوسي علي النتوء البارز في العربة ذهبنا مساءً إلي عيادة الطبيب برفقة إبراهيم وبعد الفحص إتضح وجود ملاريا والحبة هي بداية خُرّاج Apsis ونحن في إنتظار الطبيب أُفاجأ بحضور مولانا محمد خير صالح محمدين أمين عام حكومة ولاية غرب دارفور الذي أعلم أنه يعمل هنا ولكني آثرت عدم إعلامه بحضوري لكثرة مشغولياته لكن يبدو أن الأخ إبراهيم أخطره بحضوري بعد السلام الحار حيث إفترقنا سنين عددا بقي معنا في العيادة حتي أنجزنا مهمتنا وأخذنا إلي منزله لتناول العشاء وتسامرنا طويلاً محمد خير صالح محمدين هو من أسرة ملك الزغاوة محمدين آدم صبي خريج جامعة الخرطوم كلية الإقتصاد وحامل ماجستير الدراسات البيئية من نفس الجامعة عملنا تحت إمرته أنا والأخ إبراهيم عندما كان المدير الإداري للمنطقة الجنوبية الغربية وهو الرئيس المباشر للصديق جادين جودالله دقاش الضابط الإداري الذي سافرت معه إلي أم دافوق كما سبق ذكره محمد خير كان هو رئيس الوفد الذي كنت عضواً فيه وزار بيراوو في أفريقيا الوسطي لمناقشة المسائل الأمنية ولكونه رئيس لجنة أمن المنطقة الجنوبية الغربية وشخصي بحكم المنصب مقرر اللجنة كانت معظم مأمورياتنا مشتركة سواء كانت إلي نيالا أو الأرياف التابعة للمنطقة وهي رهيد البردي التي تشمل أم دافوق وكبم وكتيلا محمد خير يكن تقديراً خاصاً للشرطة ولضباط الشرطة لكونه تلقي تدريباً لمدة ٤٥ يوماً بكلية الشرطة ضمن دفعته من الضباط الإداريين كما أخبرني بذلك كانت وقتها ميزانية الشرطة ضعيفة فوجدنا الدعم المالي بلا حدود من مولانا محمد خير ومرؤوسيه من الضباط الإداريين الذين فتحوا لنا قلوبهم وخزائنهم محمد خير من أميَز الضباط الإداريين هذه ليست شهادتي بل شهادة زملاؤه الضباط الإداريين وهو رجل إنسان بمعني الكلمة عالِم موسوعي في مجال الإدارة والحكم المحلي والإقتصاد إستفدت منه كثيراً زان كل ذلك بتواضعه الجم وأنا في بريطانيا علمت بمرضه إتصلت عليه للإطمئنان علي صحته جاءني صوته ضعيفاً وما هي إلا أيام حتي نعي الناعي مولانا محمد خير ولقد حزنت لوفاته فمثله يُفتقد ألا رحم الله مولانا محمد خير رحمة واسعة وجعله من أصحاب اليمين غداً نواصل بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي (Re: محمد الحسن حمدنالله)
|
بعد إنقضاء خمسة أيام في الجنينة وإكمال الحُقن ذهبت الملاريا وتضخّم الخرّاج وجاء وقت السفر غادرنا الجنينة عصراً علي لوري نيسان المقاعد الأمامية مخصصة لثلاثة أشخاص لكن طلبنا أن تقتصر علي شخصينا مع دفع فرق الأجرة حتي أتمكّن من الإتكاءة لتفادي الضغط علي الخُرّاج وكانت السفرية أكثر راحة من ركوب العربات الصغيرة التي تتقافز كما الغزلان بينما اللوري أكثر ثباتاً بتنا ليلتنا تلك بمورني التي غادرناها صباحاً لنصل زالنجي مساءً حيث بتنا هنا إنفتحت فوهة الخُرّاج وبدأ يُخرج بعض الإفرازات خفّفت الحمي كثيراً مع مسكنات الألم غادرنا زالنجي صباحاً ووصلنا موقف الجنينة في نيالا عصراً والذي لا يبعد عن منزلنا سوي كيلومترين أخذنا عربة أجرة بوكس وذهبنا إلي المنزل بغرض تحية الأسرة حيث تركت محمدزين بالمنزل وغادرت بنفس العربة إلي عيادة الأخ الصديق الدكتور أبوبكر حسين أبوبكر أخصائي الجراحة العامة في عيادته في شارع شم النسيم جوار سينما نيالا دخلت علي الدكتور وبعد التحية شرحت له الحاصل وبعد الفحص السريري قال لي أن الخُرّاج يحتاج عملية جراحية لفتحه ونظافته والعملية ستكون بتخدير عام😳 ورغم أن مثل هذه العلمليات الصغيرة يجريها الأطباء العموميون إلا أنه مشكوراً رأي أن يقوم بها بنفسه أعطاني خطاب بذلك لدخول المستشفي وقال أنه سيلحق بي حال تجهيز العملية بعد حوالي ساعة ذهبت إلي عنبر الدرجة ورقدت علي السرير الأبيض وبعد إجراءات تحضير العملية دخلت غرفة العمليات ماشياً رقدت علي طاولة العملية وفني التخدير يتجاذب معي أطراف الحديث وهو يحقنني بالمخدِّر آخر كلام سمعته منه: طبعاً يا جنابو كنت شغّال في المخدرات... ولم أسمع شئ بعدها ولكأني راقد علي الطاولة دخلت في ماسورة ضخمة ممتدة إلي ما لا نهاية فيها حلزون من الداخل وطاولة العملية تسير داخل هذه الماسورة بسرعة لم أشعر بشئ بعدها إلا وأنا في الغرفة في الدرجة وحواليّ أفراد الأسرة الذين أخبروني بأني كنت أقول كلام خارم بارم عند الإفاقة من البنج🙈 خرجت اليوم التالي من المستشفي ولله الحمد وتولي أخي الطيب العناية بالجرح حتي إندمل طبعاً العملية كوم وغيار جرح الخُرّاج دا كوم براهو😳 خالص الشكر والتقدير للطبيب الإنسان النطّاس البارع الدكتور أبوبكر حسين أبوبكر الذي عندما علم بزيارتي الأخيرة إلي نيالا زارني في المنزل وقضينا وقتاً طيباً في إجترار ذكريات الماضي فله المودة الباقية وبذلك تنتهي هذه الرحلة الشاقّة الطويلة ربما أعود غداً لأختم البوست بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مشاهداتي في رحلتي بالبر من السودان إلي (Re: احمد حمودى)
|
العزيز أحمد حمودي التحية والإحترام العيدمبارك مع أطيب الأماني لك ولأسرتك الكريمة مستمتع ببوستك الجميل هل رأيت أثيوبيا بهذا الجمال حيث زرت أثيوبيا في العام ١٩٩٥ وهي بلد جميل يستحق التوثيق شكرًا علي هذه الإضافة النوعية إلي المنبر العام مودتي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
|