الاسلام هو الدين السائد في السودان. الاحكام المستمدة من النصوص الاسلامية هي التي تنظم حياةالناس في السودان في الجوانب التي تتعلق بالعلاقات الاجتماعية من زواج و ابوة و امومة و طلاق
و غيرها. التعاملات المالية و التبادلات التجارية تخضع لحد كبير لمبادئ مستمدة من الاسلام. منذ أن
تأسست اول دولة "اسلامية" في السودان في سنار و محاولات الزج بالدين في الحياة السياسية دائبة
لم تنقطع و الحديث عن الشريعة و احكامها و ضرورة فرضها متواصل بحيث أنه اصبح اهم مفردات
الخطاب السياسي من الموقعين، موقع المنادين بضرورة التطبيق و موقع المعارضين الذين يطرحون
البدائل العلمانية.
اذن و الحال كهذه كان لزاما و لابد أن توجه سهام النقد للايدلوجيا الاسلامية و ليس للخمير الحر او لسكان
كوكب عطارد. هذه بديهية لا تحتاج لاي تساؤل حولها.
الجميع متدينين و غير متدينين يريدون أن يقضوا سنواتهم القليلة على ظهر هذا الكوكب و هم يعيشون في
امان و سعادة و حرية، لذا فالجميع يضع تصوراته عن انجع السبل لتحقيق هذه الغاية و لا علاقة للأمر
باحاسيس مرهفة و لا باغاني الحقيبة.
فرضيتك التي اسست عليها مقولتك حول أن العنف هو طابع للحياة الحيوانية و هو غريزة تدعم البقاء
و لا داعي للانزعاج بشأنه تطرح في مقابلها فرضيات اخرى: ممارسة الجنس كاحتياج لا يحتاج لقوانين
و لا لعقد و مأذون فهل هذا ايضا ضمن ما تدعو اليه؟
معظم الحيوانات تهتم بصغارها لفترة محدودة يقفون فيها على ارجلهم و يستطيعون أن يحصلوا على غذائهم
بانفسهم و لا داعي اطلاقا للمؤسسات البشرية المعقدة كمؤسسة الاسرة و العائلة و العشيرة و غيرها فهل توافق
على هذا النوع من التنظيم الاجتماعي؟
هناك الكثير من الأمثلة التي يمكن ضربها لبيان تهافت طرحك و لكن اكتفي بهذه مؤقتا.