الحزبان العقديان الكبيران تاريخيا وسياسيا، وأقصد هنا حزب الجبهة الاسلامية والحزب الشيوعي (بمسمياتهما التاريخية وواجهاتهما اللاحقة) هما سبب بلاوي الحكم الذي تعرض له الشعب السوداني عبر مسيرته المعروفة ، فالانقلابات العسكرية والديكتاتوريات ضد الديمقراطية والقوات الخاصة والجهاد السياسي والنضال الوطني والدولة البوليسية كلها أفكار هدامة نبعت من داخل هذين الحزبين .. بقية الأحزاب السودانية وحتى الكبيرة منها ( الاتحادي، الأمة) لم تشكل خطرا على الديمقراطية والحريات إلابقدر تفريطهم في الديمقراطية واشتراكهما في أخطاء السياسة والاقتصاد بسبب نظرتهم الحزبية الضيقة، ولكن تاريخيا لم يبدر منهم في العمل العسكري سوى محاولات ذات أثر ضعيف، وان كانت فكرة الديمقراطية غير ناضجه لدى أغلبها. للأمانة فاللوم الذي طرحناه هنا على حزبي الجبهة والشيوعي (بمساتهما المختلفة) لا نلقيه على كل الحزب، فبعض الدوائر والأمانات داخل الحزبين كان اداؤها مهنيا ومحترفا ، ولكن الأمانات الفنية وخاصة المكاتب السرية وبالأخص (مكاتب التأمين) كانت وما زالت هي أس البلاوي والمصائب السياسية حتى الآن.
يتبع..
.. .. للأمانة فان فكرة البوست مستوحاة من بوست للاخ العزيز رمزي منشور على صفحته في الفيس بوك بمناسبة انعقاد المؤتمر السادس للحزب الشيوعي.
08-01-2016, 02:32 PM
عمر التاج
عمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422
لا مناص لكل حزب أو جماعة من أن يلتزم جانب السرية في بعض شأنه، ولكن الشفافية كمبدأ تقتضي أن يكون الشأن العام للحزب مفتوحا للعضوية ومعلنا للجميع. ولكن مكاتب التأمين التي ابتكرها الحزب الشيوعي عند تأسيسه ورعتها من بعده أغلب الأحزاب اليسارية و البعثية والطائفية بصور متفاوتة، ثم ورثتها الجبهة الاسلامية وطورتها جعلتها النواة الرئيسسية في الحزب، كانت ومازالت هي الأوكار القذرة والمطابخ الداخلية النتنة التي أعدت أغلب القرارت الخطيرة في الحزب والدولة. فكرة الانقلابات العسكرية ذات نفسها لا شك أنها تخلقت داخل رحم هذه المكاتب، ثم خطط لها ونفذت دون أن يدرك كنهها غالبية رؤساء قطاعات وأمانات الحزب.. وبعد نجاح الانقلاب عسكريا فان العمليات السرية الخطيرة ذات الطبيعة السرية العالية والتي يفترض تكون من صميم اختصاصات أجهز الدولة الأمنية والاستخباراتية نجدها تدبر وتنفذ داخل أجهزة التأمين بالحزب، وما عملية محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق -والتي تسيل معلومات أحداثها هذه الايام - إلا واحدة من النماذج الكثيرة التي أخفيت عن أعين الامانات العليا حتى تنفيذها .. حتى وصل الأمر لاخفائها حتى عن الأمين العام الحزب كما أفاد الدكتور الترابي مؤخرا.
08-02-2016, 01:08 PM
عمر التاج
عمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422
السرية التي انتهجها الحزب الشيوعي قد تكون مبررة في وقت ما، ولكنها في كثير من الأوقات أضاعت فرصا ثمينة وكانت خصما على الحزب، المخابئ التي هيأتها مكتب التأمين للراحل نقد وبعض رفاقه ربما كانت مقابرا مؤقتة لكوادر الحزب أقعدت نشاطهم تماما في وقت كان ينتظر منهم الكثير للعمل العلني بالتضامن مع بقية الأحزاب الظاهرة على السطح، التشكيك في ذمم العضوية ومطاردة الكوارد واستبعاد المستحقين صفات كانت ومازالت ثمة بارزة لمكاتب التأمين عند توثيق عضويتها قلصت كثير من حجم المسجلين والمتعاطفين، القرارات الكارثية التي اتخذت في تدبير وتنفيذ الانقلابات والإعدامات الفورية التي صاحبت الانقلابات لاشك أنها تمت بفعل سري للمكاتب السرية التي تقود حتى العمل العسكري، المحاولات الانقلابية التي فشلت لا شك ان كثير ممن أعدموا فيها ماتوا وأسرارهم في ملفات خاصة بهذه المكاتب ستموت أحداثها ومعارفها للأبد بموتهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة