إعدام رجل يفكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 03:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2016, 05:12 PM

صلاح أبو زيد
<aصلاح أبو زيد
تاريخ التسجيل: 01-29-2011
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إعدام رجل يفكر

    04:12 PM Jan, 24 2016

    سودانيز اون لاين
    صلاح أبو زيد-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    إعدام رجل يفكر
    علاء الديب
    نشر في المصري اليوم يوم 16 - 03 - 2013

    وضعنى هذا الكتاب فى قلب اللحظة. هنا والآن، الشهيد الأستاذ «محمود طه» مفكر إسلامى حر، سودانى الجنسية، تم إعدامه شنقاً فى 18 يناير 1985 لأنه كان يفكر بحرية ومسؤولية فى تطبيق أحكام تعود إلى القرن السابع الميلادى على بشر وعالم يتحرك ويتغير فى القرن الحادى والعشرين.. يحمل الكتاب «ثلاثة من الأعمال الأساسية للأستاذ الشهيد :- الرسالة الثانية من الإسلام- رسالة الصلاة- تطوير شريعة الأحوال الشخصية، مع مقدمة وافية بقلم ابنته الأستاذة أسماء محمود طه والفنان الدكتور النور محمد حمد.
    خلال أكثر من 200 كتاب كتبت فى أربعة عقود، خلال نشاط دينى وفكرى وإنسانى فى قلب السودان، الخارج لتوه من استعمار إنجليزى طامح لطمس هويته، ومنقسم بين الاستقلال والوحدة مع مصر، يعانى من انقسامات طائفية ودينية، إلى جانب تراكم هائل للفقر والتخلف والمرض، انطلق المهندس الزراعى المتصوف الزاهد فى عمل دعوى متقدم متجرد حر، يعتمد على البقاء وسط الناس، والدعوة إلى فكرة »الإخوان الجمهوريين«، يطبع الكتب الرخيصة، ويوزعها هو وتلاميذه خلال اجتماعات دائمة فى النوادى والحدائق والقرى.
    طرح الأستاذ الشهيد الفكر الإسلامى فى هذه الظروف الصعبة على أنه حل كونى للعالم. تحدث بيقين غريب عن توحد البشر فكرياً ووجدانيا، وقال إن الإسلام سيخلف النظامين الشيوعى والرأسمالى.
    لقد جسد الأستاذ تحدياً فكرياً وأخلاقياً لكل المتاجرين بالشعار الإسلامى، ولكل المنحازين لمعسكر السلطان من رجال دين ومثقفين، حكم عليه بالردة فى نوفمبر 1968، ثم استدعى الحكم مرة أخرى ليصبح المسوغ لحكم الإعدام الذى تم تنفيذه فى »18 يناير 1985« وهو اليوم الذى مازال يعتبر »اليوم العربى لحقوق الإنسان«، وسقط حكم النميرى بعده.
    ■ ■ ■
    هؤلاء الذين يطالبون بحكم »طالبان« و»بوكو حرام« هؤلاء الذين قبحوا وجه الدنيا، وجعلوا وجه الإنسان كئيباً حزيناً. هؤلاء هم الذين ساقوا الأستاذ الشهيد إلى منصة الإعدام شنقاً فى مشهد سجلته وحدها الصحفية الأمريكية »جوديث ميلر«، حيث جرى الإعدام سراً فى سجن »كوبر« ثم أذيع بعد ذلك تصديق »النميرى« على الحكم فى التليفزيون وحكم معه على أربعة من تلاميذه ولكنهم تمت استتابتهم. سجلت الصحيفة اليوم الأسود فى تاريخ الإنسانية فى كتاب صدر باسم »لله تسع وتسعون اسماً« (طبع فى نيويورك فى دار سيمون وسوستر 1996) تقول : »قبل دخول محمود محمد طه ظل الحضور الذين يقدرون بالمئات، يحيون بعضهم البعض بتحية الإسلام التقليدية «السلام عليكم» ويجىء الرد مرات ومرات «وعليكم السلام»، ثم يتضاحكون ويتجاذبون أطراف الحديث حول حالة الطقس وبشائر محصول السنة تحت وهج الشمس، التى بدأت حرارتها تزداد قسوة. دخل الرجل المحكوم عليه، بدا لى أصغر من عمره البالغ ستة وسبعين عاماً، سار مرفوع الرأس وألقى نظرة سريعة على الحشد، عندما رآه الحاضرون انتصب كثيرون منهم واقفين على أقدامهم، وطفقوا يومئون ويلوِّحون بقبضات أيديهم نحوه، ولوح قليلون منهم بالمصاحف فى الهواء.
    «تمكنت فقط من التقاط لمحة خاطفة من وجه طه قبل أن يضع الحارس الذى قام بالتنفيذ كيساً ملوناً على رأسه وجسده، لن أنسى ما حييت التعبير المرتسم على وجهه، كانت عيونه متحدية وفمه صارماً، ولم تبد عليه أى علامات للخوف».
    «أحسست أنا أيضاً أن طه لم يقتل بسبب يتعلق بنقص فى قناعته الدينية وإنما بسبب نقص فيهم هم».
    وقال أحد كتاب السودان بعد فترة من الإعدام :
    «قتلته سهام صدئة، أطلقها قضاة عاطبون وحاكم فاجر».
    ■ ■ ■
    «سمع صوت الفتحة، وأصبح جسد الأستاذ متدلياً من حبل المشنقة من تحت سقف المنصة، بدا جسمه ساكناً كأنما هو واقف فقط. قدماه متدليتان تبدو راحتاه بيضاويين، كان يبتسم تلك الابتسامة التى وصفتها وكالات الأنباء بأنها ابتسامة رثاء وسخرية!».
    ■ ■ ■
    ولد الشهيد فى مدينة رفاعة فى وسط السودان 1909 وكان أول سجين سياسى فى السودان عندما تحدى حكماً إنجليزياً ضد امرأة مارست ما يعرف باسم «الطهارة الفرعونية»، واعتبر رغم وقوفه ضد العملية نفسها أنه تدخل فى حرية فردية، أخذ نفسه بأنواع خاصة من الصيام الصمدى والصلاة الصوفية للوصول إلى أنواع من المعرفة والكشف، وكان ضد الخرافات والسحر والشعوذة بنفس الحدة التى كان يقف بها ضد الاتجار بالدين ورفع الشعارات الجوفاء التى سيطرت فى السنوات التالية على ما عرف بتطبيق الشريعة ومحاكم قطع اليد، وشرب الخمر، والشروع فى الزنى، وكان دائماً صاحب مواقف من قوانين سبتمبر الإسلامى، ويرى أنها مبالغات شكلية لستر فساد الحكم والحكام، فى حين أنه يرى أن نصرة الفقراء والمستضعفين هى أمر دينى لا مساومة فيه، وكان يرى أن حكم النميرى وحكم البشير هو حكم ديكتاتورى فاسد له غطاء دينى يوفره ظهور وغياب ميكيافيليه، وانتهازية علماء دين وفقهاء سلطة على رأسهم الترابى، وله كتاب صغير تحت اسم «هم وهابيون وليسوا أنصار السنة»، وقد جرت المحاكمة الأخيرة التى أعدم بعدها عن منشور صغير بعنوان «هذا.. أو الطوفان». وللشهيد موقف من إسرائيل أرسله فى خطابات إلى عبدالناصر يقترب فيها من فكرة «التحدى الحضارى» التى صاغها الكاتب أحمد بهاء الدين بعد حرب 67، وله قول «القضية ليست إسرائيل ولكن الخسران المبين يأتى من أننا نتمسك بقشور فى الدين وفى معرفتنا وتعاملنا مع الحضارة الغربية»، وكذلك للرجل مناقشة طويلة تقع فى كتابين لفكر «الإخوان المسلمون فى مصر» عن حسن البنا وسيد قطب. كما أفرد كتاباً خاصاً لمناقشة ظاهرة الترابى الذى يبدو أنه قد لعب دوراً غامضاً فى نهاية الشهيد محمود طه.
    ■ ■ ■
    هل نحن فى صحو أم أننا نيام! كيف يحدث هذا كله فى سنواتنا هذه دون أن ندرك أننا نعود إلى القرون الوسطى؟ كيف يعدم إنسان لأنه يفكر. قالت الصحفية الأمريكية جوديث ميلر بعد إعدام طه إنها حاولت مقابلة النميرى، سألته : لمَ قتلت محمود طه؟ رد النميرى «أنتم تقولون إنه معتدل، لكنه غير معتدل»، ولم يزد على ذلك ثم قال : «القرآن يوصى بقتل المرتدين، ولا يستطيع الرؤساء والملوك والسلاطين تغيير ذلك» ثم غطس النميرى فى كرسيه ودخل فى حالة من الصمت، جذب منديلاً ومسح حاجبه وبدا وكأنه قد نسى وجودى تماماً، مرر يده بذهن شارد على شعره المجعد، وجهه الذى كان متجسداً فى حضوره، قبل لحظات قليلة تهالك فجأة وتراخى فكاه وتمدد، عندها تنهد وأمرنى بالانصراف بتلويحة من يده، وكانت هذه آخر مقابلاتى مع الرئيس نميرى.. بعد أربعة أشهر ذهب جعفر النميرى.
    ■ ■ ■
    يبقى محمود محمد طه، ويبقى السودان ولكنه فقد هو الآخر وحدته، مع أن للشهيد طه كتاباً عنوانه «حل مشاكل الجنوب يبدأ من الشمال»، كان الرجل يعبد الله خالصاً ويفكر وكان يرى أن ارتباط الدين بالأخلاق أهم وأجدى من تدخله فى السياسة، فكره الدينى لا غموض فيه ولا التواء، هو يرى أن أصول الإسلام اكتملت فى «مكة» والتشريع المدنى قائم على ملاءمة التغير والتحولات. وهى مسألة قتلها الفقه والفقهاء. أما الإنسان الذى ظل الشهيد يبشر بميلاده فهو الإنسان الذى لا فجوة لديه بين القول والعمل «العارف» الذى ربط ربطاً معرفياً عضوياً بين عالمى الغيب والشهادة، فتحرر من الخوف.
    إذا لم يمتلك المثقف هذا النوع من الوعى الوجودى، أياً كان مصدره، فإن استغلال السلطة السياسية للمثقف عن طريق الترغيب والترهيب سيظل قائماً أبد الدهر، وسوف تستمر خيانة المثقف للمظلومين والمضطهدين قائمة هى الأخرى أبد الدهر.
    حطم فى حياته كل أنواع الاستعلاء بالمال أو بالجاه والسلطة أو حتى بالمعرفة. خلال كتبه ترى بساطة لا نهائية فى التعبير، كما ترى استخداماً حياً ومتجدداً وخاصاً لآيات القرآن الكريم ولحياة المعصوم، فترى بوضوح كيف توسع تجليات الحياة الجديدة من فضاء النص.
    ■ ■ ■
    إننا فى النهاية نشكر السودان على كتب وحياة الشهيد كما نشكره دائماً على ماء النيل.
    الكتاب: نحو مشروع مستقبلى للإسلام
    المؤلف: محمود محمد طه
    الناشر: رؤية للتوزيع والنشر
    2012

    http://http://www.masress.com/almasryalyoum/1573531المصدر
                  

العنوان الكاتب Date
إعدام رجل يفكر صلاح أبو زيد01-24-16, 05:12 PM
  Re: إعدام رجل يفكر محمد الزبير محمود01-24-16, 08:06 PM
    Re: إعدام رجل يفكر ABDALLAH ABDALLAH01-24-16, 08:56 PM
      Re: إعدام رجل يفكر صلاح أبو زيد01-24-16, 10:20 PM
        Re: إعدام رجل يفكر Sabri Elshareef02-29-16, 05:07 PM
          Re: إعدام رجل يفكر وائل حمزه الزبير02-29-16, 05:30 PM
            Re: إعدام رجل يفكر عبدالله عثمان03-01-16, 05:40 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de