نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشاعر محمد فقيرى.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-08-2016, 01:24 PM

عبد المنعم سيد احمد
<aعبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا (Re: عبد المنعم سيد احمد)

    مقدمة الأستاذ جعفر عباس للكتاب
    اختار شاعرنا الضخم الراحل محمد عبد الحي البحث عن جذوره كسوداني ب"العودة إلى سنار"، وكان الله رحيما به فلم يمهله طويلا ليشهد انهيار حلمه، وحلول عصر تهافت المواطنين السودانيين للابتعاد عن سنار، والبحث عن أوطان بديلة، ولأن "النوى ترمي بالمقترين المراميا"، فقد انتهى الأمر بصاحبنا محمد فقير في كندا، التي لجأ إليها بعد دهر قضاه في المملكة العربية السعودية، فإذا بالبعد العاطفي والوجداني عن وطنه الصغير "جزيرة بدين"، يتضاءل ويتقاصر متحدياً البعد والمسافة الجغرافية، وسيكتشف كل من يقرأ هذا الكتاب، أن محمد يطل على بدين من نافذة الأمس القريب، ليس بحساب السنين ولكن بحساب مخزون الذاكرة، ورغم أنني شهدت مولد معظم فصول الكتاب هذا قبل سنوات من قرار مؤلفه إصدارها في كتاب، إلا أنه ما فتئ يدهشني بقدرته على اجترار تفاصيل الحياة والناس وحتى الطقوس التي اندثر معظمها وكأنه ظل يدون يومياته منذ ان تعلم فك الخط، وكتب فصول هذا الكتاب كلها داخل بيت أو مسيد في " شبة"، أو "فتني أرمنتو"، وليس في تورنتو. وبيني وبين المؤلف قواسم مشتركة عديدة، لعل أقواها اعتزازنا الشديد بالانتماء الى بدين وحبنا الشديد لها، وبدهي أن كل شخص ببلدته أو قريته أو مدينته معجب، ولكنني أقول بعد تسواح في أربع قارات، أنه لو كانت لدينا في السودان دربة ودراية بفنون جذب السياح، لجلبت علينا بدين وصويحباتها ذوات الأعناق المطوقة بعراجين النخل التي تغرد فوقها القماري، مثل ما كان يجلبه مشروع الجزيرة الزراعي قبل وأده مع سبق الإصرار والترصد، ورغم أن كلينا عاش بعيدا عن الوطنين الصغير والكبير دهرا طويلا قضيناه في المهاجر، فإن الغربة لم تزدنا إلا اقترابا من بدين والسودان، فبدين شأنها شأن كل بلدات أراضي النوبة، يفوح منها عطر التاريخ، فينشأ عيالها وهم مدركين أنهم يعيشون في أراض ورثوها عن أسلاف رحلوا قبل مئات أو آلاف السنين، ويفسر هذا احتفاء النوبيين بالأرض والنيل، بسبب إدراكهم الغريزي بأنهم قوم راسخو الجذور في حوض النيل، خاصة وأن الشواهد على حضارتهم العريقة تبقى في مرمى أبصارهم في أي اتجاه حدّقوا.
    وكنت أحسب نفسي "موسوعي المعرفة" في كل ما يتعلق ببدين والثقافة والتراث النوبيين، ولكنني قرأت هذا الكتاب في شكله النهائي أكثر من مرة (ليس بهدف المراجعة والتصحيح والتنقيح - بدليل أن هناك أخطاء هنا وهناك تجاهلتها كي لا أفسد على نفسي متعة القراءة)، واكتشفت أنني "كيشة" كما نقول في العامية السودانية، عن الشخص الذي لا يجيد شيئا ما، فأنت تقرأ عن طقوس الولادة في منطقتنا في ديار النوبة فتحسب أن محمد فقير كان داية (غير قانونية) دهرا طويلا، وتقرأ له عن الزراعة وتحسب أنه ما زال "إروتي" أي ذلك الصبي الذي يجلس على "تُكُم" الساقية، وأنه لم يسمع بعد باختراع مضخات الماء التي تعمل بالكهرباء والمحروقات، ويصطحبك إلى حفل عرس، فتخرج بانطباع بأنه كان في الجوقة الموسيقية ل"تورين جافر" أي جعفر ابن تور إكّي، الذي كان معروفا أيضا باسم جافر بادي، وهكذا أدركت كم كان فقير أكثر قربا مني من تفاصيل الحياة في بدين، وكم هو أكثر "ثقافة" مني في الشأن النوبي عموما.
    وأود تنبيه القارئ إلى أمر مهم للغاية، وهو أن الكتاب هذا ليس مجرد خواطر وذكريات، كما يقول صاحبه في التقديم له، بل هو سجل وثائقي اجتماعي لمجتمع ذو تاريخ عريق، وبالتالي فإنه كتاب ينبغي أن يحتفي به من هم من غير أهل بدين، قبل أهل بدين، لكونه ذا قيمة ثقافية عالية، وبه معلومات رفيعة مثبتة بالرجوع الى مصادر ثقاة، ورغم أن المؤلف نوبي أعجمي، وتعلم العربية بنفس الطريقة التي يتعلمها به أبناء – مثلا – تشاد أو بوركينا فاسو، إلا أنك تقرأ ما سطره يراعه (أو الكيبورد بالأحرى)، فلا تملك إلا تنتشي طربا لجمال ديباجته وعبارته الفصيحة المموسقة والمدوزنة، ولاستخدامه شواهد من جميل الشعر العربي كلما ناسب المقال المقام.
    نعم يقرّ المؤلف أن بدين هي ملهمة فصول هذا الكتاب، ولكنك تقرأه فيأخذك إلى منابع النيل في وسط وشرق أفريقيا متتبعا مساره، والنيل هو الحبل السري الذي يربط معظم أهل السودان ببعضهم البعض، ولكنه عندنا في ديار النوبة ما زال محل تقديس وتبجيل، وستجد في الكتاب شواهد كثيرة على طقوس ذات طابع مسيحي ما زالت تمارس في حالات الزواج والولادة والختان، ليس فقط من قبل النوبيين القابضين على جمر نوبيتهم، بل أيضا النوبيين المستعربين في عموم السودان الأوسط، ومنها غمر الأطفال حديثي الولادة في ماء النيل (التعميد)، ومنها طقوس تعود إلى الديانات النوبية التي سبقت المسيحية، ومنها أن يغسل العريس والعروس وجهيهما بماء النيل طلبا للخصوبة، ومنها "الجرتي"، الذي صار في العامية السودانية "الجرتق"، لأن القاف غير المقلقلة والكاف في أواخر الأسماء تفيد التعريف والتوكيد في اللغة النوبية، وهذا الطقس يكون بتطويق عنقي العروسين بالخرز والتمائم و"الجعارين" لدرء العين الحاسدة، كما كان يفعل قدماء النوبيين قبل آلاف السنين، وحتى "الجنيه الإنجليزي" الذي يحمل صورة الملك البريطاني جورج في أحد وجهيه، والذي ما زال يوضع على جبهة العروس السودانية، لا "يكمن سره"، في حمايتها من العين الحاسدة، إلا في الصليب الكبير الذي في الوجه الآخر من القطعة، وهذا من استمرار تأثير الثقافة النصرانية التي طبعت الكثير من جوانب الحياة يوم كانت مملكة النوبة تمتد من جنوب مصر إلى جنوب الخرطوم.. وبعد أن تقرأ هذا الكتاب ستعرف – مثلا – لماذا يتطير/ يتشاءم أهل السودان الشمالي والأوسط من يوم الأربعاء، فلا يتزوجون فيه، وستعرف منشأ عبارة "أربعاء وعقاب شهر"، وأن الأمر لا يتعلق بأن يصادف يوم أربعاء "آخر الشهر" حيث تكون الجيوب خاوية، بل بكون العبارة مترجمة من أصلها النوبي "أربها أون أباق"، وتعني أن أكثر أيام الأربعاء شؤما هو ذاك الذي يأتي بعد اكتمال دورة القمر، ولربما لا يعرف الكثيرون أن مسميات الشهور السائدة إلى يومنا هذا في أجزاء كثيرة من السودان ك"ذكريات أيام الأجداد والحبوبات": أمشير وكيهك وبؤونة وأبيب، قبطية وما زال أهل النوبة يستخدمونها خاصة لتحديد تقلب فصول السنة، تماما كما ابتدعوا نظام ال"تَتِّي" لتحديد المواعيد (الساعة) مستخدمين حركة الشمس خلال النهار، ومن طول ومسار ظل ال"تتي"، وهو وتد خشبي يغرس في الأرض بارتفاع متعارف عليه، كانوا يحددون به مواعيد فتح جداول الري وتوزيع المياه بين أحواض المزروعات
    ومدخل الكتاب لا يعطي فقط "الانطباع"، بل يؤكد بصريح العبارة أنه عن بدين "بنت النيل وست الجيل.. عطر الأرض البكر والنوار"، ولكنني ما زلت عند اعتقادي بأن من لا يعرفون بدين أو لم يسمعوا بها قط، سيجدون فيه متعة أكبر من تلك التي سيجدها أبناء وبنات بدين، فبالنسبة للأخيرين سيتعلق الأمر بالعودة إليها بالذاكرة والنوستالجيا، أو حتى التباهي بالانتماء لها، بينما هو بالنسبة لغيرهم وجبة دسمة من معلومات ذات قيمة وثائقية عالية، مصبوبة في قوالب لغوية شيقة، ومسنودة بلقطات فوتغرافية منتقاة بعناية لتضفي على المفردات الألوان والظلال وتكسُّر الضياء، فكانت النتيجة "أنشودة" الحب التي استهل بها المؤلف كتابه هذا.
    هذا كتاب يسافر بك في عالم حقيقي تكاد معظم معالمه أن تندثر، فاركب قطار صفحاته لتستمتع بأشياء هي خليط من الحاضر والغابر، وخالط أناسا حقيقيين، وقم بزيارة مواقع تشهد أحداث الولادة ووقائع الطفولة والصبا والشباب والرجولة والأنوثة، وستعجب في خاتمة المطاف كيف أن "تورنتو" بكل بهائها لم تبهر محمد فقير، بل جعلته أكثر إحساسا واعتزازا بأنه ابن بلدة ريفية بهية رغم أنه عاش فيها قبل أن تعرف الكهرباء والهواتف والسيارات.. وستعرف معنى الوفاء للناس والأمكنة، وأن ما انغرس في جيناتك البيولوجية والعاطفية في سنوات نشوئك وارتقائك، وشم في الذاكرة لا يزول طالما النَفَس طالع ونازل، ونحن جميعا في السودان إما سلالة رعاة أو مزارعين، ولكن المدن ببهرجها وطيلسانها تسرق كثيرين منا، وتسرق منا جذورنا، وبلغة "ابن حلال يفتح الباب"، فتح محمد فقير بابا أتمنى أن يلج منه غيره ليوثقوا للحياة في مختلف أصقاع السودان، ويا ويل أمة تحسب أنها تنتمي للقرن الحادي والعشرين وهي جاهلة بما كان عليه حالها حتى قبل أربعة عقود من الزمان.
    جعفر عباس
                  

العنوان الكاتب Date
نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشاعر محمد فقيرى. عبد المنعم سيد احمد02-07-16, 07:58 PM
  Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-07-16, 07:58 PM
    Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-07-16, 08:00 PM
      Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-07-16, 08:00 PM
        Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-08-16, 01:24 PM
          Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-08-16, 04:09 PM
            Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-09-16, 01:25 AM
              Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-09-16, 01:28 AM
                Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-09-16, 01:30 AM
                  Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-09-16, 01:44 AM
                    Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-09-16, 01:46 AM
                      Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-09-16, 01:47 AM
                        Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-10-16, 03:22 PM
                        Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-10-16, 03:23 PM
                          Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-10-16, 06:03 PM
                            Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-10-16, 06:29 PM
                              Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-11-16, 03:16 AM
                                Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-11-16, 03:41 PM
                                  Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-12-16, 01:09 AM
                                    Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-12-16, 02:16 AM
                                      Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-12-16, 02:21 AM
                                        Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-12-16, 06:18 PM
                                          Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبدالأله زمراوي02-14-16, 09:58 AM
                                            Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا علي عبدالوهاب عثمان02-14-16, 10:23 AM
                                              Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-14-16, 05:37 PM
                                                Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا Mohamed fageer02-14-16, 07:22 PM
                                                  Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-14-16, 11:51 PM
  Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا طه جعفر02-15-16, 02:19 AM
  Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبدالأله زمراوي02-15-16, 06:42 AM
    Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-15-16, 03:41 PM
    Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-15-16, 03:47 PM
      Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا Mohamed fageer02-15-16, 03:59 PM
        Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-15-16, 04:28 PM
          Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-15-16, 04:34 PM
            Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد02-18-16, 03:48 PM
              Re: نوافذ على الامس..اصدارة جديدة..للاديب الشا عبد المنعم سيد احمد03-03-16, 06:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de