|
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني (Re: محمد الجزولي)
|
و أيضاً مقدمة ميسون النجومي عن الحكايات الغَمِسَة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ حكاوي عماد عبدالله : غماسة اللغة في دارجيتها الفصيحة، وفصاحتها المكتنزة بالدارجية (ميسون النجومي)
كلما ذُكر اسم عماد عبدالله يطرف في ذهني التعبير القرآني البليغ :من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. فعماد عبدالله من طائفة المتذوقين العلويين للحياة، هو «كونيسور» كما يقول الفرنجة. فبينما نمرر حواسنا مسرعين في صفحة الحياة بحثا عن خلاصة الأشياء، يتسكع سمع وبصر ولسان وفؤاد وعقل عماد في تفاصيلها، متمززا متلذذا بكل ما تلفظه الحياة عمدا أو عفوا. «بلسان سوداني مبين» هذه هي العبارة المفضلة التي يذيل بها عماد عبدالله معظم تبصراته في الأدب السوداني من شعر وحكايا وأغاني. وهو في حاله ذا يذكرني بالشاعر أحمد فؤاد نجم عليه الرحمة، الذي كان كثيرا ما يعلق مغتبطا على عبقرية اللسان المصري في صناعة اللغة الحية، وفي القفشات والنكت والملاحظات الذكية. وهذا ما يفعله عماد عبدالله، فهو لا يرتكن فقط إلى ما نسميه عيون الأدب السوداني، بل في أكثر كتاباته يعرج على عبقرية صناعة اللغة اليومية في الشارع السوداني، يضع سماعته في نبض اللغة الحي، لا ينقب فقط في مقابرها.
تنقسم كتابات هذه المجموعة بين مشاهدات عابرة تبدو بسيطة المدلول، كقصة بائعة كسرة تداري دمعها اثر انطلاق أغنية عاطفية من المذياع، لكن عماد يرصها بطريقة تفتح أمامك الف باب وباب للخيال تطارد فيها دمع هذه السيدة. وأيضا تحتوي على مأثور الحكايا، كثير من القراء سيقول أنه سمع هذه القصة في نكتة، أو من مأثور الجدات والأجداد، فهنا عماد يلعب دور «القيّم» في المتحف، بإعادة انتاج هذه الحكايا في قالب شيق وبلغة تعلق بالذهن. كقصة خرز الكعبة الأسود. ثم على حكايا من صميم الديم وصميم الشارع السوداني. وهنا تتجلى اجمل صفات الكاتب، هذه العين الرحيمة التي يرسم بها الجميع. ليست مفتعلة ولا تضفي بطولات زائفة على الشخصيات البسيطة والحوارات التي تبدو بلا مغزى تدور فيما بين هذه الشخصيات، بل تحتفي بشكل حقيقي بكل الفعل الإنساني في بساطته وتفاهته وصولا إلى عمقه، احتفاء بذلك الشر الأليف والخباثات والخساسات البشرية التي هي جزء من طبيعتها.
سيجد القارئ أيضا نصوصا مطعمة بالفصحى المليئة بالألوان والصور والتي «تفصح» عن خلفية عماد عبدالله كملوّن وفنان تشكيلي بارع! وهي فصحى تتكىء على فخذ الدارجية المكتنز لذا تجد ما لم تألف من التراكيب اللغوية لو لم تكن من أهل العامية السودانية.
وفي المقابل سيلاحظ القارىء الكثير من الألفاظ الصوتية من شاكلة «ارررر» و»كررررر» كما الحفاظ على النطق الأعجمي في بعض الجمل، هذه ملحوظة سمعتها من قبل عن شعر صلاح أحمد ابراهيم، في ميله لإستخدام الألفاظ الأقرب للصوتيات السودانية كقوله حين يقول «ويا ركوتي كعكعت في لهاتي حين جف ريقي» ، كذا يفعل عماد، لديه اهتمام كبير بحفظ الفونيم في السرد. لأن هذه الألفاظ الفونيمية هي احدى أعمدة فن الحجا القديم والحكي السوداني اليومي ، هي فصاحة الدارجية كما يسميها الشاعر عاطف خيري. ولا تستخدم كنوع من العبث، بل تكمن حرفنتها في قدرتها على نقل مدلولات وموصوفات بكاملها في كلمة أو عبارة او جملة صغيرة.
مخطئ من ظن على عجالة أنها كتابات من نسل كتابات الدكتور محمد عبدالله الريح، او ساخر السبيل الفاتح جبرا، او كتاب محمد سعيد شلي «البصيرة أم حمد» أو جعفر ميرغني. مخطئ من سمبل القراءة هكذا، كما هو حال «الرأي « و»النقد» في بلادي، فالبون شاسع بما لا يقاس. هذه كتابة مكرسة للغة الحكي ذاتها ، لا تتوسل اللغة للحكي (اي لا تتخذ اللغة كمجرد وسيلة للحكي) كما تفعل كتابات الأساتذة أعلاه. بل هي تفترش الحكاية ككانفا لتجد اللغة براحا لمزج وتجريب و»تغميس» عماد عبدالله. _________________ الماعندو محبة ماعندو الحبة .. والعندو محبة ماخلى الحبة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حنين المخاليق للأمكنة ) لعماد عبدالله | محمد الجزولي | 05-26-16, 09:09 PM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 05-27-16, 03:04 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | Hamid Elsawi | 05-27-16, 04:10 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | يحي قباني | 05-27-16, 05:15 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 05-28-16, 01:45 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 05-28-16, 01:41 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 05-28-16, 02:03 AM |
الحكايات الغَمِيسَة ( حنين المخاليق للأمكنة ) لعماد عبدالله | محمد حيدر المشرف | 05-27-16, 05:49 AM |
Re: الحكايات الغَمِيسَة ( حنين المخاليق للأمك | يحي قباني | 05-27-16, 06:04 AM |
Re: الحكايات الغَمِيسَة ( حنين المخاليق للأمك | محمد الجزولي | 05-28-16, 01:50 AM |
Re: الحكايات الغَمِيسَة ( حنين المخاليق للأمك | محمد الجزولي | 05-28-16, 02:01 AM |
Re: الحكايات الغَمِيسَة ( حنين المخاليق للأمك | محمد الجزولي | 05-28-16, 02:08 AM |
Re: الحكايات الغَمِيسَة ( حنين المخاليق للأمك | محمد الجزولي | 05-28-16, 02:42 AM |
Re: الحكايات الغَمِيسَة ( حنين المخاليق للأمك | محمد المسلمي | 05-28-16, 07:12 AM |
Re: الحكايات الغَمِيسَة ( حنين المخاليق للأمك | محمد الجزولي | 05-29-16, 04:49 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | عمر أبوعاقلة | 05-28-16, 09:13 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 05-29-16, 04:53 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | ابو جهينة | 05-29-16, 08:18 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 05-30-16, 08:44 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 05-30-16, 10:12 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 05-30-16, 10:14 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | كمال علي الزين | 05-30-16, 07:06 PM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 06-02-16, 00:26 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 06-03-16, 00:13 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | شهاب الفاتح عثمان | 06-03-16, 03:19 PM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 06-04-16, 03:15 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 06-04-16, 03:49 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 06-04-16, 03:52 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 06-06-16, 02:36 AM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 06-12-16, 04:12 PM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | خالد العبيد | 06-12-16, 09:51 PM |
Re: الأن بالمكتبات - الحكايات الغَمِيسَة ( حني | محمد الجزولي | 06-16-16, 07:04 AM |
|
|
|