من الطبيعي دائماً أن يكون هناك تفاوت بين المركز والهامش في النظام الإقتصادي الإجتماعي، ولكن دائماً ما يكون النظام يسوده الإتساق بسيادة الإقطاع أو الرأسمالية مثلاً، يعني الفرق بي يكون فرق درجة ما فرق نوع . في حالة دولة ما بعد الإستعمار كما عندنا، الفرق بين المركز والهامش هو فرق نوع. تجد في المركز أن الحداثة عالية الصوت مادياً وأيديولوجياً، ومن يصنعون الفعل ويمسكون بمراكز السلطة هم برجوازيون أكثر، والمؤسسات الإقتصادية الإجتماعية تغلب عليها الحداثة مثل الشركات، الأحزاب، النقابات .. الخ، حتى وإن كانت الحداثة شكلية وتديرها طريقة تفكير البرجوطائفية الملتقة مع ميل أكثر نحو اللبرالية. كلما زحفنا للهامش يظهر الشكل والمحتوى الإقطاعي القبلي والطائفي، والإقتصاد القديم، والقمع المباشر من سادة القبائل وشيوخ الطرق الصوفية للأتباع ونهب قوة عملهم الجسدية، وتصبح طريقة التفكير البرجوطائفية وصائية أبوية وذكورية أكثر. الحل في رأيي هو في دراسة مؤسسات المجتمع سواء كانت في الحضر أو الريف، في المركز أو الهامش، دراستها وتفكيكها بغرض تجاوزها لمؤسسات توفر للمواطن حرياته وحقوقه، تجاوزها لمؤسسات ديمقراطية، خالية من الإستعلاء والقداسة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة