|
|
|
 Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
31
ذهب الفاتح بصحبة والدته لتوصيل الضيوف أو بالأدق الضيفات إلى منزلهن .. ترك خلفه مشاعر متباينة .. هالة لازالت تائهة بسبب الصدمة الأولى لولا تدخل الخال الجد بشتارته وأعاد إليها بعض مشاعرها المضطربة لشكت في مشاعر الفاتح نفسه بل مشاعر عمتها التي لم تكن تتخيل يوما أن تستبدلها بأخرى حتى لو تعنت الفاتح .
ابتسام أيضا تتوجس خيفة من الجد الخال اللاسع او الأشتر كما تسميه .. فهو لا يراعي مشاعرا وليس له رقابة ذاتية على لسانه فضلا عن صوته الذي يتجاوز البيت الواحد ويتسلل حتى إلى الجيران .. لكن عموما جميع أهل البيت يستظرفونه .. هو فعلا شخص طريف ومضحك فقط لو تجاوز نحافتها وشعرها الذي تدمن قصه كلما رأته هب على وجه الدنيا .. عدا ذلك هو شخص مضحك فعلا.
أكثر من يحب الخال ويستمتع بشتارته هي أم هالة فهي تستلطف فيه غزله المكشوف في محاسنها فهو تارة يطلق عليها الملكة ومرة الأميرة .. وست الحسن .. بل هو يسمعها من حلو الكلام ربما أكثر من حسن زوجها نفسه ..لذلك رغم أنها قررت مقاطعة الضيوف سعاد وبناتها إلا أنها بمجرد ما سمعت صوت الخال خرجت من خدرها تعرف أنه سيثأر لها ويسمع الضيوف ما يرضي غرورها وهو كذلك لم يخذلها .
الجدة خديجة قطع شك هي أسعد الناس بمقدمه هو شقيقها الأصغر مهما قال عنه الناس من عيوب ... هي تجد له مبررا بأنه أصغر أخوتها وتم تدليله من قبل والديها .. وهكذا تلتمس له الأعذار وتستمتع بتخاريفه تضحك له بعمق أكثر من الآخرين تمسح دمعاتها من الضحك وتعقبها بعبارة الله يجازي شيطانك يا الطاهر يا ود أمي ..
أرادت الحاجة أن تخلق لهم جوا مرحا يغسل تعكير الجو والمشاحنات التي حدثت قبل قليل وقالت .. هوي تعالوا كلنا نتلم هنا في الحوش ونقطع اللحم .. يا الطاهر أنت تكسر لينا العظام .
- طيب ما عندي مانع ننتظر الفاتح عشان يمسك لي وأقطع ليه .. حلوة يمسك لي وأقطع له دي هاهاهاهاهاها ..
- يلا طيب قوم غير هدومك ديل .
فعلا قام الجد الطاهر بخلع جلبابه الخارجي وبقى بالملابس الداخلية الشعبية وهي عبارة عن قميص قصير حد الركبة يسمى العراقي مع سروال طويل .
بعد قليل عاد الفاتح وأمه بعد أن قاموا بتوصيل أسرة الزين .
وتجمعت الأسرة حول الجد المرح المشاتر الطاهر .
كل واحدة من النساء أحضرت حصتها من الجانب التي وقع عليها تحضيره من للحم .
الكمونية وأم فتفت والمرارة ..
وأم هالة قالت ستتولى عمل الضلع والمحشي ..تحتاج للحم المسلوب لفرمه .
وكذلك طلبت من الخال الطاهر أن يقطع قطع كبيرة لعمل الضلع وأم الفاتح تولت غسل الأحشاء وتنظيفها وتقطيعها لعمل ( الكمونية ) ..
وجلسوا في حلقات
الفاتح جلس أمام الجد الطاهر و وضعوا العود الضخم على قطعة من الخيش لتكسير العظام..
الطاهر : أها المرة السمحة وبناتها وصلتوهن وين يا الفاتح ؟
الفاتح : وصلناهم بيتهم .
- ما عارف وصلتوهن بيتهن أنا عاوز أعرف بيتهم وين .
- بتدورببيتهم شنو يا الطاهر عاوز تزورهم ؟.
- والله زيارة الناس السمحين ما بناباها .. وأبوهم ذاتو كان صاحبي زمان .
تدخلت أم هالة تحركها الغيرة : شنو أنت يا خال شابكنا المرة السمحة المرة السمحة هسع دي سمحة عليكم الله ؟
- يعلم الله سمحة وأصابعيها ديل بلا البركاوي المبلول ( تمر)
- الله وأكبر عليك يا خالي قرضت بت الناس .
وأنفجرت الضحكات لدقة الوصف .
ارتفع الصوت وجذب الفضول من الجارات .
وبدأت الطلات عبر الجدار الفاصل .
- خالتي خديجة عندكم خدمة محتاجين مساعدة .
- كتر خيرك يا احسان نحن نجهز في حاجات بكرة ..
- أها أنا بكره معاكم من الصباح .. حمد لله على سلامة الطاهر سامعة صوته .
الطاهر سمعها : الله يسلمك يا إحسان يا ست الحسان .
- كيف أولادك يا الطاهر طولنا ما شفناكم ..
- كويسين الحمد لله يسلموا عليكم .
- الله يسلمك ويسلمهم أها لغاية بكرة نتقابل .
كل النساء معجبات بجرأة الخال الطاهر ..غالبا النساء وهن يفارقن مرحلة الشباب أو في العتبات الأخيرة يعشقن هذا النوع من الهزار .. والذي لا يتوفر عادة إلا في من فيه جرأه فاتت حد المعقول مثل الخال الطاهر .
يتبع
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
سلام يا درديرى
المره دى عرفت ليك
اتعاملت معاك بحرفنه
وبعاين بطرف عينى للبوست
قلت مرمطه شهر مابقدر عليها
مرة وحده 29 حلقة شفت كيف
لكن امتع ماكتبت
بس انت حاقد على الفاتح دا
وتمرمط فيه
والله يعلم موديه وين
وخاف الله فى هللوله
ماصدقت مرقت
على كل حال امتعتنا
وشددت اعاصبنا
وغيبتنا زمنا فى سردك
الممتع .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
يا سلااااام ياااااخ والله سرد ممتع خالص قمة الابداع واصل واصل انت زول حكااااي شديد ماشاءالله الله يديك العافية
بس بعدين كلم خال الفاتح خلي البرستيج يعرس بتو هلوله دي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: عمر أبوعاقلة)
|
Quote: أبو الدر .. والصفحة الثانية
أها هسه كدا كويس
Quote: وهي تنظر لها كأنها تعرضت لصدمة .. كأن خصوصيتها انتهكت
مودتي |
طيب الحل شنو يا أبو عاقلة أفطفط و أخش في 40 طوالي يقولوا كلفتنا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
ابو الدرادر كيفنك
متابعين
غايتو في تايبو كدة قلب ليك المعنى في كلمة تكسي عدل النون دي يخ قبل يجيك طارق ود حبرين وبقية المسانيح هههههه
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: Yousuf Taha)
|
ابو الدرادر كيفنك
متابعين
غايتو في تايبو كدة قلب ليك المعنى في كلمة تكسي عدل النون دي يخ قبل يجيك طارق ود حبرين وبقية المسانيح هههههه
تحياتي
-------------------------------
لا يا شيخ طه هنا الأعمال بالنيات ياخ العرب كانوا بيكتبوا من غير نقاط خالص قبل الاسلام ودخول العجم من أمثالنا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
| Quote: طيب الحل شنو يا أبو عاقلة |
الحل ترجع لينا قروشنا .. هسه هالة دي مالها .. عيبها لي
يا زول واصل قشة ما تعتّر ليك .. وكله من الخال بتاع البرستيج دا 
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
هسه دا وقت للغداء
بديت لينا بالخريجين جينا جارين شايلين بقجة شهايد وتجارب شبيهة ومتابعين في متعة مع الحكومة
أقول أعلق تقول أصبر
ولما خشيت في الممنوع وصراع النونات خليتني بقيت أباصص من الشغل وأغني من بعيد لبعيد
استخدم خاصية المسح وأحذف المداخلة بناءاً على رغبة صاحبها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: tabaldy)
|
Quote: هسه دا وقت للغداء
بديت لينا بالخريجين جينا جارين شايلين بقجة شهايد وتجارب شبيهة ومتابعين في متعة مع الحكومة
أقول أعلق تقول أصبر
ولما خشيت في الممنوع وصراع النونات خليتني بقيت أباصص من الشغل وأغني من بعيد لبعيد
استخدم خاصية المسح وأحذف المداخلة بناءاً على رغبة صاحبها |
طالما الحكاية حوار أرزاق معناها تفتح قوس وما تقفلوش ...
منور يا تبلدي
معليش هي الحكاية فيها تقاطعات كثيرة عرضيا وأفقيا رأسيا ولاسفل عبر الزمان والمكان
كله وارد وكله جايي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
34
دخل الفاتح وثلاثة من أصحابة ناحية المطبخ ودور النسوة لنقل سفر الطعام وتوزع الضيوف الى أربعة حلقات ..الخال وحسن وشلة من أصحابه يمثلون الطبقة يمكن تسميها المثقفة أو المتعلمة أو حتى المسيطرة .. وشلة عم صالح وأصحابه من كبار السن ومجموعة الفاتح ومعهم شباب الجيران انقسموا لحلقتين . عاد الطاهر الى مجلسه الأول شلة الأجداد . ولقلة عددهم انضم لهم الفاتح بعد مناداته من أحد الأعمام .
- تعال يا عريس أنت معانا بيجاي خلينا نتبرك بيك أنت مش سيد المناسبة؟ .
علاء الدين خاف أن يلح الفاتح على جده ويكمل له القصة من دونهم .. وكان الجميع على يقين أن الآخرين كانوا يسترقون السمع رغم أدعائهم الانشغال بمواضيع أخرى أطلق علاء الدين تحذيرا جعل الجميل يضحكون قائلا .
- يا عم الطاهر الخاين الله يخونه .
- العفو يا ولدي ما في خيانة . ما تخاف على رزقك نصيبك بيجيك .. هاهاهاهاها ..
عم صمت قصير لا تسمع فيه الا صوت المضغ وتصادم الأيادي مع الأطباق ..
- والله ما شاء الله الحريم يدهن مبروكة خلاص عليكم الله شوفوا جنس الأكل دا طاعم كيف .
- أنت أصلك كان ما جبت سيرة الحريم ما بترتاح .
- لكن يا عم صالح هسع أنت تقدر تعيش بدونهن ياخ ديل زينة الدنيا ذاتها ياخ .
حسن من بعيد حاول يغير الموضوع قبل أن يغرق الطاهر في هواه من جديد .
- أنت يا خالي الطاهر أولادك وصلوا وين في القراية ؟.
- أولادي كمان قعد يصلوا وين في القراية ؟ .. محمد الكبير ماسك الدكان وعلي في الزراعة غايتو عشمنا في الصغير عثمان دا ياداب وصل الثانوي وماشي كويس قعد ينجح .
- ينجح بس .. يعني ما يتفوق ؟
- يازول ها هو دي نحن كنا لاقنها .. علي باليمين أولادي الكبار عادوا حياتي ذاتها بالكربون .. هسع محمد دا لسع ما وصل عشرين سنة وزاني في رأسي قال عايز يعرس .
- طيب ما تعرس له دا شي كويس خليه يستعفف أخير من الصياعة يلقط لك مرض ولا مصيبة .
- نان أنا قلت لا ؟ .. نجمع في الرزق ونفتش في بت الحلال .
- ما عليك يا خال بس لامن تبقوا عليه قول لي عووك أنا شيلة الملابس والدهب علي .
- ما بتقصر يا ود أختي والله .. الله يديك العافية ويخليك لأولادك .
نجح حسن في حرف مسار حكي الخال الطاهر الذي يعتبره غير محتشما في حضرة ضيوفه الراقين .. وعاد الى محاورتهم من جديد .
خلصت الوجبة وخرج الجمع ناحية الحوش الخارجي والذي تظلله شجرتي مانجو ضخمتين .. وتصنع ظلا وريفا باردا أغرى الجمع بأن يتناولوا الشاي تحت الظل .
- يا زول نحن نشرب الشاي هنا ..
- أحسن فكرة دي ..
بسرعة أشتغل اصحاب الفاتح وأخرجوا الكراسي في شكل حلقات .. وخصوا جلسة بعيده لأنفسهم منادين الخال ليكمل الحكاية .
- يلا يا خال تعال كمل لنا حكاية زهرة .
- الفاتح قالوا ليكم تعالوا شيلوا الشاي .
دقايق يا جدي ما تبدأ . أحضرت ثرمس الشاي الكبير مع الكبابي وصب الشاي للحضور واحضر الشباب الطاولات الصغيرة وزعوها وعادوا لمكانهم مسرعين ليسمعوا باقي حكاية زهرة .
- يلا يا عم الطاهر نحن منتظرنك .
- دقائق يا أولادي أجيب حقة التمباك من شنطتي .. الشاي المظبوط وعامل زي دم الغزال دا عايز له سفة كاربة عشان يظبط الراس .
بعد قليل جلس الخال في كرسيه كأنه يريد أن يلقي محاضرة والشباب مركزين نظرهم . أخرج علبة التمباك طرقها فتحها شمها واستخرج منها برؤوس صابعه حفنة كومها فوق شفته السفلى نفض يديه وأعاد العلبة الى جيبه وأستعد للحكي .
وقال : أها زي ما قلت ليكم وصلنا محل الخيام مع الحاجة رقية وبنتها زهراء .. لقينا أهلها كلهم متجمعين قدام الخيمة أخوانها وأبوها فارشين سجادات الصوف على الأرض يشربوا في القهوة وبهائمهم منتشرة حولهم .سلمت عليهم جو أخوانها أستلموا الأغراض ,,
هي الحاجة قايلاني بهزر أنا ما جادي في حكاية العرس دي . قالت لي أقعد أشرب جبنة مع عمك وأخوانك ديل .
قعدت فعلا وبدأت الونسة من أبوهم .سألني من أبوي وقال لي سلم عليهم وحكوا لي عن السفر والمشاق التقابلهم في حياتهم وموجات الجفاف وخطورتها .. المهم ونسة عامة لكن كلها بعيدة عن حبيبة القلب زهرة .. التي دخلت مع أمها في الخيمة .
قلت استأذن يا جماعة ممكن تناودوا لي الحاجة . أبوهم قال لي ليه هي ما حاسبتكم ؟. قلت لا بس عندي معاها موضوع . أها قام رسل ولدوا الصغير ناداها .
قلت لها يا حاجة أها عملت لي شنو في موضوع العرس ؟.أتخلعت قالت لي أنت جادي يا ولدي في كلامك دا؟ . قلت لها ومال شنو كمان العرس فيه هزار ..
قالت لي :أنت ولد صغير لسع بدري عليك ..
عملت فيها زعلان (وأتعفرت ) .. تعرفوا يا اولادي أقوى سلاح ممكن تلين به قلب أي مره هو سلاح الزعل .. عاوز منها أي شي بس تعمل فيها زعلان .. تهيجت و قلت لها كيف تقول علي ولد صغير أنا زول شنبي قام وشغال بضراعي صاح شغال مع ابوي لكن بعد شوية حيكون عندي دكان حقي .. تصدقوا هي تأثرت قالت أنت راجل وولد راجل خلاص معليش أنا بشوف لك الموضوع دا مع أبوها وبعدين نشاورها هي .نادت راجلها .. يا حاج علي تعال .. جا .. وقالت له .. الطاهر دا ولد صاحبك الحاج عبد الله قال عايز بتنا زهرة .. شفتوا زكاء المرة دي كيف ؟ قالت له صاحبك .عشان تقفل له خط الرجعة ..هي فعلا عشرة طويلة . كل ما تجي العايلة دي في رحلة الجفاف أغراضهم كلها من دكان أبوي لغاية ما بقت عشرة .. هو بدون تردد قال خير هو ولدنا و ولد أخونا .أنا شعرت بنفسي عايز أطير من الفرح .. لاحظوا الوقت دا كله هو تصرف مني براي ..لا أمي ولا أبوي ولا أخواني عارفين حاجة . بعد شوية نادوا البنية وسألوها قدام أخوانها .. أبوها قال لها يا بت يا زهرة ( ولدنا ) الطاهر دا طلب يدك أنت موافقة ؟.
طبعا دا كان آخر كرت لو هي قالت لا . كل شئ كان انتهى وأنا كان بالنسبة لي مغامرة بسيطة راحت برأسمالها .
لكن المفاجأة هي هزت رأسها موافقة وضحكت بخجل وجرت دخلت الخيمة .
أنا قربت ألحقها وأخطفها أركبها في الحمار حقي وأجري بيها .. فرحت لي فرحة ما يتخيلها بني آدم .. تعرفوا يا أولادي القلب دا حاجة كدا زي الضو حق الكاميرا يفتح يلقط سريع ويقفل .. ما تسمعوا حكاية اللف والدوران والحب بعد العداوة والكلام الفارغ دا .. البت من أول لحظة شافتني حبتني وحبيتها .. وقفلنا على كدا .
طفل آخر يقطع الحوار : الفاتح قالوا ليكم تعالوا شيلوا القهوة .
- قول ليهم جايي ياخ .. قول ليهم ما عايزين قهوة .
- يا ولد على كيفك هو ؟ يمكن الناس التانين عايزين .
- أمشي جيبها أنت يا حسن الفاتح مندمج مع جده ..
تسلم يا جدي صالح دايما ما تظهر في الوقت المناسب .
ذهب الخال حسن متذمرا .
- أها يا عم الطاهر واصل .
واصل الطاهر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
35
أها يا أولادي بعد موافقة البت . طوالي أبوها قال لي يلا يا ولدي تكلم أبوك وتجوا تتقدموا رسمي بعد داك الحاجات الباقية نتشاور فيها ..
أنا ودعتهم فرحان جدا ركبت في الحمارة ولكزتها برجلي ومحطتها بالصوت عايزها تجري بأقصى سرعة..أها وصلت البيت قريب المغرب ..أبوي عادة مع أذان المغرب يقفل الدكان وندخل جوة نصلي المغرب في حوش الديوان نشرب الشاي ونرجع نفتح الدكان ومع العشا نقفل كدا خلاص يكون اليوم انتهى .. طبعا أنا صغير البيت أخواني وأخواتي الكبار كانوا كلهم متزوجين .وأنا رغم الشقاوة الا كنت مدلع من أمي وأبوي ما يرفضوا لي طلب أبدا ..أها بعد الصلاة وقعدة المغرب أمي وأبوي لسع قاعدين في الصلايات ما قاموا قلت لأبوي :أبوي أنا عايز أعرس .
أمي أعتبرتها نكتة وفقعتها ضحكة .
أبوي لأنه عنده شوية فكرة ربط المواضيع مع بعض هو عارفني جايي من وين .
- أها دي منو سعيدة الحظ دي ؟
أمي قالت : يا ولدي ما ترسى شوية الناس لسع ما نست شقاوتك وبلاويك ما في زول بيديك بتو .
قلت : لو لقيت زول يديني بتو توافقوا ؟ والبت ذاتها موافقة .
أمي قالت ضاحكة : طوالي .
أبوي رفع يده حاول يثبتها لكن هي ما فهمت قصدو ..لأنه شعر أن الموضوع مستوي فعلا .
- ما قلت لينا العروسة منو ؟
قلت لها : بنت حاجة رقية البدوية الوصلت معاهم الأغراض .
- عاوز تتزوج من البدو الرحل ديل ؟
- شنو قال شنو؟ يا ولد دا كلام شنو ؟
- أيوا حتى ابوها حاج علي قال صاحبك عشان عرفني ولدك طوالي وافق .
- فعلا حاج علي راجل فاضل يا ولدي .. لكن المشكلة نحن حياتنا تختلف من حياتهم .. نحن ناس مستقرين وديل ناس رحل ما عندهم بلد ثابت .. محل يلاقو القش والموية لبهايمهم يستقروا . .
- يعني كمان عاوز تترحل معاهم ؟
- قلت لا أنا ما قلت عاوز اترحل معهم هم وافقوا يدوني البت لكن بعد موافقتكم انتو وطالما ما هي مرتي أكيد راح توافق تعيش محل أنا عايش .
- يا ولد ما في كلام زي دا .أرسى وثبت نفسك ونحن نعرس لك أحلى بت في البلد .
- أنا ما عايز غير زهرة دي ..ولو ما وافقتوا راح اسيبكم وأعرسها وأرحل معاهم .
أبوي سكت وخت يده في خده يفكر هو عارف أنا انسان عنيد وممكن أنفذ الفي رأسي وتاني ما راح يشوفوني أبدا الا مرة كل سنة دا لو جيت البلد .
أمي (تنق) أبوي قال لي خلاص شيل المفتاح أمشي قدامي أفتح الدكان . وأبوي تأخر في البيت الظاهر أقتنع وحاول يقنع أمي رجعت ولقيتهم مستويين خالص يعني موافقين ويضحكوا كمان أمي قالت لي أبشر يا عريس . فرحت شديد . خلاص نحن الصباح نمشي معاك أنا وأمك نشوف العروس ونطلبها ..
وفي الصباح كنا متجمعين في الخيمة مع عم علي وأولاده . والعروسة لبسوها لبس البدو . وجات أمي طوالي أقتنعت بدون مقدمات بقت تزغرد .. لكن هي تشبه سبنا بتاعة شاشي كابور قعد تشوفوا الأفلام الهندية ؟ ..
المهم أبوي وأبوها وافقوا أنه يعملوا كل العرس في بيتنا .. وأبوي قال لهم اعتبروا نفسكم ضيوف عندي وحددوا العرس بعد اسبوع . والعروسة طلع عمرها خمستاشر سنة بس لكن جسمها فاير ما شاء الله تربية السمن والبلح علي باليمين ساقينها ديل زي قزازات السمن أجعص مخرطة ما تعمل زيهم ...
- لا حول ولا قوة الا بالهز قرضتها يا عم الطاهر أكيد ماتت بعد وصفك داك .
- علاء الدين ياخ ما تقاطع الراجل .واصل يا عم طاهر .
يا زول بعد أسبوع تحول بيتنا لبيت عرس .. طبعا زمان ما في مرطبات وببسي وحاجات زي كدا .. الشربوت والبقنية والمريسة ديل بالبراميل .. و زريبة البهايم حقتنا اتملت بالخرفاتنوالعجول كلها هدايا ومواجبات من أصحاب أبوي .
- يعني شنو مواجبات يا عم ؟.
- مواجبات يعني رد المجاملة . أبوي مجامل يشارك الناس في أفراحهم بما أنه أنا كنت أصغر أخواني وفرقي من أقرب واحد في أخواني سبعتاشر سنة هي خديجة أختي حبوبة الفاتح دا أنا أتولدت بعد ما هي اتزوجت .. أها الفترة دي كلها أبوي كان يجامل في الناس ما وقف من أي مناسبة تخيلوا مواجبات خمستاشر سنة أو اكثر متراكمة .. وفي واحدين هدو دهب للعروس .. ويا زول عرسي الأول دا كان مهرجان .. الحفلات دي تلات أيام براميل المريسة والبقنية والشربوت دي مرصوصات الناس دي تشرب وتاكل في اللحم .أها لامن ظهرت العروسة دي في الحفلة و قطع الرحط الناس دي كلها شهقت .. ما متخيلين في السودان في بت بالجمال دا ... أها تقول أدوها عين من يومها .. داك العروس ما شافت عافية ..
أهلها بعد العرس راحوا في رحلة الدرت تجاه الجنوب والغرب وخلوها معاي طبعا . البت يمكن شهر كامل مقضياه بس بكا .. والدكاترة يقولوا ما عندها شي جابوا ليها الشيوخ قروا ليها . بس تقول عايزة أمي ..
- يعني ما قدرت تلمسها يا عم ؟
- كيف ياخ معقول قمرة زي دي أخليها .. هي بتكون عادية بالليل بس النهار تقوم تجنن وتبكي ..
أخيرا بعد ما رجعوا أههلها بعد تلاتة شهور جاوا زارونا وهي علقت فيهم .. أبوها وأمها قدر ما شاكلوها وقالوا ليها بيت راجلك هو بيتك . هي أصرت ..أخيرا أبوي اتكلم معها واتكلم معاي وأقنعونا أنه نتفارق .. وأها دي الوحيدة الأنا طلقتها وانا وهي كنا نبكي وقت الفراق . فهمتوا الطلاق ما شرط يعني بسبب فشل الزواج هي الظروف فرضته علينا نحن الاتنين .
- يا سلام يا حاج والله قصة مشوقة .
أنتبه الجماعة الى أن كل الحضور كاتوا متحمعين حول الطاهر حتى الجد صالح كان مبتسما ويؤكد بهز رأسه صحة الحكاية باعتبار أنه كان من الحضور ..
قرب المغرب وبدأ الجمع في الانصراف . والشباب كانوا متشوقين لسماع حكاوي أخرى من حاج الطاهر لكن الزمن لم يسعفهم .. توادعوا .. وبدأ الضيوف في الانصراف بالتدريج حتى فرغ البيت الا من أهله ..
وكذلك الفاتح ساق والدته وأخته نحو بيته استعدادا ليوم غد السبت يوم جديد من أيام العمل بعد كل هذه الأحداث .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
تعرف عملت شتارة الطاهر بعد الصفحة الاولى افتكرت
النهاية فى الحلقة29 وكتبت مداخلة انشاء الله شوفتها
يعنى كده تكون 5 ساعات متواصلة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: عمر دهب)
|
Quote: تعرف عملت شتارة الطاهر بعد الصفحة الاولى افتكرت
النهاية فى الحلقة29 وكتبت مداخلة انشاء الله شوفتها
يعنى كده تكون 5 ساعات متواصلة |
هههههههههههههههههههه
ولا يهمك يا دهب الشتارة شطارة
ما شفت عمك دا أعاد ترتيب الأوضاع كيف بشتارته
وبشتارته كمان أرضى غرور الجميع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
سلام أبو الدر
غايتو بردت علينا بي دخلة حاج الطاهر دي
| Quote: وبشتارته كمان أرضى غرور الجميع |
تنبيه:
دخلة .. يعني دخول بفتح الدال (  )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: حوار الأرزاق (Re: عمر أبوعاقلة)
|
Quote: سلام أبو الدر
غايتو بردت علينا بي دخلة حاج الطاهر دي
Quote: وبشتارته كمان أرضى غرور الجميع
تنبيه:
دخلة .. يعني دخول بفتح الدال ( ) |
هههههههههههههههه
أنا ما فاهم لكن أوعدك ما أقول ليك قاصد شنو
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
36
قبل أن يتحرك الفاتح بسيارته بصحبة والدته وشقيقته كان أفراد الأسرة كلهم متجمعين في الشارع يديرون الحوار المعهود في الأسر السودانية قبل الوداع .. وخاصة عند مغادرة آخر الأقارب في بيت مناسبة ما.
- يا خالي الطاهر تمشي تبيت معانا .
- أيوا يا جدي عاوزين نعرف الحصل شنو لزهرة بعد كدا .
- زهرة دي منو كمان ؟
حسن : حتكون منو ما واحدة من نسوان خالك الكتار ديل ؟ .
- معليش يا فاطمة انشاء الله نجيكم في السمح وفي عرس الفاتح وأخوانه .. وعرس ابتسام ... بس عليك الله سمنيها شوية عشان تقنع ليها عريس على الأقل .
ابتسام يبدو الامتعاض على وجها خاصة بعد انفجار الفاتح بالضحك .
فاطمة : يا خال أنت لسع من زمن العروس المليانة الزمن دا زمن النحيفات ما سمعت بالعروس الاستايل والقوام الانجليزي .
- نحن كلام زي دا ما بنعرفوا يا فاطمة نحن ناس بقر ساااي هاهاها .
الحاج والحاجة يضحكون على تعليقات الطاهر .
الحاجة : أنت ما بتخلي جنك دا أصلو يا الطاهر .. كلام فاطنة صحي هسع العرسان بقن كان الواحدة سمينة تمشي تشترك لها في نادي بتاع تخسيس وتوقف الأكل عشان تضعف .
أم هالة : صحي يا خال نحن نعيش في زمن النحافة .
الخال : هي لكن العروس النحيفة دي كان جابت لها تيمان علي باليمين علا يكملوها رضاعة ساي ..
الفاتح فقعها ضحكة مما زاد حنق ابتسام وخاصة بعض ضحك الآخرين ففتحت باب السيارة وجلست في المقعد الخلفي معلنة الغضب .
حسن محاولا معالجة الموقف : خلاص يا جماعة ما تساهروا يلا نشوفكم في ساعة خير يلا يا الفاتح بكرة عندك شغل ما تتأخر على عمك .
الخال الطاهر : معليش يا فاطمة بجيكم مرة تانية بكرة عندي مشاوير عايز اشتري بضاعة أشحنها للبلد وأسافر ..أنا بس جيت أكفر للفاتح وأسلم على حسن وأولاده لكن ما دام أصلا جيت البلد دي أحسن استفيد من المشوار الجية ما هينة .
- شكرا كتر خيرك يا خال ما بتقصر طول عمرك زول واجب بالله سلم على زبيدة ووليداتها .
- أنشاء الله يبلغ يلا مع السلامة .. معليش يا بسمة ما تزعلي علي باليمين أنت أحلي عروس في الدنيا دي بس عارفة جدك يحب المناكفة ..من شدة ما عاجباني كان ممكن أخطبك لواحد من أولادي لكن ديل ناس جاهلين ما من مستواك أنت دكتورة كبيرة يجيك البناسبك ..
- لا يا جدو ما زعلانة منك والله .سلم عليهم كلهم ..أنا من زمان أقول لأمي لازم نمشي البلد نزورها .لكن انشاء الله في عرس محمد كلنا بنجيكم .
- كيف دي ولا عايزه لها مشاورة محمد أنتو ياكم أهلو البجرتقوه .
- يلا أها مع السلامة .
وتحرك الفاتح ناحية بيتهم .
وفي الصباح قام مبكرا أوصل شقيقته للجامعة عاملا حساب التأخير . ثم وصل الورشة .. بل وصل قبل عم الزين والعمال .
كل من وصل بدأ السلام عليه وحمد السلامة على الخروج من السجن .. وحتى بعد ذلك وصل عم الزين ..
وفي ذاك اليوم أحضر عم الزين الإفطار من بيته .. كمية من اللحم واليخن ( الدمعة ) والكبدة .. وكان فطورا احتفائيا .. سعد به العمال ..
وكالعادة بعد الأفطار توزع العمال بين رواكيب بائعات الشاي جلسوا على البروش يحتسون الشاي .. وكل شلة من العمال هم زبائن لست شاي خاصة بهم .
وبعد الأفطار وشرب الشاي .. تحضر سيارة المباحث مرة أخرى .. ودخل الضابط المكتب عند عم الزين ..
كل العمال ركزوا نظرهم على مكتب عم الزين متوجسين من حدث جديد .. خافوا أن يكون قد تم فتح ملف آخر ..ربما سيتم إقتياد عم الزين للحبس مرة . متنمين من الله أن يكذب الشينة .
الفاتح في مكتبه كذلك كان مشغولا بتقليب ملف السيارات التي تولى إعادة تشغيلها .
في تلك اللحظة كان أحد الميكانيكية تظاهر بأنه يريد إشعال سجارة وخرج من الورشة وهو المعلم ضبة ..أكثر من كره الفاتح وناصبه العداء .
وفي مكتب الزين .
الضابط : يا عم الزين أنت عندك ميكانيكي هنا اسمه عماد ملقب بضبة ؟ .
الزين : ايوا نعم ماله عماد ؟
الضابط : نحن عايزنه ممكن تناديه لينا .
الزين : يا عادل يا حسين نادي عماد ..
حسين : عماد طلع يا معلم قال عاوز يولع سجارة .
الضابط بانفعال خرج من المكتب .. وينه ؟ ...طلع وين ؟
- يا هو داك ماشي .
- يا عماد . يا ضبة .
عماد بدأ يسرع الخطوات كأنه لم يسمع اسمه .. الضابط مخاطبا العساكر الذين يرافقونه ..أمشوا جيبوا الزول داك سريع ..
عماد التفت مرتبكا وحاول يجري وحصلت مطاردة سريعة لحقه العسكريون ومسكوه من كتفيه وعادوا به ..
كل ذلك تم تحت دهشة عم الزين وعمال ورشته بل عمال الورش المجاورة كلهم اتلموا ..
عم الزين محاولا الدفاع عن عامله : ماله يا جنابوا ؟..
الضابط : خلينا نركبه في العربيه وبرجع اشرح لك يا عم الزين .
عم الزين عاد الى مكتبه وهو يرتجف انفعالا بالموقف .
الضابط : بصراحة يا عم الزين الولد عماد دو هو الورطك أنت والمهندس الفاتح .
عم الزين : كيف ورطنا .؟
الضابط : عماد دا يا عم الزين هو واحد من الموزعين لقطع الغيار المسروقه .. صحي هو ما كان بيحيبها عندكم لكن كان بيبعها لورش تانية . بالقطعة .. لكن الظاهر هو لأنه بيكره الفاتح كان قاصد يورطه هو فقط ما كان فاكر المشكلة راح تكبر وتصلك أنت .. أغرى لصوص قطع الغيار بأن يعرضوها على الفاتح وعارفه أنه متحمس للشغل و عارفكم محتاجين للقطع دي .. لكن كان فاكر الفاتح راح يحضر القروش ويشتريها لحسابه ويتصرف فيها ما كان متخيله راح يعرضها عليك ويتم الموضوع باسم الورشة .
- طيب كيف عرفتو أنه قصد يورط الفاتح ؟.
- هو ما دس الموضوع عنده اصحاب موزعين تانين قاليهم المهندس العامل فيها مقددها ده شوفوا كان ما ركبتوا ليكم ماسورة وطفشته من الصناعية دي للأبد .
- أها فهمت الموضوع .. بالله شوف يا خسارة .. عماد دا أنا ربيته وعلمته معاي من كان صبي صغير خلي الدراسة من الابتدائي .
- على كل حال كل واحد بيلاقي نيته في النهاية .
- طيب كتر خيركم ما أقدر نقول حاجة في العدالة .
وتحركت سيارة المباحث في اللحظة التي كان واقف فيها الفاتح في مكتب عم الزين وسمع الحكاية كلها .
- عم الزين خاف أن تؤثر هذه الحكاية في الفاتح وتكرهه الشغل من جديد .. كل شئ ممكن يكون مقبول عدا الدسائس والمؤامرات لا أحد يطيقها بالذات في العمل .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
حوار الأرزاق
37
بعدما أخذت الشرطة عماد ضبة ومضوا به نحو مكاتبهم وتفرق العمال لورشهم وأماكن عملهم .. عاد الفاتح الى مكتبه يكاد رأسه ينفجر .. من هول المفاجأة . يفكر بصوت يكاد يسمع من خارجه .
ينظر الى الملفات أمامه ولا يكاد يرى ما بها .
معقولة للدرجة دي ؟.. شخص زميلك في العمل لمجرد أنه غار منك ممكن يورطك في مصيبة تحطم مستقبلك وحياتك ؟ .. صحيح هو جايي من وسط طلابي فيه الغيرة وفيه المنافسة بين الطلاب .. لكن في أقسى جرائمها لا تتجاوز إخفاء مرجع في المكتبة ..أو القتاتة والظهور بعدم الفهم في مسألة معقدة استعصت على الزملاء .. أو عدم أفشاء سر اكتشفه في تجربة بالمعمل سهلت له العمل .. ورغم أنهم كانوا ينظرون إليها على أنها شئ غير أخلاقي .. لكنها لا ترقى لأذى الآخرين بل يمكن تكون وسائل مشروعة ..صحيح أن الطلاب لا يوجد لديهم ميثاق أخلاقي مكتوب مثل ما يعرف بأخلاقيات المهنة المتعارف عليه عند القانونيين والاطباء والمهندسين وغيرهم من أصحاب المهن الرفيعة في السلم الخدمي .. بل حتى أصحاب المهن الدنيا عندهم أخلاقيات مهنة الخضرجية وبائعي الحليب حتى الخمارات .. في إمكانهم يغشوا ويضيفوا الماء لكنهم نادرا ما يفعلون رغم أن ليس لهم رقيب أو حسيب سوى ضمائرهم ..أي مجتمع هذا الذي تورط فيه ؟.. هل معقول هذا ما يعنيه خاله بالبرستيج والمستوى وغيره لكن عبر عنه بصورة فجة منفرة تشبه التفرقة العنصرية لذلك كان يراه شخصا بغيضا هو وزوجته .
عم الزين شعر بالغم الذي أصاب الفاتح ودخل عليه في مكتبه وجده ساهيا سارحا يكلم نفسه ويحرك يديه لا إراديا حب ان يخفف عنه.
- أوعى تكون اتصدمت يالفاتح يا ولدي ؟ .
- أتصدمت البسيطة دي يا عم الزين؟ .
- ما تفتكر أنه المنطقة الصناعية كلها من شاكلة عماد دا ؟.
- والله يا عم الزين لو فيها فقط عشرة من عينة عماد دا من بين المائة ألف الشغالين فيها كفاية أنه يخربوها ..لأنه جريمة من واحد منهم من ممكن تضر آلاف ..
- تعرف يا ولدي عماد هو ميكانيكي شاطر وحتى بقى مشهور .. في عربات كتيرة عندها مشاكل معقدة بيجو بالوصية يسألوا عنه .. شعر بأنك ممكن تسحب البساط من تحته .
- لكن يا عم الزين يدمرني ؟ أنا كان ممكن تثبت علي التهمة وأقضي سنتين في السجن .. وأطلع ما في جهة في الدنيا ترضى تشغلني تاني .. خاصة إذا كان التهمة سرقة أو إتجار في مسروقات ..مين يثق فيك تاني ؟.
- يا ولدي ما تخاف الله هو الحافظ .
- ونعم بالله يا عم الزين الحكاية ما خوف . وما تفتكر أنه أنا أول مرة أدخل السجن .
نظر له عم الزين بإندهاش دون تعليق قبل أن يكمل الفاتح .
- لكن هي كانت أيام كنا طلاب وكانت إعتقالات سياسية رغم ما فيها من تعذيب وبهدلة لكن ما بتخليك تحس بأنكسار بل تحس أنك بطل وأنك تضحي من أجل حقوق آخرين .. بس أدخل السجن بجريمة سرقة ؟ دا التحطيم بعينه .
- والله كلامك صاح لكن ربنا ما بيضيع عباده . والسجن حتى الأنبياء دخلوه .. سيدنا يوسف كان برئ وقضى في السجن سبعة سنوات .
- لكن يا عم الزين يعني لازم الحياة تكون فيها عقبات من النوع دا ؟ .. المجتمع ما يرحم .. الأنبياء كان في وحي يبرئهم .. لكن نحن في مجتمعنا إذا دخلت السجن حتى لو كنت برئ تظل في عين المجتمع مجرم .
- كل شئ بثوابه .. شوف هنا ما تفتكر أنا عاوز أضغط عليك . عشان تواصل العمل معاي .. والله أتمنى ليك النجاح في أي مكان ..لكن لو قررت أنك تواصل معانا لازم تكون مهيأ لبلاوي كثيرة .. الصناعية فيها أولاد الحلال حتى في ورشتنا فيها الناس الفرحانين بيك ويتفاخروا بيك مع ناس الورش التانية وأكيد فيها الغيرانين منك زي عماد ويتمنوا أنك تمشي .. وما بالضرورة يكونوا شغالين معانا حتى الميكانيكية في الورش التانية يمكن يعتبروك خطر عليهم .. أقول لك لو عاوز تستمر معانا .. أملا صدرك هوا وأتوكل على الله ..أنا ما أكذب عليك مرت بي زي محنك دي في بداية حياتي .
- لكن يا عم الزين أنا صدمتني الوسيلة أكثر .. تعرف دي زي الواحد لامن يسحق نملة بأصابعه فقط لأنها قرصته .. يعني عقوبة اضعاف اضعاف الذنب دا لو فرضنا في ذنب ..
- يا ولدي الشيطان شاطر .. هسع زي عماد دا لو خت عقله في رأسه كان ممكن يحاول يصاحبك ويستفيد من خبرتك العلمية وأنت تستفيد من خبرته العملية كان ممكن تكملوا بعض وتكونوا أفضل فريق في الصناعية كلها . لكن الوسواس ضراه هو وضراك أنت وضرانا كلنا لأنه واضح أنه حا نفقدك .. ونتمنى ما نفقدك .
- والله يا عم الزين كلامك طيب وهدأني شوية .. لكن أديني فرصة أفكر زيادة ..وأحاول آخد فكرة من جديد عن المكان الأنا شغال فيه .. أحاول اتخلى عن براءه الطلاب وأعيد النظر في الموضوع بعيون رجل أصبح له خبره . وفيها سجن كمان .
عم الزين بعد ضحكة قصيرة :الله يهدي سرك يا ابني .. طيب إجتهد خلص لينا العربات .. حتى لو قررت تغادر تجمع مبلغ سمح ممكن يساعدك في السفر .. ويمكن حتى تسافر بضراعك ولا تحمل على أي احد .
- وهو كذلك يا عم الزين كثر خيرك .
حاول الفاتح أن يعود الى التركيز على العمل من جديد بعد ان غادره عم الزين .. وبدأ يرتب في السيارات بادئا بالأسهل ثم الأسهل .نادى مساعديه وشرع معهم في العمل وتحضير المطلوبات ..
حتى عد اليوم
أنتهى دوام العمل .. عاد الى البيت . لازال عقله ساخنا بحادثة اليوم ولا زال يشعر بالغم .. والشعور بالغدر والخيانة .. شعور يصعب غلسه من نفس الضحية بسهولة .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
38
وصل الفاتح بيته قريب المغرب .. بعد أن أخذ دشا باردا وغير ملابسه اتلم مع والدته وأخته لتناول شاي المغرب .
- أها كيف يا حبيب اليوم معاك .... ما دورتو عربات تاني ؟.
- الحمد لله . تمام يمكن بكرة نشغل أتنين قربوا يجهزوا .
- الليلة أنت ما عاجبني ؟ في حاجة حصلت تاني ؟
- لا يا أمي في شنو خلاك تقولي كدا ؟ ..
- أول كنت تجي فرحان متحمس تخش الحمام تغني وتخرج مبسوط .. لكن الليلة ما سمعت ليك أي صوت وحتى كلامك بس كلمة وغتايتها .. في شنو ؟
صمت الفاتح وأحتار هل يحكي لأمه عن الذي حدث .أن دخوله للسجن كان بسبب مؤامره من زميل ؟ .أكيد سيجن جنونها وتحلف أنه لا يمشي لهذا العمل بعد اليوم . وستتعطل مسيرته .لو حاول ينكر ها هي الآن من تصرفات بسيطه كشفت دواخله .إذا ما هو الحل ؟.. يحاول ينقل لها الخبر في جرعات ويتشطر في سياقته حتى لا تصدم كما صدم هو؟
- مالك سكت كدا؟ أكيد في حاجة حصلت .. ولكن أنت ما عايز تقولها ..أنا ممكن أخليك براحتك لكن ما حاكون مرتاحة لو دا شي يرضيك .
- يا أمي حا يكون في شنو تاني ؟ مش هم طلعوا براءه خلاص .. يا أمي أنت جنك تفتشي للقلق .
- يا بتي أنت لسع صغيرة لامن تكوني أم بعدين تعرفي القلق بيجي من وين .. الأم ما بيجيها قلق من فراغ .. أنت براك شايفه كيف قبل يومين كنا فرحانين بشغل الفاتح .. ولامن طلع من المصيبة الوقع فيها فرحنا أكثر بنجاته .. لكن الليلة في شي هو ما قدر يداريه .. صاح يا الفاتح ؟
هز الفاتح رأسه مؤمنا على كلام أمه
- طيب ليه ما عايز تحكيه ؟.
- يا أمي هو مافي مصيبة تاني حصلت لكن هي صدمة عاملة لي إحباط .
- أها قول الصدمة سببها شنو ؟
- الصدمة أنه حادثة السجن وشراء المسروقات كانت مؤامرة من زميل معانا ؟
وضعت أم الفاتح يدها في صدرها وصرخت ( سجمي قلت شنو )؟
أضطر الفاتح في هذه المرة أن يحكي لها الموقف بكل تفاصيله وزي ما تجي تجي .
ومثل ما توقع .
- تاني شفت كان تقعد عاطل في البيت ولا تسوق ركشة أصلك ما تمشي تشتغل مع ناس زي ديل . اكان كدا حسن أخوي معاه حق .. ديل ناس ما من مستواك .. ما حا يسيبوك .. زي عماد دا تلاقي لسع في عشرات وكل واحد عنده مصيبه وطريقه مختلفة ..أصلك ما تمشي تاني .
بدأ الفاتح يجادل في أمه .. ويركز على أنه فقط يحتاج لشغل مدة شهر يجمع رأس مال مبلغ محترم .. وممكن بعدها يفكر في البديل .. وحكى لها عن دعم عم الزين .. لكنه كأنه كان يحرث في البحر كانت تهز رأسها بالنفي ودموعها تترى ..
- يا ولدي نحن صبرنا عليك وأنا حرصت على حمايتك لغاية ما اتخرجت وبقيت راجل معقولة أفرط فيك في النهاية ؟.
- يا أمي أنت براك قلتيها أنا بقيت راجل . وناس كتار في سني دي اتزوجوا وفتحوا بيوت وعندهم اطفال وأسر ..شوية أنسي حكاية أني صغيرك ومحتاج لحمايتك .
- يا ولدي انا ما قلت أنت محتاج لحمايتي بالعكس أنا شايفاك أنت ياك راجلنا الوحيد والبيت مفتوح على حسك . أنت لو اغتربت أنا حا أؤجر بيتي دا وأمشي أسكن مع ناس أبوي .. لكن شغلك دا معناها أنا كل يوم حا أكون في قلقل من الصباح للمساء لغاية ما ترجع .
- يا أمي خليك مؤمنة بالله والمصيبة لو مكتوبة بتقع للواحد حتى في بيته .أنا قلت لك عايز فرصة أجمع لي رأس مال وأنا قادر .
- أها رأس المال عاوز تعمل به شنو ؟
- بعد داك ممكن أفكر أفتح ورشة براي .
- ورشة تاني ؟
- لا ما ورشة في المنطقة الصناعية . ممكن أؤجر ورشة في محطة بنزين مثلا وسط البلد ..أتشارك مع أخواني يرسلوا لي معدات .
- يا أمي الفاتح فكرته حلوة أديه فرصة وبطلي خوفك دا .أولاد الحلال في الدنيا أكثر من المجرمين .. ما تكوني متشائمة . .طالما هو شغال مع عم الزين وعم الزين وأسرته كلهم حابنه .. دي براها ما كفاية ؟
بدأت تهدأ ولكن مع هزات رأس تنم على أنها لم تقتنع تماما ..
يطرق الباب مع صوت نداء الأصحاب .. الفاتح يا الفاتح ..
يمسك رأس أمه يقبله قبل أن يتجه ناحية الباب لملاقاة أصحابه .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
39
يخرج عصام لأصحابه علاء الدين وعصام وتامر وعمر وحسام .. شلة من زملاء الدراس ورفقاء العطالة ( سابقا ).
- شنو يا أبو الشباب عارفنك تعبان ومرهق بس قنا نطمئن عليك .
- ولا يهمكم تشرفوا أنتو لو ما جيتو كنت حا تصل عليكم .
- ليه خير في شنو نعلو ما في مصيبة تاني ؟.
الفاتح ضاحكا : لا هي مصيبة لكن تبع الأولى .
وحكى لهم قصة التآمر وأن دخوله الحراسة كان بفعل فاعل وليست حالة عفوية كما كانوا فاكرين .
وبدأ الأنقسام بين الأصحاب . وتطايرت الجمل المتناقضه . وحوار من نوع جديد دار بين الشباب
- ياخي عادي جدا ما دي منافسة الشغل كدا أنتو قايلنها مذاكرة وامتحانات ؟.
- يا زول هوي منافسة بتاع شنو ؟. نحن كان ما متنا ما شقينا المقابر .. دا مؤشر خطير جدا معناها الجماعة ديل أسلحتهم ومحاربتهم ما عندها حد .
- يا جماعة كلام عصام دا صحيح .
- يا أخوي صحيح شنو دا تشاؤم أكثر من اللازم .. ما معنى عشان شخص واحد مجرم معنها المنطقة الصناعية بؤرة بتاعة مجرمين .
- صحيح هي ما معناها كدا .. لكن برضو بتعني أنه ما عندهم شرف خصومة .
- أنتو شنو شرف الخصومة والكلام الكبار دا .. أنتو ناسين أنو ديل ناس معظمهم ترك الدراسة من زمن بدري ومعظمهم بسبب مشاكل زي ما بيقولوا فاقد تربوي .. تلاقيهم أما دقوا مدرسين أو كسروا مخزن المدرسة .
- ياخ أنت بتتكلم عن اصلاحية ؟ ديل مهنيين عادي . زيهم وزي أي منطقة عمل .أنت فاكر لو اشتغلت في جهة منظمة مصنع أو شركة كبيرة مثلا ما فيها خوازيق ومطبات .. ما قاعدين تشوفوا في المسلسلات واحدين يحرقوا المخازن ويلبسوها في واحد مسكين .
- ياخ ديك مسلسلات ويمكن كمان تكون مصرية ما تعبر عن واقعنا .
- طيب خلونا في واقعنا نفسه .. عمركم ما سمعتوا بحد انفصل من العمل أو تم تنقله لمنطقة نائية .. ونتيجة لمؤامرة من زملائه .أو لبسوه قضية تزوير أو اختلاس .
الفاتح : يا جماعة رسونا على بر أنتو شايفين شنو يعني أنسحب من الشغل دا ؟
- يا زول تنسحب شنو سيبك من كلام المرجفين ديل ؟
- خلاص سويتنا مرجفين يا حسام .. الفاتح أنا رأيي أنك تنسحب لغاية ما تتوفر ليك وظيفة تناسبك ..أو تنزل من رأسك شوية وتلحق اخوانك في الغربة وتسمع الكلام .
- طيب أسمعوا رأيي أنا .
- أها قول .
- أنا ما حا أتراجع لكن حا أشتغل بحرص وسياسة جديدة مع الناس ديل .
- حا تعمل شنو ؟ .
- حا أركز في شغلي بس وما حا أخالط الناس ديل .. مثلا أبعد من الجلوس مع ستات الشاي بعد الوجبات معهم .. أول ما يخلص الشغل أتوكل على الله وأروح بيتنا .
- فكرة جيدة لكن صعب تنفيذها .
- ليه صعب تنفيذها ؟ .
- لأنه لو اعتزلت الناس الأنت شغال معاهم .. هم كمان حا يتعاملوا معاك بعزلة تامة .. وحتلاقي نفسك بعد شوية شغال لكن بدون ما تعمل شئ ..
- كيف أشرح أكتر يا علاء ؟.
- بمعنى هو راح يعتزلهم يكون مقفول في مكتبه .. هم كمان راح يمشوا أمورهم وينسوا أنه موجود معاهم .. يحلوا مشاكلهم زي ما كانوا يعملوا قبل ما يشتغل معاهم .. لا يشاوروه ولا يعرفوه هم بيعملوا في شنو . وبعد شوية صاحب العمل راح يحس أنه هو بقى عالة عليه يأخد راتب كبير ولا يساهم في الانتاج . وحا يقول له هوينا يا أبو الشباب نحن ما عندنا ليك راتب .
- لكن دي كمان عندها حل .
- أها حلها شنو؟ .
- أنه الفاتح لازم يأخد منصب في الورشة يعطيه صلاحيات على الكل .
- منصب زي شنو؟ .
- مثلا صاحب الورشة يعينه مدير تنفيذي أو مدير العمليات على الكل . أي شغل جديد او عربية يتم تسليمها للورشة لازم يتم عن طريقه هو .. يعني هو الوحيد الذي يعتمد كرت العمل ويحدد الميكانيكي المعين الممكن يشتغل عليها ويوزع المهام . ويحدد قطع الغيار العايزة تبديل . غير أنه يشتغل الحاجات الحساسة والكبيره بنفسه .
- دي فكرة جيدة لكن تتوقف أنه الفاتح يكون مالي يده من صاحب الورشة .
- أها رأيك شنو يا الفاتح .
- والله بيني وبينكم أنا مالي يدي من صاحب الورشة .. لكن ما أقدر أطلب منه يعيني مدير على العمال وأنا ياداب شغال لي يومين .. دي حاجة لازم تجي منه هو .
- طيب أنت مالي يدك منه كيف ؟
وحكى لهم عن علاقة عم الزين بجده وكيف بدأ حياته .
- طيب يا الفاتح الحكاية كدا بقت واضحة وسهلة أنا يتخيل لي عم الزين بنفسه هو حا يطلب منك أنك تكون مشرف على عمليات الورشة كلها بدون ما تطلب منه .. حسب كلامك الراجل دا خبره وهو زول دارس ومحتاج لك أعتقد أنه لو صبرت يمكن هو بنفسه يطلب منك تكون مشرف على كل العمليات .
- تعني أنا ما متحاج أطلب منه ؟
- أنت أصبر يومين لو ما هو طلبها منك . ما فيها حاجة أنت أطلب منه لأنه داحق وأنت شايف نفسك مؤهل له واثبت جدارتك فعلا .
- غايتو نحاول .
يلا يا شباب نحن نمشي ما نساهر بيك .
- والله ما قصرتو ريحتوني شوية .
- يلا خلينا على اتصال .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
40
دخل عم الزين بيته في ذات وقت وصول الفاتح لبيتهم.
فتح الباب وأدخل ما يحمله عادة ..
- أهلا يا ابوي مساء الخير .
- أهلا سحر كيفك وين ريم .
- نايمة .
- نايمة من بدري كدا ليه؟ .
- عندها امتحان عايزة تصحى قريب الصباح وتجرها ..
- تمام : هاك دخلي الخضار دا لأمك . وين هي أمك ؟.
- مشت لجارتنا نفيسة دي بتها ولدت هسع تجي .أعمل ليك غدا يا أبوي .
- لا شكر ما عندي نفس .
دخل عم الزين ناحية غرفته غير ملابسه ولبس ملابس البيت .. جلابية وسروال طويل . وعاد متمددا في السرير بالحوش .. كما هو معتاد .. في الفترة الصيفية تفرش السراير في الحوش في شكل حلقة .. ويتجمع فيها أفراد الأسرة ..
يحمل راديه ماركة الناشونال ملبس بجلد بني .. ويبدأ يقلب في المحطات . بحثا عن إذاعة لندن ..
- طيب أعمل ليك شاي يا أبوي؟ .
- كويس أعملي شاي أحسن .
- شاي سادة ولا شاي بلبن .
- خليه بلبن في حد يشرب شاي سادة بالليل ..
أخيرا تبدأ كركبة الباب منبئة بمقدم ست البيت .
- هي يا الحاج أنت جيت .. معليش اتأخرت عند الجيران .. براك عارف لياقة حجة نفيسة كيف .. أصرت توريني كل انواع الفرش الجابوه أولادها من بلاد بره .. وتضوقني من كل أنواع الخبائز .. لامن بطني دي وجعتني .
- الحمد لله كيف قيلتو انتو.
- دا شنو مالك تشرب في الشاي أنت متغدي ولا شنو ؟.
- لا أبدا بس ما عندي نفس لغدا ..
- ليه في شنو؟ ..أنت داسي مني حاجة ؟
- حاجة شنو كمان ؟.
- الليلة أبدا ما عاجبني .. وشك دا مخطوف كدا وكلامك مقطع وسرحاتك كتيرة .. الا في حاجة .
- ياخ اتاري الحكاية طلعت من عماد .
- حكاية شنو كمان .؟
- حكاية دخولنا السجن أنا و الولد الفاتح .
- عماد منو ؟..
- عماد ضبة ولا زفت داك .
- ووووب علي ... نعلو عماد ود سكينة ؟؟
- هو في غيرو ؟
- كيف هو السبب ما معقولة .. أكيد في حاجة غلط .
وأضطر يحكي لها الحكاية . بينما بنتهم واقفة تسمع باندهاش .
- بالله شوفوا أزية الشافع دا كيفنها .. معقولة للدرجة دي ؟
- شوفي الولد دا أنا لميته من الشارع بعد ما أبى القراية قلت لأبوه خليه يجيني في الورشة يتعلم صنعة ينفع نفسه وينفعكم بدل ما يعمل ليكم مشاكل في الحلة.
- لكن أصلا ما يكون قاصد يازاك أنت .
- هو فعلا كان قاصد الفاتح ما متخيل الحكاية تصلني .
- والفاتح عمل له شنو كمان ؟
- غيران منه لأنه الفاتح جاء في يومين وبقى حديث الناس ..
- يغير منه كيف يا أبوي دوا مهندس ليه عشرين يقرأ يجي بتاع الابتدائي الما فاهم حاجة دا يغير منو كمان ؟
- يا بتي ديل ما بيفهموا ليك كلام زي دا .. كل البيعرفوه أنه الفاتح دا ميكينيكي زيهم واحد جاهم وأكل منهم الجو ولازم يطيروه بأي تمن .
- هي كان كدا أمه هسع تجيك تدق الباب .
- وتجيني لشنو كمان ؟.
وفعلا قبل ما يجد ردا على سؤاله يسمع طرقا على الباب .
أمشي يا سحر أفتحي الباب دا لخالتي سكينة .
وفعلا طلع تخمين سعاد في محله . أول ما ولجت ناحية الحوش قبل السلام واضعه يدها عل رأسها وتنوح الليلة يا الزين أخوي .. معقولة الشرطة تشيل ولدي من جمبك وما تسأل منه ؟.. تجي بيتك كمان يختو ليك الأكل والشاي ؟.
- يا مرة هوي شنو أنت داخلة في الراجل شمال كدا .. اسألي أول قولي ولدي عمل شنو ؟ شالتو الشرطة ليه ؟ .. هي الشرطة قعد تشيل الأولاد من طرف كدا ؟
- تعالي تعالي أهدي يا حاجة سكينة ..
يجرها عم الزين من يدها حتى يجلسها على السرير ولكن لازلن هي وسعاد حرم الزين يتبادلن النظرات الحمراء ..
بعد أن حكى لها عم الزين الحكاية كاملة ..
- لا لا لا أكيد انتو والشرطة فاهمين غلط ..أنا ولدي ما بيعمل كدا ..
- شنو هو شابكانا ولدك ما بيعمل كدا ما بيعمل كدا .. هو ولدك دا كان ما لماه الزين من الشارع وعلموا الصنعة كان كتل له رقبة عديل .. كمان قالت ما بيعمل كدا .
تدخل عم الزين : خلاص يا سعاد ما في داعي .
أما حاجة سكينة كادت أن تمسك في شعر سعاد بكلتا يديه وتنزعه من أصوله لولا الحياء من عم الزين الرجل الطيب الذي لم ينفعل أبدا رغم كلامها المستفز .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
42
في بيت عم الزين لازالت أم الفاتح تهدئ في البنات وتطمئنهم على صحة والدهم .. وتصطاد الفرصة لتعرف حكاية سكينة هذه التي قلبت كيان هذه الأسرة المسالمة بهذه الصورة .
بعد أن راق الجو وأعتاد البنات على وجود خالتهن فاطمة وبنتها .. ودخلن في حوار .. حكين لها عن حكاية سكينة و ولدها عماد .. وكيف حاول يعض اليد التي أمتدت له مما اثار غضب أمهن عليها ..
بصورة ما وجدت أم الفاتح نفسها في سرج واحد مع هذه الأسرة ضد تلك المدعوة سكينة أم عماد ..لأن أصلا من كان مستهدفا بطبيعة حال هو إبنها .. لكن الرصاصة الطائشة مست رب هذه الأسرة ..وأكيد ولد هذه أمه و بهذا الجحود لن تستسلم ولن تترك ثأرها .. من العلقة التي تلقتها من سعاد .. ورغم أنها تستحقها تماما بل ربما أكثر منها .
- نسوي العشا يا خالتي فاطمة ؟
- يا بت عشا شنو هو نحن عندنا نفس ؟... فعلا يبدو أن الوسواس بدأ يضخم الموضوع في رأسها بل كانت تعتقد جازمة أنها لو كانت حاضرة وجود حاجة سكينة هذه لشاركت سعاد في ضربها وتلقينها درسا لن تنساه طيلة عمرها ..
- العندو نفس منو يا خالتي ؟ لكن لازم نتعشى الحمد لله أطمأنينا على أبوي ... تعالي معاي يا ابتسام للمطبخ نخلي ريم مع أمك ..
بعد قليل يطرق الباب إذ عاد الفاتح من المستشفى بصحبة عم الطاهر مما طمأنهن أكثر .. وقال الفاتح أن الطبيب طلب أن يبيت عم الزين في المستشفى حتى يراقبوا حالته حتى الصباح .. أما أمهن أصرت أنها تبقى معه .
أدرك الفاتح وجبة العشاء ... سرعان ما أندمجت الأسرتين من جديد .. وبدأ العيش والملح يعملان في صهر ما بقى من تحفظات ..
أنت بتقري شنو يا سحر .؟
- أنا في تانية صيدلة ..
- ما شاء الله ربنا يحفظك .. وريم ..؟
- ريم في رابعة محاسبة ..
- ما شاء الله دربك مرق .
- آآآي يا خالتي انا السنة دي خريجة انشاء الله .وابتسام .أنت تقرى شنو .
- ابتسام يا ها اختارت القراية الماعندها نهاية دي ؟
بعد ضحكة : تقصدي الطب ؟
- يا هو الزفت .
- يا أمي أنتي ضايقة لي مالك ؟.
- أيوا ضايقة ليك .. منو البينتظرك تقري خمسة سنة طب وبعدين سنتين امتياز وسنة خدمة وتاني ما عارفة سنة عشان تبقي دكتوره يكون عمرك فات التلاتين ..
- لا يا خالتي فاطمة الحكاية ما بالسوء دا ؟.
- أها أنت ليه أخترتي الصيدلة مش عشان تختصري اللفة الطويلة دي ؟
- لا ما عشان كدا لكن يا خالتي لو تقصدي الزواج .. عندنا صاحباتنا في الطب اتزوجن ومواصلات في الدراسة عادي جدا .. الحياة بقت سهلة ما زي زمان . العرس ما يتعارض مع الدراسة حتى لو كانت طب ..
سرحت فاطمة في حديث الصغيرة سحر .. ويبدو أن هذه الشافعة ساحرة فعلا .. وقليصة على قول أمها .. شوف تظاهرت بأنها تتحدث عن صديقاتها لكنها قدمت ملفها من جديد بجرأة وقوة عين .. يعني لو عايزين عرس نحن جاهزين .. بصراحة هي حلوة بل جميلة جمال فائق .. رفعت رأسها نظرت ناحية أبنها الفاتح وجدته يمضغ الأكل ويبلع .. دون تركيز ,,, بل شرق وبدأ يكح .. إبتسام إعتصرتها الضحكة ..
- جيبي موية لأخوك يا بت ..
- خليني أنا بجيبها .
- لا أنا الأقرب ..
تحرك الأختان نحو المطبخ .
وفي المطبخ
ريم : دا شنو دا العملتيه يا بت ؟
سحر : عملت شنو ..؟
ريم : يعني ما عارفة .. طيب الناس ديل ارتبكوا كدا مالهم؟ ..أنت من زيارتهم ما عرفتي أنه الفاتح دا شبه خاطب بت خاله .
سحر : وأنا قلت له تعال أخطبني أنا دافعت عن بتها ابتسام أنه أصلا لو عايزة تتزوج دراسة الطب ما تتعارض مع الزواج وأنه صاحباتي متزوجات وشاطرات ومتفوقات كمان .
ريم : مش عارفة .. غايتو حاسة أنهم فهموا كلامك بطريقة تانية ؟
سحر : بطريقتهم .. هو نحن في شنو هسع؟ .. الله يشفي أبونا ويرجعوا سالم .
ريم : والله أنت ما بتتقدري أصلا .
وفي الخارج ..
أبتسام : الفاتح مالك اتكبكبت ..
الفاتح : اتكبكبت كيف كمان ؟ .أتشرقت عادي ..
ابتسام :أنت ناسي أنه أنا دكتورة يعني أعرف أذا اتشرقت عادي ..ولا حصلت ربكة في جهازك الهضمي مع جهازك التنفسي .. يعني لسان المزمار بتاعك مفروض يقفل الحنجرة لحظة دخول الأكل وهو عمل العكس ..ودي حالة تحصل لامن يحصل تشويش فجأة للعقل .
- يا بت هوي ما تفلسفي شنو البيخليه يتكبكب .. أخوك عنده خطيبة مالية عقله وقلبه ..
ابتسام : ما دا واحد من اسباب الربكة ذاتها .
- خلاص الكلام دا خلوه في بيتنا خلوا البنات ديل في الحالة الهم فيها ..
وصل البنتين . شرب الفاتح الماء وقام .
- كمل أكلك يا الفاتح مالك قمت الأكل ما عجبك ؟..
- الحمد لله شبعت ..
- أعمل ليك حليب ؟
- لا الفاتح ما بيشرب الحليب عنده حساسية ..
- خلاص أعمل ليك عصير ..
- أقعدي كملي عشاك يا بتي .
- لا لا العشا ملحوق .. وتعود الصغرى الى المطبخ من جديد لتعود بعد قليل تحمل له كوب من الزجاج شفاف به عصير التانق الناقع ..و الكأس يغلفه الندي .. وليصبح منظره البرتقالي شهيا وقدمته للفاتح .. من جديد ..
- اتفضل يا باشمهندس .. نحن تعبناكم معانا والله .. أشتغلت مع أبوي في تلاتة يوم حصلت احداث كثيرة في حياتك ..أنشاء الله ما تكون كرهتنا كمان ..؟
- كرهتكنكم كيف هو أنتو بتتكرهوا ؟
نظرت ابتسام الى أمها تبادلن الابتسام .
فاطمة : نحن طبعا ما حانخليكم براكم .. نبيت معاكم الصباح بدري نغشى ناس سعاد في المستشفى .. والفاتح يوصلكم جامعاتكم أنتو وابتسام ويرجعني لبيتي .. يلا هسع اتجهزوا للنوم .
الفاتح :أنا حا أنوم في الصالون ..
ريم : يا سحر جيبي للفاتح جلابية من جلاليب أبوي ينوم بيها .
.. بعد قليل كان الفاتح ممدا في سريرهم بحوش الصالون ... يفكر من جديد ..
حياته أصبحت مثل المكعب السحري .. كل ما يحاول يرتب لون معين في صفحة ما .. يجد نفسه خرب ألوان صفحة أخرى .. ليعيد اللف والتدوير من جديد ..
الى أين وحتى متى تكتمل هذه الألوان ..
تعقدت حياته . بل امس القريب قرر قرارا قاطعا أن يغادر العمل ويقطع علاقته بعم الزين وأسرته . لكن ها هي الظروف كل مرة تجره من تلابيبه وترميه في حضن هذه الأسرة من جديد ..
كلما حول الفكاك التفت حوله مزيدا من خيوط الحرير العنكبونية .. لكنها خيوط وردية ناعمة ..
الله يعين
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: عمر أبوعاقلة)
|
حوار الأرزاق
43
استيقظ الفاتح فذعا على يد تهزه ..كان نائما بعمق نتيجة للتعب والسهر في هذا اليوم الطويل ..
- أيوا يا أمي .. في شنو لسع الشمس ما طلعت .
- يا ولد عشان نمشي بدري نغشى المستشفى نشوف الراجل بقى كيف نخلي بناته يزوروه بعداك عندهم مشوار توصلهن لجامعاتنهن .. وترجعني البيت بعدين تمشي لشغلك .
بعد جر آهة طويلة . قام ناحية الحمام ليتجهز ..
بعد ربع ساعة وبدأ الفجر يفج نادته أمه في الصالة لتناول شاي الصباح .. كما تجمع البنيات ايضا في حلقة جديدة لشرب الشاي بعد أن لبسن ملابسهن استعدادا للجامعة .
جلس الفاتح في أحد الأسرة وهو لا زال يمشط في شعره المبلول ..
توزع باقي البنات على الكراسي والسرائر الأخرى المنتشرة في الصالة .
لم تجد ( سحر ) مكانا تجلس فيه سوى أن تشاطره ذات السرير .. لم تكترث لنظرات أختها المتوعدة ..
تسلل عطرها الفواح لأنف الفاتح وكاد أن يسكره .
أرتبك رجفت يده كاد أن يدفق الشاي على ملابسه .
- اسم الله اسم الله . مالك يا ولدي .. الشاي حار ولا شنو .
بعد ضحكة : لا لا لا ما للدرجة دي يا أمي .
عاد الفاتح يرتشف في الشاي وهو سارح .. ورقبته لا تتطاوعه حتى ليتلفت وينظر لتلك التي تشاطره السرير ..( أبت تتلفت تب ) شعر كأن عنقه ملفوفة بالجبس . يبدو أنه أوشك أن يسقط أمام سحر هذه الصغيرة ..
أم الفاتح محاولة أن تكسر حاجز هذا الصمت المتوتر .
- أنت يا سحر كليتك قريبة من كلية ناس ريم .؟
- لا يا خالتي . نحن في المجمع الطبي .. هناك بعيد آخر البلد .
- معناها أنت آخر واحدة يوصلوها .. ناظرة ناحية ابنها وهي تضحك .. ولسان حالها يقول (أمانة ما وقعت )
ابتسام كأنها فهمت الرسالة وكتمت الضحك بالعافية ..
الفاتح أكتفى بابتسامة باهتة .
- ليه في مشكلة ؟ الفاتح ماممكن يوصلني براي ؟ .. خلاص ينزلني في كلية ناس ريم وأنا اركب من هناك .
- لا لا لا معقولة .. أكيد لازم أوصلك .. ما في شي ورانا لسع الوقت بدري .
بعد قليل تحركوا ناحية المستشفى أولا محملين بشاي الحليب والقهوة .. وفي المستشفى تبادلوا الشكر مع عم الزين وزوجته .
- الله يخليك يا فاطمة الله جابكم لينا أهل في البلد دي .. ما عندنا فيها أقارب .. بقيتوا لينا قرايب .
- الله يخليك يا ولدي يا الفاتح أتعبناك معانا والله .
- لا شكر على واجب وأنتو فعلا أهل وقرايب .
- على فكرة أنا وعمك الزين من قبيل كنا بنتشاور .أنه هو فكر يمسكك الورشة ..هو ذاتو كبر ما بيقدر على الجري والشغل لفترات طويلة ..أنت حاتمسك ادارتها كلها من مجاميعه .. وحا تاخد راتب ونسبة في الأرباح .. ممكن الكلام دا يتوثق عند المحامي .. عمك الزين لو قدر يعمل في اليوم ساعتين كفاه .
- بس لكن يا سعاد الكلام دا كتير على الفاتح أنت متخيلة أنه الفاتح دا من أشتغل ما تم أسبوع لغاية اليوم .
- فاطمة هوي ما تقللي مكانة الولد وتخوفيه . ما شاء الله زي الفاتح دا مؤهل يمسك بلد كامل مش ورشة .. بعدين الرجال يقيموهم بالمواقف والاختبارات مش بسنوات الخبرة .. الاسبوع البتقولي عليه دا الفاتح دخل فيه امتحانات رجال بعمر أبوه كانوا سقطوا فيها .. عليك الله ما تخوفيه الا إذا كان هو عنده شوفة ثانية أو عايز يطلع من البلد دي .
الفاتح سرح معقولة الشرط الوحيد الذي كان سيجعله يواصل في العمل مع عم الزين وناقشه مع أصحابه .أتاه على طبق من ذهب ..دون حتى أن يطلبه ..
- أها رأيك شنو يا الفاتح ؟ عم الزين وخالتك سعاد منتظرين ردك ..
الجميع يحيطون بسرير عم الزين بالمستشفى وينظرون بوجوه مبتسمة ناحية فم الفاتح يترقبون رده .
ألقى نظرة ماسحة على الجميع .. بحث عنها .. أي عن سحر .. وجدها كادت أن تنطق بدلا عنه .. وهي تبتسم .. وتضغط على أسنانها .. وتهز رأسها هزات سريعة لأسفل .. وكأنها تقول له قول موافق .. قول نعم .
أمها وأمه لاحظن لحركتها وتبادن الابتسامات ..
- ممكن تدوني فرصة أفكر واستخير .. لأنه دا قرار مصيري وصعب الواحد يتراجع عنه .. بعد داك .
- لا لا لا يا بني ما تفتكر نحن قلنا نوثقه في المحامي عشان نقيدك ونفرض عليك شئ للأبد .. والله أنت ولدي وفي معزة البنات ديل ..أنا فكرت في حكاية العقد دي بس عشان أحمي حقوقك لأنه الموت والحياة ما معروفة .. لكن في أي وقت عايز تغير وتروح تشتغل في مكان تاني أو تغترب .. من حقك أنا بقولها لك قدام الناس ديل وممكن نذكرها في العقد كمان..
الفاتح : لا عداك العيب يا عمي . والله ما عشان كدا .. لكن الموضوع فعلا يحتاج تفكير لأنه المسئولية ما ساهلة .
عم الزين : خلاص براحتك لكن عموما أنت اليوم مسؤول أستلم المفاتيح وروح أفتح الورشة لغاية ما تفكر في قرارك النهائي عشان أنا أجي أعلن للعمال إدارتك للورشة ...
سحر : لا لا لا يا ابوي هو موافق خليه من اليوم يبقى المدير .
سعاد : يا بت بطلي الخفة والشلاقة دي .
أنفجر الجميع ضاحكين على سحر و التي بدأت تتخجل وتتدارى .
ريم : يا أخوان اتأخرنا على الجامعة يلا يا ابوي الله يديك العافية .
- فاطمة : أها فتناكم بعافية .. محتاجين حاجة نرسلها ليكم ..
- لا شكر والله ما قصرتي .. هنا المستشفى موفرين كل شئ . يمكن يخرجونا الظهر .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
حوار الأرزاق
44
خرج الفاتح من المستشفى بصحبة مرافقيه والدته وأخته وبنتي الزين .بعد أن استلم مفاتيح الورشة . بما أن الوقت لازال مبكرا غشى في الأول بيتهم لإنزال والدتهم .. ونزل الجميع ينتظرون ابتسام حتى تتهيأ لجامعتها هي كذلك وتحمل مذكراتها .
- يلا مرحب بيكم في بيتنا المتواضع .
- واووو ما شاء الله بيتكم حلو يا خالتي فاطمة ..
- أنتي الأحلى يا عسل .. عجبتك الزراعة ؟ .. دا الاستفدناه من عطلة الفاتح .. سنتين كلها قضاها تشجير وزراعة وبوهية ومعافرة في البيت هو وأصحابه ...
- الفاتح دا ماشاء الله عليه ... أي حاجة حلوة في حياتكم هو عاملها . الله يحفظوا ليكم .
الفاتح لنفسه قائلا الظاهر البت دي ما حاتجيبها لبر .. ويبدو أنه أمه وابتسام مستمتعات بهذا الحصار .. ويبدو أنهن أصبحن أشد إعجابا بهذه سحر الساحرة .. التي نجحت بلغة الكمبيوتر أن تعمل ألغاء ( دليت ) لصورة هالة وتعلقهن بها .أو على الأقل حملت لهن برنامجها الأقوى الطاغي .. ويبدو أن هذا التحميل سرى عليه هو أيضا .. هو كذلك لينشغل أو يخفف درجة التأثير والاحتكاك دخل الى غرفته وشرع في تغيير ملابسه .. لبس بنطلون الجينز وفنلة رياضية مع حذائه الرياضي . كما أعتاد أن يلبس للعمل .. وخلع اللبس الرسمي أو الأنيق لزيارة أمس .
- أيوا كدا خليك سبورت وشباب بدل القميص ابو كم طويل وجزمة الجلد السوداء .
حتى تغييره لملابسه لم يسلم من ملاحقتها .. وظفته ضمن خيوطها العنكبوتية
في حوالي نصف ساعة كانت السيارة محملة بالجميع في اتجاه الجامعات .
في الأول جامعة ابتسام بأعتبار أنها الأقرب .. ثم غشى كلية ريم .نزلت قربها ..
وقبل ما تتحرك السيارة ..
سحر : دقيقة دقيقة خليني أجي بقدام . لو ما عندك مانع .؟
عندي مانع ؟ بل أصبح الفاتح مثل المنوم مغناطيسيا .. استلبه سحر سحر من عقله تماما ..
تحولت في المقعد الأمامي .
وأنطلق الفاتح بالسيارة .
- يا الفاتح أنت مالك كلامك قليل .؟. أنت أصلا كدا .. ولا أنا حاصرتك ..؟
رد الفاتح بضحكة خفيفة تمتم بعبارة مبهمة .
- أنت ساحرة فعلا .. صدق السماك .
- بس أنا ما اسمي سحر بكسر السين اسمي سحر بالفتحة .. هو الليل الذي يسبق الفجر .. جاية منها كلمة سحور بتاع رمضان .
- معلوم معلوم بس حبيت اشاغلك .
- طيب ما تشاغل أنا نفسي تشاغلني عديل كدا ..
- دا كلام شنو يا بت الناس .
ضحكت وقلت : على فكرة أنا ما قصدت الشئ الأنت فهمته .. تعرف أقول لك حاجة يا الفاتح .أنا يومي من أطلع من بيتنا لغاية ما أدخل الجامعة تكون مطارداني المشاغلات . وخاصة ابناء الحلة وبكون متضايقة . وكم مرة دخلت البيت أبكي .أمي وأبوي يصبروا فيني أنه دا الشارع كدا ونحن ما نقدر نربي أولاد الناس ..
لكن لقيتك أنت حيرتني ..
- كيف حيرتك أنا عملت شنو ؟
- أنت الشاب الوحيد العندي رغبة أنه يشاغلني ويتغزل فيني وأنت ما شغال بي خالص .. هو أنا ما عاجباك ؟ فيني حاجة غلط ؟.
- كيف ما عجباني؟ (أصلا بايظة بايظة .. قالها الفاتح في نفسه وأحسن يكون جرئ على الأقل في مستوى جرأتها إن لم يستطع أن يكون أجرأ ) ..
- بصراحة أنت أنسان دخلت حياتنا كلها بالباب الكبير باب القراش عديل مش بالشباك زي ما بيقولوا .. بما أنه ناس بيتنا كلهم معجبين بيك بالذات أمي وأبوي أنا تقدر تقول أخذت العدوى مضاعفة .. بس ما تكون حكمت علي بكلام أمي تقول البت دي خفيفة وشليقة زي ما قالت في المستشفى .. والله بصراحة أنا أول مرة اتصرف كدا مع شاب ومستعدة أحلف قسم لو ما مصدق. لكن ما قادرة أفرمل نفسي منك أعمل شنو ؟.
- والله يا سحر أنا ما أكذب عليك أنا كمان انبهرت بيك . وبالعكس تصرفاتك كلها تدل على البراءه وأنك ما صاحبة تجارب . لكن ...
- أنا عارفة لكن دي بعدها في شنو ..
- أها يا ساحرة لكن بعدها دي في شنو ؟
- لكن دي بعدها أنت مقيد بالعلاقة التقليدية بتاعة ناس زمان .. من اللفة للزفة ..
ضحك الفاتح : تقصدي شنو بحكاية من اللفة للزفة دي .
- يعني أنت من فتحت لقيت نفسك محجوز لبنت خالك من أهلك ومن أهلها واستسلمتوا أنتو الاتنين للواقع دا وحاولتوا تعبوه بحب وهمي ..
- كيف وهمي ؟
- وهمي لأنه ما جاء من اختيار لامنك أنت ولا منها هي .. أصلا أنتو الاتنين ما جربتوا بديل لبعض .
- وانتي تفتكري دا شئ خطأ مش ممكن يكون سبب أنه نحن بقينا محصنين لبعض .
- محصنين من شنو ؟؟ من الحياة نفسها ؟
سكت الفاتح .غلبه الرد. صمت قصير بعد قليل قال : هي دي كليتك ..
- أيوة وصلنا ..شكرا ليك ممكن تديني رقم تلفونك عشان تطمني على أبوي بس ما أكتر .
- حاضر قولي أنتي رقمك عشان أعمل لك رنة .
بعد قليل خلاص شكرا وصل الرقم .
تحرك الفاتح بعدها سارحا نحو الورشة .
من اللفة للزفة؟؟؟؟؟؟ .. والله البت دي عايزة تجنني عديل كدا .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
حوار الأرزاق
45
عاد الفاتح بعد أن أوصل سحر الى جامعتها بالسيارة سارحا يفكر في حديثها .. فعلا هذه الشقية الصغيرة عملت له شرخا كبيرا في قلبه وفي عقله . وبدأ يعيد التفكير . ويحاول أن يتذكر متى بدأ يميل بقلبه لبنت خاله .. وهي ولدت في الغربة وبدأت تحضر مع أهلها في الأجازات .. ومنذ أن كانوا أطفالا .. وهو يكبرها بست سنوات تقريبا أو أكثر .. وتذكر كيف كان يحبها وهي طفلة . لكن كطفله صغيره جميلة .. ممتلئة صحة وحيوية يحملها ويقف بها في الشارع ( يا ولدي الشافعة السمينة دي قصت ضهرك .. جملة من أمه تقولها ساخرة وهامسة وضاحكة ).. وهي كذلك كانت تتعلق به منذ أن كانت تحبو . ترفع يديها له حتى لو كانت في حضن أمها .. كان يأتيها بلهفة يحملها ويلاعبها وهي تضحك ..
كبرت هذه العلاقة ونمت كما البذرة بنفس هذا المعدل .. تطور الشعور وتدرج وتغير .. ليصبح شئ هو كان يعتقده حب .. أو هو فعلا كان كذلك . قبل ما تظهر هذه العفريته سحر .. وتخلط له الأوراق في رأسه .. من اللفة للزفة ؟؟؟ هل هنالك شئ كهذا فعلا .. شئ يشبه الفطرة الأولى التي تكاثر بها الانسان .. مثل أجدادنا أبناء آدم وحواء .. كل واحد يتبنى طفله من أخواته يرعاها حتى تكبر ثم تصبح زوجته .. لكنهم كانوا مجبورين على ذلك .. لم يكن لهم خيارات أخرى ..لم تكن هناك مصاهرات مع باقي الحيوانات ..أقرب الحيوانات للانسان القرود والشمبانزي أجمل أناثها أقبح من أقبح أمرأة حتى تاريخ اليوم .. يمكن في نظرنا نحن البشر .. لكن لماذا عليه هو وقع هذا الدور .. لماذا هو الذي يجب عليه أن يعيد تجربة أبناء آدم وحواء جدودنا الأوائل .
قال لسحر يمكن هذه العلاقة سببا في تحصنهما هم الأثنين ؟ أفتكر نفسه هزمها بهذه الفكرة . لكن عادت العفريته الصغيره لتعيد له كرته لصدره ملتهبة من جديد ..
قالت : حصنتكم من الحياة ؟
يا لها من عبارة ..
قضى خمس سنوات في الجامعة مع زميلات مختلف الأشكال بل بعضهن يفقن هالة جمالا وظرفا .. لكنه لم يميل لأي منهن .. بعضهن تقربن منه وتجاهلهن بطلف وأحيانا بعنجهية .. بحكم هذا التحصين الذي ذكره .. أتصالا وتلفونا مع هالة آخر الليل .. كلام بالساعات كان كفيل بأن يغسل أي أثر جديد لميول أخرى .
لكن اليوم شعر أن اليوم لم تعد هذه القوة موجودة .. هذا التحصين قد تم ضربه اليوم بمنطق أقوى منه .. معقولة ؟ الطفلة التي كانت في اللفة وكان يحملها ويشاهد أمها أو جدته تغير لها الحفاضات ويتم لفها من جديد ليحملها ويجلس بها أمام البيت .. هي نفسها ستكون رفيقة حياته ؟؟ .. كما قالت سحر من اللفة للزفة ؟؟
يرجع ويقول لنفسه .. وطيب ماذا في هذا ؟
لكن السؤال الذي يجب أن يسأله لنفسه بصيغة أخرى .
هل حبه لهالة منذ أن كانت طفلة في اللفة متعلقة به هل هو نفس الحب .. هل تطور أم كبر كما هو ..
هل لبس ثوبا جديدا مختلفا كأي شعور يربط زوج بزوجته .. أم هو يحبها كطفلة صغيرة بوزن أكبر تعلق بها من الصغر .. هل هو ولف أم حب ؟ صدق المغني حين قال أن الولف قتال .. لكن هل الولف هو حب ؟
كل هذه الخواطر جالت بعقل الفاتح وهو يقود السيارة حتى وصل للورشة .. وجد العمال متجمعون أمامها .. تأخر فتحها قليلا . وعندما شاهدوا الفاتح يحمل المفاتيح ويتجه ناحية الباب الرئيسي .. وقبل أن يتساءلوا أخبرهم بمرض عم الزين . وبحجزه في المستشفى ..
تساءلوا عن صحته وتحسروا .. وعرفوا أن السبب هي الصدمة التي سببها له زميلهم عماد .
باشر الفاتح العمل .. برضاء الجميع .. وبدأ يوزع عليهم الأشغال .. ويسألهم عن المهام التي يتولاها أي منهم .. ويعطي الأوامر كما ينبغي .. ويرسل الصغار في طلب قطع الغيار المطلوبة من السوق ..
ثم يعود الى المكتب من جديد . يقابل زبائن جدد .. يفتح كروت عمل جديدة للسيارت المستلمة .. ويوجه الكهربائية والميكانيكية .. كل حسب دورهم .
عد ذاك اليوم حتى الظهر وأظهر فيه الفاتح براعة في إدارة الورشة ..
خوفه من الخلو مع نفسه والتفكير المستمر دفعه أن يقضي معظم اليوم داخل الورشة مع العمال ويشرف على العمليات بطريقة مباشرة .. ويعطي بعض التوجيهات الفنية .
بعد الظهر رن تلفونه . المتصل الخالة سعاد زوجة عم الزين .
- أهلا يا خالتي سعاد .
- خلاص يا الفاتح نحن خرجونا .. تقدر تجي ترجعنا البيت ؟.. كان مشغول رسل لينا السواق خلي يجي بعربية الزين يمشي يسوقها من البيت .
فكر الفاتح في الرد سريعا . وقال أن هذه المرأة غير سهلة . بل مفتحة جدا .. كان ممكن من أول تقول له أرسل لنا السواق .. لكنها إمرأة زكية جدا دائما ما تترك الباب مواربا ( بنصف فتحة ) .. هل يجاريها ؟ هي رسالة واضحة من نوع لنا فيك مآرب أخرى ..بصراحة هو وجد عنده الرغبة في مواصلة هذا الدور الذي يشعره بلذة غريبة .. يمكن تكون جديدة عليه .. ليس لها علاقة باللفة............
قال : خلاص أنا وزعت الشغل ممكن أجي أوصلكم البيت .
- شكرا كتر خيرك يا ولدي الله يخليك لينا .. أنت ولدنا الما ولدناه ..
ما نشيتات عريضة تصلح أن تدبج بها الصفحة الأولى في أشهر صحيفة .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
46
نادى الفاتح الرجل الأكبر في الورشة عم عبد الله ليتابع الشغل وأستأذن متحركا ناحية المستشفى ليأخذ الزين وزوجته ناحية بيتهم .
وصل المستشفى .. جرى في إجراءات الخروج .. وسدد المبلغ اللازم .
وتحرك ناحية البيت .
- يا ولدي تقلنا عليك والله معليش بس ما عندنا غيرك .
- لا يا عم الزين ما تتحسس أنت في مقام أبوي الله يرحمه .
- الله يرحمه .. لكن ماشاء الله أبوك ولد وربى.نحن كمان شاعرين بيك ولدنا الوحيد
- الله يبارك فيكم كتر خيركم انشاء الله ما تشوفوا شر .
- يا ولدي الفاتح كلية سحر من هنا قريبة ما كدا ؟.
- صحيح المجمع الطبي قريب من هنا .
- ممكن نغشاها وقت بقينا قريبين الله يعافيك ..
- جدا ما في مانع أنتو كلمتوها ؟.
- أيوة كلمناها قبل شوية أصلا هي أتصلت تطمئن على أبوها .. وقلنا لها لو الفاتح وافق نغشاك و نسوقك معانا للبيت بنغشاك .
- أكيد حا أوافق معقولة ؟ هي أصلا في طريقنا وما حا تكلف شئ.
- شكر ما تقصر والله ... تفتح تلفونها وتتصل ببنتها ..( خلاص يا سحورة الفاتح وافق حا نغشاك بس أستنينا برة الباب عشان ما نأخره من شغله .
الفاتح سرح من جديد وبدأ يقلب في هذا الموقف من جديد .. هذه أسرة عجيبة فعلا .. وتجبر الشخص أن يتعلق بهم .. رغم أنه هو من يشتغل عندهم و حتى السيارة التي يقودها تبعهم .. لكن رغما عن ذلك لم يشعروه بهذا الشئ .. بل تاركين له كل القرارات .. لا أوامر ولا تعليمات تحسسه بأنه عليه أن ينفذ ..يستأذنوه في حقهم كأن الأمر معكوس ..
وصل أمام كلية سحر ووجدها فعلا تنتظرهم بفرح ظاهر ومعها شلة من صديقاتها . بما أن السيارة صغيرة أكيد صديقاتها لا ينتظرن الركوب معهم .. لكن واضح أنهن يردن أن يشاهدن هذا الفاتح .. ويبدو أن هذه السندريلا أصابها الهوس به .فحكت عنه لصديقاتها .
كان الصديقات يتبسمن معها وهن يرين السيارة تتهادى قبل أن تقف .
تجري البنت أولا ناحية والدها تقبله في رأسه بفرح وتحضن أمها . كذلك يتقدم صويحباتها للتحية وحمد الله على سلامة الوالد .. وكذلك يغشين الفاتح يسلمن عليه .. وهن ينظرن ناحية سحر ويبتسمن .. كأنه يردن القول بأنها حكت لهن عن كل شئ رغم أنه لا يعرف ما هذا الشئ الذي حكته لهن .
تحرك بالسيارة ناحية البيت .
- حمد لله على السلامة يا أبوي .أها يا الفاتح أنشاء نجحت في إدارة الورشة ..
- يا بت نجاح شنو أنتي بتتكلمي مع مهندس كبير معقولة ما يقدر يدير ورشة مساحتها ما فايتة ميتين متر .
- أنا عارفاه يقدر يدير مصنع كمان مش ورشة .. لكن شايفاه متردد .
- لا انتي كمان ما تزوديها يا سحر والله الورشة إدارتها ما سهلة .
- أنت قدها وقدود على قول المصريين يا ولدي يا الفاتح .
- شكرا يا خالتي .
أخيرا وصلت السيارة بيت عم الزين .. وبعد هبة الجيران من جديد للسلام .
مع وجود البنت الأكبر التي وصلت مبكرا رتبت البيت ونظفته .
الجارة الطيبة حاجة نفيسة أحضرت سفرة غداء كاملة
تمسكت الأسرة بالفاتح ليتغدى معهم رغم إصراره الرجوع للورشة ليكمل عمله ..
والتفوا من جديد حول السفرة مع كامل أفراد الأسرة ..
شعر الفاتح بالعفوية والتلقائية التي باتوا يعاملونه بها كأنه فعلا فرد من أفراد الأسرة .. ضحك ونكات .. وسعادة لا توصف .. تغدى سريعا وأستأذن عائدا لعمله .
وفي السيارة بالخارج .
تحت ظل الشجرة أمام الدكان
شلة المغازلاتية ..
ينظرون له باستياء .
- أنتو تعالوا الزول دا ظهر من وين كمان ؟.
- ياخ يمكن قريبهم .
- قريبهم دا كان وين زمان ولدوه هسع ؟.
- أنت مالك غايظك كدا .
- ياخ شوف البنات يقدموه للباب وآخر ضحك وانبساط كمان ..أخ و الله لو شفتوا سحورة عايزة تطير معاه .
- ياخ أنت مالك ومالهم ؟.
- يا مولانا ما تقول لي مالي ومالهم .. و الله الزول دا لو عوقني في سحورتي دي أنا مستعد آخد فيه أعدام .
- أعوذ بالله منك ياخ .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
حوار الأرزاق
47
عاد الفاتح الى الورشة وانتظر حتى نهاية دوام العمل قفل الأبواب واتجه الى بيتهم ..
وفي البيت وجد خال أمه الطاهر .. وبدأت السلامات الحارة .
- أهلا يا خال أنت لسع قاعد؟
- - يا ولد أنا جدك ما خالك ؟
- بس يا خال حلوة أحلى من جدو ونحن ما عايزين نكبرك ..
- أنا جيت مخصوص عشان أصالح الدكتورة دي شايفها ما طايقاني ..
- العفو يا جدو والله أنا اريدك من جوة قلبي .
- شكر يا حلوة وأنا بالأكتر والله .
- أها الحكاية شنو يوم داك ما قلت مستعجل ولازم تسافر .
- والله أخرتني أوراق بتاعة أراضي وتاني بضاعتي لسع ما شحنتها .. لقيت نفسي قاعد قلت أغشى أرضي بتنا فاطمة وأولادها أها من قبيل في سيرتك ومنتظرنك قالوا لي عمك الزين كان تعبان سلامته ياخ .
- فعلا كان تعبان لغاية ما مسكوه في المستشفى أربعة وعشرين ساعة .. لكن هسع الحمد لله خرج في البيت وأنا وصلتهم من المستشفى واتغديت معاهم في البيت .
- أتغديت معاهم ؟
- نعم يا أمي عندهم جارتهم جابت غدا جاهز وهم مسكوا فيني لغاية ما تغديت .
- وأكلتوا كلكم مع بعض ..؟
- وفيها شنو أمس ما أكلنا كلنا مع بعض في العشا .
- أيوا بس أمهم وأبوهم ما كانوا معانا ؟
- وتفرق شنو ؟
- لا لا لا ما فيها أي فرق .. ولا رأيك شنو يا جدو ؟.
- ياخ عمك الزين دا راجل لطيف جدا وما عنده عقد . تلاقيه هسع أعتبر الفاتح دا ولدو عديل خاصة بعد المواقف الجمعتهم مع بعض ..
- كان ولدو ما بعرف ؟
- أنت عايزة تصلي لشنو يا بت ؟
- يا زول ها ما قالو لك كيدهن عظيم أختك دي ناصبة لك فخ عايزة ترميك فيه .
- الفخ هو براه نصبه لنفسه ورمى نفسه فيه يا جدو ..
سرح الفاتح وقال في نفسه البنت المجرمه دي رغم أنه نزلها الصبح في جامعتها قبل ما يوصل الأختين .. وهي لا تدري أنه استفرد بالصغرى وكشفت له عن أوراقها ووضعته أمام الأمر الواقع يكفي عبارة ( من اللفة للزفة ) التي قلبت كيانه .. لكن فعلا كيدهن عظيم هاهي كأنها شاهدت هذه الأحداث في صدره .
أم الفاتح : على فكرة يا الفاتح قبيل غشونا هنا حسن أخوي و مرته ومعاهم هالة .. قالوا لفوا بهالة الجامعات كلها ولا في جامعة دخلت في رأسها .. قالت دي ما تصلح حضانات روضة خلي تكون جامعات .
- معقول هالة قالت كدا قدامكم ؟
- هي ما قالته قدامنا لكن لا من أمها قالته ما نكرته .
- يا أمي يعني عايزاها تكذب أمها قدام الناس .
- بصراحة أنا كنت لافي معاهم وفعلا الجامعات ما عجبتها لكن حكاية حضانة دي ما سمعتها .
- أنت بدل تغالط الناس ما تشيل التلفون وتتصل عليها .
- أنا ما عايز أؤثر عليها وتقرأ في مكان غصبا عنها عشان ترضيني ..
- عاقل يا ولدي دا كلام الرجال .. لازم المرة الأنت تختارها دي ما تكون مضطرة تقدم أي تضحيات ..عشان بعدين ما تجي تعمل ليك صداع .أنا سبت ليك القراية وأنا خليت ليك العز ... خليها تختار حياتها زي ما هي عايزة وبعدين أنت كان نفعت معاك نفعت .. ما نفعت تشوف اليناسبك .
- دا كلام شنو يا خالي الحالة دا أنت المتمسك بعرس الفاتح لهالة أكثر واحد فينا .
- والله ما متمسك ولا حاجة .. شفتكم خاتين الموضوع كدا من زمان وجاريتكم فيه ..
- أها هسع الفهم شنو .
- الفهم زي ما قلت لكم .. ما في زول مجبور يغير حياته ويرضى بالأقل عشان خاطر عيون طرف تاني ..
- يا جدو ما في حاجة اسمها حب ؟.
- الكلام دا أنا بقوله أصلا عشان في حاجة اسمها حب .. الحب دا حاجة في القلب ما عندها تمن مادي قروش ولا عز عشان الواحد يدفعها ويقبض تمنها .. أو يضحي بيها ويلوم الطرف التاني كل ما قصر .
- يا جدو أنت فاهم الحب بطريقة مختلفة .
- يا بتي شوفي أنا ما قريت زيكم ولا عارف الكتب قالت شنو .. لكن عندي تجاربي الخاصة بتعلم منها وأعلم أولادي .. تذكري لامن قلت ليك أنت عاجباني جدا يا ابتسام لكن مستكثرك على أولادي لأنهم جاهلين ما قروا ما من مستواك .. أنا عندي تجربة عرسي الأولى حكيتها لناس الفاتح .. وهي اسمها زهرة من بنات البدو الرحل .. جاتنا في الدكان مع امها وأنا تعلقت بيها .. بنت جميلة أصلا ليوم الليلة ما شفت أجمل منها .. وهي كمان تعلقت بي .. لكن عشان نتزوج لازم هي تتخلى عن الحياة البدوية وتعيش معانا ..أو أنا أخلي حياة المدينة وارحل معهم .. اخترنا الأولى لانه أنا الرجل مفروض أصرف عليها . لكن هي من أول شهر دخلت في نوبة بكا وبقت زي المجنونة في النهاية بعد ثلاثة شهور سلمناها لأهلها ..عادت للحياة البتعرفها .لانه تضحيتها ما عوضها الشئ الأسمه الحب الأنتو بتقولوه دا.. الحب لو موجود ما مفروض تكون فيه عوائق وشروط وتضحيات والا حيكون عذاب للطرفين ما عنده مبرر .
- خلاص أنا كدا فهمتك يا جدو يعني الكان بين عنتر وعبلة وقيس وليلى ما حب ؟ .. بس لكن حكاية زهرة بتاعتك ديك فرق كبير ما زي الفرق بين الفاتح وهالة .
- القال لكم نو ما في فرق أنت عارفه حياتهم هناك عاملة كيف ؟
- مهما كان ديك حياة مؤقته ممكن قرار من كفيل ولا مدير يجيبهم راجعين لحياتنا هنا .
- مؤقته دي نحن كلام بنقولوا عشان بنشوف المغتربين ديل كلهم زي بعض .. لكن الناس ديل زي ما في السودان الناس طبقات ومستويات . أها المغتربين كمان في ناس في مستويات عالية جدا .أها ديل حتى لو فصلوهم ممكن مستحقاتهم تعيشهم في قصور .. لكن نحن نسمي حتى الناس البميشوا عمرة ويزوغوا مغتربين أول ما يكشوهم يرجعوهم نقول في مغتربين كشوهم ..
- أنت يا خال هم قالوا لك حاجة .؟
- بخصوص شنو ؟..
- ما جابوا سيرة الفاتح مثلا ؟
- أبدا والله لكن هم الاتنين حسن ومرته كانوا بيحكوا لي عن حياتهم هناك وورني صور في تلفوناتهم لبيتهم هناك والحدائق والمسابح شئ زي الخيال .. وحتى الجامعات الخاصة مصورنها قال عشان يقارنوها بالعندنا ..
عم صمت قصير كل واحد من الوجود انغلق في ذاته يفكر ويحاور في نفسه . هذا الخال الجد انسان فطري بسيط لكن رغم دروشته كلامه فيه حكم كثيرة ويوصل رسالته بأبسط كلام .. حتى لو لم يكن يقصد رسالة لكنها تفوح من بين حديثه مثل العطر .
- هسع يا الفاتح ما في طريقة تودينا نشوف الراجل الطيب دا .. عمك الزين .
هذه العبارة التي ألقاها عم الطاهر أشبه بطوق النجاة الذي يلقى للغرقى الكل تشبث به وتجاوبوا فرحين ..
الفاتح نفسه قال انتظروني آخد دش سريع وأغير .. وفعلا بعد قليل كان متهندما ومتعطرا مما جعل أخته المشاغبة تطلق صفيرا بشفتيها .
وبعد قليل كانت العربة تشق بهم الطريق ناحية بيت عم الزين .
أحد شلة الغزل يلقط المشهد
- أمك يا عقرب صاحبك بقى زول خطوبة عديل .
- شنو ؟ قلت شنو ؟.
- تعال شوفه مشى بيتهم جاب أمه وأبوه وأخته أها دا شنو ما خطوبة دي .
- لا والله أنا ما أسكت يمين أسمع زغاريد هنا أمشي أجيب رشاش وأملاهم نار كلهم .
- كضاااااب ما تقدر خلاص الحمامة طارت
- ها هاهاهاهاهاها
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
حوار الأرزاق
48
كخفة بنات كما تسميها الأمهات .أو أسرار يعرفنها البنات قبل أن يتحرك الوفد لزيارة بيت عم الزين لمرة ثالثة لفاتح وثانية لأسرته خلال يوم واحد .أتصلت شقيقته بسحر العروسة التي باتت مرشحة أكثر من غيرها وأخبرتها أنها في الطريق عليهن . وسحر كنوع من الغتاتة قامت سريعا بترتيب البيت وفرشه دون أن تخطر أهلها . ومن ثم دخلت وغيرت ملابسها وسرحت شعرها .. بملاحقة أختها بالسؤال الملح .( يا بت في شنو الجايينا منو ؟ .. ما في حاجة ما نرتب بيتنا يمكن يجونا ضيوف هسهع ..لا لا .. الا أنت اذا عارفة في ناس جايين .. يا بت عايزة تشتغلي معاي اشتغلي .. وقليل ويبدأ الطرق على الباب ..
- يا أمي ناس ابتسام ديل اتصلوا وقالوا معاهم جدهم الظريف داك عايزين يشوفوا أبوي ..)
- وتكلمينا هسه بالله شوفوا غتاتة البت دي ؟
- بتك دي بقت ترسم براها ..أنت قايلة في زول منافسك . كدي ألقيه أنت ذاتك .. بعدين فكري في المنافسة ..
- هو يا بنات بدل تتشاكلوا في الفارغة أمشوا أفتحوا الباب للضيوف أدخل ألبس توبي .
- يا هو داك أبوي ماشي يفتح الباب .
- يا بت أبوك عيان ما مفروض يقوم من سريره .
قليلا وضج البيت من جديد بالضيوف .
وشرع الطاهر في صنع الضجيج بصوته العالي وفطرته التي لا تحكم بها .
- شنو يا الزين الكبر دخل ولا شنو . هاهاهاها .. يا زول أنت شباب لسع ما تتوهم ياخ شوف نحن أكبر منك في العمر لكن ممكن نلعب كورة عديل ..
أهلا أهلا بالعروسات الحلوات ما شاء الله ما شاء الله ربنا يحفظكن يا بناتي .. أهلا أزيك يا أم العروسات . هن الجمال دا حا يشحدوه يعني هاهاهاهاها .. ماشاء الله الأم والأب وسيمين ..
- أهلا أهلا يا الطاهر أخوي اتفضلوا على الصالون .
هذه العبارة التي لم تعجب أربعة أعين وقلبين ...
- لا لا يا أخوي نحن بس خمسة دقايق نسلم عليك ونكفر ليك .. وماشين ولدنا الفاتح دا يومه طويل .. والله جريناه جر .من التعب .
سحر تقترب من الفاتح وتهمس قريب منه.
- صحي جروك جر عشان تجينا تاني .. عملنا ليك وجع وش ؟
- جروني شنو أنا الجريتهم زز ما صدقت قالوا جاينكم .
- في زول وقع بسنونه وما سمى .
- أنت أسكتي خالص .
- أنتو قعد تقولوا شنو تتهامسوا وتضحكوا .
- ما في حاجة يا أمي .. أسألي ولدك بعدين بعد نرجع .
توزع الضيوف على الأسرة وبعض الكراسي المنتشرة في الحوش ..
- والله يا الطاهر ولدكم الفاتح دا ولد رجال .. ولدتوا وربيتوا ربنا يحفظه ليكم .
- الفاتح أبوه الله يرحمه كان راجل ضكران أخو أخوان هو اتطبع بطبعه تماما .. غايتو بخت المره البتكون من نصيبه . هاهاهاهاها . ضحك ضحكته إياها وهو يتلفت ناحية البنتين .. وهو لا يدري أيهما صاحبة النصيب المرتقب .
دخلت البنت الكبرى ناحية المطبخ لأعداد شاي الحليب .. ولحقتها ابتسام لمصاحبتها ومساعدتها .. أنشغلت الأمين بحديث هامس بينهما .الطاهر والزين خاضوا في مجال العمل والسوق .
لم يبقى سوى الاثنين مشروع العاشقين .
- أها لسه رأسك ضارب شكلك ما قدرت تخلص من حكاية اللفة ديك .
- يا تو لفة كمان .
- لفة الكلاكلة ..
بعد ضحكة كادت أن تفضحة : الظاهر عليك أنت عفريته و مشاغبة .
- والظاهر علي كرهتك بشغبي دا .
الفاتح قرر أن يفك آخره وزي ما تجي تجي :
لكن أنت أحلى مشاغبة في الدنيا دي .
تفاجأت بهذا الرد والغزل الجريء وبدأت تسعل وتكح .
- سلامات يا بتنا قلت ليها شنو تكون سحرتها باقي أنتو عينكم حارة
أنفجر الجمع بالضحك .
سعاد : دي تسحر بلد بحالها معقولة يسحرها الفاتح ما شاء الله عينه مليانة ..
- المليانة دي شكلها فضت .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
49
- أها يا جماعة نمشي .
- شنو يا أخوانا ما بدري الطاهر أنت أول مرة تجينا معقولة تطلع من غير عشا .
- لا متشكرين يا الزين انشاء الله في فرح البنيات ديل ..
- شكرا كتر خيرك ربنا يفرحك بأولادك .. هو أولادك قدر شنو؟ ..
- والله أنا أولادي رجال .. لكن عنقالة ساي ما قروا واحد ماسك الدكان والتاني عسكري في الشرطة غايتو عشمنا في الصغير دا يا داب في الثانوي .. وإلا كان حورياتك ديل ما بتفوتن ماشاء الله عليهن ..
- ربنا يجعل الفيه النصيب الرجل ما بشهادته الراجل بأخلاقه ومكانته وأمانته .
- ياخ دا كلام جرايد ساي و الله هسع يجيكم واحد عنقالي زي أولادي ديل علا تنطفشوا منه أنتو وبناتكم ..
تحول الموضوع بعده لضحك . يبدو أنه الطاهر يريد أن يضعهم في اختبار أو بدأ يمهد ويجرهم ناحية زاوية يريدها هو . فقرروا أفضل لهم أن يقفلوا هذا الباب بالضحك ..
- يلا بت ابتسام انت وين محشورة .
- ابتسام مع ريم في غرفتها يتفرجوا في البومات صور .
البنتان في انسجان تام .. ويبدو أن البنت الكبرى اكتفت بمصادقة ابتسام وتركت الفاتح لأختها أن استطاعت أن تفوز به ..
وتجمع من جديد أمام باب الشارع كل طرف بمن يقابله في الحوار الأخير المعتاد .
عم الزين مع عم الطاهر
والأمات مع بعض
الصديقتان الجدد
الفاتح تهادى في خطوات . وسحر أكثر جرأة اقتربت منه وبدأ يخطو واياها لا اردايا مبتعدين عن الجمع ومتهادين في الخطوات .. حتى وصلا ناصية البيت ..
- مالك مستعجل ما عايز تتعشا معانا .؟
- أنا اليوم وجباتي كلها في بيتكم من شاي الصباح .
- أريت لو تجي تسكن معانا عديل .
- أسيب أمي واختي .,
- لا أقفلوا بيتكم كلكم تعالوا اسكنوا معانا البيت كبير وشايلنا كلنا.
- ليه ما تجو تسكنوا معانا أنتو ؟
- ما عندنا مانع المهم مكان تكون فيه أنت .
ضحك الفاتح وقال : والله أنت غلبتيني عديل ..
- غلبتك كيف كمان ؟.
- لا أقصد تقدري تقولي كلام أنا ما بقدر أقوله ..
- تقصد يعني أنا خفيفة ؟ .
- خفيفة كيف كمان أعوذ بالله . أنا قصدي أنا زول خجول أكتر من اللازم بكون مليان كلام جوايي لكن ما بيطلع مني ..
- قول بأي لغة أنا خليني اترجمه بطريقتي وحا يعجبني .
تأتيه نهره من أمه
- الفاتح شنو الحكاية نحن ما اتأخرنا ؟
يعقب الخال الجد
- خليهم ياخ ديل أحلى عصفورين في الدنيا ..
- العصافر بينوموا من المغرب لكن ديل ساهروا بينا ..
الفاتح وسحر شعرا بالخجل وعادا مسرعين ..
قبل ما تتحرك السيارة كانت هناك عيون تراقب الموقف يملأها الحقد والغل . هم شلة عشاق الحي ..
- أها يا عقرب كيف معاك لسع عايز ليك دليل أنه الحمامة طارت منك ...
- يا أخوي عقرب ما بيستسلم بالسهولة دي .. يمين تبيعني الا اشخبط ليها وشها دا بمطوة اشلخها ليك جعلي على شايقي أخلي ليها وشها دا زي الصفرجت .
- يا أخوي ما تملانا فقر ساي أنت زول بتاع تنظير .. سحورتك اتخطبت الليلة .
- يا زول أنت ما تقفل بوزك دا براها قافلة معانا ..
- يا زول ما أقفل ..
على بال ما يتحرك الفاتح وأسرته نحو بيتهم . تقوم شكلة أمام بيت عم الزين .. ونبدأ العكاكيز والخبط والحجازين ويثور الغبار ..
عم الزين يستعجل أسرته في الدخول متقي شر الفتن . بصورة ما كأنه شعر أن لأسرته يد في هذه الشكلة
كذلك البنات وأمهن شعرن بأن لهن دور.
الأم هامسة لبناتها دون أن تسمع عم الزين :
- يا بت أنت المتشاكلين في الشارع ديل منو ؟
- ديل ناس هشام عقرب ومعاه عبد الواحد ود صفية ...
- باقي ليك مالهم ؟
- الظاهر الجماعة (كاووه ) بعد ما شافوا سحر واقفة مع الفاتح ..
- المتخلف دا أنا مليون مرة قلت له ما عندك معاي حاجة .. وسط أخته .. كلم الحلة دي كلها يفهم كيف الغبي دا ؟ .
- يا بت نحن ما عندنا معاهم قضية انشاء الله يتماوتوا نحن نقفل علينا بيتنا دا .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: حسين عمر الفكي)
|
Quote: اخي الوريف درديري كباشي
رمضان كريم ......واصل السرد الجميل
لك الود وضيوفك الكرام |
مشكور يا حسن وكثر خيرك على المجاملة وكن قريب على عتبات هذا الحوار الطويل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
50
وعربة الفاتح لازالت تتهادى في حواري آل الزين بركابها .. تتخطي الشارع الترابي وقبل ما تلف ناحية الطريق المسفلت .
- أمي عايني عايني ..
- في شنو يا بت .
- في شكلة دورت الأولاد الواقفين قدام بيت ناس عم الزين .
- مالهم بسم الله .
- ما عارفة الظاهر بيكاوا بعض .. كانوا يصفقوا ويقولوا طارت طارت في واحد جر ليه حطبة ووقع فيهم خبط الظاهر كانوا بيشتغلوا فيه هو .. الفاتح أقيف خلينا نتفرج .
- يا بت تتفرجي شنو الله أكبر عليك أنت أصلك ما بتخلي شمشرتك دي ؟
تلف السيارة لتعتلي شارع الأسفلت .
- الفاتح ماتغشيني بيت ناس جدك ؟
- شنو يا خال أنت ما بايت معانا ؟
- لا يا فاطمة يا بتي شنطتي هناك وعندي شوية ونسة مع أمك لسع ما كملت .
- خلاص يا الفاتح غشيه أنا ذاتي ناس أمي من يوم الجمعة ما شفتهم تاني .
الفاتح غير توجه السيارة .. وبدأ عقله يشتغل من جديد .. بعد ما بدأت مؤشرات قلبه تحدد اتجاها جديدا .. هاهو الآن يتجه للمشوار الذي بات راغبا في التهرب منه .
- أنت يا الفاتح المشوار دا ما كان يهمك مالك بقيت ما متحمس له كدا ؟.
- يا بت أنت ما عندك شغله غيري .أنت عارفة أنا من صحية الصباح للآن ما رقدت لي في سرير ..
- صحي يا ولدي والله تعبناك معانا الليلة وأنت صاحي من صلاة الفجر خلاص ما نقعد بس نسلم عليهم ونمشي طوالي .
وبعد قليل أقتربت السيارة من بيت جده .أطفال خاله الصغار بمجرد أن شاهدوهم أحدهم اتاهم يجري والثاني جرى داخل البيت يبشر أهله .
دخلوا البيت ووجدوا أهله متجمعين في الحوش كالعادة معهم الجد والجده والخال بزوجته ..
كأنه دخلتهم قطعت لهم حوارا لا يرغبون مشاركته مع الفاتح وأمه .
بعد السلامات الفاترة التي لم يفلح علو الصوت في مداراة فتورها .
- أها كيفكم طولنا منكم .
- والله كنا مع عم الزين دا وقع ورقدوه في المستشفى .
- اااي خالتي قالت لي الظاهر عم الزين وأولاده ديل ملوا ليكم فراغكم .
- ملوا لينا فراغنا كيف كمان ؟ هو نحن عندنا فراغ ؟.. الناس استغاثوا بينا وقدرنا نغيثهم الحمد لله .. الله يحفظ الفاتح لولاه عم الزين يمكن كان اتشلى ولا جاته جلطة .
- الحمد لله هو الفاتح بعد ميكنيكي كمان بقى ليهم دكتور ؟
- أووف هو أنا قلت الفاتح عالجه .. أتصلوا علينا ركبنا العربية لقينا الراجل في غيبوبة وديناه المستشفى رقدوه . وحرسنا ليهم البنات في البيت .
- اها ؟ حرستوا البنات قلتوا لي ..؟
- أااي حرسنا البنات يا حسن .. عندك فيها رأي كمان ؟ الأب مسكوه في المستشفى والأم باتت معاه .. عايزنا نسيب بنات فتيات يبيتن براهن في بيتهن ؟ .. ولا أنت تقصد شنو رددتها كدا؟ .
- لا أنا ما أقصد أي حاجة فعلا الناس ديل محتاجين ليكم ومحتاجين للفاتح ولقوكم في الوقت المناسب .. والله يخليهم ليكم ويخليهم ليكم .
الفاتح طيلة هذا الحوار كان مقطب الجبين فقط ينظر الى خاله وزوجته وهما لا يخفيان عداواتهم في حوارهم مع أمه . ونظر الى هالة هالة .. وطأت رأسها في الأرض . دون أي تعبير .. ولا عتاب .. ولا حتى أمتعاض من كلام والديها ..
حاول يقترب منها وينفرد بها ليعرف أن كان لها توجها جديدا .. لكن هي كانت تتهرب منه الأنفراد به .. تجلس ملتصقة بأمها .
- بالمناسبة نحن حا نقطع إجازتنا وحا نرجع نهاية الاسبوع دا .
- لي خير انشاء الله .
- الليلة أخدنا جولة مع هالة في الجامعات السودانية .. ما في جامعة تملا العين كلها .. قرف .. بالله دي جامعات والله عندنا هناك مدارس ثانوية مؤهلة أحسن منها .
- والناس بتأهلهم المباني الفخمة والمعامل .. ولا العلم الفي الرأس الحمد لله الدكاترة السودانيين والمهندسين مشهود ليهم بالكفاءه في كل البلاد الهاجروا ليها .
- الدكاتره صحي شاطرين وليهم حق يكونوا شاطرين لأنه مافي مرض في الدنيا دي ما موجود في السودان . ما في حاجة قعد تفاجئهم لامن يطلعوا برة . عشان كدا ليهم حق يبقوا علماء كمان .لكن المهندسين ديل خريجين الجامعات دي الله أعلم ( وتعقب حديثها بضحكة مستفذة ) ..
- العرفك شنو شاطرين ولا ما شاطرين أنتي أمتحنيهم . هو أنت عندك قدرة تمتحنيهم حتى ولا تعرفي هم بيقروا شنو ؟.
عم الطاهر : هو يا بنات قصدي يا حريم أنتو مالكم متل الضرات كل ما تتلاقوا تتناقروا زي الديكة .
حسن محاولا تغيير مجرى الحديث : هالة عندها رغبة تدرسة هندسة وراثية والتخصص دا ما موجود في السودان .
ابتسام بأعتبار أنها طالبة طب : بس النعرفوا أنه التخصص دا مرحلة عليا بعد بكالريوس الطب العام .
- دا كان زمان يا بتي . حاليا من قولة تيت تبدأ التخصصات طبعا في العالم المتقدم مش هنا .. زي ما في دراسة اسنان .. في دراسة طب رياضي تبدأ من الأول وكذلك الهندسة الوراثية .وتخصصات طبية كثيرة بقت تبدأ بدون دراسة الطب العام . فنحن قلنا أحسن هالة تروح تتحصص هناك وتكسب زمنها وتكون قريبة من أهلها وأخوانها .
- ونحن ما أهلها ؟.
- أكيد أنتو أهلها وأكثر لكن أخوانها محتاجين ليها زي ما هي محتاج ليهم .. ليه نعذبهم ونحرمهم من بعض مادام في إمكانية نكون كلنا مع بعض ..
- الحمد لله .. المهم هي مقتنعة ؟ .
- أكيد مقتنعة اسأليها قدامك أهي .
رفعت أم الفاتح نظرها ناحية هالة التي أومأت برأسها دون أن ترد .
- خلاص يا جماعة نقول ليكم ودعناكم الله ..
- شنو ما تتعشوا معانا ؟
- ما في طريقة والله الفاتح دا تعبان من قومة الفجر ما خت رأسه في مخدة .
- أها مع السلامة تصبحوا على خير .أكيد حا نجي نودعكم ..
خرج الفاتح وأمه و اخته من جديد .
لم تقدمهم هالة كما كانت تفعل في السابق أكتفت بالوقوف على عتبة الباب ..
التزم الفاتح الصمت حتى أوقد سيارته وتحرك .
- بالله شوفوا البت دي عملوا ليها غسيل مخ كيف ؟
- غسيل مخ وغسيل قلب كمان .
- الحمد لله والله أنا كنت متعلقة بيها لأني راتية ليها هي ما عايزاها تنصدم .. لكن والله حسن دا ما أخوي ما كنت متمنية نسبه وزادها عرس له واحدة من توبه مرأة بتاعة مظاهر وفشخرة فاضية .
- الفاتح أنت مالك ساكت ما بتشاركنا الحوار كأنه الكلام ما عندك به علاقة ؟.
الفاتح بعد أخذ نفس طويل قال : يا أمي حصل أنا جيت قلت لكم تقدموا واطلبوا لي هالة بت خالي دي ؟
الأم بعد سكتة وجحظت عينيها وقالت : لا يا ولدي .
- خلاص دي حاجة أنتوا فرضتوها علينا من نحن صغار وعايزين تحشرونا فيها زي صندوق العرائس بتاع الأطفال .
حاولت ابتسام أن تقاطع أشرت لها أمها أن تصمت شعرت أن الفاتح بدأ كأنه في حالة استخراج مس عفريت من نفسه .. عم الصمت حتى وصلوا بيتهم .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
حوار الأرزاق
51
بعد ما وصل الفاتح وأهله لبيتهم .. دخل ليغير ملابسه ويستعد للنوم .
- الفاتح أعمل ليك عشا شنو في فول نسخنه وطعمية .
- يا أمي أنا ما عايز عشا .
- ليه مالك ما عايز عشا ؟
- يمكن شبعان من غدا نسابته ..
نظر الى أخته المتهكمة بغيظ .
- يا بت ابتسام انطمي دا ما وقت هظار .. خلاص أسخن ليك لبن تشربه ما بتنوم بطنك فاضية كدا .
وبعد العشا أستعدوا للنوم وكالعادة فرشوا سرائرهم في الحوش .. لبس الفاتح جلابية النوم وتمدد في سريره .. قليلا ورن تلفونه .
- ألو أهلا يا هالة .
بعد سماع الأسم جعل أخته وأمه يركزون على حديثه ,
- لا شنو البخليني أزعل منك ؟ شعر الفاتح أن حديث هالة له ما بعده وما خلفه .. خاف أن تكون ردوده مرهونة بتركيز والدته وأخته على حديثه . تناول تلفونه وتوجه نحو الحوش الثاني ليدير حواره بحريه .
- قبيل ما عارفة حاسة أنك زعلان مني عشان أنا غيرت رأيي وقررت أمش أدرس الجامعة خارج السودان .
- بالعكس دا قرار مريح وممتاز كونك أنت بنت صعب تفارق أهلها في سن زي كدا وطالما ما عندك فرصة ما تفوتيها وأكيد الدراسة هناك تكون متطورة لفارق الامكانات .
- أنا كنت عايزة أضحي بكل شئ عشان أكون جمبك .
- الحمد لله ما ضحيتيي .
- أنت مستغني للدرجة دي الظاهر البديل كان قوي وسريع .
- ما تفهميني غلط ..
- أفهمك غلط كيف أنت لو كنت متمسك بي كان رضيت بالاغتراب عشان نكون قريبين لبعض .
- شوفي هنا يا هالة عشان أنا أوضح لك ..أنا كنت أشجعك وأقيف معاك لو كان عندك رغبة نابعة منك أنك تدرسي داخل السودان مش عشاني أنا أو عشان تكوني قريبة مني .. لكن عشان هي دي رغبة نابعة منك حاجة لوحدها ما عندها أي علاقة بطرف ثاني .. كنت وقفت معك .. لكن أنا أكيد ما أشجعك تقبلي تدرسي في السودان وتتنازلي عن العز والرفاهية طالما عندك فيها فرصة فقط عشان ترضيني أنا أو ترضي اي شخص اخر في الدنيا .
- يعني أنت ما تؤمن بالتضحيات في الحب .
- المشكلة نحن الحب دا نحمله فوق طاقته ونعتبر أي تنازل هو تضحية للحب .. الحب هذا عنده شروطه وحاجاته الخاصة ..ما نتنازل عن أي شئ في حياتنا ونلصقها في الحب .
- أها زي شنو يا سيادة الفيلسوف . يعني أنت ما ممكن تتخلى عن عنادك وعدم رغبتك في الغربة عشاني أنا وتقنعني أنه أنت لازلت تحبني .. كيف دي ؟
- عشان كدا أنا قلت ليك ما نحمله فوق طاقته .. يعني عدم رغبتي في مفارقة البلد والاغتراب .. هذا موضوع قائم بذاته ما عنده علاقة بعلاقتنا نحن مع بعض .أنا ما عندي رغبة أكون أجنبي في بلد تاني واشتغل تحت كفيل يقعد يعد علي أنفاسي .. حاجات زي دي ما بتحملها ..
- يعني أنت هسع في بلدك يمكن الأجنبي مقيم أحسن منك .كم مرة قدمت لشغل ورفضوا طلبك .
- ما عاش اليخليني أعيش أجنبي في بلدي .. كونه ما الاقي فرص عمل دا ظرف معين مصيره يتغير .. لكن أنا لازلت سوداني .. وبلادي مهما جارت علي تظل عزيزة ..
- شكلنا نحنا بقينا ما شين في اتجاهين متعاكسين .
- لو أنت شايفة كدا تكوني وفرتي على نفسك معاناة تأنيب ضمير وغيره ..لكن تظلي أنت أختي البخاف عليها مثل ابتسام .
- أختك ؟
- ليه أنت شايفة في مكانة أعظم من الأخت .
- لا أعرف أنه عبارة أخت بتقفل أي باب للأمل ..
- أفضل من نكسر أطراف بعض عشان ننحشر في صندوق ما مقاسنا نحن الاتنين .
- الفلسفة دي ما فهمت قصدك منها لكن بصورة عامة كتر خيرك وربنا يوفقك .
- تصبحي على خير .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
حوار الأرزاق
51
بعد ما وصل الفاتح وأهله لبيتهم .. دخل ليغير ملابسه ويستعد للنوم .
- الفاتح أعمل ليك عشا شنو في فول نسخنه وطعمية .
- يا أمي أنا ما عايز عشا .
- ليه مالك ما عايز عشا ؟
- يمكن شبعان من غدا نسابته ..
نظر الى أخته المتهكمة بغيظ .
- يا بت ابتسام انطمي دا ما وقت هظار .. خلاص أسخن ليك لبن تشربه ما بتنوم بطنك فاضية كدا .
وبعد العشا أستعدوا للنوم وكالعادة فرشوا سرائرهم في الحوش .. لبس الفاتح جلابية النوم وتمدد في سريره .. قليلا ورن تلفونه .
- ألو أهلا يا هالة .
بعد سماع الأسم جعل أخته وأمه يركزون على حديثه ,
- لا شنو البخليني أزعل منك ؟ شعر الفاتح أن حديث هالة له ما بعده وما خلفه .. خاف أن تكون ردوده مرهونة بتركيز والدته وأخته على حديثه . تناول تلفونه وتوجه نحو الحوش الثاني ليدير حواره بحريه .
- قبيل ما عارفة حاسة أنك زعلان مني عشان أنا غيرت رأيي وقررت أمش أدرس الجامعة خارج السودان .
- بالعكس دا قرار مريح وممتاز كونك أنت بنت صعب تفارق أهلها في سن زي كدا وطالما ما عندك فرصة ما تفوتيها وأكيد الدراسة هناك تكون متطورة لفارق الامكانات .
- أنا كنت عايزة أضحي بكل شئ عشان أكون جمبك .
- الحمد لله ما ضحيتيي .
- أنت مستغني للدرجة دي الظاهر البديل كان قوي وسريع .
- ما تفهميني غلط ..
- أفهمك غلط كيف أنت لو كنت متمسك بي كان رضيت بالاغتراب عشان نكون قريبين لبعض .
- شوفي هنا يا هالة عشان أنا أوضح لك ..أنا كنت أشجعك وأقيف معاك لو كان عندك رغبة نابعة منك أنك تدرسي داخل السودان مش عشاني أنا أو عشان تكوني قريبة مني .. لكن عشان هي دي رغبة نابعة منك حاجة لوحدها ما عندها أي علاقة بطرف ثاني .. كنت وقفت معك .. لكن أنا أكيد ما أشجعك تقبلي تدرسي في السودان وتتنازلي عن العز والرفاهية طالما عندك فيها فرصة فقط عشان ترضيني أنا أو ترضي اي شخص اخر في الدنيا .
- يعني أنت ما تؤمن بالتضحيات في الحب .
- المشكلة نحن الحب دا نحمله فوق طاقته ونعتبر أي تنازل هو تضحية للحب .. الحب هذا عنده شروطه وحاجاته الخاصة ..ما نتنازل عن أي شئ في حياتنا ونلصقها في الحب .
- أها زي شنو يا سيادة الفيلسوف . يعني أنت ما ممكن تتخلى عن عنادك وعدم رغبتك في الغربة عشاني أنا وتقنعني أنه أنت لازلت تحبني .. كيف دي ؟
- عشان كدا أنا قلت ليك ما نحمله فوق طاقته .. يعني عدم رغبتي في مفارقة البلد والاغتراب .. هذا موضوع قائم بذاته ما عنده علاقة بعلاقتنا نحن مع بعض .أنا ما عندي رغبة أكون أجنبي في بلد تاني واشتغل تحت كفيل يقعد يعد علي أنفاسي .. حاجات زي دي ما بتحملها ..
- يعني أنت هسع في بلدك يمكن الأجنبي مقيم أحسن منك .كم مرة قدمت لشغل ورفضوا طلبك .
- ما عاش اليخليني أعيش أجنبي في بلدي .. كونه ما الاقي فرص عمل دا ظرف معين مصيره يتغير .. لكن أنا لازلت سوداني .. وبلادي مهما جارت علي تظل عزيزة ..
- شكلنا نحنا بقينا ما شين في اتجاهين متعاكسين .
- لو أنت شايفة كدا تكوني وفرتي على نفسك معاناة تأنيب ضمير وغيره ..لكن تظلي أنت أختي البخاف عليها مثل ابتسام .
- أختك ؟
- ليه أنت شايفة في مكانة أعظم من الأخت .
- لا أعرف أنه عبارة أخت بتقفل أي باب للأمل ..
- أفضل من نكسر أطراف بعض عشان ننحشر في صندوق ما مقاسنا نحن الاتنين .
- الفلسفة دي ما فهمت قصدك منها لكن بصورة عامة كتر خيرك وربنا يوفقك .
- تصبحي على خير .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
حوار الأرزاق
52
- يا بت يا هالة كنت قعد تتكلمي مع منو خلى وشك متغير كدا وشكلك عايزة تبكي كمان ؟.
- كنت بتكلم مع الفاتح .
- أها قال داير شنودا كمان أوعى يكون قال ليك لازم تقري هنا .. ما تسمعي كلام المتخلف دا ..
- يا أمي براحة لامن تسألي سؤال أسمعي أجابته بعدين اسألي السؤال الثاني .
- أها طيب قولي الحاصل شنو قال عايز شنو الفاتح دا خلاك تبكي كدا .
- أول حاجة أنا اتصلت به ما هو الاتصل علي .
- وأنت عايزة منو شنو متصلة به .. هسع قبل ساعة ما كان هنا ما اتكلمتي معاه ليه؟ .
- انا اتصلت به شعرت به متغير مني وحبيت أعرف رأيه .
- يا اختي ما يتغير ..أنت والله شليقة شلاقة .. نحن دربنا واحد وعارفين ماشين وين الكلام هو المجهجه .. المهندس الميكانيكي دا كمان .
- يا أمي ما تخليني اكمل لك الكلام كل مرة تقاطعيني ..أنا والله ما كنت فاكراك تكرهي الفاتح للدرجة دي .
- أنا والله لا بكرهه ولا شئ وكان عاجبني جدا .. لكن بس من بقى ماسك في البلد دي وعايز يشتغل ميكنيكي ويبهدلك معاه في البلد دي طار لي طيرة .. وهسع دي كان غير رأيه وفكر يغترب زيه وزي الناس أنا برجع واشيله في عيوني .. لكن الزول العايز الشقاوة يكوسها براه ما في داعي يمرمط بنات الناس معاه خاصة البنات المتربيات على العز واللقمة الناعمة.
- يا أمي تصدقي هو قال نفس كلامك دا بس بطريقة ثانية .
- أها قاله كيف كمان هو على العليه شقي ومتفلسف كمان .
- قال لي أنت ما لازم تربطي مصير دراستك وراحتك بأي شخص في الدنيا ولا أنا ذاتي . شوفي أنت رغبتك ومحل راحتك وأمشي عليه .. وقال لي ما في حاجة أسمها تضحيات في الحب . وتضحيات الحب دي شي مختلف ما عنده علاقة بحياة الناس ومعيشتهم .. وقال لي كمان أنا شايفك زي أختي ابتسام وبخاف عليك زي ما بخاف عليها .
- طيب هسع دا ما كلام كويس الببكي شنو؟ ... قطعتي قلبي .
- يا أمي يقول لي شايفك زي أختي ؟
- طيب ماله أنت عايزة تكوني أحسن من أخته كمان؟
- يا أمي في زول بعرس أخته ؟
- أها ؟ يا داب وقع لي الكلام . طيب ماله أخوك أخوك .. أنت لاقيه أخ كبير . معنى كدا تقومي تشوفي الناس المن توبك بمزاج أنت براك عارفاهم واقفين ليك صف
- يا أمي أنا عايزة الفاتح ..
- يا بت يفتح رأسك دا ... هسع ما قلتي قال ليك أنت زي أخته ..أها الحتة دي تاني تتغير كيف كمان ؟.
- ما منكم أنتو ضغطوا عليه فاكرنه يمكن يلين ويغير رأيه في الاغتراب لامن لقاكم متمسكين فكاني أنا وأنسحب من حياتنا خالص .
- يا بت ما في راجل يتنازل عن حبه بالسهولة دي .الآ اذا كان ظهر له بديل عمل له نقله كبيره في قلبه ...أنا يتخيل لي الفاتح دا ربط مع واحدة من بنات الميكنيكي الشغال معاه ..أهو كدا خليهم مناسبين لبعض وأنت كمان تشوفي اليناسبك .
- أنا ما أعتقد أنه الفاتح ممكن يتخلى عني بسهولة كدا .
- يا بت أنت الفاتح دا حصل جا لخاله ودق صدره وقال عايز أخطب هالة دي ؟
- يا أمي دا ما حاجة معروفة في العائلة من زمان وكلكم عارفينها .
- يا ختي دا كلام شفع ساي ..أصلا الأطفال من صغار بيلعبوا فلان يعرس فلانة وفلان يعرس علانة وكلنا لعبنا لعبة عرس عرس دي .. لكن الناس لامن تكبر كل واحد يشوف حياته في مكان تاني .
- تقصدي يا أمي الفاتح أصلا ما كان عايزني ولا شاعر بارتباط معاي .
- يا بت يا هالة الفاتح دا لو كان عايز يخطبك أصلا ما في فرصة أحسن من دي هو أشتغل وأنت داخلة الجامعة ونحن متجمعين في إجازة .. كان ممكن يجي يطلبك من خاله وكنا عملنا ليكم خطوبة وحفلة وهججنا .
- لكن أنتو ما أديتوه الشعور دا ..نحن من جينا الاجازة أنتو واقعين فيه هجوم هو وأمه لأنه مصر يشتغل هنا ورفض عروضكم بتاعة الاغتراب .. معقولة بعد الشعور دا كله يجي يتقدم ويخطب منك بتكم .أنتو حسستوه بأنكم تكرهوه بسبب عناده واصراره على رأيه .. الظاهر عليكم عايزين ليكم خطيب لبتكم أضينه تلبسوه خاتم في أصبعكم يمشي محل ما أنتو عايزين .
- يا بت هي خاتم شنو وزفت بتاع شنو .. دا كله عشان نحن كايسين لك الراحة والشخص اليعيشك في نعيم سميتيه أضينة وخاتم ..
- في شنو مالكم صاحين لهسع ما جاكم نوم ؟
- مع هالة دي يا حسن كانت تتكلم مع الفاتح لقيتها تبكي .
- ما له كمان معاها الشوم دا .. ما عايز يرسيها على بر ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
53
عاد الفاتح من الحوش الآخر بعد ما أنهى حديثه مع هالة .
والدته وشقيقته يقتلهن الفضول ليعرفن ماجرى من حديث .
أما هو وضع تلفونه تحت المخدة ورقد في سريره محاولا الاستسلام للنوم .أو موحيا بأنه لا يريد النقاش في أي موضوع .
الحقيقة هو نفسه لا يدري ماذا يجري في داخله .. نبرات هالة الأخيرة حس أن فيها عبرات .. كلامها مقطع كأنها تبكي .. شعر بتقلبات في العاطفة .. هل هي شفقة أو حس بأنه جرحها ؟؟ على قول دكتور مصطفى محمود أقسى كلمة يقولها أحد المحبين للآخر هي (أنت مثل أخي ) .. ليس لأن الأخ مكانته قليلة أو ترتيبها بعيد .. لكن لأنها تضع الطرف المحب في مكان آخر في القلب لاعودة بعده .. لكن هل هو فعلا كان يراها مثل أخته ؟؟؟ المصريين عندهم مثل عميق يقول ( اليستحي من بنت عمه ما بيجبش منها عيال ) .. هو مثل يوضح تماما الفرق بين الأخت والزوجة في مشاعر الأنسان .. لذلك هي فعلا نقلة قاسية أن تنقل طرف من مكان المحبوب أو المعشوق الى مكان الأخ أو الأخت .
لكن هو من أين تبدل عنده هذا الشعور ؟.. هل تأثر بحديث الشقية سحر ..بأن هذه علاقة مصنوعة صناعة ليست نابعة من الطرفين .. لا يوجد شعور يبدأ من اللفة حتى مرحلة النضوج ويكون هو ذات الشعور .. ربما هي السبب الذي بدل مشاعره أم هي فقط نجحت في أن تزيل القشرة الصلبة من هذا الشعور .. مثل تقشير البيض المسلوق . لتنكشف بأنها صلابة ذائفة .وأن ما داخل البيضة ما هو إلا عبارة عن جسم طري جدا لا يصمد أمام أقل ضغوط .
لكن ربما هي النتيجة فعلا . فهو حاليا يشفق عليها من تأثير الصدمة أكثر من شعوره بأنها خسرها للأبد .
أمه بعد ما شعرت أنه لا يريد أن يتحدث في ذات الوقت يتقلب في السرير لا يستطيع النوم .
- الفاتح ؟ مالك يا ولدي في حاجة واجعاك ؟
- أبدا يا أمي ما في حاجة والله الحمد لله .
الأجابة تدل على أن السؤال لم ينجح في أن يجره للأفصاح . حاولت الأم أن تكون أكثر مباشرة .
- هالة مالها معاك عايزة شنو ؟.
- هالة قالت لي أنت زعلان مني عشان أن قررت أرجع أقرأ في الخارج .
- ألا؟ وأنت البيزعلك شنو تمشي تمشي تقرا برة ولا تقرأ في المريخ ؟
الفاتح ضاحكا : دا الكلام الأنا قلته لها لكن طبعا ما بلهجتك دي .
- أها قلته لها كيف ؟.
أخذ الفاتح تنهيده طويلة وعرف أن أمه نجحت في جرجرته للكلام .. جلس متربعا على سريره . وهي أيضا ابتسمت وجاءت جلست قربه لتسمع التفاصيل أكثر .
قال : قلت لها بالعكس أنا كنت أزعل منك لو أنت ضحتي بالعز ورضيتي بعذاب ومرمطة البلد دي عشاني أنا . وقالت الحب ما يستحق التضحية؟ . قلت لها الحب يستحق التضحية لكن هذه تضحية ما لها علاقة بالحب ..أصلا الشخص لو يحب طرف لا يرضى له العذاب .. وقالت طيب أنت كيف ترضى العذاب لنفسك وما ترضاه لي ؟؟ قلت العذاب هذا مسألة نسبية .يعني أنت وأهلك يمكن تشوفوا قطعة الكهربا والموية والغبار والخدمات الصحية المتدنية والزحمة والأمراض عذاب وأنا ما بشوفها عذاب بالعكس يمكن أقدر أتكيف معها وأحولها لمتعة .. يعني مثلا قطعة الكهربا ممكن نتجمع نحن الشباب ونجلس تحت ضو القمر على كوم رمل ونحس بشعور ممتع و نتمنى أنه الكهربا ما ترجع .
ضحكت الأم وحاولت تمازحه أها يا فيلسوف هريت بت الناس هري .أها العذاب متين يبقى عذاب ؟
الفاتح : العذاب يصبح عذاب عندما تكون هناك ظروف مفروضة على طرف ثاني دون رغبته .
- زي شنو مثلا ؟.
- زي شنو كيف يا أمي ؟ هسع مثلا ممكن واحد مشرد حايم في الأسواق لا عنده بيت ولا عنده مصدر رزق .. ياكل من بواقي المطاعم وينوم في الخور .. فجأة يتهم بجريمة سرقة ويدخل السجن .. في السجن يلاقي مكان نضيف ينام فيه وأكل و وجبات منتظمة ويغسلوا له ملابسه .. أها السجن أحسن له ولا حياته الأولى ؟..
- طبعا السجن أحسن من حياته الأولى .
- طيب السجن عذاب ولا ما عذاب .؟.
- أكيد عذاب وعقاب كمان ..
- شفتي يا أمي حتى النعيم ممكن يكون عذاب لو كان ضد رغبة الانسان ..
سكتت برهة وهي تبتسم بدهشة وقالت : الله يكملك بعقلك يا ولدي يا داب فهمتك .. صدقني والله أنت اكبر من حسن ومرته وبنتهم كمان .. صحي القلم ما بيزيل بلم .. لو فهموك صاح مفروض يقنعوا بتهم تعيش معاك حتى في قطية من القش .. لكن شوف أنا معاك . والله مش مفروض أكون منحازة لبت أخوي زيي وزي أي أم ؟ لكن شايفاك كتير عليهم والله . لكن برضه زي الحاسة بيك متحسر كدا وندمان .
- أنا متحسر بس عشان حسيت هالة ما فهمتني صاح أتعبرت لامن قلت لها أنت زي أختي ابتسام أخاف عليك مثل ما أخاف عليها .شعرت بأني قفلت أي باب للرجعة ..
- ولا يهمك يا حبيبي .. زي ما أهلها قدروا يقنعوها من حكاية القراية في السودان يقدروا يغسلوا قلبها وينسوك لها .. مكن يحشوا قلبها بالمظاهر والبهرجة الهم متمسكين بها وعاجباهم . وأنت أمشي في حياتك عادي أنا شاعرة أنه عم الزين وبناته وأسرته كلهم طايرين بيك وفرحانين بيك .. زمان أهلنا بيقولوا أمشي ورى الشاريك ولا تجري ورى النافر منك . يلا ينوم يا حبيب تصبح على خير .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
54
أخيرا أستطاع الفاتح أن ينام بعد أن فضفض مع والدته ويبدو أنه أراحها بقدر ما أراحته هو بالحديث وفعلا نام قريرا .
ومن الجانب الآخر .
-أنت هالة مالها زعلانة وتبكي بحرقة كدا ؟.
- قالت الفاتح قال ليها أنا شايفك زي أختي .
- طيب مالوا ما كويس دا حاجة تبكي ولا تفرح ؟.
- تفرح كيف يا راجل أنت ما نصيح ولا شنو ؟.. ناس كان بينهم مشروع زواج يتحولوا لأخ وأخت تقول لي يفرح ؟.أوعى تكون أنت كمان شايفني زي أختك ؟
- يا مره هوي دا كلام شنو ما تخلي عندك أدب ؟
- هسع الأدب الجابو شنو في الكلام دا؟ .أقول لك قال لها أنه شايفها زي أخته .. وهي كانت تحبه وتتمناه زوج . لها ..
- أها يداب فهمت .. طيب مش دي الحاجة الأنت كنت عايزاها من زمان .. عشان تعرسيها لولد صاحبتك الدكتور وأهله المرتاحين ؟.
- خلاص عايز تلصق الموضوع فيني ما أنت ذاتك كان عاجبك الولد و وضعه و وضع أسرته ..
- أيوا لكن كسر القلب ما كويس .. يعني معقولة بنت صغيرة لسع ما حصل عمرها العشرين تبدأ حياتها بصدمة عاطفية .
- الراجل دا عايز يجنني .. نحن نقول تور تقول أحلبوه ؟..
- كيف لي شنو ؟ .
- أنت من زمان ولد أختك دا طاير ليك وقلت عنيد وخاصة بعد ما أصر يشتغل ميكانيكي هنا وما عنده أي رغبة يطور حياته ويشتغل بوظيفة تناسب شهادته إلا هنا في البلد دي ويا ريت لو لقاه .
- ياخ لكن الموضوع أنت فكري فيه بعقل .. في ذمتك دا راجل يأبوه ؟.. ولد عصامي شهم قلبه حار . عايز يعتمد على نفسه . عم الزين الميكانيكي البسيط عرف قيمته في أسبوع واحد ومسك فيه بيده ورجله هو وأسرته ونحن الربيناه بيدينا ما قدرنا نعرف قيمته .
- هوي متين نحن ربيناه ؟.. هو لو كان ربيناه نحن كان عاكسنا ما كان جرى جري ورى الفرص الوفرناه له .. هو ربته أمه أصلا هي عنيده ورأسها قوي زيه واحد ..
- أنت كترتيها وما تنسي أنه فاطمة دي أختي ؟
- يا راجل أنت تدخلني في مواضيع وتمرقني من موضوع ..هو أنا غاطلتك في أختك ولا ما أختك ؟ ..
- على كل حال أنا يتخيل حا نندم عليه .
- أنت شنو الموضوع بقى ليك حار ؟.. ونندم عليه ليه ؟ .. نحن بتنا ربيناها بمعالق الدهب .. نجي نرميها له يمرمطها في الشقاوة بالسهولة دي .. هو الحا يندم .. ياخ دا في أول يومين له في الشغل دخل السجن .. يعني بعد سنة ممكن يحصل له شنو ؟
- ياخ ما الناس هنا عايشين عادي .. وكونه حصل له حادث صدفة ما معناها بالضرورة أنه حياته تكون كلها معاناة .
- يا راجل شوف هنا بأختصار أنا بتي ما برميها لراجل يمرمطها في حياتها ويشقيها .
- المرمطة والشقاوة البتقولي عليها لأنك تقيسي الأمور بمقاييسك أنت .. يامى في ناس سعداء وعايشين في بيوت طين ويكسبوا رزق اليوم باليوم .
- دي أوهام بتاعة شعراء ساي .. يعني ناس عايشين في بيت طين زي ما بتقول وكهرباء ما عندهم والموية تقطع خمسة أيام في الأسبوع .. وياكلوا كسرة بموية .. والبعوض شغال فيهم ليل ونهار .. سعادة شنو الحا يعيشوها .. وكمان عايز تقارنهم بناس عايشين في كمباوند موفر فيه كل سبل الرفاهية ..الشقاوة حتجيهم من وين ؟
- أت عندك مفاهيم في رأسك عايزة جلسات نفسية عديل عشان تغيريها .
- هوي كمان عايز تطلعني مجنونة ولا عشان المنطق غلبك .
- كيف غلبني المنطق .أنت قايلة الناس البتقولي عليهم سعداء ديل ما عندهم بلاوي تتعسهم ؟ و الله فيهم واحدين تمر بيهم ظروف يتمنوا لو كانوا فقراء وعايشين في بيوت طين .
- أها زي شنو ؟
- ما في أمراض خطرة ممكن تصيبهم .. ممكن الواحد يتهم بجريمة إختلاس في محل شغله ويلاقي نفسه متورط في ملايين ما عنده فيها يد .. ممكن يتسبب في خطأ فني مثلا يحرق له مصنع أو يتلف أنتاج ويحملوه النتيجة .. السعادة دي عندها سر مع رب العالمين لا الغنى سبب فيها ولا الفقر سبب في تطفيشها .. حاجة كدا عندها معادلات خاصة لا أحد في الدنيا دي يعرف مكوناتها .
- يا هى دي فلسفة فاطمة أختك ذاتها الخلتها شقيانة ليوم الليلة .. أنا بعرف أنه الحياة دي فرص ما بتكرر جاتك فرصتك تغتنمها وتعيشها بكل متعتها . ما تعاين للحاجات الما حصلت لسع .
- أنت بس عندك حساسية ضد فاطمة أختي .. لكن أنا متأكد أنه فاطمة أختي دي يمكن الكارثة الوحيدة السببت لها صدمة هي وفاة زوجها .. لكن هي طول عمرها أسعد واحدة فينا أستمتعت بنجاح أولادها .. فرحت بعد تمت بيتها ورحلت فيه .. حاجات بسيطة كانت تسعدها أضعاف السعادة الوهمية النحن عايشين فيها دي .
- هوي أنا ماشة أنوم مع أولادي أنا كان قعدت معاك للصباح راح ترفع لي ضغطي .
- أحسن .. يلا تصبحي على خير
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
55
الصباح رباح
في أيام قليلة قلبت كثيرا من الموازين.تغيرت المعادلات
ظهرت نجوم في الصورة وأفلت أخرى .
قام الفاتح مبكرا من النوم يشعر بالنشاط والحيوية .. لا يدري سببها لكنه حس كأنه تخلص من عبئ كبير أو سدد دين قديم .
- صباح الخير يا حاجة .
- أهلا يا حبيبي .. هوي (حاجة) دي تاني أوعى تقولها لي .. قالتها وهي تضحك .
- خايفة من الكبر يا أمي الحج ماله ما سمح ؟..
- أول أنتو حججتوني ..؟
- يعني كان حججانك ترضي نقول لك يا حاجة ؟..
- كدي حججوني بعدين نشوف .
- صباح الخير .
- أهلا يا دكتوره ..
- جلسة في الحرم .
- أيوة كدة عشان بعدها نقول لأمي يا حاجة .
- أنت عاجبك لقب حاجة دا ..؟
- ايوه لقب فيه وقار .
- طيب أنا أمي وأبوي الحمد لله حيين ... وهم الحاج والحاجة كان عاجبكم اللقب أتفشوا فيهم هم ... أنا خلوني .
الفاتح ضاحكا : أنت يا أمي صحيح ليه النسوان الشابات يكرهن لقب حاجة .
ابتسام : أنت تسأل وتجاوب لنفسك ؟.
- كيف سألت وجاوبت؟ خلاص جيتي أنت يا آنسة قلاصة ؟.
- ما أنت قلت النسوان الشابات .. معناها الأسم مربوط بالعجائز .. وفي حد يحب الكبر ؟.
- هوي يا أمي كبي لينا الشاي خلينا نحصل شغلنا سرحنا في الونسة .
صحي يا أولادي أخرتكم .. أحشي ليكم رغيف ؟ تاكلوا وجبة سريعة .
- لا يأمي ما في داعي خلينا نقرض رغيف مع الشاي بتسندنا لغاية الفطور .
- الفاتح توصلني معاك ؟.
- بوصلك الموقف العام تركبي من هناك .
- ياخ ما تبطل حركاتك دي و ترميني في الجامعة معاك وترجع شغلك .
- أنا ما عايز اتأخر على عم الزين ما تنسي أنه المفاتيح معاي .
- خلاص خلاص وصلني الموقف وتكون ما قصرت .
وبعد ساعة يقف الفاتح أمام باب الورشة .. ويجد قليل من العمال قد سبقوه ..
وبدأوا في تحيته . وتبادل الجمل المعهودة ..
- سلام يا باشمهندس .. أهلا يا عم عبد الله ..أها عمك الزين صحته كيف .. كويس الحمد لله احتمال اليوم ينزل الشغل .
الحمد لله يا ولدي الله شافو .
الحمد لله . كيفك يا الفاتح ..أهلا يا خضر .. وين عطوة اليوم .. جايي قال عاوز يغشي بناته المدرسة .
ما شاء الله عنده بنات في المدارس كمان ؟.
كيف يا ولدي معظم الميكانيكية العندنا هنا ديل متزوجين .
الأستقرار سمح يا ولدي ..أنشاء الله نفرح بيك قريب أنت كمان ..
أنشاء الله بصحتك يا عم عبد الله .
- العروسات رااااقدات ماشاء الله ( حلا وحمار ) هاهاهاهاها .
- دا بطيخ دا ولا شنو يا عم عبد الله الحلا وحمار دا هاهاهاهاها.
- هاهاهاهاهاها الله يجازي محنك يا ولدي .. بس بقول الزين ما شاء الله عنده الحلوات .. وأنا عندي .. كمان عمك حسين الكهربائي دا عنده ... أها عمك حسين دا حقوا براه ..
- حقوا براه كيف كمان ؟.
- عمك حسين دا كان عايش في مصر ومرته مصرية ..أها بناته ديل ما شاء الله .. ياهو الحلا وحمار ذاتو .
السلام عليكم .. قعد يقول لك شنو عمك المخرف دا ؟ هاهاهاهاها .
تفاجأوا جميعا بدخول عم الزين عليهم يتوكأ على عصا معكوفة وأول مرة يحضر الورشة بجلابية وطاقية ووشبشب ..
- أهلا الزين .. حمد لله على السلامة .
والتم العمال من جديد حول عم الزين سلاما وتكفيرا بالمرض ..
الله يسلمكم يا أولادي .
أها وقت أصلكم أتلميتوا عايز أقول لكم حاجة .
ركز الجميع نظرهم ناحية عم الزين في إنتظار قراره .. بمن فيهم الفاتح نفسه ..
أنا من اليوم مسكت إدارة الورشة لولدنا الفاتح .لأني زي ما عارفين صحتي بقت ضعيفة وما أقدر أشتغل عشرة ساعات في اليوم زي أول .. يمكن أجي ساعتين أو أقل .. عاوزكم تتعاونوا معاه ..
تفاجأ معظمهم بالقرار بل بعض الغيورين منهم شعروا بالإمتعاض .. وخاصة من اللذين كانوا يحسون أن لهم مكانة كبيرة في نفس عم الزين جاء الفاتح وأستولى عليها وأصبح الميكانيكي المدلل والأقرب . وأول ضحايا هذه الغيرة زميلهم عماد الذي يقبع في السجن الآن ولا يدري أحد الى أين ستنتهي مأساته التي ورط فيها نفسه بلا مقابل .
عم الزين شعر بردة الفعل الصامته هذه وحاول أن يستدركها ويعطي الفاتح صفة قرابة تؤهله لهذه المكانة وتجعلها مقبولة لديهم .
- طبعا زي ما عارفين أنه الفاتح دا هو حفيد (خالي) شيخ الميكانيكيةعثمان صالح .انا وعمنا عبد الله تتلمذنا على يده .. والراجل عنده فضل علينا كلنا .. وعشان كدا نعتبر أنه حفيده الفاتح دا هوتاني هدية يقدمها لينا في حياتنا . الولد ما شاء الله مهندس جامعي وكان ممكن يكون مدير مصنع أو شركة لكن هو عايز يحيي مهنة جده القديمة وقبل يشتغل معانا ميكانيكي .
سرت همهمات بين العمال تدل على أن فكرة عم الزين نجحت في تنفيس الاحتقان الذي ساد برهة .
- أها عايزكم تتعاونوا معاه من مصلحتنا ومصلحة الشغل . وهو زي ما عرفتوا مهندس شاطر قادر يربط بين الشي القراه والعمل .. وكلكم حا تستفيدوا من بعض .. هو محتاج لخبرتكم وانتو محتاجين لعلمه ..
يتبع .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
56
بعد أن أنفض العمال موزعين ناحية أعمالهم .. تتبعهم حواراتهم الهامسة .. الممتعضة والمدافعة عن قرار صاحب الورشة بترويس الفاتح عليهم وهو لم يكمل اسبوعا واحدا حتى الآن .
( زول جانا أمس يبقى مدير علينا كيف ؟ .. ما قال ليك ولد خاله يا عطوة .. ولد خاله بتاع شنو دا علينا نحن .. هو ولد خاله كان وين زمان؟ .. ما كان في الجامعة .. حتى لو كان في الجامعة ما شفناه أيام كان طالب ولا حتى جده دا ما جا زارنا ليه ؟ .. يمكن كان يقرا بر السودان .. بعدين الراجل حر مش ورشته خليه يعين اليعينه ..أنت شريكه ؟.. كيف نحن الورشة دي أسسناها معاه .. ياخ من عمرنا عشرة سنوات .. هسع ما بقينا زي الشركاء ؟ .. أنت براك قلتها بنفسك أنت من عمرك عشرة سنوات يعني ما قريت أي حاجة من تالتة ابتدائي حايم في الصناعية عايز تقارن نفسك بمهندس جامعي ؟.. في النهاية المهندس بعد قرايته دي كلها مش حا يشتغل نفش الشغل النحن شغالين فيه ؟ .. ياخ سنة واحدة في الجامعة تعادل خمسة سنوات من حوامتك في الصناعية دي .. يلا ضربها شوف الزول دا فايتك بكم سنة .. وأنت جبت الأرقام دي من وين؟ .. ياخي سمعت بها اعتبرها ثقافة ساي .. وبعدين بطل الحسد والغل دا .. أنت لو ما عاجبك الورش كتيرة كلها ممكن تشغلك . ياخ ما ننق أصل الواحد ما يفش غله معاكم ؟.. تجر واطي مالك ما كان تواصل في نقتك ..)
وفي مكتب عم الزين .
- تعال يا الفاتح ولدي معليش أنا ما أديتك فرصة أو خيار أنت قلت عاوز فترة تفكر .. لكن زي ما عارف أنا حالتي الصحية ما مستقرة أخاف أرقد رقدة طويلة والشغل يفلت مننا ما أكون ضغطت عليك بحكاية إدارة الورشة دي؟ .
- ما عليك يا عم الزين بس انشاء الله أكون قدر الثقة دي وأنت ربنا يديك الصحة وترجع زي أول .
- طيب خلاص أنا حا أقضي معاك اليوم في الورشة أشرح كل الملفات بتاعة الرخص وكشف مرتبات العاملين وحقوقهم . ونظام إجازاتهم السنوية .. والعمل الأضافي الأوفر تايم يتحسب كيف ومنو اليستحق . ومتين ندفع للميكنيكي نصف مصنعية العربية إذا صلح عربية ميئوس منها مثلا زي حالتك الأولى بتاعة البستن .. وكل شئ عايز تسأل منه اسألني ..
وقف الفاتح يتامل في الملفات ولاحظ في الدرج وجود اسطوانات ( سي ديهات )
- السي ديهات دي بتاعة شنو يا عم الزين .؟
- السي ديهات دي هداها لي واحد ميكانيكي شاطر كان شغال معاي أغترب في السعودية واشتغل في وكالة التيوتا .. وقال لي فيها قطع غيار وفيديوهات تشغيل موديلات التيوتا المختلفة .. كل موديل يجيبوه تجي معه فيديوهات تشرح التركيب والتشغيل بتاع الموديل والتصميم .
- ياخ دي حاجة جميلة خلاص ومهمة شديد .
- خذها لو لازماك لكن أنا أصلا ما حصل فتحتها ولا شفت الفيها .. ما فضيت لها .
أخذ الفاتح الاسطوانات بفرح طفولي وهو يتأمل في أغلفتها بإعجاب .
يقطع الحوار أحد الميكانيكية ..
- يا عم الزين اللاندكروزر بعد ما وضبناه وقفلناه ( عصلج ) أبى يدور .. فحصناه أكثر من مرة وحسين قال ننادي ليه خالد سجارة .
رفع عم الزين رأسه ينظر للفاتح بتساؤل بين .. هو يعرف أن رأيه سيكون مختلف تماما بعد أن يعرف الموضوع ومن هو خالد سجارة هذا .
رد لصبي الميكانيكي قائلا : خليها ما تعملوا أي حاجة أنا بجيكم بعد شوية .
- خالد سجارة دا منو يا عم الزين ؟
- دا ميكانيكي شاطر جدا وحر ما منتسب لأي ورشة .. لكن أي عربية تعصلج ما عرفوا يشغلوها يعني .. ناس الورش يتصلوا عليه يجي يحل المشكلة ويأخد عادة نص المصنعية .. عندو موتر ولافي الصناعية . يتصلوا عليه تلفون يحدد موعد إذا فاضي بيجي فورا ..إذا مشغول يحدد لك موعد يمكن يكون يوم أو يومين .
- دا كلام شنو يا عم الزين ومال الميكنيكة دي خبرتهم بعشرات السنين اليخليهم شنو ما يعرفوا يشغلوا عربية بعد ما يوضبوها .
- هي حالات نادره ما بتحصل كثير لكن كمان لامن تحصل ما عندها حل غير خالد سجارة دا .
- وينجح فعلا .
- الحق يقال نحن جبناه خلال سنتين زي خمسة مرات ما حصل عصلجت معاه عربية كلهن شغلن ما شاء الله عليه .
- وليه مسمنه خالد سجارة ؟ .
- والله بصراحة هو بتاع مخدرات ( بنقو ) يلف سجارته دي عادي في الصناعية وبعد داك يقوم على العربية .
نظر الفاتح ناحية عم الزين باندهاش أخرس لسانه تماما دون أن ينطق .
- أها رأيك شنو يا الفاتح نخليهم ينادوه ؟.
- لا ينادوه شنو يا عم الزين دا كلام فارغ ساي . بعدين ما في حاجة تخلي العربية ما تشتغل الا اذا كان في قطعة حساسة ناقصة أو خربانة .. ودي واحدة من مصائب البلد دي يربطوا الابداع بالمخدرات والمصيبة يؤمنوا بيها .. معقولة ؟ الابداع عايز عقل صاحي ومفتح يستحيل شخص ينسطل وتكون السطلة هي سبب إبداعه .. حتى دا كلام ضد المنطق .
- أنا عارف أنه حيكون عندك رأي مختلف طيب الحل شنو العربية مفروض نسلمها بعد يومين نقول لصاحبها ما قدرنا نشغلها ؟.. يمكن يتهمنا أننا سرقنا منها قطع أو خربناها زيادة هذا شئ متوقع ..
- ما في سبب يخليها ما تشتغل .
- طيب الحل شنو .؟
- الحل يا هو دا عندنا ؟
- وين ؟
- الحل في السي ديهات دي .
- كيف ؟
- حا نشغل سي دي اللاندكروز ونطابق القطع كلها مع العربية العندنا ونشوف شي ناقص أو لا بعدها نقفلها من جديد .. وغالبا يكون السباب واحد من الحساسات الصغيرة .. حساس الهواء أو حساس السخانة أو حساس الزيت مثلا لو كان تالف أو ناقص العربية ما حا تشتغل لأنه حجمه صغير ما في حد يلاحظ لعدم وجوده .
- ما شاء الله عليك يلا أرح على الجماعة ديل نقنعهم .
- لا مش نقنعهم ... نأمرهم .
- نأمرهم بشنو كمان ؟.
- نأمرهم يفكوا مكنة العربية من جديد قطعه قطعة . أنا أمشي افتح السي دي وأطبع مخطط الماكينية وأبدأ أعمل تصحيح ومراجعة للقطع والقطع الحساسة نقيس كفاءتها .
- يلا أرح عليهم .
ويروح عم الزين بصحبة الفاتح نحو السيارة المعنية .. ويجد قربها يجلس الميكنيكي عطوة المفتري والذين أصلا أكثر من أمتعض من ترويس الفاتح .
- شوفوا يا عطوة وجماعتك بخصوص اللاندكروزر الفاتح عنده ليكم تعليمات .. ما في حاجة لخالد سجارة ..وأنشاء الله ما يدخل عندي في الورشة دي تاني .
نظرة غيظ تتقد شررا توجهت من عطوه وتيمه ناحية الفاتح ليسمعوا تعليماته .
- فكوا الماكينة من جديد .. وفكوا الرأس السرندل والبلوفة كلها رصوها قدامي في شكل قطع هنا .
- أنا ما بفك أي حاجة والعربية قدامكم .
- أنت بتعصي الأوامر يا عطوة ؟.
- أفهمها زي ما تفهمها .
- عطوة أنا قلت لك الفاتح دا هو المدير وهو المسؤول من الورشة دي لو ما عاوز تشتغل بأوامره ما عندك شغل معاي .
الفاتح يستدرك الموضوع سريعا لا يريد أن كل ما يمر صباح يكون سببا في فصل عامل آخر .
- لا معليش يا عم الزين الحكاية ما للدرجة دي .. كل ما في الحكاية أنت استسلمت وقلت العربية دي ما بيشغلها الا خالد سجارة ونحن عايزين نثبت العكس عندك مشكلة في الكلام دا ؟
- ما عندي مشكلة لكن أنا ما بفكها .
- أنت ما عندك أي علاقة بالعربية دي تاني لا أنت ولا التيم الكان شغال معاك . تعال يا عم حسين أنت وتلامذتك فكوا لينا العربية دي لو سمحتوا . أنت يا عطوة روح أشتغل على اللاندروبر القديم .
يشعور متباين بين الرضا والامتعاض تحرك عطوة وتيمه ناحية اللاندروبر وبدأ عم حسين و تلامذته في فك السيارة المعنية وعاد الفاتح وعم الزين ناحية المكتب .. أدخل الفاتح السي دي في الكمبيوتر بدأ يطبع في المخططات الهندسية للسيارة .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
58
لازال الحوار دائرا بين عم الزين والفاتح في المكتب
عم الزين : يعني تفتكر يا الفاتح ولدي أنه العربات الكان بيصلحها خالد سجارة دي كل مشاكلها حساسات وهو كان بيتحايل علينا ؟.
- دا يتوقف على نوع العربات هل هي موديلات جديدة ولا قديمة ؟
- طبعا جديدة نحن القديمة كلها ما عندنا فيها مشاكل لكن الجديدة بقت معقدة وفيها نظام الكمبيوتر دا عقدها زيادة .
- أنا اشرح لك نظام الكمبيوتر دا فكرته شنو وبعدين أنت أحكم براك . اساسا طبعا مكائن العربات تطورت شديد وكل ما يجي موديل جديد المهندسين يضيفوا ابتكارات جديدة على المكن تتعلق بحرق الوقود وتقليل الصرف وحماية البيئة . والسرعة وتخفيف الضجة قدر الامكان ونظام الفرامل كمان تطور .. لكن بالذات الحساسات دي هي نظام حماية لمكينة العربية ضد الاهمال والاستهتار .. عشان كدا أضافوا الحساسات دي .. لو زادت حرارة المكينة أكثر من المعقول ممكن مكونات المكنة تنصهر .أو العربية تسيح مكنة زي ما بتقولوا .. وممكن السخانة تزيد لو فقد الزيت اللزوجة نتيجة للسخانة الزائدة أو كثرة الاستعمال .. وممكن يكون في تهريب زيت أو موية .. أو دخول غبار كثيف يتخطي مصفى الهواء .. عشان كدا هم عملوا الحساسات دي عشان تطفي المكينة آليا .. حاجة كدا تشبه الغيبوبة في البني آدم لامن تقابله صدمة كبيرة .. مثلا خبر أو يصاب بحادث .. المخ يدخل في غيبوبة ..حتى ما يتلف بسبب الصدمة .. ويمكن تكون فكرة الحساسات دي أخذوها من البني آدم فعلا . وهي مطبقة في الأجهزة الكهربائية ضد ارتفاع التيار وتعرف بالفيوز .
- أها فهمت طيب لكن معقولة خالد سجارة كان عارف حكاية الحساسات دي ؟
- هو كان شغال وين خالد سجارة دا قبل ما يجي الصناعية ؟.
- كان شغال في الوكالة قبل ما يطردوه بسبب سلوكه وتعاطي البنقو .
- طيب ما الحكاية واضحة هو عرف حكاية الحساسات دي وعملها سره الخاص .
- لكن ما حصل طلب مننا نجيب حساس والا كان عرفنا السر من زمان .
- طيب أشرح لي هو كان بيعمل شنو بالظبط ؟..
- حقيقة أنا لاحظت له عنده شنطة حديد خاصة كدا فيها طقوم مفاتيح ومقصات صاج بأحجام مختلفة وصفائح من النحاس .. عادة تلقاه ماسك سريحة من الصفائح دي يقطع فيها أو يبردها بالمبرد ..لكن لامن يجي يركبها في العربية يصر أنه ما في حد يقيف معاه . وقبلها كدا ... يلف سجارته .. يدخنها .. وبعداك يدخل في العربية .. ويسلمنا ليها شغالة .
- طيب أنا كدا عرفت هو بيعمل شنو بالظبط .
- أها بيعمل شنو ؟
- هو بيحتال على الحساسات دي ويستبدلها بقطعة نحاس .. زي ما الناس بعد ما يضرب عندهم الجهاز تلفزيون أو الرادي .. يلفوا الفيوز بقطعة قصدير أو يوصلوه بسلك كهربا حتى تكتمل الدائرة الكهربائية ويشتغل الجهاز من جديد .
- يعني قصدك هو بيدخل قطع النحاس دي بدل الحساس ويشغل المكنة كدا .
- بالضبط .. ويعني العربات الصلحها ليكم خالد سجارة دي ولهف نص المصنعية أغلبها الآن مركون في مكان ما ومكائنها مدمرة ..
- لا حول ولا قوة الا بالله .. بالله شوف الملعون دا ..
- لكن ما بالضرورة تكون كلها خربت .
- كيف .. يعني فكرته ناجحة .؟
- هي فكرته ما ناجحة لأنه جرد العربات دي من نظام حماية مهم جدا .. لكن الحساسات هي أصلا حماية لنظام الزيت والموية والهواء .. لو أصحاب العربية بيتفقدوا الزيت ويغيروه بصورة دورية ويتموا الموية كل صباح وييغيروا فلتر الهوا كل شهرين مثلا . هنا العربية ما محتاجة للحساس لأنه هو أصلا معمول لتنبيه الغافلين .
عم الزين بعد ما هز رأسه متعجبا ..
- الله ينور عقلك وقلبك يا ابني .. وصدق القال العلم نور . خلاص يا ابني والله الليلة ريحتني الله يريحك دنيا وآخرة ..أنا حا أمشي بعد ما أطمئنيت على العربية .. والله كنت ناوي أقعد ساعتين لكن لقيتها جرت لغاية العصر . بعد ما تقفل الورشة تجينا في البيت تتغدا معانا ..
- متشكر يا عم الزين الليلة ما شين نودع خالي حسن وأسرته .
- ليه راجعين مش إجازتهم لسع .؟
- عندهم بنتهم دخلت الجامعة والظاهر جامعتها فتحت .
- أها الله يحفظك يا ابني نشوفك بكرة .. بس عندي نصيحة أو هي وصية .
- أتفضل يا عم الزين .
- أوعى حكاية الحساسات دي تجيبها لزول .. وخاصة حيل خالد سجارة دا ..لأنه الموضوع حيكون فيه خطورة حتى على حياتك .. زول بتاع مخدرات ممكن تتوقع منه أي شئ .
- عارف يا عم الزين.. ما توصي حريص . هو الناس الاشتغلوا معاي العربية ناس عم حسين لهسع ما عارفنها اشتغلت كيف ..
- يلا أها مع السلامة ربنا يحفظك يا ابني .
وخرج عم الزين قبل ميعاد قفل الورشة بساعتين . وعرف العاملين أن عم الزين جادي في ترك إدارة الورشة للفاتح .. ودع الفاتح عم الزين وعاد ليتفقد العمل .
- شنو يا جماعة أنتو ما دايرين تتغدو الليلة .أها يا عطوة الاندروبر مشى معاك كيف ؟..
نظر عطوة ناحيته بغيظ بعينين توقد شررا . ولكن عندما وجد وجه الفاتح لا توجد فيه أي ملامح شماته أو سخرية عرف أنه جادي ..وأصلا الفاتح لم يضعه في موضع ند أو خصم أو منافس ..أستسلم ورد بأدب .
- الحمد لله يا باشمهندس باقي حاجة بسيطة .. واللاندكروزر مشكلته طلعت شنو ؟.
- لا هي مشكلة هندسية معقدة وكمبيوتر وحاجات كدا ما عايزين نشغلكم بيها .
ردا مفحما وثبت أن العلم يعلو ولا يعلى عليه .أقعدت عطوة في علبه كما يقال .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
60
أنتهى ميعاد العمل قرابة المغرب .أقلقت أبواب الورشة ..أستلم الفاتح المفاتيح وركب السياراة .. تتبعه نظرات الإعجاب .. و بعض اللعنات .. من الحساد .. وأشارات التعريف .(.بالله هو دا الفاتح العاملين لينا بيه سافوتة ياخ نحن لامن دخلنا الصناعية دي كان بيحبي ..) يا أخوي العبقرية ما عندها سن معين ممكن طفل عمره عشرة سنوات يكون معجزة .. خلاص يا عم حسين عملتوه عبقري ومعجزة .. أنت يا عطوة لسع قلبك ما برد .. هسع كان ما هو أنت كان تكون لافي من غير شغل .. شنو يعني بقيتوا تهددونا كمان .. والله نحن الورش دي كلها جارية ورانا ... يا تو ورش البتجري ورى ميكانيكي يقفل مكنة عربية وما يقدر يدورها .. هاهاهاهاها .. والله يا عم حسين ما خليت له حاجة . .. عم حسين الكلام دا بتاباه ..آباه شنو يعني كمان بتهددني .. يعني أنت يا عم حسين عشان اشتغلت معاه فاكر نفسك أنت الدورت العربية ,, ما هو كان بيملي فيك زي الأستاذ ..
أنا ما قلت أنا دورتها .. وأقول ليك حاجة أنا لهسع ما عارف الزول دا شغل العربية كيف .. وشنو هي الحاجة الكانت ناقصة مشى جابها وجا ودخل تحت العربية ركبها.. خليك من أقول أنا الدورتها ,... لكن نحن ناس أولاد أصول بنعرف الفضل ونعرف نرجعه لأصحابه ..مش زيك جاهل ومغرور ..يا راجل احترم نفسك ..
يا جماعة خلاص ما تتشاكلوا خلونا نمشي نشوف بيوتنا من اليوم المرهق الطويل دا .. يلا أها السلام .
وعليكم السلام يا عم عبد الله تصبحوا على خير .
وصل الفاتح بيته . كيفكم يا أمي غداكم جاهز والله أنا جعان شديد ..
- هوا يا حبيبي أدخل أسخن الغدا وأجيكم .
- أها يا باشمهندس الليلة ما عندكم فلم جديد؟ .
الفاتح ضاحكا - فلم زي شنو كمان ؟
- أنا عارفه؟ هو أفلامكم دي في زول يقدر يتوقعها ولا يتخيلها .
- والله هو الفلم موجود لكن يمكن ما يستحق الحكي .
- يا زول أنت أحكي لينا بس .. يستحق ما يستحق دي خلينا نحن نقدرها ..
- يعني كان ما قدرتوها حا ترجعوا لي قروشي هاهاهاهاها
- يا ولدي البيجي منك كله سمح بس أنتظرني أخت الغدا وأجي لآفلامك دي على قول أختك .
وبدأ الفاتح يحكي لأمه وأخته قصة السيارة لكن مخفيا منها حكاية خالد سجارة ..لأنها تحمل مخاطر جديدة ستزيد مخاوف أمه بالطبع .. لكن فقط عن العطل واسطوانات التشغيل التي استطاع أن يوظفها في نفس اليوم الذي وجدها فيه .وأهمية ربط العلم بالواقع ...
- الله يحفظك يا ولدي ويغطيك من عين الحساد ..
وفي بيت عم الزين ..
- مالك يا راجل تقول ما شي ساعتين وتجينا قبل المغرب .
- يا زولة أسكتي ساي والله الولد دا ما شاء الله عليه الله يحفظه ويغطيه لأهله .
- ولينا كلنا ؟
- يا بت أخجلي هاهاهاهاها .
- أنا قصدي أبوي طالما هو معجب بيه كدا ..
- أها حصل شنو يا الزين ؟ .
- تتذكري الولد معاوية داك الكان شغال معاي وأغترب في السعودية وأشتغل في وكالة التيوتا هناك ..
- آآآي متذكراه
- أها معاوية دا اجازته الفاتت كان جاب لي اسطوانات كدا تابعة للتيوتا .. وبدأ يسرد في الحكاية وكيف وظفها الفاتح في نفس اللحظة وأنقذ بها سيارة ..
- الحالات دي زمان مش كنتوا ترسلوا تنادوا ليها الولد الأسمه خالد سجارة .. حتى قلت قدر ما حاولت تشغله معاك براتب هو رافض وقال عايز يكون حر .
- ما هي دي المشكلة هنا وعشان كدا أنا بقيت خايف على الفاتح من العداوات دي ..أتاري خالد داك طلع محتال لا هو عبقري ولا يحزنون ..
- الكلام دا كله كشفوا ليكم الفاتح اليوم ؟
- ايو وبالتفصيل كمان .
- والله كان كدا كلامك صحي الله يحفظ ولد الناس دا .
- هوي يا أبوي مالك بقيت تخوفنا .
- لكن كلام الشرح كان معاي أنا ما في زول تاني سمعه .
- وأنت حا يجيكي شنو كمان .؟
- وأنا قلت خايفة على نفسي .
- والله أنت بقيتي جريئة وواثقة في نفسك .
- يا بنات هوي أمشو اتشاكلوا بعيد نحن ما ناقصنكم .
وبعد قليل في بيت الفاتح .
- يلا يا ولدي استحم عشان نمشي نودع خالك وأولاده .
- أنا متذكر الموضوع دا حتى عم الزين عزمني غدا وأعتذرت له .
- متذكر الموضوع دا ؟؟؟؟ والله أنت مشيت بعيد خلاص كان كدا .
- تقصدي شنو يا مفعوصة أنت ؟.
ابتسام ضاحة : ما أقصد أي حاجة .. بس يا حليل أيام زمان .
بعد قليل يرن تلفون الفاتح ..
- أهلا يا سحر ..
ابتسام ضاحكة : خد .. أهو الرد جاك بنفسه ..
أخذ تلفونه ومشى بعيدا .
- كيفك يا قلب ..
- أهلا يا روحي .
- نحن بقينا في مرحلة يا روح ما بعدك روح ..
- تقصدي شنو يا عفريته ؟.
- أقصد أنا عايزاك من بكرة تفتش شغل تاني بعيد من ورشة ابوي والصناعية والكلام الفرغ دا .
- معقولة أنت البتقولي الكلام دا .وأنت كنتي تلحي عشان أقبل أمسك إدارة الورشة من أبوك .
- شوف هنا أبوي حكى لينا كل حاجة يا عبقرينو أنت .. كمان أنت حاجاتك كلها ما تمرقها مرة واحدة .. وتطلع من مصيبة وتدخل في التانية ..
- ليه حصل شنو أنت خايفة من شنو ؟.
- خايفة عليك من صعاليك الصناعية ديل . مش كفاية عماد دخلكم السجن .
- خايفة علي أنا وما خايفة على أبوك ؟.
- أبوي دي حياته وهو واحد منهم وفيهم لا بيغيروا منه ولا يبلسوه في مصايب .
- نسيتي أنت أنا وهو دخلونا السجن مع بعض .
- أيوا بس لكن ما هو المقصود أنت الكنت مقصود .
- ما تخافي ما حا يصيبنا الا الشئ المكتوب .
- نعم بالله .. طيب بس خلي بالك من نفسك .
- ياخ دي جرعة قوية منك الليلة ما حا أقدر انوم .
- لو ما قدرت تنوم أتصل علي أنا مستعده أبراك للصباح .
الفاتح ضاحكا : حا يكون أحلى برية في الدنيا دي .
وهي ضاحكة أيضا : حلو غزل الميكانيكية دا ..
- هاهاهاهاها الله يجازي شيطانك .
- الفاتح نحن جاهزين خلاص .
- خلاص باي يا روحي الجماعة جهزوا .
- أنتو ما شين وين .
- ما شين نودع خالي وأولاده ..
- أحسن ..
- أحسن عشان هم راجعين ؟.
- لا قصدي أحسن تمشوا تودعوهم ..
- طيب باي يا جنية .
- تقول لك في شنو البنت المفعوصة دي خلتك تضحك كدا .
الفاتح مبتسما ومتأوها دون رد مباشر .: يلا أرحكم نمشي أحسن.
- الله يسعدك يا ولدي .
- ما خلاص أسعدوا يا أمي .. تاني شنو .
- أنت حاسدة ولا بغرانة هاهاهاها.
- يلا نمشي أحسن ما تغلط اكتر من كدا .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
حوار الأرزاق
61
وصل الفاتح وأسرته الصغيرة المكونة من شقيقته و والدته الى بيت جده لوداع الخال وأسرته .
وفي البيت بعد السلامات والتحايا ..
- كيفك يا أمي وكيفكم يا أبوي .
أهلا يا فاطمة طولنا منكم .
- طولتوا كيف ما كنا معاكم من يومين .. خلاص خالي طاهر رجع للبلد .
- أيوا والله خالك كان مونسنا .
- الله يكتب سلامته ومال وين هالة وأمها .
- طلعوا قالوا ماشين الكوافير أم هالة عايزة تتحنن وهالة عايزة تقص شعرها .
- وحسن برضوا ما شايفاه ؟ .
- حسن قال يمشي المطار يشحن العفش ويرجع يغشاهم ويرجعوا سوا.
- يعني ما حا نودعهم ؟.
- ليه أنتظروهم ما بيجوا هسع يكونا قربوا .
- والله يا أمي الفاتح دا شقيان في الشغل وبقى ينوم من الساعة عشرة .
- الله يخليه الفاتح .. هسع كان سمع كلام خاله وأغترب ما كان أخير له من الشقاوة دي ؟.
- يا أمي أنت كمان دخلتي الفلم دا .. ؟ حسن لف ليك رأسك ولا شنو؟ .
- يا بتي الكلام العديل ما في زول يا باه . أنت وولدك ليه رافضين الاغتراب ؟
- يا أمي أنا ما رافضة الاغتراب ..أنت نسيتي أنا عندي ولدين مغتربين .
- أها طيب شنو ؟
- الفاتح ما عنده رغبة وأنا ما أحب أفرض حاجة على أولادي حتى لو كانت تتعلق بمصير حياته .. كل واحد يقرر العايزه وأنا معاها للنهاية .. أنا ربيتهم على كدا .
- ونعم التربية يا بتي هو أولادك ما شاء الله يملوا العين ويبروا الجرح . لكن الواحد لامن يكون صغير بيحتاج للنصيحة وما بيكون عارف مصلحته وين .
- يا أمي كيف صغير وما عارف مصلحته ..هو أختار مجال دراسته وهو عارف حا يشتغل بيها وين ؟
- يا بتي لكن ما لقى شغل مناسب مع تخصصه .
- كيف ما لقى شغل ما هسع شغال .
- الولد مهندس يشتغل ميكانيكي وتقول لي لي شغال ؟.
- يا أمي ميكنيكي مالها؟.نحن أبوي دا ما كان ميكنيكي ؟ ربانا أحسن تربية وعلمنا .
- يا بتي لكن أبوك ما كان مهندس وما قرأ جامعة . أبوك كان زول عنقالي ساي اشتغل في الحكومة في النقل الميكانيكي لغاية ربنا أداه استقال من الحكومة وفتح ورشة ..
الأب يسمع الحوار ويقاطع . أبوها مالو كمان يا خديجة ؟جبتوا اسمي ولا أنا غلطان .
الحاجة ضاحكة : تعال أحضرنا يا الحاج .
- أها في شنو؟ .
- أنت مقتنع بحكاية الفاتح يشتغل مكينيكي مع صاحبك الزين ؟ .
- أيو مقتنع أحسن شغل مع أحسن بني آدم عرفته في حياتي .
في هذه اللحظة الفاتح وجد ابناء خاله يلعبون لعبة الليدو المعروفة ودخلوا معهم في اللعب هو وشقيقته .. سامع حوار أمه مع والديها .. لكنه لم يشأ أن يشارك في الحوار بل أدعى عدم السمع .. وواضح أن خاله أشتغل غسيل مخ مع الجده ..ربما عاد عشمه من جديد في التأثير على الفاتح وإقناعه بالاغتراب بتأثير الجدة على أمه ..لكن الفاتح سئم الحوار في هذا الموضوع ..أصبح مشغول ذهنيا وعاطفيا في عالمه الجديد .. أي ورشة الزين وأسرته .. بل أن العفريته سحر بنت الزيت كأنها تريد أن تحاصره بخيوطها مثل العنكبوت .بين فنية وأخرى يطلق تلفونه صفيرا ويجده رسالة منها .أما صورة وردة أو قلب أو عبارة حب ..هي تريد أن تكون حاضرة في أي لحظة من لحظات حياته وهي تعرف تماما أين هو الآن .
أحد الصبيين : الفاتح الرسائل دي قعد تجيك من وين ؟
- من أصحابي .
- أصحابه مزعجين مش كدا ؟ هاهاهاهاها
- طيب ما ترد ليهم ؟
الفاتح : أرد بعدين أحسن .. عايزيني انشغل عشان تغلبوني .هاهاهاها .
- يا أخوي أنت مغلوب خلقة هاهاهاها .
- أنت اخرصي خالص ولا كلمة .
- أصحابه ديل منو يا ابتسام .؟
- أصحابه في الشغل .أقصد أولاد صاحب الشغل .. يعني أولاد الورشة .
من بعيد يأتي الفرج
- الفاتح ما تجي تقنع ( حبوبتك ) جدتك دي ..
- يا أمي قعد نلعب ليدو .
- خليه اللعب ملحوق .. تعال وريها بالحاجات البتعملها في الشغل و أحكي ليها عن العربات الانقذتها بعلمك وعبقريتك . عشان تآمن أنه الواحد لو ركز من البلد دي ممكن يطلع دهب .
الفاتح على مضض تحرك نحوهم : أها خير في شنو ؟
الجدة : الفاتح يا ولدي هسع لو اغتربت مع خالك وأخوانك مش أخير من الشقاوة الانت فيها دي ؟
- يا حبوبة أنا ما شقيان بالعكس أن سعيد جدا وبستمتع بشغلي وكل يوم في تغيير جديد .
- لكن يا ولدي هنا ما بتلقى مكانتك أنت مهندس كبير كيف تشتغل ميكانيكي .
- يا حبوبة هسع انا مهندس وعم الزين عيني مدير للورشة .
- ما شاء الله متين عينك مدير للورشة أنا ما قلت ليكم الزين دا راجل جدع وبيعرف يقيم الناس .
- هوي أنت يا صالح ما تملا رأس الولد ساي حتى لو بقى مدير في النهاية هو مدير ورشة ..
- طيب ما يبقى مدير ورشة والورشة ما شغل وما عندها دخل ؟.. زول أول وظيفة في حياته يشتغلها يكون مدير في أحسن من كدا ..
ا-السلام عليكم لمة في الحرم انشاء الله .
- أها حسن وأولاده جو
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حوار الأرزاق (Re: درديري كباشي)
|
حوار الأرزاق
62
عاد حسن وأسرته من مشوارهم وفي حضور الفاتح و عائلته ..
- (وااااااااوو) ما شاء الله يا هالة أنا قلت هالة لو قصت شعرها الطويل دا تكون بالغت . لكن القصة فيك طلعت حلوة .
هل تعمدت ابتسام أن لتفت نظر الفاتح والذي تظاهر منشغلا بلعب الليدو .. بعد ما سلم عليهم عاد الى اللعب.
رفع رأسه على عجل وطأطا .. شعر بارتباك .. هل هي لم تعد تعنيه .. لا يدري .. ها هي الآن تتزين للعودة لعالمها الجميل الذي يبهرها هي وعائلتها ولا يعنيه منه شئ .
- كيفكم يا فاطمة ..
- الله يبارك فيك يا حسن أخوي ربنا يكتب سلامتكم .
- الفاتح عامل كيف مع الشغل .
- الحمد لله يا خال ماشي الحال .
- بارك للفاتح عملوه مدير .
- ما شاء الله مدير وين ؟.
- مدير للورشة الشغال فيها .
- أنا قايلاها مدير بمعنى مدير .
فاطمة ممتعضة ومتحفذة لعدوتها زوجة أخيها : ودي مدير بمعنى شنو ؟.. أنت عايزاه يشتغل وين ويكون مدير من أول وظيفة.
- هوي هوي يا حريم الموضوع دا أنتهينا منه وكل زول عاجبه الصاريه ..
- كلامك صاح يا أمي كل زول عاجبه الصاريه والحمد لله على النعم .. طالما هو راضي نحن كلنا راضين عنه.. ولا بنقلل من مكان حد ولا من شأنه ..
- هسع القلل من مكانه منو يا فاطمة ؟.
- بسم الله هسع أنا سألتك ؟.. الفاتح أرح نمشي الظاهر الناس الجايين نودعهم ما طايقننا .
- العفو دا كلام شنو يا فاطمة يا أختي .
- معليش أصلا نحن كنا منتظرنكم والفاتح دا مرهق من مرقة الصباح ما جا راجع .. وفعلا وقف الفاتح . وبعد مجابدات وأصرار توادعوا وعادوا الى بيتهم .
وفي الطريق .
- معقولة يا الفاتح قدرت تمسح هالة كدا من نفسك مرة واحدة ؟
- يا بت شنو الخلاك تقولي كدا ؟.
- تصدقي يا أمي ما رفع رأسه عاين ليها والبنت ليها ساعتين في الكوافير ةمنتظرة من نظره تلهب قلبه .
- يا بت الحمد لله تخلص من النسب دا هسع أنت يا ابتسام لو تقدم ليك عريس أهله واقفين في حلقك ما بيطير ليك ؟.
- يا أمي هم ما عندهم مشكلة مع الفاتح بالعكس هم عايزين ليه حياة أفضل .
- حياة أفضل دي بمقاييسهم وفهمهم هم ..أنا مبسوطة من الفاتح لأنه خت أهدافه ومبادئه قدام قلبه وعاطفته والراجل الصاح مفروض يكون كدا .. مش يجري ورى قلبه ويكون أضينه محل ما يجروه يمشي .. قال ما عايز يغترب هم لو كانوا يريدوه لنفسه مفروض يدعموه في الاتجاه دا .. مش يقنعوا بنتهم ويسحبوها في اتجاههم هم بكل بساطة دايسين على القلوب الصغيرة بلا رحمة . بس الحمد لله أنه الفاتح ما كان متعلق بيها شديد لدرجة أنه يتعذب ويتجنن .
- قولي الحمد لله البديل جا في الوقت المناسب ولقى قلبا خاليا فتمكن .. هاهاهاها .
- هوي أنا ما فاضي ليك أنا مشغول بالسواقة ..
- مشغول بالسواقة ؟ وأنت كل مرة ترفع الجوال تقرأ في الرسائل النازلة عليك زي المطر دي .. بس قول كلام أمي دا عجبك وريحك .. هاهاهاها .
- الله ينصر دينك يا أمي .أها عشان أأكد ليك .
- أنت أصلك ولد أمك من زمان .هاهاهاهاها .
- ما له ما يكون ولد أمه ؟.. أمه ربتو صاح وطلعتو راجل يعرف يقيم المواقف والناس ..
- ما قلنا حاجة يا أمي .أنت مالك عاملاني عدوتكم؟ .
- أنت العاملة نفسك عدوة لينا .
- لا يا أمي والله بس زي ما عارفين بحب المكاواة وأسخن النقاش ..
- طيب نسألك سؤال محدد نختبرك .
- يلا اسألوني .
- يلا جاوبي بأمانة .. في نظرك أنسب واحدة للفاتح هي سحر ولا هالة ؟
- أها عايزين إجابة من كلمة واحدة .. ولا معاها تعليل .
- أول من كلمة واحدة .. بعدين عللي لينا .
- والله في الأول أنا كنت عايزة هالة وداعماها بشدة لكن حاليا مع الفاتح كمان ميته موت في سحر وأهلها .
- يلا عللي .
- في الأول كان عاجبني تعلق هالة بالفاتح وفرحها به . لكن لامن خضعت لتفكير أمها وتعلقت بالمظاهر والفشخرة طارت لي شديد .. لكن والله هالة لو اتمسكت بالفاتح وقررت أنه تكمل تعليمها هنا في السودان وداست على رغبات أهلها زي ما عمل الفاتح كان أصبحت بطلة في نظري وكنت حاربت من أجلها .
والعكس تماما حصل من عم الزين وأسرته بما فيهم سحر .. تعلقوا بالفاتح وانبهروا بيه وتحس أنهم بيعرفوه ليهم عشرات السنين مش معرفة للآن ما تمت أسبوعين وكأنها سنين .. معناها ديل ناس نقيين بيعرفوا يقيموا الانسان من خامته وبالفراسة الفطرية فقط .. عكس خالي حسن وزوجته مفروض هم عارفين الفاتح من ما كان طفل و اتربى قدام عيونهم .. فقط باعوه عشان ابى يتابعهم في حبهم للمظاهر .
- والله أنت دكتوره جد جد ما شاء اله عليك حقوا تتخصصي في علم النفس الله يحفظك يا وحيدتي ويديك الفي مرادك .أها وصلنا بيتنا الحمد لله ..
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ناصر حسين محمد
عمر دهب
مهند سوركتي
عمر أبوعاقلة
Yousuf Taha
ادريس خليفة علم الهدي
Osman Musa
حسين عمر الفكي
Muhamed Hassan Abdalla
Mahjob Abdalla
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست