مراصد عنكبوت فتحي الضو (1-2) الكتابة بأنواعها المختلفة سواء كانت بحوث علمية أو كتابات توثيقيّة أو حتى الكتابات الصحفيَّة يجب أن ينأى الكاتب فيها بنفسه عن تزييف الوقائع وتزوير الحقائق فذلك بداية السقوط وحتماً سيظهر ذلك جليَّاً طال الزمن أو قصُر وما من منقصة في الكتابات أسوأ من ذلك. ومن المعيب أيضاً إسقاط الدوافع المرتبطة بمواقف شخصية على الكتابة وإقحامها بشكل مُخل في متن الموضوع مما سيفسد أهميته و إن عظمت في ظاهرها ويجعله واهياً كبيت العنكبوت كما ورد في القران الكريم بأنه اوهي البيوت علي صيغة التوكيد والجزم وهذه واحدة من صور الاعجاز العلمي للقران الكريم ورغم ان العلم اثبت ان الخيوط التي تصنع منها العنكبوت بيتها اقوي من مثيلاتها من الفولاذ ولكن يظل بيتها واهيا من الناحية المادية اذ انه لا يقي من الحر والمطر والرياح والبرد ومن الناحية المعنوية هو بيت مفكك لا تربطه اواصر الاسرة المعروفة من تعاطف وتراحم ومودة اذ ان الأنثى او الصغار يلتهمون الذكر الذي هو رب البيت ويتخذونه طعاما لهم . والمدخل اعلاه اوردناه ليكون تمهيدا مناسبا لوصف اعمال الكاتب فتحي الضو و هو رغم براعته في اللغة واستخدامه لشتي أساليب البلاغة في كتاباته واختياره لمفردات منمقة و جُمل مموسقة إلا أن هذه الكتابات تفتقد الي الموضوعية وذلك لأنه يكتب بدوافع (الغبينة )والمرارات الشخصية حسب شهادته علي نفسه اذ يقول في إحدى مقالاته (تعلمون - يا سادتي - أنه لم يخلُ مقال لنا من مرارة منذ أن تسنمت العُصبة ذوو البأس السُلطة في هذا السودان الصابر أهله ، وبالتالي لن يكون غريباً إن جاء حديثنا في هذا المقال حامضاً ولاذعاً ومفرطاً في نقده ) تلك هي شهادته عن نفسه ودوافعه الشخصية. وعليه فإن كتاباته في أغلب الأحوال لا تفرق بين أن تصوِّب مدفعيتها الي المؤتمر الوطني وحكومته او تصوبها نحو الوطن كله – والفرق واسع جداً والبون كبير بينهما - ولأنه فاقد للبوصلة التي توجه كتاباته ولا يدفعه حافز ولا يحركه هدف فكري او سياسي محدد لأنه عاش جل عمره الصحفي مغتربا ومدعيا لصفات المعارضة والنضال التي لم يعرفها ولم يألفها الامن ساحات الفنادق ومواطن المهجر المتعددة والمتنوعة والتي تمثل مبلغه من التجربة السياسية فقد أضحى لا يحسن التصويب ولا يحفل بأن تصيب رشاشاته الهدف أم تخطئه فالأمر عنده سيان ، وهذا يدل علي عدم التركيز وتحديد الوجهة والهدف. وإن كانت شهادة الضو على كتاباته مسببة بالمرارة كما أشرنا ، فإن الدكتور محمد وقيع الله صاحب المساجلات الكتابية المشهورة مع فتحي الضو يورد سبباً آخراً لهذه الكتابات الطائشة اذ يقول((ولكن الأستاذ الضو ، كعادته ، لا يقرأ وهو في كامل وعيه ، ولذلك لم ينتبه إلى ما ذكرته في ثنايا مقالي ، متعلقا بهذا الأمر. ولذلك فإنني أعذره لهذا السبب وحده ، وأعذر به كل من يكون على حالته تلك!)). ومن ناحية أخرى فإن الأستاذ فتحي الضو جنح مؤخرا إلى الكتابات المتخصصة في شئون الأمن والمخابرات رغم ضعفه في هذا المجال وعدم اطلاعه علي فنون وأساليب العمل السري ورغم انه كان مراسلا حربيا في القرن الافريقي بعد انتقاله من الكويت ايام الغزو العراقي ليستقر في اسمرا مراسلا حربيا للصحف الخليجية حتى بداية الالفية الحالية مما جعله يجنح الي كتابة مؤلفات تصب جميعها في خانة العداء السافر للإنقاذ ويتم اخراجها وسط هالة من احتفالات مدعي النضال وأدعياء المعارضة في صورة انها تمثل قاصمة الظهر لحكومة الانقاذ ولذلك نجده في كتاب (سقوط الاقنعة ) الذي يصوره بأنه يمثل اسرار انقلاب الانقاذ ولكن ما ان تنفذ الي داخل الكتاب إلا وتسقط اوراق التوت عن فتحي الضو نفسه ثم يأتي كتاب ( الخندق ) في صورة زائفة يخيل الي صاحبها انه هتك كل اسرار جهاز الامن ليهبط فتحي الضو بعد ذلك الي بيت العنكبوت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة