|
|
 Re: كُتّاب ومواضيع بأقلام سودانية على شبكة هو (Re: Moutassim Elharith)
|
الشعب السوداني.. ضحية فشل الإنقاذ في الاقتصاد
في وقت يعاني فيه السواد الأعظم من الشعب السوداني بسبب الغلاء الفاحش والفساد المستشري في أروقة الدولة، أصدر النظام السوداني مؤخرا عدة قرارات اقتصادية في إطار حزمة جديدة من سياسة التقشف التي يلجأ إليها من حين لآخر، وكان من أهمها تخفيض قيمة الجنيه السوداني، ورفع الدعم عن السلع الأساسية، ومن ذلك زيادة أسعار المحروقات بنسبة 31%، وكذلك الكهرباء، علاوة على تحرير سعر صرف الدولار لاستيراد الدواء، حيث أكد بنك السودان المركزي إلغاء نسبة الـ ـ(10%) المخصصة من عائدات حاصل الصادرات غير البترولية المخصصة لاستيراد الدواء.
الأستاذ أحمد حسين آدم، الزميل الزائر بمعهد التنمية الإفريقية بجامعة كورنيل الأمريكية صرّح لهوربوست قائلا: "نحيي التظاهرات التي تواجه جلاوزة النظام بصدور مفتوحة، وهذا هو رد الفعل الطبيعي لمناهضة سياسات النظام الظالمة والمستفزة في آن واحد، وهي خير تعبير عن عزلة النظام وبُعده التام عن معاناة المواطنين، وبغض النظر عن نتيجة المظاهرات الشجاعة الحالية، فإن إسفين السقوط والهزيمة قد دُقَ في جسد هذا النظام، لأن الشعب السوداني قد كسر حاجز الخوف والتردد، والآن يناهض النظام بقوة رغبة في إزالته، وتحقيق التغيير المنشود الذي يتماشى مع تطلعاته في الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية.
مشكلة النظام الحالية ليست مع دارفور فحسب، وإنما يعمّ الغضب كل مناطق السودان، فهذا النظام أصبح معزولا ومكروها من كل أبناء وبنات الشعب السوداني.
آن الأوان ليتوحد كل ضحايا النظام في دارفور وكردفان والشرق والغرب والشمال والوسط، وليصنعوا البديل القادم لهذا النظام الظالم، بحيث يكون بديلا يُعبّر عنهم، وعن تطلعاتهم المشروعة.
من الواضح أن التحركات الجماهيرية الحالية جبّت ما قبلها من محاولات لإيجاد حلول قاصرة وظالمة مثل خارطة الطريق وما يُسمى بحوار الوثبة، ولذلك على القوى المنخرطة في هذه المسارات مراجعة مواقفها، ومواكبة حراك الشعب السوداني".
ردود الأفعال الحزبية والشعبية كانت في الغالب مضادة للقرار، وذلك باستثناء بعض الأحزاب المعادية للشعب السوداني المصطفة إلى جانب النظام- إذ أصدرت عدة أحزاب بيانات إدانة لهذه القرارات، ووصفتها بعض الجهات بالرعناء والجائرة، والتي لا تستوعب حجم المعاناة التي يقع فيها المواطن السوداني بالفعل.
على صعيد آخر شهدت العديد من المدن السودانية، ومن ضمنها العاصمة الخرطوم، تظاهرات متفاوتة الأحجام، تعاملت معها الجهات الأمنية بما يُعرف عنها من بطش وجبروت واستخدام للرصاص الحي لاستهداف المتظاهرين، وتم اعتقال الكثيرين من الناشطين والسياسيين والحقوقيين تحفظيا، ويأتي ذلك تأكيدا للتسريبات المتداولة في وسائط التواصل الاجتماعي، بما تشعر به الأجهزة الأمنية من هلع، مما جعلها تتخذ قرارا برفع درجة الاستعداد إلى 100%.
كما طرح الكثيرون تساؤلات متعددة ومنطقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة بعد النشر للوائح الأجور والمخصصات الحكومية المركزية والولائية، والتي تستنزف نسبة معتبرة من ميزانية الدولة، فتساءلوا لِم لا يتم تقليص الجهاز البيروقراطي المترهل للدولة المتمثل في المئات من الوزراء والولاة والوزراء الولائيين وغيرهم مما يُتعارف على تسميتهم في السودان بالدستوريين، وأعربوا عن سخطهم من استمرار تلك الفئة الطفيلية في استنزاف مقدرات الشعب على حساب قطاعات التعليم والصحة والمواصلات.. إلخ.
حين كتابة هذا التقرير، ما زالت التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية مستمرة، وكذلك الدعاوى لتطويرا الحراك الحالي إلى صيغة العصيان المدني أو الانتفاضة الشعبية، ويبقى التساؤل عن مآلات الأوضاع في السودان قائما وملحا في زمن يجمع فيه غالبية الشعب على ضرورة سقوط أو إسقاط النظام.
رابط النشر: http://horpost.com/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B6%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%B4%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7/http://horpost.com/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%B6%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%B4%D9%...-%D8%A7%D9%84%D8%A7/
| |
  
|
|
|
|
Moutassim Elharith
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست