حكومتنا تنادي بدولة مدنية ليلا وتحبس الأدباء نهارا… والمرضى يتعرضون لأبشع أنواع الابتزاز والاستنزاف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 01:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2016, 10:06 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكومتنا تنادي بدولة مدنية ليلا وتحبس الأدباء نهارا… والمرضى يتعرضون لأبشع أنواع الابتزاز والاستنزاف

    09:06 PM February, 24 2016

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر


    سيطرت مشكلة أمناء الشرطة على اهتمامات الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 23 فبرايرلا بكثرة المقالات والتعليقات والتحقيقات التي عكست قدرا هائلا من الخلاف، وإنما على مستوى الحكومة التي أخذت الأمر بجدية شديدة، خاصة بعد طلب الرئيس السيسي إصدار قوانين وتشريعات جديدة لوقف شكاوى الناس من الأمناء. حيث أكد زميلنا الرسام في «الأخبار» هاني شمس أمس، على أنه ذهب للنصب التذكاري لشهداء الشرطة لقراءة الفاتحة فشاهد أمين شرطة ممسكا بجردل مملوء بالزفت لإلقائه على رمز الشهيد. وعقد رئيس الوزراء ووزير الداخلية مؤتمرا صحافيا، أكدا فيه على أن كل من يسيء للناس أو ينتهك القانون من رجال الأمن سيلقى عقابه الرادع، وركز الوزير على أن أكثر من تسعين في المئة من الأمناء بخير. ومن الظواهر اللافتة أن كثيرا من مهاجمي نظام مبارك اعترفوا، بأن وزير داخليته اللواء حبيب العادلي كان أكثر حزما في مواجهة انحرافات الأمناء، ففصل من الخدمة حوالي عشرة آلاف منهم. وقالوا إنه تمت إعادتهم للخدمة بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، وها هم الآن يرتكبون الجرائم بحق المواطنين. ومن الأخبار الأخرى التي حظيت باهتمام الصحف المصرية إصدار جامعة الأزهر قرارا بالفصل النهائي لطالب كلية الصيدلة في فرع الجامعة في أسيوط عبد الرحيم راضي فصلا نهائيا، بسبب تزويره واقعة حصوله على جائزة عالمية من ماليزيا في قراءة القرآن الكريم. وقرار مجلس إدارة مؤسسة الأهرام إطلاق اسم أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل على المبنى، واهتمت الصحف كذلك بتغطية العزاء المقام للتعزية بوفاة هيكل. ومتابعة ما حدث في مجلس النواب وطرد العضو توفيق عكاشة من الجلسة بسبب مشادات بينه وبين رئيس المجلس. وإلى شيء من أشياء عندنا. أحمد موسى: هدفنا الأول والأخير هو الدفاع عن شرفنا وعرضنا ونبدأ بباقة من المعارك والردود المتنوعة، أولها مع زميلنا وصديقنا في «الأهرام» أحمد موسى وقوله عما فعله تيمور السبكي باتهامه نساء الصعيد بالاستعداد للخيانة. وطبعا موسى صعيدي فار دمه وثار وقال يوم الأحد: «طوال الأيام الماضية لم يكن هناك حديث سوى هذه الجريمة التي ارتكبت في حق سيدات مصر، خاصة الصعيديات، عندما وجه شخص مجهول الهوية التهم يمينا ويسارا في حق السيدات المحترمات، وحدد أسماء محافظات الصعيد بالاسم، التي زعم أنها الأكثر خيانة، وثار الرأي العام في كل مكان وتحول الأمر إلى صراع حقيقي، لأن هذه الاتهامات صدرت على الهواء مباشرة وكان هناك إصرار على ترديدها بحق الشرفاء. انتفض أبناء مصر في كافة المهن، سواء مجلس النواب والمحامين والصحافيين، للدفاع عن الشرف وطالبوا بسرعة التحرك لمواجهة الموقف قبل استفحاله في ظل الدعوات التي صدرت من داخل البلاد وخارجها من الأسر المتألمة، وهذا حقهم جميعا، فكلنا نتنازل عن أي شيء ونتسامح حتى في جرائم القتل، ماعدا من يقترب من الشرف والكرامة. وقف رجال وسيدات الصعيد ومعهم الكثير من المصريين المخلصين المدافعين عن الشرف والعرض، ليقولوا كلمة حق، وانتفض مجلس النواب من خلال نواب محافظات الصعيد لتحريك الدعاوى القضائية، وتحرك النائب العام لمواجهة تلك الجريمة التي استهدفت الطعن في شرف السيدات العظيمات. وبالطبع أؤكد أنني ضد إغلاق أي قناة أو برنامج أو منع أحد من ممارسة حقه في التعبير وحرية الرأي، فلم يكن المستهدف وقف البرنامج الذي حل هذا الشخص مجهول الهوية ضيفا عليه، بل هدفنا الأول والأخير هو الدفاع عن شرفنا وعرضنا، سواء أمهاتنا وشقيقاتنا وكل الأسر الصعيدية ومن أصابهن ذاك التجريح وتلك الإهانات الوقحة، ومازلت عند موقفي بأنني ضد وقف برنامج زميلي وأخي خيري رمضان، لأنني أعرف خيري جيدا طوال السنوات الماضية، وكان العتاب فقط أنه لم يوقف ذاك الشخص عندما وجه تلك الاتهامات، وهو يعلم أنها أكاذيب وهدفها إحداث فرقة بين أبناء هذا الوطن. المفاجأة أنني اكتشفت ظهور أشخاص في الإعلام والصحافة، لم يهتموا أبدا بأن الملايين من سيدات مصر، سواء الصعيد أو الدلتا تعرضن للطعن في شرفهن، واختفى من يطلقون على أنفسهم النخبة، والذين تكون تويتاتهم وبياناتهم جاهزة مع أي حدث يستهدف الدولة أو أجهزتها، لكن شرف سيدات مصر والصعيد، ثبت بالدليل أنه لا يهم هؤلاء. يكفينا فخرا أن الشعب استطاع في كل المحن تحديد من معه ومن ضده، ونحن كأبناء الصعيد، عرفنا من ساندنا بحق ومن بحث عن مصالحه الخاصة». من يخدشون الحياة بالقتل والنهب والسجن طلقاء أحرار أما زميلتنا الجميلة في «الأخبار» الناقدة عبلة الرويني فقد اهتمت في اليوم التالي الاثنين بقضية الحكم بالسجن عامين على الزميل في جريدة «أخبار الأدب» أحمد ناجي، وعلى رئيس تحريرها زميلنا طارق الطاهر بغرامة عشرين ألف جنيه، بسبب رواية أحمد ناجي، التي نشرت في الجريدة، والتي قيل إن فيها كلاما يخدش الحياء. وقد أصدرت محكمة جنح حكما بالبراءة، لكن النيابة العامة استأنفت الحكم وأصدرت محكمة جنح مستأنف حكمها المشار إليه والذي قالت عنه عبلة: «النيابة العامة لم يعجبها الأمر فاستأنفت ليصدر الحكم بالسجن لمدة عامين! استمرارا لسلسلة الأحكام ضد المبدعين والكتاب والمفكرين، وكل صاحب رأي في هذه الدولة، التي تعمل النيابة والقضاء على تمزيقها بتجاوز القانون وتجاوز الدستور، الذي ينص على حرية الإبداع، وعلى منع الحبس في قضايا الرأي. كلام العقل والمنطق (لا محل له هنا) السؤال عن محاكمة الإبداع وعقوبة الخيال وتجاوز الدستور والقانون (لا محل له) لكن السؤال البديهي كيف يحبس كاتب بتهمة (خدش الحياء العام) بينما كل من يخدشون الحياة نفسها بالقتل والسجن والتعذيب والسرقة ونهب المال العام طلقاء أحرار وسادة؟». الرواية تحاكم بمنطق الفن وليس ببوليس الآداب قول عبلة إن من يخدشون الحياء طلقاء، أغرى أستاذ الطب والكاتب الدكتور خالد منتصر بأن يسرع بالنبش في كتب التراث بحثا عما يخدش فيها الحياء واكتشف ما هو آت وأشار إليه في مقاله يوم الاثنين نفسه في «الوطن»: « الأعمال الأدبية والفنية لا تحاكم بمنطق الحلال والحرام، ولكن بمنطق الجودة والرداءة، ولذلك الحكم على رواية أحمد ناجي، إذا كانت رديئة هو نقدها وبقسوة حتى لو بالإعدام الفني، وليس الحكم بسجن أو بإعدام المؤلف. والتاريخ سيهملها إذا كانت لا تنتمي للفن، وسيخلدها إذا كانت فناً حقيقياً وخيالاً أصيلاً كما خلد «ألف ليلة»، رغم كل ما فيها من ألفاظ جنسية صريحة، لكن يبقى في النهاية أن الرواية تحاكم بمنطق الفن وليس ببوليس الآداب.. وكلما قرأت من يهاجم كتاباً أو يدعو لمصادرة رواية بدعوى الاحتواء على ألفاظ تخدش الحياء، أو أعلن أنه لا يجوز ذكر الأعضاء التناسلية في كتب يتداولها المراهقون، وأيضاً لا يصح كتابة ألفاظ تحيلنا إلى ما هو داخل غرفة النوم، كلما سمعت أو قرأت مثل هذا الكلام تذكرت كتب التراث ومن قبلها كتب الفقه والحديث التي تناولت الجنس بالحديث بشجاعة وبدون دعوة للمصادرة أو حبس المؤلف.. إلخ، ولذلك قررنا نشر ألفاظ مستقرة ومتداولة في كتب هي على رفوف مشايخ الأزهر وليست تحت وسائد المراهقين، ولا يخفيها الشخص عن الأعين، بل على العكس هو يدرسها ويطالب بحفظها عن ظهر قلب، ولا يستطيع هو أو غيره أن يصادرها لأنها كتبت في عصر لم يكن فيه رقيب يتحكم في تفكير الناس ويفتش في ضمائرهم، ولكنها كتبت في عصر كان الشاعر يكتب شعره وكأنه يتنفس والفقيه يدون آراءه في أدق الأمور الخاصة، بدون أن يتهم بالتهتك والانحلال، عصر كان يعيش فيه أبو نواس الإباحي وأبو العلاء المعري المتشكك، بقرب زمن الإمام مالك المتبتل وأبي حنيفة الحكيم»…. بين الدواعش وأمريكا صلة رحم ونعود إلى «الأخبار» عدد يوم الاثنين لأننا نسينا الإشارة إلى قول زميلنا خفيف الظل عبد القادر محمد علي في بروازه اليومي «صباح النعناع»: «المقاتلات الأمريكية وجهت ضربة جوية رهيبة إلى أحد معسكرات «داعش» في مدينة صبراتة الليبية، فمسحته من على وجه الأرض، وقتلت واحدا وأربعين داعشيا كانوا بداخله، هل هانت على أوباما صلة الرحم التي تربط بين الدواعش وأمريكا التي صنعتهم؟ أم أنها ضربة تكتيكية للتمويه فقط عملها وقلبه بيتقطع؟». هبوط مستوى الأطباء في مصر وقلبه بيتقطع تجرنا إلى مشكلة الطب والأطباء في مصر، التي قال عنها في العدد ذاته الدكتور مصطفى الفقي: «أتذكر عندما ذهبت إلى لندن دبلوماسيًا ودارسًا أنهم عقدوا لنا امتحانًا للالتحاق بالدراسات العليا، يتضمن اختبارًا في اللغة الإنكليزية، وكانت بيننا مجموعة من الأطباء المصريين، قال لهم المسؤول عن الالتحاق بالجامعات البريطانية: «إن مستواكم العلمي يماثل مستوى أطبائنا البريطانيين، ولكنكم تحتاجون فقط إلى تقوية لغتكم الإنكليزية. أما الأطباء الهنود من زملائكم فإنهم لا يحتاجون دروسًا في اللغة الإنكليزية، لأنهم يتحدثونها، ولكنهم يحتاجون إلى امتحان معادلة لأن مستواهم هو دون مستوى الأطباء البريطانيين والمصريين. وكان ذلك مؤشرًا بأن التعليم المصري كان لا يزال حتى عام 1971 محل احترام دولي. أما اليوم فإن تراجعه أمر لا يخفى على أحد. ولقد أسرفنا على أنفسنا بتخريج عشرات الآلاف سنويًا من الأطباء، وربما لا يكون إعدادهم جيدًا إلا في ما ندر، فهبط مستوى المهنة وتراجعت سمعة الطب المصري دوليًا بل وعربيًا، خصوصًا أن لدينا عوار تاريخيا في مهنة التمريض». يوسف شعبان: من يعثر على طبيب «شاطر محظوظ» وانخفاض مستوى الأطباء المصريين وصل إلى درجة أن قال الفنان يوسف شعبان لزميلتنا الجميلة والمحررة الفنية في «الجمهورية» سحر ضياء الدين، في يوم الاثنين نفسه عن إصابته بماء في الرئة وما حدث له: « يعود الفنان القدير يوسف شعبان إلى المستشفى من جديد غدا، لعرض حالته الصحية على الخبير الإيطالي في علاج الرئة، الذي سيحدد له مراحل علاجه المقبلة. يقول الفنان يوسف شعبان، أحمد الله على كل شيء، وعن أزمة مرضي فقد تعرضت لمتاعب في الكلى أحدثت لي مشاكل كبيرة في الرئة، التي كونت مياها عند الغشاء البلوري، وحدد الأطباء لي عمل قسطرة لسحب المياه، ولكنني كنت أنتظرا خبيرا إيطاليا يقوم بعمل ذلك لي مع الطبيب المصري. أنا أحسن كثير وعدت الفترة الماضية إلى منزلي، بعد أن قضيت فترة في المستشفى، أتمنى أن تعود لمهنة الطب ريادتها كما كانت، ومصر كانت قبلة لعلاج العرب، الكل كان يثق في الأطباء المصريين، الآن هربوا إلى الخارج وأنا حزين جدا حين أشاهد الأخطاء الفادحة للأطباء والممرضات، وأصبح من يعثر على طبيب شاطر محظوظا. الحكاية أصبحت تجارة، بل وصلت إلى سمسرة من يأتي بمريض لطبيب يأخذ عليه عمولة، والمريض يتعرض لأبشع أنواع الابتزاز والاستنزاف المادي، لذلك أتمنى أن نعيد صياغة المنظومة الطبية وأن يعود الطبيب المصري كما كان». خروف نيوتن! أما الشاعرة الجميلة فاطمة ناعوت، التي حكم عليها بالسجن في قضية ازدراء الأديان بسبب مهاجمتها شعيرة الأضحية، فلا تريد التوقف انتظارا لحكم الاستئناف، لكنها أدخلت منذ أسبوعين أجدادنا الفراعنة طرفا في القضية، عندما خاطبتهم وهي تسير في طريق الكباش في الأقصر، ثم حرضت المجتمع الدولي ضدنا، بأن اتصلت بالأديب البريطاني برنارد شو، رغم وفاته من عشرات السنين، لتطلب تدخله ومشورته. وأشار لها بأن اثنان في المئة فقط من البشر يفكرون، ويوم الاثنين في مقالها في «المصري اليوم»، أكدت أن صاحب الجريدة ورجل الأعمال صلاح دياب من بين الاثنين في المئة الذين يفكرون، والسبب أنه كتب في عموده اليومي الذي يوقعه باسم نيوتن أنه ليس شرطا أن يكون النحر ذبح خروف، بل يمكن نحر الشهوة لدى الإنسان وروى قصة إهداء خروفين له جعل أحفاده يقيمون صداقة معهما قبل النحر. وأخذت فاطمة تشير إلى ذلك وتقول: «وصل الخروفان الجميلان إلى بيت «نيوتن» تمهيدًا لذبحهما في عيد الأضحى المبارك، عاد الأحفادُ من مدارسهم ففرحوا بالضيفين الجديدين، وراحوا يتسابقون في إطعامهما أعوادَ البرسيم الخضراء وتقليد أصواتهما والتربيت على فرائيهما الأجعدين. يقول في مقاله بجمله القصيرة الواثبة: «نَمَتْ علاقةٌ خاصة بين الأطفال والخروفين، تقوم بالأساس على الرحمة والعطف والعطاء. بعد ذلك عندما جاء اليوم الموعود واللحظة الموعودة آثرت على أحفادي ألا يروا هذا المشهد الدامي الذي تقشعر له الأبدان، حتى لو كان بالشعائر لم أُرد أن أنزع عنهم الصفةَ التي اكتسبوها وغرست فيهم، أشفقت عليهم من أن يروا ذبح أصدقاء لهم». ثم يتساءل «نيوتن»: هل في هذا ازدراء للدين؟!، ثم يحاول أن يعطينا مفهومًا جديدًا «للنحر» الذي ورد في سورة «الكوثر»فلماذا لا أنحر شهوة أو أنحر الغضب المكتوم في نفسي أو كراهية تجاه إنسان؟ فالصلاة والنحر نقوم بهما طوال العام وليسا مقصورين على عيد الأضحية، فلا شكّ عندي في أن «نيوتن» أحد أولئك الاثنين في المئة الذين قال عنهم برنارد شو: «اثنان في المئة من الناس يفكرون. ثلاثة في المئة من الناس يعتقدون أنهم يفكرون. وخمسة وتسعون في المئة من الناس يفضلون الموت على التفكير». أيها المغالون الغُلاة المزايدون على تقوانا وإيماننا حاولوا أن تلحقوا بأهل الخير الاثنين في المئة». ما ذنب العجول والخرفان؟ وهكذا هنيئا لها بهذا الاكتشاف، إلا أن حكاية الخروف جرتنا إلى بداية أبرز ما نشر عن أمناء الشرطة، ففي «وفد» الاثنين قال زميلنا وصديقنا محمد أمين ساخرا: «قرأت الخبر وضحكت، الخبر يقول، أمناء شرطة في الإسماعيلية يُصالحون الشعب بـ«خروف»! التفاصيل تقول إن عدداً من الأمناء ذبحوا خروفاً أمام نقطة سرابيوم ووزعوا اللحوم على المواطنين، قلت: وما ذنب الخروف في جريمة ارتكبها أمين شرطة؟ يعملها أمين شرطة ويقع فيها الخروف، عندما ذبح أمناء سرابيوم الخروف وقفوا يهتفون «الشرطة والشعب أيد واحدة» هل يصدق الناس أنهم أيد واحدة فعلاً؟عندما توالت هزائم الزمالك وهروب المدربين، ذبح مجلس الإدارة عجولاً بربع مليون جنيه، بهدف طرد النحس وعندما قامت قيامة دولة الأمناء ذبح بعضهم خرفاناً لطرد النحس أيضاً فما ذنب العجول والخرفان؟». المطلوب ضبط إيقاع جهاز الشرطة والأمن وللعلم محمد أمين من «الوفد» أصلا وله عمود يومي في «المصري اليوم». أما زميله في «الوفد» محمود غلاب فلم يجتذبه ذبح الأمناء للخروف إنما اهتم بالقول: «وجود بعض البلطجية في جهاز الشرطة لا ينتقص من كونه جهازًا وطنيًا يقوم بدور كبير في حفظ الأمن والممتلكات العامة والخاصة، لكنه في حاجة إلى أن يتخلص من القلة الذين أساءوا إلى باقي زملائهم الذين يؤدون رسالة كلفهم بها الوطن لحماية المواطنين وفرضتها عليهم وظيفتهم، ومطلوب منهم أن يؤدوها على أكمل وجه، إن التستر على فئة غير مسؤولة وسط القطاع العريض من جهاز الشرطة ينتقص من الدور الوطني الذي يقوم به الشرفاء من الذين آمنوا برسالة الشرطة في حفظ الأمن وأرواح المواطنين، التي من أجلها ضحى بعضهم بحياته. لابد من مراجعة سريعة لضبط الإيقاع داخل هذا الجهاز، لأن الأوضاع لا تحتمل سقوطه مرة أخرى، ولن يقبل مواطن مصري أن يراه كما كان بعد 25 يناير لأن الشعب يريد شرطته قوية ولكن في الحق وليس على حساب حريته وكرامته». الشرطة تهين كرامة المواطن المصري وإلى «الأخبار» الحكومية وما نشر فيها، وكان أبرزه وأهمه على الإطلاق بالنسبة لكل الصحف لزميلنا خالد رزق «ناصري»، لأنه كشف سرا عن الشرطة العسكرية عندما كان السيسي وزيرا للدفاع قال: نتوجه مباشرة إلى الرئيس الذي انتخبناه، لنطلب منه موقفاً واضحاً صارماً تجاه تصرفات الشرطة، ينتصر فيه إلى حق شعبه بالحياة والكرامة. قبل توليه رئاسة الجمهورية وخلال مؤتمر عقده المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، مع مجموعات من القادة والضباط والصف.. انتقد القائد العام للقوات المسلحة أداء الشرطة العسكرية، وأسلوب تعاملها مع الضباط والأفراد.. مؤكداً أنه لو تحول الأمر لإهانة منتسبي المؤسسة العسكرية، لكان إلغاء الشرطة العسكرية هو القرار الأفضل والواجب اتخاذه. ببساطة أعلن الرئيس أنه لا يقبل إهانة أي من ضباط وأفراد القوات المسلحة، ومهما كانت الأسباب، وذهب في ذلك إلى حد التهديد بإلغاء فرع كامل من فروع القوات المسلحة، إن استمر في اتباع ما اعتبره أساليب مهينة لمن يتعامل معهم، الذين قبل أن يكونوا ضباطاً وأفراداً هم مواطنون مصريون مثلنا تماماً، وإن انخرطوا في الخدمة الوطنية «خدمة» العلم والسلاح المصري.. ويبدو أن الرئيس وزير الدفاع حينها كانت قد وردته شكاوى بشأن الأمر، ربما صعدها الوجود والانتشار المكثف لعناصر الشرطة العسكرية في المناطق المدنية في تلك الفترة المبكرة من عمر ثورة يناير/كانون الثاني، وبسببها أعلن موقفه الجاد والصارم انتصاراً لكرامة منتسبي القوات المسلحة. القليل الذي عانى منه رجال الجيش ودفع بالسيسي إلى تبني هذا الموقف غير المسبوق على مستوى المؤسسة العسكرية، ورغم عدم خروج ـ هذا القليل ـ عن الرسميات والتقاليد العسكرية المتوارثة، ليس ممكناً أبداً مقارنته بما يتعرض له الشـــعب من تعاملات عنــيفة قاسية لاآدمية مهينة للكرامة وللإنسانية، تعصـــــف بكل حقــــوقه على يد بعض من ضباط وأفراد الشرطة المدنية، التي بالكاد لا يمر يوم من دون أن يرتكب بعض من منتسبيها جرائم حقيقية صريحة تجاه مواطنين، لم يقترف الواحد منهم شيئأً أكثر من كونه مواطناً بسيطاً قدر له أن يولد على هذه الأرض. واليوم ومع تقديرنا للتضحيات الكبرى التي يبذلها رجال شرفاء مؤتمنون من رجال الشرطة في ساحات الحرب التي تخوضها البلاد ضد الإرهاب.. وبعد أن فاض الكيل من أداءات نسبة ليست بالقليلة من عناصر الشرطة المدنية، ضباطاً وأمناء وأفرادا، نتوجه مباشرة إلى الرئيس الذي انتخبناه، لنطلب منه موقفاً واضحاً صارماً تجاه تصرفات الشرطة ينتصر فيه إلى حق شعبه بالحياة والكرامة، تماماً كما ثار مدافعاً عن كرامة عناصر القوات المسلحة. وصحيح أن الرئيس وكما أعلن استدعى وزير الداخلية في شرم الشيخ ليوجهه إلى حتمية تدارك وتغيير الأساليب الكارثية التي تتعامل بها الشرطة، والتي عمقت مشاعر الكراهية تجاهها، لدى شرائح واسعة من الشعب، وصحيح أن الوزير عاد إلى مكتبه ليوجه بإعادة دراسة التشريعات المنظمة لتعاملات الجهاز الأمني مع المواطنين، إلا أنني لا أرى في ذلك ما قد يغير من أداء من تربوا في مدرسة علمتهم بأنهم أسياد في حين أنهم عملياً خدم وعمال يستأجرهم الشعب لحماية أمنه»… شبابنا في السجون من دون محاكمات ولهذا ولغيره أيضا قال في العدد نفسه من «الأخبار» زميلنا وصديقنا رئيس المجلس الأعلى للصحافة ونقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف «ناصري» في عموده اليومي «في الصميم»: «القضية ليست سهلة فالفساد عشش في الكثير من أجهزة الشرطــــة مثل باقي مؤسسات الدولة والحرب ضد الإرهاب تتخــذ ذريعــــة لإبقـــاء الأوضاع على ما هي عليه، إرجاع أكثر من عشرة آلاف من أمناء الشرطة للعمل بعد أن كانوا قد فصلوا قبل ثورة يناير/كانـــون الثاني لسوء سلوكهم يمثل كارثة حقيقية ألقت ظلالها على أداء الشرطة، وأساءت لأجهزتها قبل أي شيء آخر. الحديث عن إصلاح الشرطة ينبغي أيضا أن يكون حديثا لإزالة التوترات الخطيرة التي أحدثتها «التجاوزات» التي تمت، بدءا من المشكلة مع الأطباء وحتى الأزمة مع شباب لم يمارس العنف ولم يرتكب جرائم في حق الدولة أو المجتمع، ومع ذلك يظل في السجون من دون محاكمة لأكثر من عامين، من دون احترام لأحكام القانون ومن دون رؤية سياسية تدرك أن الجريمة ليست هي ما فعله شاب خرج معترضا على حكم «الإخوان» فبقي في السجن حتى الآن وإنما الجريمة هي فيمن فعل به ذلك». سياسة باشاوات وبكوات جهاز الشرطة ومن جلال إلى زميلته الجميلة والغاضبة مثله زينب مصطفى وقولها: «أعلن السيد وزير الداخلية أن هناك حالة تربص بجهاز الداخلية، وأن ما يحدث من تجاوزات حــــالات فردية لا يمكن قياس أداء الشرطة عليها، وجاءت حادثة مقتل سائق الدرب الأحمر مســـاء يوم الخميس الماضي على يد رقيب شرطة أكبر دليل وبــــرهان لسيادة الوزير، على أن تجاوزات الشرطة سياسة ومنهج وعقيدة الباشاوات والبكوات الذين يعملون داخل هذا الجهاز الخطير، الذي أصبح عاصيا على التعلم من أخطائه، ومتماديا في سلوكه الذي وصل بنا إلى ثورة 25 يناير/، فلا يمكن أن ننسى ما فعله أمناء الشرطة مع خالد سعيد وصفحته على الفيسبوك التي مهدت وهيأت إلى ثورة 25 يناير. ولسيادة الوزير نقدم رصدا لبعض التجاوزات التي قام بها أمناء الشرطة في حق المواطنين». عقدة أمناء الشرطة ومن «الأخبار» إلى «اليوم السابع» اليومية المستقلة في يوم الاثنين أيضا، حيث قال عبد الفتاح عبد المنعم: «المشكلة الحقيقية لبلطجية أمناء الشرطة أنهم يشعرون دائما بمركب نقص في حياتهم، لأنهم لم يكونوا مواطنين عاديين ولم يصلوا لمرتبة ضباط الشرطة، ولهذا فإن أغلبهم مصاب بأمراض نفسية تظهر دائما في تعاملهم مع المواطنين. ومركب النقص لدى بعض أمناء الشرطة هو السبب الرئيسي في كل جرائمهم، وهو ما يجعلني أطالب بضرورة التأهيل النفسي لأكثر من 300 ألف أمين شرطة على مستوى الجمهورية، وإرسال أغلبيتهم إلى المصحات النفسية كل عام، لكي نتأكد أن هؤلاء لم يصابوا بأمراض نفسية تؤثر على العلاقة بينهم وبين المواطنين. لقد تحولت دولة أمناء الشرطة إلى سرطان حقيقي لن يهدمهم هم بل سيهدم الدولة المصرية التي أصبحت بالفعل ضعيفة وهشة». طارق أبو السعد: حكومة شريف إسماعيل تخاف ما «تختشيش» وإلى أن تبدأ أولى جلسات العلاج النفسي للأمناء نتجه نحن إلى جريدة «المقال» لنقرأ لزميلنا طارق أبو السعد قوله: «حكومة شريف إسماعيل فعلا تخاف ما تختشيش تخاف من أمناء الشرطة، وتخاف من ضباط الشرطة، وتخاف من كل من يمارس عليها بلطجة وإرهابا واستقواء بالخارج، وتخضع لطلباتهم ولا تختشي أن تكون بوجهين ولا أنها لا تحترم كلمتها ووعودها، ليس فقط في ما يخص حياة البسطاء، ولكن في ما يخص الحياة الفكرية والإصلاح ومحاربة الفساد. حكومتنا تنادي بدولة مدنية ليلا وتحبس الأدباء نهارا، تنادي في المؤتمرات الرسمية بالحريات وتمارس القمع في الأقسام ومراكز الشرطة، تنادي في الدستور بالمساواة وتنفذ الطبقية بين المواطنين بحذافيرها. وهذه هي حكومتنا تغض الطرف عن بلطجة أمناء الشرطة الذين قتلوا البسطاء والذين سحلوا الأطباء والذين أهانوا كل من تعامل معهم واقترب منهم. الحكومة تفقد ذاكرتها وذاكرة كرامتها أمام دولة أمناء الشرطة، الذين اعتصموا عيني عينك ولم يحترموا أي كبير في البلد لا رئيس جمهورية ولا رئيس وزراء ولا وزير داخلية، مارسوا البلطجة على الدولة وتعود ذاكرة الحكومة القوية والباطشة والمستبدة فقط عند مواجهة المفكرين الذين لا يحملون أسلحة يهددون بها الناس، فتقوم بتحويلهم إلى السجن، هل تذكرون إسلام بحيري؟ لم تكن جريمته إلا أنه عبر عن رأيه في التجديد والتنوير للفكر الديني أيضا، حكومتنا تتذكر قدرتها على تحويل المخالفين لها إلى القضاء من الأدباء فقط، والذين لا يقف وراءهم تنظيم سري يدافع عنهم، وفاطمة ناعوت مثال حي على ذلك، إنها أوضحت مقصدها الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون ازدراء للدين». دماء الشهداء وجحود الأمناء وبصراحة هذا خلط غريب بين الأحداث من أبو السعد، أما زميلنا في «الجمهورية» عبد الجواد حربي فقال: «لا ينكر تضحيات رجال الشرطة إلا حاقد أو حاسد، فعلى مدى العامين الماضيين قدم الجهاز دماء المئات من أبنائه فداء لأمن واستقرار الوطن والمواطن خاصة. ومصر تمر بمرحلة فارقة في تاريخها الحديث عقب ثورة 30 يونيو/حزيران، التي استعادت الوطن من جماعة أرادت أن تخطفه إلى المجهول. وعن معايشة يومية لضابط شرطة، استطيع الجزم بأن هذه الفئة من أبناء الوطن «تطفح الكوتة» يومياً في سبيل أمن المواطن من العمل لأكثر من 16 ساعة يومياً إلى مخاطر جمة يواجهها أبناء الجهاز بين اللحظة والأخرى على مدى ساعات عملهم الطويلة، تتمثل في عبوات الإرهاب الأسود العمياء التي تطاردهم في مكاتبهم وفي الشوارع وحتى داخل منازلهم، ولكن تبقى إمبراطورية الأمناء والمخبرين نقاطا سوداء في ثوب الجهاز تسيء إلى دماء زكية سالت في سبيل الوطن. هذه الفئة من المخبرين وبعض الأمناء شكلت في ما بينها شبكات عنكبوتية صغيرة تهدد العدالة وتقف حجر عثرة في طريق استعادة الشرطة المصرية لعافيتها بعد ثورة 25 يناير/ 2011، ودماء السائق محمد دربكة ابن الدرب الأحمر لن تكون الأخيرة المهدرة على أيدي شرذمة من الأمناء، ما بقيت تلك القوانين المعيبة تحكم الجهاز وتنظم علاقة أفراده بأبناء الشعب، خاصة في ظل إلغاء المحاكمات العسكرية وفتح الطريق على مصراعيه أمام تلك الفئة للترقي بشهادات مشكوك في كفاءتها من نظام تعليمي فاسد أصبح «سبوبة» في أيدي عدد من أساتذة الجامعات… تعليم مفتوح.. أقر الجميع بفساده.. الحصول على شهادة الليسانس أو البكالوريوس من خلاله، أسهل من طابور الحصول على سلع، ونقاط الخبز أمام محل بقال تمويني في حارة داخل حي شعبي.. هذا النظام تحالف مع فئة افتقدت أبسط معايير الاختيار للعمل في جهاز مهمته حماية الشعب لا قتل أبنائه برصاصات سهلة ورخيصة.. والنتيجة إهدار دماء دربكة وغيره من أبناء الوطن ممن يبحثون عن لقمة عيش كريمة، أمام غول الغلاء وذل الحاجة ومسؤولين يعملون في واد أبعد ما يكون عن اهتمامات المسكين». للرئيس رب يحميه وملائكة تحرسه! أما آخر زبون سنختم به قضية أمناء الشرطة وتقرير اليوم فسيكون زميلنا ورئيس التحرير التنفيذي لجريدة «الوطن» اليومية المستقلة محمود الكردوسي «ناصري» وكاره لثورة يناير/كانون الثاني فقد بكى يوم الاثنين وقال في بروازه «كرباج»: «الخلاصة: للرئيس رب يحميه وملائكة تحرسه وشعب يحاسبه. الدولة قطار: الرئيس في عربة القيادة يمضى مسرعاً منجزاً والعربات الأخرى (مؤسسات الدولة) تتباطأ وترتعش وتضرب في اتجاهات شتى ،والمواطن يستجير بالسائق: «ألحقنا يا ريس» الرئيس يواجه «مؤامرة»: كسب في مواجهة «أطراف الخارج» الخوف من «أطراف الداخل» لماذا قلت «الرئيس يواجه» ولم أقل «مصر تواجه»؟ لأن بقاء مصر كـ«دولة» مرهون ببقاء الرئيس في الحكم الشعب يحاسب الرئيس: حقه من يحاسب الشعب إذن؟ الحقيقة الوحيدة التي أعيد إحياؤها من إرث عبد الناصر: «الكل في واحد» السيسي يستحقها لأننا نحبه السؤال: هل سيتحملها؟».
    حسنين كروم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de