|
Re: الفكرة الأساسية (Re: عليش الريدة)
|
لماذا نهتم بسماع التجارب الخاصة للناس؟.. رأيك دائما واضح في هذه المسألة وعنيد، وأنا استغرب لتلك القدرة الرفيعة عندك،التي تجمع فيها بين العناد والتردد،فهما عندي،لايمكن أن يولدا من صلب واحد أبدا, لكنك كي تبرر نفسك كالعادة،تقول أن التناقض لايرجع لطبعك الشخصي، وإنما لاختلاف المواقف التي تقتضي العناد عن تلك التي تفرض التردد.. رأيك إذن ،هو أن التجارب العامة ـــ أي النوع الذي نتحدث عنه هنا ـــ لن تنفع أحدا،وذلك لأن كل مايُظن أنه مكتسب منها،سيسقط لامحالة عند أول تجربة ذاتية،وحتى التجارب الذاتية ،قليل من الناس ينتفع منها..وأن الرغبة في السماع، لاتعدو عن كونها هي نفس الرغبة المحمومة في التواصل، والتي نشأت بعد أن رست السفينة على الجودي،وبدأت الحياة بشكلها الحالي..وأن أي حكي من هذا النوع،يُعتبر فقط ضرب من التسلية.. مر عام كامل ياقماري،لم نتقابل فيه،وهذا أمر يثير دهشتي كثيرا،فكيف جاز لي،أن أتنازل بهذه السهولة المفرطة،عن الاستمرار في تلك اللقاءآت البديعة،وعن كل تلك اللكمات الممتعة التي كنت أسددها لوجهك الخالي من الحماية،وعن خراطيم المياه القوية التي صوبتها بدقة أُحسد عليها، تجاه قصورك الرملية، ربما لأني أمعنت في الانشغال فعلا ،بتلك الركشة،وبالأطفال.. لكن ها أنا ذا أعود من جديد،وآمل أن تكون أنت خلال هذه الفترة الكافية،قد اكتسبت القدرة على الإعتراف،بأن مايؤرقك وماتسعى إليه،هو وهم كبير ليس إلاّ.. وأنك ،وإن سلمنا بحقك في تبني تلك الأوهام ، تفتقر للرؤية الواضحة ،لكيف تجعل منها أمرا معاشا.. سأسرد هنا قصتك الأهم بالنسبة لي ــ أنا الراكب أبدا على بطن تلك الركشة ـــ وإن تصادف وقرأتها،فستعرف طبعا أن التعابير من عندي،ستعرف أن القصة لك كما سردتها لي ذات يوم،لكن التعابير من عندي،ستعرف ذلك،وستتفهمه،لأن تعابيرك شاقة عليّ،ثم أنها غير مستساغة..وعندما سألتك يوما، :لماذا تتعمد أن تجعل تعابيرك غير مستساغة؟ قلت :لأني غير مهتم بتلك الرغبة المحمومة في التواصل،ويحتمل لأني لم أركب معكم في تلك السفينة.. :كيف تقول هذا ،وأنت تعلم أن كل من لم يركب قد غرق؟ :لأني اعلم أيضا ،أن القلق الذي غرق مع من غرق ،قد وجد طريقه لمن نجا. حسنا ياقماري،رغم أن القصة لك،لكني حاضر فيها،وأعلن ـــ وهذا الإعلان ليس موجها لك بطبيعة الحال ـــ عن مسئوليتي التامة ،عن كل تلك اللمحات التي تعزز الرغبة المحمومة في التواصل،وأيضا عن تلك اللمحات التي تؤيد قضية أن الحكي الخاص ليس للتسلية فقط،وأن تجارب الغير يمكن الاستفادة منها...وهذه معاني قد تتعمد أنت التمويه عليها،إن تركتك تحكي قصتك كما تشتهي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|