سؤال هام تجب الاجابة عليه بصدق ، المئات من النشطاء ، الآلاف من المناضلين والملايين من الصابرين في الداخل والخارج ينتظرون الفرج وتحسن الاحوال ، ولا تقدم التضحيات الا من أجل غد أفضل ، ولذلك يراودني هذا السؤال لأنني لطالما سمعت عبارة إسقاط النظام ولكن قلما تكلم المتكلمون عن استعادة الديمقراطية !!!...هل يعمل الناس من أجل إسقاط النظام القائم ضيقا بالحال ثم يبحثون عن الخطوة التالية ؟ هل القوى المعارضة ملتزمة باستعادة واستدامة الديمقراطية أم سيتم الانتقال من جلاد الى جلاد آخر كما حدث لعدة بلدان من حولنا ، لا اتحدث عن تجهيز البديل مسبقا ولكن يجب توفير الضمانات التوافقية على ذلك وهذا هو الحد الادنى الضروري لضمان صون البلاد والعباد من شرور التشرذم و الاقتتال وقد حدث هذا لغيرنا ولا داعي للشرح ، ولعل المثال الاوضح هو ما حدث في مصر حيث تمت الاطاحة بحسنى مبارك ثم أجريت انتخابات نزيهة وشفافة سوى أنه لم يتم الرضى بمخرجات صناديق الاقتراع مما ادى الى اتلاف الديمقراطية الوليدة وصارت بعض القوى السياسية تحصى على محمد مرسى انجازاته لأول 30 يوم من حكمه مع العلم انها صبرت على حكم مبارك اكثر من 30 سنة لم تحصى عليه شيئا ، اما في بلادنا فما رشح من قبل من اجتماعات سابقة لتجمع كاودا على سبيل المثال لا يدعو للتفاؤل حيث اعلنت القوى المسلحة التزامها بحكومة علمانية كما صرح بذلك قادة التجمع وهوما يستبق اية محاولة لإضفاء طابع الديمقراطية على توجهات الحركات المسلحة ناهيك عن امكانية تحقيق الديمقراطية عبر السلاح وفقا للتجارب الراهنة، وكما نقرأ من اعلان كاودا الذى صدر في العام 2011 في الفقرة رقم 9 : (إقرار دستور وقوانين قائمة على فصل المؤسسات الدينية عن مؤسسات الدولة لضمان عدم استغلال الدين في السياسة) حيث تنطوي الفقرة اضافة على التصريحات المباشرة على احتمالية فرض نظام ذو توجه محدد وهذا من حيث المبدأ ينافى فكرة الديمقراطية التي تقوم على الرضا بمخرجات الصناديق، والدستور الذى ينبغي اقراره هو ما يتراضع عليه العامة يمينيا كان ام يساريا وبآليات الديمقراطية يمكن الجرح والتعديل. كما نقرأ في البند رقم 7 : (إقرار الوحدة الطوعية لجميع اقاليم السودان.) ؟؟؟؟ ماذا يمكن ان يفهم من هذا البند سوى السماح بتقسيم البلاد عبر الدستور ؟؟؟ فلا يكفى ما فعلته الديكتاتورية بإضاعة ثلث البلاد حتى يتم التفريط في ما تبقى عبر الدستور والسؤال هنا : لماذا يتقاتل الناس ويتحدثون عن الديمقراطية والحفاظ على تراب البلاد ؟؟؟ طالما انهم يسعون الى تقنين تفتيته ؟؟؟ وهذا الغموض في المواقف هو ما ادى الى تحييد الغالبية العظمى من الجماهير في مواقفها من تاييد القوى الثورية إضافة الى استغلال هذا الغموض من قبل الآلة الاعلامية للسلطة . ولايعفى هذا بالطبع عن ذكر سكوت الاحزاب الرئيسية الداجنة في حظائر السلطة عن اللوم ولا يحتاج الامر الى كثير بيان . ان الاتفاق على الثوابت هو جوهر النجاح في مثل هذه الملمات وانى لأعلم علم اليقين أن الذين ينادون بإسقاط النظام انما يستهدفون اقامة البديل الديمقراطي ولكن يجب ان يكون هذا الهدف حاضرا في ذهنية الناس ولهم في ذلك رؤية وخطة سيما أن هذا الجيل ربما لا يعرف عن الديمقراطية اكثر من الاسم دون المضمون والمستحقات ،ومع تقاعس الاحزاب الكبرى عن دعم نضال الجماهير مما افقده القيادة السياسية الامر الذى يضاعف المخاوف من انفلات الامر بسبب انفراد الحركات المسلحة بالتحرك في الساحة السياسية والعسكرية . نجحت شعوب كثيرة في اسقاط انظمتها المتسلطة ولكنها لم تستعد الديمقراطية من اقصى الشرق الى اقصى الغرب ، تم اسقاط الطغاة في الصومال – افغانستان –العراق – اليمن – ليبيا –ومصر ولم تتم استعادة الديمقراطية في اى من هذه الدول !!! أليس في الامر ما يدعو الى التساؤل بل التأمل وهل نحن استثناء ؟ وماهي اوجه الشبه والاختلاف بين هذه الحالات والحالة السودانية ؟؟؟ وهل تشكل استعادة الديمقراطية هدفا للمناضلين ام فقط اسقاط النظام ومن ثم لكل حادثة حديث ؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة