|
Re: باب السنط و سواكن و بيت الخليفة: تجاهلنا ل� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
و نذكر أيضاً في إطار تجاهلنا للقيمة التاريخية لرموزنا مدرسة الخرطوم شرق الإبتدائية التي درس فيها كبار رجالات السودان و درّس فيها رفاعة رافع الطهطاوي (و لا نريد أن نعلي شأنها بالرجل و لكن بنريد أن نؤكد القيمة التاريخية للمدرسة باعتبارها أثر تاريخي)علماً أننا يندر أن تجد كثير آثار تاريخية في عاصمتنا التي يتعدى عمرها المائتين عاماً.. و بالتالي قد هدمت المدرسة دون أدنى تردد أو تفكير ليبنى مكانها مبنى شائه لإحدى المحاكم، ثم أخيرا مقر لبنك على ما أظن. و الموقع الذي يضم المدرسة هو جزء من ميدان واسع هو ميدان أبو جنزير و الذي كان مقراً للمعارض و كان يسمى بأرض المعارض. و كان لعمري موقعه مناسبا لمثل هذه الفعاليات لقربه من المواصلات و لتوسطه قلب الخرطوم. كما أنه كان الساحة الوحيدة في وسط الخرطوم. خاصة بعد بعد أن شاخت مهارتنا التخطيطية و ضاقت الرؤية و قَصُرَ نظرنا الاستراتيجي في أن تزيّن عاصمتنا بالساحات للترويح عن النفس و لزرع الزهور و النباتات و للترويح المسائي للأفراد و الأسر في مواجهة أمسيات الخرطوم الكالحة و الساخنة. خاصة بعد أن أصبحت العاصمة ليست مفتقرة للمقاهي العامة والنظيفة ( و حلّ محلها تلك الجلسات البائسة لحلقات ستات الشاي في تخلف مزري يفتقر للرؤية الجمالية و الرقي و أشياء أخرى) كما تفتقر للساحات العامة. حتى ميدان الشهداء الذي كان بمثابة (هايد بارك) تم تضييقه و تسويره بالأشجار و كأننا نحفل بالتشجير وزراعة الزهور( إفتراء و كذب و بهتان) لأن المعنى في ليس في ذهن الشاعر بل في ذهن رجال الحكومة. حيث أن الهدف الحقيقي غير المعلن( و ذلك ليس سراً) كان هو تسوير الحريات و تضييق مساحات التعبير الشعبي.
|
|
|
|
|
|
|
|
|