مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجتمع...

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 01:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-30-2016, 04:21 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    البعض ينسى سجدة أو ركعة وببساطة يسجد في الآخر سجدتين وهو معتقد أنّ صلاته هذه صحيحة..لا بل هي غير صحيحة.
    توضيح
    سجود السهو له ثلاث حالات:
    الزيادة/النقص/الشك.
    ⇦في حالة الزيادة⇦اسجد سجدتين سهو بعد التسليم.
    ⇦في حالة النقص⇦اسجد سجدتين سهو قبل التسليم.
    ⇦في حالة الشك⇦ابن على الأقل و اسجد سجدتين سهو قبل التسليم.
    وانتبه!!
    سجدتي السهو لا تجبران ركن من أركان الصلاة بل تجبر الواجب والسُنة فقط.
    يعني لو نسيت ركن .. لازم تجيبه الأول و بعد هذا اسجد في الآخر للسهو.
    ولو نسيت واجب أو سُنة اسجد للسهو.
    الصلاة لها 14 ركن و 8 واجبات ولها سُنن.. ماهم؟

    الركن :
    مثل تكبيرة الإحرام / قراءة الفاتحة/الركوع / السجود/ التشهد الاخير ..الخ

    الواجب:
    مثل قولك سَمِع الله لمن حمده/ سبحان ربي الأعلى /سبحان ربي العظيم/ التشهد الاوسط ..الخ

    السُنة:
    مثل قراءة السورة التي بعد الفاتحة / قولك(( 3مرات)) سبحان ربي الأعلى ..الخ.
    أمثلة
    1) لو كنت أُصلى ونسيت الركوع فى الركعة الأولى أو أي ركعة أو نسيت سجدة مثلًا ..ماذا أفعل؟
    - الركوع أو السجود: ركن من أركان الصلاة.. إذن لازم ولابد وحتماً أعوض هذا الركن..يعني سأعتبر الركعة التي نسيت فيها الركوع ملغية وأبدأ التي بعدها وأعتبرها الركعة الأولى بالنسبة لي، وفي الآخر تقول التشهد الأخير عادي وقبل قولك السلام عليكم اسجد سجدتين سهو ثم سلم.
    2) لو كنت أُصلى ونسيت قراءة سورة بعد الفاتحة .. ماذا أفعل؟
    - السورة التي بعد الفاتحة سُنة وليست ركن وفيها خلاف هل لها سجود سهو أم لا ..والراجح ليس لها.
    3) لو كنت أُصلى و زودت ركعة زيادة ،يعنى مثلًا صليت المغرب 4 ركعات.
    - بعد قولي التشهد الأخير وبعد تسليمي من الصلاة اسجد سجدتين سهو وأُسلم مرة أخرى من الصلاة.
    4) طيب لو صليت المغرب مثلًا وغير متذكر هل صليته ركعتين ولا 3 ركعات ..ماذا أفعل؟
    - نأخذ بالاحتمال الأقل وهو أنك صليته ركعتين وليس ثلاث ثم تأتي بالركعة الثالثة + سجدتي السهو قبل التسليم.
    5) لو كنت أُصلى ونسيت الركوع وتذكرت أنني نسيت فهل أسجد للسهو عادى ولا ماذا أفعل؟
    - لا لا تسجد للسهو لأن الركعة بهذا باطلة أُلغيت ..وليست محسوبة خااااالص، إذن أضع في إعتباري كأنني لم أصليها وأعيد الركعة مرة ثانية وأسير بترتيبي في الصلاة عادي وأجبر بسجدتين سهو في الآخر.
    وماذا أقول في سجدتي السهو؟
    سبحان ربي الأعلى 3 مرات مثل السجود العادى.
    إذن الذي ينسى ركوع أو سجود أو أى ركن أو قراءة الفاتحة وفى الآخر يسجد للسهو صلاته غير صحيحة.
    والذي يتعمد زيادة ركن صلاته باطلة.
    الفاتحة ركن في الصلاة ..يعنى لو قرأتها خطأ صلاتك غير صحيحة.
    الاطمئنان ركن في الصلاة ..يعنى لو صليت بسرعة صلاتك غير صحيحة.
    رفع الأيدي بالتكبير له أربعة مواضع فقط:
    1) أثناء تكبيرة الإحرام.
    2) وأنت بتنحني للركوع.
    3) وانت ترفع من الركوع
    (أثناء قولك سمع الله لمن حمده).
    4) بعد التشهد الأوسط..
    (يعنى أثناء قيامك للركعة الثالثة).
    وغير هذه المواضع لا ترفع يديك.
    ﺳﺌﻞ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :

    ﺇﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ﺳﻬﻮﺍ ، ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ؟
    ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ
    ( ﺇﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ ﺗﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ﺳﻬﻮﺍ ﺃﻭ ﻋﻤﺪﺍ ، ﻟﻢ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﺻﻼﺗﻪ ، ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻻ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﺇﻻ ﺑﺘﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻹﺣﺮﺍﻡ ، ﻓﻠﻮ ﻓﺮﺽ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻭﻗﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ، ﺛﻢ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺡ ، ﻭﻗﺮﺃ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﺻﻼﺗﻪ ﻟﻢ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﺃﺻﻼ ، ﻭﻟﻮ ﺻﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﺮﻛﻌﺎﺕ )
    ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ 14/36
    و جزا الله من نقلنا عنهم خيرا ....
    منقول
                  

05-01-2016, 03:23 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الغيرة خلق الكرام
    إن الغيرة خلق كريم جبل عليه الإنسان السوي الذي كرمه ربه وفضله، وقد أعلى الإسلام قدرها وأشاد بذكرها ، ورفع شأنها حتى عد الدفاع عن العرض والغيرة على الحريم جهادا يبذل من أجله الدم ، ويضحى في سبيله بالنفس ، ويجازى فاعله بدرجة الشهيد في الجنة. فعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد".
    معنى الغيرة:
    الغيرة تغير القلب وهيجان الغضب بسبب الإحساس بمشاركة الغير فيما هو حق الإنسان ، و أشد ما يكون ذلك بين الزوجين ، وهذه الغريزة يشترك فيها الرجال والنساء بل قد تكون في النساء أكثر و أشد.
    و تتأجج أكثر إذا أحست المرأة بخيانة زوجها أو بتطلعه للأخريات ، وقد تثور تلك الغيرة عند الرجال إذا شك في سلوك زوجته أو أحس بتطلعها إلى الرجال.
    حكم الغيرة:
    الغيرة في موطنها والاعتدال فيها بالنسبة للرجال و النساء من جملة الأمور المحمودة ، والمعاشرة بالمعروف تقتضي ذلك ، ويجب على كل طرف أن يقدر غيرة صاحبه عليه ، وما من أمر إلا و له طرفان ووسط ، ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :" إن من الغيرة ما يحب الله و منها ما يبغض الله و إن من الخيلاء ما يحب الله و منها ما يبغض الله فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة و أما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير الريبة و أما الخيلاء التي يحبها الله فاختيال الرجل في القتال و اختياله عند الصدقة و أما الخيلاء التي يبغض الله فاختيال الرجل في البغي و الفخر". (رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني)
    الغيرة من مظاهر الرجولة:
    الغيرة في موضعها مظهر من مظاهر الرجولة الحقيقية ، و فيها صيانة للأعراض ، و حفظ للحرمات ، و تعظيم لشعائر الله و حفظ لحدوده ، و هي مؤشر على قوة الإيمان و رسوخه في القلب ، و لذلك لا عجب أن ينتشر التحلل و التبرج و التهتك و الفجور في أنحاء العالم الغربي وما يشابهه من المجتمعات؛ لضعف معاني الغيرة أو فقدانها .
    ولقد رأينا هذا الخلق يستقر في نفوس العرب حتى الجاهليين الذين تذوقوا معاني تلك الفضائل ، فإذا هم يغارون على أعراض جيرانهم حتى من هوى أنفسهم، يقول عنترة مفاخرا بنفسه:
    وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
    وربما قامت الحروب غيرة على المرأة، وحمية لشرفها ، واستجابة لاستغاثتها واستنجادها، فقد تدافع العرب يوم الفجار، وكان من أمر ذلك أن شبابا من كنانة رأوا امرأة في سوق عكاظ فسألوها أن تسفر عن وجهها فأبت، فأخذوا يسخرون منها ، فنادت: يا آل عامر، فلبتها سيوف بني عامر، ووقفت كنانة تدرأ عن فتيانها، وهاجت هوازن لبني عامر، وثارت قريش لكنانة؛ فتفجرت الدماء، وتناثرت الأشلاء...
    تجاوز حد الاعتدال في الغيرة:
    إذا زادت الغيرة عن حدها كانت نقمة على الشخص و على من حوله ، فكثير مما يسمى جرائم العرض و الشرف قد ترتكب بسبب الشائعات ، مما ترتب عليه إزهاق الأرواح في بعض الأحيان دون وجه حق و دون تثبت بسبب الغيرة القاتلة ، و هذا مشاهد في الكثير من البقاع .
    وبعض الأزواج مريض بمرض الشك المر الذي يحيل الحياة الزوجية إلى نكد لا يطاق وقد : " نهى النبي - صلي الله عليه وسلم - أن يطرق الرجل أهله ليلا ً يتخونهم ويطلب عثراتهم". رواه مسلم.
    فلا يصح أن يسيء الرجل الظن بزوجه، وليس له أن يسرف في تقصي كل حركاتها وسكناتها ؛ فإن ذلك يفسد العلاقة الزوجية ويقطع ما أمر الله به أن يوصل .
    وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : لا تكثر الغيرة على أهلك فترامى بالسوء من أجلك .
    وقال معاوية رضي الله عنه : " ثلاث من خصال السؤدد : الصفح واندماج البطن وترك الإفراط في الغيرة".
    فلا بد من الاعتدال ، وحده ما وردت به النصوص الشرعية. وفي ذلك يقول النبي صلي الله عليه وسلم: " إن الله يغار و المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله ". رواه البخاري. فإذا انتهكت النساء ما حرم الله وجبت الغيرة وكانت محمودة ، وترك تلك الغيرة مذموم بل يمنع صاحبه من دخول الجنة كما جاء عن عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا : الديوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر". قالوا يا رسول الله: أما مدمن الخمر فقد عرفناه ، فما الديوث ؟ قال: " الذي لا يبالي من دخل على أهله ".
    قلنا: فما الرجلة من النساء؟ قال : " التي تشبه بالرجال ".
    مراعاة غيرة الآخرين:
    إذا كان الرجل قد يشعر بألم الفقد أو بشيء من الغيرة إذا تركه صاحبه وانتقل إلى غيره ، فينبغي علينا أن نقدر غيرة أم الزوج التي تشعر بفقد ولدها وانتقاله إلى غيرها، بعد أن احتضنته طوال عمره ، وبذلت الغالي والنفيس من أجل أن يصبح رجلا له شأن في الحياة .
    وكما يغار الرجل على أهله ينبغي عليه أن يقدر غيرتها عليه ، فلا يصح أن يبدي إعجابه بالنساء فضلاً عن حكاية المغامرات النسائية سواء قبل الزواج أوبعده ؛ فهذا مما لا يُفتخر به بل ينبغي إخفاؤه والتوبة منه وستره.
    وعلى المرأة أن تكبح جماح نفسها ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً و إلا فما أشد غيرة النساء . يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى: ( ولهم فيها أزواج مطهرة ) [ البقرة: 25 ] أي: طهرن من الحيض و البول وكل أذى يكون في نساء الدنيا ، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وإرادة غيرهم.
    غيرة الرب جل وعلا:
    وردت النصوص الشرعية بإثبات الغيرة للرب جل وعلا ، وغيرة الله عز وجل حقيقية على ما يليق بجلاله وكماله ، ومن لوازمها كراهية وقوع العبد في المعاصي وإشراكه غير الله فيما هو حق للمولي سبحانه وحده من التزام أوامره واجتناب معاصيه .
    قال النبي صلي الله عليه وسلم:" إن الله يغار و المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله ". رواه البخاري .
    وقال:" لا أحد أغير من الله عز وجل ؛ لذلك حرم الفواحش ما ظهر وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل ". (رواه البخاري ومسلم). وفى رواية : " المؤمن يغار والله أشد غيرة ". (رواه البخاري ومسلم).
    وقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - :" أتعجبون من غيرة سعد ، لأنا أغير منه ، والله أغير مني ". (رواه البخاري ومسلم) .
    غيرة الزوج على زوجه:
    قال سعد بن عبادة - رضي الله عنه -: " لو رأيت رجلا ً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه، و الله أغير مني ".( رواه البخاري ومسلم).
    ولما دخل الثوار على عثمان بن عفان رضي الله عنه نشرت زوجه نائلة شعرها، كأنها تستنصر بمروءة هؤلاء الثائرين. فصرخ فيها عثمان وهو يقول: خذي خمارك فلعمري لدخولهم علىَّ أهون من حرمة شعرك. فالرجل يغار على زوجه غيرة يصونها بها ويحفظها من كل ما يخدش شرفها ويمتهن كرامتها.
    غيرة الزوجة على زوجها:
    سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عائشة يوما ً : " أغرت ؟ فتعجبت وقالت : ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك " (رواه مسلم) .
    وعن أنس ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام ، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم ، فسقطت الصحفة ، فانفلقت ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ، ويقول:" غارت أمكم ". ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها ، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها ، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت .( رواه البخاري ).
    أحداث صنعتها الغيرة:
    ذكر الحافظ ابن كثير – رحمه الله – في حوادث سنة ست وثمانين ومائتين: "قال في المنتظم: ومن عجائب ما وقع من الحوادث في هذه السنة: أن امرأة تقدمت إلى قاضي الري(مدينة في إيران اليوم)، فادَّعت على زوجها بصداقها خمسمائة دينار، فأنكره، فجاءت ببينة تشهد لها به، فقالوا: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا؟ فلما صمَّموا على ذلك قال الزوج: لا تفعلوا، هي صادقة فيما تدَّعيه". فأقر بما ادَّعتْ ليصون زوجته عن النظر إلى وجهها، فقالت المرأة حين عرفت ذلك منه، وأنه إنما أقر ليصون وجهها عن النظر: هو في حِلٍّ من صداقي عليه في الدنيا والآخرة"اهـ. زاد الحافظ السمعاني في "الأنساب": "فقال القاضي وقد أعجب بغيرتهما: يُكْتَبُ هذا في مكارم الأخلاق"اهـ.
    ويذكر بعض المؤرخين في حسنات الحجاج بن يوسف الثقفي: "أن امرأة مسلمة سُبيت في الهند، فنادت: "واحَجَّاجاه". وبلغه ذلك، فجعل يقول: "لبيكِ". وأنفق سبعة ملايين من الدراهم حتى أنقذ المرأة".
    وهذه امرأة شريفة أسرها الروم، لا تربطها بالخليفة "المعتصم بالله" رابطة، سوى أخوة الإسلام، تستنجد به لما عذبها صاحب عمورية، وتطلقها صيحة يسجل التاريخ دويها الضخم: "وامعتصماه". وما إن بلغت المعتصم هذه الندبة – وكان يأخذ لنفسه شيئًا من الراحة – حتى قالها بملء جوارحه: "لبيكِ". وانطلق لتوه إلى القتال، وانطلقت معه جحافل المسلمين، وقد ملأت الغيرة لكرامة المرأة نفس كل جندي إباءً وحماسًا، فأنزلوا بالعدو شر هزيمة، واقتحموا قلاعه في أعماق بلاده حتى أتوا عمورية، وهدموا قلاعها، وانتهوا إلى تلك الأسيرة، وفكوا عقالها، وقال لها المعتصم: "اشهدي لي عند جَدِّك المصطفى صلى الله عليه وسلم أني جئت لخلاصك".
    وفي القرن السابع الهجري حين ضرب التفرق أطنابه بين المسلمين حتى أضعفهم، واحتل الصليبيون قسمًا من بلادهم، وطمعوا في المزيد، واستعانوا ببعضهم على بعض، حتى أوشكوا أن يحتلوا مصر، فكر حاكم مصر الفاطمي آنذاك المدعو "العاضد لدين الله" أن يستعين بوالي الشام "نور الدين زنكي". ولكن كيف وملك الشام لا يعترف بالخليفة الفاطمي في مصر، ولا يؤمن بشرعية خلافته وحكمه، إنما يدين بالاعتراف للخلافة العباسية في بغداد، وبينها وبين الفاطميين أشد الخصام؟
    لقد وجد الحل بواسطة المرأة والغيرة على كرامتها، وهكذا أرسل العاضد إلى نور الدين زنكي رسالة استنجاد أرفقها بأبلغ نداء: أرفقها بخصلة شعور نساء بيت خلافته في القاهرة، وكان أن بلغ التأثير مداه في قلب نور الدين، فسرت حميا الغيرة والنخوة في جند الشام وأهله، فبذلوا – لإنقاذ مصر من الصليبيين – فلذات أكبادهم بقيادة أسد الدين شيركوه، ويوسف بن أيوب "صلاح الدين الأيوبي".
    وهكذا صنعت المرأة بخصْلة شعرها حدثًا غير مجرى التاريخ، وقلب الأحداث رأسًا على عقب، إلى أن كان يوم حطين الذي غسل الأرض المقدسة من العار، وأرغم جحافل الصليبيين على حمل عصا الرحيل والتسيار.
    إن حياة الغيرة التي يحياها المجتمع المسلم، والتي يسمو بها فوق النجوم رفعه، ويرتقي بها إلى أعلى المنازل، فضلاً وطهرًا، يقابلها في المجتمعات الكافرة في الشرق والغرب حياة الدياثة والخباثة والقذارة والحقارة واللوثة والنجاسة، والذلة والمهانة، التي قد تترفع عنها بعض الحيوانات حيث تغار فحولها على إناثها، ويقاتل الفحل دون أنثاه كل فحل يعرض لها حتى تصير إلى الغالب.
    وصدق والله أئمتنا حين قالوا:إن كل أمة ضعفت الغيرة في رجالها قلت الصيانة في نسائها.
    و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    د/سعيد عبد العظيم
                  

05-01-2016, 03:25 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    امحو أولاً بأول
    ■كيف تمحو ذنوبك ؟
    بعض العبادات البسيطة اليومية لمحو الذنوب هذا بفضل الله عز وجل و توفيقه للعبد بأن يعينه عليها :
    🍂🍂🍂
    ١ - امحها بهذا الحديث
    ( ما على الأرضِ أحدٌ يقولُ : « لا إلهَ إلَّا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ، ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ» إلَّا كُفِّرَتْ عنه خطاياه ، ولو كانَتْ مثلَ زبدِ البحرِ )).
    ● حسّنه الألباني/صحيح الجامع:5636
    🍂🍂🍂
    ٢ - امحها بعد طعامك
    (( مَنْ أكلَ طعامًا ثُم قال : « الحمدُ للهِ الّذي أطعمَنِي هذا الطعامَ ، ورزَقَنِيهِ من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ » غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ...)
    ●حسّنه الألباني/صحيح الجامع:6086
    🍂🍂🍂
    ٣ - امحها بعد لباسك
    ((..ومَنْ لبِسَ ثوبًا فقال : « الحمدُ للهِ الّذي كسَانِي هذا ، ورزَقَنِيِهِ مِن غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ» غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ ومَا تأخَرَّ )).
    ●حسّنه الألباني/صحيح الجامع:6086
    🍂🍂🍂
    ٤ - امحها في يومك
    (( من قال: « سبحان اللهِ وبحمدِه » في يومٍ مائةَ مرةٍ ، حُطَّتْ خطاياه ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ )).
    ● صحيح مسلم : 2691.
    🍂🍂🍂
    ٥ - امحها بعد صلاتك
    (( من سبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ ، وحَمِدَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ ، وكبَّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ ، فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ ، وقالَ تمامَ المائةِ: «لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ، وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ الملكُ ، ولهُ الحمدُ ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قدير» غُفِرت خطاياهُ وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ)).
    ● صحيح مسلم : 597.
    🍂🍂🍂
    ٦ - امحها قبل نومك
    (( مَن قال حِينَ يأْوِي إلى فِراشِه : « لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شرِيكَ لهُ ، له المُلْكُ ، و له الحمدُ ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، لاحَوْلَ ولا قُوةَ إلا باللهِ العلىِّ العظيمِ ، سُبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إلهَ إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ » ؛ غُفِرَتْ له ذنوبُه أوخطايَاهُ - شَكَّ مِسْعرٌ - وإنْ كانت مِثلَ زَبَدِ البحرِ )).
    ● صحيح الترغيب: 607
    🍂🍂🍂
    ٧ - امحها حين الأذان
    (( مَن قال حينَ يَسْمَعُ المؤذنَ : « أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له ، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه ، رَضِيتُ باللهِ ربًّا، وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلامِ دِينًا ؛ غُفِرَ له ذنبُه» )).
    ● صحيح مسلم: 386.
    🍂🍂🍂
    ٨ - امحها باستغفارك
    (( من قال : « أستغفِرُ اللهَ ، الذي لا إله إلا هو ، الحَيَّ القيومَ ، وأتوبُ إليه » ؛ غُفِرَ له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ )).
    ● صححه الالباني المشكاة
                  

05-02-2016, 02:20 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    الخوف شعار العارفين
    إن من أعظم المهمات التي بعث لأجلها النبي صلى الله عليه وسلم تزكية النفوس وتطهيرها، كما قال الله عز وجل: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [الجمعة:2].
    وقد جعل الله تعالى فلاح العبد منوطًا بتزكية نفسه، فقال سبحانه وتعالى بعد أحد عشر قسمًا متواليًا: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس:9، 10].
    ومما لا شك فيه أن من أهم الوسائل لتزكية النفوس هو تربيتها على الخوف من الله عز وجل. قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
    "ومن منازل (إياك نعبد وإياك نستعين) منزلة الخوف، وهي من أجلِّ منازل الطريق، وأنفعها للقلب، وهي فرض على كل أحد".
    وقال أيضًا رحمه الله:
    "القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فُقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر".
    وإذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد الدنيا عنها؛ إذ الخوف سوط الله الذي يقوِّم به الشاردين عن بابه ويصدهم به عن نار الجحيم والعذاب الأليم.

    قال الفضيل رحمه الله: من خاف الله دله الخوف على كل خير.
    واعلم أن الخوف إذا فارق القلب خَرِب، وتجرأ صاحبه على المعاصي.
    وكيف لا يخاف العبد في هذه الدار وهو يعلم أنه مقبل على أهوال عظام:
    فهو لا يدري بماذا يختم له.. قال سهل: خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة، وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله تعالى إذ قال: (وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ...) [المؤمنون:60].
    ولما احتضر سفيان الثوري - رحمه الله - بكى بكاءً شديدًا. فقيل له: عليك بالرجاء؛ فإن عفو الله أعظم من ذنوبك. فقال: أو على ذنوبي أبكي؟! لو علمت أني أموت على التوحيد لم أبال بأن ألقى الله بأمثال الجبال من الخطايا.
    ثم هو مقبل على القبر وسؤال الملكين، ولا يدري أيثبت أم لا؟.. جلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير قبر فبكى ثم قال: "أي إخواني لمثل هذا فأعدوا".
    ثم إذا أعمل فكرة في أهوال الحشر، والميزان، والصراط، وانصراف الناس إما إلى جنة وإما إلى نار لاستولى الخوف على قلبه فحجزه عن الكثير من المحرمات. فكل من خاف شيئًا فر منه، لكن من خاف الله فر إليه: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) [الذاريات:50]

    درجات الخوف:
    ذكر بعضهم أن للخوف درجات:
    الدرجة الأولى: خوف العقوبة:
    وهو الخوف الذي يصح به الإيمان، وهو خوف العامة، وهذا الخوف يتولد من تصديق الوعيد، وذكر الجناية، ومراقبة العاقبة، وترحل هذا الخوف من القلب علامة ترحل الإيمان منه.. قال الله تعالى: (وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران:175].
    الدرجة الثانية: خوف المكر:
    فكم من مغبوط بحاله انعكس عليه الحال، ورجع من حسن المعاملة إلى قبيح الأعمال، فأصبح يقلب كفيه ويضرب باليمين على الشمال، فبُدِّل بالأُنس وحشة، وبالحضور غيبة، وبالإقبال إعراضًا، وبالتقريب إبعادًا.

    وأعلى الدرجات: خوف العبد الحجاب عن الرب:وهذا خوف العارفين.
    وكلما كان العبد أعلم بالله وأعرف بصفاته سبحانه كلما كان خوفه أشد.. قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر:28]. ولهذا وجدنا سيد الخلق محمدًا صلى الله عليه وسلم أخوف الناس، فقد قيل له: يا رسول الله شِبْتَ! قال: "شيبتني هود وأخواتها". وهو صلى الله عليه وسلم الذي قال عن نفسه: "إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية".
    وقد ذكر بعض العلماء أن الخوف له قصور، وإفراط، واعتدال، فالمحمود منه هو الاعتدال والوسط، وذلك الذي يحمل صاحبه على فعل الواجبات وترك المحرمات، فإن زاد بحيث صار باعثًا للنفوس على التشمير في نوافل الطاعات والكف عن دقائق المكروهات، والتبسط في فضول المباحات؛ كان أفضل وأحسن.
    وأما القاصر فذلك الذي يجري مجرى رقة النساء، يخطر بالبال عن وجود سبب من الأسباب كسماع آية أو موعظة أو غير ذلك، فتفيض الدموع ويوجل القلب، ثم إذا زال السبب عاد لما كان عليه من الغفلة، فهذا خوف قاصر قليل الجدوى.
    وأما الإفراط في الخوف بحيث يخرج صاحبه إلى اليأس والقنوط أو يورث مرضًا أو همًا بحيث يقطع عن السعي في اكتساب الفضائل المحبوبة لله، فإن ذلك مذموم غير محمود.
    رزقنا الله خشيته ومخافته في السر والعلن، وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله وصحبه وسلم.
    إسلام ويب
                  

05-09-2016, 12:31 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الحليب يقي من ضعف الذاكرة والسكري وأمراض المعدة

    إنه الشراب الخالص السائغ للشاربين، وهو الذي قال الله فيه: (لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ) وقد كشفت دراسة جديدة عن أهمية هذا الشراب للوقاية من ضعف الذاكرة....

    لفت بحث علمي جديد إلى أن تناول كوبين من الحليب يومياً قد يقي من الإصابة بالزهايمر عند التقدم في العمر. ووجد العلماء في جامعة "أكسفورد" البريطانية، أن الحليب أفضل مصدر لفيتامين حيوي، يعتقد بقدرته على خفض الأضرار العصيبة التي قد تصيب المخ، ما قد يفضي للإصابة بفقدان الذاكرة والخرف.

    وأوضحوا أن المرضى كبار السن ممن يعانون من انخفاض معدل فيتامين B12، عرضة للإصابة بانكماش حجم المخ، وبواقع الضعف مقارنة بمن تتمتع أجسامهم بمعدل أعلى من المادة. ويأمل الخبراء في التصدي لتراجع الذاكرة المصاحب للشيخوخة بفيتامين B12، ويعكفون حالياً على تجارب سريرية لإثبات نظريتهم في معالجة مشاكل الذاكرة بين كبار السن، بتناول الفيتامينات التكميلية.

    وقال البروفيسور ديفيد سميث، من المشروع التحقيقي حول الذاكرة والتقدم في السن الذي تجريه الجامعة: إن تناول كوبين من الحليب يومياً يؤدي لرفع فيتامين B12 إلى معدلات كافية في الجسم. ويشار إلى أن فيتامين B12، واحد من ثمانية أنواع من فيتامين B، ويكثر في مشتقات اللحوم الحمراء والسمك ومنتجات الألبان.

    تستطيع البقرة الواحدة إنتاج 9500 كيلو غرام من الحليب كل عام، إنها بحق مصانع رائعة تشهد على قدرة خالقها عز وجل، فقد سخر الله لنا هذه المخلوقات وذللها لنا لنحمد الله تعالى، يقول جل وعلا: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) [يس: 71-73].

    يقول التقرير، الذي نشر في دورية التغذية السريرية الأمريكية: على الرغم من احتواء اللحوم الحمراء على معدلات عالية للغاية من الفيتامين، إلا أن الجسم لا يمتصها بشكل صحيح عند تناول اللحوم. وأثبت الفريق البريطاني وبالتعاون مع جامعتي "أوسلو" و"بيرغن" في النرويج، أن الجسم يمتص أعلى معدلات فيتامين B12 عند تناول الحليب، رغم احتوائه على معدلات تركيز أقل من تلك التي تحتويها اللحوم.

    ويرى العلماء أن الفيتامين ضرورة للحفاظ على سلامة وعزل غلاف الخلايا العصبية بالمخ، وأن عدم تناول كميات مناسبة من الفيتامين قد يحول دون قيامه بمهامه الوظيفية بشكل جيد، ويؤدي لاختلال وموت تلك الخلايا.

    هذا وقد أظهرت دراسة طبية جديدة أنجزها باحثون بريطانيون أن شرب نصف لتر من الحليب يومياً قد يحمي الرجال من داء السكري وأمراض القلب. وقال الفريق العلمي التابع لجامعة كارديف بويلز إن تناول مشتقات الحليب يجنب الشخص خطر الأعراض الاستقلابية (####bolic Syndrome)، وهي مجموعة من الأعراض تزيد احتمال الإصابة بالسكري وأمراض القلب. وتقول الدراسة التي تطلب انجازها 20 عاماً وشملت 2375 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 45 و59 عاماً، إن تناول الحليب ومشتقاته يقلل من هذا الخطر عند الرجال بنسبة 50 بالمئة.

    الحليب لعلاج الأمراض المعوية

    كشف باحثون في مستشفى همرسميث في لندن ومستشفى لستر العام أن حليب البقر المنتج في الأيام الأولى لولادة البقرة يساعد في علاج العديد من أمراض المعدة المعتادة، ويقول العلماء إن بإمكان مادة بوفاين كولوستروم الموجودة بكثرة في حليب البقر أن تعالج الكثير من الأمراض والتوعكات التي تصيب المعدة، ويضيف العلماء أن هذا الحليب يمكن أن ينقذ حياة آلاف المرضى سنوياً. وتجري حاليا دراسات لمعرفة إن كان الكولوستروم يساعد المرضى المصابين بقرحة الأمعاء الحادة، وهي التهاب حاد يصيب الأمعاء الغليظة.

    وقد أظهرت الاختبارات الأولية بأن أحد البروتينيات الموجودة في الكولوستروم يمكن أن يساعد في علاج أمراض المعدة والأمعاء. ويقول البروفيسور ري بلايفورد، وهو أستاذ الجهاز الهضمي في مستشفى همرسميث في لندن إن الحليب قد أثبت فائدته في معالجة التأثيرات التي تسببها العقاقير المضادة للالتهاب، الخالية من الهرمونات المنشطة، المسماة بستيرويد.

    وبإمكان هذه العقاقير أن تهاجم الغشاء الداخلي للمعدة متسببة في نزيف معوي، وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي ألفي شخص يموتون في بريطانيا وحدها من تأثيرات هذه العقاقير على المعدة. ويوجد الكولوستروم، وهو أحد مشتقات الحليب، في محلات الأغذية الصحية على شكل سائل أو أقراص. ويخلص البروفيسور بلايفورد إلى القول: إن حليب البقر في الأيام الأولى للولادة هو غذاء طبيعي جيد وأن هذا الاكتشاف يعتبر اكتشافاً مثيراً.

    لمحات إعجازية من الكتاب والسنة

    إن الذي يتأمل ما جاء في كتاب الله وسنَّة نبيه يلاحظ أن كل ما ذُكر من أغذية لابد أن نجد فيها أسراراً عظيمة، فلا أحد ينكر أهمية العسل كغذاء وعلاج لكثير من الأمراض، ولا أحد ينكر أهمية زيت الزيتون في الوقاية من السرطان، ولا أحد ينكر أهمية الأغذية التي وردت في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، مثل الحبة السوداء.

    واليوم تتجلى فوائد عديدة لتناول الحليب (اللبن) في تقوية العظام والوقاية من السرطان، والدراسة الجديدة تؤكد أهمية الحليب للوقاية من ضعف الذاكرة ومرض الخرف أو ما يسميه القرآن (أرذل العمر) يقول تعالى: (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) [الحج: 5]. وبما أن النبي قال: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء) فإن الله تعالى جعل هذا اللبن دواء لضعف الذاكرة وبخاصة بعد تقدم السن.

    ولذلك يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن) [رواه أبو داوود]. فاللبن غذاء مثالي متكامل للإنسان ويحوي الفيتامينات والمعادن الضرورية للنمو الطبيعي للطفل والشاب والكهل.

    وأخيراً نتأمل قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ) [النحل: 66]. فهذا الشراب جعله الله عبرة لنا لنتفكر في فوائده بل وبطريقة تصنيعه، فالبقر والماعز والإبل والغنم.. كلها خلق الله لها أجهزة معقدة لتصنيع الحليب تدل على عظمة الخالق تبارك وتعالى، وفي ذلك ردّ على أولئك الذين يردون أي ظاهرة للطبيعة الصمَّاء. ونقول كما قال تعالى: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93].
    منقول
                  

05-09-2016, 12:45 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    اهمية اللبن الرايب لصحة الانسان تعرف علي فوائد اللبن الرايب اهمية اللبن الرايب لصحة الانسان معلومات عن اللبن الرايب شرب كوب من اللبن الرايب يقييك من عسر الهضم ومشاكل القولون وامراض
    اللثة ينصح العديد من الأطباء بتناول الزبادي لقيمته الغذائية ولإحتوائه على مواد دهنية تسهل الهضم, كما أنه يقضي على البكتيريا الضارة بالجسم، ويمنع الإجهاد والتعب.

    وقد أفرزت أهمية اللبن الرايب الصحية والغذائية الكثير منالأبحاث والدراسات العلمية وتعد البكتيريا الحية والنشطة للبن الرايب هى مصدر اهتمام واسع للعلماء والباحثين في العالم أجمع.

    واكتشف العلماء من خلال هذه الدراسة كيف للبن الرايب وبيئته البكتيرية أن تكون له التأثيرات المفيدة على جهاز المناعة، وكيف يمكن أن يلعب دوراً مهماً لتخفيض مستويات الكوليسترول في الدم ومنع حدوث أمراض مزمنة.
    وأوضحت الدراسة التي استمرت حوالي 14 يوماً وأجريت على 3 آلاف امرأة زادت أعمارهن عن 19 عاماً اتبعن فيها أنظمة غذائية، وجود رابط ما بين وزن الجسم الصحي والمتناول من العناصر الغذائية مع تناول اللبن الرايب.

    ووجد الباحثون أن النساء اللاتي تناولن اللبن الرايب بشكل متكرر كانوا أقل
    عرضة لزيادة الوزن وأكثر قدرة على الإيفاء بالمتناول الغذائي اليومي الموصى به من العناصر الغذائية الرئيسية مثل الكالسيوم وفيتامين " د"، حيث تناولت حوالى 13% من النساء المشاركات في الدراسة ثلاثة أكواب من اللبن الرايب خلال أسبوعين، وكان لدى هؤلاء النساء متوسط معدل كتلة الجسم أقل بنسبة 15% من النساء اللاتي لم يأكلن لبن رايب نهائياً.

    وقالت آن ألبرتسون قائدة فريق البحث أنه ما زالت السمنة تشكل السبب الرئيسي لحدوث المخاطر الصحية للأمريكيين لكل الأعمار وتبني نتائج الدراسة على نتائج الدراسات التي سبقتها وتقدم أخباراً جيدة لمحبي اللبن الرايب فهو يعد غذاء يسهل حمله وتناوله في أي مكان، كما يمكن التحكم في الكمية المتناولة منه، ومن السهل إضافته للوجبة أو تناوله كوجبة خفيفة، حيث يعد مصدر جيد لكالسيوم الألبان والعناصر الغذائية الأخرى الهامَّة للإيفاء بإحتياجات الصحة المثلى للمرأة، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".

    وفي هذا الصدد، ينصح الدكتور مجدي نزيه عزمي إستشاري ورئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية بتناول الزبادي أو اللبن الرايب قليل الدسم لأنه يحتوي على البكتيريا النافعة المساعدة على الهضم فتمنع الإحساس بالعطش والانتفاخ والحموضة وآلام الجوع وتكسر السموم المسببة لالتهابات القولون، كما يجب مراعاة أن تكون الوجبات متكاملة العناصر الغذائية ومتوازنة، ومراعاة التنوع بين الأغذية النباتية والحيوانية داخل الوجبة الواحدة.

    كما أكد الدكتور مجدي بدران استشاري طب الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، في حديث سابق لـ"محيط"، أن الزبادي واللبن الرايب والفول النابت والحلبة المبرعمة والخرشوف والكرات والبصل والردة، هذه الأنواع من الأغذية المعروفة بفائدتها للجهاز الهضمي ولصحة الجسم بصفة عامة, خاصةً الأطفال تساعد علي تنشيط البكتيريا النافعة الموجودة بالأمعاء وتسهل نموها وتكاثرها, هذه البكتيريا النافعة هى صاحبة الفضل في تقليل فترات الاسهال ومضاعفاته.

    وتساعد هذه البكتيريا على علاج حساسية الطعام ومنع تسلل المواد المسببة للحساسية من الأمعاء الي الدم, وبذلك تساعد علي الإقلال من نوبات الحساسية وتقي الطفل من الربو وتساعد الجسم علي التخلص من السموم كما تمنع الطعام من التعفن في الأمعاء، بالإضافة لمساعدتها للجسم علي إنتاج فيتامين "ك" وعلى تنشيط الجهاز المناعي, خاصةً عند الرضع وكذلك فمن المعروض علمياً أن قلة البكتيريا النافعة تؤدي إلى حدوث ربو شعبي وأعراض الحساسية.

    ويضيف دكتور مجدي بدران أنه من الشائع أن المضادات الحيوية تعالج الإلتهابات وهذا اعتقاد خاطئ فالمعلومة الصحيحة هى أن المضادات الحيوية تقتل البكتريا فقط بنوعيها المفيد والضار مما يسبب مشكلات صحية خطيرة.
    يذكر أن البكتيريا الحلزونية التي توجد في الأمعاء اكتشف الأطباء أنها تلعب دوراً حيوياً في مقاومة الربو ومع ذلك قلت بصورة كبيرة في جسم الإنسان بسبب الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية وقد أعلن العلماء أن الأطفال من سن3 إلى15 عاماً تقل عندهم فرصة الاصابة بالربو بنسبة59%, إذا كانت البكتيريا الحلزونية في أمعائهم تتمتع بصحة ونشاط جيدين.

    الزبادي يقضي على الكرش

    كما كشفت الدكتورة شيرين اسماعيل الباحثة بقسم الميكروبيولوجيا والمناعة بالمركز القومي للبحوث في مصر، أن تناول منتجات الألبان وخاصةً الزبادي يحد من تكون الدهون في منطقة البطن والمعروفة باسم "الكرش".
    وأكدت دكتورة شيرين أن تناول الزبادي 3 مرات أسبوعياً يساعد على التخلص من دهون البطن أو "الكرش" وذلك لإحتوائه على سلالات بكتيريا "الالكتوباسيلس أو بيفدوبكتيريم" المعوية المفيدة.

    وأفادت شيرين بأن تناول الزبادي الخالي الدسم بانتظام يؤدي إلى فقدان الوزن بمعدل أكبر مما يفقده من يتبعون نظام غذائي منخفض السعرات، مشيرة إلى أن الباحثون اكتشفوا من قبل أن الزبادي يحتوي على أكثر من 4001 حمض دهني تحمي الجسم من السرطان وأمراض القلب والجهاز الدوري.

    وأكدت بعض الدراسات أن تناول الزبادي مع نظام غذائي متكامل يعتمد على تقليل النشويات والسكريات والدهون يؤدي إلى فقدان أكثر من 80% من دهون منطقة البطن, ويخفض 22% من الوزن, و61% من دهون الجسم إجمالاً خلال 12 أسبوعاً، وذلك لقدرة الزبادي على حرق الدهون.

    ويعالج مشاكل القولون

    أوضح الدكتور طارق رضا استشارى التغذية على ضرورة تناول الزبادى بكثرة لأن البكتيريا الموجودة بالزبادى تعمل على راحة القولون، مشيراً إلى ضرورة تقسيم الوجبات إلى أربع أو خمس وجبات صغيرة.

    ونصح الدكتور رضا الذين يعانون من قلة الأنزيمات الهاضمة بأخذ إحدى المستخلصات أو الانزيمات الهاضمة فى وسط الوجبات لتسهيل عملية الهضم وبخاصة الوجبات الدسمة.

    وأوصى مرضى القولون بنزع قشور البقوليات لأنها أكثر شىء يزعج القولون بما تسببه من انتفاخات وغازات.

    وأخيراً.. يحمي أسنانك من التسوس

    كما أكدت دراسة مهمة بالمركز القومي للبحوث التأثير الفعال لبعض منتجات الألبان المحتوية على البكتريا النافعة، مثل الزبادي واللبن الرايب في القضاء على تسوس الأسنان وبعض التهابات اللثة.

    وفي هذا الصدد، أشارت الدكتورة نايرة شاكر أستاذ ميكروبيولوجي الأغذية بالمركز وأحد أعضاء الفريق البحثي الذي يضم كلا من الدكاترة محمد أبو اليزيد ومحمد زعزوع وبلال صالح بقسم طب الأسنان ـ أخذ عينة من طبقة البلاك الموجودة على الأسنان من فم مريض لديه نسبة تسوس عالية, وتمت زراعة هذه العينة وعزل كل من البكتريا العنقودية المتحورة المسببة لتسوس الأسنان والبكتريا المسببة لأمراض اللثة وتحديد العدد البكتيري لها.

    ثم تمت إضافة نوع من أنواع البكتريا الحيوية وتسمي "اللاكتوباسيلس رامنسوس" وهى إحدي سلالات بكتريا البروبايوتيك لمنتجات الألبان، مثل الزبادي واللبن الرايب واللبنة, وقد وجد أن لهذه البكتريا النافعة تأثيراً مثبطاً وقاتلاً للبكتريا المرضية المسببة لتسوس الأسنان وأمراض اللثة.

    وأظهرت نتائج البحث أن إضافة البكتريا النافعة للعينة المأخوذة من فم مريض بالتسوس أحدثت تناقصاً إحصائياً في العدد البكتيري للبكتريا العنقودية المتحورة المسببة لتسوس الأسنان، وكذلك البكتريا المسببة لأمراض اللثة وذلك بعد 48 ساعة, ويرجع ذلك إلى أن البكتريا النافعة تقلل التصاق وتراكم البكتريا المسببة لتسوس الأسنان مما يمنع تخمرها وإفرازها للأحماض الضارة التي تسبب تآكل في سطح المينا وهو الطبقة الواقية للأسنان وتحميها من التسوس.

    ويشير الدكتور أبو اليزيد إلى أن القضاء علي البكتريا المرضية مهم أيضاً لحماية الأسنان والضروس من التخلخل والسقوط لأنه بتراكم فضلات الطعام بالفم تتواجد هذه البكتريا وتتوغل داخل الأسنان حتى تصل إلى العصب وتسبب فقدان الضروس والأسنان, كما تسبب أيضاً الأحماض التي تفرزها البكتريا المرضية بالفم التهابات اللثة.
    منقول
                  

05-10-2016, 01:29 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ليس الفخر أن تنال لقبا .. أو تتوج بمنصب .. أو تتصدر مجلساً ..
    ولكن الفخر .. أن تنادي ملائكة السماء أهل الأرض ( إن الله يحب فلانا فأحبوه ) .
    اللهم بلغنا تلك المنزلة الرفيعة ..
    امييين
    ---------------------------------------------------------------------------------
    صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وانتصاره
    لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصر العدو دخل في حصر النصر, فبعثت أيدي سراياه بالنصر في الأطراف, فطار ذكره في الآفاق, فصار الخلق معه ثلاثة أقسام:
    مؤمن به, ومسالم له, وخائف منه. ألقى الصبر في مزرعة:{ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} الأحقاف 35, فاذا أغصان النبات تهتز بخزامى: {والحرمات قصاص} البقرة 194.
    فدخل مكة دخولا ما دخله أحدا قبله ولا بعده, حوله المهاجرون والأنصار لا يبين منهم الا الحدق.
    والصحابة على مراتبهم, والملائكة فوق رؤوسهم, وجبريل يتردد بينه وبين ربه, وقد أباح له حرمه الذي لم يحله لأحد سواه, فلما قايس بين هذا اليوم وبين يوم:{ واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك}الأنفال30, فأخرجوه ثاني اثنين. دخل وذقنه تمس قربوس سرجه خضوعا وذلا لمن ألبسه ثوب هذا العز الذي رفعت اليه فيه الخليقة رؤوسها ومدت اليه الملوك أعناقها. فدخل مكة مؤيدا منصورا.
    وعلا بلال فوق الكعبة بعد أن كان يجر في الرمضاء على جمر الفتنة, فنشر بزا طوى عن القوم من يوم قوله:" أحد أحد". ورفع صوته بالأذان, فأجابته القبائل من كل ناحية, فأقبلوا يؤمون الصوت, فدخلوا في دين الله أفواجا وكانوا قبل ذلك يأتون آحادا.
    فلما جلس الرسول صلى اله عليه وسلم على منبر العز, وما نزل عنه قط, مدت الملوك أعناقها بالخضوع اليه. فمنهم من سلم اليه مفاتيح البلاد, ومنهم من سأله الموادعة والصلح, ومنهم من أقر بالجزية والصغار. ومنهم من أخذ في الجمع والتأهب للحرب, ولم يدر أنه لم يزد على جمع الغنائم وسوق الأساري اليه.
    فلما تكامل نصره وبلّغ الرسالة وأدى الأمانة ةوجاءه منشور: {انّا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيز} الفتح1-3. وبعده توقيع: { اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا } النصر 1,2. جاءه رسول ربه يخيره بين المقام في الدنيا وبين لقائه, فاختار لقاء ربه شوقا اليه, فتزينت الجنان ليوم قدوم روحه الكريمة لا كزينة المدينة يوم قدوم الملك.
    اذا كان عرش الرحمن قد اهتز لموت بعض أتباعه*فرحا واستبشارا بقدوم روحه, فكيف بقدوم روح سيّد الخلائق؟ فيا منتسبا الى غير هذا الجناب, ويا واقفا بغير هذا الباب, ستعلم يوم الحشر أي سريرة تكون عليها: {يوم تبلى السرائر}الطارق 9. * الذي اهتز له عرش الرحمن هو الصحابي الجليل سعد بن معاذ فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:" اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ". البخاري في مناقب الأنصار 7\154 (3803), ومسلم في فضائل الصحابة 4\1915 (123-124) والترمذي, وابن ماجه وأحمد.
    الفوائد لإبن القيم
                  

05-10-2016, 01:33 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    حقيقة التوكل.. 👇
    ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- :
    "ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ : ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻘﻠﺐ. ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻣﺖْ ﻓﻴﻪ ﻋﻼﺋﻖ ﺍﻟﺸﺮﻙ ، ﻓﺘﻮﻛﻠﻪ ﻣﻌﻠﻮﻝ ﻣﺪﺧﻮﻝ .
    ﻭﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺗﺠﺮﻳﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺘﻰ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺧﺬ ﺫﻟﻚ ﺍلإﻟﺘﻔﺎﺕ ﺷﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﻗﻠﺒﻪ ، ﻓﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﺗﻮﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﺫﻫﺎﺏ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻌﺒﺔ ، ﻭﻣﻦ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻇﻦ ﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻻ ﻳﺼﺢ ﺇﻻ ﺑﺮﻓﺾ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ .
    ﻭﻫﺬﺍ ﺣﻖ؛ ﻟﻜﻦ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻻ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ .
    ﻓﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﺮﻓﺾ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﺗﻌﻠﻖ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ﺑﻬﺎ.
    ﻓﻴﻜﻮﻥ منقطعاً ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺘﺼلاً ﺑﻬﺎ .
    ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻢ" .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺇﻳﺎﻙ ﻧﻌﺒﺪ ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻧﺴﺘﻌﻴﻦ / ﻓﺼﻞ : ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ.
    ------------------------------------------------------------------------------
    لماذا هم في حياتي؟
    أحيانا يضع الله في طريقك أشخاصًا تبتلى بهم؛ فهل تعلم أن سبب وجودهم في حياتك هو لصالحك؛ كي تصلح ما بداخلك!
    قد تتعامل أحيانا مع شخص عصبي؛ فتتعلم الصبر، أو شخص آخر أناني؛ فتتعلم الحكمة؛ وقس على ذلك باقي الصفات المزعجة.
    ولكن كن على يقين بأن الله - سبحانه - يعالجك أنت من خلال هؤلاء الأشخاص والمواقف المزعجة التي تصدر منهم.
    ولكن عليك أن تكون متفهما؛ وانظر لكل شخص يدخل في حياتك؛ كأنه الخضر بالنسبة لموسى - عليهم السلام -.
    وقل في نفسك (ماذا سأتعلم من وجود هذا الشخص في حياتي؟)؛ أو (ما هي الرسالة التي ستصلني من مرور هذا الإنسان في حياتي؟).
    وأحيانا يحصل العكس؛ فتلتقي بأشخاص يكونون في غاية الروعة، والطيبة، والعطاء؛ فتعزهم، ويعزونك، وبعد ارتياحك لهم تنقلب الصفحة، وتظهر أمور مزعجة، وتتبدل الأحوال!
    ما هو السبب وراء ذلك؟!
    وما هي الحكمة يا ترى من ذلك؟!
    فقط عليك أن تتذكر أن هؤلاء أيضًا هم علاج لك.
    إذا كان الناس كلهم رائعين؛ فكيف ستتعلم الصبر، والحكمة، والرحمة، والتسامح، والحكمة في التعامل.
    لو رأيت ما يزعجك من تصرفاتهم من البداية كنت ابتعدت عنهم؛ ورفضت صحبتهم؛ وبالعامية (كنت طفشت منهم).
    وكمثال لو صاحبت شخصًا سريع الانفعال؛ فإنه سيجعلك تنتبه لكلامك؛ وتختار ألفاظك قبل التلفظ بها، وهذا أمر حسن (وعي) وبذلك تكون قد اتصفت بفضيلة لم تكن عندك.
    نحن غالبنا قلوبنا ضيقة؛ فلا نُدخل في قلوبنا إلا أشخاصًا بصفات محددة مسبقًا! والله تعالى بواسع علمه؛ يريد أن يوسع قلوبنا للناس؛ فتكون مصدر حب لكل الناس وتقبل لهم.
    تأكد أن كل شخص مختلف عنك؛ هو بالنسبة لك (دواء تحتاجه في رحلة علاجك لصفاتك وتحسين طبائعك).
    الله تعالى قادر على أن يحيطك بأناس يشبهونك تمامًا؛ ولكن هذا الأمر ليس فيه لك أدنى مصلحة!
    جاهد نفسك ضد الإدانة؛ وجاهد نفسك ضد إصدار الأحكام على الناس؛ وجاهد نفسك ضد سوء الظن، وجاهد نفسك ضد الغيرة؛ ومع كل شخص مختلف عنك عليك أن تفهم غضبك.
    كن صادقا مع نفسك؛ واسألها ما هو السبب الحقيقي لغضبك؟ لا تفتح سيناريوهات مع الشيطان، ولا تكسر المحبة، ولا تتسبب بأدنى ألم للآخرين؛ سواء بالتجريح بالكلام؛ أو الإساءة، والقسوة بالتصرفات والأحكام.
    دوما حكِّم عقلك؛ وضع نفسك في مواقع الآخرين .
    منقول
                  

05-11-2016, 11:59 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ﺩﻛﺘﻮﺭ ( ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺤﻤﻮﺩ ) ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ﺑﻴﻘﻮﻝ : ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ
    ﻃﺐ ﻭﺍﻗﻒ ﻗﺼﺎﺩ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﻊ ﺯﻣﺎﻳﻠﻪ ﻭ ﺗﻴﺠﻲ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺨﺘﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﻭﺳﻄﻬﻢ ﻭ
    ﺗﺨﺒﻄﻪ ، ﺟﺮﻳﻮﺍ ﺑﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺪﻛﺎﺗﺮﺓ ﻳﺒﻠﻐﻮﻩ ﺍﻧﻪ
    ﻋﻨﺪﻩ ﻛﻠﻴﺔ ﺑﺘﻨﺰﻑ ﻭﻻﺯﻡ ﻳﺴﺘﺄﺻﻠﻮﻫﺎ ﻓﻮﺭﺁ ﻭﺍﻻ ﻫﺘﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻣﻮﺗﻪ ﻳﻀﻄﺮ
    ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻠﻴﺘﻪ ﺍﻟﻲ ﻫﺘﺘﺸﺎﻝ ﻭ ﻳﻌﻴﺶ ﺍﻭ ﻫﺘﻔﻀﻞ ﻭ ﻳﻤﻮﺕ ﻓﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻧﻬﺎ
    ﺗﺘﺸﺎﻝ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻛﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻭ ﻫﻮ ﻗﺎﻋﺪ ﻣﻜﺘﺌﺐ ﻓﻲ ﺍﻭﺿﺘﻪ
    ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﺍﻟﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻣُﺒﺘﺴﻢ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻪ : ﺗﺴﻤﻊ ﻋﻦ
    ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ؟ ، ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﻘﻮﻟﻪ : ﺍﻳﻮﺓ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺑﺲ ﺍﻧﺎ ﺧﺴﺮﺕ ﻛﺘﻴﺮ ..
    ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ
    ﻳﻘﻮﻟﻪ : ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺯﻳﻚ ﺑﺎﺳﻤﻊ ﻋﻨﻪ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺷﻮﻓﺘﻪ ﻣﻌﺎﻙ ﻭﺍﺣﻨﺎ ﺑﻨﻌﻤﻠﻚ
    ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﺴﻴﺞ ﻏﺮﻳﺐ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻠﻰ ﺍﻟﻲ ﺷﻴﻠﻨﻬﺎ ﻭ ﺑﻌﺘﻨﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﻤﻞ
    ﻳﺘﺤﻠﻞ ﻃﻠﻊ ﻳﺎ ﺩﻭﺏ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﻟﻠﺨﻼﻳﺎ ﻓﻲ ﺳﻜﺔ ﻧﺸﺎﻁ ﺳﺮﻃﺎﻧﻲ ﺍﻟﻲ
    ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺍﻻ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﺟﺪﺁ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻫﻲ
    ﺍﻟﺘﻤﻦ
    ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ : ﻗﺼﺪﻙ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﺧﺘﺎﺭﺗﻨﻲ ﻭﺣﺪﺩﺕ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﺻﺎﺑﺔ
    ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﺧﺪ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ !! ،، ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ : ﺍﻧﺖ ﻣُﺘﺨﻴﻞ ﺗﻔﺘﻜﺮ
    ﺩﻱ ﺻﺪﻓﺔ ؟ ،، ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭ
    ﻫﻮ ﻣُﺒﺘﺴﻢ : ﺍﻛﻴﺪ ﺩﺍ ﻗﻀﺎﺀ ﻭ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ .
    - ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺑﻴﻘﻮﻝ : " ﻟﻮ ﻋﻠِﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻛﻴﻒ ﻳُﺪﺑّﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺃﻣﻮﺭﻩ ﻟﻌﻠٍﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻣِﻪ ﻭﺃﺑﻴﻪ ﻭﻟﺬﺍﺏ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺤﺒﺔً ﻟﻠﻪ .."
                  

05-14-2016, 12:20 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    معنى إسم الله ~ السميـع
    السميع
    سميع لكل الموجودات و ليس البشر فقط أو ما نسمعه نحن فقط ، بل يسمع تسبيح الكائنات جميعا و يقضي حوائجها

    سميع أي لا يغرب عن إدراكه مسموع و إن خفي
    حتى الأحاديث التي تحدث بها نفسك
    و سميع لكثرة السمع
    فلا يشغله سماع مخلوق عن سماع مخلوق آخر
    ولا يشغله إجابة شخص عن إجابة شخص آخر

    و هو سميع سماع الصوت و سماع الفهم و الإدراك و ليس الصوت فقط .. فعندما أنزل الله تعالى قوله ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) كان سمع الصوت و سمع الفهم و العلم
    اللهم يا سميع يا عليم يا مجيب الدعاء .. اللهم إغفر لنا و أعف عنا و أرض عنا و آتنا سؤلنا فلا غيرك نرغب إليه يا الله و لا غيرك يقدر عليه يالله
    ~ من أحصاها دخل الجنة : أحصاها بمعنى عرفها و عمل بها قدر الإمكان
    منقول
                  

05-14-2016, 12:21 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    سُـئـل الـشـافـعـي عــن الـدلـيـل عـلـى وجــود الله !!!
    فــقــال : ورقـــة الــتــوت
    فــقــيــل لــه : كــيــف ؟؟
    ... قــال :: تــأكــلــهــا دودة الــقــز فــتــخــرج حــريـــرا ،،
    و تــأكــلــهــا الــنــحــلــة فــتــخــرج عـــســـلا ،،
    و تــأكــلــهــا الــشــاة فــتــخــرج لــبــنــا ،،
    و تــأكــلــهــا الــغــزالـــة فــتــخــرج مــســكـــا ،،
    فــتــبــارك الله أحــســن الــخــالــقــيـــن
                  

05-16-2016, 00:29 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    احذروا العقاب غير المحسوس
    انه اعظم من العقاب المحسوس
    قال أحد الطلاب لشيخه: "كم نعصي الله ولا يعاقبنا".
    فرد عليه الشيخ: "كم يعاقبك الله وأنت لا تدري".!
    ألم يسلبك حلاوة مناجاته ..!!
    وما ابتلي أحد بمصيبة أعظم عليه من [قسوة قلبه].
    إن أعظم عقاب يمكن أن تلقاه هو قلة التوفيق إلى أعمال الخير .
    ألم تمر عليك الأيام دون قراءة للقرآن .
    بل ربما تسمع قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله} ..
    وأنت لا تتأثر كأنك لم تسمعها ..!!!
    ألم تمر عليك الليالي الطوال وأنت محروم من [القيام] ..؟!
    ألم تمر عليك مواسم الخير: رمضان .. ست شوال .. عشر ذي الحجة . ولم تُوفق إلى استغلالها كما ينبغي ..
    أي عقاب أكثر من هذا؟!
    ألا تحس بثقل الطاعات ؟!
    ألم يُمسِك لسانك عن ذكره تعالى؟!
    ألا تحس بضعف أمام الهوى والشهوات ؟
    ألم تبتلى بحب المال والجاه والشهرة ؟
    أي عقاب أكثر من ذلك؟!
    ألم تسهل عليك الغيبة والنميمة والكذب؟!
    ألم يشغلك الفضول بالتدخل فيما لا يعنيك؟!
    ألم يُنسِك الآخرة ويجعل الدنيا أكبر همك؟!
    هذا الخذلان ما هو إلا صور من عقاب الله .
    إحذر يا بني فإن أهون عقاب لله : " ما كان محسوساً" في المال أو الولد أو الصحة .
    وأن أعظم عقاب "ما كان غير محسوس"في القلب .
    اللهم إنَّا نسألك خشيتك في السر والعلن والإخلاص في القول والعمل
    نسأل الله العافيه لنا ولكم💐
    👆الموضوع جميل يستحق القراءة
                  

05-16-2016, 03:39 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كيف تغسل الميت
    الإنسان مهما طال عمره في هذه الحياة، فإن الموت نهاية كل حي ومصيره، قال تعالى ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ وأن الله تعالى وحده هو الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون، وكذلك الملائكة وحملة العرش، ويتفرد الواحد الأحد القهار بالديمومة والبقاء، فيكون آخرًا كما كان أولًا، وإذا مات المسلم وجب على أهله أن يجهزوه للدفن بأن يغسلوه كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكفنوه ثم يحملوه إلى قبره دون تأخير، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يا علي لا تؤخرهنَّ: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً.
    .
    1- ضع الميت على سرير غسله : اجعل الميت على مكان عال من سرير أو دكة أو غيرها ، وينبغي أن يكون مكان رأسه أعلى من مكان رجليه، بحيث يكون مستقبل القبلة كحالة الاحتضار
    .
    2- جرده من ثيابه : إذا أردت أن تشرع في غسل الميت فارفع عنه غطاءه وجرده من ثيابه إن لم يكن جُرِد من قبلُ، واستر عورته وجوبا، وهي بالنسبة للرجل ما بين السرة والركبة، وكذلك بالنسبة للمرأة مع المرأة ما بين السرة والركبة.
    .
    3- اعصر بطنه برفق لإخراج الفضلات : ارفع رأسه إلى قرب جلوسه، وإن رأيت حاجة إلى إمرار اليد على البطن فافعل بقدر الحاجة واضغط بباطن كفك برفق ليخرج ما حواه البطن من نجاسة واجعل قطعة قطن كبيرة ناحية دبره تحسبا لخروج نجاسة؛ لئلا يخرج منه شيء بعد ذلك أثناء الغسل فتضطر إلى إعادته،
    .
    4- اغسل مخرجيه بالماء : لف على يدك اليسرى خرقة من قطن أو نحوه للاستنجاء أي غسل مخرجيه، ولا يحل لك أن تمس ـ مباشرة بدون حائل ـ عورة الميت من له سبع سنين فأكثر، ويستحب ألا تمس سائر جسده إلا بخرقة.
    .
    5- سم الله وضئه وضوءه للصلاة : وضئه وضوءه للصلاة مرة واحدة في أول الغسل خذ خرقة وبللها وامسح بها أسنانه وأنفه حتى تنظفهما ولا تدخل الماء فاه ولا منخريه لأنَّ الحي يمج الماء ويستنثر إذا توضأ بخلاف الميت فيقوم المسح مقام غسلهما ثم اغسل وجهه وأتم وضوءه، لأنَّ الوضوء يبدأ به في غُسْل الحي فكذلك الميت وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أم عطية - رضي الله عنها - في غسل ابنته زينب - رضي الله عنها: "ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها"
    .
    6- ابدأ غسل الميت من الرأس : اغسل برغوة السدر رأسه ولحيته فقط، وإن كان الميت امرأة نُقِض شعرُها لقول أم عطية - رضي الله عنها - أنَّهنَّ جعلن رأس بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة قرون نقضنه ثم غسلنه ثم جعلنه ثلاثة قرون"
    .
    7- اغسل شقه الأيمن ثم الأيسر : ابدأ بغسل شقه الأيمن بالماء والسدر ثلاثا ، وافعل ذلك في شقه الأيسر ، وزد على الثلاث مرات إن اقتضت الحاجة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك" ، ثم صب الماء على جميع بدنه واغسله بالماء والسدر ولا حرج في استعمال الصابون إن احتيج إليه، وتأكد من أن يعم الماء جسد الميت و دلكه بلين ، واجعل في الغسلة الأخيرة كافوراً، لقوله صلى الله عليه وسلم: "اجعلن في الغسلة الأخيرة كافوراً، أو شيئاً من الكافور" إلا إن كان الميت محرماً فلا يوضع في غسله كافور لأنَّ الكافور طيب والمحرم ممنوع من الطيب
    .
    8- جفف بدنه بمنشفة ناعمة : إذا فرغت من غسل الميت نشفه بثوب لئلا يبل أكفانه، فربما تكون المنشفة خشنة فتؤذيه، وتلطف به وأكثر من ذكر الله والاستغفار
    .
    اخى احرص على نشرها لعل غيرك يستفيد و تؤجر باذن الله ولا تنسى الدال على الخير كفاعله
                  

05-21-2016, 02:01 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    [ الحطيئة.. حين يشتغل بالدعوة إلى الله ]
    الحطيئة شاعر هجاء بسط لسانه بالأذى فى أعراض المسلمين حتى عوقب بالسجن على بذاءته.
    وولع الحطيئة بالشتم غريزة كامنة فيه تدفعه إلى التهجم الدائم، كأنما به جوع إلى نهش الناس والتطاول على أقدارهم، فإذا هاجت فيه هذه الطبيعة النابحة، ولم يجد من يسبه غدا على امرأته يقول لها:
    أطوف ما أطوف ثم آوى * إلى بيت قعيدته لكاع!!
    فإذا فرت امرأته من وجهه، ولم يجد من يسبه عاد على نفسه فنظر إلى المرآة ثم قال:
    أرى لى وجها قبح الله خلقه * فقبح من وجه وقبح صاحبه!
    وعندى أن أصحاب هذه الطباع مرضى، وربما كانت طينتهم من النوع الكلبى الذى إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث!
    والناس أنواع، فيهم من يحمل بين جنبيه طبيعة الحمل الوادع، أو الثعلب الماكر، أو الأسد الهائج، أو الجمل المنقاد.
    ولا حيلة لنا فى تغيير الطبائع المركوزة، وما نحاول شيئا يعز على أساطين المربين..
    إلا أننا نقترح أن تسند الأعمال إلى أصحابها فى هذه الحياة على ما يلائم شتى الأمزجة، فلا تسند شئون القتال إلا إلى الرجال الأسود.
    وربما صح أن يعمل فى ميدان السياسة رجال لهم ختل الثعالب.
    أما الدين فأحق من يشتغل به رجال لهم صفاء الملأ الأعلى وخلوصهم من الشوائب والدنايا.
    والداهية الدهياء أن يقف فى محاريب الدين رجال من.. من شكل الحطيئة، وأن يتكلم بلسانه صنف من البشر إذا وقع الإنسان لسوء الحظ بينهم فكما يقع الطارق الغريب أمام بيت لا أنيس فيه، ما أن يقرع الباب حتى يقضم رجله كلب عقور.
    رأيت طائفة من حزب الحطيئة هذا يزعمون أنهم دعاة إلى الله..
    (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول).
    أولئك قوم يتمنون وقوع الخطأ من الناس، حتى إذا زلت أقدامهم وثبوا على المخطئ، وظاهر أمرهم الغضب لحدود الله، أما باطنه فالتنفيس عن رغبات الوحش الكامن فى دمائهم، يريد أن ينبح المارة ويمزق أديمهم.
    علامة هؤلاء أن يضخموا التوافه ويتاجرون بالخلافات ويتلمسوا للأبرياء العيوب
    والخلافات عند ذوى الأمزجة المعتدلة والقلوب السليمة لا تثير حقدا.
    يرى أبو حنيفة أن القراءة وراء الإمام حرام، ويرى الشافعى أن القراءة وراءه واجبة.
    ومع أن الأمر يتعلق بأهم أركان الدين فما فسق أحدهما الآخر ولا أهاج عليه الدنيا.. لأن كلا الإمامين رجل نظيف الطبع عالى الإيمان.
    أما حزب الحطيئة المشتغل بالدعوة إلى الله فله مسلك آخر. كتبت مرة أقول: إن وجه المرأة ليس بعورة، وما قلته ليس من عندى، بل هو نقل عن جمهور الأئمة.
    فإذا الرد السريع يقذفنى به صحافى متدين (!) كأنه رجع صدى. وفيه: (فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور).
    فعرفت علة هذا الشتم، وهززت رأسى أسفا لأن الذين يمثلون الإسلام فى مستوى سحيق دون ما يزعمون.
    إنها طبيعة الحطيئة هاجت أصحابها للعن والطعن. وما كان محمد صلى الله عليه وسلم لعانا ولا طعانا، ولا فاحشا، ولا بذيئا.
    وقرأت مرة عنوانا عن "الشيخ المسعور" وطالعت ما تحته، فإذا هو هجاء مقذع للشيخ "على الغاياتى" المجاهد المسلم الطيب، ولمحت صورة الكاتب من خلال سطوره النابحة وكأنما أقعى على ذنبه، ودلع لسانه، وتهيأ للعض، إنه للأسف- يشتم الرجل باسم الدين.
    والويل للمسلمين.. يوم يشتغل الحطيئة بالدعوة إلى الله.
    وقرأت فى إحدى المجلات الدينية (!) بحثا فى جواز الصلاة على الأرض الفضاء، جاءت فيه هذه العبارات النابية ننقلها بنصها:
    "من التنطع الممقوت لله ورسوله أن يخلع الزارع ثوبه ويفرشه على الأرض ليصلى- والأرض أطهر بالشمس والهواء من ثوبه.
    وكذلك من التنطع الممقوت أن ترى أمامك فراشا نظيفا فتتحرج من الصلاة عليه لأنه فى نظرك الأعمى (!) ورأيك الجاهل (!) يداس بالنعال، فتراه متنجسا. وليست النجاسة فى هذا الفراش.
    إنما النجاسة والقذارة فى رأسك الجاهل (!) الذى سكن فيه شيطان الجهل بهدى الرسول (!) هذه الأفكار السخيفة المضادة لصريح السنة... ".
    قلت: ما ذنب القارئ المسكين حتى توجه له هذه الحشود المترادفة من ألفاظ الشتم والتجريح؟
    وما النتيجة المحتومة من سوق الآراء العلمية بهذا الأسلوب النابى؟
    إن كان القارئ مؤيدا لهذا الرأى فما أغناه عن هذا الخطاب، وإن كان معارضا له فهل هذا طريق إقناعه؟
    ألا يستحق المسلم المعارض أن يعامل بالحسنى، كما استحق ذلك أهل الكتاب من اليهود والنصارى فى قوله تعالى: (و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن).
    أهذه طبيعة الدعوة إلى الله؟ أم هى طبيعة الحطيئة فى السباب والتهجم طفحت- للأسف- على لسان ذلك الداعية المحترف.
    والغريب أن أصحاب هذه الأساليب رؤساء لجماعات دينية تجاهد لنصرة الإسلام. وتريد لتمسك بيديها مفاتيح الجنة والنار.
    --------------------
    من كتابه : تأملات في الدين والحياة
                  

05-21-2016, 02:03 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    دقا جرس الباب(تررر تررر) وتسمع أمشي افتح الباب ي ولد سرييع
    أبوي أبوي ديل ناس فلان جونا،الابو : دا وقتو الحالة الواحد قال ينوم😤
    الوو ي حبيبة أسمعيني أنا والاولاد طلعنا عليكم الان وجايين في الطريق يلا سلام
    الحبيبة : اوففففف.. حالتو أنا طالعة الدكتور حسي
    لمتين..!!؟😔😔⁉
    حنكون صفر في أداب الزيارة..في أنصاص الليل يجيك ضيف ومن غير إستئذان وفي البكلمك بانو جاي في ساعة معينة ويجيك بعدها ب3ساعات وانت تكون خلاص عايز تنوم 😴ولا البجيك في يوم راحة وفي وقت راحة كمان ي أوقات القيلولة أوالصباح بدري ولا البجي وبكون نيتو يأخد اليوم كلللو معاك وهو أصلا ما منسق معاك من الاول 🕛
    ياخي ربنا قال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُواعَلَى أَهْلِهَا }
    الاستئناس والاستئذان معناهم قريب وبتعني الاخبار يعني توري الناس
    ممكن أنا عندي ظرف طالع مشوار ولا جايني ناس لموضوع معين أو تعبان وعاوز أرتاح 🛌ولاعندي موضوع أو مشكلة مع أهل بيتي أو ظروفي المادية ما بتمكني استقبل ضيوف أو بيتي ما مرتب لحظتا فما ممكن القى فجاة ناس داخلين علينا ولا في طريقم لينا 🛣
    السُنة إنك تستاذن و ي ريت وإنت بتستأذن توري أنو عندك نية زيارة اليوم الفلاني وأسال أها عندكم حاجة اليوم دا ولا كيف !! والوقت المناسب يوما معاكم متين وكدا
    ما يجي زول يقول أنا ما داير اكلمهم علشان ما اتقل عليهم😬 بالعكس بعدم إستئذانك انت كدا تقلت عليهم الناس ظروف فخلي الناس ترتب حالا لإستقبالك و ي ريت وانت واقف في الباب ما تقيف قصاد الباب طوالي اقيف يمينو ولا يسارو علشان ما تكشف البيت👀 ولمن تدق الباب أو الجرس السُنة يكون ثلاثة دقات وي ريت يكونوا متباعدات علشان تدي فرصة للفي البيت ممكن يكونوا بصلوا ولا برتبوا في البيت ولا بياكلوا وإيااااك من الحركة البتفور الدم تلقى الباب فاتح وتجي داخل توووش وتقعد تصفق👏🏻 وتكورك ي ناس البيت🗣 وفي نوع الما بتلقاهو الا وهو فوق راسك جوووه البيت زي الحرامي ولا البقعد يعاين بخرم الباب أو يخت اضانو يتصنت يأخي كدا عيب عرفا ولا يجوز شرعا .❌
    ومافي زول بيأبى ضيف .
    =====================
    ⛔ للاشتراك في خدمة رسائل (لمتين!!؟) من كل يوم سبت وأربعاء
    أرسل كلمة(إشتراك)على الرقم أدناه ⬇
    00966531050868
    هاني نصر
                  

05-30-2016, 01:56 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    فر من الضغوط فرارك من الأسد !!
    في تجربة تربوية أجريت على مجموعة مصطفاة من أفضل الطلبة كانوا يدرسون في معهد أمريكي لتخريج القضاة .. طلبوا منهم إجراء بحث، وتعمدوا أن يكون إنجاز هذا البحث محتاجا إلى عشرة أيام على أقل تقدير، لكنهم سمحوا لهم بيومين فقط، وسمحوا لهم بالإطلاع على ما يشاءون من مراجع في المكتبة، وأخفوا عنهم أمر كاميرات التصوير التي كانت تراقبهم.
    انطلق الطلبة في المكتبة يحاولون إنجاز المستحيل, لكنهم سرعان ما أدركوا استحالة المحاولة، وإزاء هذا الظرف الغير طبيعي نسى الطلبة ما تعلموه, وتراجعت قيمهم وإحساس كل منهم بالآخر، فراح كل واحد منهم يسارع بالكشف في المراجع، ليس لإكمال بحثه، بل لتمزيق الصفحات المطلوبة في البحث وإخفائها حتى لا يستطيع زملاؤه الوصول إليها .. لقد أدرك كل واحد منهم استحالة النجاح، فتحولت مهمته إلى منع الآخر من النجاح.
    وخلصت التجربة إلى أنه إذا وضعت إنسانا سويا بل متميزا في ظروف عسيرة أو حرجة، فمن المحتم أن تكون تصرفاته غير طبيعية!

    الطريق من هنا
    • بسّط حياتك بدلاً من البحث والنظر في طرق لضغط مهام يومك كي تنجز الكثير مما لا تستطيع عمله في الأربع والعشرين ساعة .. تخلى عن بعض التزاماتك الغير مهمة، واسأل نفسك بكل تجرد: ما هو الواجب علي المبادرة لفعله ؟ وما الذي يُمكنه الانتظار وتأجيل القيام به؟ وما هو الذي لا يلزمني أداؤه أصلا؟

    • حاول أن تنتدب غيرك في المنزل والعمل للقيام ببعض الواجبات أو المهام المطلوبة منك، وحاول أن تُجزّئ الأعمال الكبيرة أو المعقدة إلى مراحل، وأن تنجز الأعمال الواحد تلو الأخرى بدلاً من القيام بمجموعة منها في نفس الوقت.

    • عش ليومك الذي أنت فيه ولا تحاول أن تعالج مشاكل حياتك كلها في يوم واحد، إنك تستطيع أن تفعل أشياء كثيرة خلال اليوم إذا ركزت تفكيرك عليها ولم توزع فكرك في أحداث الماضي أو المستقبل.

    • حاول دائماً أن تكيف نفسك وفقاً لما هو كائن، بدلاً من أن تحاول تكييف ما يحيط بك وفقاً لما تريد أن يكون.

    • لا تتوقع المتاعب ، فمن الناس من يتوقع المتاعب قبل وقوعها، فهو دوما يعتقد أن هناك خطأ سيقع منه، أو مرضاً أو نائبة ستحل به.

    • كن دوما جاهزاً، بمعنى أن تُرتب برامجك اليومية مسبقاً، وبشكل مرن قابل للتغير بكل راحة، والأهم أن تضع في ذهنك وبرنامجك مساحة للمفاجآت، سواء كانت من نوع متطلبات العمل وواجبات الأسرة أو من نوع العارض الصحي أو غيره.

    • تقبل الخسارة، وهي خصلة من الصعب على الكثيرين التحلي بها، لكنها قد تكون ضرورية لاستمرار التفاعل مع الحياة وديمومة العطاء. ففقد أمر يجب ألا يكون عائقاً عن إنجاز أمور أخرى، وخسارة شيء لا تعني فقد كل شيء.

    • اضبط سلوكك وتفاعلك، وخاصة في لحظات التوتر والإجهاد. الأهم أن تتعلم كيف تكون منتجاً في لحظات قد ييأس البعض فيها، دون أن يزيد هذا من توترك وإجهادك. والأساس في هذا - بالإضافة إلى التوكل على الله سبحانه وتعالى، والثقة بقدرات النفس - تهيئة النفس لوضع الإيجابيات فوق الأفكار السلبية.

    • من الأفكار غير العقلانية التي تستثير لدينا التوتر والمشاكل النفسية والاجتماعية فكرة السيطرة التي تتمثل في بحثنا الدائم عن منافسات ومقارنات مع الآخرين يجب أن تكون لنا فيها الغلبة والسيطرة والتميز، على نمط «.. لنا الصدر دون العالمين أو القبر»، ونمط «.. ويشربُ غيرنا كدراً وطينا».

    • خصص وقتاً يومياً للاسترخاء تكون فيه مع نفسك ولو لبضع دقائق يومية أثناء زحمة العمل أو القيام بالواجبات الأسرية، وخاصة حينما تشعر أن عضلاتك بدأ عليها التوتر والشد والإجهاد.

    • مارس هواية محببة لديك، فالشخص الذي لا يلهو ولا يستجم مطلقاً ويكرس كل وقته لعمله قد يعجب بنفسه أول الأمر لاسيما حين يجد من يعجبون بتفانيه في العمل ويصفونه بأنه «دينامو»، ولكن هذا الدينامو لا يلبث قليلاً حتى تضعف حركته ويفقد قوته ويضطر إلى التوقف عن العمل، وقد يطول توقفه عشرات الشهور، ريثما تتجدد قواه، وتواتيه القدرة على استئناف المسير.

    • لا تفرط في الأجازات سواء الأسبوعية أو السنوية، واجعل منها وسيلة لتصفية الذهن وراحة الجسم فقط. فليس المقصود بالراحة الانغماس في الكسل والخمول، بل الاسترخاء الذي يجدد النشاط. مما أثبتته الدراسات الطبية الفسيولوجية دوره في راحة البدن والذهن «ممارسة الأنواع المتوسطة القوة من الرياضة البدنية» ولا أفضل في هذا الشأن من «رياضة المشي» والابتعاد قليلا عن مناخ العمل حتى لو كان التواصل معه عبر الهاتف.

    • اضحك وامرح باعتدال، ولا تغفل البتة عن أهمية الابتسامة والفرحة في حياتنا، ولا تنسى أن أطباء القلب والأعصاب يكتشفون كل يوم شيئاً صحياً جديداً حول تأثير الفرحة والانشراح على القلب والأوعية الدموية وهرمونات الغدد الصماء وسلام العضلات وعمل أجزاء الدماغ وحفظ الذاكرة وغيرها.

    • خذ كفايتك من النوم الليلي، ولا تدخل إلى السرير إلا حينما تجد الرغبة لديك في النوم، وإذا لم تخلد إلى النوم خلال ربع ساعة من التقلب على السرير، فقم واعمل أي شيء آخر خفيف كالقراءة مثلا حتى يغلبك النعاس، ولا تنسَ أن المشروبات المحتوية على الكافيين وحتى بعض أنواع أدوية معالجة الصداع تسبب الأرق.

    • ليس لديك مقدرة على تغيير الماضي، استفد من تجاربه ولا ترهق نفسك بأثقاله، ولا تكن حبيسه، فما فات مات، لا الحزن يعيده ولا التحسر يحييه.

    • ثق بأن الله تعالى معك، ومن كان الله عز وجل معه فلن يخاف من أي مخلوق، ولا يفوتك أن تستمتع بكل ما هو جميل، وأن تحب كل ما هو جدير بالحب.
    د. خالد سعد النجار
                  

06-06-2016, 05:23 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أهلا بشهر رمضان
    ها هي الأيام قد تتابعت، والشهور تسارعت، وصرنا قاب قوسين أو أدنى من شامة الزمان، وغرة الأيام، وسيد الشهور والأيام شهر رمضان، شهر الخيرات، شهر البركات، شهر النفحات، شهر الرحمات.
    سويعات قليلة فقط ويهل علينا هلال شهر رمضان، هلال الإيمان والتوحيد والقرآن، هلال الصيام والقيام، هلال التوبة والمغفرة، هلال الجود والكرم، هلال الدعاء والرجاء، هلال السعي إلى الجنان والعتق من النيران. هلال رمضان.
    فاللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبه وترضاه. اللهم بلغنا إياه، ووفقنا لحسن صيامه وقيامه، ولا تحرمنا خير ما فيه لشر ما عندنا.
    إن أيام الله متباينات، وأزمانه متفاوتات ومتفاضلات، وقد اختار الله من بينها أزمنة جعلها مواسم للخيرات، ومواعيد للنفحات، يكثر خيرها ويعظم أجرها حتى تتحفز الهمم للعمل، وتسعى لنيل الرضا وتحقيق الأمل.. ومن أجل هذه المواسم شهر رمضان المبارك، شهر التجارة الرابحة والفرص السانحة، يزرع المؤمنون فيه الخير، ليحصدوا عظيم الثواب والأجر:
    أتى رمضان مزرعة العباد .. لتطهير النفوس من الفساد
    ف أد حقوقه قـــولا وفعــلا .. وزادك فاتخـــذه للمـــعــاد
    ومن زرع الحبوب وما سقاها .. تأوه نادما يوم الحصاد.
    ها هو رمضان قد دنا قدومه، وسرت إلى الأنوف زاكيات نسيمه، وشنفت الآذان كثرة ذكره، واشتاقت القلوب للقياه، فأهلا به ومرحبا:
    أهـلا بشــهر الإنابة .. والدعــوة المستجــابة
    أهلا بخــير طبـيب .. يشفي القلوب المصابة
    تجرى إلى الخير عدوا .. والشر تغلق بابه
    أهـــلا بأكــرم ضيــف .. قـد استطـلنا غيابه
    قــــد أنــزل الله فيــه .. على العـبــاد كتـابـه.
    كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يبلغه رمضان، وكان يبشر أصحابه بقدومه.. ولم لا؟ وفيه من الخير ما فيه.
    جاء الصيام فجاء الخير أجمعـه .. ترتيل ذكر وتحمــيد وتسـبيح
    فالنفس تدأب في قول وفي عمل .. صوم النهار وبالليل التراويح
    شهر كريم
    قد أظلكم شهر كريم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيام نهاره فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب إلى الله فيه بخصلة من الخير كان له من الأجر أضعاف ما تقرب به في سواه، هو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، من فطر فيه صائما كان له من الأجر مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئا.. وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وأخره عتق من النار. لا بل كله رحمة وكله مغفرة وكله عتق من النار.
    لقد عاد رمضان وعاد معه موسم التجارة الرابحة، وأتت معه البشارة للمقطوعين بقرب زمان المصالحة، ولأصحاب المعاصي والذنوب بدنو زمن العفو والمسامحة. فيا باغي الخير أقبل.
    عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة][الترمذي والحاكم وصححه على شرط الشيخين].
    نعمة فلا تضيعها:
    إن بلوغ رمضان نعمة كبرى وإنما يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون، فإذا كان الله قد من عليك ببلوغه ومد في عمرك للوصول إليه، فالواجب استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة، وخسارة ما بعدها خسارة.
    وهل ثم خسارة أكبر من أن يدخل الإنسان رمضان ثم يخرج منه وذنوبه ما زالت جاثمة على صدره، وخطاياه ما زالت قابعة في ديوان عمله؟
    وأي حسرة وأي مصيبة أن يدخل المسلم رمضان ثم يخرج منه وهو محمل بدعوة الأمينين جبريل ومحمد عليهما أزكى الصوات والتسليم كما روى ذلك ابن حبان بسنده عن النبي العدنان قَالَ: [أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ].
    وكيف لا يبعده الله وكل شيء في رمضان مهيأ لتوبته وأوبته، وتسهيل عودته وعبادته، وليس موسم في السنة أجدر بالتوبة منه، كما جاء عن المعصوم عليه الصلاة والسلام:
    ـ [من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه]
    ـ [منقام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه]
    ـ [من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه]
    ـ [ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة].. ثم إذا كانت آخر ليلة من رمضان أعتق الله بعدد ما أعتق في رمضان كله.
    فإذا حرم العبد المغفرة بعد كل هذا فمتى يرتجي حصولها، وفي أي وقت يصبح من أهلها؟
    إذا الروض أمسى مجدبا في ربيعه .. ففي أي وقت يستنير ويزهر؟
    شهر مسابقة:
    إننا خلال سويعات سندخل مضمار سباق، وسوق تجارة ولكنه سباق إلى الله، وتجارة مع الله، وأربح الناس صفقة أسبقهم إلى ربه، وأحسنهم صياما، وأفضلهم قياما، وأكثرهم عبادة.
    قال الحسن البصري رحمه الله: "إن الله جعل رمضان مضمارا لخلقه، يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا".
    إن رمضان لم يكن أبدا شهر نوم وكسل، وضعف ووخم، ولا شهر أكل وشرب، وإنما هو شهر جد وعمل، وعبادة ومنافسة في الطاعة، ومسابقة في الخير بكل صوره وأنواعه. فـ {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة}، {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنات}.. {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}، وأما الكسالى المتأخرون فقد قال عنهم صلى الله عليه وسلم: [ما زال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله}. فاللهم اجعلنا من السابقين إليك.
    شهر تطهر وتغيير
    إن رمضان شهر تزود وتطهر وتغيير:
    تزود من الطاعات، والحسنات والعبادات، وكل موجبات التقوى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}
    شهر تطهر من الذنوب والسيئات، وردئ الأخلاق والصفات، وقبيح الأعمال والعادات.
    فياذا الذي ما كفاه الذنب في رجب .. حتى عصى ربه في شهر شعبان
    ها قـــد أظلك شهر الصوم بعدهما .. فلا تصيــره أيضــا شهر عصيان
    واتل القــرآن وسبــح فـيه مجـتهدا .. فـــإنــه شهــر تســبيــح وقــــرآن.
    شهر تغيير: تغيير من كل شر إلى كل خير، ومن كل قبيح إلى كل حميد، ومن كل مذموم إلى كل ممدوح، وتغيير من التقصير إلى الكمال، ومن البعد إلى القرب، ومن القسوة إلى اللين، ومن الإعراض عن الله إلى الإقبال عليه، ومن الأخلاق الرذيلة إلى الأخلاق الطيبة المحمودة، ومن العادات السيئة إلى أحسن العادات؛ فـ [من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه].
    رمضان عودة إلى الله سبحانه، عودة إلى كتابه، عودة إلى شرعه، عودة إلى سنة نبيه، عودة إلى الصدقة، والبر، والجهاد، وعمل الصالحات، عودة إلى الطريق القويم، والصراط المستقيم.
    رمضان فرصة للأمة لتغير حالها، وتحسن أمورها، وتعود لترضي خالقها ومعبودها، وتغير من واقعها ليغير الله لها حاضرها ومستقبلها. {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
    فاللهم أهل علينا رمضان بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبه وترضاه. آمين.
    إسلام ويب
                  

06-10-2016, 12:37 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الصوم وأسس التربية الغذائية والصحية
    «إنه شهر معظم وليس شهر الأكل» .. تلك كانت أبرز شعارات اختصاصي التغذية في بداية حديثهم عن ثقافة التغذية الرمضانية، بعدما هالهم تزايد أنماط استهلاك الأطعمة في رمضان بصورة مفرطة مع ارتفاع معدلات زيادة الوزن ومشاكل الكولسترول وتدهن الكبد وغيرها من الأزمات الصحية الموازية كخشونة المفاصل والسكري وانتهاء بالجلطات وحالات بتر القدم السكري.
    لقد تغيرت عاداتنا الغذائية خلال هذا الشهر الكريم عن عادات الأجداد والأسلاف، حتى باتت النحافة أمنية غالية وعزيزة للكثيرين منا، وباتت أجسامنا ذاتها ثقيلة في العبادة التي هي مقصود الشهر وهدفه الأعظم، ففاتنا الكثير من الرحمات فضلا عن خسارة الكثير من رصيدنا الصحي، الأمر الذي يتطلب منا وقفة جادة لننعم بالعبادة الرمضانية ونخرج منه بمغفرة وحيوية تضاف إلى رصيدنا الإيماني والصحي، والمؤمن القوى خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف.
    • البداية لابد أن تكون من أهل الرفض التام لوجبات التباهي والمفاخرة التي نعدها للأهل والأحباب خلال الضيافات الرمضانية العامرة بصنوف الأطعمة التي تحتاج إلى قبيلة لتأكلها لا إلى بضعة أشخاص، وغير خفي على أحد استهجان الإسلام للتبذير والمبذرين وللرياء والمرائين، وأن من شكر النعم الحفاظ عليها لا الإفراط فيها حتى تؤول إلى صناديق القمامة، والمحك الحقيقي في هذا الأمر هو تقديم رؤية الخالق على رؤية الخلق، وفي الحديث النبوي الشريف "من فطر صائما فله مثل أجره" وليس من أتخم صائما.
    جدير بالذكر أن معدة الإنسان العادي تسع 250 سم3 فقط ، وأن جدار المعدة قابل للاتساع والتمدد نتيجة التخمة إلى ما يقرب من 2500 سم3. فحجم المعدة الطبيعي لا يزيد على حجم قبضة اليد، وتظل متمركزة تحت عظمة القص أسفل الصدر وأعلى البطن، ولكن حجمها عند النهم الأكول أضعاف ذلك، حتى إنّها تسقط من مكانها المعتاد وتقع في تجويف البطن والحوض، لترتكز على عظامه فيما يعرف بالكرش القبيح المنظر.
    • الأطعمة السكرية (التمر، العصائر الطازجة ..) من أفضل ما يقدم في بداية الإفطار حيث أنها تروي العطش وتمد الجسم باحتياجاته الملحة من السكريات البسيطة وتنبه الجهاز الهضمي ولا تسبب ربكة المعدة مقارنة بالوجبات الدسمة الثقيلة، ويمكن أيضا تناول الماء الغير مثلج، أو تقديم الشوربات الدافئة، ولكن بدون قطع الدجاج أو اللحم أو بهارات أو صلصات زائدة عن الحد.
    ومن الفوائد الإضافية لهذه الأطعمة أنها تبعث على الشبع وتقلل من الشهية النهمة لما لذ وطاب على موائدنا الرمضانية، مما يعني المضغ الجيد، وتجنب: التخمة وعسر الهضم والنعاس والثقل بعد وجبة الإفطار.
    علما بأن من علامات اضطراب المعدة وانخفاض كمية الأحماض المعدية الهاضمة: الشعور بالامتلاء السريع بعد الأكل، انتفاخ، غازات زائدة، عسر هضم، حساسية الطعام، وجود طعام غير مهضوم بالبراز، وتقشر أو تكسر في أظافر اليد.
    • شوربة العدس من ألذ الشوربات المقدمة قبل وجبة الإفطار، وهي مفيدة ومغذية، وتتميز بقيمتها الغذائية العالية، حيث يحتوي الكوب الواحد من العدس على 35% من احتياجاتنا اليومية من الحديد، كما أنها قليلة في سعراتها الحرارية، وتهيئ الجسم للاستعداد لوجبة الطعام الرئيسية بالتدرج، وتعمل على الشعور بالشبع لفترات طويلة.
    وعلى الجانب الآخر فالعدس مزعج لأمراض المصران الأعور، والحساسية، لأنه يحدث غازات بداخل الأمعاء، ويفضل عدم تناوله لهؤلاء المرضى، على أن القليل منه على فترات متقطعة يمكن أن يخفف من التأثير السيئ له على الأجهزة الهضمية عندهم، وكذلك يبتعد عنه أصحاب أمراض المياه الزرقاء.
    • «نوع واحد من البروتين يكفي» .. وجبة الإفطار الرئيسية ينبغي أن تقتصر على نوع واحد من البروتين سواء سمك أو لحوم أو طيور منزوعة الدهن .. فالبروتين الحيواني ليس هو كل القضية التغذوية كما يعتقد البعض، بل هو واحد من منظومة غذائية يحتاجها الجسم بصورة شمولية، لا يغني فيها عامل عن آخر، والجسم يحتاج فقط إلى 18 جم من البروتين يوميا، والكمية الزائدة يتخلص منها ولا يستطيع تخزينها.
    • طبق السلطة الخضراء بعصير الليمون وبدون إضافة الخل أو المايونيز، هو صديق الجهاز الهضمي والجسم لغناه البالغ بالفيتامينات والأملاح الضرورية، وهو بديل آمن ومقبل جيد بدلا من المخللات الغنية بالملح المسبب لمشاكل الضغط والكليتين. لكن ينبغي تحضير السلطات قبل موعد الإفطار بوقت قليل، وتقطيع الخضراوات لأجزاء كبيرة، وغسلها بالماء الجاري وعدم نقعها في الماء لفترات طويلة.
    • الاعتدال في تناول الأطباق الرمضانية يجنبنا الكثير من مشاكل الحموضة والقولون واضطراب مستوى السكر وغيرها من مظاهر معاناة الجهاز الهضمي خاصة والجسم عامة، ويكفي أن نعرف أن الأطباق الرمضانية (الخشاف والقطايف والكنافة الغنية بالمكسرات ..) تجمع بين محتواها العالي من السعرات الحرارية والطعم اللذيذ الذي لا يقاوم خاصة مع جوع الصيام، لذلك نحن نحتاج في التعامل معها إلى سياسة الترشيد والتنظيم.
    • من خصائص ثمار «المشمش» أن قيمتها الغذائية تتضاعف حتى في حالة أكلها مجففة (مشمشية) أو شربها كعصير (قمر الدين) الشهير الذي ترتبط به الموائد الرمضانية، فالمشمش يحتوي على عناصر تعمل على تسكين العطش وإمداد الجسم بما يفقده من معادن أثناء فترة الصيام، وثمرة المشمش المجففة تحتوي على حوالي 20% من حاجة الإنسان من فيتاميني «أ» و «ج», وهو مخزن لعنصر الحديد، ويوصف للمصابين بفقر الدم، وقد أثبتت الدراسات أن نسبة الحديد الموجودة فيه تعادل تلك الموجودة في كبد العجل. والمشمش يوصف للأشخاص الذين يبذلون مجهودا ذهنيا لاحتوائه على عناصر مهمة للمخ منها الفسفور والماغنسيوم، ولأن قيمته الغذائية عالية وسعراته منخفضة فهو ملائم لمتبعي الحمية الغذائية وأيضا الرياضيين.
    وينبغي أن يشرب عصير قمر الدين قبل الطعام وليس بعده.
    تناول بعض حبات من المشمشية قبل الإفطار يساعد على تنظيف القولون وتهيئته لاستقبال الطعام لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف. في حالة تناول قمر الدين مطبوخا أو كمهلبية يكون بعد تناول الطعام بساعتين على الأقل أو تناوله كوجبة خفيفة في السحور.
    مرضى السكري لا يوجد تحذير لهم من تناول قمر الدين عصيرا أو مطبوخا ولكن من دون إضافة سكر، ويمكن استخدام بدائل التحلية الصناعية.
    • تجنب قدر المستطاع الزبد والشحوم الحيوانية واللحوم المصنعة والمدخنة (اللانشون، الهامبرجر ..) والأطعمة المقلية (بطاطس، سمك مقلي، سمبوسة ..) والتي تحتاج لكمية كبيرة من الماء أثناء هضمها مما يسبب الشعور الشديد بالعطش، أيضا من المهم تجنب السكريات الصناعية (الشكولاتة، المربى، المشروبات الغازية ..) فليس كل ما هو سائل يروي الجسم، وليس كل ما ينعش الفم ينعش البدن. ومن الأفضل استخدام زيت الزيتون كمصدر دهني آمن، علما بأنه تقل فائدته بالطبخ، ولذلك يفضل إضافته إلى الغذاء بعد الطبخ أو للسلطات.
    • إدمان المشروبات المنبهة (الشاي والقهوة والكولا) إضافة إلى التدخين، من أهم أسباب تفاقم الصداع أثناء فترات الصوم، فضلا عن أعراض التوتر والقلق والأرق، لذلك يجب الحرص على تقليل معدل تناول هذه المشروبات قبل شهر الصوم بوقت كاف، مع زيادة الفترات بين تناولها، وتجنب تناول تلك المشروبات في الصباح واستبدالها بحبات الفاكهة الطازجة (غير ذابلة) أو بكوب من عصير الفاكهة الطبيعية غير المحلاة، وحذار من بدء الإفطار بشرب سيجارة أو تناول شاي أو قهوة لما في ذلك من إثارة للحامض المعدي بشكل مؤذ يزيد من معاناتها وإصابتها بالقرح.
    • الأجبان الطازجة أفضل بكثير من الأجبان المطبوخة (الرومي والفلمنك والشيدر ..)، والبيض المسلوق أفضل من المقلي لسهولة هضمه، فضلا عن اللبن الزبادي أو الرائب، والفول المدمس مع زيت الزيتون والليمون .. كلها برفقة الخضروات الغنية بالماء كالخس والطماطم والخيار ومع الخبز الكامل (خبز الردة) من أفضل وجبات السحور الذي ينبغي أن يكون قبل أذان الفجر بوقت كاف لا يقل عن ساعة.
    وأخيرا أثبتت الدراسات الطبية أن صوم رمضان بدون خمول وكسل وأكل بإسراف يخلص الجسم من قرابة عشرة كيلو جرامات من الشحوم والدهون التي تتراكم بداخله وتؤثر على الوظائف الحيوية للأعضاء والأنسجة.
    فإنزيم «إذابة الدهون» لا يتم إفرازه إلا حينما يتوقف الإنسان عن الأكل لفترة تصل إلى 12 ساعة متواصلة مع تجنب الوجبات الدسمة عند العودة للأكل، وهذا الإنزيم يذيب الشحوم المتراكمة على الكبد والكليتين خاصة، وهي نفس الطريقة الموجودة لدى الجمل الذي يستطيع الاستفادة من دهون السنام لعدة أيام بعد أن يفرز هذا الأنزيم فيحولها إلى طاقة.
    اسلام ويب ( د / خالد سعد النجار )
                  

06-10-2016, 12:48 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان.. بوابة السعادة الأسرية
    الزوجة والزوج.. ذلك الجسد الواحد والنفس الواحدة، والنبض المشترك، والروح الساكنة في ظل المودة والرحمة، عندما يفوح أريج رمضان ما عساهما أن يفعلا لينهلا من عذب أنهاره، ويطعما من طيب ثماره، وينالا جنة الله ورضوانه.. وفي الوقت ذاته يقاومان فتن الحياة وهمومها، ويطفئان لهيب المشكلات وشررها؛ معًا نحلق في سماء الأزواج في رمضان؛ بحثًا عن الإجابة في تحقيقنا:
    حياة الطاعة
    عزيزة البنا «ربة منزل»: أتعاون أنا وزوجي على البر والتقوى في رمضان، ونكون قدوة لأبنائنا، حيث نجتمع في صلاة التراويح في مسجد يتوافر فيه الخشوع والسكينة، فنجد السعادة معًا في بيت الله، كذلك نتعاون بحب في فعل الخيرات وصلة الأرحام، والإنفاق والابتهال والدعاء، وتدبر القرآن، ونستشعر معًا قيمة الصيام والاعتكاف، ونضع برنامجًا لنا وللأهل والجيران.
    هبة عبد المنعم «مدرسة تربية فنية»: إنه حقًا شيء رائع، أن يجتمع الزوجان على عمل برنامج رمضاني لهما أولاً، ولغيرهما ثانيًا، وقد حدث ذلك بيننا بالفعل في العام الماضي، حيث كان من أسعد الشهور الرمضانية التي مرت عليَّ، حيث كان لي ولزوجي برنامج عبادي مشترك خاص بنا، وجلسات إيمانية نتضرع فيها إلى الله بالدعاء، وقد دعوت الله بدعاء كان في استجابته حل لمشكلة أسرية بيننا، وعلو لإيماننا، وارتباط قلوبنا، وزيادة ودنا، ولله الحمد والمنة.
    مشكلات حتى في رمضان
    هند محمد «ربة منزل»: لا نستطيع أنا وزوجي منع مشكلاتنا في رمضان، نظرًا لاختلافنا في الآراء والطباع، وقد ذهبنا للعمرة لعامين متتاليين، ولكن دون جدوى.
    ربيعة علي «ربة منزل»: الضغوط كثيرة عليَّ من زوجي وأهله، وأنا عصبية جدًا ودائمة الانفعال، فكثيرًا ما أسب وأهجر زوجي وأقاطعه خلال رمضان وبعده، فأرجو من الله الهداية.
    هكذا يمضي رمضان
    أسماء حمدي «ربة منزل»: نتقرب إلى الله كثيرًا أنا وزوجي في رمضان، ويكون بيننا أعمال مشتركة من الطاعات، ونجتمع أحيانًا لمشاهدة بعض البرامج الدينية المعدة لهذا الشهر، أتمنى - هذا العام - أن أحفظ كتاب الله، وألا يضيع وقتي فيما لا يفيد.
    الحاجة نبيلة «هيئة النقل والمواصلات»: نحن نعيش كغيرنا في رمضان، بين العمل والعودة لإعداد الإفطار، ثم الإفطار، ومشاهدة التلفاز، وبالطبع هناك تلاوة القرآن، ونحرص على ختم القرآن في رمضان، لكن لا نصلي التراويح في المسجد؛ لأن زوجي لا يحب ذلك، فأصليها أنا وابنتي في المنزل، ولا يوجد برنامج مشترك بيني وبين زوجي في أي أمور عبادية في رمضان، فمشاهدة التلفاز تلتهم الوقت حتى وقت متأخر.
    زوجي قدوة
    دينا كامل «طبيبة»: نحرص في رمضان على تواجدنا معًا كأسرة، وزوجي يمثل لي القدوة دون أن يتحدث، فكلامه قليل وفعله نموذج يحتذى به، ويقتصر عمله معي على التذكير والاطمئنان على حالي مع الله، وصلاتي، وتلاوتي لكتاب الله، ونجد في رمضان سعادة بهذه العبادة المشتركة وسكينة تملأ قلوبنا ولا تجد المشكلات في ظل عبادتنا سبيلاً إلينا في رمضان ولا بعده، فكل منا يسعى لأن يعامل صاحبه بما يرضي الله.
    طارق عبد الله «طبيب»: أرى أن لزوجتي الحق في العبادة نفسه التي أتمتع بها في رمضان لذلك فأنا أصلي نصف التراويح في المسجد، ثم أعود لتكمل هي الأربع ركعات الأخريات، وأرعى الأبناء حتى تعود، وهكذا نستشعر السعادة الإيمانية والأسرية.
    صفحة جديدة.. مع الصيام الحقيقي
    يقدم لنا د. علي سليمان - أستاذ علم النفس الإرشادي بجامعة القاهرة - نموذجًا تطبيقيًا للتعاون الزوجي المشترك في رمضان، فيقول: رمضان يتميز بروحانية خاصة؛ لأنه شهر مفضل على سائر الشهور، ففيه تقيد الشياطين، وتفتح أبواب الجنة، ويضاعف الأجر، ويصبح الصوم جُنة من كافة أعراض الدنيا، حيث تصوم الجوارح كلها عن الحلال، فكيف بالحرام!!!
    ومن ثم فلابد للزوجين من برنامج لتطهير النفس، وذلك بالصيام الحقيقي، صيام العين والأذن والقلب والروح، ذلك الصوم الذي يفتح لهما صفحة جديدة من العلاقات الزوجية الإنسانية الراقية، حيث ينتقلان من عالم الشهوات إلى عالم الروحانيات، الذي كلما اقتربا منه تطهرت نفساهما، فابتعدت المشكلات، وتضاءل حجمها لانشغالهما بما هو أسمى، من إطعام الطعام للفقراء من الأقرباء والمساكين من المسلمين، وصلة الأرحام، وإفطار الصائم على التمر والماء، ورعاية الأيتام، وإدخال السرور على قلوبهم وإشعارهم بأننا آباء لهم مكان آبائهم، وكذلك كبار السن الذين نحاول أنا وزوجتي رسم البسمة على شفاههم، تلك الفرحة التي نراها على وجوههم تنتقل إلينا فتسعدنا، فإذا سعينا في حل مشكلات الآخرين المادية والمعنوية، عولجت مشكلاتنا، ذلك لأننا لا نريد بذلك إلا وجه الله وإرضاءه، فكان حقًا على الله أن يرضينا.
    غرس رمضان.. وسعادة الزوجين
    وكذلك؛ فإن رمضان يؤسس فينا مبدأ الشورى، كما يوجد لدينا استعدادًا للتسامح والعفو والمغفرة، ورد السيئة بالحسنة، وهو يربي فينا القناعة وعدم الإسراف اللذان يؤديان إلى العديد من المشكلات بين الأزواج، حيث يستدين الكثيرون لرد الدعوات والإنفاق عليها، ويباهون ويتفاخرون بذلك، مع أنه يكفينا في إفطارنا التمر والماء لنتمكن من العبادة والطاعة وعمل الخير الذي يعمق الحب بين الزوجين ويطهر النفس فتزول الهموم والمشكلات.
    ولو حدث خلاف بيني وبين زوجتي قلت: إني صائم، فتخجل هي من نفسها وتنتهي كثير من المشكلات دون تطورها، فلابد من أسلوب إنساني للتفاهم، ولابد من سلوك إيجابي وخلق سامٍ لكلا الزوجين يحل كل الخلافات؛ حتى يكون صومنا خالصًا لوجه الله تعالى.
    تناسب طردي
    ويضيف د. علي سليمان: إن حياة الطاعة هي حياة السعادة ولن تتحقق السعادة مطلقًا بعيدًا عن الله، والسعادة بين الزوجين والود والسكينة تنعكس آثارها على الآخرين، حيث تفيض سعادة الزوجين على الغير، وكلما أسعد الآخرين طاعة لله انعكست سعادتهم على الأسرة كلها وقَلَّتْ مشكلاتها، فالعلاقة بين عادتهما الزوجية الإيمانية وبين إسعاد الآخرين علاقة طردية.
    وكل ذلك ينعكس على أبنائنا، حيث لا نحتاج إلى إسداء الكثير من النصائح، بل يكفي السلوك الإيجابي، بحيث نكون نموذجًا لأبنائنا.
    نادية عدلي- اسلام ويب
                  

06-10-2016, 12:51 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    " إني صائم " اجعلوه شعاركم طول العام
    رمضان مدرسة سنوية تفتح أبوابها ثلاثين يومًا؛ ليتعلم فيها المؤمن مناهج الصبر، والإخلاص، والمراقبة، والتعاون، والإيثار، وغيرها من معالي الأخلاق، التي تصحبه في مسيرة العام، ولهذا احتفى به الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحابته، وأنزلوه منزلته، باعتباره شهر الصبر والمواساة، فهل يدخل المسلمون جميعًا هذه المدرسة الرمضانية؟
    وكيف يستفيدون من مناهجها في تقويم أخلاقهم، وتعديل سلوكهم، وصلاح ذات بينهم على مدار العام؟
    وماذا لو شاعت هذه الأخلاق في البيت والمسجد والسوق والعمل؟
    وما الخطوات اللازم اتباعها، ليخرج المسلمون من هذا الشهر الكريم بتقدير (قريب من الله)، فتصير أخلاقهم ومعاملاتهم جزءًا من ثمرات شهر التقوى؟
    تساؤلات يجيب عنها التحقيق التالي:
    مصحة الصوم
    يشير د. أحمد عبد الرحمن - أستاذ الأخلاق - إلى أن الأصل في رمضان أن يؤثر في أخلاق الناس، وينعكس على التزامهم بالصيام، والقيام، والعبادات، والمعاملات المختلفة، وقد حدث فعلاً تحسن كبير في الآونة الأخيرة، وأذكر أنه في أيام جمال عبد الناصر كان الصيام موضة قديمة - مثل الحجاب - حتى أن مبنى التليفزيون كله كان فيه شخص واحد صائم، إلا أن هذا لا يمنع أن هناك مسلمين لا يفهمون من الصيام، إلا الامتناع عن الأكل والشرب، أما الصيام بمعناه الواسع، الذي يشمل الامتناع عن آفات الجوارح والمفاسد الأخلاقية، فقليل من المسلمين من يلتزم به.
    ويرجع ذلك إلى العادات التي تأسر صاحبها وتؤثر فيه، بحيث يصعب التغلب عليها، فتتغير عادة شخص من الإسراف في الأكل، أو الشرب، أو غيره من العادات الغذائية والسلوكية السيئة أمر صعب.
    وبعبارة أخرى، فإن الفهم السليم لرمضان وحقائقه غير متوافر لدى بعض الصائمين، فرمضان في حقيقته يشبه المصحة التي يدخل فيها المسلمون ويخرجون منها أصحاء بعد أن غيروا عاداتهم السيئة، والتزموا بالأوامر الشرعية، وتمت صياغتهم صياغة إسلامية صحيحة.
    فإذا خرج الصائمون من رمضان بنفس عاداتهم وأخطائهم السابقة، فكأنهم لم يستجيبوا للعلاج الرمضاني.
    ملتقى الفضائل
    أما الشيخ سلمان العودة - الداعية الإسلامي - فينظر إلى رمضان على أنه مدرسة الأخلاق، ومجمع المكارم، وملتقى الفضائل.
    لكن آفة عدد من الصائمين أنهم لا يدركون هذه الأسرار، أو قد تغيب عنهم أشياء كثيرة من حكم الصيام، فإذا كانت التقوى هي الحكمة الجامعة النافعة من الصيام، فهناك حكم وأسرار أخرى للصيام في بناء الأخلاق الفاضلة لمن تأمل وحفظ الصيام، ولو قال قائل: إن للصيام أثرًا عظيمًا في الإخلاص والصبر، والخوف والرجاء، والبر والصلة، والذكر والمراقبة، والحياء والحلم، والتوبة والحرية، وتهذيب الغرائز، والجود والجهاد، وغيرها من الفضائل لما كان مبالغًا.
    فالصائم الحقيقي يربي نفسه على الإخلاص ويستجيب لدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم): «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»، فلا يصوم رياء ولا سمعة، بل إخلاصًا لله.
    كما أن الصوم درس عملي في الصبر، وليس في الامتناع عن أكل وشرب ما حرم الله فقط، بل وعن ما أحل الله من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وفي ذلك ترويض للنفس، وتهذيب للغرائز، وطرد للطمع والجشع، بل درس في تحمل الأذى والحلم والصفح بسلاح «إني صائم».
    وفي رمضان يجاهد الصائم نفسه وشيطانه في معركة الشهوات والشبهات، وينتصر على دواعي الرذيلة ومنكرات الأقوال والأفعال، بحفظ لسانه عن الكذب والغيبة وقول الزور، وحفظ سمعه وبصره عن السماع، المحرم والنظر المحرم، وحفظ رجله عن المشي إلى الحرام، ويده عن الحرام.
    الصوم يزكي خلق المراقبة وينشطه؛ لأن الصائم يمسك عن المفطرات كلها الحسي منها والمعنوي، فنراه أمينًا على نفسه، رقيبًا عليها، متمثلاً هيبة مولاه ورقابته عليه، واطلاعه على كل حركاته، يقول العارفون: «لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله إلا أحسن الله فيما بينه وبين الناس».
    والحياء خلق يبعث على فعل الحسن، وترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، وهذا يدعمه الصيام، ويصونه رمضان، فالمسلم يستحي أن يقدم على منكر من القول أو الفعل وهو صائم، ويستحي أن يؤذي مسلمًا وهو صائم، وهكذا يغلب الحياء كلما همت نفسه الأمارة بالسوء، بما يخدم الصيام، ولا يتناسب مع جلال الشهر.
    وقال الحسن البصري (رحمه الله): «أربع من كن فيه كان عاقلاً، ومن تعلق بواحدة منهن كان من صالحي قومه: دين يرشده، وعقل يسدده، وحسب يصونه، وحياء يقوده».
    أما الحلم، فإنه خلق عزيز للصوم، تأثيره ظاهر فيه، كيف لا؟ والصائم يعلمه الرسول (صلى الله عليه وسلم): «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم»، فهو بالحلم يسيطر على نفسه ومشاعره، ويتنازل عن جهل الآخرين عليه، ويعفو ويصفح، ويتجاوز ويغفر.
    مدرسة الصوم
    ويضيف الشيخ سلمان العودة أن الناس يتفاوتون في الاستفادة من مدرسة الصوم، وتطويع النفس على الأخلاق الفاضلة على الدوام، فمن الناس من لا يستفيد في رمضان ولا في غيره في إصلاح خلقه، وتزكية نفسه، وهذا الصنف ظن أن الصيام إمساك عن الطعام والشراب، فحسب، وجهل حكمة الصيام وحقيقة التقوى الناجمة عنه، بينما يستفيد آخرون من درس رمضان، وينهلون من مدرسة الأخلاق في رمضان، لكنهم يضعفون عن المواصلة بعده، وربما فهموا خطأ أن ترك الحرام، أو عدم التقصير في الواجبات من سمات شهر رمضان فقط، فإذا انتهى رمضان عادوا إلى ما كانوا عليه من التقصير، وترك الواجبات، وإلى فعل المحرمات كأكل الربا، والغش، والغيبة، والفحش، والبذاءة، وشرب الدخان، والمخدرات.
    وصنف آخر هم المصطفون الأخيار الذين وفقهم الله لتزكية نفوسهم في رمضان، وواصلوا تزكيتها في سائر العام، وهنا فالجميع يحتاج لأمر مهم يضمن النجاح في مدرسة الصوم والأخلاق الفاضلة في رمضان، وهو التوبة والإنابة من الأخطاء والسيئات، والاستغفار الذي نختم به كل عمل نؤديه.
    وحق على كل صائم أن يسأل نفسه، ماذا بقي له من آثار الصيام؟ وماذا سيخلفه في حسن الأخلاق وكريم الخلال، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: «الغيبة تخرق الصيام والاستغفار يرقعه، فمن استطاع منكم أن يأتي بصيام مرقع فليفعل».
    منحة ربانية
    ويعتبر د. نبيل السمالوطي - أستاذ الاجتماع بجامعة الأزهر - رمضان منحة إلهية للإنسان، أو بتعبير آخر أوكازيون للحسنات الإلهية، فهو يفتح أبواب السماء لتوبة البشر وإصلاحهم، والعفو عن سيئاتهم «ألا إن في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها، عسى أن تصيبكم نفحة فلا تشقوا بعدها أبدًا».
    فالحسنات فيه تضاعف التطوع بفريضة، وهو شهر الصبر، والصبر جزاؤه الجنة، وهو شهر المواساة، مواساة المحروم والمسكين، فهو يعلمنا الصبر والحلم، والعفو عند المقدرة، والمراقبة، وصلة الأرحام، وحب الآخرين، تطبيقًا لقوله (صلى الله عليه وسلم): «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
    والأصل في هذا الشهر أن يكون شهر الزهد والتخفف من شهوة البطن، والشعور بحال الفقراء والمحرومين، ولكن الواقع الاجتماعي لا يترجم هذه المعاني، فما زال بعض الموظفين يتهربون من أعمالهم، ولا ينجزونها بحجة «الصيام»، وفي المواصلات تضيق أخلاقهم ويثورون لأبسط الأسباب، ويطلبون العذر لأنهم صائمون.
    ويسجل المسلمون في هذا الشهر أعلى نسبة إنفاق واستهلاك للأكل والشرب، بما يعادل أربع أمثال ما ينفقه في غيره من الشهور، وفي هذا إرهاق لميزانية الأسرة، وعبء على اقتصاد الدولة.
    ويُرجع د. السمالوطي أسباب هذا الفتور الاجتماعي بعد رمضان إلى:
    (1) انخفاض الوعي الديني لدى العامة من الشباب والشيوخ والنساء والرجال، والقصور في فهم حكمة الصيام وحقيقته، وأنه ليس مجرد امتناع عن الأكل الشرب والجماع فترة من اليوم، لكنه صوم للجوارح عما يغضب الله، وهذا ما شدد عليه الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
    (2) عدم قيام الدعاة والجمعيات الدينية والشرعية بواجباتها في التوعية الدينية، وفي التوجيه، وتقديم القدوة الصالحة.
    (3) آفة الإعلام، فبرغم وجود قنوات دينية وبرامج هادفة تتناسب مع طبيعة الشهر الفضيل، فإنه يقابلها عشرات القنوات التي لا تلتزم بالضوابط الشرعية ولا الأخلاقية فيما تعرضه، ولا تراعي حرمة هذا الشهر، بل تجعله موسمًا للتنافس في عرض البرامج والمسلسلات، التي كثيرًا ما تتصادم مع القيم والثقافة الإسلامية.
    وعن إمكانية تغيير العادات والأخلاق السلبية في رمضان لتكون زادًا، يرى د. أحمد عبد الرحمن أن هذا ممكن للمسلم بعدة وسائل مساعدة منها:
    (1) الإقبال على معرفة دينه، وقراءة القرآن والحديث الشريف، ومجالسة العلماء، ومخالطة الصالحين.
    (2) تذكر الآخرة وما فيها من ثواب وعقاب، وما أعده الله للمتقين، وما يمكن أن يتزود به المسلم في شهر التقوى.
    (3) تنويع الأعمال أثناء اليوم ما بين القراءة والصلاة والذكر، والمشاهدة، والاجتماع، والحديث مع الأهل.
    (4) اختيار البرامج الهادفة في الفضائيات مثل: الأحاديث الشيقة، والبرامج الاجتماعية الهادفة.
    (5) القسط في النوم، بحيث يأخذ الجسم حقه في الراحة أثناء الصيام بشرط أداء عمله، وعدم تعطيل مصالح الناس.
    (6) الاجتهاد في قضاء مصالح الناس، وهذه عبادة عظيمة؛ لأن كل مسلم له عبادة خاصة.
    ومن جانبه يرى د. السمالوطي أنه لا بد أن تقوم الأسرة بدورها، والمدرسة، في التوعية الدينية والتوجيه والقدوة، وكذلك مؤسسات التنشئة والإعلام.
    والإنسان نفسه يستطيع أن يدرب نفسه على الصبر وعلى الحلم والمراقبة، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: «من يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتعفف يعفه الله»، ويقول: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات»، فعلى الإنسان أن يجاهد نفسه وأهواءه بقدر الإمكان، ويسأل الله أن يعينه على أخذ نفسه بالقيم، وهو ما يعرف بالتدريب الذاتي.
    اسلام ويب
                  

06-10-2016, 12:54 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    حتى لا يفسد صومك !!
    رمضان شهر عبادة وليس شهر صوم فقط، فهو جامع للصلاة والصيام والزكاة والعمرة والصدقة وتلاوة القرآن وصلة الأرحام، وكل أعمال البر والطاعة، فعلى المسلمة أن تهيئ نفسها لاستقبال هذا الشهر بالتوبة والصدق والعزم على الطاعة وفعل الخيرات.

    وقد تقع بعض النساء في المحاذير التي تخرج هذا الشهر عن خصوصيته، وتوضح لنا الأستاذة عزة سمير - الداعية الإسلامية، ومدرسة التنمية البشرية - هذه المحاذير في النقاط التالية:

    1 - احذري الحماس للعبادة أول الشهر، ثم الفتور شيئًا فشيئًا، وحتى لا يحدث ذلك لا بد أن تجلسي مع نفسك قبل رمضان لإعداد جدول للعبادة في هذا الشهر يشمل الصيام والصلاة وصلاة التراويح وختم القرآن والصدقة وإطعام الطعام وصلاة النوافل وصلة الأرحام، ومساعدة المحتاج، وجميع العبادات حتى تحاسبي نفسك يوميًا، وتقيمي عملك أولاً بأول حتى تتداركي أي تقصير قبل فوات الوقت والندم عليه، ودائمًا اكتبي نيات كل عمل حتى إذا شعرت بالفتور رجعت لهذه النيات ليتجدد الحماس.

    2 - لا تتساهلي في أداء الصلوات أو تركها بحجة الانشغال في المطبخ أو رعاية شئون المنزل والأولاد، فالصلاة ركن مثل الصيام، ولا يعقل الحفاظ على الصيام والتفريط في الصلاة، ولا سيما أنها أعظم منزلة عند الله تعالى.

    3 - لا تكثري من الجلوس أمام التلفاز؛ لأن ما يعرض فيه من مسلسلات وأفلام ومسابقات وغيرها مضيعة لأعظم وقت في السنة؛ فضلاً عن أن بعض هذه البرامج فيه من المحرمات.. والأولى استغلال كل دقيقة في الطاعات حتى الأمور الحياتية العادية يمكن أن تصبح عبادة باستحضار النية لله.

    4 - لا تجلسي في مجالس الغيبة والنميمة واللغو والكلام عن فلانة وعلانة، وتضييع الوقت في الكلام بالهاتف بحجة (سلى صيامك)، فتكوني قد صُمت عن الأكل والشرب المباح وأفطرت على لحوم البشر، والرسول (عليه الصلاة والسلام) يقول: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه».

    5 - تجنبي التجوال فى الأسواق وإهدار الوقت في شراء مستلزمات رمضان وحاجيات العيد، والأولى توفير وقت رمضان فى العبادة، وقومي بشراء كل ما يلزمك لرمضان والعيد قبل بداية الشهر الكريم حتى تتجنبي الزحام وتضييع الوقت، وتذكري أن رمضان شهر ترشيد الاستهلاك وليس العكس.

    6 - احذري المكث في المطبخ لساعات طويلة لتحضير أطايب الطعام والحلويات والعصائر، وتضييع وقت السحر في تحضير السحور؛ فشهر رمضان شهر صوم وليس شهر أكل.. ، أما أن تقضى المسلمة وقت رمضان فى التفنن فى تحضير كثير من الأصناف لليوم الواحد، مما يصيب أهل البيت بالتخمة وعدم القدرة على تأدية الصلاة والعبادة، فليس هذا هو المقصد من عبادة الصوم، والأولى أن تجعلي طعامك صحيًا ومتوازنًا، وتتبعي السنة .

    7 - لا تضيعي وقتًا طويلاً في النوم؛ فبعض النساء يظللن مستيقظات طوال الليل أمام التلفاز أو أحاديث السمر، أو حتى في تحضير وجبة السحور، ثم ينمن قبل الفجر مباشرة ويضيعن صلاة الفجر ويظللن نائمات حتى الضحى، أو وقت الظهر، ومن الأفضل النوم عقب صلاة القيام، ثم الاستيقاظ قبل الفجر لصلاة التهجد والسحور، ثم صلاة الفجر، ثم الجلوس للشروق، وبعدها يمكن الحصول على قسط آخر من النوم، واجعلي نيتك في النوم التقوي على الطاعة، حتى يحسب لك فيه أجر، ولا بد من حسن إدارة الوقت في كل حياتنا، وبالأحرى في رمضان فوقته من أثمن الأوقات.

    8 - لا تحزني إذا رأيت الحيض، أو أصبحت نفساء؛ فهذا عذر عارض يمنع صاحبته من بعض الطاعات كالصيام والصلاة، لكنها تستطيع بالمحافظة على نيتها أن تأخذ أجر ما كانت تعمله وهى صحيحة من العبادة والطاعة، ولم يمنعها عن مواصلتها إلا هذا العذر، وتستطيع أن تقضى وقتها في الذكر والتسبيح والدعاء، وسماع القرآن، وسماع المفيد من الخطب والدروس، وإطعام الطعام، ومساعدة المحتاج، وتوزيع الصدقات، والكثير من أعمال البر والطاعة.

    9 - احرصي على معرفة أحكام دينك؛ فبعض النساء يجهلن كثيرًا من أحكام الصيام، وصلاة الجماعة، والطهارة، وأحكام الحمل والرضاع، والحيض والنفاس فيقعن فى محظورات قد تفسد صومهن أو صلاتهن، ولذا يجب عليها معرفة هذه الأحكام حتى تحفظ عباداتها من النقص أو الفساد.

    10- لا تصطحبي أطفالك الصغار للمسجد في صلاة التراويح، مما يسبب الإزعاج للمصلين فتؤدى سنة وتقعي في الإثم بإيذاء المصلين، أو تتركي أولادك في الشارع حتى تذهبي للصلاة فتؤدى سنة وتقصرى في واجب رعاية الأولاد... وإليك اقتراحًا قد يكون مفيدًا يمكنك الاتفاق مع مجموعة من أخواتك لتصلين التراويح في المسجد على أن تستأجرن أختًا لرعاية أولادكن.. أو تتبادلن رعاية الأولاد فيما بينكن، فتمكث إحداكن مع الأولاد، وتصلى باقي الأخوات؛ فتتمكن كل واحدة من صلاة القيام في المسجد معظم الأيام.
    منى أمين-اسلام ويب
                  

06-10-2016, 12:57 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أبناؤنا تلاميذ فى مدرسة رمضان
    تربية الأبناء عملية مستمرة على الوالدين أن يستثمرا فيها المواقف والمناسبات التى تتكرر كل عام، ورمضان أهم هذه المناسبات جميعًا، التى يمكن استغلالها فى تربية أبنائنا فيصيروا تلاميذ فى المدرسة الرمضانية، يتعلمون منها القيم التى تشكل شخصياتهم طوال حياتهم

    ـ فكيف نستثمر رمضان تربويًا ؟

    - الإجابة في سطور الحوار التالي مع الدكتورة زينب حسن - أستاذة التربية بجامعة عين شمس.

    ـ في البداية ما هي أهم القيم التي يمكن أن يتعلمها الأبناء في الجو الإيماني الرمضاني؟

    - يختلف استقبال رمضان من وسط اجتماعي إلى آخر؛ حيث يظهر جيدًا وبوضوح الاحتفال في المناطق الشعبية المزدحمة، وفى كل الأحوال على الأسرة أن تعد أبناءها لاستقبال هذا الشهر، وتغتنمه فرصة لبث القيم التربوية في نفوسهم مثل: قيم التحمل، والصبر، والتعاون، والتكافل، والتعاطف، هذا بخلاف المواظبة على العبادات والصلاة فى المساجد بصحبة الأسرة، والتدرب على الصيام، كل حسب سنِّه وقدرته.

    ـ كيف يكون رمضان فرصة لتعليم الصغار قيمة الادخار؟

    - الطفل في هذا الشهر لا يحتاج مصروفه اليومي إذا كان صائمًا، وهذه فرصة لتعليمه الادخار بتوفير حصالة، وتشجيعه على أن يضع فيها مصروفه أو بعضه، حتى يتجمع لديه مبلغ من المال يشترى به ما يحتاج إليه من لعب وملابس، وكلما رأى الطفل صدق الكبار فى وعودهم - بإعطائه حصيلة ما ادخر - اقتنع بالفكرة واستمر فى تنفيذها.

    ـ كيف يكتسب الطفل مراقبة الله من خلال الصوم؟

    - الصيام هو الفريضة التى تكون بين الإنسان وربه، ولا يمكن أن يعلم حقيقتها إلا الله، فمن الممكن أن يتظاهر الشخص بأنه صائم، ثم يأكل ويشرب عندما يخلو إلى نفسه، فعلى المربين أن يُفهموا الطفل أن الله مطلع عليه، ويراه حيث لا يراه الناس، وبذلك يدرك الطفل معنى الأمانة، والتحمل، والصبر، ولا تسوِّل له نفسه أن يضعف أمام الجوع والعطش، فيأكل ويشرب، ثم يستمر فى ادعاء الصوم.

    ـ هل رمضان وسيلة تربوية لغرس قيمة الصدق فى أبنائنا؟

    - وردت كلمة الصدق ومشتقاتها فى القرآن الكريم أكثر من مائة مرة، مما يؤكد أهمية هذه القيمة، وهذا هو مدخل تحبيب الأبناء فى الصدق، آخذين الأمثلة من القصص القرآنى وقصص السنة، ووقائع التاريخ بأسلوب سهل ومبسط وبطريقة مشوقة، كما أن الصدق مع النفس ومع الله في الصوم، يجعل من السهل على الفرد أن يصدق مع الناس قولاً وعملاً، وأهم من ذلك وجود القدوة الصادقة من الآباء والأمهات؛ لأن افتقاد القدوة العملية يفقد الطفل الثقة فيما يقوله الكبار.

    ـ الأطفال كثيروا الحركة والنشاط، فهل الصيام وسيلة لتعليمهم الهدوء النفسي والسكينة؟

    - على عكس ما يشيعه البعض عن الصيام من أنه سبب للعصبية والمشاحنات، فإن الصيام سبب للهدوء الناتج عن صفاء روح الصائم وبعده عن شهوات الجسد، فليقتنص الآباء فرصة رمضان لإشاعة جو الصفاء والهدوء فى البيت، بالابتعاد عن الصراخ والصوت العالى، والألفاظ التى تحبط الأطفال وتثيرهم، فيشتعل الجو فى الأسرة، وتنتقل إلى الأبناء عدوى الانفعال والعصبية.

    ـ كيف نعلِّم الطفل الصوم؟ وفى أي سن نبدأ؟

    - من خبرتي الخاصة أرجو من الآباء أن يتركوا أبناءهم يجربون الصيام عندما يطلبون ذلك، فنحن نرى أطفالاً في سن السادسة يتمنون لو صاموا مثل الكبار، وفى هذه الحالة على الأم أن تشجع طفلها، وتبدى له فرحها بأنه يكبر، لكن الصغار مثله لا يصومون مثل الكبار، وعليه أن يتناول طعامه في الصباح، ثم ينوى الصوم، وفى موعد الغذاء يتناول أكلاً خفيفًا، ثم ينوى الصوم، ويطلب منه ألا يتناول أي طعام أو شراب، وينتظر حتى الإفطار، ساعتها يبدأ فى تدريب نفسه على الصوم، ويشعر بفرحة الصائم عند سماعه مدفع الإفطار.

    ـ من خلال الجوع والتعب؛ كيف يكون رمضان فرصة للإحساس بالفقراء، وغرس قيمة التعاطف معهم فى نفوس أبنائنا؟

    - يتحقق ذلك بأن نوضح للأبناء أن الصيام يشعرنا بالفقراء عندما نجوع ونعطش، رغم أن لدينا ما نأكله على الإفطار، لكن الفقير يجوع؛ لأنه لا يجد ما يأكله على أن يكون ذلك بأسلوب سهل وشيق من خلال الحكايات والقصص التى يحبها الأبناء، وبهذا تنمو لدى الطفل قيمة التكافل الاجتماعى، والعطف على الفقراء، وحمد الله على النعمة التى يعيش فيها وعدم استقلالها وتحقيرها.

    ـ رمضان فرصة لفعل الخير وإطعام الفقراء، كيف ندمج أطفالنا فى منظومة العمل الخيرى الجماعى فى رمضان؟

    - أتمنى لو أن كل أسرة قادرة أخرجت بعض زكاة مالها فى الشهر الكريم، بحيث يشترك الأطفال فى توزيعها على المحتاجين، سواء كانت نقودًا، أو بعض المواد الغذائية والملابس، فإذا شارك الطفل فى تجميع وتصنيف وتعبئة هذه الأشياء، ثم توزيعها على المحتاجين من الجيران والأهل، صار العمل الجماعى والخيرى سلوكًا أساسيًا فى حياته يتسع نطاقه من الأسرة إلى المسجد إلى الجمعيات الخيرية إلى المجتمع بأسره.
    اسلام ويب
                  

06-10-2016, 01:01 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    فى بيتنا شيخ صائم
    بعض أمراض المسنين يعالجها الصيام، والغذاء السليم يحمى شيوخنا من بعض المشكلات المصاحبة لنهار الصوم
    رئاسة جلسة القرآن.. الإشراك فى المهام المنزلية.. استحسان الطعام الخاص.. سلوكيات تمنح المسن الرضا النفسى وترفع معنوياته
    "أفطر؟ مستحيل .. على رقبتى"، يقولها أو تقولها، تترقرق العينان بالدموع، وترتعش جنبات الفم، ويأتى الصوت متهدجًا بالبكاء، "لا يمكن إلا أن أصوم مهما كانت الظروف".

    فكل آبائنا وأمهاتنا المسنين يصرون على الصيام مهما كانت حالتهم الصحية، يتحايلون على مواعيد الدواء بتناولونه فى الإفطار والسحور فقط ، يتحملون جفاف الريق، ويتحرجون من الأخذ يرخصه الإفطار، فرمضان بالنسبة إليهم عيد سنوى لا يعرفون إن كانوا سيعيشونه عامًا آخر أم لا، ولذلك يأبون أن يضيعوا الفرصة.
    حول شيوخنا والصوم، وكيف يقضون شهرًا من الطاعة بلا متاعب صحية خاصة أن الصوم يفيد فى علاج أمراض الشيخوخة كان هذا التحقيق.

    هناك بعض المشاكل الصحية التى تصيب المسنين خلال شهر رمضان تحددها كارلا مراد خبيرة التغذية فى:

    - الإمساك:

    وهو مرض شائع عند كثير من المسنين، ولذلك يجب على المسن أن يشرب كمية من المياه، وليكن لترًا ونصف لتر ماء من ساعة الإفطار وحتى النوم .
    - كما يُنصح بتناول طبق كبير من السلطة يوميًا فى وجبة الإفطار.
    - تناول طبق مؤلف من المشمش المجفف المنقوع، ومعه الخوخ المجفف، والتين، والتمر "الخشاف".

    سوء الهضم:

    ولتجنبه تقول كارلا لكل مسن:
    قسم وجبة الإفطار إلى وجبتين صغيرتين بدلاً من واحدة كبيرة يمكن مثلاً أن تتناول الحساء والسلطة أولاً، والطبق الأساسى بعد ساعة أو ساعتين.
    - حاول أن تتناول السوائل خارج الوجبة وليس خلالها.
    - إذا كنت تعانى من الحرقة أو الحموضة توقف عن تناول المقليات نهائيًا طوال الشهر الكريم.
    - تناول كوبًا من اليانسون أو النعناع بعد الوجبة للتخفيف من أعراض الانتفاخ.
    - الحركة أفضل علاج لمشاكل الهضم، وأفضل وسائل الحركة للمسن الصلاة، فهى تخفف هذه المشاكل، وهنا تأتى أهمية صلاة القيام من الوجهة الصحية، ويجب أن تعتمد وجبة السحور على الفاكهة الطازجة مثل: الموز، وعصير البرتقال الطازج، وتعد منتجات الألبان والخبز فى السحور أفضل ما يتناوله المسن.

    علاج الضغط بالصوم
    يقول الدكتور أحمد شوقى إبراهيم - كلية الأطباء الملكية بلندن - إن الصوم يعالج كثيرًا من الأمراض، منها على سبيل المثال:
    - ارتفاع ضغط الدم البسيط والمتوسط، حيث إن الصوم يحقق الراحة النفسية للإنسان، بالإضافة إلى أن الامتناع عن الطعام والشراب نهارًا يعد أفضل علاج لضغط الدم، فعلاجه اليوم أصبح حبة واحدة كل أربع وعشرين ساعة، أو اثنتى عشرة ساعة، حبة فى الإفطار وحبة فى السحور، وعلى المريض أن يصوم ولا يفطر، أما إذا كان ارتفاع ضغط الدم عاليًا جدًا، ويستدعى العلاج فى المستشفى، أو تعاطى العلاج عدة مرات فى اليوم، فعلى المريض فى هذه الحالة أن يفطر ولا يصوم.
    - وبالنسبة لمرض السكر فى مراحله الأولى يعد الصوم أول درجة من درجات العلاج، فمريض السكر فى مراحله الأولى ينبغى أن يصوم ولا يفطر، أما إذا كان المرض شديدًا، ودخل فى مضاعفات تستدعى تناول العقاقير عدة مرات فى اليوم، أو تستدعى تناول سوائل بصورة متكررة طوال اليوم، فالصوم هنا يضر المريض.
    - وفيما يتعلق بأمراض شرايين القلب التاجية، وأهمها تصلب الشرايين وضيقها، وانسداد بعضها، وضيق بعضها الآخر، ففى الحالات البسيطة التى لا تصاحبها مضاعفات يكون الصوم للمريض مفيدًا.
    أما الحالات الشديدة أو المصحوبة بهبوط فى القلب أو مضاعفات أخرى، فالأحرى بالمريض أن يفطر.

    تصرف صغير.. وسعادة كبيرة
    إذا كان الله قد أنعم عليك بمسن يقيم فى بيتك، أبًا، أو أمًا، أو قريبًا، فإن هناك بعض السلوكيات التى ترفع معنوياته أثناء الشهر الكريم، لا تهملها وهى:
    - ليكن الشيخ أو الأم المسنة رأس جلسة قراءة القرآن اليومية، فهذا يشعره بأهميته، خاصة إذا كان أفراد الأسرة مشغولين عنه طوال اليوم بشؤونهم الخاصة.

    - إشراك المسن فى المهام المنزلية ضرورة تمنحه الإحساس بأنه لم يفقد قيمته، فتنظيف الخضر، وتنقية الأرز، وطى الملابس، أعمال تقليدية إذا تم إسنادها إلى الأم أو الجدة ستكون مصدرًا لسعادة غامرة.
    إذا كان المسن يأكل طعامًا خاصًا فإن مشاركته فيه أحيانًا، وإظهار الاستمتاع به، وامتداح طعمه يخفف عنه وطأة المرض، ومن هنا لا شيء يمنع تعميم بعض الأصناف الخاصة به فى الإفطار أو السحور، كحساء الخضر المتبل بالليمون فقط، أو الزبادى بالعسل، أو اللحم الأحمر المسلوق.

    - إذا كان المسن محرومًا من بعض الأصناف الرمضانية لأسباب مرضية، فمن اللياقة عدم الإسراف فى إعداد وتقديم هذه الأصناف مع توجيه باقى أفراد الأسرة، خاصة الأطفال إلى عدم إثارة المشكلات بسبب هذا الأمر.
    - أمام إصرار المسن على الصوم رغم أن حالته الصحية لا تسمح ذكره بأن الله منحه رخصة الفطر ليأخذ بها لا ليتحرج منها، وأنه جل وعلا يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.
    هذا هو نموذج الأسرة الغربية
    موت مئات المسنين فى فرنسا دون علم ذويهم

    "أقيم فى الطابق الأخير فى إحدى العمارات المكتظة بالعاصمة باريس، وعندما اشتد الحر لم أستطع الخروج من غرفتى، وبقيت كذلك ستة أيام دون أن يطرق بابى أى من الجيران ليسأل عن صحتى، أو حالى، إنه أمر مخجل ولكنه مجتمعنا".

    بهذه الكلمات تلخص إحدى المسنات الفرنسيات ما وصل إليه المجتمع الفرنسى من تفكك اجتماعى، وسيادة للأنانية والنزعات الفردية، فقد أظهرت موجة الحر التى اجتاحت فرنسا مؤخرًا - وراح ضحيتها 10400 شخص معظمهم من المسنين - غياب الترابط الأسرى، وعدم توافر قيم العائلة ولا قيم البر والتراحم، فقد أكدت صحيفة "ليبراسيون" أن الرائحة الكريهة وحدها تكشف لسكان العمارة أن جارهم قد توفى، وأكدت صحيفة "لوموند" أن درجة الحرارة العالية أبرزت الواجهة الأنانية التى يعيش عليها الشعب الفرنسى، وتعد مقومًا من مقوماته الحضارية.

    وقد بدأت لجنة طوارئ خاصة فى باريس فى البحث عن أسر مئات المسنين الذين ماتوا بسبب موجة الحر، والذين لم يحضر ذووهم لاستلام جثثهم.
    وهاجم هوبر فالكو - وزير الدولة لشئون المسنين - أبناء وأقارب المتوفين، وتساءل قائلاً: "هل من الطبيعى وجود 300 شخص من المتوفين لم يتم دفنهم حتى الآن؟! إننى أشعر بالصدمة لأن 300 أسرة لم تدرك بعد أن جدًا أو أمًا قد توفيا".
    اسلام ويب
                  

06-10-2016, 01:03 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    حتى يكون رمضان موسمًا للسعادة الأسرية
    يأتى رمضان فتسرى روح إيمانية فياضة فى الفرد المسلم، ويتسابق الجميع فى الطاعات من قراءة قرآن، وصلاة، وقيام، وصدقة، وهذا جميل وطيب.
    وهناك صورة أخرى لزوجة تقضى نهارها فى المطبخ تعد الإفطار، وترعى شئون البيت، وزوج منكب على المصحف لا يتركه، وكلاهما مثاب، ولكن ماذا لو ترك الزوج مصحفه ولو لنصف ساعة، وساعد زوجته ليعودا سويًا يقرآن ويدرسان؟ لابد أن الصورة ستكون أجمل حين يجتمعان على الطاعة، ويجمعان الأولاد من حولهما فحينها سيؤجر الزوج على إعانة أهله، وستجد الزوجة وقتًا لتتنسم نفحات الإيمان العطرة، ومعها نفحات السعادة الزوجية، والتضافر على الطاعة.
    **تسابق وتنافس***
    يقول الدكتور إبراهيم محمد قنديل - أستاذ الحديث بجامعة الأزهر - إن المشاركة فى الطاعات تولد المودة والحب بين الزوجين والأبناء، وتدعم أواصر القربى والصلة، وما أجمل، وما أروع أن ترى الأسرة المسلمة وهى تتوجه إلى المسجد بأبنائها وأحفادها بملامح مستبشرة وخطوات ساعية إلى رضوان الله,.
    وقد قال النبى (صلى الله عليه وسلم): "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل، فتوضآ، فأسبغا الوضوء، ثم صليا ركعتين لله كتبا عند الله من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات" وهذا يوضح مدى أهمية الاجتماع على الطاعة، وحرص رب الأسرة على هذا الاجتماع.
    مشيرًا إلى أسرة خصصت جائزة لأول شخص يختم قراءة القرآن، وفازت بها البنت الصغرى التى سبقتهم بثلاثة أجزاء، وذلك لأنها كانت تقرأ فى الحصص التى تتغيب فيها المدرسات، وفى كل وقت فراغ لديها.
    ويدعو د. قنديل أرباب الأسر آباء وأمهات أن يخصصوا جزءًا من الوقت لمدارسة القرآن تلاوة وتفسيرًا مع أبنائهم، والحرص على تعليمهم مبادئ الدين، وليكن من رمضان بداية لهذا المنهج الإيمانى الجميل.
    **ملاذ المؤمن***
    ويستهل د. صلاح الدين السرسى - كبير الباحثين بمركز دراسات الطفولة، جامعة عين شمس - رأيه بقوله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم:21].

    ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقوة ابن آدم ثلاثة، من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، ومن شقوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء" ويشير هذا الحديث النبوى الشريف أن الله (سبحانه وتعالى) خلقنا بجبلة اجتماعية، وجعل منا الشعوب والقبائل لنتعارف، ولنتعاون، وليعضد بعضنا البعض فى وجوه البر والتقوى، والذى يتأمل العبادات الإسلامية يجدها اجتماعية الطابع، والروح، والخصائص.

    فإذا كان الإنسان المسلم يمارس عباداته فى دوائر اجتماعية إسلامية، فإن الدائرة الأهم دائرة الأسرة المسلمة التى يجد فيها ما لا يجده فى غيرها، ويشبع من خلالها حاجاته الإنسانية من خلال الزوج أو الزوجة.

    فهو يستمد منها الطاقة الوجدانية حبًا، ومودة، وحنانًا، وتعاطفًا، وتفهمًا، يرتاح فيها مما يكابده من تعب، ويستعيد فى فيء تراحمها نشاطه، ويشحذ بتشجيعها همته، ويستعيد من حنوها شحن إرادته، إن خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة، أو الزوج الصالح، والصلاح هنا هو الشرط الوحيد ليجد كل منهما بغيته الإيمانية لدى الآخر، فكلاهما يمثل مرآة الآخر، فإذا قصر أحدهما لقى من رفيقه ما يعيد له قوته وعزيمته، إذا لم يستيقظ أحدهما لصلاة الفجر أيقظه رفيقه، وإذا ما استشعر أحدهما الخوف أمنَّه شريكه، وإذا خشى الفقر طمأنه قرينه بما عند الله من نعم، وخيرات لا تحصى، رغبه فى عمل الخير، وحبب إليه التعبد، والتصدق، والتواصل، والصبر على الشدائد ، منها يستمد كل منهما الزاد المادى والروحى ليكون فى الحق قويًا، وأمام المخاطر صلبًا، ومنها تتفجر ينابيع الحب الإنسانى فياضة بالخير، وهى مقياس خيرية المرء كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى"، هى ملاذ المؤمن اليوم بعد ما فسدت الكثير من الدوائر الأخرى، ومنها تنبع المحبة، والتواصل مع الله ورسوله، ومع طرفى هذه العلاقة: الزوج والزوجة، ومع بعضنا البعض، هى الآن مصدر الطاقة، وشحذ الهمم، وفيها نقتدى بسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وسيرة الصحابة (رضوان الله عليهم) والسلف الصالح، فهم القدوة، والأسوة، والمثل الأعلى الواجب علينا احتذاؤه.
    نور الهدى سعد
                  

06-10-2016, 01:06 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    لا تنسيه علي مائدة رمضان
    الخشاف صيدلية فواكه متكاملة
    الخشاف لفظ حبيب لارتباطه بأروع الشهور، رمضان المبارك الذي تستعد البيوت المسلمة لاستقباله هذه الأيام ، فهو صنف حلو يتصدر المائدة الرمضانية الفقيرة والثرية علي حد سواء ، ويتراوح بين التمر المنقوع في الماء والسكر فقط ، ومجموعة الفواكه المجففة مع المكسرات والمنقوعة في عصير قمر الدين ، والخشاف في كل صوره كنز صحي ، فالتمر وحده معجزة غذائية، إذا اكتفينا به، فما بالنا لو أضفنا له مكونات أخري; ليصبحوا معا صيدلية متكاملة ؟

    القيمة الغذائية والدوائية للخشاف يحدثنا عنها د. عز الدين الدشاري الأستاذ بكلية الصيدلة في كتابه " علاج بلا دواء " فيقول: إن الخشاف يعتبر من الأغذية التي تتميز بقيمتها الغذائية المرتفعة ، كما تتميز باحتوائها علي مواد تساعد في علاج بعض الأمراض ، فالمشمش المجفف والطازج غني بفيتامينات أ، ب 2 والحديد.

    ويحتوي المشمش الطازج علي نسبة عالية من فيتامين " سي " ، ويعتبر زيت المشمش من أهم مصادر فيتامين ه- المضاد للأكسدة ، ويستخدم لتليين الجلد ، ومنع تكوين خطوط في الجلد في مرحلة الشيخوخة.

    ويساعد تناول المشمش في مقاومة الميكروبات، وتقوية الأغشية المخاطية بالجسم، وشفاء الرئة من الأمراض الناجمة عن عدوي الميكروبات، ولقد اتضح أن تناول 3 - 6 مشمشات يوميا يساعد في الوقاية من النزلات الشعبية والربو الشعبي.
    ويحتوي التين علي نسبة عالية من السكر الذي يمد الجسم بالطاقة الحرارية، ويحتوي التين المجفف علي نسب عالية من الفيتامينات، وبخاصة حمض الفوليك الذي يتميز بقيمته الغذائية والوقائية للسيدات الحوامل، ويعتبر التين المجفف مصدرا ممتازا للحديد الذي يساعد في الوقاية من الأنيميا.ويساعد التين في علاج البرد كما يقاوم الميكروبات التي تسبب متاعب الحلق وآلامه.

    ومن فوائده أنه يفيد في علاج الإمساك والبواسير، ولعلاج الإمساك ينقع التين المجفف في الماء علي مدي ساعات الليل، ثم تؤكل 4 - 5 ثمرات من التين في الصباح قبل الإفطار، كما يشرب ماء التين الذي يحمل ذات الفائدة في علاج الإمساك.
    ويتميز الزبيب باحتوائه علي نسبة عالية من فيتامين " سي " ومضادات الأكسدة الأخري التي تساعد في الوقاية من العديد من الأمراض، ويعتبر من أهم مصادر الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم والحديد والنحاس.

    ومن فوائد الزبيب والعنب أنهما يساعدان علي إزالة السموم من الجسم ، ومقاومة الميكروبات والفيروسات ، وعلاج الروماتيزم ، وأمراض الكبد والمرارة ، وضغط الدم المرتفع، وعلاج السعال الجاف، والوقاية من أمراض القلب.
    ولقد تبين أن تناول الزبيب والعنب يساعد في تقليل دم الدورة الشهرية في حالة نزول الدم بغزارة.
    وتعتبر القراصيا (البرقوق المجفف) من أهم الفواكه المجففة التي تساعد في علاج الإمساك; لأنها تحتوي علي مادة " ازاتين " التي ثبتت فعاليتها في علاج الإمساك.
    اسلام ويب
                  

06-10-2016, 01:08 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أحسني استقبال الضيف العزيز
    شهر رمضان نفحة من نفحات الدهر من اغتنمها فاز وفرح، ومن فاتته خسر وندم، وعلى المرأة أن تقوم بما لم يتمكن الرجال من القيام به وهو إعداد البيت لشهر رمضان، وهناك بعض الوصايا التي يمكن أن تستعين بها في إعداد أسرتها لشهر الصيام ومنها:
    1 - أن تعد منزلها ماديا لاستقبال الشهر الكريم بأن تهتم بنظافة البيت وترتيبه وتنسيقه، وأن تعد المصاحف وتظهرها حتى تشعر أهل البيت بأن ضيفا عزيزا نزل عليهم وعليهم استقباله والاهتمام به.
    2 - أن تختار كتابا بالاشتراك مع زوجها تتدارسه الأسرة خلال شهر رمضان، ويا حبذا لو كان في الفقه، ومن كتب الفقه التي يمكن الاستعانة بها: ؛كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق.
    3 - أن تقوم بتحفيز الأطفال الصغار على الصيام بأن تقول لهم مثلا : من سيصوم سأوقظه من السحور، وسيصلى معي الفجر وغيرها من الجمل التشجيعية حتى يتعود الصغار على الصيام، وخاصة ونحن في الشتاء.
    4 - أن تصل رحمها وخاصة الوالدين ووالدي الزوج سواء كان ذلك في صورة مادية (في شكل هدايا) أو بكثرة الزيارات.
    5 - توطيد العلاقة مع الجيران وخاصة إذا كانوا من ذوى الرحم والتناصح معهم، وإزالة أية مشاحنات بينهم - إذا وجدت.
    6 - أن تضع خطة لشهر رمضان بأن تحدد وردا معينا من القرآن، وليكن جزءا يوميا، وتحاول تذكير الأسرة به والحفاظ عليه، وأن تتفق مع زوجها على المسجد الذي ستصلى فيه الأسرة ، ويا حبذا لو كان به مصلى للنساء حتى تستطيع الأسرة كلها أنت تصلى في جماعة، وأن تصلى صلاة التراويح.
    7 - أن تجعل من رمضان درسا لأسرتها في التعاون بأن تجعل الجميع يتعاونون معها في تجهيز السحور أو الإفطار، وفى باقي الأعمال المنزلية.
    8 - وأخيرا على الأم أن تعود أطفالها وأسرتها على ترديد الدعاء عند كل شيء على الإفطار وعند الخروج من المنزل والدخول، وعند دخول المسجد و الخروج منه فكل هذه حسنات يجعلها الله في ميزان حسناتها.
    مركز الإعلام العربي
                  

06-10-2016, 03:05 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ولم لا يفرح الصائم بطاعة ربه ..
    لم لا يفرح الصائم وهو يتقرب إلى الله بركن من أركان الإسلام .. وقد أعانه الله عليه حين حرم منه آخرون إما لعذر أو ضلال.
    لم لا يفرح الصائم وثواب الصوم لا يعلمه إلا الله ..
    جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((قال الله: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به". والصيام جُنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه)).رواه البخاري ومسلم.
    غريب الحديث:
    قوله : (جُنَّة) أي وقاية وستر يقي الصائم من اللغو والرفث. ويحتمل أنه وقاية أيضاً لصاحبه من النار
    قوله: (فلا يرفُث) المراد بالرفث هنا الكلام الفاحش. وقد يطلق على الجماع ومقدماته. وفي رواية: (ولا يجهل) أي لا يفعل شيئا من أفعال الجهل كالصياح والسفه ونحو ذلك.
    قوله: (ولا يصخب) الصخب هو الرجة واضطراب الأصوات للخصام.
    قوله: (لخلُوف) الخلوف تغير رائحة الفم.
    قوله: (الزور والعمل به) المراد بالزور الكذب. نيل الأوطار للشزكاني (4/584).
    فضائل الصيام المستفادة من الحديث مع بعض الفوائد الأخرى:
    1. أن الله اختص لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال؛ وذلك لشرفه عنده، ومحبته له، وظهور الإخلاص له سبحانه فيه؛ لأنه سر بين العبد وبين ربه، لا يطَّلع عليه إلا الله, فإن الصائم يكون في الموضع الخالي من الناس متمكِّنا من تناول ما حرم الله عليه بالصيام فلا يتناوله؛ لأنه يعلم أن له ربا يطَّلِع عليه في خلوته, وقد حرم عليه ذلك فيتركه لله خوفاً من عقابه ورغبة في ثوابه، فمن أجل ذلك شكر الله له هذا الإخلاص، واختص صيامه لنفسه من بين سائر أعماله؛ ولهذا قال: ((يدع شهوته وطعامه من أجلي))، وتظهر فائدة هذا الاختصاص يوم القيامة كما قال سفيان بن عُيَيْنة -رحمه الله-: "إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى إذا لم يبقَ إلا الصوم يتحمل الله عنه ما بقي من المظالم، ويدخله الجنة بالصوم".
    2. أن الله قال في الصوم: ((وأنا أجزي به)), فأضاف الجزاء إلى نفسه الكريمة؛ لأن الأعمال الصالحة يضاعف أجرها بالعدد, الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة, أما الصوم فإن الله أضاف الجزاء عليه إلى نفسه من غير اعتبار عدد, وهو سبحانه أكرم الأكرمين وأجود الأجودين. والعطيَّة بقدر معطيها فيكون أجر الصائم عظيما كثيرا بلا حساب, والصيام صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله, وصبر على أقدار الله المؤلمة من الجوع والعطش وضعف البدن والنفس, فقد اجتمعت فيه أنواع الصبر الثلاثة، وتحقَّقَ أن يكون الصائم من الصابرين, وقد قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}. سورة الزمر (10)
    3. أن الصوم جُنَّة، أي: وقاية وستر يقي الصائم من اللغو والرفث, ولذلك قال: ((فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب))، ويقيه أيضا من النار, ولذلك رُوي عن جابر -رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصيام جنة يَسْتَجِنُّ بها العبد من النار)). رواه أحمد، وقال الألباني "حسن لغيره"؛ كما في صحيح الترغيب والترهيب، رقم (981).
    4. أن خَلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ لأنها من آثار الصيام فكانت طيبة عند الله سبحانه ومحبوبة له, وهذا دليل على عظيم شأن الصيام عند الله حتى إن الشيء المكروه المستخْبَث عند الناس يكون محبوبا عند الله وطيبا لكونه نشأ عن طاعته بالصيام.
    5. أن للصائم فرحتين: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه, أما فرحه عند فطره فيفرح بما أنعم الله عليه من القيام بعبادة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال الصالحة, وكم من أناس حرموه فلم يصوموا, ويفرح بما أباح الله له من الطعام والشراب والنكاح الذي كان مُحَرَّما عليه حال الصوم. وأما فرحه عند لقاء ربه فيفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله -تعالى- مُوَفَّرا كاملا في وقت هو أحوج ما يكون إليه حين يقال: أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريَّان الذي لا يدخله أحد غيرهم؟
    6. في هذا الحديث إرشاد للصائم إذا سابَّه أحد أو قاتله أن لا يقابله بالمثل لئلا يزداد السباب والقتال, وأن لا يضعف أمامه بالسكوت، بل يخبره بأنه صائم إشارة ليعلمه أنه لن يقابله بالمثل احتراما للصوم لا عجزا عن الأخذ بالثأر, وحينئذ ينقطع السباب والقتال: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.. سورة فصلت (34 – 35).
    7. ومن فضائل الصوم في رمضان أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات؛ فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) رواه البخاري ومسلم.
    8. أن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة؛ فعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه)) قال: (فيشفعان). رواه أحمد، وقال الألباني: "حسن صحيح"؛ كما في صحيح الترغيب والترهيب، رقم(984).
    9. أن على الصائم إذا أراد حيازة هذه الفضائل أن يتأدب بآداب الصيام، ومنها: فعل المأمورات، وترك المنهيات، ومن تلك المنهيات ما جاء في الحديث: ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)). وقد سبق بيان معنى ذلك في غريب الحديث.
    10. أن الأجر يضاعف بأسباب جاء الشرع ببيانها، قد تكون هذه الأسباب مكانية وقد تكون زمانية، وقد تكون بحسب الأشخاص، كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن رجب: "اعلم أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب منها: شرف المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم، ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة؛ فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام)). أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة. ومنها: شرف الزمان كشهر رمضان، وعشر ذي الحجة؛ فعمرة في رمضان تعدل حجة، أو حجة مع الرسول. وقد يضاعف الثواب بأسباب أخر؛ منها: شرف العامل عند الله، وقربه منه، وكثرة تقواه، كما يضاعف أجر هذه الأمة على أجور من قبلهم من الأمم، وأعطوا كفلين من الأجر.
    11. أن الصائمين على طبقتين: إحداهما: من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله -تعالى- يرجو عنده عوض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله وعامله، والله تعالى يقول : { إنا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} سورة الكهف(30). ولا يخيب معه من عامله بل يربح عليه أعظم الربح.. فهذا الصائم يعطى في الجنة ما شاء الله من نعيم دائم لا يحول ولا يزول، قال الله -تعالى-: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} سورة الحاقة(24). قال مجاهد وغيره: "نزلت في الصائمين".
    وفي الصحيحين عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن في الجنة بابا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون لا يدخل منه غيرهم)). وفي رواية: ((فإذا دخلوا أغلق)). وفي رواية: ((من دخل منه شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا)). الطبقة الثانية من الصائمين: من يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظ الرأس وما حوى، ويحفظ البطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا، فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه، وفرحه برؤيته:
    أهل الخصوص من الصوام صومهم صون اللسان عن البهتان والكذب
    والعارفون وأهل الإنس صومهـم صون القلوب عن الأغيار والحجب
    من صام عن شهواته في الدنيا أدركها غدا في الجنة، ومن صام عما سوى الله فعيده يوم لقائه، من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت.
    وقد صمت عن لذات دهـري كلها ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي
    نسأل الله العلي القدير أن يتقبل توبتنا، وأن يتولى أمرنا، وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، وأن يلهمنا رشدنا.
    اللهم أفرحنا بإتمام الصيام والقيام، ومحو الذنوب والآثام، ودخول جنتك دار السلام، والنظر إلى وجهك يا ذا الجلال والإكرام.
    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
    http://ramadan.ws/viehttp://ramadan.ws/vie
                  

06-11-2016, 10:22 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان .. غرة مواسم الطاعات
    العمر من أجل ثروات العبد، واستثماره ديدن أهل الكياسة والإيمان، فأشد الحمق التغافل عن مواسم الطاعات، وأعظم الغبن تفويت مواطن القربات، ولولا فطنة أهل البصيرة لنفحات الله تعالى في تلك المواسم لما وجد المقربون ولا السابقون، ورغم أنف عبد أدرك رمضان ولم يغفر له، وخاب من فوت بركات الصيام في اللغو والرفث، فثواب رمضان أنفع حصاد السنين وأعظم بركة للمتقين، وكيف لا وقد تكفل لهم رب العالمين بالعتق من نار الجحيم.
    نعوذ بالله من فضول الأعمال والهموم، التي تشغل العبد عن رب الكون، فكل ما شغل العبد عن الرب فهو مشؤوم، ومن فاته رضا مولاه فهو محروم، كل العافية في الذكر والطاعة، وكل البلاء في الغفلة والمخالفة، وكل الشفاء في الإنابة والتوبة.
    قال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح:7-8]
    النصب: التعب بعد الاجتهاد، كما في قوله {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} [88/2-3].
    قال الشيخ أبو بكر الجزائري: "هذه خطة لحياة المسلم وضعت لنبي الإِسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- ليطبقها أمام المسلمين ويطبقونها معهم حتى الفوز بالجنة والنجاة من النار، وهي: فإِذا فرغت من عمل ديني فانصب لعمل دنيوي، وإذا فرغت من عمل دنيوي فانصب لعمل ديني أخروي. فمثلا فرغت من الصلاة فانصب نفسك للذكر والدعاء بعدها، فرغت من الصلاة والدعاء فانصب نفسك لدنياك، فرغت من الجهاد فانصب نفسك للحج". [أيسر التفاسير] وهذه الآية من جوامع الكلم القرآنية لما احتوت عليه من كثرة المعاني الإيمانية.
    عن محمد بن أبي عميرة - رضي الله عنه - وكان من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو أنَّ رجلاً يخرُّ على وجهه من يوم وُلد إلى يوم يموت هرَماً في طاعة الله -عز وجل- لحقره ذلك اليوم، ولَودَّ أنه رُدَّ إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب) [رواه أحمد وصححه الألباني].
    قال غنيم بن قيس: "كنا نتواعظ في أول الإسلام: ابن آدم اعمل في فراغك قبل شغلك وفي شبابك لكبرك، وفي صحتك لمرضك، وفي دنياك لآخرتك، وفي حياتك لموتك".
    قال أهل العلم: "والعبد العاقل، هو الذي يأخذ من حياته لمماته، ومن دنياه لأخراه، فالدنيا مزرعة الآخرة، وهي ساعة، فاجعلها طاعة، والنفس طماعة، فألزمها القناعة، وإلا فإن الأنفاس تعد، والرحال تشد، والتراب من بعد ذلك ينتظر الخد، وما عقبى الباقي غير اللحاق بالماضي، وعلى أثر من سلف يمشي من خلف، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه، ومن رحمة الله تعالى علينا أن جعل لنا مواسم، فيها نفحات لمن يتعرض لها ويغتنمها، يفرح بها المؤمنون ويتسابق فيها الصالحون، ويرجع فيها المذنبون، ويتوب الله على من تاب، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، لسان حالهم يقول: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ} [طه: 84].
    يقول الإمام ابن رجب -رحمه الله-: "فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرّب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تُصيبه نفحةٌ من تلك النفحات، فيَسعدَ بها سعادةً يأمنُ بعدها من النار وما فيها من اللفحات" [لطائف المعارف]
    ويقول ابن القيم: "السنة شجرة والشهور فروعها والأيام أغصانها والساعات أوراقها والأنفاس ثمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرته ثمرة طيبة، ومن كانت أنفاسه في معصية فثمرته حنظل".
    فاغتنموا مواسم الطاعات فأيامها معدودة، وانتهزوا فرص الأوقات فساعات الإسعاد محدودة، وجُدُّوا في طلب الخيرات فمناهل الرضوان مورودة، وقوموا على قدم السداد، واتقوا الله الذي إليه تحشرون.
    وورد في الأثر عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى, فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ".
    ورمضان ساحة فريدة جمعت الكثير من صنوف الطاعات: صيام وصدقة وتلاوة قرآن وذكر وعاء وقيام والعشر الأواخر من أيامه بما فيها ليلة القدر والاعتكاف وصدقة الفطر .. فمن لا يطيق فضيلة فهو يجتهد في غيرها، ومن فاتته فرصة للخير فهو يغتنم أخرى.
    إنه شهر الخير والرحمة, شهر النقاء والعفة، شهر الطهر والصفاء .. فيه تصفو القلوب، وتسمو النفوس, وترقى الأرواح .. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة) [الترمذي والحاكم وصححه على شرط الشيخين]
    وأيام رمضان ولياليه كلها مباركة، وهي أيام وليال يتضاعف فيها الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين. وتبلغ المنح الإلهية ذروتها في «ليلة القدر» التي هي خير من ألف شهر .. .. إنها ليلة التكريم الإلهي لأمة سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم .. ليلة تضاعف فيها الطاعات ألف شهر لتصبح أعمال العبد المسلم في نهاية المطاف عند الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة من العمل الصالح ما لا يمكن أن تدركه أمة أخرى.
    لذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتهيأ للرمضان تهيئة خاصة فتصف السيدة عائشة –رضي الله عنها- حاله -صلى الله عليه وسلم- فتقول: "ولم أره في شهر أكثر صياماً منه في شعبان"، والعلة في هذا هي تهيئة النفس لاستقبال هذه الفريضة العظيمة وهذا الشهر الجليل.
    إن في الصوم زكاة النفس، وضبط لغرائزها، وتقييد لجموحها وجنوحها، فضلا عن شعور جماعي بمعاناة الفقير والمعوز ، وإحساس عملي بآلام المحرومين وجوع الجائعين ومعاناة المحتاجين .. ففي الصوم يترفع المسلم عن شهواته ونزواته، وأن لا يرى في الحياة سوي متطلباته ورغباته، ولذلك شرفه الله تعالى بنسبته إلى نفسه من بين سائر العبادات، ووعد بإجزال الثواب الفريد لصاحبه، ففي الحديث الشريف: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله. قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فمه أطيب عند الله من ريح المسك» [رواه مسلم:2763]
    إن شهر رمضان بمثابة حمام روحي ومغتسل سنوي يتطهر فيه المسلم من أوضار الذنوب والخطايا .. نهاره صائم، وليله قائم، وعمله دائم: فهو بين تلاوة للقرآن، وذكر للرحمن، وشتى مظاهر الجود والإحسان.
    ألا ما أحوج أمتنا إلى أن تستفيد من هذا الشهر الفضيل، فهو موسم المتَّقين، ومتّجر الصالحين، وميدان المتسابقين، ومغتسل التائبين؛ ولهذا كان السلف إذا جاء رمضان يقولون: «مرحبًا بالمُطهِّر»! فهو فرصة للتطهر من الذنوب والسيئات، كما أنه فرصة للتزود من الصالحات والحسنات.
    اسلام ويب
                  

06-11-2016, 10:27 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    في رمضان يحلو القيام
    الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
    فإن قيام الليل من أعظم أدوية القلوب التي تزيد الإيمان وتقوي صلة العبد بربه وخالقه، وتؤهل العبد لتحمل الأعباء والمشاق في طريق سيره إلى الله ، ولهذا كان الأمر الرباني للنبي صلى الله عليه وسلم في بداية التنزيل: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} ( سورة المزمل).
    وقد وصف الله أهل الجنة فكان من صفاتهم أنهم يقومون الليل يناجون ربهم ويصلون له ويذكرونه: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)} ( الذاريات).

    وفي رمضان يحلو القيام

    إذا كان قيام الليل هو شعار الصالحين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد". فإن هذا القيام له في رمضان حلاوة و مزية خاصة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". قال الشيخ الألباني رحمه الله: (هذا الترغيب وأمثاله بيان لفضل هذه العبادات بأنه لو كان على الإنسان ذنوب تغفر له بسبب هذه العبادات ، فإن لم يكن للإنسان ذنب، يظهر هذا الفضل في رفع الدرجات كما في حق الأنبياء المعصومين من الذنوب).

    فيا أيها الحبيب: هل ألهبت جوفك حرارة المعصية؟ هل أقلقت نومك الخطيئات؟ هل نغصت وكدرت عليك عيشك كثرة السيئات؟ إذا كنت كذلك فعليك بقيام الليل وخصوصا في رمضان يغفر لك ما مضى.

    من فضائل القيام

    لقيام الليل فضل عظيم وثمرات مباركة في الدنيا والآخرة، فهو في الدنيا شرف للمؤمن فقد جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل...".

    وبه يستحق العبد درجة الصديقين والشهداء فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة ، وصمت رمضان وقمته فممن أنا؟ قال: " من الصديقين والشهداء".

    وإذا تدبرت لوجدت أن الرجل ما زاد على أركان الإسلام إلا قيام الليل، واستحق بهذه الزيادة اسم الصديقين والشهداء.

    وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن عبد الله بن عمر : " نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل".
    ومن صفات عباد الرحمن الذين أضافهم إلى نفسه إضافة تشريف أنهم يقومون الليل: { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)} ( الفرقان).

    قيام الليل طريق إلى الجنة

    كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام".

    وهو مهر الحور العين فقد قال أبو سليمان الداراني: بينما أنا ساجد إذ ذهب بي النوم فإذا أنا بالحوراء ركضتني برجلها فقالت: يا حبيبي أترقد عيناك والملك يقظان ينظر إلى المتهجدين في تهجدهم؟ بؤسا لعين آثرت لذة نوم على مناجاة العزيز، قم فقد دنا الفراغ ولقي المحبون بعضهم بعضا فما هذا الرقاد؟ حبيبي وقرة عيني أترقد عيناك وانا أربى لك في الخدور منذ كذا وكذا؟ فوثبت فزعا وقد عرقت استحياء من توبيخها إياي وإن حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي.
    إنها الحور العين التي قال عنها نبيكم صلى الله عليه وسلم: " ولو أن امرأة من نساء الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها".

    وقد بين الله في كتابه أنه سبحانه أعد لهؤلاء المتهجدين بالليل أعلى الكرامة في جنات النعيم: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)}( السجدة).
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأمر في هذا أجل وأعظم من أن يُفسر.

    ولا شك أن هذا الذي أخفاه الله من أجرهم هو أعلى الكرامة لأعلى أهل الجنة منزلةً كما سأل موسى ربه عن أعلى أهل الجنة منزلة فقال: " أولئك الذين أردت غرسَ كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم ترعين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر".

    وفي الليل تقضى الحوائج

    فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إن في الليل لساعة ، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة ، إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة ".

    وفي أحرج اللحظات وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الليل ويدعو ، حدث ذلك في بدر وفي يوم الأحزاب، فيا من ضاقت عليه الأرزاق قم الليل وسل ربك التوسعة ، يا من حرمت نعمة الولد عليك بالدعاء في جوف الليل، يا من تنشد للإسلام نصرا وعزا وتمكينا سل ربك في ظلمة الليل وفي أوقات السحر.

    ذكر العلامة ابن كثير رحمه الله أن بعض المسلمين سمع الفرنجة يكلم بعضهم بعضا فقالوا: إن القسيم بن القسيم ( يقصدون نور الدين محمود زنكي ) لا ينتصر علينا بكثرة جيشه ولا عتاده لكنه يقوم بالليل فيدعو ربه فإذا أصبح نصره علينا. فيا سبحان الله أعداؤه علموا أنه ينصر عليهم بدعواته في الليل قبل كثرة العدد والعتاد.
    فاللهم وفقنا لقيام رمضان إيمانا واحتسابا واجعلنا ممن غفرت لهم ما تقدم من الذنوب، وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه أجمعين.
    اسلام ويب
                  

06-11-2016, 10:30 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    احذر قطاع الطريق في رمضان
    الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعد:
    فقد اقتضت حكمة الله عز وجل أن يجعل هذه الدنيا مزرعة للآخرة، وميدانا للتنافس كما قال تعالى: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}.(الملك:2). وكان من فضله على عباده وكرمه أن يجزي على القليل كثيرا، وأن يضاعف الحسنات، ويجعل لعباده مواسم تعظم فيها هذه المضاعفة.

    ومن أعظم هذه المواسم شهر رمضان الذي خصه الله بإنزال القرآن ، وفرض على المسلمين فيه الصيام: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ...} (من الآية 185 سورة البقرة).

    وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يضاعف لعباده حين قال: " كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".

    ولقد من الله تعالى على العباد في رمضان بالكثير من العطايا والمنن، فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، وله تعالى عتقاء في كل ليلة من لياليه، إلى غير ذلك من فضائله، وبالرغم من ذلك كله وجدنا لصوصا وقُطَّاع طريق وقفوا للناس على طريق الاستقامة يريدون أن يتخطفوهم وينتزعوا منهم هذه الفضائل ويضيعوا عليهم الأجور، بل ويوقعوهم في الأوزار والآثام ليخرجوا من الشهر خاسرين.

    وقد روى الإمام أحمد رحمه الله بسند صححه الشيخ أحمد شاكر وضعفه الشيخ الألباني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " بمحلوف رسول الله ما أتى على المؤمنين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يعده المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر ".

    وما أصدق هذا الوصف على قطاع من الفنانين والإعلاميين الذين يختصون هذا الشهر بمزيد عمل لإضلال العباد وفتنتهم بين المسلسلات والفوازير والأفلام والمسابقات الفارغة التافهة وما يتضمنه ذلك من عري وانحلال ودعوة للفجور والعلاقات الآثمة.

    وقد حذرنا الله من اتباع سبيل هؤلاء الفاسقين والفجار:{ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)} (الكهف). وقال: { إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16} ( سورة طه).

    إن هؤلاء الذين يسرقون منا الشهر قد بين الله تعالى حقيقة ما يريدون، وأظهر ما يضمرون حين قال: { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) } (النساء).

    ولنتذكر أن الله تعالى سائلنا عن هذه الجوارح: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)} (الإسراء).

    ومن قُطَّاع الطريق هذه الفنادق والمطاعم التي تدعوك إلى تناول وجبة السحور على أنغام الموسيقى وأنواع النرجيلة( الشيشة ) وأنت تعلم أن الموسيقى والدخان من المحرمات فهل يجوز لك أن تتناول السحور ذلك الطعام الذي أخبر النبي أن به بركة وتستعد للصيام بتناول المحرم؟

    ومن قطاع الطريق مجالس السوء التي تقوم على الغيبة والنميمة وهتك أعراض الناس، والله عز وجل حرم الغيبة: { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ(12) }(الحجرات).

    وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عقوبة من يقع في أعراض الناس ويغتابهم فقال: " لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون ( يقطعون ويجرحون) وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الماس ويقعون في أعراضهم".

    وقال مجاهد: من أحب أن يسلم له صومه فليجتنب الغيبة والكذب.

    وقالت حفصة بنت سيرين: الصيام جُنة ما لم يخرقها صاحبها ، وخرقها الغيبة.

    وكان أبو هريرة رضي الله عنه وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد وقالوا: نطهر صيامنا.

    وكان جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم ، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.

    وإني أذكر نفسي وإياك بأمرين مهمين، الأول:

    أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه

    فإن تركت قطاع الطريق مع ميل نفسك لهم عوضك الله خيرا، وقد مر معنا أن الله يتولى جزاء الصائمين وفيه: "يدع طعامه وشرابه من أجلي".

    ودل على هذا المعنى أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حُرمها في الآخرة". وقوله: " من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة".

    ولأن الصائم ترك الطعام والشراب ابتغاء وجه الله في الدنيا فإنه يرجو أن يقال له يوم القيامة: { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)} (الحاقة).

    الأمر الثاني:

    أن من استجاب لقطاع الطريق فأهمل نفسه في رمضان وضيع هذا الزمن الشريف وبارز فيه ربه بالمعاصي يخشى أن تستجاب فيه دعوة جبريل عليه السلام التي أمَّن عليها الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال له جبريل: " يا محمد، من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأُدخل النار فأبعده الله. قل آمين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين".
    نسأل الله أن يجنبنا وإياكم قطاع الطريق في رمضان وأن يمن علينا وعليكم بالعتق من النار والفوز برضوان الله والجنة، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.
    اسلام ويب
                  

06-11-2016, 10:34 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان وتقوية الإرادة
    إن الإنسان يمثل مملكة كاملة، يقوم الفكر فيها بوظيفة التنبيه والإرشاد وإعطاء قوانين الإدارة والسلوك في هذه المملكة.
    ويستمد الفكر ذلك كله من عدة مصادر، من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ومن الشريعة الربانية، ومن التجارب العملية، والمعارف التي توصل إليها الناس.
    وتمثل الإرادة السلطة التنفيذية في مملكة الإنسان، وهذه الإرادة كلما كانت قوية حازمة عاقلة ملكت السلطة التنفيذية، أما إذا كانت ضعيفة متخاذلة فإنها تهون وتستكين وتخضع للأهواء والرغبات والشهوات.
    وإن الإنسان لتتنازعه الرغبات والحاجات والأهواء، وبعض هذه الرغبات صالح وبعضها فاسد.
    وعلى مقدار استقامة العبد في سلوكه وأفعاله نستطيع قياس قوة إرادته. وعلى قدر انحرافه في سلوكه، وتخبطه مع أهوائه وشهواته وغرائزه نستطيع قياس ضعف إرادته.
    وحين تشتد هذه الأهواء والرغبات في النفس وتلح على أصحابها باكتسابها من أي طريق ولو كان غير مباح فإن الإرادة القوية الحازمة تسيطر على هذه الأهواء وتكبح جماحها.
    وإذا نظرنا إلى علاقة الصيام وغيره من العبادات التي شرعت في رمضان بالإرادة لوجدنا أن هذا الشهر العظيم فرصة لا تعوض ليتربى المسلم على قوة العزيمة والإرادة.
    فالمسلم في رمضان يخالف عاداته ويتحرر من أسرها، ويترك مألوفاته التي هي مما أحل الله لعباده، فتراه ممتنعا عن الطعام والشراب والشهوة في نهار رمضان امتثالا لأوامر الله عز وجل، وهكذا يصبح الصوم عند المسلم مجالا رحبا لتقوية الإرادة الجازمة ؛ فيستعلي على ضرورات الجسد، ويتحمل ضغطها وثقلها إيثارا لما عند الله تعالى من الأجر والثواب.
    فإذا استفاد المسلم من هذا الشهر المبارك فقويت عزيمته وإرادته، وطالت مدة التغيير فاستوعبت الشهر كله، ووجد من مجتمعه في هذا الشهر المبارك عونا وسندا حيث يكون المجتمع المحيط به مشاركا له في هذه العبادات والطاعات فيكون المجتمع كله مشاركا له في عملية التغيير مما يرجى معه أن يمتد الأثر ليشمل حياة المسلم كلها.
    إن الله الرؤوف الرحيم لم يكلفننا الصيام والامتناع عن هذه المباحات خلال أيام رمضان ليعذبنا أو يشق علينا، إنما لنحقق التقوى من خلال حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".
    إن الإنسان تدفعه إلى المعالي قوتان:
    قوة علمية، وقوة عملية.
    وأساسهما هو قوة العزيمة والإرادة التي يحتاجها في طريق طلب العلم، ويحتاجها في سلوك سبيل الاستقامة، و يحتاجها في مواجهة الأهواء والشهوات والفتن، و يحتاجها لمدافعة ميل النفس إلى الدعة والراحة، ويحتاجها لمواجهة الحوادث والمصائب، وفي رمضان يتدرب المسلم على قوة الإرادة والعزيمة فيحدث التغيير الكبير في حياته ليتأهل للرقي في مراتب الكمال.
    ولو نظرت بتدبر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم :"فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ،فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم".لوجدته يربي في المسلم قوة الإرادة ويجعل من الصوم وسيلة لتحسن الأخلاق وكظم الغيظ ومواجهة الأذى والجهل بالعفو والصفح فأي تربية هذه التي يربي الشرع عليها أبناءه من خلال العبادات العظيمة التي شرعها لهم ربهم وخاصة عبادة الصيام!.
    وإذا اتضح لنا هذا المعنى الجليل فلنجعل من رمضان فرصة لتقوية الإرادة والاستعلاء على الشهوات والمألوفات، والتحرر من أسر العادات حتى نكون ممن أدركهم الله برحمته فوفقوا لصيام رمضان وقيامه إيمانا واحتسابا فغفر لهم.
    والحمد لله رب العالمين.
    اسلام ويب
                  

06-11-2016, 10:39 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان.. والمراقبة
    ها هو رمضان قد جاء إلينا، واقبل علينا، وها هو سريعا يتسلل لواذًا من بين أيدينا، كما هي عادة الأيام الطيبة والأوقات المباركة، فإما أن ننتبه له وننتفع به، وننتهب الأوقات وإما سنتحسر عليه أشد الحسرة ونتندم على فواته وضياعه أشد الندم، حين ينفلت وينقضي ونجد أنفسنا في آخر الركب وأن كل الركب قد سبقونا إلى الله تعالى.. فإن رمضان سوق للتجارة مع الله قام ولا يلبث أن ينفض، فربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، وهو مضمار سباق للطاعات سبق فيه قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا كما قال الحسن رحمه الله.

    وحتى تكون من الفائزين لا تصم صيام الغافلين.. بل لابد أن تتفكر في مقاصد الصيام لتحققها.. وقد اتفقت كلمة العلماء والعقلاء على أن الله لم يفرض العبادات على خلقه ليعذبهم بها أو لحاجته إليها، وإنما فرضها عليهم لمنفعتهم ومصلحتهم في دنياهم وآخرتهم.

    إن للصيام مقاصد كثير ومنافع وفيرة.. ولكن من أنفعها للصائم ولكل مسلم هو إذكاء روح المراقبة في نفس الصائم، وهو الأمر الذي لو حققه المسلم عموما والصائم خصوصا لتغيرت حياته ولتغير حال الأمة برمتها.

    إن أصل هذا الخلق موجود في كل صائم، وهو الذي يمنع العبد وقت صيامه حين يبلغ به الجوع والعطش مبلغه أن يمد يده ليأخذ جرعة ماء أو كسرة خبز حتى لو كان في مكان لا يطلع عليه أحد من البشر ولا يراه فيه أحد من الناس، وهو كذلك الذي يمنع الصائم من الطمع في الظفر بخلوة مع زوجته في نهار رمضان وإن بلغت به الشهوة مبلغها والغلمة مداها.. ذلك أنه يعلم أن الله مطلع عليه ويراه.. ثم يأتي الصوم ليذكي في نفس الصائم هذا الأمر ويزيده ويتعاهده لينتقل به إلى بقية مناحي الحياة.

    معنى المراقبة
    المراقبة هي علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه..
    والمراقب هو من يعلم أن الله عليه رقيب، ومن قلبه قريب، يسمع أقواله، ويرى أفعاله، ويعلم أحواله، وأنه مطلع عليه في كل وقت وحين، فيحمله هذا على أن يحفظ الله تعالى على مجاري الأنفاس، في كل لفظة وكل لحظة وكل خطرة.

    قال ابن عمر: "لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يعلم أن الله تعالى يراه، فلا يعمل سرا ما يفتضح به يوم القيامة".
    قال الإنطاكي: "أفضل الأعمال ترك المعاصي الباطنة. فقيل: ولم؟ قال: لأن الباطنة إذا تركت كان صاحبها للمعاصي الظاهرة أترك".

    وهكذا كان السلف رضوان الله عليهم، فقد روي عن محمد بن سيرين – رحمه الله – كان يقول:
    ما غشيت امرأة قط، لا في يقظة ولا في نوم، غير أمّ عبد الله (زوجته)، وإني لأرى المرأة في المنام فأعلم أنها لا تحل لي فأصرف بصري .
    قال بعضهم: ليت عقلي في اليقظة كعقل ابن سيرين في المنام.
    وفي أمثاله قال الشاعر:
    يَقَظَـاتُهُ وَمَنَـامُهُ شَـرَعٌ .. .. كُلٌّ بِكُلٍّ فَهْوَ مُشْتَبَهُ
    إِنْ هَمَّ فِي حُلْمٍ بِفَاحِشَةٍ .. .. زَجَرَتْهُ عِفَّتُهُ فَيَنْتَبِهُ

    والمراقبة ثمرة من ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى كاسم الله العليم والسميع والبصير والرقيب والحسيب والشهيد.. ومن ثمرات الإيمان بكلام الله في قرآنه {وكان الله على كل شيء رقيبا}، {إن الله كان علي كل شيء شهيدا}، {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء}، {وهو معكم أينما كنتم}، {ألم يعلم بأن الله يرى}.. وأمثالها.
    قال الشيخ حافظ حكمي:
    وهو الذي يرى دبيب الذر .. في الظلمات فوق صم الصخر
    وســامع للجـهر والإخفات .. بسـمــعه الواســع للأصــوات
    وعلمه بما بــدى وما خفي .. أحــاط علــما بالجـلي والخفي

    قال ابن السماك لصاحب له يعظه:
    أما بعد.. فأوصيك بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله منك على بال في كل حال في ليلك ونهارك، وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه ليس تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى ملك غيره، فليعظم منه حذرك، وليكثر منه وجلك.. والسلام.

    وكان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته: [اتق الله حيثما كنت]، وكان من دعائه: [وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة]. وهو الذي فسر الإحسان ـ وهو على درجات الدين ـ بالمراقبة فقال: [أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك].

    ثمرات المراقبة:
    إنني أزعم أن العبد إذا بلغ هذه الدرجة وعاش معناها وعمل بمقتضاها فسيتغير كل شيء في حياته حتى يصبح من أتقى الناس لربه، وأخشاهم له، وأرضاهم عنده، وأقربهم منزلة لديه.

    وهذه المراقبة يتغير بها حال الأمة التي تشكو قلة عمل أصحابها، وقلة ورع أتباعها، وسوء فعل شبابها، وكثرة تفلت أبنائها وبناتها.

    إن العبد إذا راقب الله في عمله فسيتقنه وسيأتي به على أحسن وجه وحال، ليس فقط لأن هذا مطلب صاحب العمل ولكن لأنه أمر الله تعالى له ورسوله: [إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه].

    والموظف سيؤدي مهام وظيفته وييسر أعمال الناس لعلمه أن الله يراه وسوف يسأله عن عمله وحقوق الناس.

    والولاة الذين يتولون أمور الناس لن يكون في مقدورهم أن يظلموهم أو أن يستذلوهم أو أن يسيروا فيهم بغير رضى الله تعالى، ولن يكون أمامهم إلا العمل الطيب ورعاية أمور الرعية على أحسن وجه لأنهم يعلمون أنهم رعاة ومسؤولون أمام الله أولا وأخرا عن رعيتهم.

    والذين يظلمون الخلق ويؤذون عباد الله سيتوقفون عن ذلك إذا راقبوا الله لعلمهم أن قدرة الله عليهم أعظم من قدرتهم على عباده.
    حتى الزوج الذي كان يظلم زوجته أو يسيء إليها، والمرأة التي تسيء إلى زوجها، وكذا الابن العاق أو الإنسان القاطع للرحم، أو سيء الخلق أو المرتشي، أو المزور، أو الوالي الذي لا يتقي الله في اختيار ذوي الكفاءات وإنما يختار أصحاب المحسوبيات.. أو.. أو.

    وحتى الشاب الذي كان يوما يتجرأ على الحرمات ظاهرة أو باطنة إذا استشعر علم الله به واطلاعه عليه وقدرته عليه أيضا فلن يقدر على أن يفعل المخالفة. والشاب الذي يخلو وراء الأبواب أو بعيدا عن أعين الناظرين لينتهك حرمات المسلمين أو يهتك أعراضهم لن يفعل، ولو تعرضت له حسناء لدفعها بدافع الخوف ممن لا يخفى عليه خافية.. كمثل ذلك الشاب الذي كان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذكر الإمام ابن القيم في روضة المحبين: كان عمر ينظر إليه ويعجب به، ويفرح بصلاحه وتقواه، ويتفقده إذا غاب، فرأته امرأة شابة حسناء، فهويته وتعلقت به، وطلبت السبيل إليه، فاحتالت لها عجوز، وقالت لها: "أنا آتيك به"، ثم جاءت لهذا الشاب وقالت له: "إني إمرأة عجوز، وإن لي شاة لا أستطيع حلبها، فلو أعنتني على ذلك لكان لك أجر" -وكانوا أحرص ما يكونون على الأجر- فذهب معها، ولما دخل البيت لم ير شاة، فقالت له العجوز: "الآن آتيك بها"، فظهرت له المرأة الحسناء، فراودته عن نفسه فاستعصم عنها، وابتعد منها ولزم محراباً يذكر الله عز وجل، فتعرضت له مراراً فلم تقدر، ولما آيست منه دعت وصاحت، وقالت: "إن هذا هجم عليّ يبغيني عن نفسي"، فتوافد الناس إليه فضربوه، فتفقده عمر في اليوم التالي، فأُتي به إليه، وهو موثوق، فقال عمر: "اللهم لا تخلف ظني فيه"، فقال للفتى: "أصدقني الخبر"، فقص عليه القصة، فأرسل عمر إلى جيران الفتاة، ودعى بالعجائز من حولها، حتى عرف الغلام تلك العجوز، فرفع عمر درّته وقال: "أصدقيني الخبر"، فصدقته لأول وهلة، فقال عمر: "الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف".

    وقال محمد بن إسحاق: "نزل السَّرِيُّ بن دينار في درب بمصر، وكانت فيه امرأة جميلة فتنت الناس بجمالها، فعلمت به المرأة، فقالت: لأفتنّنه؛ فلما دخلت من باب الدار تكشفت وأظهرت نفسها، فقال: مَا لَكِ؟! فقالت: هل لك في فراش وطي، وعيش رخي؟ فجعل يدفعها إلى خارج البيت ويبكي ويقول:
    وكم من معاص نال لذتها الفتى .. .. فمــات وخــلاها وذاق الدواهــيا
    تمـر لــذاذات لمعاص وتنقضي .. .. وتبقى تبعات المعاصي كما هي
    فــيا ســوأتا والله راء وســـامع .. .. لعبــد بعــين لله يغــشى المعاصيا

    إن رمضان يحدث ثورة في فكر الإنسان وفي فهم الإنسان وفي عمل الإنسان.. يحدث ثورة في الأمة التي لا تراقب ربها لتعود مرة أخرى لتعيش معنى الإيمان الحقيقي والإسلام الصحيح والارتباط القويم بربها الذي فرض عليها الصيام ليقوم مسيرة حياتها، وليرفع به ذكرها، وليعلي به قدرها.. فهل من صائم.
    إسلام ويب ـ يسري شاهين
                  

06-11-2016, 10:43 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    همسات للشباب في رمضان
    هذه همسات محب.. وعبارات ناصح.. وكلمات مشفق.. علها أن تجد في قلبك موضعاً... وفي جنبات صدرك قبولاُ..

    الهمسة الأولى: احمد الله - سبحانه وتعالى - أن بلغك رمضان.. فكثير ممن كانوا معنا في رمضان الماضي قد غيبهم الموت.. فاحمد الله واشكره أن منّ عليك لتكون ممن يتقرب إليه بفعل الطاعات.. وجمع الحسنات.. في هذا الشهر المبارك..

    الهمسة الثانية: ليكن رمضان فرصة لك.. ودورة تدريبية في الابتعاد عن المعاصي وعن ما يغضب الله - جل وعلا -.. وأعلنها صراحة.. واصرخ بها في وجه الشيطان.. وداعاً للمعاصي والسيئات.. وداعاً لكل ما يُبعِد عن الله - جل وعلا -. وأبشر بتوفيق الله لك.. وتسديده إياك.. عسى ربي أن يهديني وإياك سواء السبيل..




    الهمسة الثالثة: رمضان شهر القرآن.. فأوصيك بتدبر معانيه.. وفهم آياته.. واحرص على قراءته والتلذذ بتلاوته.. وليكن لك ورد يومي تقرأه بتمعن وتدبر.. وأوصيك بكتاب (زبدة التفاسير) فإنه خير معين لك بعد الله على ذلك.




    الهمسة الرابعة: إياك أن تكون ممن جعل نهار رمضان نوماً وغفلة.. وليله سهراً على معصية الله - سبحانه وتعالى -.. واحرص على أن تملأ نهارك بالذكر وتلاوة القرآن.. وليلك بالصلاة والقيام..




    الهمسة الخامسة: أوصيك بكثرة الإنفاق في رمضان، وخصوصاً إذا كنت ممن منّ الله عليه بكثرة المال.. فلا تنسَ إخوتك الذين يعانون الفقر والجوع.. فليس لهم بعد الله إلا المتصدقين أمثالك.. فلا تبخل عليهم.. وأدعو الله أن يبارك في مالك ورزقك..




    الهمسة السادسة: إياك أن تكون ممن يفطر على سخط الله وغضبه.. وذلك بشرب الدخان أو متابعة ما يعرض في القنوات من برامج ساقطة تستهزئ بالله وبرسوله.. ولا يخفى على أمثالك جرم ذلك.. قال الله - تعالى -: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره}.




    الهمسة السابعة: أوصيك بالإكثار من الدعاء.. واحرص على ذلك وأنت صائم.. فقد أخبرنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - أن للصائم دعوة لا ترد.. فلا تنس نفسك.. ولا تنس إخوانك المسلمين في المشارق والمغارب.. وما يدريك؟! لعل دعوة صادقة تخرج من قلبك المنكسِر ينصر الله بها الدين وأهله.. فلا تتردد..




    الهمسة الثامنة: ليكن من أهدافك في رمضان زيارة بيت الله الحرام.. وأداء العمرة.. وزيارة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- .. فعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -.. فلا تفرط في هذه المكرمة العظيمة.. وبادر على ذلك.. وأتمنى لك التوفيق..




    الهمسة التاسعة: أذكرك بأن لله - سبحانه وتعالى - في كل ليلة عتقاء من النار لمن أتم الصيام.. وأدى القيام.. وأكثر من الحسنات.. وتزود من الطاعات.. فلا تغفل عن ذلك.. واحرص على أن تكون ممن منحه الله هذه الجائزة العظيمة.. جعلني الله وإياك من عتقائه من النار..




    الهمسة العاشرة: أوصيك بكثرة حضور مجالس الذكر.. فإنها مراتع المؤمنين.. ومحط الصالحين.. يكفيك أن الله - جل وعلا - يذكرك ويثني عليك في الملأ الأعلى.. ثم تقوم وقد غُفِرت ذنوبك بإذن الله..فأكثر من الحضور..وداوم على ذلك..

    والله يتولاك.. ويحفظك ويرعاك..
    اسلام ويب
                  

06-11-2016, 10:47 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أهلا بشهر رمضان
    ها هي الأيام قد تتابعت، والشهور تسارعت، وصرنا قاب قوسين أو أدنى من شامة الزمان، وغرة الأيام، وسيد الشهور والأيام شهر رمضان، شهر الخيرات، شهر البركات، شهر النفحات، شهر الرحمات.

    سويعات قليلة فقط ويهل علينا هلال شهر رمضان، هلال الإيمان والتوحيد والقرآن، هلال الصيام والقيام، هلال التوبة والمغفرة، هلال الجود والكرم، هلال الدعاء والرجاء، هلال السعي إلى الجنان والعتق من النيران. هلال رمضان.
    فاللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبه وترضاه. اللهم بلغنا إياه، ووفقنا لحسن صيامه وقيامه، ولا تحرمنا خير ما فيه لشر ما عندنا.

    إن أيام الله متباينات، وأزمانه متفاوتات ومتفاضلات، وقد اختار الله من بينها أزمنة جعلها مواسم للخيرات، ومواعيد للنفحات، يكثر خيرها ويعظم أجرها حتى تتحفز الهمم للعمل، وتسعى لنيل الرضا وتحقيق الأمل.. ومن أجل هذه المواسم شهر رمضان المبارك، شهر التجارة الرابحة والفرص السانحة، يزرع المؤمنون فيه الخير، ليحصدوا عظيم الثواب والأجر:
    أتى رمضان مزرعة العباد .. لتطهير النفوس من الفساد
    ف أد حقوقه قـــولا وفعــلا .. وزادك فاتخـــذه للمـــعــاد
    ومن زرع الحبوب وما سقاها .. تأوه نادما يوم الحصاد.

    ها هو رمضان قد دنا قدومه، وسرت إلى الأنوف زاكيات نسيمه، وشنفت الآذان كثرة ذكره، واشتاقت القلوب للقياه، فأهلا به ومرحبا:
    أهـلا بشــهر الإنابة .. والدعــوة المستجــابة
    أهلا بخــير طبـيب .. يشفي القلوب المصابة
    تجرى إلى الخير عدوا .. والشر تغلق بابه
    أهـــلا بأكــرم ضيــف .. قـد استطـلنا غيابه
    قــــد أنــزل الله فيــه .. على العـبــاد كتـابـه.

    كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يبلغه رمضان، وكان يبشر أصحابه بقدومه.. ولم لا؟ وفيه من الخير ما فيه.
    جاء الصيام فجاء الخير أجمعـه .. ترتيل ذكر وتحمــيد وتسـبيح
    فالنفس تدأب في قول وفي عمل .. صوم النهار وبالليل التراويح

    شهر كريم
    قد أظلكم شهر كريم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيام نهاره فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب إلى الله فيه بخصلة من الخير كان له من الأجر أضعاف ما تقرب به في سواه، هو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، من فطر فيه صائما كان له من الأجر مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئا.. وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وأخره عتق من النار. لا بل كله رحمة وكله مغفرة وكله عتق من النار.

    لقد عاد رمضان وعاد معه موسم التجارة الرابحة، وأتت معه البشارة للمقطوعين بقرب زمان المصالحة، ولأصحاب المعاصي والذنوب بدنو زمن العفو والمسامحة. فيا باغي الخير أقبل.
    عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجان، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة][الترمذي والحاكم وصححه على شرط الشيخين].

    نعمة فلا تضيعها:
    إن بلوغ رمضان نعمة كبرى وإنما يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون، فإذا كان الله قد من عليك ببلوغه ومد في عمرك للوصول إليه، فالواجب استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة، وخسارة ما بعدها خسارة.

    وهل ثم خسارة أكبر من أن يدخل الإنسان رمضان ثم يخرج منه وذنوبه ما زالت جاثمة على صدره، وخطاياه ما زالت قابعة في ديوان عمله؟

    وأي حسرة وأي مصيبة أن يدخل المسلم رمضان ثم يخرج منه وهو محمل بدعوة الأمينين جبريل ومحمد عليهما أزكى الصوات والتسليم كما روى ذلك ابن حبان بسنده عن النبي العدنان قَالَ: [أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ].

    وكيف لا يبعده الله وكل شيء في رمضان مهيأ لتوبته وأوبته، وتسهيل عودته وعبادته، وليس موسم في السنة أجدر بالتوبة منه، كما جاء عن المعصوم عليه الصلاة والسلام:
    ـ [من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه]
    ـ [منقام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه]
    ـ [من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه]
    ـ [ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة].. ثم إذا كانت آخر ليلة من رمضان أعتق الله بعدد ما أعتق في رمضان كله.
    فإذا حرم العبد المغفرة بعد كل هذا فمتى يرتجي حصولها، وفي أي وقت يصبح من أهلها؟
    إذا الروض أمسى مجدبا في ربيعه .. ففي أي وقت يستنير ويزهر؟

    شهر مسابقة:
    إننا خلال سويعات سندخل مضمار سباق، وسوق تجارة ولكنه سباق إلى الله، وتجارة مع الله، وأربح الناس صفقة أسبقهم إلى ربه، وأحسنهم صياما، وأفضلهم قياما، وأكثرهم عبادة.
    قال الحسن البصري رحمه الله: "إن الله جعل رمضان مضمارا لخلقه، يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا".

    إن رمضان لم يكن أبدا شهر نوم وكسل، وضعف ووخم، ولا شهر أكل وشرب، وإنما هو شهر جد وعمل، وعبادة ومنافسة في الطاعة، ومسابقة في الخير بكل صوره وأنواعه. فـ {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة}، {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنات}.. {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}، وأما الكسالى المتأخرون فقد قال عنهم صلى الله عليه وسلم: [ما زال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله}. فاللهم اجعلنا من السابقين إليك.

    شهر تطهر وتغيير
    إن رمضان شهر تزود وتطهر وتغيير:
    تزود من الطاعات، والحسنات والعبادات، وكل موجبات التقوى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}
    شهر تطهر من الذنوب والسيئات، وردئ الأخلاق والصفات، وقبيح الأعمال والعادات.
    فياذا الذي ما كفاه الذنب في رجب .. حتى عصى ربه في شهر شعبان
    ها قـــد أظلك شهر الصوم بعدهما .. فلا تصيــره أيضــا شهر عصيان
    واتل القــرآن وسبــح فـيه مجـتهدا .. فـــإنــه شهــر تســبيــح وقــــرآن.

    شهر تغيير: تغيير من كل شر إلى كل خير، ومن كل قبيح إلى كل حميد، ومن كل مذموم إلى كل ممدوح، وتغيير من التقصير إلى الكمال، ومن البعد إلى القرب، ومن القسوة إلى اللين، ومن الإعراض عن الله إلى الإقبال عليه، ومن الأخلاق الرذيلة إلى الأخلاق الطيبة المحمودة، ومن العادات السيئة إلى أحسن العادات؛ فـ [من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه].

    رمضان عودة إلى الله سبحانه، عودة إلى كتابه، عودة إلى شرعه، عودة إلى سنة نبيه، عودة إلى الصدقة، والبر، والجهاد، وعمل الصالحات، عودة إلى الطريق القويم، والصراط المستقيم.

    رمضان فرصة للأمة لتغير حالها، وتحسن أمورها، وتعود لترضي خالقها ومعبودها، وتغير من واقعها ليغير الله لها حاضرها ومستقبلها. {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.
    فاللهم أهل علينا رمضان بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبه وترضاه. آمين.
    اسلام ويب
                  

06-11-2016, 10:50 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    العشر الأواخر من رمضان
    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
    فمنذ أيام قريبة مضت كنا نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان، وأن يمد في أعمارنا وينسأ في آجالنا حتى ندركه، وعاهدنا الله عهودًا كثيرة إن هو أبقانا إلى رمضان، عهودا على الطاعة وبذل الجهد واستفراغ الوسع في العبادة وعمل الصالحات، واستجاب الله دعاءنا بمنه، وبلغنا رمضان بفضله وكرمه، وجاء رمضان وكما هي عادة الأيام المباركات مر مسرعًا، حتى انقضى منه ثلثاه وزيادة، ولم يبق إلا الثلث أو أقل.. وما هو إلا القليل حتى نعزي أنفسنا بانتهاء رمضان.

    فينبغي على كل منا ـ قبل انقضاء رمضان ـ أن يقف وقفة يحاسب فيها نفسه؛ ماذا قدم فيما مضى؟ وماذا يرجو مما بقي؟ حتى لا يخرج من رمضان كما دخل فيه، فما يدرينا هل ندرك رمضان آخر، أم تسبق إلينا الآجال وتنقطع منا الأعمال.
    كم كنت تعرف ممن صام في سلفٍ ... من بين أهــل وجـيرانٍ وإخـوانِ
    أفنــاهم الموت واستـبـقـاك بعــدهُمُ ... حيًّا فما أقرب القاصي من الداني

    فلابد من هذه الوقفة للمحاسبة لتعرف أين أنت، وماذا استفدت من صيامك وقيامك، وهل تحقق مقصود الله فيك من فرض الصيام؟ وهل حققت أهدافك، وتيسرت لك أمنياتك ورغباتك، فغفرت ذنوبك، وتقبلت طاعاتك، واعتقت رقبتك من النار؟؟

    لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صائمين ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش، وذكر عليه الصلاة والسلام قائمين ليس لهم من قيامهم إلا طول السهر. ذاك أنهم لم يعرفوا من الصيام إلا الإمساك عن الطعام والشراب، ولم يدركوا مقاصد شهر رمضان.

    فإذا رأيت بعد هذه الوقفة أنك قد أحسنت فيما مضى فاحمد لله تعالى على فضله، واشكر الله على نعمة التوفيق بالاستقامة والاستزادة.. وإن كانت الأخرى فرأيت تقصيرا أو تفريطا، فاعلم أنه ما زال فيما بقي من رمضان مستعتب، وأن الفضل المخزون في هذه العشر يحيل القنوط ويمنع اليأس ويبعث على الأمل والعمل، عسى أن يكون آخر الشهر خيرا لك من أوله.
    قال بعض العلماء: العبد الموفق من أدرك أن حسن النهاية يطمس تقصير البداية، وما يدريك لعل بركة عملك في رمضان مخبأة في آخره، فإنما الأعمال بالخواتيم.

    فضائل العشر الأواخر
    اعلم أن الليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل ليالي العمر على الإطلاق، أجمعها للخير، وأعظمها للأجر، وأكثرها للفضل.. فيها عطاء جزيل، وأجر وافر جليل، اقترن فيها الفضل بالفضل: فضل الزمان مع فضل العبادة مع فضل الجزاء؛ ففيها النفحات والبركات، وفيها إقالة العثرات واستجابة الدعوات، وفيها عتق الرقاب الموبَقات..

    واعلم أيها الحبيب أن هذه العشر وهذا الثلث الأخير كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد له استعدادًا خاصًا، ويجتهد فيه ما لا يجتهد في غيره؛ ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: [كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره].
    وفي الصحيحين عنها أيضًا: [كان إذا دخل العشر شد المئزر، وأحيا ليله، وأيقظ أهله].
    وشد المئزر كناية عن الاجتهاد في العبادة واعتزال النساء.

    الاعتكاف والتفرغ للعبادة:
    ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان في مسجده صلى الله عليه وسلم، فكان يعتزل النساء، ويلتزم المسجد، ويحيي الليل بالصلاة والعبادة، ولا يشغل نفسه في هذه العشر إلا بالعبادة، العبادة فحسب، بل كان يقتطع من الوقت ما استطاع ويفرغ منه ما أمكن، فلا يضيع منه شيئا ولو حتى في تناول الطعام، فقد كان يواصل الصيام إما للسحر وإما لأيام متتالية تفريغًا للوقت في الطاعة؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: [نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله. قال: "وأيكم مثلي! إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني].

    قال ابن رجب الحنبلي:
    ومعلوم أنه لا يطعمه الطعام والشراب الحسي؛ لأن ذلك منافٍ لحقيقة الصيام، وإنما هو إشارة إلى ما كان يفتحه الله عليه من مواد أنسه ونفحات قدسه، فكان يرد على قلبه من المعارف الإلهية والمنح الربانية ما يغذيه ويغنيه عن الطعام والشراب كما قيل:
    لها أحاديث من ذاكراك تشغلها.. ... ..عن الطعام وتلهيها عن الزاد

    والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أشد ما يكون اجتهادًا في هذه العشر الأواخر، وهكذا ينبغي على المسلم أن يتخفف من المباحات ويقلل من أوقات الأكل والنوم ليفسح للطاعات مكانًا، ويواصل عبادته بالليل والنهار تقربًا إلى الله وتشبثًا بأسباب المغفرة.

    ليلة القدر:
    وفي العشر الأواخر ليلة القدر، ومن رحمة الله أن خبأها في هذه العشر، وجعلها أرجى وجودًا في ليالي الوتر منها؛ حتى نكثر من التعبد، وهي ليلة العمر كما قال سبحانه: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}[القدر:3].
    ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه].
    وروى أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [شهر رمضان فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم].
    ثم أخبر أنها في العشر الأواخر فقال: [تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان][متفق عليه]. وعند البخاري: [في الوتر من العشر الأواخر].

    ولك أن تتخيل عبدًا قام لله ليلة واحدة كانت له كعبادة ألف شهر، أو ما يعادل ثلاثة وثمانين سنة، أي فضل هذا وأي نعمة تلك؟!
    فمن حرم خيرها فهو المحروم، ومن أعرض عنها فهو المغبون، وقد خاب وخسر من أدرك هذا الفضل ولم يغفر له.

    دعاء ليلة القدر:
    واعلم أن ما يدعو به المؤمن ربه في هذه الليالي هو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم زوجته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، حين سألته فقالت: "أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: [اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني].

    فأكثر أخي من الدعاء عامة، ومن الدعاء بالعفو خاصة؛ عسى أن يعفو الله عنا، إنه هو العفو الكريم.

    اللهم إن ذنوبنا عظيمة ولكنها صغيرة في جنب عفوك، فاعف عنَّا.. اللهم أدخل عظيم جرمنا في عظيم عفوك يا كريم.. اللهم ارض عنا فإن لم ترضَ عنَّا فاعف عنا.. آمين.
    إسلام ويب
                  

06-11-2016, 10:53 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    عبودية القلب في رمضان
    يرفع الله أعمال العباد إليه في شهر شعبان من كل عام، فقد سأل أسامة بن زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً له: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال صلى الله عليه وسلم: [ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم][أخرجه أحمد، وحسنه الأرناؤوط].

    فيأتي رمضان لتكون الصفحة الأولى من السنة الحسابية الجديدة بداية لعلاقة جيدة وجديدة بين العبد وربه؛ فهو شهر عظيم نتنسم فيه روائح القرب من الله. وإن الله سبحانه وتعالى ليتفضّل على عباده في أيامهم بنفحات، قال صلى الله عليه وسلم: [إن لربكم سبحانه وتعالى في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها؛ لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً][الطبراني في الأوسط]، فتكون أيام رمضان بنفحاتها دافعاً لهم طوال العام.

    والصوم عبادة بيّن لنا ربنا - جلّ وعلا - الحكمة منها، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183]، "وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم.. إنها التقوى.. فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب، وهي تؤدي هذه الفريضة؛ طاعة لله، وإيثاراً لرضاه. والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تهجس في البال"[ في ظلال القرآن1/140].
    والتقوى عمل قلبي تظهر آثاره على الجوارح؛ فإذا كان القلب ممتلئاً بالإيمان انزجرت الجوارح عن العصيان، وإذا وقع فيها نزعَ سريعاً: {إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإذَا هُم مُّبْصِرُونَ}[الأعراف:201]، وإذا كان القلب لاهياً عبثت الجوارح ورتعت في أودية الضلال والسفه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: [أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ.. أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ][البخاري].
    وقد شبّه أبو هريرة القلب بالملك المتبوع فقال: “القلب ملك وله جنود، فإذا صلح الملك صلحت جنوده، وإذا فسد الملك فسدت جنوده”[مصنف ابن أبي شيبة: 11/221]. فلذلك؛ يجب متابعة هذا القلب وتفقّد أحواله؛ لأنه كثير التقلب من حال إلى حال، والشياطين لا تريد لهذا القلب أن يستقر أو يطمئن، لذلك تجدها ترسل سراياها سرية إثر أخرى لاقتحامه والعبث فيه، ونشر الظلام في جنباته، ومحاولة طمس نور الإيمان والهداية.

    ولذلك اعتبر ابن الجوزي أن القلب كالحصن، وعلى ساكني هذا الحصن ألا يغفلوا لحظة عن تحركات أعدائهم، وإلا سقط الحصن وتخرب، واستبيحت بيضته للأعادي، فقال: “اعلم أن القلب كالحصن، وعلى ذلك الحصن سور، وللسور أبواب، وفيه ثلم، وساكنه العقل، والملائكة تتردد إلى ذلك الحصن، وإلى جانبه ربض فيه الهوى، والشياطين تختلف إلى ذلك الربض من غير مانع، والحرب قائم بين أهل الحصن وأهل الربض، والشياطين لا تزال تدور حول الحصن تطلب غفلة الحارس والعبور من بعض الثلم؛ فينبغي للحارس أن يعرف جميع أبواب الحصن الذي قد وكل بحفظه، وجميع الثلم، وأن لا يفتر عن الحراسة لحظة؛ فإن العدو ما يفتر”[ تلبيس إبليس:50].

    وعدو الإنسان الأول هو الشيطان الذي لم ييأس من غواية بني آدم منذ أبيهم الأول حتى قيام الساعة، وقد هيأ الله في رمضان من الأسباب المعينة على الطاعة ما يجعل الإنسان قادراً على مواجهة الشياطين طوال العام، بل إن ربنا سبحانه ليتفضّل على عباده بأنه يقيد الشياطين ليعلم عبده أن الشياطين أضعف مما يتصور، وأنهم ما سُلطوا عليه إلا عندما ترك لهم نفسه فريسة لهم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ][الترمذي].

    الصيام وصلاح الباطن:
    وبصلاح الباطن ينصلح الظاهر، وما المنافق إلا إنسان أظهر صلاحاً، وأبطن كفراً بواحاً؛ لذلك كان الصوم لإعادة التوازن بين الظاهر والباطن، فهو عبادة باطنة، وسرٌّ بينك وبين ربك، قد لا يطّلع عليه أقرب الناس إليك؛ لذلك كان الجزاء عليه غير مقدّر، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ][البخاري].
    فهنا يتجلى إخلاص العبادة لله، وتمحضها له، حيث لا رياء، وما يُضيع الأعمال إلا أن يتوجه بها العبد إلى الناس قبل رب الناس، فعندئذ يتركه ربنا - تبارك وتعالى - ليأخذ أجره من الناس، وأنّى لهم ذلك؟ فالصوم معاملة بين العبد والرب، “وإنما خص الصوم بأنه له - وإن كانت العبادات كلها له -، لأمرين:
    أحدهما: أن الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها ما لا يمنع منه سائر العبادات.
    الآخــر: أن الصوم سر بين العبد وربه لا يظهر إلا له، فلذلك صار مختصّاً به، وما سواه من العبادات ظاهر، ربما فعله تصنعاً ورياء، فلهذا صار أخص بالصوم من غيره”[ تفسير القرطبي:2/274].

    وإذا كان السر معقوداً بينك وبين ربك فهنا يتجلى اليقين في موعود الله بالمغفرة والثواب الجزيل، ولا يثقل على العبد الصيام، بل يلتذ بترك الشهوات في سبيل الله، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ][متفق عليه].
    يلتذ لأنه اعتقد بحق فرضية صومه، واحتسب هذا الصيام طلباً للثواب من الله تعالى، قال الخطابي: “احتساباً، أي: عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك، غير مستثقل لصيامه، ولا مستطيل لأيامه”[ فتح الباري: 4/115].

    الصوم حرية:
    وبالصوم يتحرر الإنسان من قبضة الطين التي تجذبه إلى الأرض، وتجعله أسيراً لشهواته وملذاته، فهو بصيامه كأنه مَلَك يسير على الأرض. وبالصوم يوازن المسلم بين متطلبات الجسد من طعام وشراب وشهوة، ومتطلبات الروح من قرب إلى الخالق بالطاعة والتسليم. وإذا لم يثمر الصيام ثمرته الحقيقية بمجانبة الفواحش والآثام والمعاصي، فما قيمة هذا الصيام؟ ما قيمة أن تمتنع عما أحل الله لك وتواقع ما حرم الله عليك أصلاً؟ لذلك قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: [مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ][البخاري].
    ما أعظم أن يكون المسلم حرّاً، ولا يكون أسيراً لأي شهوة مهما عظمت، وأن يكون عبداً خالصاً لله. وما أذل من استعبدته شهوته، فما استطاع الفكاك منها، فكانت شهوته هي المحرك له، ولن تكون هذه الشهوة إلا في طريقٍ غير طريق الهدى والصلاح..

    درجات الناس في الصوم:
    وقد حاول حجة الإسلام الغزالي أن يقسم درجات الناس في الصوم فقال: “اعلم أن الصوم ثلاث درجات: صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص. وأما صوم العموم: فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة. وأما صوم الخصوص: فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام. وأما صوم خصوص الخصوص: فصوم القلب عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية، وكفه عما سوى الله سبحانه وتعالى بالكلية”[ إحياء علوم الدين: 1/234].
    فهو هنا يترقى بمنازل الصائمين؛ حيث إن بعضهم يرى أن الصوم مجرد ترك الطعام والشراب والنكاح، وقد يطلق لنفسه العنان بالنظر إلى العورات، أو سماع المحرمات، أو ما شابه ذلك. فنبَّه الغزالي إلى أن الصوم أعظم من ذلك، وأن التربية بالصوم يترقى العبد بها ومن خلالها لأن يكون جسده على الأرض، وقلبه معلقاً بالعرش.

    ونختم بقول ابن الصباغ الجذامي عن رمضان:
    هذا هــلال الصوم من رمضان .. .. بالأفق بان فلا تكن بالواني
    وافاك ضيــفاً فالــتزم تعظـــيمه .. .. واجعل قـــراه قراءة القرآنِ
    صمْه وصـنْه واغـتـنم أيامـه .. .. واجبر ذما الضعفاء بالإحسان
    واغسل به خطّ الخطايا جاهداً .. .. بهـمول وابـل دمـعك الهــتّان
    لا غرو أن الدمع يمحو جريه .. .. بالخــدّ سكباً ما جـناه الجاني
    لله قــوم أخلـصــوا فتـخـلّـصوا .. .. من آفــة الخسران والخذلان
    هجروا مضاجعهم وقاموا لـيله.. .. وتوســلوا بالــذل والإذعــان
    قاموا على قدم الوفاء وشمّروا .. .. فيــه الذيــول لخــدمة الديان
    ركبوا جياد العزم والتحفوا الضنا..وحدا بهم حادي جوى الأشجان
    وثبوا وللزفرات بين ضلوعهم .. .. لهب يشبّ بأدمــع الأجــفان
    راضوا نفوســهمُ لخـدمة ربهم .. .. ولذاك فازوا منه بالرضوان
    إن لم تكن منهم فحالفهم عسى .. .. تجني بجاههم رضــا المنان
    حالفهم والــزم فديتـك حـبهم .. .. واجعله في دنياك فرض عيان
    يا لهف نفسي إن تخلفني الهوى .. .عن حلبة سبقت إلى الرحمن
    فلأنزفنّ مدامــعي أسـفــاً عـلى .. .. عمْر تولى في هوى وتـوان
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مجلة للبيان:325
                  

06-11-2016, 10:55 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    شقائق الرجال في رمضان
    عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ]. (رواه أحمد وأبو داود).. وهذا حديث صحيح عظيم، وهو أصل في مساواة النساء بالرجال في أصول الأحكام، فما ثبت للرجال ثبت للنساء، وهو مطرد في جل الأحكام إلا ما خصه الدليل، فيجب عليهن الصوم، ويستحب لهن الإكثار من التلاوة، والإنفاق في سبيل الله، وقيام الليل، والاجتهاد في الدعاء وغير ذلك من القربات والطاعات.

    ورمضان كما هو فرصة للرجال فهو أيضا فرصة للنساء للتقرب إلى الله، وتزكية النفس، وترقيق القلب، وجمع الحسنات، ومحو السيئات، وطلب الرفعة في درجات الجنات، فهو نفحة الإيمان، وفرصة الزمان لكل مسلم من الجنسين الذكور والإناث على حد سواء..

    بيد أن ثمت أموراً تهم المرأة في رمضان منها:
    أولا: أن الحائض والنفساء لا تصلي ولا تصوم في رمضان، ولكنها تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، كما ثبت في حديث عَائِشَةَ قَالَتْ: "كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلاَ نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاَةِ"(متفق عليه).

    ثانيا: بعض النساء يستعملن حبوب منع العادة في رمضان ـ حرصاً منهن على الخير من صيام وصلاة مع المسلمين أو العمرة، ونحن لا ننصح بأخذ هذه الحبوب؛ لأنها تضر في كثير من الحالات وتضطرب العادة بسببها غالباً فتأتيها أياماً وتذهب أخرى ـ لكن إن أخذت المرأة هذه الحبوب فلتعلم أنها لا يجب عليها قضاء الأيام التي توقفت فيها العادة عنها، وهذا يشكل على كثير من النساء.

    ثالثا: كثير من النساء يرتدن المساجد لصلاة التراويح ، وصلاتهن في بيوتهن أفضل، ولا بأس بصلاتهن في المسجد، فقد لا تجيد تلاوة القرآن، أو تكون الجماعة أنشط لها، لكن على المرأة إن خرجت أن تراعي أن يكون خروجها على تستر ، غير متبرجة بزينة ولا متطيبة؛ فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلاَ تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الآخِرَةَ)(أخرجه مسلم). وعن أبي هريرة أيضا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ، وَلَكِنْ لِيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلاَتٌ). وتَفِلاَتٌ أي: غير متطيبات.
    قال ابن حجر: "ويلحق بالطيب ما في معناه؛ لأن سبب المنع منه ما فيه من تحريك داعية الشهوة كحسن الملبس والحلي الذي يظهر، والزينة الفاخرة، وكذا الاختلاط بالرجال".

    ويجب أن يكون الخروج بإذن الزوج، حتى فيما لا بد منه، من زيارة والد مريض، وغيره.
    وعليهن بخفض الصوت وعدم الخضوع به، فبعض النساء يرفعن أصواتهن في المسجد، وهذا أمر مذموم وفيه إيذاء للمصلين.

    رابعا: بعض النساء إذا خرجت إلى المسجد انشغلت وغفلت عن أطفالها، مما يعرضهم للخطر من حوادث أو ضياع أو اختطاف، وربما اختلطوا مع من هم أكبر منهم فيحصل من المفاسد ما لا يخفى؛ فمن الخطأ انشغال الأم بنافلة وتركها واجباً من رعاية أبنائها، والمحافظة على أخلاقهم وأرواحهم كما هو الحال مع أبيهم.

    خامسا: ينبغي أن تحذر المسلمة ـ خاصة في رمضان ـ من الغيبة؛ فإنها داء متفش ومرض عضال، وهي ذنب عظيم وإثم كبير، وحكى القرطبي الإجماع على أنها من الكبائر قال تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ](الحجرات:12).

    سادسا: المحافظة على الوقت في رمضان، فالوقت هو رأس مال العبد مع ربه إن استغله ولم يفرط فيه. وهو كنز يملكه كل الناس غنيهم وفقيرهم، شريفهم ووضيعهم؛ لكن السعيد من تفطن له وتأمل قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}(المؤمنون:115). وقول النبي صلى الله عليه وسلم: [لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَا فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ).
    والمسلمة التقية هي التي تنتهز الفرص، وتجعل من رمضان شهر عبادة وخير وبركة على نفسها ومن حولها، فهي راعية في بيتها ومسئولة عن رعيتها.

    سابعا: بعض النساء يضيع رمضان عندهن بين نهار ملؤه النوم وأعمال المطبخ، وليل يشكو من السهر فيما لا فائدة فيه. ولعل المطبخ أكثر ما يلتهم وقت الصائمة، ولو احتسبت المرأة ما تقوم به واستغلت وقتها في مطبخها، لكان غنيمة باردة، وذلك بأن تشغل لسانها بالذكر والتسبيح والاستغفار، خاصة قبل المغرب، أو تضع لها مسجلاً أو" إذاعة القرآن الكريم" فتستمع وتنصت بسمعها وبقلبها أثناء إعداد الطعام.
    ولتحذر المسلمة من الإفراط في الطعام، وكأن شهر رمضان شهر أكل وشرب وليس شهراً للصيام، بل وكثير من النساء والرجال تصيبه التخمة في رمضان وتتفاقم الأمراض عندهم لكثرة الطعام والشراب. وفي الحديث عَنْ مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: [مَا مَلأَ آدمي وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ](أحمد والترمذي).

    ثامنا: بعض النساء قد تصوم رمضان ولا تصلي، أو لا تصلي إلا في رمضان، والله جل وعلا قال عن الصلاة: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينَ}[التوبة:11]، وقال عليه الصلاة والسلام: [إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة][رواه مسلم] وقال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)[ أحمد والترمذي والنسائي].

    تاسعا: بعضهن تنام عن صلاة الفجر حتى تطلع الشمس أو تنام عن الظهر حتى يدخل وقت العصر، فهي تحافظ على الصيام، ولكنها تضيع أعظم ركن عملي في الإسلام وهو الصلاة، والله عز وجل يقول: "فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}( مريم: 59).
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    من كتاب "مع الصيام" لسلمان العودة بتصرف يسير
                  

06-11-2016, 11:00 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    يا باغي الخير أقبل
    ها قد أقبل رمضان فهبت على القلوب نفحات نسيم القرب، وسعى للمهجورين بالصلح، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو، وللمستوجبين النار بالعتق.

    يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة.. يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة.
    من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح؟.. ومن لم يقرب فيه من مولاه وينال رضاه فقل لي بربك متى يفلح؟!.

    روى الإمام أحمد وابن خزيمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر". وفي مصنف ابن أبي شيبة: "غنم للمؤمن ، ونقمة للفاجر، أو قال يغتم به الفاجر".

    نعمة كبرى
    إن بلوغ رمضان نعمة كبرى، وإنما يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون. وقد روى الطبراني بسند ضعفه بعض العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله أن يبلغه إياه "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". وكان السلف يدعون ربهم ستة أشهر كاملة أن يبلغهم إياه لما يعلمون فيه من الفضيلة.

    فإذا كان الله قد مَنَّ عليك ببلوغه ومد في عمرك لوصوله، فالواجب استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة؛ فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة، وخسارة ما بعدها خسارة.

    وأي حسرة أعظم من أن يدخل الإنسان شهر رمضان ويخرج منه وذنوبه مازالت جاثمة على صدره، وأوزاره مازالت قابعة في كتاب عمله؟!.

    وأي مصيبة أكبر وأعظم وأجل من أن يدخل الإنسان فيمن عناهم جبريل الأمين والنبي الكريم في دعائهما: "من أدرك رمضان ولم يغفر له، فدخل النار فأبعده الله، قُلْ آمين. فقلت: آمين".

    وكيف لا يبعده الله وهو لم ينل المغفرة في زمانها، ولم تبلغه التوبة في موسمها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول عن رمضان في الأحاديث الصحيحة:
    ـ من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
    ـ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
    - من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
    - من صام يومًا في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفًا.
    - من صام يومًا في سبيل الله ختم له به دخل الجنة.
    فمن حرم المغفرة في شهر المغفرة فماذا يرتجي؟!
    إذا الروض أمسى مجدبا في ربيعه .. ... .. ففي أي وقت يستنير ويزهر؟

    شهر عبادة ومسابقة
    إن رمضان ليس شهر كسلٍ ونوم، وأكل وشرب، ووخم وضعف، وإنما هو شهر مسابقة ومنافسة، مسابقة إلى الطاعات، ومنافسة في الخيرات، وسعي إلى العبادات. قال الحسن بن أبي الحسن (البصري): "إن الله جعل رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا وتخلف أقوام فخابوا".

    إن الله تعالى قد هيأ في رمضان لعباده أسباب الطاعة، وفتح لهم باب المنافسة فيها. روى الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".

    إننا خلال سويعات سندخل مضمار سباق وسوق تجارة مع الله عز وجل، وأربح الناس صفقة أسبقهم إلى ربه، وأحسنهم صيامًا وأفضلهم قيامًا وأكثرهم عبادة لربه، وأقلهم معصية.

    إن المسابقة إلى الله أصل في هذا الدين. قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الحديد:21]. (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)[آل عمران:133].
    لقد كان كل واحد من السلف إذا قرأ هذا الكلام ظن نفسه المخاطب به فسابق القومَ إلى الله ليكون أول الواصلين.

    قالت جارية مالك بن دينار لسيدها: رأيت كأن مناديًا نادى من السماء الرحيلَ الرحيلَ، فما ارتحل إلا محمد بن واسع.. فبكى عمرو حتى غشى عليه.

    وقال أبو مسلم الخولاني: لو رأيت الجنة عيانًا ما كان عندي مستزاد. وقال سهل التستري: لو فاثنى وردي ما استطعت أن أقضية. "لأن وقته كله مشغول بالطاعة"

    إن الأمر جد والله (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذاريات:23]. قال صلى الله عليه وسلم: [لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا] (متفق عليه)


    فطوبى لعبد قد أعد لرمضان عدته، وأتخذ له أهبته، وعلم أن الأمر جد فشمر عن ساعد الجد.. أولئك هم الصادقون، وأولئك هم الفائزون.

    اللهم بلغنا رمضان بمنك، وأعنا فيه على طاعتك بكرمك، وتقبله منا برحمتك وفضلك.
    اسلام ويب
                  

06-11-2016, 11:02 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كيف نستقبل رمضان
    رمضان فرصة الزمان .. هكذا ينبغي أن يعتقد المسلم، وهكذا كان يعتقد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فلم يكن رمضان بالنسبة لهم مجرد شهر من الشهور، بل كان له في قلوبهم مكانة خاصة ظهرت واضحة من خلال استعدادهم له واحتفائهم به ودعائهم وتضرعهم إلى الله تعالى أن يبلغهم إياه لما يعلمون من فضيلته وعظم منزلته عند الله عز وجل .
    اسمع إلى معلى بن الفضل وهو يقول: كانوا " يعني الصحابة " يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم . وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
    والدعاء ببلوغ رمضان، والاستعداد له سنة عن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فقد روى الطبراني عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". (قال الألباني: إسناده فيه ضعف) .
    وقد وصفت أمنا عائشة رضي الله عنها حال نبينا صلى الله عليه وسلم في استعداده لرمضان فقالت: كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً .
    فهذا عن استعدادهم فكيف عن استعدادنا نحن ؟!!

    لقد جمعت لك أخيّ عدة نقاط أراها مهمة في استقبال رمضان، ولعل هناك ما هو أهم منها ولكن هذا حسب ما فتح الله ويسر، والله أرجو أن ينفعنا وإياك:-
    1- النية الخالصة :
    من التأهب لرمضان وحسن الاستعداد له: أن تعقد العزم على تعميره بالطاعات وزيادة الحسنات وهجر السيئات، وعلى بذل المجهود واستفراغ كل الوسع في استغلال كل لحظة فيه في رضا الله سبحانه .
    وهذا العزم ضروري فإن العبد لا يدري متى توافيه منيته ولا متى يأتيه أجله ؟ فإذا انخرم عمره وسبق إليه من الله أمره، وعادت الروح إلى باريها قامت نيته مقام عمله فيجازيه الله على حسن نيته وعلى هذا العزم فينال الأجر وإن لم يعمل . عن ابن عباس رضي الله عنهما: [ إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعلمها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ... ] الحديث متفق عليه، وقال[ إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى ]متفق عليه
    ونحن نعرف أناسًا كانوا معنا في رمضان الماضي وليسوا معنا في عامنا هذا وكم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر
    كم كنت تعرف ممن صام في سلف .. من بين أهل وجيران وخلان
    أفناهم الموت واستبقاك بعدهم .. حيا فما أقرب القاصي من الداني
    فكم من مستقبل يومًا لا يستكمله ؟ ومؤمل غدًا لا يدركه ؟ إنكم لو أبصرتم الأجل وميسره لأبغضتم الأمل وغروره، خطب عمر بن عبد العزيز الناس فقال: [ إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى، وإن لكم معادًا ينزل الله فيه للفصل بين عباده فخاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السموات والأرض، ألا ترون أنكم في أصلاب الهالكين وسيرثها بعدكم الباقون حتى تردَّ إلى خير الوارثين ؟ في كل يوم تشيعون غاديًا ورائحًا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله فتودعونه وتودعونه في صدع من الأرض غير موسد ولاً ممهد، قد خلع الأسباب، وفارق الأحباب، وسكن التراب، وواجه الحساب، غنيًا عما خلف، فقيرًا إلى ما أسلف، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته .
    فيا مغرورًا بطول الأمل، مسرورًا بسوء العمل، كن من الموت على وجل فإنك لا تدري متى يهجم الأجل .
    فالنية النية، والعزم العزم، والإخلاص الإخلاص. (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة) (التوبة/46) (فلو صدقوا الله لكان خيرًا لهم) (محمد/21)

    2 - التوبة الصادقة:-
    وهي واجبة في كل وقت ومن كل ذنب، ولكنها في هذا الحين ألزم وأوجب لأنك مقبل على موسم طاعة، وصاحب المعصية لا يوفق للطاعة ولا يؤهل للقرب، فإن شؤم الذنوب يورث الحرمان ويعقب الخذلان، وإن قيد الذنوب يمنع عن المشي إلى طاعة الرحمن، وإن ثقل الذنوب يمنع الخفة للخيرات والمسارعة في الطاعات فتجد القلب في ظلمة وقسوة وبُعد عن الله وجفوة، فكيف يوفق مثل هذا للطاعة ؟ أو كيف يصلح للخدمة ؟ أو كيف يدعى للمناجاة وهو متلطخ بالأقذار والنجاسات ؟ فصاحب المعاصي المصر عليها لا يوفق إلى الطاعة فإن اتفق فبكد لا حلاوة فيه ولا لذة ولا صفوة ولا أنس ولا بهجة، وإنما بمعاناة وشدة، كل هذا بسبب شؤم الذنوب .
    وقد صدق الأول حين قال: حرمت قيام الليل سنة بذنبٍ عملته . وعندما قيل للحسن لا نستطيع قيام الليل، قال قيدتك خطاياكم . وقال الفضيل : " إذا كنت لا تستطيع قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محبوس قد قيدتك ذنوبك".

    فلابد من التوبة النصوح المستلزمة لشروطها، المصحوبة برد الحقوق إلى أهلها، والمصاحبة للافتقار وإظهار الفاقة والحاجة إلى العزيز الغفار، ولابد من إظهار الرغبة بحسن الدعاء ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع إلى الله بالقبول وأن يجعلك ممن تقبل توبتهم قبل رمضان وأن يكتبك في آخره في ديوان العتقاء من النار . وعلامة الصدق كثرة الإلحاح ودوام الطلب وكثرة الاستغفار، فارفع يديك إليه وناجه وتوسل إليه .
    يا من يرى ما في الضمير ويسمع .. أنت المعد لكـل ما يتوقـع
    يا من يرجّى للشــدائد كلها .. يا من إليه المشتكى والمفـزع
    يا من خزائن فضـله في قول كن .. امنن فإن الخير عندك أجمع
    مالي سوى فقـري إليك وسيلة .. فبالافتــقار إليك فقري أدفع
    مالي سوى قرعي لبابك حــيلة .. فـإذا رددت فـأي باب أقــرع
    ومن الذي أرجو وأهتف باسمه.. إن كان جودك عن فقيرك يمنع
    حاشـا لفضلك أن تقنـط راجيا .. الجود أجـزل والمواهب أوســع

    3 - معرفة شرف الزمان
    فالوقت هو الحياة، وهو رأس مالك الذي تتاجر فيه مع الله، وتطلب به السعادة وكل جزء يفوت من هذا الوقت خاليًا من العمل الصالح يفوت على العبد من السعادة بقدره .
    قال ابن الجوزي: ينبغي للإنسان أن يعرف شرف وقيمة وقته فلا يضيع فيه لحظة في غير قربة .
    إذا كان رأس المال عمرك فاحترز .. ... .. عليه من الإنفاق في غير واجب
    ورمضان من أنفس لحظات العمر، ومما يجعل الإنسان لا يفرط في لحظة منه أن يتذكر وصف الله له بأنه "أيامًا معدودات" وهي إشارة إلى أنها قليلة وأنها سرعان ما تنتهي، وهكذا الأيام الغالية والمواسم الفاضلة سريعة الرحيل، وإنما يفوز فيه من كان مستعدًا له مستيقظا إليه .
    فإذا أدرك الإنسان قصر وقت رمضان علم أن مشقة الطاعة سرعان ما تذهب وسيبقى الأجر وتوابعه من انشراح القلب وانفساح الصدر وفرحة العبد بطاعة الرب سبحانه .
    وكم من مشقة في طاعة مرت على الإنسان فذهب نصبها وتعبها وبقى أجرها عند الله إن شاء الله . وكم من ساعات لهوٍ ولعبٍ وغفلةٍ ذهبت وانقضت لذتها وبقيت تبعتها.
    وساعة الذكر فاعلم ثروة وغنى .. ... .. وساعة اللهو إفلاس وفاقات

    4 - التقلل من الطعام:
    وهو مقصد من مقاصد الصيام ومن مقاصد رمضان التعود على تقليل الطعام، وإعطاء المعدة فرصة للراحة، وإعطاء النفس فرصة للطاعة، فكثرة الطعام هذه هي التي قسَّت القلوب حتى صيرتها كالحجارة، وأثقلت على النفوس الطاعة، وزهدت الناس في الوقوف بين يدي الله . فمن أراد الاستمتاع بالصلاة فلا يكثر من الطعام، بل يخفف؛ فإن قلة الطعام توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وإنكسار النفس، وضعف الهوى والغضب .
    قال محمد بن واسع: من قل طعامه فهم وأفهم وصفا ورق، وإن كثرة الطعام تمنع صاحبها عن كثير مما يريد .
    قال سلمة بن سعيد: إن كان الرجل ليعير بالبطن كما يعير بالذنب يعمله .
    وقد تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقا ل: [كف عنا جشاءك، فإن أطولكم شبعًا في الدنيا أطولكم جوعًا يوم القيامة] رواه الترمذي

    5 - تعلم أحكام فقه الصيام:
    وأحكامه وآدابه حتى يتم الإنسان صيامه على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه فيسحتق بذلك تحصيل الأجر والثواب وتحصيل الثمرة المرجوة والدرة الغالية وهي التقوى، وكم من إنسان يصوم ولا صيام له لجهله بشرائط الصيام وآدابه وما يجب عليه فيه، وكم ممن يجب عليه الفطر لمرض مهلك أو لعذر شرعي، ولكنه يصوم فيأثم بصومه، فلابد من تعلم فقه الصيام وأحكامه، وهذا واجب وفرض من عين على من وجب عليه الصيام .

    6 - تعويد النفس على
    (أ) الصيام: وقد كان النبي يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلاً . وكان هذا ضروريًا لتعويد النفس على الصيام حتى إذا جاء رمضان كانت مستعدة بلا كلفة ولا تعب يمنعه عن العمل ويحرمه من كثرة التعبد
    (ب) القيام: وهي سنة عظيمة أضعناها، ولذة عجيبة ما تذوقناها، وجنة للمؤمنين في هذه الحياة ولكنا يا للأسف ما دخلناها ولا رأيناها . مدرسة تربى فيها النفوس، وتزكى فيها القلوب، وتهذب فيها الأخلاق . عمل شاق، وجهاد عظيم لا يستطيعه إلا الأبطال من الرجال، والقانتات من النساء، الصابرين والصادقين ... بالأسحار . هو وصية النبي لنا وعمل الصالحين قبلنا: [عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد] رواه الترمذي .
    إن تعويد النفس على قيام الليل ضروري قبل رمضان وبعد رمضان وهو إن كان لازمًا لكل الناس فهو للدعاة والأئمة ألزم، ففيه من الأسرار ما تنفتح له مغاليق القلوب وتنكسر أمامه أقفالها، فتنزل الرحمات والبركات ويفتح على الإنسان من أبواب الفهم والفتوح ما لا يعلمه إلا الله، ومن تخرج من مدرسة الليل يؤثر في الأجيال بعده إلى ما شاء الله، والمتخلف عن مدرسة الليل تفسو قلوب الناظرين إليه .
    فعليك أيها الحبيب بمجاهدة النفس على القيام ولتكن البداية بركعتين ثم زد رويدًا رويدًا حتى ينفتح قلبك وتأتي فيوضات الرحمن .
    (ج) كثرة التلاوة: شهر رمضان شهر القرءان، فللقرآن في رمضان مزية خاصة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن مع سيدنا جبريل في رمضان كما في حديث ابن عباس وذلك كل ليلة، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل في قيامه جدًا كما في حديث حذيفة .
    وهكذا كان السلف والأئمة يولون القرآن في رمضان اهتمامًا خاصًا .

    7ـ المسابقة والجدية
    وهي أصل في العبادة كما في كتاب الله وسنة رسوله، قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133) وقال سبحانه: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد:21) وفي الحديث: سبق المفردون سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله! قال "الذاكرون الله كثيرًا، والذاكرات".
    وقد كان كل واحد من الأولين يعتبر نفسه المخاطب بهذا الأمر دون غيره فكانوا يتسابقون في الطاعة يدلك على هذا ما أثر عنهم من قولهم: "لو أن رجلا بالمشرق سمع أن رجلا بالمغرب أحب إلى الله منه فانصدع قلبه فمات كمدا لم يكن عجبا" .
    وقالت جارية لعمرو بن دينار: رأيت في المنام كأن مناديا ينادي: الرحيل .. الرحيل، فما رحل إلا محمد بن واسع !! فبكى عمرو حتى وقع مغشيا عليه.
    واعلم أيها الأخ الحبيب أن الأمر جد لا هزل فيه (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (الذريات:23) وقيل إن عطاء دخل على الخليفة الوليد بن عبد الملك وعنده عمر بن عبد العزيز .. فقال عطاء للوليد: " بلغنا أن في جهنم واديا يقال له هبهب أعده الله للولاة الظلمة " فخر الوليد مغشيا عليه .. فقال عمر لعطاء: قتلت أمير المؤمنين !! قال: فأمسك عطاء بيدي وقال: يا عمر إن الأمر جد فجد .. قال عمر: فوجدت ألمها في يدي سنة .

    فاجهد أيها الحبيب أن تكون من أهل الصيام الحق والقيام الصدق لتنال الجائزة بغفران ما تقدم من ذنبك وما تأخر .. أسأل الله الكريم أن يبلغنا بمنه رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة، وأن يجعلنا في رمضان هذا من عتقائه من النار .. آمين.
    اسلام ويب
                  

06-11-2016, 11:07 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الجود في رمضان
    ثبت في الصّحيحين عن ابن عباسٍ -رضي اللّه عنهما- قال: [كان رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاهُ جبريلُ، فإذا لقيه جبريل -عليه السّلام- كان أجودُ بالخير من الرّيح المرسلة] رواه البخاري ومسلم ، ورواه أحمد وزاد "لا يُسأل عن شيءٍ إلا أعطاه" وصحّحه شعيب الأرناؤوط.

    قال ابن حجر: "أجود الناس" أي: أكثر الناس جوداً، والجود: الكرم، وهو من الصّفات المحمودة، وقوله: "أجود بالخير من الرّيح المرسلة" أي: المطلقة، يعني في الإسراع بالجود أسرع من الرّيح، وعبَّر بالمرسلة إشارة إلى دوام هبوبها بالرّحمة، وإلى عموم النّفع بجوده كما تعمّ الرّيح المرسلة جميع ما تهبّ عليه" فتح الباري (1/30)، وذكر الزّين بن المنير وجه التّشبيه بين أجوديّته -صلّى اللّه عليه وسلّم- بالخير، وبيّن أجوديّة الرّيح المرسلة: أنّ المراد بالرّيح ريح الرّحمة التي يرسلها اللّه تعالى لإنزال الغيث العام الذي يكون سبباً لإصابة الأرض الميتة وغير الميتة، أي: فيعمّ خيره وبرّه من هو بصفة الفقر والحاجة، ومن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر ممّا يعمّ الغيث الناشئة عن الرّيح المرسلة -صلّى اللّه عليه وسلّم- فتح الباري (6/140).

    قال بعضهم: فضل جوده على جود النّاس، ثمّ فضل جوده في رمضان على جوده في غيره، ثم فضل جوده في ليالي رمضان، وعند لقاء جبريل على جوده في سائر أوقات رمضان، ثمّ شبّه بالرّيح المرسلة في التعميم والسّرعة، قال ابن الملك معلّلاً: لأنّ الوقت[ ] إذا كان أشرف يكون الجود فيه أفضل" مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/444)، يقول ابن عمر -رضي اللّه عنه-: "ما رأيت أجود ولا أمجد من رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم-" الاستذكار لابن عبد البرّ (5/78).

    فيا عبد اللّه: هذا حال نبيّك مع الإنفاق في رمضان، وهو القدوة والأسوة، فكيف حالك أنت؟
    قال الشافعي -رحمه اللّه-: "أحبُّ للرّجل الزّيادة بالجود في رمضان، اقتداءً برسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-، ولحاجة النّاس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصّوم والصّلاة عن مكاسبهم" الحاوي في فقه الشافعيّ (3/479).

    أخي المبارك لا تنس أنّ شهر رمضان موسم المتصدّقين، وفرصة سانحة للباذلين والمعطين، وأنّ الصّيام يدعوك إلى إطعام الجائع، وإعطاء المسكين، وإتحاف الفقير.
    اللّه أعطــــاك فابذل من عطيّته *** فالمــــال عارية والعمر رحــــــــــال
    المال كالماء إن تحبس سواقيه *** يأسن وإن يجر منه يعذب منه سلسال

    يقول ابن رجب في لطائف المعارف: "وفي تضاعف جوده -صلّى اللّه عليه وسلّم- في رمضان بخصوصه فوائد كثيرةٌ منها:
    - شرف الزّمان ومضاعفةُ أجر العمل فيه، وفي الترمذي عن أنس مرفوعاً: «أفضلُ الصدقةصدقةُ رمضانَ » رواه الترمذي (663) وضعّفه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصّغير (2948).

    - إعانةُ الصّائمين والذّاكرين على طاعتهم، فيستوجبُ المعينُ لهم مثل أجورهم، كما أنّ من جَهَّز غازياً فقد غزا، ومن خلفَه في أهله بخير فقد غزا.
    - أنّ الجمع بين الصّيام والصّدقة من موجبات الجنة كما في حديث عبد اللّه بن عمرو -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «إن في الجنة غُرفاً يُرى ظهورُها من بطونها، وبطونُها من ظهورِها، فقال أبو موسى الأشعريّ: لمن هي يا رسول اللّه؟ قال: لمن طَيَّبَ الكلامَ، وأطعمَ الطعامَ، وأدامَ الصيام، وصلَّى بالليلِ والناسُ نيام» رواه أحمد في مسنده (6615)، وقال شعيب الأرناؤوط: حسن لغيره
    وهذه الخصالُ كلُّها تكونُ في رمضان، فيجتمع فيه للمؤمن الصّيام، والقيام، والصّدقة، وطيب الكلام، فإنّ الصّائم يُنهى فيه عن اللّغو والرّفث.

    - والصّلاة والصّيام والصّدقة تُوصلُ صاحبها إلى اللّه -عزّ وجلّ-، وقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكرٍ: أنا، قال: من تَبعَ منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكرٍ: أنا، قال: من تصدّق بصدقةٍ؟ قال أبو بكرٍ: أنا، قال: من عاد منكم مريضاً؟ قال أبوبكرٍ: أنا، قال: ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة » رواه مسلم

    - أنّ الجمع بين الصّيام والصّدقة أبلغُ في تكفير الخطايا، واتقاء جهنم، والمباعدة عنها، خصوصاً إن ضُمَّ إلى ذلك قيام الليل، فقد ثبت عن معاذٍ -رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: « الصّدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار» رواه الترمذي (614) وصحّحه الألبانيّ في صحيح وضعيف الجامع الصغير (5262)، وكان أبو الدرداء -رضي اللّه عنه- يقول: "صلُّوا في ظلمة اللّيل ركعتين لظلمة القبور، صوموا يوماً شديداً حرَّهُ لحرِّ يوم النّشور، تصدّقوا بصدقة السرِّ لهول يوم عسير".

    - أنّ الصّيام لا بدّ أن يقع فيه خللٌ أو نقصٌ، وتكفيرُ الصّيام للذنوب مشروطٌ بالتحفّظ مما ينبغي أن يُتحفَّظَ منه، فالصّدقةُ تجبر ما كان فيه من النّقص والخلل، ولهذا وجب في آخر رمضان زكاةُ الفطر، طهرة للصّائم من اللّغو والرّفث، (لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي (232)).

    أيّها الصّائم: إنّك ببذلك وعطائك تُقرض ربَّك ليوم فقرك وحاجتك وضرورتك، يوم الفقر والمسكنة، يوم التّغابن.

    أيّها الصّائم: شربة ماء، ومذقة لبن، وحفنة تمر، وقليل من الطّعام والمال، واللّباس والفاكهة، تُسديها إلى محتاج هي طريقك إلى الجنّة.

    أيّها الصّائم: تاللّه لا يحفظ المال مثل الصّدقة، ولا يزكي المال مثل الزكاة، مات كثير من أثرياء الأموال والكنوز، والدّور والقصور، فأصبح كلّ ذلك حسرة عليهم وندامة وأسفاً، لأنّهم جعلوه في غير مصارفه، وغداً يظهر لك الرّبح من الخسران واللّه المستعان.

    ختاماً: تذكّر أيّها الصّائم أنّ رمضان يدعوك للبذل والعطاء، ورحمة الفقراء والمساكين، وهي دعوة في ذات الوقت لنفسك لتُقرض ربَّك في الدّنيا فيُكرم قرضَك يوم تلقاه: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}[التغابن:17]، وتذكّر أنّ الأموال والكنوز والقصور مآلها إلى الزّوال والضّياع، وليكن حداءك قول رسولك -صلّى اللّه عليه وسلّم-: « ما نقصت صدقة من مال» رواه مسلم.
    نسأل اللّه - تبارك وتعالى- أن يجعلنا من المنفقين والمستغفرين بالأسحار، وآخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    \\\' موقع رمضانيات \\\"
                  

06-11-2016, 11:10 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    من مقاصد الصيام
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..
    فإن الله تعالى لم يفترض الصوم على عباده ليعذبهم به، ولا لنفع يعود عليه من جراء صومهم، فهو سبحانه الغني عن عباده وعن عبادتهم، وإنما افترض عليهم ذلك لنفعهم في معاشهم ومعادهم، وفي دنياهم وفي أخراهم، وفي نفوسهم وفي أبدانهم، وفي أخلاقهم وفي دينهم.. ومن تدبر مقاصد الصوم وجد من هذه المصالح ما يفوق الوصف ويتخطى العد والحصر..

    فالصيام (كما يقول ابن القيم) هو لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقربين، وهو لرب العالمين من سائر الأعمال، وهو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه سواه.. وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوار الظاهرة والقوى الباطنة وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة، واستفراغ المواد الرديئة المانعة من صحتها. والصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات فهو من أكبر العون على التقوى.

    ويمكن جمع فوائد الصيام في خمس فوائد رئيسية تحمل بين طياتها ما هو أعظم من مجرد عناوينها.. فمن ذلك:
    أولا: تحصين الصائم من الأخلاط الرديئة:
    فالصوم يحفظ على العبد قوته، ويحميه من ورود الأمراض التي غالبا ما تأتي بسبب التخمة وكثرة الطعام (فإن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء)، وقد روى أحمد والترمذي وابن ماجة عن المقدام بن معديكرب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه](صحيح الجامع 5674)
    وفي معجم الطبراني الأوسط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: [اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا](قال الهيثمي رجاله ثقات) وتكلموا في صحته.

    وقد قيل: إن مما أهلك البرية، وقتل الوحوش في البرية إدخال الطعام على الطعام قبل الانهضام.
    ثلاث مهلكات للأنام .... ... ومدعاة الصحيح إلى السقام
    دوام مدامة ودوام وطء .. .. وإدخال الطعام على طعام.

    ثانيا: يصون من الأخلاق الرذيلة:
    فإن الإنسان إذا شبع تحركت شهوته، وسع للشيطان مجاريه، فتحكم فيه وقاده إلى المعاصي والأشر والبطر والمفاسد، فالشبع أصل كل مفسدة، وشهوة البطن مفضية إلى كل سوء، ولنا في أبينا آدم عبرة. قال القرطبي: "كلما قلَّ الأكل ضعفت الشهوة، وكلما ضعفت الشهوة قلت المعاصي".

    فإذا شبعت النفس استأسدت على صاحبها وعصت وعتت وطغت، وإذا صامت جاعت فضعفت وسكنت وصفت ورقت وهدأت. فمن صام فهو في جنة من كل سوء، وحفظ من كل فحش، ووقاية من كل مهلك.. كما في الصحيحين: [الصوم جنة]، وفيهما من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام: [يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء].متفق عليه.

    فالصوم يحفظ على العبد جوارحه كما قال جابر بن عبدالله: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".
    إذا لم يكن في السمع مني تصاون .. .. وفي نظر غض وفي منطقي صمت
    فحظي إذا من صوم الجوع والظما .. .. وإن قلت إني صمت يوما فما صمت
    وفي المسند وصحيح البخاري عن أبي هريرة قال عليه الصلاة والسلام: [من لم يدع قولالزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه].

    ثالثا: ضبط الإرادة والتحكم في النفس:
    فلا يقود الصائم طمع، ولا يستفزه غضب، ولا شبهة تضله ولا شهوة تذله، ومن بلغ هذا فهو الرجل حقا كما في الصحيحين: [ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب].

    وفي صحيح مسلم: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إذا أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل إني صائم].
    فالصائم إذا ثارت شهوته ضبطها، وإن تحرك هواه أسكنه وألجمه بلجام التقوى والورع، أما غير الصائم فهو منقاد لشهوته خادم لهواه.
    رب مفتون سبته شهــوته .. .. فتعرى ستره فانهتكا
    صاحب بالشهوة عبد فإذا .. .. ملك الشهوة أضحى ملكا.

    رابعا: تحصيل التقوى:
    وهي مقصود العبادة وثمرة الطاعة عامة؛ كما قال جل ذكره {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة:21)
    وهي أيضا من أعظم مقاصد الصوم خاصة، فالصيام من أكبر أسباب تحصيلها، بل إن من صام الصيام الحق على الوجه الذي بينه رسول الصدق لا بد وأن يحصل التقوى لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(البقرة:183)
    ألا إنما التقوى هي العز والكرم .. .. وحبك للدنيا هو الذل والسقم
    وليس على عبد تقي نقيصة .. .. إذا حقق التقوى وإن حاك أو حجم

    خامسا : الوصول إلى درجة الإحسان:
    وهي أعلى مراتب الدين كما في حديث جبريل الشهير: قال: [فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك] (متفق عليه)..

    فالصائم صومه كله مراقبة، وإلا فما بال الإنسان يمر على الطعام وهو في أشد حالات الجوع، ويمر على الماء وهو يكاد يهلك من العطش ولا يراه أحد من الناس، فما يمنعه من الأكل أو الشرب إلا أنه يعلم أن الله مطلع عليه ويراه، فهو يعيش مع الله ويتعامل معه بالمشاهدة.. فهل هناك مراقبة أو إحسان أعلى من هذا؟

    الإخلاص.. الصوم لي:
    ومن أجل هذا كله كان الصوم عبادة الله الخالصة فنسبه إلى نفسه من دون سواه، وإن كانت الأعمال كلها في الأصل له، لكن للصوم خصيصة في الإخلاص لا تكون في غيره كما جاء في الحديث القدسي: [كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به].
    قال الإمام ابن حجر في الفتح والإمام النووي في شرح صحيح مسلم ما معناه: "لأنه أبعد من الرياء فيكون بين العبد وربه لا يطلع عليه سواه".

    فهذه بعض مقاصد الصيام وفوائده ومنافعه، تجمع تحتها الكثير مما لم أذكره، وفوائد الصيام أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر.. فاللهم انفعنا بالصيام والقيام، وحقق فينا مقاصده ومنافعه، وتقبل منا صالح الأعمال، وافغر ذنوبنا، وأعتق رقابنا من النار.. آمين.
    إسلام ويب ـ يسري شاهين
                  

06-11-2016, 11:12 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قصة رمضان
    قال الحسن البصري –يرحمه الله- : ((إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون.. ثم بكى رحمه الله)).

    ما من شك أن النفس في رمضان تختلف عمّا هي عليه في غير رمضان، فرمضان نفحة ربانية من نفحات الله، وفرصة ذهبية إن لم نغتنمها في تطهير النفس وإصلاح القلب فمتى يكون هذا إذن؟! فالنفس في رمضان تكون منكسرة بقلة الطعام والشراب، والشياطين مصفدة ومكبلة.

    ولكن.. أين من ينتظر ويشتاق لرمضان لكي يتربى ويترقى؟ أين من يبغي بصدق التغيير الحقيقي في النفس، ويبحث عن أطباء القلوب ليصفوا له العلاج؟

    وأين من يدخل بنية بل نيات في رمضان؟ فرمضان عند كثير من المسلمين ليس سوى طقوس ومظاهر وظواهر رمضانية! يأتي رمضان فتعلق الزينات على الجدران، ويأتي موعد الإفطار والمائدة عليها الأصناف الرمضانية مما لذ وطاب، حتى أن البعض أصبح يشتاق لا لنفحات رمضان وإنما لمأكولات رمضان!! يصومون طول النهار وهم على موعد مع الإفطار الشهي، ولكن.. كم هم الذين يشعرون في جوعهم وعطشهم بالفقراء الذين يصومون ولكنهم لا يدرون إن كانوا سيفطرون أم لا؟ كم هم الذين يستشعرون نعم الله عليهم فيرقون لحال إخوانهم المساكين فيسارعون إلى إطعامهم ومواساتهم (ويُطْعِمونَ الطَّعامَ على حُبِّهِ مِسْكيناً ويَتيماًوأسيراً)[الإنسان:8].

    لقد أصبح رمضان وللأسف عند كثير من المسلمين كالزي الذي يلبس ويخلع، يأتي رمضان فيلبسونه، وإذا انقضى أو شارف على الانقضاء خلعوه وعادوا إلى غفلتهم، بل إن البعض يخلعه مع أذان الإفطار!! وكأنهم يعبدون رمضان أو الصيام لا رب رمضان!!.

    وبعد أن ينتهي الشهر الفضيل يسأل بعضهم بعضاً: كم مرة ختمت القرآن في رمضان؟.. وهم ما عاشوا مع القرآن، وما تورعوا عن الغيبة في رمضان! لأنهم ما ذاقوا طعم الصيام، ولا عرفوا أسرار القيام.. قضوا الشهر في الطعام والشراب وفضول الخلطة مع الناس، فكيف سيطهر القلب ويستنير وما أخذ حظه من الخلوة والأنس بالله؟ وما أخلص في أن يتغير حاله بعد رمضان؟.
    ويدّعون أنهم يصلون الأرحام، وكأن الرحم ليس لها حق إلا في رمضان، أما بعد رمضان فلا صلة ولا أرحام.. فوا عجباً لهذا الحال!!.

    جاء رمضان.. فعلقوا الزينات.. وأعدوا الحلويات والمشروبات.. واكتظت المساجد في القيام، وقبل أن ينتهي رمضان.. وبعد ليلة السابع والعشرين بالذات، خفت الأقدام، ثم رفعوا الزينات، وكأن شيئاً لم يكن!!.. والقلب هو القلب، والنفس هي النفس.. ثم يقول بعضهم لبعض: كل عام وأنتم بخير!!.. وهكذا انتهت قصة رمضان!!.
    فهل من سائل: هل تراني فزت وقبل عملي، وعتقت من النار؟.. أم تراه الطرد والخذلان والعياذ بالله؟..

    ((فيا أيها المقبول هنيئاً لك بثوابه، وبشراك إن أمنك ربك من عقابه، طوبى لك حيث استخلصك لبابه، وفخراً لك حيث شغلك بكتابه، فاجتهد في بقية شهرك هذا قبل ذهابه، فرُبّ مؤمل لقاء مثله ما قدر له ولا اتفق.

    ويا أيها المطرود في شهر السعادة، خيبة لك إذا سبقك السادة، ونجا المجتهدون وأنت أسير الوسادة، وانسلخ عنك هذا الشهر وما انسلخت عن قبيح العادة، فأين تلهفك على الفوات وأين الحرق؟!).
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    لبنى شرف (صيد الفوائد)
                  

06-11-2016, 11:15 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    وقفات تربوية مع دعاء ليلة القدر
    عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: « يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَبِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: " قُولِي: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي»، وفي سؤال عائشة كما في إِجابة النبي لها بهذه الإجابة عدة وقفات تربوية أوجز أظهرها فيما يلي:
    الوقفة الأولى: حرص عائشة رضي الله عنها على تعلم ما ينفعها: عائشة هي بنت أبي بكر الصِّدِّيق، أم المؤمنين، زوجة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفقه نساء الأمَّة على الإطلاق، تزوجها النبي وهي صغيرة فبقيت أطولَ فترة ممكنة في مدرسة النبوَّة، تتفقَّه في أحكامها وتعاليمها؛ تُعدُّ - رضي الله عنها - من المكثرين في الفتيا والرواية باتفاق العلماء، ومع ذلك حرصت على أَنْ تتعلم من النبي أفضل ما يقال في ليلة القدر، وفي هذا تعليم لنا أَنَّ العبد مهما بلغ فهو محتاج - بل مضطر - إلى معرفة الأمور التي ينبغي الحرص عليها، والجد في طلبها. وأَخَصُّ هذه الأمور العلم النافع المزكي للقلوب والأرواح، المثمر لسعادة الدارين.
    وقد أثنى الله على هذا الصنف من الناس في قوله: «فَبَشِّرْ عِبَادِ . الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ» [الزمر:17، 18]، أي إيثارا للأفضل واهتماما بالأكمل. أراد أن يكونوا نقادا في الدين، يميزون بين الحسن والأحسن والفاضل والأفضل ويدخل تحته المذاهب واختيار أثبتها على السبك، وأقواها عند السبر، وأبينها دليلا وأمارة. وأن لا تكون في مذهبك كما قال القائل: ولا تكن مثل عير قيد فانقادا. يقصد بذلك المقلد. ويدخل تحته أيضا إيثار الأفضل من كل نوعين عند التعارض.

    الوقفة الثانية: الحكمة في تخصيص هذه الليلة بسؤال العفو:
    سؤال الله عز وجل العفو في كل وقت وحين أمر مرغوب وردت به نصوص كثيرة، حتى إِنَّ العباس بن عبد المطلب سأل رسول الله أكثر مِنْ مَرَّةٍ أَنْ يرشده الى شيء يدعو الله به فأجابه الرسول في كل مَرَّةٍ بقوله: [سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ]، فما الحكمة إِذًا مِنْ تخصيص هذه الليلة بسؤال العفو؟
    أبان الحافظ ابن رجب عن هذه الحكمة في قوله: "وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر- بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر- لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا، فيرجعون إلى سؤال العفو، كحال المذنب المقصر".

    وقد صدق رحمه الله؛ وذلك لأَنَّ (العبد يسير إلى الله سبحانه بين مشاهدة منته عليه ونعمه وحقوقه، وبين رؤية عيب نفسه وعمله وتفريطه وإضاعته، فهو يعلم أَنَّ ربه لو عذبه أشد العذاب لكان قد عدل فيه، وأَنَّ أقضيته كلها عدل فيه، وأَنَّ ما فيه من الخير فمجرد فضله ومنته وصدقته عليه ولهذا كان في حديث سيد الاستغفار "أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي"، فلا يرى نفسه إلا مقصرا مذنبا ولا يرى ربه إلا محسنا.

    الوقفة الثالثة: الدعاء بهذا اللفظ يتضمن أدبا من آداب الدعاء المهمة، وهو الثناء على الله تعالى بما هو أهله وبما يناسب مطلوب الداعي. وقد أرشدنا الله تعالى إلى هذا الأسلوب والأدب في نصوص كثيرة أشهرها سورة الفاتحة، فالسورة نصفان، الأول تمجيد وثناء من العبد على ربه، والثاني سؤال من العبد لربه، وقد ورد ذلك مفصلا في الحديث القدسي وفيه: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي).
    ولما سَمِعَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - رجلاً يَدْعُو في صلاته لم يُمجِّدِ الله ولم يُصَل على النبيَّ، فقال صلَّى الله عليه وسلم: "عَجِلَ هذا" ثم دعاه، فقال له أو لغيره: "إذا صَلَّى أحَدُكُم فليَبْدأ بتَمْجيدِ رَبَّه والثَّناءِ عليه، ثم يُصَلَّي على النبيِّ، ثم يدعو بعدُ بما شاءَ".
    ومن الجدير بالذكر أَنَّ " ثناء الداعي على المدعو بما يتضمن حصول مطلوبه قد يكون أبلغ من ذكر المطلوب كما قيل: إذا أثنى عليك المرء يوما... كفاه من تعرضه الثناء.

    الوقفة الرابعة: في هذا الدعاء استشعار لحسن الظن بالله تعالى، فيعمر قلب المؤمن بالرجاء، وفي ذلك رد على من قال: لا أحبك لثوابك؛ لأنه عين حظي، وإنما أحبك لعقابك؛ لأنه لا حظ لي فيه!! نافيا بذلك عبادة الله بالرجاء مقتصرا على عبادته بالخوف.. والعجيب أن صاحب هذا القول بالغ فنسب مخالفه الى الرعونة، وقد رد عليه ابن القيم ردا بليغا جاء فيه: فوالله ليس في أنواع الرعونة والحماقة أقبح من هذا ولا أسمج. وماذا يلعب الشيطان بالنفوس؟ وإن نفسا وصل بها تلبيس الشيطان إلى هذه الحالة المحتاجة إلى سؤال المعافاة.. فزن أحوال الأنبياء والرسل والصديقين، وسؤالهم ربهم، على أحوال هؤلاء الغالطين، الذين مرجت بهم نفوسهم، ثم قايس بينهما، وانظر التفاوت ..فهذا وأمثاله أحسن ما يقال فيهم: إنه شطح قد يعذر فيه صاحبه إذا كان مغلوبا على عقله. كالسكران ونحوه. ولا تهدر محاسنه ومعاملاته وأحواله وزهده.

    الوقفة الخامسة: حاجة العبد وفقره الى عفو الله
    عائشة رضي الله عنها - وهي من هي - تحرص على سؤال النبي عن ماذا تقول في ليلة القدر فيجيبها النبي الكريم بسؤال الله العفو، فإذا كان هذا شأن الصديقة بنت الصديق فكيف بمن دونها. أليس في ذلك دلالة قاطعة على أَنَّ العبد فقير إلى الله من كل وجه وبكل اعتبار؟
    من هذه الوجوه: أَنَّه " فقير إليه من جهة معافاته له من أنواع البلاء؛ فإنه إن لم يعافه منها هلك ببعضها، وفقير إليه من جهة عفوه عنه ومغفرته له فإن لم يعف عن العبد ويغفر له فلا سبيل إلى النجاة فما نجى أحد إلا بعفو الله ولا دخل الجنة إلا برحمة الله.

    الوقفة السادسة: حظ العبد من اسم الله « الْعَفُوُّ»:
    حظّ العبد من اسم الله «الْعَفُوُّ» لا يخفى، وهو أن يعفو عن كلّ من ظلمه بل يحسن إليه كما يرى الله تعالى محسنا في الدّنيا إلى العصاة والكفرة غير معاجل لهم بالعقوبة. بل ربّما يعفو عنهم بأن يتوب عليهم، وإذا تاب عليهم محا سيّئاتهم، إذ التّائب من الذّنب كمن لا ذنب له. وهذا غاية المحو للجناية. وقد وعد الله العافين بالأجر العظيم والثواب الكبير فقال سبحانه: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} ويلاحظ في الآية أمران:
    الأول: أَنَّ الله قرن الإصلاح بالعفو، وذلك ليدل على أَنَّه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به.
    الثاني: أَنَّ الله جعل أجر العافي عليه سبحانه، وفي ذلك حض وتهييج للعبد على العفو، وأن يعامل الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه، فَلْيَعْفُ عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم، فإنَّ الجزاء من جنس العمل.

    الوقفة السابعة: يسر الاسلام
    يحمل قول الله تعالى لنبيه: {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} بشارة عظيمة ألا وهي يسر شريعته، فمعنى الآية: نُسَهِّلُ عليك أفعال الخير وأقواله، وَنُشَرِّعُ لك شَرْعًا سَهْلًا سَمْحًا مُسْتَقِيمًا عَدْلًا لا اعوجاج فيه ولا حَرَجَ وَلَا عُسْرَ.
    وتسري دلائل هذا التيسير وأماراته في جميع مناحي التشريع ومنها أدعية الوحيين، حتى قالت عائشة: «كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - يَستحِبُّ الجَوامِعَ مِن الدُعاء، ويَدَعُ ما سِوى ذلك ».
    وأنا أريدك أخي القارئ أن تقارن بين دعاء ليلة القدر من حيث سهولة اللفظ ووضوح المعنى، وبين أوراد الصوفية التي لا تخلو من صعوبة في اللفظ فكأنك تقرأ مبهمات و طلاسم إضافة الى غموض في المعنى بل وانحراف يصل الى حد الإلحاد في أسماء الله وصفاته.
    ونحن إِنْ قلبنا النظر في مثل هذه الأوراد رأينا أنها لم تراع طاقات الناس ولا ظروفهم وأحوالهم، وعلمنا يَقِينًا أَنَّها ليست من عند الله القائل:{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} أي: في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يُقَدِّرُهُ لكم، وذلك لعلمه سبحانه بِضعْفِ الانسان من جميع الوجوه.

    الوقفة الثامنة: خطورة اتكال العبد على العفو وقعوده عن المسابقة الى الخيرات:
    المؤمن يجمع إحسانا وخشية، والمنافق يجمع إساءة وأمنا. ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف. بل من تأمل حال النبيين وجدهم كذلك "فالمؤمن العالي الهمة يجتهد في نيل مطلوبه ويبذل وسعه في الوصول إلى رضى محبوبه، فأما خسيس الهمة فاجتهاده في متابعة هواه، ويتكل على مجرد العفو، فيفوته- إن حصل له العفو- منازل السابقين المقربين، قال بعض السلف: هب أن المسيء عفي عنه، أليس قد فاته ثواب المحسنين.

    الخاتمة:
    إخواني:" الْمُعَوَّلُ على القبول لا على الاجتهاد، والاعتبار ببر القلوب لا بعمل الأبدان، رب قائم حظه من قيامه السهر، كم من قائم محروم، وكم من نائم مرحوم، هذا نام وقلبه ذاكر، وذاك قام وقلبه فاجر.
    إِنَّ المقادير إذا ساعدت... ألحقت النائم بالقائم
    لكن العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات والاجتهاد في الأعمال الصالحات وكل ميسر لما خلق له، فالمبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي، فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر.
    د. أحمد عبدالمجيد مكي
                  

06-11-2016, 11:20 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الفرص الثلاث في رمضان
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
    فنحن في شهر عظيم في شهر مبارك، استوقفتني فيه ثلاث جمل صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي:
    - قوله: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه»(متفق عليه).
    - وقوله: «ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه»(متفق عليه).
    - وقوله: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه»(البخاري).

    إنها ثلاث فرص عظيمة، كل واحدة منها تكون سببًا لتكفير الذنوب، وقد وقفت حيالها متأملاً ومتألمًا!
    كم من الناس يخرج رمضان ولم يفز بفرصة واحدة والعياذ بالله!!

    والأدهى الأمرّ أن بعضهم يصوم ويقوم، وربما أدرك ليلة القدر! ومع ذلك فقد لا يُغفر له والعياذ بالله؛ لأنه يصوم لكن لا يصوم إيمانًا واحتسابًا، بل عادةً وجريًا على سنن الناس! أو إيمانًا لكنه ضجر يتسخط ما يجده فيه لأدنى سبب! وتأمَّلْ أحوال بعضهم في الطرقات آخر اليوم، تألم.

    كذلك قد يقوم الليل لكن لا يقومه إيمانًا واحتسابًا، بل موافقة للناس، وإن قام إيمانًا فربما أفسد الاحتساب بتذمُّره من تطويل الإمام في السجود مثلاً، وتسخُّطه حرّ المسجد وضعف المكيفات! أو بتعامل مع أهله في البيت: استعجلوا وراءنا صلاة، فعل الله بكم وترك.
    وقد يحيون ليلة القدر ويوافقونها، ولكنهم لا يقومونها إيمانًا واحتسابًا.

    وفي المقابل هناك من ستمرُّ عليه ليلة القدر وهو نقيّ الثوب طاهر الأردان، قد غُفرت ذنوبه؛ بسبب صيامه إيمانًا واحتسابًا، أو بسبب قيامه، ولن يضيِّع الله أجره في ليلة القدر، بل يباعد الله بينه وبين عذابه، ويرفع درجته، ويزيد من كرامته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن للجنة ثمانية أبواب"(رواه البخاري)، وكل باب يُدعى إليه نوع من الناس، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان. فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما على هذا الذي يُدعى من تلك الأبواب من ضرورة! وقال: هل يُدعى منها كلها أحدٌ يا رسول الله؟ قال: «نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر»(متفق عليه).

    والمقصود كذلك الشأن مع فرص رمضان! هناك من ستغفر له ذنوبه؛ لأنه صام إيمانًا واحتسابًا، وتُغفر له ذنوبه؛ لأنه قام إيمانًا واحتسابًا، وتُغفر له ذنوبه؛ لأنه وافق ليلة القدر. وبعد ذلك هؤلاء مراتب في البعد عن النيران والرقيّ في درجات الجنان، أسأل الله أن نكون وإياكم من خير الفائزين.

    والمهم إن فاتتنا فرصة - معاشر الأحبة- أن نستدرك غيرها، فوالله إن الخسران كل الخسران أن تفوتنا هذه الفرص جميعها، هذا والله هو الحرمان، وفي الحديث: «رغم أنف من أدركه رمضان ولم يغفر له»(رواه أحمد والترمذي).

    لو قيل لنا: إن إنسانًا تقدَّم لوظيفة مُيسَّرة ثلاث مرات ثم فشل لإهماله، أو لعدم جديته وتحمله أدنى العمل، فدخل المرة الأولى وفشل، ودخل المرة الثانية وفشل، ودخل المرة الثالثة وفشل، فماذا يُرجى منه؟! فاحذر أن يُبعِدَك الله!

    إنه الخذلان فاستعذ يا عبد الله منه، فقد رأيت أناسًا في العشر الأواخر من رمضان ليس بينهم وبين الحرم إلا بضعة أمتار، يسمعون قراءة الإمام ويرتكبون عدة معاصٍ في وقت واحد!! جالسون قرب الحرم يلعبون "البلوت"، ويدخنون ويشربون الشيشة، ويتكلمون باللغو والرفث، وأمامهم جهاز من أجهزة اللهو المحرمة، ومع ذلك لا يصلون مع المسلمين، فأيُّ حرمان أعظم من هذا الحرمان؟!

    مع الأسف، ثمة قوم لا يزيدهم رمضان إلا بُعدًا عن الله جل وعلا، وقد تلقيت قديمًا إحصائية من أحد مراكز الهيئات، فُوجئت بما فيها مما يتعلق بمعاكسات الشباب للنساء وتزايدها في رمضان والعياذ بالله.

    فاتق الله يا عبد الله، ولا يكن شهر الرحمة حُجَّة عليك، واغنتم فُرَصه، واعلم أنها أكثر من تلك الثلاث ففتِّش عنها! وإن فاتتك بعضها فقد بقي بعضها، والأعمال بالخواتيم. أسأل الله أن يختم لنا ولكم بخير، والحمد لله رب العالمين.

    د.ناصر العمر
                  

06-11-2016, 11:23 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    المتساقطون على مضمار رمضان
    أعظم نعمة أن يبلغك الله رمضان، وأعظم منها أن يوفقك لعمارته وحسن العبادة فيه، وأعظم من ذلك أن يتقبل منك هذا العمل الذي وفقك له، وأعظم من كل ذلك أن يختم لك بالعتق من النار فتفوز فوزا لا خسارة بعده أبدا.
    إن لله في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها، عسى أن تصيبكم نفحة لا تشقوا بعدها أبدا..

    ورمضان من أعظم تلك النفحات، وإنما منحها الله إيانا لأنه يحبنا، ويريدنا أن نقبل عليه، يريد أن يهدينا يريد أن يتوب علينا... {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم . والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما . يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا}(النساء:26 ـ 28).

    إن الله جعل رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا. (من كلام الحسن البصري).

    وقد دخل المضمار في أول السباق كثير من الناس، لكن لم يمر إلا بضعة أيام حتى بدأ البعض يتساقط على أرض المضمار، وخرج آخرون من السباق تماما وعادوا إلى سالف العهد، وبدأ أقوام يتأخرون إلى ذيل السباق وربما وقف بعضهم.. فلماذا حدث هذا؟! هل زهدنا في رمضان؟! أم تعبنا من يومي عمل؟ أم حن الإنسان إلى عهد النوم والدعة والإخلاد إلى الراحة؟

    إنني أعزو هذا إلى أمور:
    الأول: عدم التجهز للسباق والتدرب عليه..
    فإننا رأينا كل متسابق في مسابقة يعسكر لها ويتدرب عليها.. حتى أصحاب المسلسلات لابد من تمثيل المشهد مرات ومرات حتى يعتادوا عليه ثم يصور، وأهل الغناء بروفات كثيرة وكثيرة قبل التسجيل.. حتى أهل الكرة والمباريات وألعاب القوى وغيرها.. لابد قبل البطولات من تدريب متواصل حتى يحقق أعلى المراكز وأفضل المستويات؛ ولذلك قلنا قبل رمضان لابد من التعود على عبادات رمضان حتى لا يحدث ما حدث ويقع ما وقع.

    ثانيا: الجهل بثمرة السباق وجوائزه..
    فإن بعض الناس يزهد أحيانا في العمل لعدم تقديره لجائزته وقيمته وثمرته، ولو علم الأثر لسارع إلى العمل.. ولا شك أن رمضان نتائجه وعواقبه وجوائزه كثيرة جدا.
    مغفرة الذنوب، وتطهير القلوب، والقرب من علام الغيوب، وثواب كثواب الصابرين، وعاقبة المجاهدين، وفرح في الدنيا ويوم الدين، ثم وصول إلى أعلى الدرجات، وتحقيق لأكبر المستويات في المراقبة والتقوى وغير ذلك مما لا يأتي عليه العد ولا الحصر.

    ثالثا: الجهل بطبيعة السباق:
    فبعض الناس لا يرى في رمضان إلا الصيام إلا قراءة القرآن وصلاة التراويح، فإذا لم يفتح عليه فيهما خرج من السباق وتركه لمحبي القرآن والصلاة وجلس هو يتفرج ويشاهد من بعيد.. والحق أن الأمر ليس كذلك.. فهناك أعمال كثيرة يمكن أن تنقل العبد وتقفز به من آخر الصف إلى أوله في لحظة.. فصدقة سر لا يراها أحد من الخلق وربما حتى صاحبها، ولمسة حانية على رأس يتيم، أو سد خلة مسكين، أو ستر عورة عار، أو جوعة جائع، أو دمعة في خلوة من خشية الله، أو عمل قلب كخشوع أو خوف أو حسن رجاء... وغيرها من الأعمال التي يبلغ ثوابها ما يفوق ثواب كثير من الأعمال الظاهرة.

    والمقصد أيها الموفق ألا تخرج من السباق، وأن تبقى في المضمار حتى صافرة النهاية؛ فإن أواخر السباق ربما تحمل المفاجآت، وإن الله يعتق في آخر ليلة من رمضان بعدد ما أعتق طيلة الشهر.. فكن معهم فلعلك أن تكون منهم فإنهم القوم لا يشقى بهم جليسهم.
    اسلام ويب
                  

06-11-2016, 11:30 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الحمد لله.. ثناء ودعاء
    الحمد لله، كلمةُ مباركة، وهي ثناء في دعاء، ودعاء في ثناء. تجري على الألسنة بسهولة ويسر، وهذا من فضل الله على عباده. الكلمة التي اختارها الله فاتحةً لكتابه العزيز، لأن أسرارها وكنوزها لا تنفد. يقول سيّد قطب رحمه الله: (والحمد لله، هو الشعور الذي يفيض به قلب المؤمن بمجرد ذكره لله، فإن وجوده ابتداء ليس إلا فيضاً من فيوضات النعمة الإلهية التي تستجيش الحمد والثناء، وفي كلّ لمحة، وفي كل لحظة، وفي كل خطوةٍ تتوالى آلاء الله وتتواكب وتتجمع، وتغمر خلائقه كلّها، وبخاصة هذا الإنسان، ومن ثم كان الحمد لله ابتداء، وكان الحمد لله ختاماً قاعدة من قواعد التصور الإسلامي).
    فما معنى هذه الكلمة؟ وما دلالاتها مما هو موقفها في حياة الإنسان؟
    يقول ابن القيم رحمه الله: الحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه.
    الرب الإله المحمود في الدنيا والآخرة.. المحمود قبل أن يخلق وبعد ما يخلق، وبعد إفناء الخلق وبعد بعثهم (وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص:70).
    محاسنه تعم الكائنات جميعاً، محاسنه في ذاته، وفي أسمائه الحسنى، وفي صفاته العليا، يخبرنا بها فضلاً منه ورحمة، ويعرفنا بجلاله وجماله وكماله.. محاسنه في لطفه وعلمه وعزّه وقدرته وحكمته.. محاسنه في بره وجوده وفضله.. محاسنه في إحسان خَلقه (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ )(السجدة:7)، (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(التين:4). محاسنه في إرسال رسله وإنزال كتبه لهداية عباده، محاسنه التي لا يأتي عليها عدٌ ولا حصر، كل هذا وغيره كثير متضمن كلمة الحمد لله، يجري بها لسان العبد، ويتجاوب الله مع عبده وهو يلفظها، (فإذا قال العبد: الحمد لله ربّ العالمين، قال الله: حمدني عبدي) (رواه مسلم).
    حب وإجلال وتعظيم
    قد تذكر محاسن إنسان، لكنك لا تحبه، ولا تجد في قلبك ميلاً إليه ولا إجلالاً ولا تعظيماً.. بيد أنك عندما تذكر محاسن ربك اللامتناهية، لا يسعك إلا أن تحبه أشد الحب، (والذين آمنوا أشدّ حباً لله) وتجد في نفسك فيوضات جلاله، ويمتلئ فؤادك بتعظيمه، وتعمر أوقاتك بحمده وشكره وشهود منته، والرضا عن أفعاله. كل هذا وغيره تتملاه عندما تنطق بـ "الحمد لله"، فتتذوق حلاوتها وطلاوتها ولذتها، وتسيطر على جوانحك السكينة والطمأنينة والفرح والسرور.
    أفضل الدعاء
    والحمد لله هي أفضل الدعاء.. وسرّ ذلك أنها متضمنةٌ للثناء على الله عزّ وجل، روى الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله)، أخرجه الترمذي: وحسَنه ابن حجر والألباني والأرنؤوط.
    وهذا فيضٌ آخر من فيوضات الرب عز وجل، قال المناوي:لأن الدعاء عبارة عن ذكر الله، وأن تطلب منه الحاجة، والحمد يشملهما، فإن الحامد لله إنما يحمده على نعمه، والحمد على النعم طلب المزيد، وهو رأس الشكر، قال تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنّكم"
    قال بكر بن عبد الله المزني: رأيت حمالاً عليه حمله وهو يقول: الحمد لله، أستغفر الله، فانتظرته حتى وضع ما على ظهره، وقلت له: ما تحسن غير ذلك؟ قال: بلى أحسن خيراً كثيراً، أقرأ كتاب الله، غير أن العبد بين نعمةٍ وذنب، فأحمد الله على نعمه السابغة، وأستغفره لذنوبي، فقلت: الحمال أفقه من بكر.
    وقال الطيبي: لعلّه جُعل أفضل الدعاء من حيث إنه سؤال لطيف يدق مسلكه.
    ملء الميزان
    الأعمال لها تأثير كبير في تقريب العبد من ربه أو إبعاده عنه، وبعض الأعمال أشد تأثيراً من البعض الآخر، ففي صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض).
    ما أعظم هذا الفيض، وما أجزل هذا العطاء والكرم الذي لا يمكن مجرد تصوّره. كلمةٌ واحدة تملأ الميزان بالثواب والعطاء، تجده موفراً يوم توزن الأعمال. كم بين السموات والأرض من مسافات هائلة لا يعلم مداها إلا الله؟ مسافاتٌ ليست بالأمتار، بل بمئات الملايين من السنين الضوئية. سبحان الله والحمد لله تملآن هذه المسافات. إن هذا العطاء لا يقدر عليه إلا من يعطي بغير حساب.
    بيت الحمد
    استحقاق عن جدارة في مقام الصبر على فقدان الولد عند الصدمة الأولى، والحمد وإرجاع الأمور إلى الله برضا وتسليم، بيتٌ لا تقوم له كلّ بيوتات الدنيا، روى الترمذي عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِه؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ" قال أبُو عِيسَى: حَسَنٌ غَرِيبٌ وحسنه ابن حجر والسيوطي والألباني.
    ما ألذّ الجزاء، وما أحلى حلية بيت الحمد، فحقيق لمن فقد ثمرة فؤاده، ولم يعدّ ذلك مصيبة من كل وجه، بل مصيبةُ من وجه فاسترجع، ونعمةٌ من وجه فحمد الله، أن يقابل بالحمد في تسمية محله به، فيكون محموداً حتى في المكان الذي سمي به، بيت يليق بصبره على المصيبة العظيمة.
    وفي السرّاء والضرّاء حمد
    لا ينفكّ العبد المؤمن عن حمد ربه في كل أحواله وتقلباته، فلا تسكره نشوة الفرح عن حمد ربه، ولا يذهل عن الحمد في المدلهمات والخطوب.. روى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال. صححه السيوطي، وحسنه الألباني.
    حمد النزع
    حق الله لا يُقدّر بزمنٍ ولا بعمل، والعبد المؤمن ينضح الخير منه حتى في أواخر لحظات حياته، يحمد الله في كل حال، وعلى كل حال، سواء في السراء والضراء، فالخير يتمثّل فيه، وهو مستسلمٌ لأمر الله وقضائه، ولا يرى من مولاه إلا كل خير، ولا يفتر عن ذكره حتى في الرمق الأخير، في أشق الأهوال عند نزع روحه، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)(الحجر:99)، ولم أجد حالاً أجمل من حال المؤمن الذي يبقى أشدّ تعلقاً بربه، يحمده حتى في مثل هذه الحالة. روى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ عَبْدِي الْمُؤْمِنَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْر، يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزِعُ نَفسَه مِن بَينِ جَنبَيهِ). حسنه ابن حجر.
    كان الجنيد يقرأ وقت خروج روحه، فقيل له: في هذا الوقت! قال: أبادر طي صحيفتي.. ما هذا الحب الفريد النادر لله؟ إن العبارات لتعجز عن تصوير هذه الحالة مهما كانت دقة المصوِّر.
    نسيان الذات ابتغاء حمد الله
    العالم القدوة الموفق يسعى في تعليم الخلق كيف يحمدون الله.. ففي طبقات الشافعية عن القاضي حسين قال:كنت عند القفال (عبدالله بن أحمد القفال)، فأتاه رجل قرويٌ وشكى إليه أن حماره أخذه بعض أصحاب السلطان، فقال له القفال: "اذهب فاغتسل، وصلّ ركعتين، واسأل الله أن يرد عليك حمارك"، فأعاد عليه القروي كلامه، فأعاد عليه القفال، فذهب القروي فاغتسل، ودخل المسجد وصلى، وكان القفال قد بعث من يرد حماره، فلما فرغ من صلاته ردّ الحمار، فلما رآه على باب المسجد خرج وقال: الحمد لله الذي ردّ علي حماري، فلما سُئل القفال عن ذلك قال: أردت أن أحفظ عليه دينه كي يحمد الله تعالى.
    وعند زوال الظالمين حمد
    مكافحة الظالمين والطواغيت من أوجب الواجبات، لأن هؤلاء من أكبر العقبات التي تحول بين الناس وعبادة ربهم، والله خلق الجن والإنس لعبادته، وبعد معارك مريرة، وتضحيات هائلة تتطهر الأرض من رجسهم وإفسادهم وصدّهم عن سبيل الله.. الأمر الذي يستوجب الحمد، (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(المؤمنون:28). (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:45).
    حمد لا يفتر
    وهكذا يظلّ العبد حامداً لله، ديمةً عند استيقاظه وعند منامه. في خلوته وفي جلوته، بعد إطفاء نار عطشه، وبعد سدّ جوعة بطنه، في حال سقمه أو بعد ما يأذن الله له بشفائه، عندما يواري عورته باللباس والزينة، أو يأوي إلى بيته وفراشه في كل شؤونه وتصريفاته إلى وقت نزع روحه من بين جنبيه، ثم هو حمدٌ لا يفتر في الجنة كما روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه (.... يُلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس).. حمد لله على ذهاب الحزن والكروب, (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ. وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ)(فاطر:33-34). وحمدٌ على منة الهداية التي خولتهم دخول الجنة. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(الأعراف:42-43)
    وإن أقصى ما يشغل أهل الجنة تسبيح الله أولاً وحمده آخراً، يتخللهما تحيات السلام، (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(يونس:10).
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    الشيخ: عبدالعظيم عرنوس
                  

06-11-2016, 11:33 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قصة الكفل.. دروس للدعاة وأمل للعصاة
    روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار].
    وروى ابن أبي شيبة عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [تحدثوا عن بني إسرائيل فإنه كانت فيهم أعاجيب].
    ومن أعاجيب بني إسرائيل ما رواه أحمد والترمذي وحسنه عن ابن عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله، فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها.. فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال: ما يبكيك أكرهتك؟ قالت: لا، ولكنه عمل ما عملته قط، وما حملني عليه إلا الحاجة، فقال: تفعلين أنت هذا وما فعلته، اذهبي فهي لك وقال: لا والله لا أعصي الله بعدها أبدا. فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه إن الله قد غفر للكفل.
    قصص السنة كقصص القرآن ليس للتسلية وتضييع الأوقات وإنما هو وحي حق للاعتبار وللادكار وأخذ العظة والعبرة وتثبيت الإيمان في القلوب (وكلا نقص عليك من أنباء القصص الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين)
    والإعراض عن الاعتبار بقصص السابقين مهلكة للاحقين الغافلين المعرضين.. (كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا ، من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا . خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا)
    فتعالوا نتعلم شيئا من قصة الكفل:
    أولا: ما الذي جعل الكفل يفعل ذلك فلا يتورع عن ذنب عمله؟
    إنه (في اعتقادي) عدم الإحساس بالنعمة والكفران بالمنعم.
    فإن الله تعالى عافاه في بدنه ، وسلمه في جسده ووسع عليه في ماله ورزقه فقابل نعمة الله بالكفران، واستعمل مال الله في معصية الله ، وسخر بدنه الذي أصحه له الله في مساخط، وهذا فعل كثير من الناس ، بل وما ربما من يفعل ذلك : فينظر بعينه إلى ما حرم الله، ويسمع بأذنه ما حرم الله ، ويحرك لسانه بما يغضب الله ، وينفعق ماله في شرب الدخان والخدرات، أو شرب الخمور والمسكرات، أو السفر لفعل الفواحش والموبقات، والنفقة على الفاجرات والعاهرات والفاسقات والساقطات.
    فهؤلاء حولوا نعمة الله إلى نقمة، ومنحة الله إلى محنة وصارت النعمة وبالا عليهم؛ لأنهم كفروها ولم يشكروها، ولولا حلم الله وعفوه وصبره على عباده لانتزعها منهم عقوبة لهم، وكم عاقب الله أناسا بسلب نعمه منهم لسوء فعلهم وقبح فعالهم. مصداقا لقوله: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذاب لشديد}
    ثانيا: أن الحاجة مذلة والفقر قد يؤدي إلى الكفر:
    وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: [اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع]
    وكان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: [اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر].
    فإن الإنسان ربما يجوع فيبيع عرضه، وربما زادت حاجته فيبيع دينه، وهذا ما يفعله المنصِّرون بفقراء المسلمين في بلاد العالم كلها يعطونهم الطعام والثياب باليمين ويسلبونهم دينهم بالشمال.
    وانظر إلى هذه المرأة في قصة الكفل، ما الذي حملها على فعل ما فعلت؟ إنها الحاجة!! والدليل أنه لما قعد منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت.. فلما قال أكرهتك قالت: لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط وما حملني عليه إلا الحاجة.. فلولا الحاجة ما باعت عرضها ولا عرضت لمثل هذا الأمر نفسها.
    ويؤكد هذا قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة وأغلقت عليهم باب الغار فقاموا يتوسلون إلى الله بأعمال ظنوها صالحة وخالصة لوجه الله تعالى، فقال أحدهم: اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي، فأردتها عن نفسها فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه ، فتحرجت من الوقوع عليها ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه.
    وقد جاء في روايات الحديث أنه روادها عن نفسها فامتنعت عنه حتى ألمت بها سنة وهي الفقر والحاجة الشديدة فأتت هي بنفسها إليه وهي التي تمنعت قبل ذلك، فسلمت له نفسها بل عرضت نفسها عليه من أجل أن تأخذ مالا تسد به جوعتها وحاجتها.
    آآآآه يا أمة الإسلام.. كم فيك من جائعة باعت عرضها لتأكل، وكم من عالم وغير عالم باع دينة بفتوى ظالمة حمله عليها الحاجة. كم فيك من فقير باع دينه بثمن بخس حمله عليه الفقر والجوع وفينا من ينعم بالمليارات لا بالملايين.
    ولقد جعل الله للفقراء في أموال الأغنياء ما يسد حاجتهم، ولو أدى أغنياء المسلمين زكاة أموالهم لما كان بينهم فقير واحدكما روى الطبراني في الأوسط والصغير عن علي عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعو أو عروا إلا بما يصنع أغنياؤهم، ألا وإن الله يحاسبهم حسابا شديدا، ويعذبهم عذابا أليما].
    فابحثوا عن الأرامل فاكفوهم، وعن اليتامى فاكفلوهم حتى لا يتحولوا بعد ذلك إلى بؤر فساد أو معاول هدم في الأمة، وهو ما دعاكم إليه نبيكم صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين قال: [أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والتي تليها وفرج بينهما.]
    وفيهما أيضا عن أبي هريرة عن رسول الله قال: [الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله (وأحسبه قال) وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر].
    ثالثا: لا تيأسن من دعوة إنسان
    فإنه مهما بلغ عتوه وعربدته؛ فإنك لا تدري ما يختم له به، ولا تعلم ساعة هدايته، فمفاتيح القلوب بيد خالقها ولا يعرف الإنسان متى يفتحها، وأي كلمة تلك التي تفتحها.
    ولا يمتنع الداعية وغيره عن تذكير العصاة بالحكمة والموعظة الحسنة ولو في حال معصيتهم؛ فكم من مدخن لما ذكر بالله رمى سيجارته ، وكم من مستمع للغناء لما ذكر بالله أغلق ما يسمع..
    والعجب كل العجب من الكفل وصاحب الغار.. كيف تركا هذا الموضع فإنه يصعب جدا على صاحبه تركه؛ ولذلك عظم الله لهما المثوبة : فغفر للكفل وأنقذ صاحب الصخرة
    رابعا: عظيم مقام الخوف من الله:
    قال تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} ، وقال: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}
    هذا المقام الذي جعل الكفل يقوم عن المرأة وقد بلغ الأمر منتهاه، وجعل صاحب الغار يترك ابنة عمه وهي أحب الناس إليه خوفا من الله.. وترك كل واحد منهما المال للمرأة.
    لكننا نعود ونتساءل: كم رجل قام مقام الكفل لكنه لما ذكر بالله ما ذكر، أو قام مقام صاحب الغار فلما طلبت منه المرأة خشية الله ما استجاب ولا ارعوى ولا ادكر.
    خامسا: فتح باب التوبة أمام التائبين:
    وعظيم عفو الله وصفحه عن خلقه، إن الكفل كان قد ملأ الدنيا فسادا، حتى لم يعد يتورع عن عمل أي ذنب، ومثل هذا لا يتوقع الإنسان منه توبة، وأن أبواب السماء قد أغلقت في وجهه.. ولكن فضل الله كان أوسع من ذنب الكفل، ورحمة الله إليه كانت أقرب إليه مما يتخيل، ورغم أنه لم يمهله الأجل حتى يصلح ما أفسد، أو أن يحسن بقدر ما أساء أو بعضه، إلا أن توبته الصادقة محت عنه كل ما قد مضى وقبل الله منه رجوعه إليه وعزمه على عم العود فغفر له وأظهر ذلك للناس ليبقى الباب مفتوحا أمام كل مذنب وليبقى الرجاء في رحمة الله دائما لا ينقطع مهما كانت المخالفات ومهما بلغت السيئات، ويبقى منادي الله يسمع كل مريد للتوبة: {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم . وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون}
    اسلام ويب
                  

06-11-2016, 11:34 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ألا بذكر الله تطمئن القلوب
    سعادة الإنسان في هذه الحياة في اطمئنان قلبه ، وراحة باله ، واستقرار خواطره ، وقد أرشد الله عباده في كلمة موجزة حكيمة إلى الوسيلة التي تحقق لهم هذه السعادة وتقيهم من عذاب القلق والاضطراب ، وآلام الجزع والهلع ، وشقاء الشك والارتياب ، فقال جل ثناؤه ، وهو أصدق القائلين : { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [ الرعد : 28 ] .
    وذكر الله الذي تطمئن به القلوب ، ليس هو مجرد ترديد اللسان لاسم من أسمائه ، أو صفة من صفاته ، وإنما هو تذكير ألوهيته وعظمته ، واستشعار رأفته ورحمته ، وقهره وعزته ، واستحضار حكمته في سننه ، وعدالته في قضائه .
    * * *
    فمن رَاضَ نفسه على أن يتذكر ربه في جميع حالاته : في سرائه وضرائه ، وفي شدته ورضائه ، وفي صحته وسقمه ، وفي طاعته ومعصيته ، أسند كل أمر إلى مصدره واطمأن إلى حكمة الله فيما نزل به ، فَسَكن قلبه ، واستراح من الهم والحزن على ما فاته ، ومن الزَّهو والبطر بما جاءه ، وأًمِن متاعب القلق والاضطراب .
    - فإذا ابْتُلى بفقد عزيز عليه ، أو بكارثة نزلت به ، وتذكر ربه وإأن كل ما كان وما يكون ، إنما هو مقتضى إرادته ونفاذ لحكمه ، وإنه لا رادَّ لما أراده ، ولا مُعقب لحكمه ، واطمأن قلبه ، وسكن إلى ما قضى به ربه ، وسلم واستسلم ، ولم يجد في صدره حرجا مما أراد الله ، ولا اعتراضًا على ما حكم به الله ؛ وفي هذا الاطمئان عزاء وسلوان ، ورضا وراحة بال . قال تعالى : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } [ الحديد : 22 ] .
    - وإذا خسر التاجر في تجارته ، أو خاب العامل في سعيه ، أو رسب الطالب في امتحانه ، أو فات الإنسان أي خير كان يرجوه ، وتذكَّر ربه ، وأنه لن يصيب أحدًا إلا ما كتبه الله له ، وإن يرده بخير فلا رادَّ لفضله ، اطمأن قلبه إلى أن ما فاته لم يكن له ، وإلى أنه لو كان له ما فاته ، وفي هذا راحة من الاسترسال في الهم والحزن ووقاية من السخط واليأس ، قال تعالى : { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ } [ فاطر : 2 ] .
    - وإذا أوتى الإنسان نعمة وزاده الله بسطة في الرزق والعلم ، أو العافية أو الثراء أو الجاه ، وتذكَّر ربه ، وأن هذا الذي ينعم فيه – إنما هو من فضل الله عليه ، وإحسانه إليه – اطمأن قلبه إلى رحمة الله وكرمه ، وانطلق لسانه بحمده وشكره ، وشكر النعمة يزيد المنعم كرما وإحسانًا . قال تعالى : { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [ إبراهيم : 7 ] .
    - وإذا وفق الإنسان إلى طاعة ربه والعمل بما يُرضيه ، وتقرَّب إليه وتذكر ربه ، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا ، وأنه إنما يجزى العامل على نيته ، وأنه ينظر إلى القلوب والسرائر ، لا إلى الصور والظواهر ، أخلص في عمله ؛ وَوَجَّه وَجْهَهُ لمن يهديه ويجزيه . قال صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )) .
    - وإذا وقع الإنسان في خطيئة أو اقتراف إثما وتذكَّر ربه ، وأنه غافر الذنب وقابل التوبة لم ييأس من رحمة الله ، ووجد السبيل ممهدة للتوبة والإنابة ، ورجاء العفو والمغفرة ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ } [ آل عمران : 135 ] .
    * * *
    فتذكر الله وصفاته وآيات رحمته وقدرته ، يحي الضمير ، وتستيقظ حاسة الخير ، وتسكن النفس إلى الحقائق ، وبهذا يطمئن القلب وتهون الشدة ، ويستحق الإنسان معونة ربه وتوفيقه .
    روي البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول الله عز وجل : (( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني )) . ومن هذا نتبين الحكمة في أن الله أعد المغفرة والأجر العظيم ، للذاكرين الله كثيرًا والذاكرات . وعدّ أولى الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودًا وعلى جنوبهم . وعدَّ ذكر الله أكبر من الصلاة في النهي عن الفحشاء والمنكر . {َ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } [ العنكبوت : 45 ] .
    ونتبين الحكمة في أن الله سبحانه توعَّد الغافلين عن ذكره ، ونهى عن طاعتهم واتباعهم ، وأمر باجتنابهم والإعراض عنهم فقال عز شأنه : { وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } [ الكهف : 28 ] وقال سبحانه : { فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } [ لنجم : 29 ] . وقال جل ثناؤه : { وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [ الزخرف : 36 ] .
    ذلك لأن الغافل عن ذكر ربه لا يستشعر آياته وصفاته في محنة ولا نعمة ولا في طاعة ولا معصية يشقى حتى في النعمة ويضل حتى في الطاعة .
    فإن أصابته محنة لم يجد ملجأ ولا مفزعا وتضيق الدنيا في وجهه وتتراكم خواطر الشر والسوء في عقله ، ويستولى عليه اليأس والقنوط ، مصداق قول الله سبحانه : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً } [ طـه : 124 ] .
    وإذا ناله خير استقبله بالأَشَر والبطر ، والزهو والغرور ؛ وفي غفلة عن ذكر الله يستخدم نعم الله لمعصيته ، ولهذا يعرض النعمة للزوال . وفي الأثر يقول : (( إذا رأيتم الله يعطى العبد ما يحب وهو مقيم على معصيته ، فإن ذلك منه استدراج ، ثم تلا قوله تعالى : { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } [ الأنعام : 44 ] آي آسفون حزنون . وإذا وفق إلى طاعته اغتر بظاهر عمله ، ونسى أن لن يدخل أحد الجنة بعمله ، إلا أن يتغمده الله برحمته ، ويتقبل عمله بقبول حسن وإذا وقع في معصية استمرأ العصيان وأصر على ما فعل ، وران على قلبه ما كسبه .
    فمن أراد الله له الخير ، وَفَّقه إلى أن يكون على ذكر بربه في كل حالاته ، فيحيا ضميره ، ويطمئن قلبه ، وتستيقظ حاسة الخير فيه ، ومن أراد الله به السوء أغفل قلبه عن ذكره ، فاستسلم لهواجسه ، واستحوذت عليه وساوسه وشكوكه ، وكان أمره فُرطًا – أي بعيدًا عن الصواب ، غير واقف عند الحدّ الذي حده ربه ، { مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً } [ الكهف : 17 ] .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الأستاذ عبد الوهاب خلاف: أستاذ الشريعة بكلية الحقوق
                  

06-13-2016, 06:15 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قبل أن يرحل رمضان
    الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.. وبعد:
    فمنذ أيام قريبة كنا ندعو الله أن يبارك في أعمارنا وينسأ في آجالنا حتى ندرك رمضان، وأعطينا المواعيد الوثيقة بأن نعمره بطاعة الله قدر الطاقة.. واستجاب الله لنا بمنه، وحقق أمنيتنا بفضله، فمد في الأعمار حتى أدركنا رمضان...

    وجاء رمضان، وكما هي عادة الأيام المباركات، مر مسرعا، فإن مثل مواسم الخير وساعات البر كمثل القطار أو الطائرة، من كان مستعدا له منتظرا قدومه ركب فيه فبلغ به غايته وحقق به أمنيته، ومن كان غافلا عنه فاته غير مأسوف عليه.

    إن أيام رمضان أشبه ما تكون بعقد انقطع سلكه فانفرطت خرزاته سريعا، فمرت منه عشر الرحمة، ثم عشر المغفرة، وهانحن قد بدأنا عشر العتق من النار.

    وقفة محاسبة:
    لقد مر من رمضان ثلثاه وزيادة، ولم يبق إلا الثلث أو أقل، فينبغي للمسلم أن يقف وقفة يحاسب فيها نفسه: ماذا قدم فيما مضى؟ وماذا يرجو مما بقي؟ حتى لا يخرج رمضان كما دخل، وحتى لا نخرج نحن منه كما دخلنا فيه.

    وهذه المحاسبة أثناء العمل أصل من أصول النجاة في الآخرة، وسبيل إلى تحقيق الآمال بتحسين الأعمال، ورد النفس عن الميل أو النقص أو عن سوء القصد، ولتجديد العزم، ورفع الهمة، وتصحيح النية.

    والمحاسبة من أصول السير والوصول إلى الله سبحانه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18)
    وقال صلى الله عليه وسلم: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت....."رواه الترمذي وحسنه... ومعنى دان نفسه أي حاسبها..
    قال عمر رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).

    قال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته.

    وقال ميمون بن مهران: "لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه. (فالنفس كالشريك الخوان إن لم تحاسبه ذهب بمالك).

    وذكر الإمام أحمد أنه: "مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أبع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه و يصدقونه من نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل؛ فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات وإجماما للقلوب.

    وقال الحسن البصري أيضا: "المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة".

    فلابد من هذه المحاسبة لتعرف أين أنت، وماذا استفدت من صيامك وقيامك؟ وهل تحقق فيك مقصود الله تعالى من فرض الصيام، وهل تحقق لك مقصودك من شهر رمضان؟
    هل رق قلبك بعد قسوته..؟
    هل نديت عينك بعد جمودها..؟
    هل قويت إرادتك بالصوم فتركت معاص كنت تقترفها من شرب دخان أو نظرة إلى مسلسلات وأفلام أو سماع لخنا أو غنا أو شيء مما حرم الله، أو حديث فيما يغضب الرب أو لا يرضيه أو غير ذلك مما يعد خللا في الخلق والدين..؟
    هل تحسنت بالصوم أخلاقك، وتهذبت به ألفاظك..؟
    هل أحسست بنسائم المغفرة وقد هبت على ذنوبك لتمحوها..؟
    هل أحسست بسحائب الرضوان وقد تنزلت على نفسك لتزكيها..؟
    هل أحسست ببشائر العتق من النار، قد دلت عليها خفة النفس وانشراح القلب، وانطلاق العين، والإقبال على العبادة..؟
    هل اشتم قلبك ريح الجنة ونسيمها، أم أن قلوبنا ما زالت مزكومة ببرد المعاصي وطبقات الران عليها..؟

    لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أناسا صائمين لكن ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش وذكر أناسا قائمين لكن ليس لهم من قيامهم إلا طول السهر.
    ذلك أنهم لم يعرفوا من رمضان إلا ترك الطعام والشراب.
    رمضان رب فم تمنع عن طعام أو شراب
    ظن الصيام عن الطعام هو الحقيقة في الصيام
    وانهال في الأعراض ينهشها ويقطع كالحسام
    ياليته إذ صام صام عن النمائم والحرام

    مازلنا نراهم.. أغفل الناس في زمان الجد والاجتهاد، وأولع الناس بمشاهدة الأفلام والمسلسلات والجلوس إلى القنوات، أكثر الناس تسكعا في الأسواق في مواسم الخيرات.

    زيدوا أنتم في العمل
    أيها الأحبة: إن رمضان قد أخذ في النقص فزيدوا أنتم من العمل، فكأنكم به قد انصرف. فإنه قد بدأ إدباره، وآذن بوداع، وإن ما بقي منه سيمر كطرفة عين أو ومضة برق، أو كلمح البصر أو هو أقرب.

    إن هذه الأيام هي أيام التنافس الحق.. أيام تبتلى فيها الهمم، وتتميز فيها العزائم.. وإني ـ والله ـ لكم لمن الناصحين.

    إنها أيام وليالٍ نطق بقدرها الكتاب الكريم، وبين مكانها النبي الأمين، وتحدث عن فضلها الوعاظ والعلماء، وأطنب في مدحها الدعاة والخطباء.. فماذا تنتظر حتى تنضم إلى سلك سبيل المؤمنين، وتسطر اسمك في قافلة الراكعين الساجدين؟!!

    إن أيام شهركم تتقلص، ولياليه تتقضي، وساعاته الطيبة تسارع في الرحيل شاهدة بما عملتم، وحافظة لما أودعتم، فهي خزائن مستودعة تدعون لرؤيتها يوم القيامة (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا)، حين تسمعون القول الحق من الإله الحق: "ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم وأوفيكم إياها؛ فمن وجد خير فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".

    إنها فرصة عظيمة تغترف من الحسنات تملأ بها كتابا طالما سوَّدت صفحاته المعاصي والسيئات فلعلك تسعد به حين يقال: (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)

    إن هذه الأيام والليالي التي نحن مقبلون عليها هي أعظم ليالي السنة، بل هي كالتاج على رأس الزمن، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظمها أكبر تعظيم، ويستعد لها أجمل الاستعداد، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في سواها.. ففي صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها قالت: "كان صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره".

    وفي الصحيحين عنها رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد المئزر وأحيا ليله، وأيقظ أهله".
    وشد المئزر كناية عن هجر النساء وعن الاجتهاد في العمل والتعبد، وربما كان يواصل الصيام بل كان يفعل؛ يفرغ وقته للطاعة، وكان يعتكف في مسجده في العشر يخلو بربه ويزيد من عمله ويتحرى ليلة القدر خير ليالي الدنيا على الإطلاق فصلى الله عليه وآله وسلم.

    فاجعل منه لك أسوة وقم فشد مئزرك، وأيقظ أهلك، وأحيي ليلك عسى أن تنال بركة العشر، وتفوز بليلة القدر، ويكتبك الله من العتقاء من النار.
    فاللهم ألزمنا هدي نبينا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، وبالعتق من النار شهرنا.. آمين.
    اسلام ويب
                  

06-13-2016, 06:18 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضــان.. دعـــائم للتغيير
    بحلول شهر رمضان المبارك تهتز مشاعر المسلمين في الأرض قاطبة، وتتعلق أنظارهم بالسماء، مؤملين دنو حالة الإنقاذ، فتتشخص أمامهم الغايات واضحة، وتعنو الصعاب، وهكذا يتجلى للعيان أن العالم الإسلامي بالرغم من أزماته المحبطة لا يزال يحتفظ بوحدته الروحية كأكبر عامل جامع وموجه نحو إطلاق طاقاته المكبلة.

    ولما كانت مسألة تغيير الفرد لا تتحقق إلا بتوجيهه لغاية جلية وقريبة في شعوره حتى يسير وراءها كان رمضان أبلغ العبادات في رياضة النفس وتقويمها، لأنه يقوم ببناء الدوافع التي تمنح الصائم القوة على الامتناع عن رغبات معينة وترك الشهوات المعروفة، والدوافع هنا ليست إلا تلبية أمر الله، والنزول عند إرادته لنيل مرضاته.

    إنه جهاد نفسي متواصل لمدة شهر كامل، يشعر الصائم في نهايته بقوة اتجاهه إلى الله وبعمق انتمائه لهذا الدين، فالانتصار المتكرر على الشهوات مران على قوة العزيمة، جاء في الحديث الصحيح (الصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم).

    الصيام جُنة أي وقاية من الإسفاف كما فسره العلماء، فلا يتصور معه أن يتلبس الصائم بأحوال تنافي هذا المقصد، وفي نفس السياق يصب قوله صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) وكذلك قوله (كم من صائم ليس من صيامه إلا الجوع والعطش).

    إننا نجد أنفسنا أمام هذه الأحاديث مجبرين على التفكير الجدي في إحدى أكبر معضلات المجتمعات الإسلامية اليوم، وهي غياب الشعور بحقيقة الشهود الإلهي الدائم الذي كان من نتائجه الاهتمام بأعمال الجوارح والغفلة عن أعمال القلوب، في حين أن التربية الدينية تقوم في الإسلام على إنشاء وتنمية ملكة مراقبة الله والاستحياء منه، في توازن نفسي دقيق يجمع بين الخوف والرجاء، هما بمثابة الجناحين للطائر متى اختل أحدهما قعد عن الطيران والتحليق وكان مصيره الهلاك.

    ولا شك أن الصوم يجعلنا نجتهد حتى نرتفع إلى مستوى الإحساس بالرقابة الإلهية، وهو بهذا الاعتبار هازم لمنطق المادة الجاف الذي تسلل إلى حياتنا الثقافية من معين الحضارة المعاصرة الآسن.

    ولأن تكريم الصائم أمر أخروي (من صام رمضان وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، كان في المشاق التي تصاحب الصائم لأجل تحصيل هذا الأجر، دليل على أن جهة المصلحة التي ينبغي على المسلم اعتبارها إنما هي الجهة التي هي عماد الدين والدنيا لا من حيث أهواء النفوس كما بينها الشاطبي.

    ومن ثم يمكننا تعريف سلوك الامتناع في شهر رمضان، بأنه سلوك جماعي موحد لمجتمع يمتلك المسوغ الحقيقي لوجوده، يستمده من قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]

    وفي ضوء هذه الآية الكريمة يمكننا أن نفهم معنى العبودية الحقة، التي تعني خضوع العبد ودخوله في ربقتها اختيارا كما هي في الواقع تشمله اضطرارا، بمعنى أن المسلم يعيش على ظهر هذه البسيطة، يتحرك لله وهو مستغرق في أنشطته كلها (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162].

    فالإسلام منهج حياة متكامل يجعل من المسلمين حراسا للمبادئ، يضبطون سلوكهم وفق ما شرعه الله تعالى من تكاليف، لا يقبلون الفوضى ولا يرتضون الضيم، يمتلكون حسا عاليا بالمسؤولية، ويسعون إلى اغتنام الأوقات لأجل صيانة أماناتهم.

    فالقضية إذن ليست كما يحلو للبعض أن يصورها، خلاص فردي وعبادات صورية تقليدية، بل إنها تحتاج منا إلى تأمل وطول نظر، يقودنا حتما إلى فهم حرص الشارع على أداء المسلمين فروض الكفايات، وترغيبه في الصلوات الجامعة وزجره المفارق لجماعة المسلمين، بل غير المبالي بأمرهم (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) الحديث.
    ذلك أن عامل الوحدة والتلاحم المنتج للإرادة الجماعية، يعد من أهم الركائز التي يقوم عليها بناء أي مجتمع متحضر.

    والمجتمع الإسلامي النموذجي يمتلك أسمى المسوغات لوجوده بالإضافة إلى وحدة بنائه، الشيء الذي يكفل إطلاق طاقاته الاجتماعية وتجميع قواه وفق مصالح ومقاصد مشروعة.

    ووجوه هذه المصالح مبثوثة في أبواب الشريعة وأدلتها، بالاستقراء القاطع، يعلم ذلك الفقهاء الأصوليون، وتدور كلها في فلك المحافظة على الضروريات الخمس:

    حفظ النفس والدين والعقل والمال والنسل، لذلك فإن أصول الطاعات إذا تُتُبعت وجدت راجعة إلى اعتبار هذه المقاصد الأصلية كما جاء في الموافقات، فهل هذا هو ما نسعى إليه في عباداتنا التي تحولت إلى عادات متوارثة، فاترة لا علاقة لها بحفظ نفس أو دين أو مال أو عرض، ولا تأمرنا بمعروف أو تنهانا عن منكر؟
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الجزيرة: كريمة بداوي
                  

06-13-2016, 06:21 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان والرحيل المر
    أرأيتم لو أن ضيفًا عزيزًا ووافدًا كريمًا حبيبًا حلَّ في ربوعكم، ونزل بين دياركم، وغمركم بفضله وإحسانه، وأفاض عليكم من بره وامتنانه.. أحبكم وأحببتموه، وألفكم وألفتموه.. حتى إذا تعلقتم به، ثم حان وقت فراقه، وقربت لحظات وداعه، فبماذا عساكم مودعوه؟ وبأي شعور أنتم مفارقوه؟
    خليليّ شهر الصوم زُمَّت مطاياه.. ... ..وسارت وفود العاشقين بمسراه
    فيا شهر لا تبعد لك الخير كله.. ... ..وأنت ربيع الوصل يا طيب مرعاه
    مساجدنا معمورة في نهـاره.. ... ..وفي ليله والليل يحمـد مسـراه
    عليك سـلام الله شهر قيامنا.. ... ..وشهر تلاقينا بدهـر أضعــناه

    دهاك الفـراق فما تصنع.. ... ..أتصبر للبين أم تجــزع
    إذا كنت تبكي وهم جيرة .. ... ..فكيف تكون إذا ودعوا

    هاهي أمة الإسلام تودع شهر رمضان، رمضان الذي كنا بالأمس القريب نستقبله، وهانحن وبهذه السرعة نودعه، مرَّ علينا وكأنه دقائق أو بضع ساعات، وكأني بك تسمع قول الله وهو يحذر المؤمنين من الفوات ويستحثهم على اغتنام الأوقات؛ فيقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ)[البقرة: 183، 184].
    ومرت الأيام المعدودات وكأنها غمضة عين أو ومضة برق، ولم يبق إلا سويعات وإنها والله مصيبة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

    لقد عزم رمضان على الرحيل، وشمر عن ساق، وآذن بوداع وانطلاق، فقوضت خيامه، وتصرمت أيامه، وأزف رحيلهوانتقاله، ولم يبق لنا منه إلا سويعات، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

    مضى رمضان:
    مضى الشهر الذي شرفه الله وعظمه، ورفع قدره وكرمه، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر الرحمة والعفو والغفران. شهر أنزل الله فيه كتابه، وفتح للتائبين العائدين فيه بابه، فلا دعاء إلا مسموع، ولا عمل إلا مرفوع، ولا خير إلا مجموع، ولا شهر إلا مدفوع ممنوع.

    شهر تنزل فيه البركات، وتكثر فيه الصدقات، وتكفر فيه السيئات، وتقال فيه العثرات، وترفع فيه الدرجات، جعله الله لذنوبنا تطهيرًا ولسيئاتنا تكفيرًا.

    شهر الأمن والأمان، والبركة والإحسان، والتجاوز والغفران، والعتق من النيران. شهر النسك والتعبد، والقيام والتهجد، والركوع والتسجد.

    شهر كانت أبواب الجنة فيه مفتحة، فلا يغلق منها باب، وأبواب الجحيم موصدة فلا يفتح منها باب، ومردة الجن مصفدة مسلسلة فلا سلطان لها على العباد، ومنادٍ ينادي: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.

    كل هذا الخير العميم والفضل العظيم يذهب بعد سويعات بذهاب رمضان، فحُقَّ أن تتقطع – والله - لفراقه قلوب المؤمنين، وتتحرق لذهابه نفوس المتهجدين، وتسيل لوداعه دموع الصائمين القائمين.

    يا شهر رمضان: غير مودَّع ودَّعناك، وغير مزهود فيك فارقناك، ولو كان الأمر لنا لما تركناك.
    أتراك تعود بعدها علينا؟ أم يُدركنا الموت فلا تؤوب إلينا.. اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة.

    عبرة وعظة
    إن في انقضاء رمضان إشارة بانقضاء الأعمار وسرعة فناء هذه الدار، وتذكيرًا لكل مسلم بأن الدنيا كلَّها أيامٌ محدودة وأنفاس معدودة، وآجال مضروبة، وأعمال محسوبة، وأنها مهما طالت في أعين المخدوعين فإنها ظل زائل وسراب خادع.(فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)[لقمان:33]. (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)[غافر:39].

    أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنكبي وقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا".
    وقال صلى الله عليه وسلم: "مالي وللدنيا؟! ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم قام وتركها".
    روي عن عيسى عليه السلام أنه قال لأصحابه: الدنيا قنطرة اعبروها ولا تعمروها.
    وقال: من ذا الذي يبني على موج البحر دارًا؟ تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارًا.

    مضمار سباق
    إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا.
    رمضان سوق قام وهاهو يكاد أن ينفض، ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر.. فليت شعري مَن المقبول منا فنهنيه ومن المطرود منعزيه؟!

    لقد انقسم الناس في رمضان إلى ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات، فالسعيد من وفقه الله لطاعته وإتمام العمل وإخلاصه. والشقي من فرط في الشهر وضيعه وخرج منه كما دخل فيه، مصرًّا على الذنب مقيمًا على العصيان.

    فيا من أحسنت في رمضان هنيئًا لك ثواب الله ورضوانه، ورحمته وغفرانه، وعفوه وامتنانه. وأدم الطاعة لله حتى النهاية فإن الأعمال بالخواتيم، وإياك والغرور فيرد عليك عملك.
    ويا أيها المسوف المصر على طغيانه المتمادي في عصيانه؛ لقد عظمت والله مصيبتك وجلت بليتك.. أما سمعت نبيك وهو يقول: "من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له...". فإلى أي يوم أخرت توبتك؟ وإلى أي عام ادخرت أوبتك؟ أإلى عام مقبل أم إلى رمضان قادم.. هيهات.. وما أدراك أن تبقى مدة عام؟! كم ممن أمِل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر؟! وكم من مستقبل يومًا لم يستكمله؟! ومؤمل غدًا لم يدركه. إنك لو أبصرت الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروه.
    تؤمل أن تخلد والمنايا.. ... ..تدور عليك من كل النواحي
    ولا تدري إذ أمسيت يومًا.. ... ..لعلك لا تعيش إلى الصباح

    كم كنت تعرف ممن صام في سلف ... ..من بين أهلٍ وجيران وخـلاَّن
    أفناهم الموت واستبقاك بعــدهُمُ ... ..حيًّا فما أقرب القاصي من الداني
    أين من كانوا معنا في رمضان الماضي شاهدين؟! أتاهم والله هادم اللذات وقاطع الشهوات ومفرق الجماعات، فأخلى منهم المشاهد، وعطَّل منهم البيوت والمساجد. فهم في بطون اللحود صرعى لا يملكون لأنفسهم خيرًا ولا نفعًا، ينتظرون أن ينفخ في الصور ليعرضوا على الله فيجازيهم على ما قدموا.
    أيها المغرور! أتنتظر أن تكون مثلهم.. تفرط في رمضان وهو في يدك وتطلب غيره وهو بعيد عنك؟!
    أتترك من تحب وأنت جار.. ... ..وتطلبهم وقد بَعُدَ المـزار
    وتبكي بعد نأيهم اشتياقًا.. ... ..وتسأل في المنازل أين ساروا
    تركت سؤالهم وهمُ حضور.. ... ..وترجو أن تخـبرك الديار
    فنفسك لم ولا تلم المطايا.. ... ..ومت كمدًا فليس لك اعتذار

    الأعمال بالخواتيم
    أيها الأحبة الصائمون.. لإن كان قد بقي لنا في رمضان كلام فهي دعوة وتذكير..
    دعوة لجميع المسلمين أن يجتهدوا في الساعات الباقية فيختموا شهرهم بالحسنى؛ فإن الأعمال بالخواتيم. ومن أحسن فيما بقي غفر له ما مضى. ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وما بقى.

    وخير ما تشغل به هذه الأوقات هو الاستغفار وطلب العفو من العزيز الغفار، فإنه ختام الأعمال الصالحة، به ختم الله الحج فقال: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[البقرة:199].
    وبه ختم قيام الليل فقال: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)[آل عمران:17].
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يختم به صلاته فيقول: "أستغفر الله. أستغفر الله.. اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام".
    وأمر الله نبيه أن يختم به حياته فقال: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)[النصر:3].

    وقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار يأمرهم أن يختموا رمضان بصدقة الفطر وبالاستغفار.. فأكثروا من الاستغفار، وأظهروا لله الحاجة والافتقار.. وقولوا كما قال آدم: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الأعراف:23].
    وكما قال نوح: (وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[هود:47].
    وكما قال موسى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[القصص:16].
    وكما قال ذو النون: (لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)[الأنبياء:87].
    بل وكما قال الصحابة: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)[البقرة:286].

    اللهم ارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، وتول أمرنا، واختم بالصالحات أعمالنا، واجعلنا من عتقائك من النار.
    اسلام ويب
                  

06-13-2016, 06:25 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان مدرسة الجود والكرم
    روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ".وفي رواية أحمد زيادة "لا يسأل عن شيء إلاَّ أعطاه".

    الجود: هو سعة العطاء وكثرته. وهو صفة من صفات الله تعالى، فهو الموصوف بالجود الكامل عن تمام غنىً. ففي حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إن الله جواد يجب الجود، كريم يجب الكرم".[رواه الترمذي].

    وروى الترمذي أيضًا من حديث أبي ذرٍ رضي الله عنه: "... وَلَوْ أَنّ أَوّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيّكُمْ وَمَيّتَكُمْ وَرطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ أَنّ أَوّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيّكُمْ وَمَيّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلَ كلّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيّتُهُ، فَأَعْطَيْتُ كلّ سَائِلٍ مِنْكُمْ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي إِلاَ كَمَا لَوْ أَنّ أَحَدَكُمْ مَرّ بِالبَحْرِ فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً ثُمّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ ذَلِكَ بِأَنّي جَوَادٌ وَاجِدٌ مَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ، عَطَائي كلامٌ وَعَذَابِي كلامٌ، إِنّمَا أَمْرِي لِشَيءٍ إِذَا أَرَدْتُه أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ".[قال الترمذي: هذا حديث حسن].
    وروى الفضيل بن عياض، أن الله تعالى يقول كل ليلة: "أنا الجواد ومني الجود، أنا الكريم ومني الكرم".

    فالله سبحانه هو أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ".. وقد ذكر أهل العلم أنه سبحانه يضاعف جوده على عباده في الأوقات الفاضلة، كما في يوم عرفة ويوم النحر، وعشر ذي الحجة وغيرها من مواسم الخيرات والتي من أخصها شهر رمضان الذي أنزل فيه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[البقرة:186].

    وهذا الجود من الله على عباده في الحسيات والمعنويات، فيفتح الله عليهم من أبواب الأرزاق ويوسع عليهم فيه من المطعومات والمأكولات والمشروبات والملبوسات ما لا يوسع في غيره، وهذا محسوس مشاهد، وكذا يفتح من أبواب العفو والصفح والتوبة والمغفرة ما لا يكون في غيره، ويكفي في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة". وقوله عن أبي أمامة: "لله عند كل فطر عتقاء".[رواه أحمد، صحيح الترهيب (991)].

    سمع الشبلى رجلاً يناجي ربه ويقول: يا جواد. فقال: بلى يا جواد. فإنك أوجدت تلك الجوارح، وبسطت تلك الهمم، فأنت الجواد، كلُّ الجواد، فإنهم يعطون عن محدود، وعطاؤك لا صفة له ولا حدود، فأنت الجواد الذي يعلو كل جواد، وبه جاد كل من جاد.
    روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال:" يَدُ اللَّهِ مَلأَى لا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَقَالَ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ".

    جود النبي (صلى الله عليه وسلم):
    ولما كان الله عز وجل قد جبل نبيه صلى الله عليه وسلم على أكمل الأخلاق وأشرفها، كما قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وكان الجود من شواشي مكارمها، وذروة سنام فضائلها، كان له صلى الله عليه وسلم منها القدح المعلى، والنصيب الأسمى، والمكان الأسنى، فهو بلا شك أجود بني آدم مطلقًا كما أنه أفضلهم وأعلمهم وأشجعهم وأكملهم في جميع الأوصاف، وهذا مقتضى السيادة التي كانت له عليهم، كما في الحديث الصحيح: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر".

    لقد تمثل فيه الجود بكل أشكاله، وجميع أنواعه، وشتى صوره من بذل العلم، والندى بالمال، والجود بالنفس لله تعالى في سبيل إظهار الدين وهداية الخلق، وإيصال النفع إليهم بكل طريق، فكان صلى الله عليه وسلم يطعم جائعهم، ويقضي حوائجهم، ويحمل أثقالهم، ولم تزل تلك صفاته منذ نشأ حتى جاءه جبريل بأمر النبوة والرسالة، فاستدلت اللبيبة الذكية العاقلة الزكية بحسن خلقه على أهليته للرسالة، وعدم خذلان الله له عندما قال لها: "لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي. قَالَتْ: كلا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ".[البخاري].

    ثم تزايدت هذه الصفات بعد مبعثه وتضاعفت ببركة الوحي أضعافًا كثيرة. حتى قال أنس رضي الله عنه - كما في الصحيح - : "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَأَشْجَعَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَقَهُمْ عَلَى فَرَسٍ وَقَالَ وَجَدْنَاهُ بَحْرًا".[البخاري].

    وعند مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: "مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَىَ الإِسْلاَمِ شَيْئاً إِلاَّ أَعْطَاهُ، قَالَ: فَجَاءهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَماً بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَىَ قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّداً يُعْطِي عَطَاءً لاَ يَخْشَى الْفَاقَةَ".

    وعن أنس رضي الله عنه قال: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَنَماً بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَأَتَىَ قَوْمَهُ فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَواللهِ إِنَّ مُحَمَّداً لَيُعْطِي عَطَاءً مَا يَخَافُ الْفَقْرَ. فقالَ أَنَسٌ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ مَا يُرِيدُ إِلاَّ الدُّنْيَا، فَمَا يُسْلِمُ حَتَّىَ يَكُونَ الإِسْلاَمُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا.

    وفي صحيح مسلم أيضًا عن صفوان بن أمية قال: "وَاللهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا أَعْطَانِي، وَإِنَّهُ لأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّىَ إِنَّهُ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ".
    قال ابن شهاب الزهري: أعطاه مائة من النعم، ثم مائة ثم مائة. وقال الواقدي: أعطاه يومئذ واديًّا مملوءًا إبلاً ونعمًا، فقال صفوان: أشهد ما طابت بهذا إلا نفس نبي.

    وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم أن الأعراب علقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم مرجعه من حنين يسألونه أن يقسم بينهم فقال: "لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ثُمَّ لا تَجِدُونِي بَخِيلا ولا كَذُوبًا ولا جَبَانًا".
    وروى البخاري ومسلم عن جابر قال: "ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فقال لا".
    قال جابر: "قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَو قَدْ جَاءنَا مَالُ الْبَحْرَيْنِ لَقَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا"، وَقَالَ بِيَدَيْهِ جَمِيعاً".

    وروى البخاري من حديث سهل بن سعد، أن شملة أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم فلبسها - وهو محتاج إليها – فسأله إياها رجل فأعطاه. فلامه الناس فقالوا: كانَ مُحْتاجاً إِلَيْهَا، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لاَ يَرُدُّ سَائِلاً. فَقَالَ: إِنَّما سَأَلْتُها لِتَكُونَ كَفَنِي فَكَانَتْ كَفَنَهُ".

    لقد كان يعطي عطاء تعجز عنه الملوك مثل كسرى وقيصر، ورغم أن الكنوز الدنيا لو شاء كانت بين يديه، إلا أنه جاد بذلك كله ورضي لنفسه أن يعيش عيش الفقراء، لينال ثواب الآخرة كاملاً غير منقوص، فكان يمر الهلال تلو الهلال تلو الهلال ثلاثة أهلة في شهرين لا يوقد في بيته نار، وربما ربط على بطنه الحجر من الجوع وهو مع ذلك أجود الناس وأكرمهم وأسخاهم يداً.
    تعود بسط الكف حتى لو انه.. ... .. ثناها لقبض لم تطعه أنامله
    تراه إذا ما جئــته متهللاً.. ... ..كأنك تعطيه الذي أنت سائله
    هو البحر من أي النواحي أتيته.. ...فلجته المعروف والجود ساحله
    ولو لم يكن في كفه غير روحه.. ... .. لجـاد بها فليتق الله سائله

    الصحابة رضي الله عنهم
    ولما كانت مكارم الأخلاق تعدي، كان أكرم الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه الذين عايشوه وتطبعوا بطباعه أو قلدوه واتبعوا هديه، فلم يقدروا أن يخالفوه طبعًا بعد أن فعلوه شرعًا – كما قيل - :
    لَمَسْتُ بِكَفِّي كَفَّهُ أَبْتَغِي الغِنَى.. ... ..وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الجُودَ مِنْ كَفِّهِ يَعْدِي

    هذا أبو بكر ينفق كل ماله لله ليس مرة بل مرات.
    هذا عمر يتصدق بنصف ماله في غزوة، فانظر ماذا أنفق بقية عمره وطيلة حياته.
    وأما عثمان فما زال ينفق في سبيل الله حتى قال صلى الله عليه وسلم عنه: "ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم".
    وهذا طلحة بن عبيد الله أحد العشرة، والذي أطلق عليه طلحة الخير لكثرة فضله، وهو أكرم العرب في الإسلام، جاءه رجل فسأله برحم بينه وبينه فقال: هذا حائطي بمكان كذا وكذا، قد أعطيت فيه مائة ألف درهم، يراح إلى بالمال العشية، فإن شئت فالمال وإن شئت فالحائط.
    قال زياد بن جرير: رأيت طلحة فرق مائة ألف في مجلس وإنه ليخيط إزاره بيده.
    وهذا هو الزهد .. الزهد فيما تملك لا فيما لا تستطيع تحصيله.. الزهد في الدنيا بعد أن صارت في يدك لا أن تزهد فيها وهي في يد غيرك وأنت غير قادر عليها .

    ولا ننسى عائشة رضي الله عنها، ربيبة بيت النبوة، الخيرة كأبيها، الكريمة كزوجها، كانت من الأجواد، تصدقت يومًا بمائة ألف وهي صائمة، فلم تبق لنفسها ما تشتري به فطورًا. تقول لها جاريتها: لو أبقيت لنا ما نفطر به. قالت: لو ذكرتني لفعلت.
    جاءها يومًا المنكدر، فقال: يا أم المؤمنين، أصابني فاقة، فقالت: ما عندي شيء، فلو كان عندي عشرة آلاف درهم لبعثت بها إليك. فلما خرج جاءتها عشرة آلاف عند خالد بن أسيد، فأرسلت بها في أثره، فأخذها، ودخل السوق فاشترى جارية بألف درهم، فولدت له ثلاثة أولاد، فكانوا عباد المدينة (محمد بن المنكدر، وأبو بكر، وعمرو) وكلهم في ميزانها.

    وقبل أن أختم لابد من ذكر فاكهة الجود، عبد الله بن جعفر رضي الله عنه وعن أبيه، وجوده يتضح لك من موقف واحد يدل على ما وراءه، حين دخل على يزيد بن معاوية، فقال يزيد: كم كان أبي يعطيك؟ قال: كان يرحمه الله يعطيني ألف ألف، فقال: قد زدناك لترحمك عليه ألف ألف. قال: بأبي وأمي أنت. قال: ولهذه ألف ألف. قال: أما إني لا أقولها لأحد بعدك.. فقيل ليزيد بعد ما خرج عبد الله : تعطي رجلا واحدا ثلاثة آلاف ألف؟! فقال: بل أعطيتها لأهل المدينة جميعا.. اذهب فانظر ماذا يصنع فيها. فذهب الرجل يرقب عبد الله بن جعفر، فإذا به يفرقها على فقراء المدينة، فما مر شهر حتى كان قد فرقها جميعا واستدان عليها.
    أولئك آبائي فجئني بمثلهم .. .. إذا جمعتنا يا جرير المجامع

    إننا نحتاج أن نجود في رمضان وفي غيره .. فإخواننا في كل مكان يحتاجون من يجود عليهم وينتظرون من يمد لهم يد العون.. فأنفقوا ينفق الله عليكم.. فما نقص مال من صدقة.. ومن يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له أضعافا كثيرة.. اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا ... آمين.
    اسلام ويب
                  

06-13-2016, 06:29 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    وأن تصوموا خير لكم
    كان من منّة الله تعالى على هذه الأمة أن شرع لها من الدين ما يصلح أمر دنياها وآخرتها، وكان من أهم ما شرعه صوم شهر رمضان المبارك.
    والعبادات في الإسلام تكاليف ابتلاء، ومقياس يكشف عن مدى تمكن الإيمان وألقه في نفس المسلم، وهي في الوقت ذاته وسائل لتمكين ذلك الإيمان، إنها له بمثابة الماء للشجر والنبات.

    وآيات الصيام لم تعدد لنا أنواع الخيرات التي سنحصل عليها من وراء هذه العبادة ؛ ليظل عطاء هذه العبادة مفتوحاً متنوعاً تظهره التجربة التاريخية الاجتماعية، والواقع المعاش، ونستطيع الآن من خلالهما أن نتلمس وجوهاً من ذلك الخير في المفردات التالية:
    1- إن الصيام وسيلة فعالة لتربية الإرادة الحرة:
    حيث لا توجد عبادة من العبادات تكف المسلم عن شهواته وملذاته مدة متصلة من الزمان كهذه العبادة، فهي تدريب لإرادة المسلم على مقاومة الأهواء والملذات ومغريات الحياة. والمتأمل فيما يتفاوت فيه الناس في هذا الوجود يجد أن محور التفاوت هو الإرادة لا القدرة، فالقدرات الفطرية لدى الناس متقاربة لكن تفاوتهم الأساس يكون في مدى صلابة الإرادة التي تُسخّر القدرة وتوجهها والتي تعين على ضبط الوقت، وتكبح جماح الهوى والركون إلى الدعة وسفاسف الأمور، ومن هنا فإن الصيام جاء لينمي تلك الإرادة وليُعَودْها التوجه إلى الخير ومقاومة نزوات النفس؛ ولذا فإن تفريط المسلم في أداء هذه الشعيرة صار لدى العامة من المسلمين مؤشراً إلى نقص في رجولته، وهذا هو تفسير قيام كثير من المسلمين بالصيام مع تفريطهم في الصلاة، مع أن أهميتها في الإسلام أعظم !

    ويذكر لنا ابن الجوزي (ت 597 هـ) أن هناك صنفاً من الناس لو ضرب بالسياط على أن يفطر رمضان ما أفطره، ولو ضرب على أن يصلي ما صلى! وما ذلك إلا لأن الناس عدوا الإفطار نقصاً في الرجولة، ولم يعدوا الصلاة كذلك، وقوله سبحانه:(وأن تصوموا خير لكم) في أعقاب ذكر الرخصة للمريض والمسافر بالفطر إيماءة للمسلم بأنه من الأفضل له أن يصوم مع المرض المحتمل والسفر غير الشاق، ليكون في تحقيق إرادته نوع من المكابدة والمعاناة في سبيل الله عز وجل، وحتى لا يصير بعض الناس إلى إيجاد الرخص والتذرع بها للفرار من الواجبات.

    2- الصيام والإخلاص
    الصيام عبادة سلبية بمعنى أنه امتناع عن أنواع المفطرات، ومن ثم فإنه بعيد عن الرياء، وخرق تلك العبادة أمر ميسور في السر لمن أراد ذلك، ومن هنا فإن صيام رمضان فرصة لتنمية الوازع الداخلي لدى المسلم، هذا الوازع الذي تعد تنميته محور التربية الفردية الناجحة، والملموس أن تعاظم هذا الوازع لا يتم إلا من خلال الثقة به

    والاعتماد عليه في شؤون عديدة، فهو في ذلك أشبه شيء بعضلات الجسم في أن نموها في استخدامها وتحريكها والاعتماد عليها ؛ ولذا فإننا نرى ضعف الوازع الداخلي لدى أولئك الذين يأتون الفضائل ويقومون بالواجبات من خلال قسر الأبوين أو المجتمع، فهم يفعلون ما يفعلونه نتيجة ضغط خارجي، فإذا ما ضعف ذلك الضغط أو تلاشى أتوا من الرذائل والقبائح وأنواع التحلل ما يتناسب طرداً مع حجم الضغوط التي تعرضوا لها فيما مضى؛ وهذا يجعلنا نساوق بين الرقابة الاجتماعية وتنمية الوازع الداخلي من خلال التربية البيتية القويمة.

    3- في الصيام فوائد طبية واقتصادية واضحة:
    فهو يخلص الجسم من بعض ما تراكم فيه من الدهون، ويريح المعدة من العمل الشاق الذي تقوم به على مدار السنة مع فوائد طبية أخرى معروفة.. وفي الصيام توفير إجباري لنحو 40 % من استهلاك الأطعمة والأشربة الذي تعوده الناس في أيام الفطر، وفي هذا نوع من التعظيم للمالية الإسلامية ونوع من المحافظة على الموارد الغذائية للأمة المسلمة.

    4- رمضان ظرف لأداء أنواع من القربات لله:
    فقد تجاوز صيام هذا الشهر مفهوم التلبس بعبادة من العبادات ليصبح نوعاً من الامتثال لمفردات كثيرة في المنهج الرباني، ففيه قيام الليل والإكثار من قراءة القرآن والاعتكاف في المساجد ولزوم الجماعات من قبل كثير من المسلمين وإخراج صدقة الفطر والاستبشار بعفو الله وكرمه بما تظهر الأمة من البهجة والسرور في يوم عيدها، فكأن شهر رمضان مناسبة لازدحام العبادات والقربات في حياة المسلم على نحو لا يتوفر في أي وقت آخر.

    5- الصيام والتواصل الاجتماعي:
    حيث ترسم الظروف اليومية والمصالح والأوضاع الاجتماعية والطموحات الخاصة مجموعة من الأطياف العازلة لكل إنسان عن غيره مما يؤدي إلى فقد الاتصال أو ضعفه، وفقد الاتصال في مجتمع ما من أكبر المعوقات له عن النمو والتجانس والصمود في وجه الكوارث وألوان العدوان الخارجي، ومن ثم فإن امتناع أبناء المجتمع المسلم عن الطعام في وقت واحد مهما كانت أوضاعهم الاجتماعية وتناولهم له في وقت آخر محدد، إلى جانب الشعائر الجماعية الأخرى التي تعودها المسلمون في هذا الشهر المبارك من أهم ما يوحد الشعور بالتجانس، ومن أهم ما يزيل الحواجز التي تولدها الظروف المختلفة.

    الصيام اليوم:
    إن مهمة المبادئ العليا أن تكيف حياة الناس وتوجهها وفق مضامينها ومعطياتها، لكن تلك المباديء لا تعمل في فراغ، وإنما تشتبك مع أمور عديدة من جملتها: العادات الموروثة والظروف الضاغطة والأهواء والشهوات الجامحة والتأويلات والأفهام الخاطئة للمنهج والمباديء، وهذا كله ينتهي إلى شأن اجتماعي معاش يلخصه ميل الناس بصورة دائمة إلى جعل النهج الرباني جزءاً من ثقافتهم، وقد يكون جزءاً صلباً، وقد يكون جزءاً رخواً على مقدار إقبال الناس على الإسلام وهي التي تجعل من المنهج موجهاً للثقافة ومهيمناً عليها. ومن هنا فإن أخطر علل التدين هي تلك التي تصيب الأمة في مكانة منهجها ومبادئها من ثقافتها العامة، فتكف المبادئ عن توجيه الفعل، أو تنحرف عن غاياتها ومقاصدها، فلا تحقق الحكم المقصودة في تشريعها، ويكون الجهاد الدائم هو محاولة الإبقاء على المنهج الرباني ساطعاً متألقاً متميزاً عما تواطأ عليه الناس من عادات وتقاليد.

    ومازال بحمد الله في مجتمعنا المسلم من يحرص على الصيام على الوجه الأكمل، وهم في تزايد مستمر لكن الأكثرية الكاثرة من هذه الأمة انحرفت بالصيام عن مقاصده التي ذكرنا أهمها آنفاً، فعلى حين كان السلف يعدون رمضان فرصة سانحة يغتنمونها في صنوف الطاعات، نجد كثيراً من المسلمين يسهرون الليل في ضروب من اللهو المختلفة حتى إذا اقترب وقت السحر تناولوا ما لذ وطاب من الأطعمة، ثم ناموا قبل أداء صلاة الفجر، وإذا كان هذا النائم موظفاً فإن وقت بداية العمل في رمضان يكون متأخراً، فيقوم متثاقلاً إلى عمله ليكمل نومه هناك! وإن كان غير موظف فإن رمضان هو شهر النوم عنده فيستغرق في نومه إلى قبيل المغرب، فيفوت عليه أكثر من فريضة صلاة!! ومع هذا فإن الشعار المرفوع لدى كثير من الموظفين هو أن رمضان شهر عبادة وليس شهر عمل (العبادة التي قدمنا صورة منها!).

    أما تهذيب النفس من خلال الجوع فحدث عن هذا ولا حرج، حيث إن التجار يشرعون في الإعداد لمستلزمات رمضان قبل مجيئه بنحو شهرين، وتقدر بعض الجهات أن ما يستهلكه كثير من المسلمين في رمضان يصل إلى ثلاثة أمثال ما يستهلكونه في غير رمضان ! ! وقد صار رمضان عبئاً ثقيلاً على الحكومات التي توفر السلع المدعومة لمواطنيها!

    وقد كان السلف يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، فإذا انصرم دعوا الله ستة أشهر أخرى أن يتقبل منهم أعمالهم في رمضان. أما اليوم فإن كل وسائل الإعلام في العالم الإسلامي تشعر الناس بأن رمضان ضيف ثقيل فكأنه شر لابد منه، ومن ثم فإن كثيراً من البرامج ينصرف إلى الترفيه عن الناس بما يجوز وما لا يجوز، وانقلب الشهر المبارك إلى موسم للهو واللعب !

    وما يحدث لكثير من المسلمين في هذا الشهر المبارك أمر مفهوم، حيث إن الأمة حين تمر بحالة من الركود الحضاري تكف مبادئها عن الفعل وتسيطر عليها الشكليات والعادات، فجيوشها لا تقاتل، ومبدعوها لا يعرفون والفضائل فيها شعارات، والعبادات عادات.. وتستمر في ذلك حتى تندثر باعتبارها أمة متميزة أو يبعثها الله بعثاً جديداً يحيي ما اندرس من سابق عهدها، وما ذلك على الله بعزيز.
    عبد الكريم بكار-اسلام ويب
                  

06-13-2016, 06:32 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قد أظلكم شهر كريم
    ها قد أقبل رمضان فهبت على القلوب مع مقدمه نفحات نسيم القرب، وسعى للمهجورين بالصلح، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو، وللمستوجبين النار بالعتق.

    يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة.. يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة.

    من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح.. ومن لم يقرب من مولاه وينال رضاه فقل لي بربك متى يفلح؟

    روى الإمام أحمد وابن خزيمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر.

    نعمة كبرى
    إن بلوغ رمضان نعمة كبرى، وإنما يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون. وقد روى الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو الله أن يبلغه إياه "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". وكان السلف يدعون ربهم ستة أشهر كاملة أن يبلغهم إياه لما يعلمون فيه من الفضيلة.

    فإذا كان الله قد مَنَّ عليك ببلوغه ومد في عمرك لوصوله، فالواجب استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة، وخسارة ما بعدها خسارة.
    وأي حسرة أعظم من أن يدخل الإنسان شهر رمضان ويخرج منه وذنوبه مازالت جاثمة على صدره، وأوزاره مازالت قابعة في كتاب عمله.

    وأي مصيبة أكبر وأعظم وأجل من أن يدخل الإنسان فيمن عناهم جبريل الأمين والنبي الكريم في دعائهما: "من أدرك رمضان ولم يغفر له، فدخل النار فأبعده الله، قُلْ آمين. فقلت: آمين".
    وكيف لا يبعده الله وهو لم ينل المغفرة في زمانها، ولم تبلغه التوبة في موسمها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول عن رمضان في الأحاديث الصحيحة:
    - من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
    - من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
    - من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
    - من صام يومًا في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفًا.
    - من صام يومًا في سبيل الله ختم له به دخل الجنة.
    فمن حرم المغفرة في شهر المغفرة فماذا يرتجي
    إذا الروض أمسى مجدبا في ربيعه .. ... .. ففي أي وقت يستنير ويزهر

    شهر عباده ومسابقة
    إن رمضان ليس شهر كسلٍ ونوم، وأكل وشرب، ووخم وضعف، وإنما هو شهر مسابقة ومنافسة، مسابقة إلى الطاعات، ومنافسة في الخيرات، وسعي إلى العبادات.
    قال الحسن بن أبي الحسن (البصري): إن الله جعل رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا.

    إن الله تعالى قد هيأ في رمضان لعباده أسباب الطاعة، وفتح لهم باب المنافسة فيها. روى الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، وياباغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".

    إننا خلال سويعات سندخل مضمار سباق وسوق تجارة مع الله عز وجل، وأربح الناس صفقة أسبقهم إلى ربه، وأحسنهم صيامًا وأفضلهم قيامًا وأكثرهم عبادة ربه،
    إن المسابقة إلى الله أصل في هذا الدين. قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الحديد:21]. (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)[آل عمران:133].
    لقد كان كل واحد من السلف إذا قرأ هذا الكلام ظن نفسه المخاطب به فسابق القوم إلى الله ليكون أول الواصلين.

    قالت جارية مالك بن دينار: رأيت كأن مناديًا نادى من السماء الرحيل الرحيل، فما ارتحل إلا محمد بن واسع.. فبكى عمرو حتى غشى عليه.

    وقال أبو مسلم الخولاني: "لو رأيت الجنة عيانًا والنار عيانا ماكان عندي مستزاد". وقال سهل التستري: "لو فاتنى وردي ما استطعت أن أقضية أبدا. "لأن وقته كله مشغول بالطاعة".

    إن الأمر جد والله (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذاريات:23]. قال صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا"(متفق عليه)

    فطوبى لعبد قد أعد لرمضان عدته، وأتخذ له أهبته، وعلم أن الأمر جد فشمر عن ساعد الجد أولئك هم الفائزون.
    اللهم بلغنا رمضان بمنك، وأعنا فيه على طاعتك بكرمك، وتقبله منا برحمتك وفضلك.
    اسلام ويب
                  

06-13-2016, 06:34 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    خصائص شهر الصيام
    فقبل ليال انبثق في كبد السماء هلال رمضان، انبثق ليعلم المسلمين أن خالقهم قد آذنهم بحلول موسم البركة والخير والرحمة والعفو والمغفرة، والجد والطاعة .

    أقبل رمضان فأظلنا بمقدمه شهر كريم، جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعًا..{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[البقرة:185].

    أقبل رمضان ففتحت أبواب الجنة فما يغلق منها باب، وغلقت أبواب النار فلا يفتح باب، ونادى مناد الحق: ياباغي الخير أقبل، وياباغي الشر أقصر.
    روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين". وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" رواه الترمذي وحسنه الألباني.

    أقبل رمضان فهبت على القلوب نفحات نسيم القرب، وسُعي للمهجورين بالصلح، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمؤمنين بالعفو، وللمستوجبين النار بالعتق.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". وقال صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". وقال صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

    يا من طالت غيبته عن ربه، قد بدأ زمان المصالحة.. يا من دامت خسارتـه، قد أقبلت أيام التجارة الرابحة..

    رمضان إن الأنفس الجرداء *** تزكوا حين تُوفي كالربيع وتُورقُ
    أهلاً بيومك صائمين عن الأ *** طايب راغبين إلى الرضا نتشوق
    أهلا بليلك قائميـن لربـنا *** وقلوبنا بالحب نشــوى تخفـق
    حسب الموفق فرحتان أجل من *** هذي الحياة وإن كساها رونق

    بلوغ رمضان نعمة
    إن بلوغ رمضان نعمة عظمى ومنة كبرى، وإنما يقدرها قدرها الصالحون المشمرون، والعالمون بفضائل الأيام والشهور والدهور، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يبلغه رمضان.. وكان الصحابة كذلك يدعون ربهم أن يبلغهم إياه لما يعلمون فيه من الفضيلة، فإن الله تعالى قد اختص رمضان بخصائص ومظاهر رفعه بها على غيره من الشهور.. فمن هذه الخصائص:
    1ـ أنه شهر القرآن: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}..

    القرآن النور الذي أضاء الله به ظلمات الأرض، وأنار به قلوب العباد وجوانب البلاد {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}[المائدة:15].

    القرآن.. الذي أحيا الله به قلوب العباد بعد مواتها {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا}[الشورى:52]. {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}(الأنعام:122)

    القرآن.. الذي جعله الله شفاء لأمراض القلوب والأبدان {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[الإسراء:82]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[يونس:57].

    بل إن رمضان هو شهر الوحي عموما فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أنزل فيه كل الكتب السماوية كما جاء في مسند الإمام أحمد بسند حسن، من حديث واثلة بن الأسقع: [أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة خلت من رمضان، وأنزلت التوراة لست خلت من رمضان.. والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان].

    2ـ وهو شهر الصيام: الذي هو أحب العبادات إلى الله وأنفعها للناس.. يقول ابن القيم: "الصيام لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقربين، وهو سر بين العبد وربه، لا يطلع عليه سواه".
    وقد نسبه الله لنفسه من دون غيره من العبادات "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".

    3ـ وهو شهر ليلة القدر: تلك الليلة التي هي ليلة العمر، فمن وفق لها فقد فاز فوزا عظيمًا، ومن ضيعها فقد حرم حرمانا كبيرا.. فما بالك بليلة واحدة إذا قامها العبد في طاعة مولاه قامت مقام ألف شهر أي مقام عبادة ثلاث وثمانين سنة كاملة وزيادة.. ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يستحث أمته على طلبها "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان". ويحذر من ضياعها فيقول: "من حرم خيرها فقد حرم".

    4ـ وهو شهر الطاعة: يسر الله فيه أسبابها، وهيأ الناس لها، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين...".

    5ـ وهو شهر الجود: يجود فيه الله على عباده بالرحمة والعفو والعتق من النار، بل وبالفضل والنعم الظاهرة المحسوسة فيوسع عليهم في مآكلهم ومشاربهم وأرزاقهم كما هو مشاهد محسوس.. ويحب من يتصف بذلك ويوسع على عباده، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس كما في الصحيحين من حديث ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن: فإذا لقيه جبريل عليه السلام، كان أجود بالخير من الريح المرسلة".

    6ـ وهو شهر الجهاد: آه.. وهل كانت بدر إلا في رمضان؟ ومتى كان فتح مكة؟ ومتى كانت القادسية، وعين جالوت، وحطين، والعاشر من رمضان؟!!..

    الجهاد.. الفريضة الغائبة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: [من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق] (رواه أبو داود بسند صحيح)، وقال عنه أيضا: [من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله سبحانه بقارعة قبل يوم القيامة] (رواه أبو داود وابن ماجة بسند حسن)، وفي صحيح الترغيب والترهيب: [ما ترك قوم الجهاد؛ إلا عمهم الله بالعذاب].


    7ـ وأخيرا فرمضان هو شهر الدعاء: وقد نوه الله عليه في آيات الصيام فلا تغفلوا عنه {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة:185، 186].

    وقال عليه الصلاة والسلام: [لكل مسلم دعوة مستجابة يدعو بها في رمضان]:، وقال: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم". رواه أحمد.

    وبعد كل هذا الفضل فمن أعظم الغبن أن يضيع الإنسان مثل هذا الشهر أو أن يخرج منه كما دخل فيه من غير أن ينتفع فيه بكثير أجر وثواب.. فسارعوا إلى مغفرة من ربكم، وسابقوا إلى رضا مولاكم قبل أن يخرج رمضان من بين أيديكم؛ فإن الأيام الفاضلة سريعة الانقضاء .

    اللهم بارك لنا في رمضان واجعلنا من عتقائك من النار.
    اسلام ويب
                  

06-13-2016, 06:38 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قد أظلـكم شهر كريم
    ها قد أقبل رمضان فهبت على القلوب نفحات نسيم القرب، وسعى للمهجورين بالصلح، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو، وللمستوجبين النار بالعتق.
    يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة.. يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة.
    من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح؟.. ومن لم يقرب فيه من مولاه وينال رضاه فقل لي بربك متى يفلح؟!.

    روى الإمام أحمد وابن خزيمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر". وفي مصنف ابن أبي شيبة: "غنم للمؤمن ، ونقمة للفاجر، أو قال يغتم به الفاجر".

    نعمة كبرى
    إن بلوغ رمضان نعمة كبرى، وإنما يقدرها حق قدرها الصالحون المشمرون. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن يبلغه إياه "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". وكان السلف يدعون ربهم ستة أشهر كاملة أن يبلغهم إياه لما يعلمون فيه من الفضيلة.

    فإذا كان الله قد مَنَّ عليك ببلوغه ومد في عمرك لوصوله، فالواجب استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة؛ فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة، وخسارة ما بعدها خسارة.

    وأي حسرة أعظم من أن يدخل الإنسان شهر رمضان ويخرج منه وذنوبه مازالت جاثمة على صدره، وأوزاره مازالت قابعة في كتاب عمله؟!.
    وأي مصيبة أكبر وأعظم وأجل من أن يدخل الإنسان فيمن عناهم جبريل الأمين والنبي الكريم في دعائهما: "من أدرك رمضان ولم يغفر له، فدخل النار فأبعده الله، قُلْ آمين. فقلت: آمين".
    وكيف لا يبعده الله وهو لم ينل المغفرة في زمانها، ولم تبلغه التوبة في موسمها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول عن رمضان في الأحاديث الصحيحة:
    ـ من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
    ـ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
    - من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
    - من صام يومًا في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفًا.
    - من صام يومًا في سبيل الله ختم له به دخل الجنة.
    فمن حرم المغفرة في شهر المغفرة فماذا يرتجي؟!
    إذا الروض أمسى مجدبا في ربيعه .. ... .. ففي أي وقت يستنير ويزهر؟

    شهر عبادة ومسابقة
    إن رمضان ليس شهر كسلٍ ونوم، وأكل وشرب، ووخم وضعف، وإنما هو شهر مسابقة ومنافسة، مسابقة إلى الطاعات، ومنافسة في الخيرات، وسعي إلى العبادات. قال الحسن بن أبي الحسن (البصري): "إن الله جعل رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه لطاعته، نسبق قوم ففازوا وتخلف أقوام فخابوا".

    إن الله تعالى قد هيأ في رمضان لعباده أسباب الطاعة، وفتح لهم باب المنافسة فيها. روى الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة".

    إننا خلال سويعات سندخل مضمار سباق وسوق تجارة مع الله عز وجل، وأربح الناس صفقة أسبقهم إلى ربه، وأحسنهم صيامًا وأفضلهم قيامًا وأكثرهم عبادة لربه، وأقلهم معصية.

    إن المسابقة إلى الله أصل في هذا الدين. قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الحديد:21]. (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)[آل عمران:133].
    لقد كان كل واحد من السلف إذا قرأ هذا الكلام ظن نفسه المخاطب به فسابق القومَ إلى الله ليكون أول الواصلين.

    قالت جارية مالك بن دينار لسيدها: رأيت كأن مناديًا نادى من السماء الرحيلَ الرحيلَ، فما ارتحل إلا محمد بن واسع.. فبكى عمرو حتى غشى عليه.
    وقال أبو مسلم الخولاني: لو رأيت الجنة عيانًا ما كان عندي مستزاد. وقال سهل التستري: لو فاثنى وردي ما استطعت أن أقضية. "لأن وقته كله مشغول بالطاعة"

    إن الأمر جد والله (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذاريات:23]. قال صلى الله عليه وسلم: " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا" (متفق عليه)


    فطوبى لعبد قد أعد لرمضان عدته، وأتخذ له أهبته، وعلم أن الأمر جد فشمر عن ساعد الجد.. أولئك هم الصادقون، وأولئك هم الفائزون.
    اللهم بلغنا رمضان بمنك، وأعنا فيه على طاعتك بكرمك، وتقبله منا برحمتك وفضلك.
    اسلام ويب
                  

06-13-2016, 06:50 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ليالي رمضان .. ليالي الخير والإحسان
    ليالي رمضان ليال ذات أجواء إيمانية خاصة، مفعمة بالبركة والروحانية العالية .. ليال تقترب فيها القلوب المؤمنة من السماء، وتحلق الأرواح الزكية في جنان الطاعة، وتستشعر النفوس الصائمة الصلة برحمة الله تعالى وجوده وكرمة الذي يفيض على عباده في هذا الشهر الفضيل.
    قال - صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فتّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهنّم، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وينادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ). [الترمذي]
    تبدأ الليلة الرمضانية بالفرحة عند انطلاق أذان المغرب وإفطار الصائم، تلك الفرحة التي قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه) [مسلم]
    قال ابن رجب - رحمه الله-: "أما فرحة الصائم عند فطره: فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصاً عند اشتداد الحاجة إليه، فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً"
    وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله-: "وفيه الإشارة إلى أن الصائم إذا قارب فطره، وحصلت له هذه الفرحة، فإنها تقابل ما مر عليها في نهاره من مشقة ترك الشهوات. فهي من باب التنشيط، وإنهاض الهمم على الخير".


    ومن بركات الليالي الرمضانية تعجيل الفطر الذي هو سنة نبوية وسمة إسلامية نخالف بها أهل الكتاب، وفي هذا من ترسيخ للهوية الإسلامية وفضيلة اتباع السنة المحمدية ما لا يُحد خيره ولا تُحصى بركته، فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور) [البخاري]
    وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزال الدين ظاهرا) وظهور الدين مستلزم لدوام الخير كما قال ابن حجر العسقلاني .. وقال أيضا: امتثالا للسنة واقفين عند حدها غير متنطعين بعقولهم ما يغير قواعدها، زاد أبو هريرة في حديثه: (لأن اليهود والنصارى يؤخرون) أخرجه أبو داود وابن خزيمة وغيرهما، وتأخير أهل الكتاب له أمد، وهو ظهور النجم، وقد روى ابن حبان والحاكم من حديث سهل أيضا بلفظ: (لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم) وفيه بيان العلة في ذلك، قال المهلب: والحكمة في ذلك أن لا يزاد في النهار من الليل، ولأنه أرفق بالصائم وأقوى له على العبادة [فتح الباري]

    قال شيخ الإسلام: "وهذا نص في أن ظهور الدين الحاصل بتعجيل الفطر لأجل مخالفة اليهود والنصارى، وإذا كان مخالفتهم سبباً لظهور الدين فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله، فيكون نفس مخالفتهم من أكبر مقاصد البعثة".

    ومن بركة الاتباع في هذه الليالي الفطر وفقا لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد جاء في سنن أبي داود والترمذي عن أنس -رضي الله عنه- قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاء"
    وثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كَانَ لَا يُصَلِّي الْمَغْرِبَ حَتَّى يُفْطِرَ، وَلَوْ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاء [الحاكم في المستدرك]
    قال أهل العلم: "يجب على كلِّ مسلم أن يدرك فضل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وأنَّ السعادة إنَّما تنال باتباعه والسير على نهجه، فلم يبعث الله تعالى الرسل إلا ليُتَّبعوا ولتقتفى آثارهم، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء:64] وفضل اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم- من الأمور المتقررة والأصول المتأكدة، فلا دين إلا بالاتباع، ولا سعادة ولا فلاح في الدنيا والآخرة إلا به.
    وما كان الناس بحاجة إلى أن تعقد الفصول وتؤلف المؤلفات في بيان فضل اتباعه، ولكن لمَّا عمت في الناس الأهواء وكثرت البدع والآراء وفشت الضلالات احتاج أهل العلم إلى تأليف الكتب وعقد الفصول وكتابة الرسائل وجمع الأدلة في بيان فضل اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم-، والتحذير من الأهواء وأهلها حتى تستبين الجادة وتتضح الطريق، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام:55]

    ثم تأتي صلاة التراويح بعد فريضة العشاء وهي من العبادات التي تحمل الكثير من الذكريات الرمضانية الجميلة حيث الاجتماع والوحدة وسماع القرآن بأصوات ندية والدعاء والتضرع والقنوت .. وكثير من العبادات الروحانية والإيمانية الرائعة.
    وسميّ قيام الليل في رمضان بصلاة التراويح لأنّ السّلف رحمهم الله كانوا إذا صلّوها استراحوا بعد كلّ ركعتين أو أربع من اجتهادهم في تطويل الصلاة اغتناما لموسم الأجر العظيم وحرصا على الأجر المذكور في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) [رواه البخاري]

    وقيام رَمضان شاملٌ للصلاة، في أوَّله وآخِره، والتراويح من قيام رَمضان، ففي السنن وغيرها عن أبي ذر -رضِي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (مَن قام مع الإمام حتى ينصَرِف كُتِبَ له قيامُ ليلة).

    وفي ليالي رمضان تكون ليلة القدر .. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه) [رواه البخاري]
    قوله: (إيماناً واحتساباً) أي مصدقاً بالثواب على قيامه وصيامه، ومحتسباً مريداً بذلك وجه الله، بريئاً من الرياء والسمعة، راجياً عليه ثوابه.

    ولهذا كان من سُنَّة النبي -صلى الله عليه وسلم- الاعتِكافُ في العشر الأواخر من رمضان، بغية الاجتِهاد في العِبادة، وبذل الوسع في تحرِّي تلك الليلة المباركة، فينقَطِع في المسجد تلك المدَّة عن كلِّ الخلائق، مشتَغِلاً بطاعة الخالق، قد حبَس نفسَه على طاعته، وشغل لسانه بدعائه وذكره، وتخلَّى عن جميع ما يشغله، وعكف بقلبه على ربِّه وما يُقرِّبه منه، فما بقي له سوى الله، وما شغل نفسه إلا بما فيه رِضاه.

    وليالي رمضان ليال عامرة بتلاوة القرآن، فقد كان جبريل عليه السلام يلقى النبي - صلى الله عليه وسلم- في كل ليلة من ليالي رمضان فيدارسه القرآن، لذا كان هم الصالحون تلاوة كتاب ربهم آناء الليل وأطراف النهار، ليكون شفيعاً لهم يوم القيامة .. فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ). [أحمد]

    والسحور من خواتيم الليالي الرمضانية، وهو من السنن المستحبة، لقوله عليه الصلاة والسلام:
    - (تسحروا فإن في السحور بركة) [البخاري]
    -(إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) [ابن حبان والطبراني]
    - (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) [مسلم]

    ويبدأ وقت السحور بعد منتصف الليل، لكن من السنة النبوية تعجيل الإفطار وتأخير السحور، وبذلك سمي السحور لأنه يقع في وقت السحر وهو آخر الليل .. قال -صلى الله عليه وسلم-: (بكروا بالإفطار، وأخروا السحور) [صحيح الجامع:2835]
    وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة) [الطبراني، صحيح الجامع]
    وفي التأخير ضمان لأداء صلاة الفجر، وإدارك ثلث الليل الآخر وهو من الأوقات الشريفة التي تستجاب فيها الدعوات، فضلا عن ارتباط السحور ببداية الصوم مما يؤخر الشعور بالجوع والعطش.

    اسلام ويب
                  

06-13-2016, 06:52 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان .. نصائح تربوية وبرامج عملية
    الطاعة في الحياة الدنيا هي أكبر «هدف» يعيش له المسلم، يرجو إيجابياته، ويتطلع إلى مكاسبه، وينشد ثمرته العاجلة بالتوفيق في الدنيا والآجلة بالفوز بجنة الخلد في الآخرة، وانظر إلى حالة الندم والحسرة حين الاحتضار لمن عاش حياته بدون هذا الهدف النبيل، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99-100]

    إن حياة القلب ونوره وانشراحه في عبادة الله تبارك وتعالى، وأغلى ثمرة للطاعة محبة الله تعالى ومعيته وتوفيقه ومدده، كما في الحديث القدسي .. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته) [البخاري] ..
    وفقه الوقت من أهم الوسائل التي ينبغي أن يعتني بها المسلم الصادق، خاصة مواسم الطاعات كشهر رمضان بما يشمله من كنوز الرحمات والبركات، وبالأخص ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فليكن شعارنا في رمضان «التجلد خير من التبلد، والعالي يرجو المعالي».

    إن رمضان «شهر الصبر» .. صبر على الطاعات وصبر عن المعاصي، لذلك فهو محطة تربوية وفرصة سنوية لمراجعة الذات .. فرمضان فرصة لالتزام الصحيح وترك القبيح، وتعديل مساراتنا الفكرية والسلوكية مع ما يستلزم ذلك من معاناة، ولكنها معاناة يستطيبها المؤمن ما دام فيها رضى الله عز وجل .. يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين: قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (الصلاة نور...، والصبر ضياء) [رواه مسلم]، الفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر؛ أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة لما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان.

    صبرت عن اللذات حتى تولت *** وألزمت نفسي هجرها فاستمرتِ
    وكانت على الأيام نفسي عزيزة *** فلما رأت صبري على الذل ذلتِ
    وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى *** فإن تُوِّقَتْ تاقت وإلا تسلتِ

    الطريق من هنا
    • ليكن رمضان ساحة عملية لتأدية العبادات على وجهها الأكمل كما يحب ربنا ويرضى، فمع صوم البطن يكون صوم الباطن من الرفث والفسوق والعصيان وصيانة كافة الجوارح.
    قال ابن رجب: "اعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك هذه الشهوات المباحة أي الأكل والشرب والجماع في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرمه الله في كل حال، من الكذب والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) [البخاري]. وفي حديث آخر: (ليس الصيام من الطعام والشراب، إنما الصيام من اللغو والرفث) [قال أبو موسى المديني: هو على شرط مسلم].
    ولهذا المعنى -والله أعلم- ورد في القرآن بعد ذكر تحريم الطعام والشراب على الصائم بالنهار ذكر تحريم أكل أموال الناس بالباطل، فقال تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:188] فإن تحريم هذا عام في كل زمان ومكان، بخلاف الطعام والشراب، فكان إشارة إلى أن من امتثل أمر الله في اجتناب الطعام والشراب في نهار صومه، فليمتثل أمره في اجتناب أكل الأموال بالباطل، فإنه محرم بكل حال لا يباح في وقت من الأوقات. [لطائف المعارف لابن رجب]

    أهل الخصوص من الصوام صومهم ** صون اللسان عن البهتان والكذب
    والعارفون وأهل الأنس صومهم ** صون القلوب عن الأغيار والحجب

    • ينبغي أن يكون حظك من الصلاة الحظ الأوفر من إقامة الصلوات الخمس في أول أوقاتها, في الجماعة, في الصف الأول مع إدراك تكبيرة الإحرام, والمحافظة على أذكار ختام الصلاة, والسنن الرواتب, والنوافل .. قال -صلى الله عليه وسلم-: (من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين) [صحيح الترغيب والترهيب]

    • شهر رمضان «شهر القرآن»، قال -صلى الله عليه وسلم-: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال: فيشفعان له) [صحيح الترغيب والترهيب]
    وللسلف -رحمهم الله- أحوال مشرقة مع القرآن في رمضان، فقد كان جبريلُ يُعارضُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلّم- القُرْآنَ في رمضانَ كلَّ سنةٍ مرّةً. فَلَمَّا كان العامُ الَّذي تُوُفِّي فيه عارضَه مرَّتين تأكيداً وتثبيتاً.
    وكان الزُّهْرِيُّ -رحمه الله- إذا دخلَ رمضانُ يقول إنما هو تلاوةُ القرآنِ وإطْعَامُ الطَّعامِ.
    وكان مالكٌ -رحمه الله- إذا دخلَ رمضانُ تركَ قراءةَ الحديثِ وَمَجَالسَ العلمِ وأقبَل على قراءةِ القرآنِ من المصْحف.
    وكان قتادةُ -رحمه الله- يخْتِم القرآنَ في كلِّ سبعِ ليالٍ دائماً، وفي رمضانَ في كلِّ ثلاثٍ، وفي العشْرِ الأخير منه في كلِّ ليلةٍ.
    وكان إبراهيمُ النَخعِيُّ -رحمه الله- يختم القرآن في رمضان في كلِّ ثلاثِ ليالٍ، وفي العشر الأواخِرِ في كلِّ ليلتينِ.
    وكان الأسْودُ بن يزيد -رحمه الله- يقرأ القرآنَ كلَّه في ليلتين في جميع الشَّهر.
    إن شهر رمضان شهر الذكر والدعاء بامتياز، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة) [رواه البزار, وصححه الألباني].

    • احرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ما أمكن ذلك، فإن لم تستطع فليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان لغلبه الظن أن فيها ليلة القدر. فلقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى ثم اعتكف أزواجه من بعده. ويا حبذا لو كان الاعتكاف في المسجد الحرام حيث يضاعف الله سبحانه الأجر أضعافاً كثيرة، والعمرة في رمضان تعدل ثواب الحج كما ذكر النبي-صلى الله عليه وسلم-.

    • التقليل من الخلطة إلا لخير راجح، كبر والدين أو صلة رحم أو عمل إغاثي أو دعوي أو حتى التحفيز على أداء الطاعات كحلقات التلاوة القرآنية والدروس الرمضانية، وإلا فشرف الوقت والشهر يأبى أن يضيع في أحاديث الأسمار والزيارات والولائم التي لا طائل من ورائها.

    • الإحسان للناس طعم خاص في هذا الشهر، وقد قال سيد الأنام -صلى الله عليه وسلم-: (إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها)، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ فقال: (لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام) [صحيح الجامع:2123] ومن وجوه الإحسان الخفية المبادرة إلى مصالحة كل مسلم بينك وبينه سوء فهم، وحاول أن يكون لك قصب السبق في هذا الميدان الرمضاني المشرق.

    وجامع الكلام هدي نبينا العدنان -صلى الله عليه وسلم-، حيث يقول ابن القيم –رحمه الله- في «زاد المعاد»: وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص به غيره من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانًا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة ...).
    اسلام ويب
                  

06-13-2016, 06:54 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    انتبه .. أنت في رمضان
    رمضان نعمة لا يستشعرها إلا العابدون، ولا يشتم عبقها إلا المخبتون، ولا يعايش أجواءها إلا التائبون الأوابون، وهو هبة الله لهذه الأمة، وعطيته لأهل الملة .. والصوم درة رمضان، وشعار أهل الفضل والإحسان.

    يقول ابن القيم – رحمه الله - عن الصوم: "هو لجام المتقين، وجُنَّة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقربين، وهو لربّ العالمين من بين سائر الأعمال، فإن الصائم لا يفعل شيئاً، وإنما يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجل معبوده، فهو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها، إيثاراً لمحبة الله ومرضاته، والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة، وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لا يطلع عليه بشر، وتلك حقيقة الصوم. وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة وحمايتها من التخليط الجالب لها المواد الفاسدة".

    اختزال الصوم
    لكن من الغبن أن نختزل الصوم في مظهر الجوع والعطش، ونبتر فضائل هذا الشهر بسكين التقاليد الخاطئة والعادات الجافية .. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183] ولم يقل -عز وجل- تتخمون أو تسهرون أو تلهون أو تسيئون.
    وقال - صلى الله عليه وسلم-: (الصوم جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يَرفُث ولا يَفسُق، فإن سابّه أحدٌ أو شاتَمَه فليقُل إني صائم) [البخاري]
    فهل الجُنة إلا التحامي من الوقوع في سوء الخلق مع الخلق، والتجافي عن سوء الأدب مع الخالق، فمتى كان تكديس الطعام وكأننا قادمون على مجاعة من لزوميات هذا الشهر الفضيل؟! ومتى كان نوم النهار وسهر الليل من الشرع المأمور به في أي وقت
    وحين، فضلا عن هذه الأيام المباركات ؟! ومتى كان صرف الأوقات في الألعاب المسلية والأحاديث الحميمية والخيام والليالي الرمضانية هو السبيل للتغافل عن منغصات الجوع والعطش، واستهلاك ظلمة الليل حتى قبيل السحر ؟!.

    قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينه يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك وفطرك سواء".
    وكان السلف أذا انقضى رمضان يقولون: "رمضان سوق قام ثم انفض، ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر" .. حقا لا يشبع من رمضان إلا أهل الإيمان، وصدق الرحيم الرحمن: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل:4]
    أي إن عملكم أيها الناس لمختلف: منه الحسنة المورثة للجنة، ومنه السيئة الموجبة للنار .. منهم ساع في فكاك نفسه، و منهم ساع في عطبها.
    ومجمل المعنى: وحق الليل إذا يغشى النهار فيستر ضياءه، وحق النهار إذا تجلى وأسفر وأزال الليل وظلامه، وحق الخالق العظيم القادر الذى أوجد الذكور والإِناث. وحق كل ذلك، إن أعمالكم ومساعيكم - أيها الناس- فى هذه الحياة، لهي ألوان شتى، وأنواع متفرقة، منها الهدى ومنها الضلال، ومنها الخير ومنها الشر، ومنها الطاعة ومنها المعصية .. وسيجازى - سبحانه- كل إنسان على حسب عمله. [التفسير الوسيط]

    ويواكب هذا المعنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) [أحمد والنسائي].
    وقال صلى الله عليه وسلم: (كم من صائمٍ ليس لهُ من صَومه إلا الجوعَ والعطش، وكم من قائمٍ ليس له من قيامه إلا التعب).
    قال ابن رجب رحمه الله: "وسر هذا أن التقرب إلى الله تعالى بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات، فمن ارتكب المحرمات، ثم تقرب بترك المباحات، كان بمثابة من يترك الفرائض ويتقرب بالنوافل".
    وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) [البخاري]
    قال البيضاوي: "فنفى السبب وأراد المسبب، وإلا فهو سبحانه لا يحتاج إلى شيء، وذلك لأن الغرض من إيجاب الصوم ليس نفس الجوع والظمأ بل ما يتبعه من كسر الشهوة وإطفاء ثائرة الغضب وقمع النفس الأمارة وتطويعها للنفس المطمئنة فوجوده بدون ذلك كعدمه".

    إياك والسقوط
    لكن للأسف منا من يسقط أسير شهوة بطنه فيأكل عند الإفطار لدرجة التخمة التي تثقله عن صلاة التراويح، وحتى إن قام وصلى سرعان ما يحس بالتعب لأن عقله وذهنه أصبح عند قدميه، فهو يراوح بينهما، لا تلذذا بالعبادة ولكن استثقالا لها.
    ومنا من يسقط أسير مشاغله وأعماله التي لا تنتهي، فما أن يفرغ من صلاة العشاء، إلا وتهفو نفسه لفعل هذا وترك ذاك وترتيب تلك .. حتى يترك صلاة التراويح عن إيثار لدنياه تارة، وعن قناعة تارة أخرى أنها صلاة مستحبة وليست بواجبة، أو أن أعمالنا وسعينا في طلب المعيشة عبادة كالصلاة وسائر العبادات، غافلا عن أن العلاقة بين العبادة والعمل علاقة تناغمية وتناسقية وتكاملية لا تعارضية.

    ومنا من يسقط أسير علاقاته الاجتماعية فيسهر في الخيام الرمضانية والليالي الرمضانية مع رفقاء لا هم لهم إلا السمر والثرثرة وربما الغيبة والنميمة في أجواء مفعمة بـ «الرمضانية» من حلوى رمضانية، وأغاني رمضانية، ومسلسلات رمضانية، وأفلام رمضانية، ومسابقات رمضانية، وفوازير رمضانية، وجوائز رمضانية ... !!

    وكما يقول أحد المحللين: "هؤلاء يريدون من رمضان أن يكون موسم ومناسبة أشبه بالكريسماس الذي يفترض أنه احتفال بذكرى ميلاد المسيح وتحول إلى موسم للتبضع وحفلات اللهو واختفى كل ما هو ديني وهيمن الدنيوي فهم علمونا مناسبة ميلاد عيسى، ويريدون المضي من المسلمين على هذا النحو ذاته ليكون تراجع تدريجي للعقدي والإيماني في هذا الشهر، وتصاعد مقابل لكل ما هو مسل وعبثي ودنيوي من خلال الإعلام العربي" .. قال تعالى: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً} [النساء: 27]
    ومنا من يسقط أسير شهوته فيحتال لها بالسفر إلى خارج البلدة بدون حاجة وضرورة بل من أجل تحليل الفطر لنفسه بحجة أنه مسافر، ومثل هذا السفر لا يجوز ولا يحل له أن يفطر فيه، والله لا تخفى عليه حيل المحتالين وغالب من يفعل من المتحللين من روابط التدين الصادق.

    علامات استفهام
    رمضان بهذه الطريقة السافرة السالفة يطرح العديد من التساؤلات:

    - هل هذا هو رمضان الذي شرع الله تعالى صيامه سبيلا للتقوى ؟! ..

    - وهل هذا هو رمضان المحطة الإيمانية السنوية والمقوي للعزائم والهمم ومعلم الصبر والبذل ؟! ..

    - هل هذا هو رمضان الكابح للشهوات ومقوم سلوك الأفراد والجماعات ؟! ..

    - هل هذا هو رمضان موحد مشاعر الأمة تجاه قضاياها ؟! ..

    - هل هذا هو رمضان مذيب الطبقية والعنصرية ؟!

    روي عن الحسن البصري أنه مر بقوم يضحكون ويلهون فوقف عليهم وقال: "إن الله تعالى قد جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته، فسبق أقوام ففازوا، وتخلف أقوام فخابوا، فالعجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون، أما والله أنْ لو كُشف الغطاءُ لشُغِل محسنٌ بإحسانه ومسيءٌ بإساءته .. "
    اسلام ويب
                  

06-13-2016, 06:56 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    من عادات الصالحين وعباداتهم في رمضان
    لم يزل رمضان ذلكم الضيف الكريم الذي يُنتظر على مدى العام تستشرف النفوس للقائه، وتعم الأكوان مظاهر البهجة والفرح بقدومه، وتتنوع مظاهر هذا الاحتفاء وهاتيكم البهجة إلى ما شاء الله لها أن تبلغ من التعداد والتنوع؛ مما يعبر عن الانفعال النفسي الجياش في الذائقة الإسلامية بقدوم هذا الشهر الميمون، ولا غرو فهو من مواسم الخير التي يفتح الله فيها أبواب رحماته لتتنزل خيراته تترى على عباده، وليغمرهم بفضائل جوده وسبائك إنعامه، ومن خلال هذه السياحة السريعة سنقف عند محطات بارزة من خط سير الصالحين، ودأبهم في هذا الشهر الكريم، مما اتخذوه عادة من خصال الخير وأفعال البر يداومون على فعله كلما أعاد الله عليهم أيام هذا الشهر وأوقاته، نستقري تلك المواقف من مصادر تاريخنا المعتمدة لنتأسى ببعض ما كانوا عليه من استثمار لحظات هذا الشهر الكريم وأوقاته في التصدي لنفحات الله والتعرض لمواسم جوده .

    من صور تلك المواقف التي حفظ لنا التاريخ اللقطات التالية:
    • كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد جعل لكل نفس من المسلمين في كل ليلة من رمضان درهما من بيت المال يفطر عليه، ولأمهات المؤمنين درهمين درهمين، فلما ولي عثمان رضي الله عنه أقر ذلك وزاده، واتخذ سماطا في المسجد أيضا للمتعبدين، والمعتكفين، وأبناء السبيل، والفقراء، والمساكين.
    • كان الأسود النخعي صواما قواما حجاجا وكان يختم القرآن في كل ست ليال فإذا كان رمضان ختَمَهُ ختمةً في كل ليلتين.
    • كان ثابت البنانى يختم القرآن فى كل يوم وليلة من شهر رمضان.

    • تواتر عن الإمام الشافعي أنه كان يخْتم القرآن فِي كل يَوْم ختمة فَإِذا كَانَ رَمَضَان قَرَأَ بِالنَّهَارِ ختمة وبالليل أُخْرَى.
    • روي عن أبي بكر بن الحداد المعروف بالفضل والدين والاجتهاد في العبادة أنه قال: أخذت نفسي بما رواه الربيع، عن الشافعي، أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة، سوى ما يقرأ في الصلاة، فأكثر ما قدرت عليه تسعا وخمسين ختمة.
    • كان حماد بن أبي سليمان يُفطِّر في كل ليلة من شهر رمضان خمسين إنسانا، فإذا كانت ليلة الفطر كساهم ثوبا ثوبا.

    • كان السلطان ألْب أرسلان فِي أواخر أيام دولته من أعدل الناس، وأحسنهم سيرة، وأرغبهم فِي الجهاد وَفِي نصرة الدين، وكان يتصدَّق فِي كل رمضان بأربعة آلاف دينار ببلْخ، ومرْو، وهَراة، ونَيْسابور، ويتصدق بحضرته بعشرة آلاف دينار .
    • الشَّيْخ المفتي الفقيه، الإِمَام كمال الدّين المَغَربيّ، الشّافعيّ، أحد كبار فُقهاء الشام كان فِي كلّ رمضان ينسخ ختْمة كاملة من القرآن ثم يُوقِفُها احتسابا وطلبا للأجر.
    • كان الصاحب بن عباد جوادا كريما لا يدخل عليه في شهر رمضان بعد العصر أحد كائنا من كان فيخرج من داره إلا بعد الإفطار عنده، وكانت داره لا تخلو في كل ليلة من ليالي شهر رمضان من ألف نفس مفطرة فيها وكانت هداياه وصدقاته وقرباته في هذا الشهر تبلغ مبلغ ما يطلق منها في جميع شهور السنة.

    • كان العلامة المفسر قاضي حلب والقسطنطينية عصام الدين أبو الخير المعروف بطاشكبرى زاده ذا خط مليح وضبط صحيح، وكان مدرسا بمدارس الدولة العثمانية، فكان من عادته أن يدعو طلبته للإفطار عنده في كل ليلة من ليالي شهر رمضان، وكان يقول: إني منذ توليت التدريس جعلت لنفسي عادة وهي أن أكتب في كل سنة نسخة من تفسير البيضاوي (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) وأبيعها بثلاثة آلاف درهم وأنفق ذلك المبلغ على طعام الطلبة في ليالي رمضان.
    • القائد سرور الزبيدي وزير دولة آل نجاح باليمن كانت نفقاته وصدقاته تتسع في رمضان اتساعا يجاوز الحد والوصف؛ بحيث كانت وظيفة مطبخه في كل يوم من رمضان تبلغ ألف دينار؛ بمعنى أنه ينفق في كل رمضان أكثر من 30000 دينار على إطعام الصائمين، علما بأن مجموع رواتب موظفي قصره وعماله وأعيان دولته في كل سنة لم يكن يتخطى 20000 دينار.

    هذه بعض الأمثلة لما كان عليه أسلافنا من اهتمام بهذا الشهر الفضيل واغتنام لساعاته ولحظاته، وتتبع هذا النوع من الأمثلة والنماذج يطول، لكن لعل القاريء يلحظ أن جميع ما تقدم – من زيادة بذل الخير في هذا الشهر المعظم أو الاجتهاد في زيادة الحصة اليومية من قراءة القرآن فيه - قدوتهم فيه النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حيث يلقاه جبريل عليه السلام في كل ليلة من رمضان حتى ينسلخ، فيعرض عليه القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، [رواه البخاري ومسلم].
    قال ابن الجوزي: وإنما كثر جوده عليه السلام في رمضان لخمسة أشياء: أحدها: أنه شهر فاضل، وثواب الصدقة يتضاعف فيه، وكذلك العبادات، قال الزهري: تسبيحة في رمضان خير من سبعين في غيره. والثاني: أنه شهر الصوم، فإعطاء الناس إعانة لهم على الفطر والسحور، والثالث: أن إنعام الحق يكثر فيه، فقد جاء في الحديث: أنه يزاد فيه رزق المؤمن، وأنه يعتق فيه كل يوم ألف عتيق من النار، فأحب الرسول أن يوافق ربه عز وجل في الكرم، والرابع: أن كثرة الجود كالشكر لترداد جبريل إليه في كل ليلة. والخامس: أنه لما كان يدارسه القرآن في كل ليلة من رمضان زادت معاينته الآخرة، فأخرج ما في يديه من الدنيا.

    وإذا ما ختمنا بنظرة تحليلية عن الأمثلة التي ذكرنا فسنجد أن فيها نقطتين هامتين:
    الأولى: أن المسلمين على اختلاف طبقاتهم ووظائفهم وأشغالهم يستثمرون أوقات الشهر المبارك ويستفيدون من لحظاته؛ فالعلماء ينصرفون لقراءة القرآن وتدبر معانيه ولاجتهاد في زيادة الحصة اليومية من قراءته، وأهل المال والإمارة يوظفون إمكاناتهم لخدمة الصائمين وإفطارهم والرعاية بهم.

    الثانية: أن أصفياء هذه الأمة وصالحيها كانوا يعدون لهذا الموسم عدته، فلم يكونوا يقبلوا بأن تكون نوافلهم وطاعاتهم في رمضان مساوية لما تكون عليه في سائر الشهور، بل إننا لنلحظ في أعمالهم أن هممهم تطمح لأن تكون عباداتهم في هذا الشهر مساوية أو تزيد على الأحد عشر شهرا الباقية من العام.

    وهكذا كان دأب الصالحين من أمتنا وديدن الأخيار من عباد شريعتنا، فلنقتد بهم حين عزة القدوة الصالحة، ولنسلك طريقهم علنا نرد الحوض على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم غير مغيرين ولا مبدلين ... اللهم آمين.
    د. محفوظ ولد خيري
                  

06-13-2016, 06:59 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أهلا أهلا يا رمضان
    رمضان ضيف عزيز، وزائر لا يقدم علينا إلا مرة في العام، قدومه قدوم اليمن والخير والبركات، بما يحمله من هدايا ونفحات وعطايا وهبات، ففي رحابه ترفع الدرجات وتغفر الزلات، وشوق أهل الإيمان له لا يحده حد، وفرحتهم بقدومه لا يصفها وصف، وهم فيه بين خشوع صائم ودمعة تائب وتلاوة قرآن ومرافقة الأخوان في ساحات القيام.

    رمضان هل هلاله، وخيمت ظلاله، وهيمن جلاله، وسطع جماله، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185].
    قال الشاعر :
    أهلاً وسهلاً بالصيام يا حبيبا زارنا في كل عامْ
    قد لقيناك بحبٍ مفعم كُل حب في سوى المولى حرامْ
    فاقبل اللهم ربي صومنا ثم زدنا من عطاياك الجسامْ

    قال ابن رجب: "وكيف لا يُبشّر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟ وكيف لا يُبشّر المذنب بغلق أبواب النيران؟ وكيف لا يُبشّر العاقل بوقت يُغلّ فيه الشيطان، ومن أين يشبه هذا الزمان زمان؟"
    وقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا جاء رمضان، فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين) وزاد في رواية للترمذي وابن ماجه وغيرهما (وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة).

    والصوم درب الصالحين وشعار المتقين، على مر العصور والدهور .. ولولا أنه عبادة محبوبة لله تعالى، عظيمة القدر، لا غنى للخلق عن التعبّد بها، وعما يترتب عليها من الثواب والجزاء، وما يحصل لهم من المصالح الكثيرة في الدنيا والآخرة ما فرضه الله عز وجل على جميع الأمم وأتباع الشرائع، فهو من الشعائر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان .. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].

    فرمضان هدية السماء، وبركة أهل الأرض، وخير يفيض لعمر مديد .. قال صاحب القول السديد، والشرع المجيد، والمبعوث رحمة للعبيد محمد صلى الله عليه وسلم:
    - «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق عليه].
    - «من آمن بالله ورسوله، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وصام رمضان، كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها» [البخاري].
    - «فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة» [متفق عليه].
    - «الصيام جنة، وحصن حصين من النار» [رواه أحمد].
    - «الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها» [رواه البخاري].
    - «إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم» [متفق عليه].
    - «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة» [رواه أحمد].
    - «عليك بالصوم فإنه لا مثل له» [رواه النسائي].
    - «ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدهر كله» [رواه مسلم].
    - «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصوم الدهر» [رواه مسلم]
    - «صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بعده بشهرين فذلك صيام السنة» [صحيح الجامع:3851].
    - «ينادي مناد كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة» [رواه الترمذي].

    ويقول وكيع -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}[الحاقة:24] هي أيام الصيام.

    ورمضان من أرجى أوقات إجابة الدعاء، ففي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد قال -صلى الله عليه وسلم-: (لكل مسلم دعوة مستجابة، يدعو بها في رمضان) وفي رواية صحيحة للبزار: (وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة)، وإذا وقعت هذه الدعوة وقت الصيام، وبخاصة قبيل الإفطار، كان ذلك أرجى وأحرى بقبولها، كما قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تُردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم) [ابن ماجه والترمذي]

    وشهر رمضان العمرة فيه تعدل أجر حجة: فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لامرأة من الأنصار: (ما منعك أن تحجّي معنا؟) قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه لزوجها وابنها وترك ناضحًا ننضح عليه. قال: (فإذا كان رمضان اعتمري فيه ؛ فإن عمرةً فيه تعدل حجة) [البخاري ومسلم]
    قال النووي: "أي: تقوم مقامها في الثواب، لا أنها تعدلها في كل شيء، بأنه لو كان عليه حجة فاعتمر في رمضان لا تجزئه عن الحجة".
    وقال الطيبي: "أي: تقابل وتماثل في الثواب؛ لأن الثواب يفضل بفضيلة الوقت".

    إن رمضان موسم من مواسم الخير، وسوق من أسواق البر، وفيه ربح ما بعده ربح، وتجارة لا تساويها تجارات الدنيا. ومن الحرمان أن تمر هذه النفحات الإيمانية والعطايا الربانية دون أن يكون للمرء نصيب منها.
    ورمضان أنفع داء لدواء القلوب، فلا دواء أنفع للقلب من خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلو البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين .. ومن المعلوم أنها تجتمع قاطبة في رمضان، فأنعم بها غنيمة باردة، بعمل قليل وربح جزيل، خاصة يوم لقاء رب العالمين {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89]
    وصدق من قال: "رمضان ليس مثله في سائر الشهور، ولا فضلت به أمة غير هذه الأمة في سائر الدهور، الذنب فيه مغفور، والسعي فيه مشكور، والمؤمن فيه محبور، والشيطان مبعد مثبور، والوزر فيه مهجور، وقلب المؤمن بذكر الله معمور، وقد أناخ بفنائكم وهو عن قليل راحل عنكم شاهد لكم وعليكم .. ماذا كنتم تصنعون ؟!"
    اسلام ويب ( د . خالد سعد النجار )
                  

06-13-2016, 07:01 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان ربيع الطاعات
    «رمضان» .. استراحة نفسية نتخفف فيها من أعبائنا وهمومنا وأحزاننا، ومنحة سماوية نفارق فيها صنوف الرتابة والملل التي غشت أيامنا، وتنطلق فيها الروح في أجواء إيمانية، وثورة نورانية نتعايش فيها أكثر مع القرآن والقيام والبر والإحسان.
    «رمضان» .. ساحة السكينة، ومأوى الفضيلة، وطارد الرذيلة، ومحضن كل الأشياء الجميلة، حتى أن خلوف فم الصائم يستحيل جمالا وروعة وبهاء، قال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» [متفق عليه]

    «رمضان» .. كم من جوائز تُذكر، ومنح ربانية لا تُنكر، ونفحات لا تُجحد .. على عملنا اليسير، وجهدنا القليل، وجسدنا النحيل .. فتبارك العلي القدير الذي وعد ووفى، وأعطى فأجزل، وغفر ورحم، ووهب في هذا الشهر الجليل رحماته للمؤمنين، وأعتقهم من مهاوي الجحيم.

    قال ابن القيم: الطاعة حصن الرب تبارك وتعالى الذي من دخله كان من الآمنين، فإذا فارق الحصن اجترئ عليه قطاع الطريق وغيرهم، وعلى حسب اجترائه على معاصي الله يكون اجتراء هذه الآفات والنفوس عليه، وليس شيء يرد عنه، فإن ذكر الله وطاعته والصدقة وإرشاد الجاهل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وقاية ترد عن العبد، بمنزلة القوة التي ترد المرض وتقاومه، فإذا سقطت القوة غلب وارد المرض وكان الهلاك، ولابد للعبد من شيء يرد عنه فإن موجب السيئات والحسنات يتدافع ويكون الحكم للغالب كما تقدم، وكلما قوى جانب الحسنات كان الرد أقوي. [الجواب الكافي]

    وعن طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه -: أن رجلين من بلي قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إسلامهما جميعاً، فكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فَأَذِن للذي توفي الآخِر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحدثوه الحديث فقال: «من أي ذلك تعجبون» فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «أليس قد مكث هذا بعده سنة» قالوا: بلى، قال: «وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة» قالوا: بلى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض» [رواه ابن ماجة].

    والصوم تجتمع فيه معاني الصبر الثلاثة: الصبر على ألم الجوع والعطش، والصبر على المعاصي، والصبر على الطاعات.
    والصبر كله خير وكله ضياء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما رزق عبد خيراً له ولا أوسع من الصبر» [رواه الحاكم]، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أفضل عيش أدركناه بالصبر".
    والصدقة في شهر رمضان شأنها أعظم وآكد ولها مزية على غيرها، وذلك لشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه، ولأن فيها إعانة للصائمين المحتاجين على طاعاتهم، ولذلك استحق المعين لهم مثل أجرهم، فمن فطر صائماً كان له مثل أجره، ولأن الله عز وجل يجود على عباده في هذا الشهر بالرحمة والمغفرة، فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل، والصوم لابد أن يقع فيه خلل أو نقص، والصدقة تجبر النقص والخلل، ولهذا أوجب الله في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، ولأن هناك علاقة خاصة بين الصيام والصدقة فالجمع بينهما من موجبات الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفا، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها؛ أعدها الله لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام» [رواه أحمد].

    وقد تقرر بالاستقراء عند العلماء أن الأوقات الفاضـلة والأزمان المباركة أواخرها أفضل من أوائلها, فيوم الجمعة أعظم أيام الأسبوع, لكن أبرك ساعاته وأرجاه قبولاً للدعاء فيه آخر ساعة منه، وأفضل الليل ثلثه الآخر, والسحر وهو السدس الآخر من الليل منَّوهٌ بشأنه, وهكذا فليس رمضان ببدع في ذلك, فرمضان موسم إلا أن عشره الأخيرة هي صفوة الشهر, والعبرة بالخواتيم.
    وهذه العشر خاتمة الشهر ودرَّته, ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها مالا يجتهد في غيرها, فكان يشوب العشرين بمنام وقيام, وأما هذه الليالي فيحييها كلها صلاة وتلاوة وذكراً, وفي الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره. [رواه مسلم].
    وتصف أم المؤمنين عائشة حاله –صلى الله عليه وسلم- فتقول: كان إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله. ومن دقيق عنايته بها انـقطاعه فيها عن دنيا الناس للاعتكاف, فمذ هاجر إلى المدينة إلى أن توفاه الله سبحانه ما ترك الاعتكاف, بل لتأكد هذه السنة قضاها في شوال لما لم يعتكف سنة في رمضان.
    أكرم برمضان ربيع الطائعين وموئل المخبتين وجنة العابدين .. محط الرحمات، ومظنة العتق من الأصفاد، والتطهر من الأدران، فاللهم تقبل منا رمضان، واكتب لنا فيه مغفرة لا نشقى بعدها أبدا.
    اسلام ويب
                  

06-13-2016, 07:03 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ما أحلى الدعاء في رمضان
    شهر رمضان شهر الدعاء والتضرع بامتياز لاسيما وأبواب الجنان مفتحة وأبواب النيران موصدة والشياطين مصفدة ومنح الرحمن تتنزل على الصائمين، والأجواء عامرة بالطائعين والخاشعين، والقرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار، وأيادي أهل الخير تعم المساكين والمحتاجين.
    قال الربيع: إنّ اللّه تعالى قضى على نفسه أنّ من آمن به هداهُ، ومن توكل عليه كفاهُ، ومن أقرضهُ جازاهُ، ومن وثق به نجّاه، ومن دعاهُ أجاب له، وتصديق ذلك في كتاب اللّه تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن:11] {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ } [التغابن:17] {وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101] {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة:186]
    وإذا سألك عبادي عني
    قال الله عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186] وهذه الآية في وسط آيات الصيام إشارة إلى أن الدعاء في هذا الشهر من أجل العبادات، وأن الصائمين المتضرعين أرجى للقبول والحظوة عند الرب الغفور.
    قال أبو حيان: ومناسبة هذه الآية لما قبلها أنه تعالى لما تضمن قوله: {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185] طلب تكبيره وشكره، بيَّن أنه مطلع على ذكر من ذكره وشكر من شكره، يسمع نداءه ويجيب دعاءه أو رغبته، تنبيهاً على أن يكون ولابد مسبوقاً بالثناء الجميل. [البحر المحيط: 2/221] والمقصود أنه تعالى ذكر الدعاء هنا بعد ذكر الشكر للدلالة على أن الدعاء يجب أن يسبقه الثناء. وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم التيمي قال: كان يقال: (إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء فقد استوجب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على رجاء).
    وقال البيضاوي: اعلم أنه تعالى، لما أمرهم بصوم الشهر، ومراعاة العدة على القيام بوظائف التكبير والشكر، عقَّبه بهذه الآية الدالّة على أنه خبير بأحوالهم، سميع لأقوالهم مجيب لدعائهم، مجازيهم على أعمالهم، تأكيداً وحثّاً عليه. [تفسير البيضاوي: 1/221]
    وقال ابن عاشور: نظم الآية مؤذنا بأن الله تعالى بعد أن أمرهم بما يجب له عليهم أكرمهم فقال: وإذا سألوا عن حقهم علي فإني قريب منهم أجيب دعوتهم، وجعل هذا الخير مرتبا على تقدير سؤالهم إشارة إلى أنهم يهجس هذا في نفوسهم بعد أن يسمعوا الأمر بالإكمال والتكبير والشكر أن يقولوا: هل لنا جزاء على ذلك؟ وأنهم قد يحجمون عن سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك أدبا مع الله تعالى فلذلك قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ ..}.
    ثم قال رحمه الله: وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة، وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان.
    والآية دلت على أن إجابة دعاء الداعي تفضل من الله على عبادة غير أن ذلك لا يقتضي التزام إجابة الدعوة من كل أحد وفي كل زمان، لأن الخبر لا يقتضي العموم، ولا يقال: إنه وقع في حيز الشرط فيفيد التلازم، لأن الشرط هنا ربط الجواب بالسؤال وليس ربطا للدعاء بالإجابة، لأنه لم يقل: إن دعوني أجبتهم. [التحرير والتنوير، ابن عاشور: 2/176]
    «إنها آية عجيبة .. آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة، والود المؤنس، والرضى المطمئن، والثقة واليقين .. ويعيش منها المؤمن في جناب رضيّ، وقربى ندية، وملاذ أمين وقرار مكين.
    وفي ظل هذا الأنس الحبيب، وهذا القرب الودود، وهذه الاستجابة الموحية .. يوجه الله عباده إلى الاستجابة له، والإيمان به، لعل هذا أن يقودهم إلى الرشد والهداية والصلاح. {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. [في ظلال القرآن: 1/146]

    يوم بدر والدعاء
    كانت غزوة بدر في شهر رمضان يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة، حيث أعطي النبي -صلى الله عليه وسلم- النصر في الليلة السابقة منها وفي يومها قبل أن تبدأ المعركة، وذلك عندما قام النبي -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة يصلي طوال الليل، كما يروي علي رضي الله عنه قال: (ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم تحت شجرة يصلي ويبكي، ويتضرع إلى الله عز وجل).
    ومن شدة دعائه واستغاثته يشفق عليه صاحبه الصديق أبو بكر رضي الله تعالى عنه، ويلتزمه من خلفه، ويضع رداءه الذي سقط عنه من شدة رفع يديه في الدعا، يقول: (يا رسول الله! كفاك مناشدتك ربك، فإن ربك منجز لك ما وعدك).
    قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: لما كان يوم بدر نظر رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم- إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله -صلى الله تعالى عليه وسلم- القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض» فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ ردائه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك. فأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال:9] فأمده الله بالملائكة.
    قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس، قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: (أقدم حيزوم) إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا قد حطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم- فقال: «صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة» فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين.

    دعاء المتضرعين
    - التغني هو تحسين الصوت بالقراءة، وقد جاء الأمر به عند تلاوة القرآن في أحاديث عديدة، منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس مِنَّا من لم يتغن بالقرآن» [البخاري: 7525] وعلة ذلك أن التغني وتحسين الصوت والترنم في القراءة من أسباب الإقبال عليها والإنصات لها، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم؛ لأن للتطريب تأثيراً في رقة القلب وإجراء الدمع". [فتح الباري (9/72)]
    وأما التغني بالقراءة في غير تلاوة القرآن الكريم كدعاء القنوت ونحو ذلك، فرأى كثير من أهل العلم أنه لا بأس به؛ إذ مقصود التحسين حضور القلب وتأثره، ولكن ينبغي أن يكون ذلك التغني والتحسين بدون مبالغة مفرطة، أو جعله مما يشتبه بالقرآن، حتى يلتبس على السامع، هل هو قرآن أو غيره؟، كتعمد التجويد من إدغام وإخفاء ومدود حتى يظن الظان أن الداعي يتلوا آيات من الكتاب العزيز، وما هو من الكتاب .

    - يتأكد على الإمام عدم المبالغة في رفع صوته في الدعاء، حتى يصل –أحياناً- إلى حد الصياح والصراخ المذهب للخشوع والمجلب للرياء، وربما رافقه بكاء ونحيب لتهيج مشاعر الناس. قال تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55]، فسمَّى الله سبحانه وتعالى رفع الصوت في الدعاء إعتداء، وفي الحديث: «اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمّاً ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً بصيراً» [رواه البخاري ومسلم]
    وقد كان -صلى الله عليه وسلم - يكتم بكاءه في صدره حتى يصبح له أزيز كأزيز المرجل [أي كغلي القدر]، قال ابن القيم: "وأما بكاؤه -صلى الله عليه وسلم- فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت"، ولم يشعر ابن مسعود -رضي الله عنه- ببكائه -صلى الله عليه وسلم- لما قرأ عليه بعضا من سورة النساء، إلا بعد أن نظر إليه فوجد عينيه تذرفان، والقصة في صحيح البخاري، فمدافعة البكاء إتباعٌ للسنة ومدعاة للإخلاص.

    - من التكلف في الدعاء: الإطالة المفرطة والمبالغة في السجع، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: "فانظر السجع من الدعاء، فاجتنبه فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب".
    أيضا ورد النهي عن التفصيل المخل، روى أبو داود من حديث أبي نعامة عن ابن لسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: (سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا. فقال: يا بني، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء» فإياك أن تكون منهم، إنك إن اعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر) [حسنه الحافظ ابن حجر]
    وعن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: "اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها. فقال: يا بني، سل الله الجنة وعذ به من النار، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يكون قوم يعتدون في الدعاء», فسمى التفصيل في الدعاء اعتداءً.
    وبالجملة فقد قال التوربشتي: الاعتداء في الدعاء يكون في وجوه كثيرة، والأصل فيه أن يتجاوز عن مواقف الافتقار إلى بساط الانبساط أو يميل إلى حد شقي الإفراط والتفريط في خاصة نفسه وفي غيره إذا دعا له وعليه.
    اسلام ويب ( د / خالد سعد النجار )
                  

06-13-2016, 07:04 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    المسلم الرمضاني
    المسلم الرمضاني له شأن في هذا الشهر الفضيل يختلف اختلافا تاما عن عموم الناس .. إنه يدرك أن رمضان محطة غنية بالمعاني والدروس والتوجيهات غنى ربما لا يتأتى لشهر آخر، لذلك فهو يستشعر نوعا من المسئولية الذاتية والمجتمعية تحمله على محمل الجد والتميز رغبة منه في الفوز بأكبر قدر من منح وعطايا هذا الموسم الإيماني السنوي، خاصة والأجواء مهيئة والهمم متطلعة والمساجد عامرة والشياطين مصفدة ورحمات الله لا تحصى ولا تعد ..
    من هنا كان للمسلم الرمضاني سمت فريد وبصمة متميزة، فهو يعيش أجواء هذا الشهر برؤية خاصة وهمة عجيبة ورغبة ملحة في أن يدرك ركب الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

    • المسلم الرمضاني: يتفاعل بشوق مع التغيرات الكونية التي تحدث في شهر الرحمات .. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ» .. وهذا الشوق ينبثق في دواخله حتى قبل أن يبدأ رمضان، فتجده كثيرا ما يدعو: (اللهم بلغنا رمضان) حتى إذا أهل الشهر الفضيل استقبله بهمة جديدة وعزيمة فريدة، فالصلوات تستغرق الأوقات، وختمات القرآن تتوالى، والأذكار تلهج بها الألسنة، والصدقات تُغدق على ذوي الحاجات .. فأوقاته من طاعة إلى طاعة، ومن قربة إلى قربة. لوم نفسه على التقصير أشد من لومها على جمع الجليل والحقير، ورحم الله الحسن البصري حيث يقول: "إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته".
    وهذا بعكس من يستثقل قدوم رمضان لأنه سيحرمه من السيجارة أو كوب الشاي أو فنجان القهوة الذي لا يغادر مكتبه ، أو يحرمه من وجبات اعتاد عليها ومشروبات يرتوي بها .. فمن أخلد إلى الأرض لا يرى في رمضان سوى صداع الرأس من شدة الجوع والعطش، وحرمان النفس مما لذ وطاب، وتعكير المزاج بتلجيم الملذات. فهو يسير في أيامه بملل يحاول أن يقتله بالنوم تارة وبالمسلسلات تارة وباللعب تارة أخرى!!
    قال الحسن البصري: "إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون".

    • المسلم الرمضاني: خلوق أكثر من أي وقت مضى، وأكثر من أي شهر انقضى، شعاره «إني صائم، إني صائم» يتجلى في معاملاته ومناقشاته وحتى مجادلاته وخصوماته .. إنه يتصالح مع نفسه عندما يتمثل الصيام واقعا سلوكيا لا شكليا فقط .. فهو صاحب «الصوم النظيف» .. الصائم الكاظم لغيظه والعافي عن الناس والمنضوي في قائمة المحسنين، رغبة في رضا رب العالمين .. يمر باللغو مرور الكرام، ويدع قول الزور والعمل به، ويبذل النصح لكل مسلم، صومه عن المحرمات قرين صومه عن المطعومات، يحدوه الأمل في قبول الغفار والعتق من النيران.

    • المسلم الرمضاني: يدرك جيدا أن رمضان شهر النصر، ويستشعر عبق بدر وفتح مكة وعين جالوت وغيرها من الأمجاد ، وإنما كان النصر الرمضاني فريدا لأن مدد الله في هذا الشهر فريدا أيضا، مع ما في رمضان من الصبر الذي هو قرين النصر، قال تعالى: {بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران:125] ورمضان شهر الإرادة التي هي عامل قوي في حسم الحروب والمواقف، والصوم سبيل التقوى التي هي مفتاح محبة الله ومعيته وولايته ونصره وتأييده، قال تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران:126] ولذلك تجد المسلم الرمضاني في هذا الشهر يسعى للنصر سعيا حثيثا، نصرا على النفس والهوى والملذات والشهوات، ونصرا على الكسل والفتور والسلبية، ونصرا على رتابة الأحداث وملل الروتين اليومي، ونصرا يجعله -إن شاء الله - في مصاف عتقاء الله من النار في هذا الشهر الكريم.

    • المسلم الرمضاني: إيجابي يحمل هم أمته، ويعايش بواقعية وحركية قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكــــــم تتقــــــــون} [البقرة:183] وتحقيق التقوى بالتزام أوامر الدين وواجباته، ومنها «واجب الدعوة» الذي تزداد أهميته ووجوبه في مثل هذا العصر الذي بعدت فيه الأمة عن جادتها وكثرت جراحها وأنات ضعفائها من كثرة هزائمها وإخفاقاتها، ولعبت فيه الآلة الإعلامية الفاسدة بعقول أبنائها، فتوجب على المستشعرين لهذه المسئولية الجسيمة عدم التواني في تعبيد الخلق لرب الخلق، ولم شعث الأمة، وتوجيه طالب الحق إلى معالم الصراط المستقيم، ودحض شبهات الأفاقين وتلبيسات الأفاكين.
    والتاريخ يشهد والتجربة تحكي أنه يوم عُمرت قلوبُ السلفِ بالتقوى، جمعهم اللهُ بعد فرقة، وأعزهم بعد ذلة، وفُتحت لهم البلاد، ومُصرت لهم الأمصار .. كل ذلك تحقيقا لـموعودِ الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف:96]

    المسلم الرمضاني: يعي حجم التحدي الذي يواجه هذه الأمة من غزو فكري يعلي قيمة المادة على الروح، ويعطى فيها الأولويةُ للمحسوس على المعنوي، وللمباشر على غير المباشر، وللآني على الآجل، وللقوة على الرحمة، وللمتغير على الثابت .. إنها مفاهيم وقيم من ينظر تحت قدميه، ولا يدرك رسالة المرء الممتدة إلى حياة تكافلية وأبدية، وهو وضع خطير من شأنه أن يؤجج الغرائز ويهمش الفضائل ويحول المجتمع إلى غابة رعناء لا يرحم القوي فيها الضعيف، لذلك فرمضان للمسلم طاقة روحية تعبدية، ينعم فيه المؤمن بكل فضيلة ويحيد عن كل رذيلة، رضا الله في السر والعلن غايته، وطمأنينة نفسه أمنيته، والتراحم مع العالم رسالته.
    ففي رمضان يجد المسلم الغذاء الروحي الذي تحيى به نفسه الصافية «شهر القلوب الرقيقة»، فهو القائم والراكع والساجد والقانت والمتضرع، وهو الداعي بكل خير، المتصدق بكل ما قدرت عليه طاقته، الناصح بكل ما جادت به قريحته، رجل التراويح وليلة القدر وتلاوة القرآن والتضرع بين يدي الرحمن .. فرمضان مدرسته الإيمانية والتربوية والسلوكية، يغتنم أيامها ولياليها قبل أن تحل الزفرات، وتبدأ الآهات، وتشتد السكرات.

    المسلم الرمضاني: جواد باقتدار، فرمضان بالنسبة له موسم المتصدقين وشهر الباذلين، وقدوته في ذلك أكرم الخلق وأجودهم صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه كل ليلة فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة كما في الصحيحين.
    قال بعض السلف: الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق، والصيام يوصله إلى باب الملك، والصدقة تأخذ بيده فتدخله على الملك.

    ولذلك حرص السلف رحمهم الله على زيادة البذل والإنفاق وخصوصاً تفطير الصائمين، وكان كثير منهم يواسون بإفطارهم وربما آثروا به على أنفسهم، فكان ابن عمر يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منع أهله المساكين عنه لم يتعش تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً، وكان يتصدق بالسكر ويقول: "سمعت الله يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران:92]، والله يعلم أني أحب السكر"، وجاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع إليه الإمام رغيفين كان يعدهما لفطره، ثم طوى وأصبح صائماً.

    إن هذه الأمة فريدة في إيمانها وعقيدتها وتعاليمها، ولقد أثرت عنها مواقف باهرة في التراحم وإغاثة المحتاج ونجدة الملهوف، حتى باتت قناعة راسخة على قمة هرم «فقه الأولويات» .. خرج عبد الله بن المبارك رحمه الله مرةً إلى الحج، فاجتاز ببعض البلاد، فمات طائرٌ معهم، فأمر بإلقائه على مزبلة هناك، وسار أصحابُه أمامه، وتخلَّف هو وراءهم. فلما مرَّ بالمزبلة إذا جاريةٌ قد خَرَجَت من دار قريبة منها، فأخذت ذلك الطائر الميت، ثم لَفَّتْهُ، ثم أسرعت به إلى الدار، فَتَبِعَها، وجاء إليها فسألها عن أمرِها، وأخذِها الميتة ؟!. فقالت: أنا وأخي هنا، ليس لنا شيءٌ إلا هذا الإزار، وليس لنا قُوتٌ إلا ما يُلقى على هذه المزبلة، وقد حلَّت لنا المَيْتَةُ منذ أيام، وكان أبونا له مال، فظُلِم، وأُخِذَ مالُه وقُتِل!!.
    فأمر ابن المبارك بِرَدِّ أحمال القافلة، وقال لوكيله الذي معه المال: كم معك من النفقة؟. قال: ألف دينار. فقال ابن المبارك: عُدَّ منها عشرين ديناراً تكفينا للرجوع إلى مَرْو (بلدته)، وأعطها الباقي، فهذا أفضل من حجنا هذا العام، ثم رجع.
    اسلام ويب ( د. خالد سعد النجار )
                  

06-13-2016, 07:06 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كيف تَثْبُت على الطاعة بعد رمضان
    يلاحظ أَنَّ كثيرًا من المسلمين ممن كانوا يحافظون على أنواع كثيرة من الطاعات في رمضان كالذكر والصدقة والتبكير إلى الصلوات وغيرها، يهملون هذه الطاعات بعد انقضاء الشهر ولا يثبتون عليها ، وهذا الأمر إِنْ استمر له خطورته على إيمان العبد وخاتمته وآخرته.
    وقد أمرنا الله بالثبات على الطاعات حتى الممات في قوله تعالى: «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين»{الحجر:99}، كما أمرنا أَنْ نسأله عدة مرات في اليوم الواحد أَنْ يهدينا الصراط المستقيم . وهذا الثبات له موانع وله عوامل. إِنْ تجنب الإنسان موانعه وأخذ بعوامله ثبت على الطاعة بإذن الله.
    وفيما يلي بيان مختصر لأغلب هذه الموانع وأهم هذه العوامل، لعل الله عز وجل أَنْ ينفع بها قارئها وكاتبها.

    أولا - الموانع :
    المانع الأول- طُولُ الْأَمَلِ :
    وحقيقته: الحرص على الدنيا والانكباب عليها، والحب لها والإعراض عن الآخرة، وقد حَذَّرنَا الله مِنْ هذا المرض في قوله : « وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ » أَيِ طُولُ الْأَمَلِ ، و بَيَّنَ سبحانه أَنَّهُ سبب قسوة القلب فقال « وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ »{الحديد:16}، كما بَيَّنَ أَنَّهُ سبب الانشغال عن هدف الانسان من الحياة فقال:« ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ »{الحجر:3} ، وذَكَرَ أَنَّهُ سبب للانتكاس والسقوط فقال:«إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ»{ محمد : 25} ، أي زَيَّنَ لهم الشيطان خطاياهم، و مَدَّ لهم في الأمل ووعدهم طول العمر
    وما ذاك إِلَّا لِأَنَّهُ –كما يقول القرطبي- دَاءٌ عُضَالٌ ومرض مُزْمِنٌ ، ومتى تَمَكَّنَ من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه، ولم يفارقه داء ولا نجع فيه دواء، بل أعيا الأطباء ويئس مِنْ بُرْئِهِ الحكماء والعلماء.
    وقال الحسن البصري: ما أطال عَبْدٌ الْأَمَلَ إِلَّا أساء العمل. وصدق رضي الله عنه! فالأمل يُكْسِلُ عن العمل ويورث التراخي والتواني، وَيُعْقِبُ التشاغل والتقاعس، وَيُخْلِدُ إلى الأرض وَيُمِيلُ إلى الهوى. وهذا أمر قد شوهد بالعيان فلا يحتاج إلى بيان ولا يطلب صاحبه ببرهان، كما أَنَّ قِصَرَ الأمل يبعث على العمل، ويحث على المسابقة.انتهى كلامه رحمه الله
    المانع الثانى: التوسع في المباحات:
    لا شك أَنَّ التوسع في المباحات من الطعام والشراب واللباس ونحوها سبب في التفريط في بعض الطاعات وعدم الثبات عليها. فهذا التوسع يورث الركون والنوم والراحة والدَّعَةَ، بل قد يجر إلى الوقوع في المكروهات، لِأَنَّ المباحات باب الشهوات، و ليس للشهوات حَدٌّ ، لذا أمر سبحانه بالأكل مِنْ الطَيِّبَاتِ ونهى عن الطغيان فيها قال تعالى: «كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ»{طه:81}، ولا يعني هذا تحريم ما أحل الله، فقد كان نَبِيُّنَا-وهو أصدق الزاهدين- يحب العسل والحلواء، ويأكل اللحم ، ويقبل ما يقدم إليه إلا أن يَعَافَهُ -أي لا يرغب فيه. فاستعمال المباح لا حرج فيه، لَكِنَّ الآفة أَنْ يكون في ذاته هدفًا وغاية.

    المانع الثالث: الابتعاد عن الأجواء الإيمانية:
    مِنْ أصول عقيدتنا أَنَّ الإيمان يزيد وينقص، فيضعف ويضمحل إذا عَرَّضَ الْعَبْدُ نَفْسَهُ لأجواء الإباحية والفجور والتبرج والسفور أو انشغل قلبه على الدوام بالدنيا وأهلها، لذا بَيَّنَ النبي الكريم أَنَّ أحب البقاع إلى الله المساجد وأبغضها الأسواق ، وما ذلك إلا لِأَنَّ المساجد بيوت الطاعات، ومحل نزول الرحمات، والأسواق محل الغش والخداع والأيمان الكاذبة و خُلْف الوعد وغير ذلك مما في معناه. وقد حث الشرع على مرافقة الصالحين وملازمتهم ليعتاد المسلم فعل الطاعات، وترك السيئات.
    ومما يؤكد أَنَّ البيئة تؤثر في ايمان العبد: جواب الْعَالِمِ لقاتل المائة حينما سأله: هل له من توبة؟ قال الْعَالِمُ : « نعم ومن يحول بينك وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فَإِنَّ بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء »

    ثانيا: العوامل
    العامل الأول: الدعاء بالثبات:
    مِنْ صفات عباد الرحمن أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أَنْ يثبتهم على الطاعة و أَنْ لا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم ، فهم يوقنون أَنَّ قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن يُصَرِّفُهَاكيف يشاء ، لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «اللهم يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك، اللهم يا مُصَرِّف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك». وكان من دعائه: «اللهم اهدني ويَسِّر الهدى لي» ، كما أَمَرَ عليًا أَنْ يسأل الله عز وجل السداد والهدى، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يدعو:«اللهم يَسِّرني لليسرى وجَنِّبْنِي العسرى».

    العامل الثاني: تنويع الطاعات والمسارعة إليها:
    مِنْ رحمة الله عز وجل بنا أَنْ نَوَّعَ لنا العبادات لتأخذ النفس بما تستطيع منها، فمنها عبادات بدنية، ومالية وقولية وقلبية وقد أمر الله عز وجل بالتسابق إليها جميعا، وعدم التفريط في شيء منها. وبمثل هذا التنوع وتلك المسارعة يثبت المسلم على الطاعة، ولا يقطع الملل طريق العبادة عليه، مصداقًا لقوله تعالى:«وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا»{النساء:66}
    وقد ألمح النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك حين سأل صحابته: «مَنْ أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ اتبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ أطعم اليوم منكم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة» . ونلحظ أَنَّ الطاعات المذكورة جمعت أنواعًا من العبادات فمنها عبادات بدنية (كالصيام، واتباع الجنائز، وعيادة المريض) وعبادات مالية (كإطعام المساكين)، وعبادات ذات نفع متعد مثل (عيادة المريض اتباع الجنائز إطعام المساكين). وعبادات ذات نفع قاصر (مثل الصيام).

    العامل الثالث: التعلق بالمسجد وأهله:
    ففي التعلق بالمسجد وأهله ما يعين على الثبات على الطاعات، حيث المحافظة على صلاة الجماعة والصحبة الصالحة ودعاء الملائكة، وحلق العلم، وتوفيق الله وحفظه ورعايته. ونصوص الوحيين في ذلك كثيرة مشهورة،

    العامل الرابع: مطالعة قصص الصالحين:
    لقد قص الله علينا في كتابه قصصًا طيبة مِنْ أخبار الأنبياء والسابقين، ولم تذكر للتسلية والسمر ولكن لننتفع ونتعظ بها. ومن منافعها تثبيت قلوب المؤمنين والمؤمنات والطائعين والطائعات، قال تعالى: «وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ » {هود:120}.
    وكثير من الناس تتغير أحوالهم إِلى الأصلح والأحسن بالاطلاع على سير العظماء والأكابر، خاصة سير السلف الصالح الأوائل الذين ضربوا أعظم الأمثلة في التضحية والعبادة، والزهد والجهاد والإنفاق وغيرها. وكانوا بحق شامة الناس ومقدمي الأمم. فالاطلاع على هاته السير يورث المرء حماسًا عظيمًا
    فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إِنَّ التشبه بالكرام فلاح

    العامل الخامس: التطلع إلى ما عند الله من النعيم المقيم:
    إِنَّ اليقين بالمعاد والجزاء يُسَهِّلُ على الانسان فعل الطاعات وترك المنكرات،مصداقا لقوله تعالى :«واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون»{البقرة:45-46}،
    وفي حديث يُعلي الهمة ويحث على صالح العمل والثبات عليه يذكر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أدنى أهل الجنة منزلة ،فيقول: « سأل موسى ربه ما أَدْنَى أهل الجنة منزلة؟ قال : هو رجل يجيء بعدما أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فيقال له: ادْخُلِ الْجَنَّةَ . فيقول: أي رب: كيف وقد نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ ؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت ربي. فيقول: لك ذلك ومثله ومثله، فقال في الخامسة رضيت ربي. قال: رَبِّ، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أرَدتُ، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وخَتَمْتُ عليها فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، ولَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ“، قال صلى الله عليه وسلم : وَمِصْدَاقُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} {السجدة:17}»نسأله سبحانه أَنْ يستعملنا في طاعته وأَنْ يثبتنا عليها. آمين

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أحمد عبدالمجيد مكي - باحث في الشريعة الإسلامية
                  

06-13-2016, 07:07 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    نفحات الله في أيام دهره
    " من الصفوة أقوام مذ تيقظوا ما ناموا، ومذ سلكوا ما وقفوا فهم في صعود وترق، كلما عبروا مقاما إلى مقام رأوا نقص ما كانوا فيه فاستغفروا (ابن الجوزي) "

    خلق الله الإنسان من ضعف، تتنازعه لواعج الهوى وبواعث الشهوات، ذلك أن الطبيعة البشرية الخطاءة تحول بينه وبين الوصول إلى المثالية والكمال المطلق، ونصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة متضافرة على استحالة تحول النموذج البشري الإنساني الظلوم الجهول إلى ملائكي معصوم من الخطإ مجبول على الطاعة دون جهد أو معاناة ؛ قال تعلى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا} [الإسراء: 67]، وروى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو عليه مقيم لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا إذا ذُكِّرَ ذكَرَ » (رواه الطبراني في المعجم الأوسط، وصححه الألباني)
    وأمام هذا الضعف البشري الذي جبل عليه الإنسان وقوة نوازع الهوى كان لا بد من كسر معادلة القصر النسبي لعمر الإنسان من جهة وعداد الحسنات التي ينبغي أن يفوق عددها السيئات - من جهة أخرى - حتى تثقل موازين صاحبها يوم القيامة فيكون من الناجين، قال تعالى: { فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ } [الأعراف: 8، 9]، لتحقيق هذا التوازن منح الله عباده مواسم وأماكن ضاعف لهم فيها العمل الصالح وفتح لهم فيها أبواب الخير مشرعة على مصاريعها، يقبل من عاصيهم ويعفو عن مسيئهم ويمنح مستجديهم؛ عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات الله عز وجل فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوه أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم » (أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان، وأبو نعيم في الحلية) .
    ونفحات الله المشار إليها هنا: منح من خزائن رحمته يصيب بها من يشاء من عباده المؤمنين، من صادف نفحة منها سعد سعادة الأبد، قال علماء السلوك والأخلاق: التعرض للنفحات الترقب لورودها بدوام اليقظة والانتباه من سِنة الغفلة حتى إذا مرت نزلت بفِناء القلوب .

    قال العلامة المناوي: ومقصود الحديث: إن لله فوائض مواهب تبدو لوامعها من فتحات أبواب خزائن الكرم والمنن في بعض الأوقات، فمن تعرض لها مع الطهارة الظاهرة والباطنة بجمع همة وحضور قلب حصل له منها دفعة واحدة ما يزيد على هذه النعم الدائرة في الأزمنة الطويلة على طول الأعمار، فإن خزائن الثواب بمقدار على طريق الجزاء، وخزائن منن النفحة لا تفرق فيما تعطي عليه، والجزاء له مقدار ووقت معلوم ووقت النفحة غير معلوم بل مبهم في الأزمنة والساعات، وإنما غُيب علمه لنداوم على الطلب بالسؤال المتداول كما في ليلة القدر وساعة الجمعة، فقصد أن نكون متعرضين له في كل وقت قياما وقعودا وعلى جنوبنا وفي وقت التصرف في أشغال الدنيا، فإن المداوم يوشك أن يوافق الوقت الذي يفتح فيه فيظفر بالعطاء الأكبر ويسعد بسعادة الأبد .

    وقد شكا بعضهم إلى أستاذه طول سهره بالليل وأن السهر قد أضر به ثم قال: أخبرني بشيء أجتلب به النوم، فقال له أستاذه: يا بني إن لله نفحات في الليل والنهار تصيب القلوب المتيقظة وتخطئ بالقلوب النائمة فتعرض لتلك النفحات ففيها الخير، فقال: يا أستاذ تركتني لا أنام بالليل ولا بالنهار
    وتذاكر قوم قصر الليل عليهم فقال بعضهم: أما أنا فإن الليل يزورني قائماً ثم ينصرف قبل أن جلس، وقال علي بن بكار منذ أربعين سنة ما أحزنني شيء إلا طلوع الفجر، وقال الفضيل بن عياض: إذا غربت الشمس فرحت بدخول الظلام لخلوتي فيه بربي، فإذا طلع الفجر حزنت لدخول الناس علي
    وقال أبو سليمان: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، وقال بعض العلماء: ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة إلا ما يجده أهل التملّق في قلوبهم بالليل من حلاوة المناجاة، وقال بعضهم: قيام الليل والتملّق للحبيب والمناجاة للقريب في الدنيا ليس من الدنيا هو من الجنة أظهر لأهل الله تعالى في الدنيا، لا يعرفه إلا هم، ولا يجده سواهم روحاً لقلوبهم.

    ذلك أن مقادير ما يظفر به المتعرض للطف الله تعالى في الأحوال والأعمال يجري مجرى الصيد وهو بحسب الرزق فقد يقل الجهد ويجل الصيد وقد يطول الجهد ويقل الحظ، والمعول وراء هذا الاجتهاد على نفحة من نفحات الرحمن فإنها توازي أعمال الثقلين، وليس فيه من اختيار العبد إلا أن يتعرض لتلك النفحة بأن يقطع عن قلبه جواذب الدنيا فإن المجذوب إلى أسفل سافلين لا ينجذب إلى أعلى عليين، وكما يقول الغزالي: كل مهموم بالدنيا فهو منجذب إليها فقطع العلائق الجاذبة هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: « إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها » وذلك لأن تلك النفحات والجذبات لها أسباب سماوية؛ إذ قال الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22]، وهذا من أعلى أنواع الرزق والأمور السماوية غائبة عنا فلا ندري متى ييسر الله تعالى أسباب الرزق فما علينا إلا تفريغ المحل والانتظار لنزول الرحمة وبلوغ الكتاب أجله كالذي يصلح الأرض وينقيها من الحشيش ويبث البذر فيها وكل ذلك لا ينفعه إلا بمطر ولا يدري متى يقدر الله أسباب المطر إلا أنه يثق بفضل الله تعالى ورحمته أنه لا يخلي سنة عن مطر فكذلك لا تخلو سنة وشهر ويوم عن نفحة من النفحات فينبغي أن يكون العبد قد طهر القلب عن حشيش الشهوات، وبذر فيه بذر الإرادة والإخلاص وعرضه لمهاب رياح الرحمة، وكما يقوى انتظار الأمطار في أوقات الربيع وعند ظهور الغيم يقوى انتظار تلك النفحات في الأوقات الشريفة وعند اجتماع الهمم كما في يوم عرفة ويوم الجمعة وأيام رمضان فإن الهمم والأنفاس أسباب - بحكم تقدير الله تعالى - لاستدرار رحمته حتى إن الأمطار تُستدر بها في أوقات الاستسقاء، وهي لاستدرار أمطار المواهب ولطائف المعارف والعطايا من خزائن ملكوت الله أشد مناسبة منها لاستدرار قطرات الماء واستجرار الغيوم من أقطار الجبال والبحار .
    والذي يسبر غور النفحات - التي قد يبشر الله بها عباده وينذر - يجدها على ضربين:
    الضرب الأول: نفحات الجنة والخير والبركة: وهي ومضات النور والاطمئنان والسكينة التي يعجلها الله في الدنيا لأهل طاعته؛ حيث إن الله تعالى يعجل لأوليائه وأهل طاعته من نفحات نعيم الجنة وروحها ما يجدونه ويشهدونه بقلوبهم مما لا يحيط به عبارة ولا تحصره إشارة، حتى قال بعضهم: إنه لتمر بي أوقات أقول إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه فإنهم في عيش طيب، قال أبو سليمان: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، وقال بعضهم: الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين، قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]؛ قال الحسن: نرزقه طاعة يجد لذتها في قلبه، أهل التقوى في نعيم حيث كانوا في الدنيا والبرزخ وفي الآخرة.
    العيش عيشهم والملك ملكهم ... ما الناس إلا همو بانوا أو اقتربوا

    والضرب الثاني: نفحات الإنذار ونواقيس الخطر التي ينذر الله بها أهل المعاصي والإعراض عن ذكره؛ فإن الله يعجل في الدنيا من أنموذج عقوبات جهنم ما يعرف أيضا بالتجربة والذوق، فالحمى التي تصيب بني آدم وتزيد من درجة الحرارة الداخلية للجسم هي نار باطنة ومنها ما يكون نفحة من نفحات سموم جهنم ومنها ما يكون نفحة من نفحات زمهريرها، ومن أعظم ما يذكر بنار جهنم النار التي في الدنيا، قال الله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة:73] يعني: أن نار الدنيا جعلها الله تذكرة تذكر بنار جهنم، ثم لا تسأل عما يجده أهل الإعراض من ضيق الصدر وحرجه ونكده، وعما يعجل من عقوبات المعاصي في الدنيا ولو بعد حين من زمن العصيان، وهذا من نفحات الجحيم المعجلة لهم، ثم ينتقلون بعد هذه الدار إلى أشد من ذلك وأضيق، ولذلك يضيق على أحدهم قبره – نسأل الله السلامة والعافية - حتى تختلف فيه أضلاعه، ويفتح له باب إلى النار فيأتيه من سمومها، قال الله تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه: 124] .
    وإحدى أعتى مشكلات الحياة المعاصرة أن المجتمعات الإنسانية اليوم أصبحت خليطاً تضيع فيه الحكمة وتحرم فيه الخصائص من تلبية مطالبها الفطرية، وتصبح الحياة معه مكفهرة كالحة، إذ تصاب النفوس من جراء ذلك بالتذمر، والسأم، والكراهية، والظمأ الروحي والنفسي إلى نفحات السعادة التي لا تمر في أجواء مشحونة بالنفور والإحساس بعدم الملاءمة

    وفي هذه الأيام المباركات أيام الخير والبركة من رمضان تهب على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب، ليسعى سمسار المواعظ للمهجورين في الصلح، وتصل البشارة للمنقطعين بالوصل وللمذنبين بالعفو والمستوجبين النار بالعتق، إذ تسلسل مردة الشياطين في هذا الشهر الكريم وتخمد نيران الشهوات بالصيام وينعزل سلطان الهوى، وتصير الدولة لحاكم العقل بالعدل فلم يبق للعاصي عذر، ويرتفع نداء الحق عاليا: يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي، يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي، يا قلوب الصائمين اخشعي .

    ونفحات الخير ودفع العطايا في هذا الشهر الكريم أكثر من أن يطالها حصر؛ فهو شهر الصيام الذي هو علة التقوى؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، ويصفد مردة الشياطين وعصاة الجن، ويكفي أن فيه ليلة القدر التي جعل الله ثواب العبادة فيها أفضل من ثواب العبادة لمدة 83 سنة وثلاثة أشهر، وهو ما يقترب من أعلى معدل لمتوسط عمر الإنسان في هذه الأمة، والعمرة في هذا الشهر تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالمحروم من يجعل جهده وسعيه في هذا الشهر معادلا لجهده في غيره، فلا يخصصه بمزيد من الاجتهاد في الخيرات التي هي ميدان التسابق والتي فيها الربح العظيم .
    جعلنا الله من عتقاء هذا الشهر المبارك الذين سبقت لهم منه الحسنى، {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53] .
    اسلام ويب ( د. محفوظ ولد خيري )
                  

06-13-2016, 07:08 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان .. ربح كبير بعمل قليل
    «رمضان» .. كم من جوائز تُذكر، ومنح ربانية لا تُنكر، ونفحات لا تُجحد .. على عملنا اليسير، وجهدنا القليل، وجسدنا النحيل .. فتبارك العلي القدير الذي وعد ووفى، وأعطى فأجزل، وغفر ورحم، ووهب في هذا الشهر الجليل رحماته للمؤمنين، وأعتقهم من مهاوي الجحيم.
    فينبغي للمسلمين لزوم حقيقة الصيام، والعكوف على تلاوة القرآن، والاجتهاد في لياليه في طاعة ربهم، والتعرض لنفحاته تعالى بالأخص في الليالي الفاضلة قياما ودعاء وتضرعا، فشهر رمضان موسم من مواسم الأعمال، ولا شك أن المواسم مظنة إجابة الدعاء، فلعل دعوةً تشقُ عنانَ السماء تُرفع عنها الحُجُبُ فيتقبلها الله تعالى فيحظى صاحبها بسعادة لا يشقى بعدها أبداً، ومن وُفِق للعمل وفق للقبول، ومن أُعين على الدعاء فحريٌ أن يُستجاب له، قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «إني لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء فإن الإجابة معه».

    ولنعلم يقينا أننا إن أكثرنا من العبادة فالله تعالى أكثر منا في الثواب، وأكرم منا في الجزاء والعطاء، قال الصحابة رضي الله عنهم: «إذن نكثر» فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الله أكثر»

    وعن طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه-: أن رجلين من بلي قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إسلامهما جميعاً، فكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فَأَذِن للذي توفي الآخِر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحدثوه الحديث فقال: «من أي ذلك تعجبون» فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «أليس قد مكث هذا بعده سنة» قالوا: بلى، قال: «وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة» قالوا: بلى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض»


    السائحون الصائمون

    قال تعالى مبشرا المؤمنين: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة:112]
    قالبن جرير: أما قوله {السائحون} فإنهم الصائمون، وهو قول أبي هريرة وابن عباس وسعيد بن جبير وعبد الرحمن ومجاهد والحسن والضحاك، وقالت عائشة: سياحة هذه الأمة الصيام.
    قال قتادة: {السائحون} قوم أخذوا من أبدانهم صوماً لله عز وجل (4)، وأخرج ابن المنذر عن سفيان بن عيينة قال: إنما سمي الصائم السائح لأنه تارك للذات الدنيا كلها من المطعم والمشرب والمنكح، فهو تارك للدنيا بمنزلة السائح. (5) وقال الزمخشري: {السائحون} الصائمون، شبهوا بذوي السياحة في الأرض في امتناعهم من شهواتهم (6)، وقال الشعراوي: إن السياحة أطلقت على الصيام؛ لأن السياحة تخرجك عما ألفْتَ من إقامة في وطن ومال وأهل، والصيام يخرجك عما ألفْتَ من طعام وشراب وشهوة. (7)
    قال بعضهم: الصوم ضربان: (حقيقي) وهو ترك المطعم والمنكح، وصوم (حكمي) وهو حفظ الجوارح عن المعاصي كالسمع والبصر واللسان، فالسائح هو الذي يصوم هذا الصوم دون الصوم الأول. (8)
    وبشرى لكنّ –أيضاً- أيتها الصائمات حيث قال تعالى: {مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً }[التحريم:5] قال ابن عباس: {سائحات} صائمات. وهو قول قتادة والضحاك.


    ورث السقيا

    الصوم يورث السقيا يوم العطش، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما-:أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث أبا موسى -رضي الله عنه- على سرية في البحر، وبينما هم كذلك قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة إذا هاتف فوقهم يهتف: يا أهل السفينة قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه. فقال أبو موسى: أخبرنا إن كنت مخبراً. قال: إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف سقاه الله يوم العطش. وفي رواية: أن من عطش نفسه لله في يوم حار، كان حقاً على الله أن يرويه يوم القيامة. (9) فكان أبو موسى يتوقى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حراً فيصوم.
    يقول ابن رجب عن بعض السلف قال: بلغنا أنه يوضع للصوام مائدة يأكلون عليها والناس في الحساب، فيقولون: يا رب نحن نحاسب وهم يأكلون. فيقال: إنهم طالما صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم.


    الصوم سبيل الجنة


    قال الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: «من ختم له بصيام يوم دخل الجنة». قال المناوي: من ختم عمره بصيام يوم بأن مات وهو صائم أو بعد فطره من صومه دخل الجنة مع السابقين الأولين أو من غير سبق عذاب. ورواه أحمد بإسناد لا بأس به، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «يا حذيفة من ختم له بصيام يوم يريد به وجه الله عز وجل أدخله الله الجنة»

    وعن أبي مالك الأشعري قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن في الجنة لغرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام»
    قال يعقوب بن يوسف الحنفي: بلغنا أن الله تعالى يقول لأوليائه يوم القيامة: (يا أوليائي طالما نظرت إليكم في الدنيا، وقد قصلت شفاهكم عن الأشربة، وغارت أعينكم، وجفت بطونكم، كونوا اليوم في نعيمكم وتعاطوا الكأس فيما بينكم).
    وقال الحسن البصري: تقول الحوراء لولي الله وهو متكئ معها على نهر العسل تعاطيه الكأس: إن الله نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين وأنت في ظمأ هاجره من جهد العطش فباهى بك الملائكة وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي رغبة فيما عندي اشهدوا أني قد غفرت له فغفر لك يومئذ وزوجنيك.
    كان بعض الصالحين كثير التهجد والصيام، فصلى ليلة في المسجد ودعا، فغلبته عيناه، فرأى في منامه جماعة علم أنهم ليسوا من الآدميين، بأيديهم أطباق عليها أرغفة بياض الثلج، فوق كل رغيف درر كأمثال الرمان، فقالوا: كل. فقال: إني أريد الصوم، قالوا له: يأمرك صاحب هذا البيت أن تأكل. قال: فأكلت، وجعلت آخذ ذلك الدر لأحتمله. فقالوا له: دعه نغرسه لك شجراً ينبت لك خيراً من هذا. قال: أين؟ قالوا: في دار لا تخرب، وثمر لا يتغير، وملك لا ينقطع، وثياب لا تبلى، منها قرة أعين أزواج رضيات مرضيات راضيات لا يغرن، فعليك بالانكماش فيما أنت، فإنما هي غفوة حتى ترتحل فتنزل الدار. فما مكث بعد هذه الرؤيا إلا جمعتين حتى توفى، فرآه ليلة وفاته في المنام بعض أصحابه الذين حدثهم برؤياه، وهو يقول: لا تعجب من شجر غرس لي في يوم حدثتك، وقد حمل. فقال له: ما حمل؟ قال: لا تسأل، لا يقدر أحد على صفته، لم ير مثل الكريم إذا حل به مطيع.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    د. خالد سعد النجار
                  

06-13-2016, 07:23 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    طفولة رمضان!
    تتشابه الأيام كأنها التوائم، وتمر أمام ناظريه كطابور يحمل ذات الملامح والشيات واللباس!
    كما تتشابه مواسم القرية البسيطة دون تغيير يذكر؛ ما دامت تعيش عزلة عن العالم، ولم تتعرّف بعدْ على منجزاته الجديدة.
    رمضان وحده يختلف!
    قبل حضوره تسبق الهيبة والجلال والوجل، فإذا أقبل تراءاه الناس بحرص واهتمام.. الكبار يصعدون إلى (النفود) الغربي بعد صلاة العصر، ويتحدّثون باهتمام، ويختلفون، ثم يُنصتون لحديث الإمام؛ الذي يؤكد لهم مكان بزوغه.. ويُلقّنهم ماذا يقولون:
    اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، هِلاَلُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، رَبِّى وَرَبُّكَ اللَّهُ.
    لا مذياع لمعرفة الخبر.. المذياع نفسه غير مقبول الرواية، ولا يوجد إلا خفية، وعند الفسَّاق وحدهم!
    الصغار يفرحون بطريقتهم الخاصة، ولأسبابهم الخاصة أيضاً!

    صامه طفلاً، وأقنعته أمه منذ اليوم الأول أن صياماً (كصيام الدجاجة والديك!) يكفيه.. فليُمسك إذاً إلى نصف النهار، ثم يُفطر على وجبة الغداء المبارك!
    يتسلل وقت السَّحُور وقد أيقظته الحركة غير المعتادة في المنزل، وينضم إلى ركب المُتَسَحِّرِين.. أما القهوة فلا تصلح له؛ لأنه لا يشربها إلا البالغون.. وبهذا تصبح أُمنية عزيزة ينتظر متى يتأهّل لها ويُصنَّف ضمن قائمة الكبار!
    يود أنه كان أكبر من عمره، ويتساءل في سرِّه: متى يأتي اليوم الذي يصبح فيه كهؤلاء؟
    لعل عالم الطفولة لا يحظى آنذاك بكثير من الخصوصية والاهتمام، ولا يجد ما يلائمه من المتعة واللهو واللعب، فليس أمامه إلا أن يحلم بالرجولة!
    حتى الصوم نفسه أصبح محاطاً بشروط إضافية، فحين يغلبك النوم عن السَّحُور فلن يُسمح لك بالصيام.
    لا فوانيس رمضانية.. فالفوانيس هي هي مصدر النور الوحيد في القرية، وخاصة الصغير الذي يسمونه بـ(الفنر).
    لا حلويات ولا أطعمة خاصة لرمضان.

    التوت وحده كان مشروباً رمضانياً يسهل عليهم تحصيله، فهو في دكانهم، وهم يشربونه بكثير من الماء وبعض السكر.
    التمر في القرية متوفر في الحقل وفي المنزل؛ الذي تتوسط فنائه نخلة سامقة، بدت وكأنها أحد أفراد الأسرة.
    اللبن مشروب شعبي يتهاداه الجيران كتحفة ثمينة، ويتصرَّفون في صياغاته؛ ما بين مخيض، وزبد، وحليب، وبقل (أقط)..
    وربما طبخوا التمر بالزُّبد، وحصلوا على طعم لذيذ يسمى (القشدة).
    حين نستذكر الأشياء القديمة تبدو وكأنها كانت أكبر وأضخم وأجمل مما هي عليه في الواقع.. هل لأننا صغار كنا نراها كبيرة؟ أم لأننا لم نر غيرها؟
    الغرفة الضيقة كانت كمجلس فسيح، والفناء كان كملعب كرة، والجدار القصير كان كَسَدٍّ شاهق.
    وحتى البشر.. لا يتخيل أباه رجلاً في الخامسة والثلاثين، ولا أمه فتاة في الثامنة والعشرين.. رمضان كان يزيدهم قرباً والتصاقاً، ويمنح حركة متجددة لا تتوفر دائماً.

    لم يعرف الأب (المرمضن)؛ الذي يغضب ويزمجر ويصرخ بحجة الصوم، لا يذكر إلا ذاك السمح السَّهل الطيب؛ الذي يتكلَّف الحزم ليُربِّي صغاره على الصدق، والمحافظة على الصلاة، ومكارم الأخلاق.
    صلاة التراويح في المسجد الجامع يحضرونها في اليوم الأول، ثم يكتفون ببعضها، إذ لا طاقة لهم بمتابعة الإمام في تسليماته العشر التي يقرأ فيها جزءاً من القرآن.
    التنافس في ختم المصحف على أشُدِّه.. والرغبة في السَّبق تحمل بعضهم على اللجوء لطرق ملتوية مثل (النط)، وتعني قفز بعض السّور أو بعض الصفحات أو الآيات؛ وهي تُهمٌ تشبه تُهم تزوير الانتخابات.. إذ كيف يمكن لفلان أن يصل إلى سورة يونس في وقت وجيز؟!
    ويلجا آخر إلى الهَذِّ؛ وهو الإسراع في القراءة حتى لا يكاد يُبِين؛ ليتفاخر أمام نظرائه بأنه سبقهم.
    وبعد أيام تبدأ أخبار الختمات تتوالى، ومعها الاتهامات والتشكيك والسخرية.. ودفاع الأب منقطع النظير عن ولده؛ الذي قرأ القرآن حرفاً حرفاً.
    فضائح الإفطار السِّري همسٌ يتعالى ويطال بعض المتجرئين؛ ممن هم في بداية المراهقة، ليصبح مادة للحديث والاستنكار ثم العقوبة؛ التي تتراوح بين الضرب، والهجر، والتوبيخ والتحذير من كلام الناس؛ الذي يؤذي الأسرة جميعاً، وعادة ما يتحول إلى عَرْضٍ لتاريخها وسوابقها، وغمز لرقة دينها، وضعف أخلاقها.. ولا غرابة أن يربط بأصلها ثم يعمم الحكم على نظرائها.

    أما حين يقع اللوم على ذاك المراهق المتمرِّد من تلك الأسرة العريقة، وذلك الأب الصالح الذي يوصف بهذه المناسبة بأنه (يطهر الأرض التي يطأ عليها)؛ فهنا يسكت الجميع عن التعليق مكتفين بترديد: الهداية بيد الله!
    أهل القرية صادقون، ولا يشكّون في نزاهة أحكامهم، ولا في ازدواجية معاييرهم!
    من ينسى فيأكل أو يشرب فإنما أطعمه الله وسقاه، ولذا يرون أن عليك ألا تنبهه إلى أنه صائم، فأنت بذلك تقطع رزق الله عنه.
    الصغير ينسى، وإذا لم ينس فهو يتناسى؛ ليُقدِّم عذراً جاهزاً حينما يتم الظَّفر به مُتلبِّساً بما يقطع صومه!
    روح البساطة والتواضع والعفوية كانت تطبع الحياة بميسمها الجميل.. وكثير من الجمال لا نراه إلا حين يدركه المغيب ويصبح شيئاً من الذكرى.
    رحمة الله على تلك الأيام.. وسقى عظام أناسها صوب الغمام!
    د.سلمان بن فهد العودة
                  

06-13-2016, 07:33 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    البرنامج الخاص بشهر رمضان عند السلف
    من نعم الله على عباده أن جعل لهم مواسم يفتح لهم فيها خزائن رحمته وبحار جوده التي لا تغيض، ينثر عليهم فيها من الفضل العميم والخير الجزيل ما لا يطاله حصر، ولا ريب أن سلف هذه الأمة الصالح كانوا أحظى الناس باستغلال هذه الأوقات الفضلى ذلكم الاستغلال الأمثل الذي يبلغ مداه مع مراعاته لجوانب الشرعية واتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وبعده عن المغالات والتنطع والابتداع، وسنحاول من خلال سطور هذا المقال تتبع الخطوط والملامح العامة لفصول ذلكم النهج السديد الذي سار عليه سلفنا الصالح في استغلال لحظات وأوقات هذا الشهر الفضيل وأولهم في ذلك مثلنا الأعلى إمامهم وإمامنا وإمام الأمة جمعاء رسول الرحمة المسداة صلوات ربي وسلامه عليه، على أنه لا بد من التنبيه إلى أن تتبع التفاصيل الدقيقة لملامح هذا النهج السديد متعذر وذلك لأمرين اثنين:

    الأول: أن معظم أعيان السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين كانوا يعتبرون هذا البرنامج عملا خاصا بينهم وبين ربهم وبالتالي فقد كانوا يجهدون لإخفائه عن أعين الخلق طلبا للإخلاص؛ حتى كان محمد بن أسلم يقول: " لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت خوفاً من الرياء "، ويقول الحسن البصري واصفا حال السلف: " إن كان الرجل جمع القرآن وما يشعر به الناس .. وإن كان الرجل قد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس .. وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار وما يشعرون به .. ولقد أدركت أقواماً ما كانوا على عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبداً " .

    الثاني: أن هذا البرنامج متفاوت فأبواب الخير لا حصر لها وقد كان السلف رحمهم الله ذووا همم عالية يضربون في كل غنيمة بسهم ولا يفوتهم باب من أبواب الخير ولا مسلك من مسالك البر إلا وحازوا منه النصيب الأوفر .
    وعموما فقد حفظ لنا التاريخ بعض النماذج البارزة التي تمثل الملامح العامة لمنهج السلف في استغلال هذه اللحظات الفاضلة؛ كما يتضح من الأمثلة التالية:

    • كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتكف في كل عام في رمضان العشر الأخيرة منه ويعرض القرآن على جبريل مرة واعتكف في عام الوداع الذي انتقل فيه للرفيق الأعلى عشرين يوما وعرض القرآن على جبريل مرتين.
    • روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدَارسُه القرآن فلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.

    • روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: " كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر "، وفي رواية لمسلم: " كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها ".
    • وعن تفصيل هذا القيام يروي ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ – كما في صحيح البخاري - أنه صلى مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في ليلة من ليالي العشر، فافتتح بسورة البقرة واستمر فيها حتى هم ابن مسعود أن يجلس ويدعه لإطالته فيها، وصلى ليلة أيضًا ومعه حذيفة، فقرأ سورة البقرة كلها، ثم سورة النساء، ثم سورة آل عمران، يقرأ مترسلاً .

    • عن زر بن حبيش قال: سألت أبي بن كعب رضي الله عنه، فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر، فقال: رحمه الله! أراد أن لا يتكل الناس، أما إنه قد علم أنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر.
    • وقد سار سلف الأمة الصالح على هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا أقبل رمضان تركوا سائر الأعمال واعتكفوا على قراءة القرآن وتدبره:
     فقد كان الإمام مالك إذا أقبل عليه رمضان هجر جميع المجالس حتى مجالس الحديث؛ ليعكف على كتاب الله.
     وكان الإمام الشافعي عليه رحمة الله يختم القرآن في رمضان ستين ختمة لا يحسب منها ما يقرأ في الصلاة.
     وكان الإمام أحمد إذا أقبل رمضان جلس في بيت الله واعتكف على قراءة القرآن وترك فتاواه ومسائله ومجالس العلم ليعكف على كتاب الله.

    • يقول الإمام الزهري: شهر رمضان شهر قرآن وإطعام طعام لا ثالث.
    • وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث.
    • وعن إبراهيم قال كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين وكان ينام بين المغرب والعشاء وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليال .
    • كان رجل ضرير يجالس سفيان الثوري فإذا كان شهر رمضان خرج إلى السواد فيصلي بالناس فيكسى ويعطى، فقال سفيان: إذا كان يوم القيامة أُثيب أهل القرآن من قراءتهم ويقال لمثل هذا: قد تعجلت ثوابك في الدنيا، فقال: يا أبا عبد الله تقول لي هذا وأنا جليسك، قال: أخاف أن يقال لي يوم القيامة كان هذا جليسك أفلا نصحته.

    • وقد كان الصحابة رضوان الله عنهم أجمعين يطيلون قيام الليل في رمضان حتى يقترب الفجر، وما يكاد أحدهم ينتهي من السحور حتى يؤذَّن للفجر، فعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما قال: سمعت أبي يقول: " كنا ننصرف في رمضان من القيام، فيستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر ".
    ورغم هذا الاهتمام الزائد بالعبادة في هذا الشهر الفضيل فإن السلف لم يكونوا فيه سلبيين أو منكفئين على ذواتهم ولا كانوا يقصرون في أداء واجباتهم الأخرى بل ربما كانوا أنشط فيه وأقوى على العمل منهم في غيره ولا أدل على ذلك من أن معظم المعارك والملاحم الفاصلة في التاريخ الإسلامي إنما كانت في شهر رمضان؛ فغزوة بدر الكبرى التي نصر الله فيها الإيمان وجنده وخذل الشرك وأهله وكانت يوما فاصلا من أيام التاريخ لم تكن إلا في رمضان، وفتح مكة الذي سمي الفتح الأكبر لم يحدث إلا في رمضان، ومعركة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص واقتحم بجيشه لجة نهر الفرات وقد علا فيضانها وتلاطم موجها وهي ترمي بالزبد فهربت من أمامهم جيوش كسرى التي كانت تفوقهم عددا وعدة بأضعاف هذه المعركة إنما كانت في رمضان سنة خمسة عشر للهجرة ... إلى غير ذلك من المعارك.

    والخلاصة أن شهر رمضان لم يكن شهرا عاديا مثل بقية الشهور في اعتبارات السلف بل هو عندهم سياحة ربانية في محاريب العبادة وخصال البر يضعون لها برنامجا خاصا يتميز بالإكثار من أنواع العبادة بشكل عام؛ ويختص بميزات أربع:
    الأولى: أنه كان شهرا قرآنيا بامتياز يخصصون جل أوقاته للسياحة في بحور القرآن فهما وتدبرا وقراءة وتعلما.
    الثانية: أنهم كانوا يكثرون فيه من نوافل الصلاة وقيام الليل والاعتكاف ويتضاعف العمل والجهد مع تقدم أيام الشهر حيث يبلغ ذروته في العشر الأواخر وفي السبع الأواخر وفي الأيام الفردية من العشر الأواخر تحسبا لليلة القدر التي جعل الله ثواب العبادة فيها أفضل من ثواب العبادة لمدة 83 سنة وثلاثة أشهر.
    الثالثة: الإنفاق والتصدق على المحتاجين وهو باب عظيم من الأبواب التي حرص السلف على الإكثار منها خصوصا في هذا الشهر المعظم .

    الرابعة: باب الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، ورغم ما تحتاجه هذه الفريضة من مجهود بدني وعضلي شاق فقد بورك للأمة جهادها في أيام هذا الشهر وحققت فيه من النتائج والإنجازات ما لم تحققه في أي شهر آخر، والحق أن شعائر هذا الشهر كلها ترجع إلى مفهوم الجهاد ومغالبة شهوات النفس وكسر سلطان الهوى والانقياد والإذعان لمنهج الحق سبحانه وتعالى وتغليبه على كل الدوافع والدواعي والحظوظ الأخرى، نسأل الله بمنه وكرمه أن يعيننا على صيامه وقيامه وأداء حقه على الوجه الأتم والحال الأكمل وأن يتقبله منا إنه سميع مجيب.
    اسلام ويب ( د. محفوظ ولد خيري )
                  

06-13-2016, 07:35 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أنتركهم يسرقون شهر رمضان؟
    من المُجْمَع عليه بين أهل العلم سلفاً وخلفاً، أن من الثمار اليانعة لصيام شهر رمضان أن يزداد الحس الإيماني عند الصائم عمقاً ورهافةً، وأن تصفو نفسه عن ذي قبل وتغدو أسرع استجابةً لأحكام دينه، وأشد نفوراً من دواعي الخلل والانحراف.
    وكل هذه العناوين قد جاءت موجزة بليغة معبرة بلغة لا ترقى إلى بلاغتها لغة، لأنها كلام العلي القدير عز وجل.
    قال سبحانه: {يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} [سورة البقرة:الآية 183].
    وما من مسلم يصوم رمضان إيماناً واحتساباً إلا ذاق حلاوة التقوى تلك، فالشهر الكريم مدرسة للصبر والتزود من خشية الله والمنافسة في الخيرات. وهو فرصة لمراجعة النفس وتصويب السلوك وترويح القلوب وتقويم العوج.

    أما على مستوى الأمة، فقد كان شهر الصوم شهراً متميزاً في قرون تميزها، أنجزت فيه الفتوحات الرائعة، وكتب الله لها النصر في محطات فاصلة وحاسمة، بدءاً بغزوة بدر الكبرى ثم فتح مكة، ومروراً بموقعة حطين البهية. بل إن النصر اليتيم الذي حققه العرب على الصهاينة في حرب نظامية تم في شهر رمضان 1373للهجرة (1973م).


    غير أن أعداء الأمة وأدواتهم التغريبية ممن يتسمون بأسمائنا ويتكلمون بلساننا، يسعون دائماً إلى مسخ الإسلام وتشويهه، بعد أن يئسوا من استئصاله. فهم لم يتوقفوا عند دعوتهم الهدامة إلى حصر الإسلام في نطاق التعبد المحض (من صلاة وصيام)، بل تراهم يبذلون أقصى طاقاتهم لمسخ العبادات نفسها، التي يتظاهرون بأنهم يقبلون بها!!
    فالحقيقة هي أنهم يبغضون حتى العبادات بمعناها الضيق، لأنهم لمسوا بقاء تأثيرها في أجيال سابقة تم تزييف وعيها في فترات التسلط التغريبي المعزز بمحاصرة الدين ودعاته وتجهيل العامة بأسسه ومبادئه؟

    إنها ليست نظرية تآمرية كما يحلو للقوم نعت كل من يميط اللثام عن مكرهم ويعرّي خبثهم ويهتك ستر مخططاتهم، بل هي واقع لم يعد خافياً على ذي عينين.
    فلقد كان علمانيو الأمس أقل دهاء من حفدتهم في الوقت الحاضر.

    كان الأولون منذ نصف قرن ينشرون الفساد على مدى السنة كلها، لكنهم يمنحونها إجازة في شهر رمضان، أما شر خَلَف لشر سَلَف تجاوزا مرحلة تعميم الفساد ونشر المجون على مدار العام من دون استثناء رمضان، فقد بلغوا ما هو أشد سوءاً إذ راحوا يخصون شهر الصيام بأسوأ ما في جعبتهم من أذى وتهتك.

    لقد صار رمضان في وسائل إعلام هؤلاء موسماً لموبقاتهم من مسلسلات هابطة وبرامج تقوم على بث الشبهات والتشكيك في قطعيات الدين من طرف، وعلى الهزء بالخير والافتراء على العلماء والدعاة بذريعة النقد، وهي ذريعة كاذبة خاطئة.
    أفليس مما يؤكد دعوانا أن منابر الشر والأذى تلك، حشدت لشهر رمضان الحالي زهاء 125 مسلسلاً رديئاً بكل المعايير الشرعية، تعادل 70% من المسلسلات التي يتم إنتاجها في السنة. وبعبارة أخرى: فإن نصيب الشهر كل شهر –غير رمضان- 4 مسلسلات في حين تقفز حصة شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار 125 !!!!

    فإذا تبين للجميع حجم المؤامرة ومداها وعمقها وخطرها، فإنه قد آن الأوان لكي ننهض أفرادأً وجماعاتٍ، بواجب التصدي للمنكر العظيم بالوسائل المشروعة، فبقاؤنا في مقاعد القاعدين مشاركة ضمنية في كيد الأعداء.
    ولا يكفي أن نتذمر وننكر بقلوبنا ونترك للمجرمين ذوي القلوب العليلة تمرير ما يحيكون منكراتهم ويروجونها أمام ناظرينا.
    ف
    بالإضافة إلى تكوين رأي عام متماسك يضع لهؤلاء حداً رغم أنوفهم، عن طريق الضغط الأدبي على الجهات الرسمية التي تغض بصرها، وعلى التجار الذين يدعمون الشر بأموالهم. وأضعف الإيمان هنا هو عدم استسهال انجرار بعض السذج إلى دائرة الخطر من حيث لا يشعرون، سواء من خلال التصويت الأبله، أم البحث العبثي عن أموال السحت التي يُستدرجون إليها تحت اسم المسابقات.
    ألا هل بلَغنا. اللهم فاشهد.
    موقع براعم الإسلام
                  

06-13-2016, 07:38 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ذات رمضان
    تتشابه الأيام كأنها التوائم، وتمر أمام ناظريه كطابور يحمل ذات الملامح والشيات واللباس!
    كما تتشابه مواسم القرية البسيطة دون تغيير يذكر؛ ما دامت تعيش عزلة عن العالم، ولم تتعرّف بعدْ على منجزاته الجديدة.

    رمضان وحده يختلف!
    قبل حضوره تسبق الهيبة والجلال والوجل، فإذا أقبل تراءاه الناس بحرص واهتمام.. الكبار يصعدون إلى (النفود) الغربي بعد صلاة العصر، ويتحدّثون باهتمام، ويختلفون، ثم يُنصتون لحديث الإمام؛ الذي يؤكد لهم مكان بزوغه.. ويُلقّنهم ماذا يقولون:
    اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، هِلاَلُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، رَبِّى وَرَبُّكَ اللَّهُ.
    لا مذياع لمعرفة الخبر.. المذياع نفسه غير مقبول الرواية، ولا يوجد إلا خفية، وعند الفسَّاق وحدهم!
    الصغار يفرحون بطريقتهم الخاصة، ولأسبابهم الخاصة أيضاً!

    صامه طفلاً، وأقنعته أمه منذ اليوم الأول أن صياماً (كصيام الدجاجة والديك!) يكفيه.. فليُمسك إذاً إلى نصف النهار، ثم يُفطر على وجبة الغداء المبارك!
    يتسلل وقت السَّحُور وقد أيقظته الحركة غير المعتادة في المنزل، وينضم إلى ركب المُتَسَحِّرِين.. أما القهوة فلا تصلح له؛ لأنه لا يشربها إلا البالغون.. وبهذا تصبح أُمنية عزيزة ينتظر متى يتأهّل لها ويُصنَّف ضمن قائمة الكبار!
    يود أنه كان أكبر من عمره، ويتساءل في سرِّه: متى يأتي اليوم الذي يصبح فيه كهؤلاء؟
    لعل عالم الطفولة لا يحظى آنذاك بكثير من الخصوصية والاهتمام، ولا يجد ما يلائمه من المتعة واللهو واللعب، فليس أمامه إلا أن يحلم بالرجولة!
    حتى الصوم نفسه أصبح محاطاً بشروط إضافية، فحين يغلبك النوم عن السَّحُور فلن يُسمح لك بالصيام.
    لا فوانيس رمضانية.. فالفوانيس هي هي مصدر النور الوحيد في القرية، وخاصة الصغير الذي يسمونه بـ(الفنر).
    لا حلويات ولا أطعمة خاصة لرمضان.

    التوت وحده كان مشروباً رمضانياً يسهل عليهم تحصيله، فهو في دكانهم، وهم يشربونه بكثير من الماء وبعض السكر.
    التمر في القرية متوفر في الحقل وفي المنزل؛ الذي تتوسط فنائه نخلة سامقة، بدت وكأنها أحد أفراد الأسرة.
    اللبن مشروب شعبي يتهاداه الجيران كتحفة ثمينة، ويتصرَّفون في صياغاته؛ ما بين مخيض، وزبد، وحليب، وبقل (أقط)..
    وربما طبخوا التمر بالزُّبد، وحصلوا على طعم لذيذ يسمى (القشدة).
    حين نستذكر الأشياء القديمة تبدو وكأنها كانت أكبر وأضخم وأجمل مما هي عليه في الواقع.. هل لأننا صغار كنا نراها كبيرة؟ أم لأننا لم نر غيرها؟
    الغرفة الضيقة كانت كمجلس فسيح، والفناء كان كملعب كرة، والجدار القصير كان كَسَدٍّ شاهق.

    وحتى البشر.. لا يتخيل أباه رجلاً في الخامسة والثلاثين، ولا أمه فتاة في الثامنة والعشرين.. رمضان كان يزيدهم قرباً والتصاقاً، ويمنح حركة متجددة لا تتوفر دائماً.
    لم يعرف الأب (المرمضن)؛ الذي يغضب ويزمجر ويصرخ بحجة الصوم، لا يذكر إلا ذاك السمح السَّهل الطيب؛ الذي يتكلَّف الحزم ليُربِّي صغاره على الصدق، والمحافظة على الصلاة، ومكارم الأخلاق.
    صلاة التراويح في المسجد الجامع يحضرونها في اليوم الأول، ثم يكتفون ببعضها، إذ لا طاقة لهم بمتابعة الإمام في تسليماته العشر التي يقرأ فيها جزءاً من القرآن.

    التنافس في ختم المصحف على أشُدِّه.. والرغبة في السَّبق تحمل بعضهم على اللجوء لطرق ملتوية مثل (النط)، وتعني قفز بعض السّور أو بعض الصفحات أو الآيات؛ وهي تُهمٌ تشبه تُهم تزوير الانتخابات.. إذ كيف يمكن لفلان أن يصل إلى سورة يونس في وقت وجيز؟!
    ويلجا آخر إلى الهَذِّ؛ وهو الإسراع في القراءة حتى لا يكاد يُبِين؛ ليتفاخر أمام نظرائه بأنه سبقهم.
    وبعد أيام تبدأ أخبار الختمات تتوالى، ومعها الاتهامات والتشكيك والسخرية.. ودفاع الأب منقطع النظير عن ولده؛ الذي قرأ القرآن حرفاً حرفاً.

    فضائح الإفطار السِّري همسٌ يتعالى ويطال بعض المتجرئين؛ ممن هم في بداية المراهقة، ليصبح مادة للحديث والاستنكار ثم العقوبة؛ التي تتراوح بين الضرب، والهجر، والتوبيخ والتحذير من كلام الناس؛ الذي يؤذي الأسرة جميعاً، وعادة ما يتحول إلى عَرْضٍ لتاريخها وسوابقها، وغمز لرقة دينها، وضعف أخلاقها.. ولا غرابة أن يربط بأصلها ثم يعمم الحكم على نظرائها.
    أما حين يقع اللوم على ذاك المراهق المتمرِّد من تلك الأسرة العريقة، وذلك الأب الصالح الذي يوصف بهذه المناسبة بأنه (يطهر الأرض التي يطأ عليها)؛ فهنا يسكت الجميع عن التعليق مكتفين بترديد: الهداية بيد الله!

    أهل القرية صادقون، ولا يشكّون في نزاهة أحكامهم، ولا في ازدواجية معاييرهم!
    من ينسى فيأكل أو يشرب فإنما أطعمه الله وسقاه، ولذا يرون أن عليك ألا تنبهه إلى أنه صائم، فأنت بذلك تقطع رزق الله عنه.
    الصغير ينسى، وإذا لم ينس فهو يتناسى؛ ليُقدِّم عذراً جاهزاً حينما يتم الظَّفر به مُتلبِّساً بما يقطع صومه!
    روح البساطة والتواضع والعفوية كانت تطبع الحياة بميسمها الجميل.. وكثير من الجمال لا نراه إلا حين يدركه المغيب ويصبح شيئاً من الذكرى.
    رحمة الله على تلك الأيام.. وسقى عظام أناسها صوب الغمام!
    د.سلمان بن فهد العودة
                  

06-14-2016, 08:26 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)
                  

07-08-2016, 08:52 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الخالة بمنزلة الأم
    في شهر ذي القعدة من السنة السابعة من الهجرة النبوية، دخل النبي صلى الله عليه وسلم ومعه نحو ألفين من المسلمين مكة لأداء العمرة، التي سُميت في السيرة النبوية بعمرة القضاء، يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمراً، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل، ولا يحمل سلاحا عليهم إلا سيوفا، ولا يقيم بهم إلا ما أحبوا، فاعتمر من العام المقبل، فدخلها كما كان صالحهم، فلما أن أقام بها ثلاثا، أمروه أن يخرج فخرج) رواه البخاري.
    ويقال لهذه العمرة: عمرة القضاء وعمرة القضية، وتعتبر تصديقا إلهياً لِمَا وعد به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصحابه من دخول مكة وطوافهم بالبيت، قال الله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً} (الفتح:27). قال ابن كثير: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُري في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة، فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام، فلما وقع ما وقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل، وقع في نفوس بعض الصحابة من ذلك شيء، حتى سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك، فقال له فيما قال: أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال:بلى، أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا؟ قال: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به .. وهذا كان في عمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبع".
    أدى النبي صلى الله عليه وسلم مناسك العمرة هو ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم ثم انصرف بهم راجعاً إلى المدينة المنورة، وفي أثناء رجوعه وسيره حدث موقف ترتب عليه حكم شرعي، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الخروج من مكة بعد أدائه للعمرة، تبعته ابنة حمزة تنادي يا عم، يا عم، فتناولها علي، فأخذ بيدها وقال لفاطمة رضي الله عنها: دونك ابنة عمك، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر رضي الله عنهم، فقال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي، وقال جعفر: هي ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي .. فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها، وقال: الخالة بمنزلة الأم، وقال لعلي: أنت مني وأنا منك، وقال لجعفر: أشبهتَ خَلقي وخُلقي، وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا) رواه البخاري.
    وفي هذا الموقف أحكام وفوائد كثيرة، منها:
    ـ الخالة بمنزلة الأم، أي في استحقاق الحضانة عند فقد الأم وأمهاتها، وذلك لأنها تقرُب منها في الحُنو والشفقة والاهتداء إلى ما يصلح الولد، وهي تقدَم على العمة وسائر الأقارب في الحضانة إذا لم يوجد الأبوان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حكم إلى زوجة جعفر بالحضانة، وعمتها صفية بنت عبد المطلب حية موجودة، قال ابن القيم في كتابه زاد المعاد: "وفى هذه القصة مِن الفقه: أن الخالةَ مقدَّمة فى الحَضانة على سائر الأقارِبِ بعد الأبوين.. وفى القصة حُجَّة لمن قدَّم الخالة على العمَّة، وقرابةَ الأُم على قرابة الأب، فإنه قضى بها لخالتها، وقد كانت صفيَّةُ عمَّتها موجودةً إذ ذاك".
    فالخالة بمنزلة الأم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثم أمرنا ببرها، وبين لنا أن برها من الأسباب المكفرة للذنوب، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: (أن رجلًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني أَصَبتُ ذنباً عظيماً، فهل لي من توبة؟! قال: هل لك من أُمٍّ؟ قال: لا، قال: وهل لك من خالة؟ قال: نعم، قال: فَبِرَّها) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
    وخالة بنت حمزة التي حكم النبي صلى الله عليه وسلم بحضانتها لها في هذا الموقف هي: أسماء بنت عُميس زوجة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما، وهي امرأة قد اجتمع لها في الإسلام ما لم يجتمع لغيرها، فقد هاجرت الهجرتين، إلى الحبشة ثم إلى المدينة.
    ـ تزكية النبي صلى الله عليه وسلم لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ووصفه له بقوله: (أشبهت خَلْقي وخُلُقي) قال ابن حجر: "وهي منقبة عظيمة لجعفر".
    ـ فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: (أنت مني وأنا منك)، قال ابن حجر: "أي في النسب والصهر، والمسابقة والمحبة، وغير ذلك من المزايا، ولم يُرد محض القرابة، وإلا فجعفر شريكه فيها"، وكذلك فضلزيد بن حارثة رضي الله عنه من قوله صلى الله عليه وسلم: (أنت أخونا ومولانا)، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد آخى بينه وبين عمه حمزة رضي الله عنه.
    ـ العرب في الجاهلية كانوا لا يحبون البنات، وكان عدم حبهم لها والخوف من عارها يحمل بعضهم على كراهتها بل وعلى قتلها ووأدها، كما قال الله تعالى عن ذلك: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} (النحل 58: 59)، حتى بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، فجرَّم وحرم هذه الفِعلة الشنعاء وهي وأد البنات، وحث على إكرامها وحسن تربيتها في أحاديث كثيرة، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها ـ يعني الذكَرَ ـ أدخلَه اللهُ بها الجنة ) رواه أحمد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وحسنه الشيخ أحمد شاكر، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن كان له ثلاثُ بناتٍ أو ثلاثُ أخَوات، أو ابنتان أو أُختان، فأحسَن صُحبتَهنَّ واتَّقى اللهَ فيهنَّ َفلهُ الجنَّةَ) رواه الترمذي، وفي رواية جابر بن عبد الله: (مَن كان له ثلاثُ بناتٍ يُؤدِّبُهنَّ ويرحَمُهنَّ ويكفُلُهنَّ وجَبَت له الجنَّةُ ألبتةَ، قيل يا رسولَ اللهِ: فإن كانتا اثنتينِ؟، قال: وإن كانتا اثنتينِ، قال: فرأى بعضُ القومِ أن لو قال: واحدةً، لقال: واحدةً ) رواه أحمد وصححه الألباني..وهذه الأحاديث وما جاء في معناها تدل صراحة على أنَّ البنات كنَّ محلاً لجهالات وبُغض بعض العرب وقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تغيرت هذه النفوس والعقول بتأثير دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه وسنته تغيراً عظيماً، فأصبحت البنت ـ التي كان أشراف العرب يزهدون فيها ويتعيرون منها ـ حبيبة يتنافسون في تربيتها، كما حدث من تنافس بين علي بن أبي طالب وشقيقه جعفر وزيد بن حارثة رضي الله عنهم في حضانة وتربية ابنة حمزة رضي الله عنه.
    إسلام ويب
                  

07-09-2016, 04:33 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    فضل صيام ست من شوال
    حياة المسلم كلها طاعة لله سبحانه، من مبتداها إلى منتهاها، قال تعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وقال جلَّ علاه: { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } (الأنعام:162) فهذا هو الأصل في حياة المسلم، أن تكون حياته كلها عبادة لله، وطاعة له؛ ابتغاء مرضاته، ورغبة في رضوانه.



    وإذا كان الأمر على ما ذكرنا، فإن المسلم لا يخرج من طاعة إلا ليدخل في غيرها، كما قال تعالى: { فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب } والمعنى: إذا أتممت عملاً من مهام الأعمال، فأقبل على عمل آخر بحيث تعمر أوقاتك كلها بالأعمال الصالحة، والتي تعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة. وهذا الشأن الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم.



    بَيْدَ أن من رحمة الله بعباده، وعلمه بتفاوت هممهم، وتباين استجابتهم، جعل سبحانه من الطاعات ما هو على سبيل الفرض والإلزام، فلا فكاك للمسلم من القيام بها، وأدائها على الصفة الشرعية التي شرعت عليها؛ وجعل من الطاعات ما هو على سبيل الاختيار، فترك للمسلم الخيار في فعلها مع الأجر والثواب، أو تركها من غير حرج ولا عتاب.



    وصيام ستة أيام من شوال يدخل في هذا النوع الثاني من الطاعات، الطاعات الاختيارية، التي لا يلزم العبد بها، وإنما شرعت على سبيل الاختيار؛ تقربًا إلى الله، وطمعًا في جزيل ثوابه.



    وفضل صيام ست من شوال ورد فيه أحاديث عديدة، أصحها ما ثبت في " صحيح مسلم " من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ( من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال، كان كصيام الدهر ) والحديث أيضًا رواه أصحاب السنن.

    وفي رواية في " صحيح ابن حبان " قوله صلى الله عليه وسلم: ( من صام رمضان وستًا من شوال فقد صام السنة ).



    فقد أعلم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأحاديث أن صيام رمضان وستة أيام من شوال يكون كصيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة أيام بشهرين. وقد جاء هذا في حديث مرفوع عند النسائي ، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( جعل الله الحسنة بعشر، فشهر بعشرة أشهر، وستة أيام بعد الفطر تمام السنة ).



    قال النووي في شرحه على " صحيح مسلم ": قال أصحابنا: والأفضل أن تصام الستة متوالية عقب يوم الفطر، فإن فرَّقها، أو أخَّرها عن أوائل الشهر إلى أواخره، حصلت فضيلة المتابعة، لأنه يصدق أنه أتبعه ستًا من شوال.



    وقوله عليه الصلاة والسلام: ( كان كصوم الدهر ) قال أهل العلم: المثلية هنا لا تقتضي المساواة من كل وجه، نعم يصدق على فاعل ذلك أنه صام الدهر مجازًا، فأخرجه مخرج التشبيه؛ للمبالغة والحث على صيام هذه الأيام. ثم قالوا أيضًا: وإنما خُصَّ شوال؛ لأنه زمن يستدعي الرغبة فيه إلى الطعام؛ لوقوعه عقب الصوم، فالصوم حينئذ أشق، فثوابه أكثر.



    هذا، ومذهب جمهور أهل العلم استحباب صيام هذه الأيام مطلقًا.



    ثم إنّ لصيام ستّ من شوال فوائد مهمّة؛ لعل من أهمها تعويض النّقص الذي حصل في صيام رمضان، إذ لا يخلو العبد من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبًا في عبادته وطاعته، ويوم القيامة يُؤخذ من نوافل العبد ليجبر بها النقص الذي طرأ على أداء فرائضه؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ( إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال: يقول ربنا جل وعز لملائكته - وهو أعلم - انظروا في صلاة عبدي، أتمها أم نقصها؛ فإن كانت تامة، كتبت تامة، وإن انتقص منها شيئًا، قال: انظروا، هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع، قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم } رواه أصحاب السنن إلا الترمذي .



    وقد روي عن الحسن البصري أنه كان إذا ذكر عنده صيام ستة أيام من شوال يقول: والله لقد رضي الله بصيام هذا الشهر عن السنة كلها. يقصد صيام شهر رمضان، وما يتبعه من صيام ست من شوال.

    islamweb
                  

07-28-2016, 02:13 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مثل هوان ما عُبد من دون الله
    من بدائع الأسلوب القرآني المعجز ضرب الأمثال للناس، بقصد إيصال الأفكار المجردة بصورة حسية مرئية، يكون لها من الأثر في النفوس، والتأثير في العقول، ما لا يكون للفكرة المجردة من ذلك.
    ومن قبيل هذا الأسلوب المثل القرآني الذي ضربه سبحانه لبيان حقيقة ما يُعبد من دونه، مهما كان هذا المعبود إنساً أو جنًّا، شجراً أو حجراً، صنماً أو وثناً، قوله عز وجل: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب} (الحج:73). إنه نداء عام، ونفير بعيد الصدى، يتوجه به سبحانه إلى الناس -كل الناس- مقرراً حقيقة مهمة في هذا الوجود، لا يستقيم أمره إلا بالتسليم لها، ولا تكون سعادته إلا بالأخذ بمستلزماتها، وهي أنه لا معبود ينبغي أن يفرد بالعبادة إلا هو سبحانه، أما ما سواه من الآلهة المدعاة، فهي ليست أكثر من آلهة مزيفة، لا تملك من أمرها شيئاً، فضلاً عن أن تملك لغيرها نفعاً أو ضراً. ثم إن هذا المثل يقرر حقيقة أخرى مفادها: أن هذه الآلهة المزيفة، هي أحقر من أن تقدر على أقل ما خلقه الله وأذله وأصغره، ولو اجتمعوا لذلك وتساندوا وتعاضدوا. وليس أدل من ذلك على عجزهم وانتفاء قدرتهم: أن هذا الخلق الأقل الأذل (الذباب)، لو اختطف منهم شيئاً، فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه، لم يقدروا على شيء من ذلك، مهما توسلوا من الأسباب، ومهما ملكوا من الوسائل.
    شُبِّه عجز الآلهة المعبودة من غير الله بهيئة ناس تعذر عليهم خلق أضعف المخلوقات، وهو الذباب. وإذا عجزت هذه الآلهة المزيفة عن إيجاد أضعف الخلق، وعن دفع أضعف المخلوقات عنها، فكيف تُوسم بالإلهية؟ وكيف يُتوجه إليها بالعبودية؟ وهي -في الحقيقة- لا تملك من أمرها شيئاً، فضلاً عن أن تملك لغيرها نفعاً أو ضراً.
    وهذا المثل يعلن على الملأ ضعف الآلهة المدعاة، التي يتخذها الناس من دون الله أوثاناً مودة بينهم. ومن بينها تلك الآلهة التي يستنصر بها أولئك الظالمون، ويركن إليها أولئك الطاغون.
    ومن بلاغة هذا المثل القرآني، أنه شبه ضعف هذه الآلهة وهوان أمرها بالذباب، وهو من أضعف المخلوقات بنية، ومن أحقرها شأناً، ومع ذلك فإن خلق الذباب مستحيل، كخلق الجمل والفيل؛ لأن الذباب يحتوي على ذلك السر المعجز سر الحياة، فيستوي في استحالة خلقه مع الجمل والفيل. ولكن الأسلوب القرآني المعجز يختار الذباب الصغير الحقير؛ لأن العجز عن خلقه -كما يقول سيد قطب رحمه الله- يلقي في الحس ظل الضعف أكثر مما يلقيه العجز عن خلق الجمل والفيل! دون أن يخل هذا بالحقيقة في التعبير.
    ثم إن الآلهة المدعاة لا تملك استنقاذ شيء من الذباب حين يسلبها إياه، سواء كانت أصناماً أو أوثاناً أو أشخاصاً! وقد اختير الذباب بالذات، وهو ضعيف حقير، وهو في الوقت ذاته يحمل أخطر الأمراض، ويسلب أغلى النفائس: يسلب العيون، والجوارح، وقد يسلب الحياة والأرواح؛ لما يحمله من جراثيم قاتلة. وهذه حقيقة أخرى كذلك يستخدمها الأسلوب القرآني المعجز. ولو قال: وإن تسلبهم السباع شيئاً لا يستنقذوه منها، لأوحى ذلك بالقوة بدل الضعف، والسباع لا تسلب شيئاً أعظم مما يسلبه الذباب! ولكنه الأسلوب القرآني العجيب.
    ويختتم المثل القرآني ما قرره من حقائق بتقرير خاتمة الحقائق، وهي أن ما سوى الخالق سبحانه ضعيف حقير، لا يملك لنفسه -فضلاً عن غيره- نفعاً ولا ضراً، ولا خلقاً، ولا حياة، ولا نشوراً، {ضعف الطالب والمطلوب}.
    وقد تكلم ابن القيم حول هذا المثل بكلام من المناسب ذكره هنا، قال رحمه الله: "حقيق بكل عبد أن يستمع قلبه لهذا المثل؛ فإنه يقطع موارد الشرك من قلبه، وذلك أن المعبود أقل درجاته أن يقدر على إيجاد ما ينفع عابده، وإعدام ما يضره، والآلهة التي يعبدها المشركون من دون الله لن تقدر على خلق ذباب، ولو اجتمعوا كلهم لخلقه، فكيف ما هو أكبر منه؟ ولا يقدرون على الانتصار من الذباب، إذا سلبهم شيئاً مما عليهم من طيب ونحوه، فيستنقذونه منه، فلا هم قادرون على خلق الذباب، الذي هو من أضعف الحيوان، ولا على الانتصار منه واسترجاع ما سلبهم إياه، فلا أعجز من هذه الآلهة، ولا أضعف منها، فكيف يستحسن عاقل عبادتها من دون الله تعالى؟".
    والمقصد الرئيس الذي يريد أن يقرره هذا المثل القرآني، هو بطلان الشرك بالله، وتجهيل أهله، وتقبيح عقولهم، والشهادة على أن الأمر -بداية ونهاية- إلى الله وحده، وأن جميع المخلوقين لا يملكون لا نفسهم ضراً ولا نفعاً، وبالتالي فلا ينبغي للعاقل أن يعتمد على أحد سوى الله وحده، فهو المقدِّم والمؤخر، والمبدئ والمعيد، والمحيي والمميت، {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} (الأعراف:54).
    اسلام ويب
                  

07-28-2016, 02:15 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ولو ترى إذ...
    في القرآن الكريم سبع آيات افتتحت كل آية منها بجملة شرطية، تصور حال الظالمين والمجرمين والكافرين في صورة تبدأ بشعورهم وقد أزف رحيلهم عن هذه الدنيا، وتمر بحضور الملائكة لقبض أرواحهم، ثم صورتهم وهم يصارعون سكرات الموت، ثم صورة سوقهم للوقوف بين يدي رب الأرباب وحسابهم، ثم أخيراً لا آخراً وقوفهم على النار؛ استعداداً لزجهم بها؛ جزاء بما كسبوا.
    واحدة من تلك الآيات تصور حال الكافرين، وقد داخلهم الهلع والفزع؛ لشعورهم بقرب مغادرتهم هذه الحياة الفانية، التي كانوا يصفونها بأنها حياة لهو ولعب وعبث، ثم ها هم وقد اقترب أجلهم، وحانت ساعة الرحيل إلى دار القرار، وهي حالة أشبه ما تكون بحالة من صدر عليه حكم الإعدام، وهو ينتظر وقت التنفيذ، تصور الآية تلك الحال بالقول: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب} (سبأ:51) فالظالمون والكافرون والمجرمون في وضع الآن لا يحسدون عليه؛ إذ لا مفر لهم مما هو ينتظرهم، ولا مهرب مما هو نازل بهم، ولا حام لهم مما هو معدٌّ لهم؛ فجنود الله في الطريق لقبض أرواحهم، والزج بهم بين يدي رب العالمين.
    آية أخرى تصور المجرمين والظالمين والكافرين وقد أحاط بهم جند الله، يقبضون أرواحهم، ويسقونهم سوق المجرمين إلى العدالة؛ لينالوا جزاء ما كسبت أيديهم، تقول الآية الكريمة: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق} (الأنفال:50) فكأنك أمام صورة حية، يظهر فيها المجرمون والظالمون والكافرون، وهم يساقون بالضرب على وجههم وعلى أدبارهم؛ كحال المجرم المسوق إلى العدالة، وهو يريد أن يتهرب من سائقيه، ويتفلت من العقاب الذي ينتظره.
    آية ثالثة تتقدم خطوة إلى الإمام، فتصور لنا حال الظالمين والكافرين والمجرمين وهم يعانون سكرات الموت، والملائكة تحيط بهم، وتستهزئ بحالهم، وتتحداهم أن ينقذوا أنفسهم مما أحاط بهم، وتتوعدهم بالعذاب الذي ينتظرهم، تقول الآية: {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم} (الأنعام:93) صورة أقرب ما تكون إلى الواقع، تصور تلك الحال التي يمر بها أعداء الله، الكافرون بآيات الله، والظالمون لأنفسهم ولغيرهم، والمجرمون في حق أنفسهم وحق من حولهم.
    ثم ينتقل بنا المشهد القرآني إلى صورة أخرى تصور المجرمين والظالمين والكافرين، وقد أُحضروا أمام أحكم الحاكمين؛ ليسألهم عما اقترفته أيديهم -وهو أعلم بهم- وهي صورة أقرب ما تكون إلى صورة وقوف المجرم أمام قاضي المحكمة، يسأله عن جريمته، ليُصدر في حقه الجزاء الذي يستحقه، تقول الآية: {ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} (الأنعام:30) الكفرون الآن -وكذلك الظالمون، والمجرمون- بين يدي رب السموات والأرض، ليس ثمة من يدافع عنهم، وليس ثمة من ينصرهم، وليس ثمة من يلتفت إليهم؛ إذ أعوانهم في الدنيا تخلوا عنهم، بل الأعوان في أنفسهم أيضاً مشغولون.
    أمام هذه الحال -التي لا مفر منها- تصور لنا آية أخرى حال المجرمين والظالمين والكافرين وهم يعترفون بجريمتهم، بل بجرائمهم؛ إذ لا سبيل للإنكار، ولا سبيل للكذب، ولا سبيل لرشوة القاضي، ولا سبيل للدعم والعون الداخلي والخارجي، إنهم خافضو رؤوسهم، كالولد المذنب وقد وقف أمام أبيه، ينظر ما هو فاعل به، يعترفون بذنوبهم، ويتمنون العودة إلى الدنيا؛ لتصحيح الموقف، والعودة إلى سبل الرشاد، ولكن هيهات هيهات، أنى يكون لهم ذلك، وقد سبق في الكتاب أنهم إليها لا يرجعون، تقول الآية: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون} (السجدة:12).
    في أثناء وقوف المجرمين والظالمين والكافرين أمام رب العالمين، وتوجيهه سبحانه السؤال إليهم، يأخذ بعضهم بإلقاء اللوم على بعض، وكل منهم يسعى لتحميل ما اقترفت يداه إلى من كان عواناً له في الدنيا، تصور الآية هذه الحال على النحو التالي: {ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين} (سبأ:31) هذا دأب المجرمين والظالمين والكافرين على مر الدهور والعصور، يريدون أن يحمِّلوا غيرهم ما اقترفته أيديهم من الجرائم، وما كسبته أيديهم من المظالم.
    المشهد الختامي من مشاهد حال الكافرين والمجرمين والظالمين، هو مشهد وقوفهم أمام النار؛ استعداداً لزجهم بها، جزاء بما كسبوا، تقول الآية: {ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} (الأنعام:27) أمام هذه الموقف المهول، يعاود المجرمون والظالمون والكافرون الكَرَّة بتمني العودة إلى هذه الدنيا، للتصديق بما جاءتهم به الرسل من الإسلام والإيمان، لكن أنى يستجاب لهم، وقد سبق في الكتاب يوم خلق السموات والأرض أنهم إليها لا يرجعون.
    ثم ها هنا أمور تتعلق بهذه الآيات، لا ينبغي الغفلة عنها، وهي:
    أولاً: أن هذه الآيات الكريمات جاء الخطاب فيها للنبي صلى الله عليه وسلم، لكنه في حقيقة الأمر خطاب لأمته، قال الزجاج -كما نقل عنه القرطبي-: "والمخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم مخاطبة لأمته"، بل قال ابن عاشور: هو خطاب "لكل من تتأتى منه الرؤية، فلا يختص به مخاطب"؛ إذ ليس المقصود بهذا الخبر خصوص النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يُحْمَل الخطاب على ظاهره، بل غير النبي أولى به منه؛ لأن الله قادر أن يُطْلِع نبيه على ذلك، كما أراه الجنة في عرض الحائط.
    ثانياً: أن (الرؤية) المفروضة في الآيات {ولو ترى إذ...} يجوز أن يراد بها رؤية البصر، إذا كان الحال المحكي من أحوال يوم القيامة، وأن تكون علمية، إذا كانت الحالة المحكية من أحوال النزع، وقبض أرواح الكافرين والظالمين والمجرمين عند الموت.
    ثالثاً: أن المقصود من (الشرط) في هذه الآيات تهويل هذا الحال؛ ولذلك حذف جواب (لو) كما هو الشأن في مقام التهويل، حذفاً يراد منه أن تذهب نفس السامع كل مذهب من تصوير فظاعة حالهم، وهول موقفهم بين يدي ربهم، وبتوجيه الخطاب إلى غير معين لإفادة تناهي حالهم في الظهور، حتى لا يختص به مخاطب. والمعنى: لو ترى أيها الرائي، لرأيت أمراً عظيماً، أو لرأيت أمراً عجباً.
    رابعاً: قال الطبري عند تفسيره لقوله عز وجل: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق} (الأنفال:50) قال: "في الكلام محذوف، استغني بدلالة الظاهر عليه من ذكره، وهو قوله: (ويقولون) {ذوقوا عذاب الحريق}، حذفت (يقولون)، كما حذفت من قوله سبحانه: {ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا} (السجدة:21) بمعنى: يقولون: ربنا أبصرنا...
    خامساً: قال الزمخشري عند تفسيره لقوله تعالى: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب} (سبأ:51) قال: "و(لو) و(إذ) والأفعال التي هي {فزعوا}، {وأخذوا}، {وحيل بينهم}، كلها للمضي، والمراد بها الاستقبال؛ لأن ما الله فاعله في المستقبل بمنزلة ما كان ووجد؛ لتحققه". ويزداد عليها فعل، {وقالوا}.
    سادساً: قال ابن عاشور عند تفسيره لقوله سبحانه: {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت} قال: "التعريف في {الظالمون} تعريف الجنس المفيد للاستغراق"، بمعنى أن الآية عامة، تتحدث عن جنس الظالمين، وليس الحديث فيها على ظالمين بأعيانهم.
    وقال أيضاً عند تفسيره لقوله تبارك وتعالى: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة} قال: "ويجوز أن يكون المراد بـ {الذين كفروا} جميع الكافرين؛ حملاً للموصول {الذين} على معنى العموم، فتكون الآية اعتراضاً مُسْتَطرَداً في خلال القصة بمناسبة وصف ما لقيه المشركون في ذلك اليوم -يوم بدر- الذي عجل لهم فيه عذاب الموت...ثم إن كان المراد بـ {الذين كفروا} مشركي يوم بدر، وكان ذلك قد مضى، يكن مقتضى الظاهر أن يقال: (ولو رأيت إذ توفى الذين كفروا الملائكة) -بصيغة الماضي- فالإتيان بالمضارع في الموضعين مكان الماضي؛ لقصد استحضار تلك الحالة العجيبة، وهي حالة ضرب الوجوه والأدبار؛ ليخيل للسامع أنه يشاهد تلك الحالة. وإن كان المراد المشركين حيثما كانوا، كان التعبير بالمضارع على مقتضى الظاهر".
    والمتحصل من كل ما تقدم، أن هذه الآيات المبتدأة بالجملة الشرطية {ولو تر إذ...}، مع أن الخطاب فيها للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنها سيقت في سياق حدث معين، إلا أنها تفيد العموم، عموم الأعيان، وعموم الأزمان، عموم الظالمين، والمجرمين، والكافرين، وهو الأصل في النص القرآني.
    إسلام ويب
                  

07-28-2016, 02:16 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ؟
    لا تخلو حياتنا من مواقف نحتاج فيها إلى تقديم توجيهات ونصائح للآخرين، وبعض الناس لا يقبل النصيحة ليس بسبب عدم اقتناعه بها لكن بسبب الأسلوب الخطأ في تقديم النصيحة وعدم سلوك منهج الحكمة فيها، والأصل في النصيحة في المنهج النبوي: السر، والرفق ، والستر، وفي ذلك إعانة للمخطيء على تصحيح خطئه دون معرفة الآخرين، وتجنيبه الحرج أو العناد والإصرار على الخطأ، وذلك لأن من طبيعة الإنسان كراهيته أن يُعاب وأن يُخَطّأ أمام الآخرين، قال ابن رجب: "وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد، وعظوه سراً"، وقال الشافعي:
    تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي وجنِّني النصيحةَ في الجماعهْ
    فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ من التوبيخِ لا أرضى استماعه
    ومن الأساليب النبوية التربوية في النصيحة: التوجيه والنصح بطريق التعميم ـ دون ذكر اسم صاحب الخطأ ـ، فكان صلوات الله وسلامه عليه يُعْلِمُ بالخطأ ويذمُّه، وينصح المخطيء ولا يُشهِّر به أمام النَّاس، فكثيراً ما كان يقول صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام؟)، وهو من باب التوجيه المباشر، ولكن بأسلوب التعميم دفعاً للحرج عن المخطيء، وستراً له، ورفقاً به، فيتعلم المخطيء وغيره، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل شيء لم يقل: ما بالُ فلانٍ يقول؟ ولكن يقول: ما بالُ أقوامٍ يقولون كذا وكذا) رواه أبو داود وصححه الألباني.
    قال النووي : "الأوْلى ترك التشهير والإعلان بالإنكار على المعين أمام الناس إن كان الأمر لا يتطلب ذلك، وينبغي أن يسر بالنصيحة إليه ليتحقق القبول".
    وقال المناوي: "(كان إذا بلغه) من البلاغ (عن الرجل) ذِكر الرجل وصف طردي والمراد الإنسان، (الشيء) الذي يكرهه (لم يقل: ما بال فلان يقول) كذا (ولكن) استدراك أفاد أن من شأنه أن لا يشافه أحداً معيناً حياء منه، بل (يقول) منكراً عليه ذلك: (ما بال أقوام) أي ما شأنهم وما حالهم، (يقولون كذا وكذا) إشارة إلى ما أنكر، وكان يكني عما اضطره الكلام فيما يكره استقباحاً للتصريح".
    وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم مليئة بالكثير من هذه المواقف التي ترشد إلى هديه في نصحه بقوله: (ما بال أقوام)، ومن ذلك:
    ـ عن أنس رضي الله عنه: (أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر، فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش .. فحمد الله وأثنى عليه فقال: ما بال أقوام قالوا كذا وكذا ، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) رواه مسلم.
    قال النووي: "قوله (فحمد الله تعالى وأثنى عليه فقال ما بال أقوام قالوا كذا وكذا) هو موافق للمعروف من خطبه صلى الله عليه وسلم في مثل هذا، أنه إذا كره شيئاً فخطب له ذكر كراهيته ولا يعين فاعله، وهذا من عظيم خُلُقِه صلى الله عليه وسلم، فإن المقصود من ذلك الشخص وجميع الحاضرين وغيرهم ممن يبلغه ذلك، ولا يحصل توبيخ صاحبه في الملأ".
    ـ وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فرخص فيه، فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فخطب، فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية) رواه البخاري.
    قال النووي: "وفيه الغضب عند انتهاك حرمات الشرع وإن كان المنتهك متأولاً تأويلاً باطلاً، وفيه حسن المعاشرة بإرسال التعزير والإنكار في الجمع، ولا يعين فاعله، فيقال: ما بال أقوام ونحوه".
    ـ وروى البخاري عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما بال العامل نبعثه فيقول: هذا لك، وهذا لي؟ فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظرَ أيُهْدَى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه، ألا هل بلغت؟ ـ ثلاثا ـ).
    لقد النبي كان صلَّى الله عليه وسلَّم، يذكر الخطأ ويذمُّه، ولا يُشهِّر بصاحب الخطأ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف: (ما بال العامل) فليست العبرة والفائدة في معرفة شخصية المخطيء، إنما بمعرفة الخطأ، والتنبه له، والحذر من الوقوع فيه.
    ـ وعن عائشة رضي الله عنها ـ في عتقها لبريرة رضي الله عنها واشتراط قومها الولاء لهم ـ قالت: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: أما بعدُ، فما بال أقوامٍ يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله؟ ما كان من شرطٍ ليس في كتاب الله عزَّ وجلَّ فهو باطل، وإن كان مائة شرط) رواه مسلم.
    قال صاحب كتاب "منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه: "ولا يتعرّض في وعظه لأحد معيّن، بل يتكلّم خطاباً عامّاً، لحصول الفائدة فيه لكل سامع، مع ما فيه من حصول المواراة والستر عن الفاعل وتأليف القلوب".
    المخطئ له حق على إخوانه وأصحابه ومجتمعه، يتمثل في نصحه بأفضل الطرق وأقومها، على حسب حاله وخطئه، فلو أن المسلمين ـ وخاصة الدعاة والمعلمين ـ اقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في أسلوبه ومنهجه في النصح ـ بما فيه من حلم ورفق، وحكمة وستر ـ، لأثروا بنصحهم في المخطيء تأثيراً يجعله يُقْلِع عن خطئه، ويستجيب لأمر الله عز وجل، ويتبع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    إسلام ويب
                  

07-28-2016, 02:17 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    فأبردوها بالماء .. العلاج النبوي للحُمَّى
    ترتفع درجة حرارة الإنسان لعدة أسباب منها أن يصاب بالتهاب جرثومي أو فيروسي ، فإذا ارتفعت هذه الحرارة ووصلت إلى 41 درجة مئوية وجب تخفيضها بأسرع وقت ، حتى ينتظم مركز الحرارة بالمخ ، ويعود الجسم إلى حالته الطبيعية المعتادة ، وهذا الارتفاع المفاجئ لدرجة الحرارة هو ما يعرف بالحمى ، وقد وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - في عدد من الأحاديث علاجاً نبوياً لخفض درجة الحرارة المرتفعة ، فدعا إلى استعمال الماء البارد لإطفاء نار الحمى التي تضطرم في جسد المريض ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ) رواه البخاري ، وأمر - صلى الله عليه وسلم - عندما اشتدت عليه الحمى في مرض وفاته أن يصب عليه من سبع قرب .
    ومع أن وسائل العلاج ، وأنواع الأدوية والمضادات قد قفزت قفزات كبيرة في هذا العصر ، إلا أن العلاج النبوي يظل هو العلاج الأنجع والأمثل في مثل هذه الحالة ، فكثير من الحالات ترتفع فيها حرارة المريض ولا تتأثر بالأدوية الخافضة للحرارة ، فيلجأ الأطباء إلى استعمال الماء البارد لتخفيضها وإعادتها إلى وضعها الطبيعي ، ولهذا ينصح أطباء الأطفال الأهلَ بتجريد الطفل من ثيابه فواراً عند ارتفاع حرارته ، وتعريضه للماء البارد والكمادات .
    ومما ثبت علمياً كذلك وجاءت السنة بتصديقه أن الحمى التي تصيب الإنسان لها عدة فوائد ، فقد ثبت أنه عند إصابة المريض بالحمى تزيد نسبة مادة ( الأنترفيرون ) لدرجة كبيرة ، وهذه المادة تفرزها خلايا الدم البيضاء وتستطيع القضاء على الفيروسات التي هاجمت الجسم ، وتكون أكثر قدرة على تكوين الأجسام المضادة الواقية ، فهي لا تخلص الجسم من الفيروسات والبكتريا فحسب ، بل تزيد من مقاومة الجسم للأمراض ، وتساعد في القضاء على الخلايا السرطانية عند بدء تكوينها ، وبالتالي تحمي الجسم من ظهور أي خلايا سرطانية يمكن أن تؤدى إلى إصابته بمرض السرطان ، ولهذا قال بعض الأطباء : إن كثيرا من الأمراض نستبشر فيها بالحمى كما يستبشر المريض بالعافية ، فتكون الحمى فيها أنفع بكثير من شرب الدواء ، مثل مرض الرماتيزم المفصلى الذي تتصلب فيه المفاصل وتصبح غير قادرة على الحركة ، فإن من طرق العلاج الطبي التي تستخدم في مثل هذه الحالة العلاج بالحمى الصناعية ، وهو إيجاد حالة حمى في المريض عن طريق حقنه بمواد معينة .
    و لذلك لما ذُكرت الحمى عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسبها رجل ، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تسبها ، فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد ) رواه أحمد ، فصلوات الله وسلامه على نبي الرحمة الذي شخَّص الداء ووصف الدواء .
    إسلام ويب
                  

08-11-2016, 01:58 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    محسنون في الحياة
    🌺🌷🌺🌷🌺
    امرأة يتأخر زوجها ، وأمه لاتنام حتى يعود .. ، فكانت الزوجة تضع حذاء له عند الباب لتطمئن الأم أنه آتى بالرغم أنه لم يعد فتسمع حمدها.
    *محسنون_عرفتهم*
    من حين توفي والدها وهناك رجل يطرق بابهم بعد صلاة كل جمعة ويضع لهم الطعام ... سألتها هل عرفتوه؟ قالت 15 عاما لاندري من هو !
    *محسنون_عرفتهم*
    جارنا رحمه الله بعد كل صلاة يجمع الأطفال المصلّين معه في المسجد ويوزّع عليهم الحلوى.. حتّى أصبحوا يسبقونه للصلاة!
    *محسنون_عرفتهم*
    جدتي لأمي -على كبرها- تذهب وتضع الماء كل عصر للقطط كميعادٍ مُهم لا تتخلّف عنه، تجدّده كل يوم وترفض أن يبقى متّسخًا.
    *محسنون_عرفتهم*
    والد زوجة صديقي، لما توفي جاءت لبيتهم امرأة معها ثلاث بنات جامعيات.
    وقالت: بناتي اليتيمات كان يكفلهنّ منذ كنّ في الابتدائي.
    *محسنون_عرفتهم*
    تكفل بأيتام واشترط أن لايعلم به احد جئته مرة بدرع تذكاري من باب الشكر له فغضب مني
    *محسنون_عرفتهم*
    لي صديق مات ثلاثة من عُماله ولا زال منذ سنوات يرسل رواتبهم كاملة إلى عائلاتهم في بلدانهم
    *محسنون_عرفتهم*
    منذسنوات طوال تحلب بقرهاوغنمها يومياً وتصنع لبناً توزعه في قوارير مختلفة الحجم وتضعه خارج البيت ليأخذه العمال والمارة
    *محسنون_عرفتهم*
    معلمة جديدة لدينا منذ أن حضرت العام الماضي قامت بفرش مصلى المدرسة وشراء مكيفات على حسابها وتحفظ الطالبات والمستخدمات القرآن
    *محسنون_عرفتهم*
    تتصدق شهريا على خدمها الذين رحلوا عنها و هم في بلدانهم..
    *محسنون_عرفتهم*
    شخص كل اسبوع بعد صلاة الجمعة
    يعزم البسطاء من عمال وسواقين الحي على الغداء
    *محسنون_عرفتهم*
    عرفت رجلا اسمه محمد فايز كان من عجائبه،أنه إذ مر بأسرته على أطفال فقراءخلع الأحذية من أرجل أطفاله وأعطاهم ووعد أطفاله بالبديل
    *محسنون_عرفتهم*
    ١٤ سنة لم تنقطع عن زيارة زوجها الذي قد دخل الغيبوبة وتقرأ عليه القرآن كل ليلة ، حتى أفاق واسترجع عافيته بفضل الله !
    ضع العباره في طريقك دائماً :
    ( كُن مُحسناً حتى وإن لم تلق من النآس إحسانا )
    ___ 🍁___🍁 ___ 🍁____منقول
                  

08-11-2016, 01:59 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    يروى أن إمرأة مات زوجها.. فكانت تريد أن تتصدق عنه،
    فصارت تصنع طعاما ليلة الجمعة ، وترسل به مع ولدها اليتيم إلى فقير في أحد الأكواخ القريبة..
    كان الولد يأخذ الطعام الذي تصنعه أمه إلى ذلك الكوخ
    وهو يشعر في الوقت نفسه بجوع شديد.. ثم يرجع إلى البيت وينام جائعا..
    وهكذا صنعت الأم مرة ثانية "ليلة الجمعة" طعاما وأرسلت به مع ولدها إلى نفس ذلك الفقير ، قدم الولد الطعام إلى ذلك الفقير ، ورجع وهو يكابد ألم الجوع، ثم ينام جائعا..
    وفي المرة الثالثة صنعت الأم ليلة الجمعة طعاما تقدمه صدقة عن زوجها المتوفى.. وأرسلت به مع ولدها إلى الفقير نفسه..
    أخد الولد الطعام وصار يتقدم نحو الكوخ ،
    إلا أن الجوع أضر به ضررا بالغا فلم يستطع الصبر.. ف أكل ذلك الطعام ورجع إلى البيت ونام وهو شبعان..
    فرأت الأم زوجها في المنام يقول لها :
    لم يصل إلي الطعام إلا في هذه الليلة..
    انتبهت الأم من نومها قبل طلوع الشمس متعجبة.. وسألت ولدها :
    ولدي.. إلى من كنت تأخذ الطعام ليلة الجمعة الماضية وقبلها؟
    فقد رأيت والدك في المنام يقول: لم يصل إلي الطعام إلا في الليلة الماضية..
    فقال الولد :
    قدمت الطعام إلى الفقير مرتين.. مع ما كنت أشعر به من شدة الجوع، ونمت جائعا، إلا أني في الليلة الماضية لم أطق أن أتحمل ألم الجوع، وكان قد أضر بي كثيرا، لذلك أكلت ما في الإناء ونمت وأنا شبعان.. فعلمت الأم أن ولدها اليتيم كان أولى ب أكل ما كانت تتصدق من ذلك الفقير في كوخه..
    فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه سلم :
    (لا صدقة وذو رحم محتاج)
    وقال رسول الله صلى الله عليه سلم:
    (الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر)
    ((تفقدوا ارحامكم بارك الله فيكم.. لعلهم بحاجة وأنتم لا تعلمون))
    راقت لي.. ف احببت أشارككم.. فشاركوا بها مِّـَن تحبون..
                  

08-11-2016, 02:01 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: لا تتوقف !!
    عن فعل الخيرات ؛ وإن صادفت ناكراً للجميل !!
    فـ يكفيك وعد الله .. ’’ هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا اﻻحسان"..🌹🍃
    أنت دائماً مسؤول عمّا تقول..
    و لست مسؤولًا عما يفهمه الآخرون
    اختر كلماتك وأحسن النيّة..
    و أعلم أن صدق النيّة دائماً ما يُزيل سوء الفهم. -

    عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان بنوا سور الصين العظيم ؛واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لأرتفاعة الشاهق !!
    ولكن .....
    خلال المائة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات،
    وفى كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه !!
    بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب!
    لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس !!
    فبناء الإنسان يأتي قبل بناء كل شيء وهذا ما يحتاجه مجتمعنا اليوم.
    يقول أحد المستشرقين:
    إذا أردتَّ أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي :
    1/ اهدم الأسرة .
    2/ اهدم التعليم .
    3/اسقط القدوات .
    لكي تهدم اﻷسرة : عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب " ربة بيت " .
    ولكي تهدم التعليم : عليك ب ( المعلم ) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه .
    ولكي تسقط القدوات : عليك ب ( العلماء ) إطعن فيهم وقلل من شأنهم ، وشكك فيهم حتى لا يسمع لهم ؛ ولا يقتدي بهم أحد .
    فإذا اختفت ( اﻷم الواعية )
    واختفى ( المعلم المخلص )
    وسقطت ( القدوة )
    فمن يربّي الأجيال على القيــــم !!
    سؤال يحتاج إلى مليون إجابة ؟؟؟
    (((بناء البشر أهم من بناء الحجر✨)))
                  

08-11-2016, 02:03 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    هقولكم سر خطير .. : ))).❤.❤
    واحد صاحبي ابوه حلف عليه لازم ولابد انه يتجوز بنت عمه " هو عارف اني هكتب الكلام دا " .. بيقولي مبيحبهاش واتجوزتها مُضطر .. وانه من بداية جوازهم وهو معندوش قبول تجاهها .. انت متخيل يابني انك متجوز واحده شبه عمك ؟! ;D .. بس هعمل ايه حُكم القوي .. جيت في يوم متأخر من الشُغل فتحتلي وعملت تصرف غريب قشعرلي بدني .. "باست ايدي وقالتلي وحشتني " انا حسيت اني قليل قوي فـ نظر نفسي .. قررت اكتبلها جوابات حُب واعلقها ع التلاجه اهو افرحها بكلمه حلوه وخلاص حتي ولو مبحبهاش .. اجيبلها هديه او ورد وانا جاي .. اعملها شاي .. البت بدأت ربنا يحليها ف عيني . وشها بدأ ينور .. كُل لما اقولها كلمه حلوه الاقي شكلها يبقي اجمل .. بقيت احافظ علي مشاعرها واحسس ع الكلمه قبل لما اقولها .. كأنها وردايه وعماله تفتح من جديد واهتمامي بيها زي الميه اللي بترويها وتخليها تفتح اكتر ! .. اخدها اخرجها .. ابصلها احس اني شايف قدامي قمر مش بنت عمي خالص .. من الواضح الكلمه الحلوه والمحافظه ع المشاعر مفعولهم جبار يا اخي ! انا حبتها .. اقسملك بالله حبتها . !.❤
    سيدنا أنس بن مالك خادم النبي صلي الله عليه وسلم .. كان لُه أخ يتيم اسمه عُمير .. فـ النبي جاب لُعمير طير صغير يلعب بيه وسماهوله " النُغير ".. المُهم .. النبي كل يوم يعدي علي عُمير يلاقيه بيلعب مع الطير بتاعه .. فـ يضحكله ويقوله : يا عُمير ! ماذا فعل النُغير ؟! اخبار الطير بتاعك ايه ؟ يقوم عمير ضاحك .. كل يوم النبي يقوله كدا .. وفـ ليله النبي معدي علي عُمير وقاله " يا عمير ماذا فعل النغير ؟! " عمير بكي وقال للنبي " يا رسول الله .. مات النغير " الطير بتاعي مات ! .. فـ النبي قعد جنب عمير علي الارض وربع رجليه وفضل يلعب معاه .. فـ الصحابه شافوا النبي واستغربوا !! مااااذااا تفعل يا رسول الله ؟!! ايه اللي بتعمله دا !! .. قالهم " مات النغير .. فجلست ألاعب عُمير " !! شايف كمية مراعاة المشاعر وجبر الخواطر ؟! .. والنبي مكتفاش بكدا .. لاء .. تاني يوم راح لعمير بيته وقعد معاه يعزيه ويواسيه ويقوله كلام حلو يخفف عليه الحُزن بسبب موت الطير بتاعه .. ومش بس كدا .. دا النبي قام صلي ركعتين وهو في بيت عُمير ودعي ربنا انه يصبر قلبه ويهون عليه !!.❤
    إديسون مخترع المُصباح الكهربي ..❤. اترفد من مدرسته والحجه انه طفل غبي " كتبوا جواب لامه يقوللها ابنك غبي جدًا وزمايله هيتعلموا الغباء منه و فصلوه .. اديسون امه بدأت تمنعه من المرواح للمدرسه .. سألها عن السبب ؟! قالتله لانك أذكي من جميع زمايلك ومنتاش محتاج لمدرسه .. انت عظيم .. إديسون بيقول انا صدقت كلام امي واني ذكي وعظيم .. كانوا شايفين ان عقله مظُلم مينفعش للتعليم .. لكن بكلام امه الحلو ومراعاة مشاعره .. نور العالم باختراعه !.❤
    سيدنا عكرمه بن أبي جهل .. ابوه " أبو جهل " من اكتر الناس اللي كانوا بيكرهوا الاسلام .. لما سيدنا عكرمه أسلم .. النبي نهي الصحابه انهم يجيبوا سيرة أبو جهل بأي سوء قدام سيدنا عِكرمه .. وقالهم ان الشتيمه هتوجع ابنه ومشاعره .. ومُش هتوصل لابو جهل !! .. فـ حافظوا علي الفاظكم !!.❤
    الخليفه العباس .. كان بيتمشي مع زوجته فـ حديقة القصر بتاعه .. فـ وهُما وافقين علي البير سوا .. واضح ان الخاتم بتاعها كان واسع عليها .. فجأه فلت من ايدها وقع فـ البير .. الخليفه العباس فورًا قلع الخاتم بتاعه ورماه ف البير .. فقالتله " لماذا فعلت ذلك يا امير المؤمنين ؟! ليه رميت الخاتم بتاعك ؟! .. قالها " خِفت ان يشعر خاتمك بالوحده فأردت ان اجعل خاتمي رفيقًا له " ! بتقول زوجته " انها طول حياتها منسيتش حلاوة كلام الخليفه ليها في الليله دي ..❤
    مراعاة المشاعر والكلمه الحلوه يا جماعه الله يحلي أيامكم .. الست ممكن يكون طالع عينيها فـ شغل البيت .. ولما راجلها يطبطب عليها ويقولها " شيلاني وشايله عني الله يديمك نعمه ويبوس دماغها " وربي بتنسي كُل تعبها ! ابنك بيذاكر متقولوش منتاش نافع " اعمله القهوه بايدك وقوله انا معتمد علي الله ثم عليك وكُل اللي يجيبه ربنا كويس .. الحُب عامل زي السبرتو .. لابد تحافظ عليه بانك تغلفه " بالاهتمام " بدل لما يطير منك .. دا النبي قال ان الكلمه الطيبه بتتحسبلك صدقه وربنا بيقول " وقولوا للناس حُسنًا " ! .. امدح فـ لبس اصحابك واذواقهم ابعتلهم رساله دلوقت مضمونها كلمتين " أنا بحبك " ! .. الكلمه الحلوه بتلزق فـ القلب زي طابع البوسطه .. راعوا المشاعر وقدروا .. تصرفات بنشوفها تافهه جدًا الا انها بتفرق عند غيرنا ومبتتنسيش .. الواحد لو حب واتحب بيحلو ووشه بيفتح زي الوردايه.. في يوم قولت لوالدتي تعرفي ان اجمل شيئ فـ الدُنيا ان الانسان يحب ! قالتلي تعرف ايه الاجمل ؟! ان الانسان اللي بتحبه يبادلك نفس الاحساس فيراعي مشاعرك ويحبك . : )
    منقول
                  

08-11-2016, 02:05 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    هذا دعاء رائع ادعي به الآن 👇

    (اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها، وأسألك باسمك العظيم الأعظم الأعزّ الأجلّ الأكرم أن تستجيب لي):

    اللهم أنت 【الملك】 : ارزقني في الجنة ملكا لا ينفد •
    اللهم أنت 【السلام】 : أسألك السلامة في ديني ودنياي وآخرتي •
    اللهم أنت 【المُؤَمِّن】 : أمنّي فزع يوم القيامة •
    اللهم أنت 【العزيز】 : أسألك العزة في الدنيا والآخرة •
    اللهم أنت 【الوالي】 : تولّ أمري بذاتك ولا تتركني لذاتي •
    اللهم أنت 【الشهيد】 : أسألك شهادة في سبيلك في بلد حبيبك محمد ﷺ •
    اللهم أنت 【السميع】 : اجعلني أستمع لأفضل القول وأتبّع أحسنه •
    اللهم أنت 【المصوّر】 : صوّر لي نعيم الجنة عند الموت •
    اللهم أنت 【الرؤوف】 : ارأف لحالي وتجاوز عن سيئاتي •
    اللهم أنت 【الخافض】 : أعنّي على خفض جناح الذلّ من الرحمة لوالديّ •
    اللهم أنت 【الحسيب】 : أدخلني الجنة بدون حساب أو عقاب •
    اللهم أنت 【الباعث】 : ابعثني على الإيمان بك، وبكتابك، وبرسولك ﷺ •
    اللهم أنت 【الباسط】 : ابسط لي الرزق سهلا يسيرا طول عمري •
    اللهم أنت 【الرشيد】 : ألهمني الرشد في القول والعمل •
    اللهم أنت 【الغني】 : أغنني بفضلك عمن سواك •
    اللهم أنت 【الجميل】 : جمّلني بعظيم سترك في الدنيا والآخرة •
    اللهم أنت 【الحكم】 : احكم بيني وبين من ظلمني وعاداني •
    اللهم أنت 【البر】 : أسألك برا بوالدي لا ينقطع إلى يوم الدين •
    اللهم أنت 【التواب】 : أسألك توبة نصوح إلى يوم أن ألقاك •
    اللهم أنت 【الحق】 : اجعلني من أهل الحق والاستقامة •
    اللهم أنت 【القيوم】 : أقِم لساني وقلبي وعملي على الحق •
    اللهم أنت 【اللطيف】 : الطف بي وبذريتي بلطفك الخفي •
    اللهم أنت 【المحيي】 : احيي قلبي بذكرك •
    اللهم أنت 【المميت】 : أمت نفسي الأمّارة بالسوء •
    اللهم أنت 【المنتقم】 : انتقم لي من أعداء الدين، وأثلج صدري بهزيمتهم •
    اللهم أنت 【الحليم】 : أسألك الحُلم والأناة •
    اللهم أنت 【الكريم】 : أكرمني بلقائك على أفضل حال ترضاه لأحد من أوليائك •
    اللهم أنت 【البارئ】 : أسألك براءة من كل عيب ظاهراً أو باطناً •
    اللهم أنت 【الرزّاق】 : ارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب •
    اللهم أنت 【الوهاب】 : هب لي القناعة وسعة الصدر وطول العمر •
    اللهم أنت 【الجامع】 : اجمعني وأهلي وذريتي برسولك الكريم في الجنة •
    اللهم أنت 【النافع】 : انفعني بالذكر والقرآن •
    اللهم أنت 【الرقيب】 : أسألك رقابة على نفسي تحجبني عن السوء •
    اللهم أنت 【المعزّ】 : أسألك عزّاً ليس بعده ذلّة •
    اللهم أنت 【القوي】 : قوّني على الصلاة والصيام والقيام •
    اللهم أنت 【العفو】 : اعفُ عني عفواً شاملاً كاملاً •
    اللهم أنت 【النور】 : اجعل لي من نورك نصيباً، وأتمم لي نوري، وأخرجني من مجاهل الظلمات •
    اللهم أنت 【المذلّ】 : أذلّ أعداء الدين واكسر شوكتهم •
    اللهم أنت 【الفتاح】 : افتح لي بخير في أموري كلها في الدنيا والآخرة •
    اللهم أنت 【العدل】 : أسألك العدل في النطق والفعل والعمل •
    اللهم أنت 【القادر】 : قدّر لي حُسن الخاتمة •
    اللهم أنت 【الغفور】 : اغفر لي ولأهلي ولذريتي وللمسلمين جميعاً مغفرةً عامة ً تامّةً •
    اللهم أنت 【المقدّم】 : قدّم لي الخير والبركات •
    اللهم أنت 【الأول】 : احشرني في زمرة الأولين المتقين •
    اللهم أنت 【المعيد】 : عد عليّ بالتوبة والرحمة والغفران •
    اللهم أنت 【العليّ】 : أسألك العلوّ في الجنة والفردوس •
    اللهم أنت 【الشكور】 : ألهمني شكرك ليل و نهار •
    اللهم أنت 【الوكيل】 : لا تكلني إلى نفسي طرفة عين •
    اللهم أنت 【القهّار】 : اقهر شيطاني وأعنّي عليه •
    اللهم أنت 【الواسع】 : أسألك رزقاً واسعاً لا ينقطع أبداً ولا تجعله فتنةً لي •
    اللهم أنت 【الرحيم】 : ارحم ضعفي وذليّ وقلّة حيلتي •
    اللهم أنت 【الكبير】 : اجعلني في عيني صغيراً وفي أعين الناس كبيرا •
    اللهم أنت 【البصير】 : أسألك بصيرة في ديني و دنياي •
    اللهم أنت 【الحكيم】 : أسألك الحكمة والموعظة الحسنة •
    اللهم أنت 【الرافع】 : ارفع ذكري في السماوات والأرض •
    اللهم أنت 【القابض】 : اقبض نفسي على كلمة لا إله إلا اللّه •
    اللهم أنت 【الحفيظ】 : احفظني وأولادي وأهلي وذريتي من نزغات الشياطين •
    اللهم أنت 【المنّان】 : امنن عليّ من فضلك وعطاياك •
    اللهم أنت 【الهادي】 : اهدني إلى صراطك المستقيم •
    اللهم أنت 【الولي】 : اجعلني من أوليائك الصالحين •
    اللهم أنت 【المعين】 : أعنّي على طاعتك وجنّبني معصيتك •
    اللهم أنت 【العليم】 : أسألك علماً ينفعني عندك يوم القيامة •
    اللهم أنت 【المانع】 : امنع جوارحي عن اجتراح معاصيك •
    اللهم أنت 【الودود】 : ارزقني ودّك، و ودّ نبيك، وعبادك الصالحين •
    اللهم أنت 【الجليل】 : اكسني من جلالك يوم ألقاك •
    اللهم أنت 【العظيم】 : عظّم محبتك، ومحبة نبيك الكريم في قلبي •
    اللهم أنت 【الوارث】 : اجعلني وأهلي من ورثة جنّة النعيم •
    اللهم أنت 【المحصي】 : نجني من الحساب والعقاب والعذاب يوم القيامة •
    اللهم أنت 【الحميد】 : املأ قلبي حمداً وشكراً لك •
    اللهم أنت 【الجبّار】 : اجبر تقصيري بالطاعات والحسنات •
    اللهم أنت 【الماجد】 : أسألك مجداً واسعاً •
    اللهم أنت 【المقسط】 : اجعلني من المقسطين المحبين للعدل •
    اللهم أنت 【المجيب】 : اسمع رجائي واستجب لدعائي بمنّك وفضلك يا أرحم الراحمين . .

    " آمين يارب العالمين"
                  

08-11-2016, 02:07 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: أصحاب الهمم العالية .. يسألون الله تعالى المستحيلات .. ولا يبالون .. لماذا؟
    لأنهم يدركون معنى ((الوهاب)) .
    C
    تأملوا قول نبي الله سليمان عليه السلام: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) ..
    أراد ملكاً (فريداً) ..(غير تقليدي).. ملكاً محشواً (بالمستحيلات) ..
    والنتيجة : أن جمع الله له النبوة والملك والعلم والحكمة .. وسخر له الريح والجن والطير والإنس والخيل والوحش ..
    ليس من الزهد التواضع في الدعاء
    ارفعوا سقف دعائكم في الدنيا ولا تترددوا .. وارفعوا سقف دعائكم في
    الآخرة فاسألوه الفردوس الأعلى .. حتى لو رأيتم بأنكم لا تستحقوها .. فأنتم تتعاملون مع ((الوهاب))..
    اسأل الله ان يرزقكم ويهبكم اضعاف ماتتمنون عاجلا غير اجلا

    ابنة صديقتي خمرية اللون ، وسيمة الملامح ، وابنها أشقر.
    عندما زرتها آخر مرة وأثنيت على جمال طفليها قالت بأسي: خسارة كان نفسي البنت تكون بيضاء ، أما الولد فليس مشكلة ؛ سيتزوج حتى لو كان زنجيا.
    استغربت قولها: وكان ردي عليها لا يخفي استنكاري إذ قلت لها: ما دمت متيقنة من أن ابنك سيتزوج حتى لو كان زنجيا فثقي بأن من زوج الزنجي سيرزق ابنتك أيضا بالزوج الصالح.
    غادرت بيتها والسؤال يدق في رأسي: ما الذي منح بياض البشرة كل هذه المكانة؟
    ما الذي جعل السمراء في ذيل قائمة المرغوبات للزواج؟ وجعل شبابنا الملتزم وغير الملتزم يبحث عن العروس الشقراء أو البيضاء علي الأقل ؟
    ولماذا صارت إعلانات كريمات تفتيح البشرة التي يكتشف الأطباء مزيدا من مخاطرها كل يوم ، تضرب علي وتر الفتاة السمراء الحزينة التي تخشى فوات فرصتها في الزواج ، وعندما تستعمل كريم التفتيح يتساقط حولها المعجبون؟
    الغربيات بيضاوات ….وهذا يلخص الإجابة عن تلك الأسئلة كلها وغيرها.
    فقد صادرنا هويتنا ، وأوصدنا أبواب خصوصية ثقافتنا ، وحبسنا تفرد عقيدتنا في أركان الإسلام الخمس ، واستوردنا كل شيء : الملبس ، الطعام ، القيم ، بشرة النساء اللاتي يرقدن تحت شمسنا طيلة شهور الشتاء ليكتسبن اللون البرونزي الذي تخجل بناتنا منه.
    المقارنة بين البيضاء والسمراء قديمة في المثل الشعبي والأدبيات القديمة.والجديد أن يتحول الأمر إلي أزمة فتصبح سمرة البشرة وصمة ، ويكتسب تغيير خلق الله مشروعية زائفة باعتباره وسيلة الفتاة السمراء الوحيدة للحصول علي صيد ..
    عفوا …. زوج.
    نور الهدي سعد-اسلام ويب
                  

08-11-2016, 02:47 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ما هي فــــــــــوائد الاستــــوداع؟
    ' اللهُمّ إنّي أستَودِعُكَ اولادي وماليْ وهذا البيتَ '
    فإنّ الله يَحفَظُ أهْلَهُ ومَالَهُ وبَيتَهُ .
    لـذا فاجعل هذه الدعــــاء في بالك وحَرِّك به لسانك ..
    روى النسائي وغيرُه من حديث عبد الله بنِ عمرَ قال، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كانَ لقمانُ الحكيم يقولُ:
    (( إنّ اللهَ إذا استُودِعَ شَيئًا حَفِظَه )).
    وروى الطبرانيّ والبيهقيّ عن ابنِ عمرَ أنّه قال :
    سمعتُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ :
    (( إذا استُودِعَ اللهُ شَيئًا حَفِظَهُ)) ..
    وروى الطحاويُّ وغيرُه عن عبد الله بنِ عمرَ أنّه لما كانَ يُودِّعُ بعضَهُم يقولُ:
    مكانَكَ حتى أُودِّعَكَ كما وَدَّعَني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثم أخذَ بيَدِه وصَافَحَهُ ثم قال:
    (( أَستَودِعُ اللهَ دِينَكَ وأمَانَتَكَ وخَواتِيْمَ عَمَلِك )).
    علموا أولادكم ألا يقولوا
    " باي"
    "سي يو"
    فإن أفضل منها وأحسن كلمة " أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه "
    أو"في أمان الله" أو"في حفظ الرحمن"
    -اللهم إني أستودعك نفسي وبيتي وأهلي وديني ومالي وكل عزيز على قلبي.
    -اللهم إني أستودعك قلبي فلاتجعل فيه أحدا إلا أنت.
    -اللهم إني أستودعك(لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله) فلقني ووالدي وأهلي بها عند الموت يامن لاتضيع ودائعه.
    -اللهم إجعل تذكيري صدقة
    اللهم اجعلها صدقة جارية عني وعن والديّ وأهلي وأمواتتنا وعن كل من يرسلهاويذكربها المسلمين
    سقطت قطرة عسل على الأرض ، فجاءت نملة صغيرة فتذوقت العسل ،
    ثم حاولت الذهاب لكن مذاق العسل راق لها ، فعادت وأخذت رشفة أخرى ..
    ثم أرادت الذهاب ..
    لكنها شعرت بأنها لم تكتف بما أرتشفته من العسل على حافة القطرة ..
    وقررت أن تدخل في قطرة العسل لتستمتع به أكثر وأكثر ..
    دخلت النملة في العسل وأخذت تستمتع به ..
    لكنها لم تستطع الخروج منه ، لقد كبلت قوائمها والتصقت بالأرض ، ولم تستطيع الحركة،
    وظلت على هذه الحال إلى أن ماتت .
    يقول الحكماء :
    ما الدنيا إلا قطرة عسل كبيرة !
    فمن أكتفى بارتشاف القليل من عسلها نجا ،
    ومن غرق في بحر عسلها هلك .
    سينصب حول العرش منابر من نور، عليها أناس وجوههم نور،، ولباسهم نور،،
    ليسوا بأنبياء ولا شهداء.....
    قيل : من هم يا رسول الله؟
    قال : المتحابون في الله،،
    أجدد حبي لكم في الله
    وأتمنى البسمة الدائمة على محياكم وأدعو لكم بالمغفرة ولوالديكم ومن هو عزيز عليكم
    آمين.
    إهداء للرفقة الطيبة .
                  

08-11-2016, 02:51 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: 🎭
    كان هناك 3 أصدقاء يمشون في طريق ، فشاهدوا رجلاً يحفر في جانب الطريق ...
    فقال الاول لصاحبه : أنظر ... أرى رجلاً يحفر إلى جانب الطريق ، لا بد أنه قتل أحدهم ويريد دفنه في هذا الليل
    فقال له الثاني : لا لا هو ليس بقاتل ... لكنه شخص بخيل لا يأتمن الناس على شيء فيخبىء ماله هنا...
    فنظر الثالث لهم وقال : لا هذا ولا ذاك إنه رجل صالح يحفر بئراً للناس ..
    الحكمة : كل شخص يظن بالناس ما فيه .. فالصالح يرى الناس صالحين والطالح يراهم عكس هذا...
    بسبب سوء الظن : كرِهنا بعضنا ، وقلّ لقاؤنا ، وقطعت أرحامنا ،
    فاسألوا الله حسن الظن بالناس ؛ ففيه راحة للقلب ، وسلامة للصدر..👌👍

    ضوابـط الكـلام
    من أراد أن يسلم من سوءات اللسان فلا بد له من الأمور التالية:
    1- لا يتكلم إلا لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضُرَّا عنه أو عن غيره.
    2- أن يتخير الوقت المناسب للكلام، وكما قيل: لكل مقام مقال.
    3- أن يقتصر من الكلام على ما يحقق الغاية أو الهدف، فالكلام الجيد وسط بين تقصير مخلٍّ وتطويل مملٍّ.
    4- أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به، فكلامه عنوان على عقله وأدبه.
    5- عدم المغالاة في المدح، وعدم الإسراف في الذم؛ لأن المغالاة في المدح نوع من التملق والرياء، والإسراف في الذم نوع من التَّشَفِّي والانتقام.
    6- ألا يتكلم بفحش أو بَذَاءةٍ أو قُبح، ولا ينطق إلا بخير.
    7- أن يشغل الإنسان لسانه دائمًا بذكر الله ولا يخْرِجُ منه إلا الكلام الطيب.
    📚سلسلة اخلاق المسلم...

                  

08-11-2016, 02:57 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    إنحراف بوست!
    هناك معاني ومواقف رائعة ومبهرة تنقطع لسماعها الأنفاس تنبع عن (إيمان)
    وهناك معاني ومواقف رائعة ومبهرة تنقطع لسماعها الأنفاس تنبع عن( الإيمان)!
    وشتان شتان!
    العظماء الذين يحكى عنهم دفعوا في سبيل مايؤمنون به أعمارا وأموالا وسهروا لياليا ومنهم من نسج على ضؤ شمعة أحلامه ومشى على رؤوس الإبر حتى يرى أمانيه ماثلة بين يديه ولو قرأنا قصصهم رأينا عجبا
    (قوة الإيمان بشئ مهما كان هذا الشي هي التي تصنع المعجزات )💡
    تصنع الفتوة والإقدام والجلد!
    أيا كان هذا الشي ..حقا أم باطلا ...فجور أو إيمان
    أطلب دوما من أخواتي عندما يشعرن بالململة أطلب منهن قراءة سيرة غولدا مائير أخطر إمرأة في تاريخ الصهيونية 👑
    (أم إسرائيل )(المرأة الرجل)رئيسة الحكومة الإسرائيلية في الفترة مابين عام 1969_1974
    يحكى أنها عندما كانت تمر في طرقات وزارة الخارجية وتلقي تحية الصباح تجد جميع العمال والموظفين قد إختفوا عن وجهها وهربوا إلى غرفهم من الفزع!🐾
    تمتعت على الصعيد السياسي بكاريزما عالية جدا وكانت خطبها السياسية جذابة جدا مع أنها خطب شرسة وعدوانية ونارية !💥
    لطالما صفق لها الساسة حتى أن (بن غوريون)وصفها ب:(الرجل الوحيد في الحكومة الإسرائلية)😈
    كانت فظة =وده ناتج عن إيمان
    متصلبة وتفتقر للمرونة =وده ناتج عن إيمان برضو!
    وسبحان الله كانت مع كل هذا لاتفتقر إلى بلاهة !
    وتخلط كثير بين ماهو ممنوع وماهو مسموح كما وصفها المؤلف الذي أرخ لحياتها !
    *(قوة إيمانك بالشئ قد تدفعك إلى التهور لكن صدق إيمانك به هو من يدفعك إلى الإتزان)💡💡
    ودي قاعدتي في الحياة
    أفرق بين قوة إيماني بالشي
    وصدق إيماني به!
    ودي خلوها في منشور تاني📝
    المهم :نرجع لي غولدا أو جولدا
    غولدا كانت تخلص لرسالتها بشكل جنوني حتى بلغ الحال بها إلى أن تبيت في ثكنات الجيش الإسرائيلي وتغسل ملابس الجنود وتظل ليلا طويلا تحني ظهرها لتلمع الأحذية وترتب الزي العسكري وتبث فيهم الروح العالية👞💪🎤
    غولدا!
    وإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالايرجون
    غولدا
    ويشق سمعي صوت الفاروق عمر:عجبت من جلد الفاجر وعجز الثقة 👂
    غولدا إنكسرت ...إقرأوا مذكراتها
    كسرها العناد رغم التحذيرات ..حطمت إسطورة إسمها جيش إسرائيل الذي لايقهر (بضم الياء)وأضطرت رجالا كثيرين إلى الكذب....ومن هؤلاء الرجال هنري كسنجر رئيس الوزراء ومشتشار الأمن القومي في حكومة الرئيس رتشارد نكسون...( الشينة مامنكورة عاد)!
    المرأة الرجل حطمت أعناق من غسلت لهم الملابس وباتت على خدمتهم
    الإخلاص مووووو كفاية !
    والحب وحده لايكفي💚💢

    ورغم الإخلاص وقوة الشكيمة والكاريزما النادرة وتخويف الرجال وسهرها في ثكنات الجيش
    كانت غولدا هي من وشحت إسرائيل بسواد النكسة
    حداااد!
    وددت أن أهتف على قبر اللعين (بن غوريون)وأنا أرى جثث2600شاب إسرائيلي ماتوا نتيجة لتهور غولدا وعنادها حتى كادت إسرائيل أن تمسح من الخارطة على يد العرب في حرب إكتوبر .بن غوريييييييون:( ......)؟☝
    ماأردته =الإيمان بشي قوة دافعة ....لا أتصور غير ذلك أبدا أبدا🔥
    آمنوا بالباطل صمدو أقدموا خسروا أو فازوا ثم هلكوا! فكانت أمهم هاوية
    نحن آمنا ثم ماذا بعد ؟
    آمنا ...أفلا نقوم إلى ماآمنا به وهو الصدق والرحمة والنجاة ....لتكون =وهو في جنة عالية!
    غولدا
    عليك من الله ماتستحقي!
    قبل أن أختم دعوني أذيع سر🙈
    فتحت الفيس لأكتب عن سيد الأولياء صديق الأمة أبي بكر الرجل (القمة)
    فكان الحديث عن هذه (الرمة)لعلها توقظ الهمم!
    في لحظة ما إنحرف البوست!
    آمنت آمنت آمنت
    مرات تودي اللقمة لي خشمك وقبل تصل تكون إلتهمت لقمة غيرها من طبق آخر!🍲
    رزق
    أقسام

    منقول
                  

08-11-2016, 02:58 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مغارات!
    أكبر مهددات الإخلاص الحوجة إلى البشر
    إذ في الغالب تسوقك حوجتك شيئا فشيئا إلى مغارتين من ظلام دامس !
    مغارة السكوت عن الحق
    ومغارة الكلام بالباطل
    واستبدل إن شئت لتكون الأخرى
    مغارة السكوت عن الحق والسكون إلى الباطل !
    تعرض الفتن على القلوب عودا عودا!
    فأيما قلب!
    وهذا مايفسر زهد العلماء عن مافي أيدي الكبراء والأمراء وأهل السطوة وإعراضهم عن هباتهم كليا علما بأنه :ليس كل أمير أو سلطان أعطاك ليسكتك أو يستعملك لا ..فكثيرا مايكون منه ذلك تقديرا وتشجيعا وإكبارا وتكريما....لكن حتى هذه يخافها أهل النبل من العلماء
    وليس الأمر خاصا بهؤلاء أو أولئك ...علماء وأمراء
    لا
    بل الأمر أعم من ذلك ...حتى النظراء
    فإن رأيت من نفسك سكوت وخمود وسكون في وجه باطل أيا كان بموجب (علاقة) أو رفد وعطاء.. ولو بعد حين فأعلم أنك في الطريق الخطأ
    طريق المداهنة التي عليها لحاء المداراة!
    ثم إنك في أقل الأحوال تجد نفسك في مرمى المنة
    فلاتدع أحدا يمتن عليك ولو بمفحص قطاة أو قطمير وتنحى عن غوائل (الفرعنة):ألم نربك فينا وليدا !
    من كنت لولانا ؟
    ومن أنت سوانا؟
    كما ينبغي أن لانحصر الأمر في الحوجات المادية فحوجات الروح والخواطر أخطر!
    وبالتالي فإن الجرح فيها أعمق!
    والمنة فيها قاتلة!
    ثم إن سلمت من الأذي والمنع والمن من المعطي فهل تسلم من نفسك أن لاتستحي من قول الحق في وجه المحسن!
    ثم إنه قد يقع لك إحسانا من الغير بلا حوجة منك ويستتبعه من المحسن أذى ومنا وتزويرا!
    فتمام قدرك وقدر رسالتك أن لاتجعل لأحد عليك سبيلا!
    لتكون للأماجد سليلا!
    لانريد أن نعقد الحياة ونستعمل التوجيهات أعلاها مع كل أحد ...هذا بعييييد ولايزال في الناس جمال ومرؤات ونبل
    لكن من شممت فيه الرائحة فخله وفضله وعض على الجمر ولاتقبل منه التمر !
    قال الشافعي:من عرفناه دلس( مرة) فقد أبان لنا عورته في روايته
    مرة ياشافعي!
    شعرة دقيقة بين (إمكانية الحدوث) و (حدوث الإمكانية)!
    (إمكانية الحدوث) يشترك فيها كل البشر ....يمكن لأحدنا أن يرتكب خطأ ما (وتظل هذه الإمكانية في الأذهان مالم تقع فإذا وقعت كانت (حدوث إمكانية )
    (وحدوث الإمكانية) معناها أن الخطأ وقع( فعلا) من أحدنا
    وهذا مايجعل الفاعل من (أهل السوابق)!
    ولا سؤ ظن مع من له سابقة!
    يعني بالدارجي يا الإنقريابية الأثرية
    من إمتن عليك مرة جائز جداً يمتن عليك مرات ولا تستغرب لذلك ومن إمتن عليك(( مرة ))فقد أبان لك عورته في إحسانه على نسق مقولة الشافعي والذي جعل السابقة ب (مرة)!
    ويتوب الله على من تاب
    جونة رند :والله دي مافلسفة ده دين عديل: )
    ثلاث رسائل مرة واحدة أو أربعة
    أنتظر مناقشتكم زاآدي التقوى....زهراء عبدالله إسماعيل متى ماتيسر.
    منقول
                  

08-11-2016, 03:00 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    فن زعزعة القرار !
    (أميرة الشباب)
    ذات جلسة :
    والجماعة جالسين وقد جاء الخطيب ليقدم أوراق اعتماده ويحكي ظرفه وفلسه ويتودد الى اصحاب القرار ويتزلف حاملا معه حزمة وعود يصادف ذلك أن يغني عبر الراديو وبالأوركستر والمؤثرات الصوتية المطرب المسبسب الأنيق المنفعل عاقدا حاجبيه متوسلا
    أميرة الشباب يا السمحة أنا جايك عريس
    لي كتب الكتاب يا الملكة مهرك مو رخيص
    عارفك جميله وزايده في البنوت حلا
    والمال عليك يا غالية أبداً ما غِلا
    لكن ظروفنا القاسية كيف بنبدلا
    ..
    .....
    ......
    من قلبي دايرك ليّ شريكه وأم عيال
    يعجبني فيك لو قلتي أنا ما دايره مال
    وأصلو العرس بالفاتحة يا ناس ما حلال
    وتتحدث الهاشمية والهوشة والانفعال ويصيح الكورال منتعشا :
    الأم .....البنت .....الحبوبة .....بفم واحد :
    حلااااااااااال
    الحبوبة :حلال ياولدي هي الدنيا فيها شنو
    الواحدة تلحق تجيب ليها بطنة بطنتين يننفعوها
    الأم :القرش زائل سمح الراجل البستر المرأة
    الجارة :مش عليك الله كتيرة وقليلا رايح !
    البت :بسمات بسمات بسمات ولا كأنها دعاية سجنل 2
    الخطيب:الله يوفقني وان شاء الله اشيلا فوق رموش العين وربنا لوفتح علي تستاهل كل شي
    ذات جمعة بتوقيت السودان وفي صبيحة اليوم الثاني
    برنامج (حقيبة الفن )......بالرق بس وفي استديو مائل *__________*
    تلاتة ارادب غداء
    تلاتة أرادب عشاء
    ......
    ........
    ...........
    ............
    تلاتة قدور سرتية الشيخ سيرو
    تلاتةقدور صندلية الشيخ سيرو
    تلاتة قدور ريحة نية الشيخ سيرو
    هييييييييي
    نسيبتو قالت شوية حرمان مابدخلن عليا
    حرمااااان مابدخلن عليا 😑
    الحبوبة :اححححح اااااحمممم العشراقة شني من الصباح
    الأم : وهي تشفط اطول بقة من فنجان القهوة : ود البلدن يايمة عفيت منو الكلس .....تقولي لي😏
    البت : وينو الكتاب الكان هنا علما بأن أسمه ( رواية البؤساء لفكتور هوجو )
    الجارة: إمكن كترتو الغرنجان ياحاجة حليمة
    الخطيب: كتمت
    وانا اسال بخبث :
    أها بقيتوعلى شنو ياجماعة *_______*
    خبركم شنو ؟
    الشيخ سيرو؟ ولا لسه
    ‫#‏بالرق_بس‬
    حاشية للجيل الجديد
    الرق :آلة إيقاع يدوية بسيطة تستعمل في الغناء الشعبي تشبه الطار.
    منقول
                  

08-11-2016, 03:07 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: تسهيلات
    ( أكثر يا أخي من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليزداد إيمانك ويسهل لك الأمر )
    شرح رياض الصالحين ..العثيمين رحمه الله ج5 ص471
    قلت : الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم خيرا لك أنت وفتح عليك ورضا وتيسير وإسداء شئ من شكر وبعض من جميل ولن تستطيع الإيفاء ولكن انخرط فيه لعل الله ينظر إليك بعين الرضا وأنت تحب محبوبه وتثني على خليله وتتقرب إليه وتتزلف بحب مصطفاه
    هو لايحتاجها منك .....
    وهو صلى الله عليه وسلم في غنى عن ما تدندن به إذ هو اكرم الخلائق وأعز الكائنات طرا
    أرفعهم جاها وأهنأهم منقلب
    ارفع نفسك فهو مرفوع !
    وحق للصلاة عليه أن تسمى (الرافعة )
    ويامن رام تيسيرا أكثر من الصلاة عليه
    وأخرجنا إلهي ومولاي من مانحن فيه من الغفلات
    فقد طال الحبس وأرمت النفس
    و طال النوى !
                  

08-11-2016, 03:12 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: آية الضمائر !!
    ( ليس في كتاب الله تعالى آية أكثر ضمائر من هذه، جمعت خمسة وعشرين ضميرا للمؤمنات من مخفوض ومرفوع)
    آية النور 31 !
    ضمائر !
    هكذا قال القرطبي حكاية عن مكي ابن ابي طالب ماذكرته أعلاه
    وسماها أبو بكر العربي بآية الضمائر
    ومنها قوله تعالى (ولايضربن بأرجلهن ليعلم مايخفين من زينتهن )
    تناولت الآية اختنا أم عاصم تهاني البشري في صفحتها الثرة
    بارك الله في عمرها وأثابها خيرا من بعد خير
    مالفتني وأنا اراجع التفسير هذه العبارة
    ( وهذا يقتضي النهي عن كل ما من شأنه أن يذكر الرجل بلهو النساء ويثير منه إليهن من كل ما يرى أو يسمع من زينة أو حركة ...)
    وغايتو !
    فعلا آية ضمائر !!
    لغة ومعنى ....تلميحا وتصريحا ومبنى
    تأملنها رفيقاتي

    قلنا !
    (حسن الخلق له خاصية في فرح النفس لايعرف ذلك حق معرفته إلا المجربون )
    (السعدي)
    قلت :قوله (حق معرفته )يعني به أنك قد تعرف ذلك كمعلومة ولكن الذي يطبق هو صاحب المعرفة الحقيقية لأنه ذاق
    ومن ذاق حجة على من لم يذق !
    كم من المعلومات نعرف وكم وكم ؟
    ثم كم من مماعرفنا غرسناه ورعيناه وتبنيناه كسلوك وتهنأنا به
    لامجرد استحسان عبارة وهز رأس وانتشاء بمعنى وطرب روح وتصفيق حار لعبارة !
    إلى أي مدى صرنا مستهلكين نروح ونغدو ونقفز ونمارس لثم المعاني بالعيون على مضض ثم نتطآمن الى أنا نقرأ ونعبء ونحيا بالمعرفة
    إلى اي مدى أدمنا الالتهام وقضم المعاني ...نقضم معنى فنلقيه ثم آخر وننبذه ثم ثالث ونستحسنه ثم رابع ....في رحلة الدأب الألكتروني
    أين السلوك!
    الذي هو المقصد الأصلي للمعرفة ...أم ان المعرفة أضحت فقط وسيلة لخداع الروح والمتعة الذهنية العاجلة وتزجية الوقت ودغدغة الفضول والهروب من الواقع والاصطفاف الرتيب في المواقع!
    كل يصبح ليعلن حضوره في دفتر التواصل ...ليقول : (أنا نشط إذن أنا حي)!!!
    جيت لأخذ لأخذ حقي ونصيبي من الحضور !
    بينما هو يتلوى بالعدم !
    كم معنى صررنا في في صرة الذاكرة على وعد ان نعود إليه ونزكي معناه ثم يأخذنا اللهث الألكتروني الى معنى آخر جديد
    وكم معنى أرجأنا التحديق فيه وان نتفسه بعمق ..ونستنشقه برئة متمهلة !
    كفانا ذوق !
    قليل من المعارف لوطبقت لكنا نحن غير نحن
    وكثير من المعاني لايغني عنك شيئا الا ان يكون حجج وافتنان بالمواكبة والتسابق الى فض ظرف كل طارف وجديد
    *هدهدة الروح بغير حاجاتها خيانة لها ...روحك ستكشف الحقيقة يوما ما وستجازيك بالعقوق !
    ولاتخونوا اماناتكم
    الروح تتوثب الى معانقة السلوك وتتشوق الى تعفير جبينها في أوديةالمعاني المقدسة وأنت باللثم والذوق والقضم ونقرات الديك على السهول المتحركة تكتفي !
    ياذواق !
    على رسلك يا امة قد التقمها حوت التواصل وليس لها مايشفع ليلفظها الى بر النجاة الا الدعاوى!
    الا من رحم الله
    كم تشكونا أرواحنا ونحن في أفظع عملية تزوير نشتكي منها !
    ان أروحا لم تلتقم أثداء صدور أمهات المعالي غدت في وحشة من الجسوم ولكن أسيادها بارعين في إشباعها بالبدائل الصناعية كل ما أطلقت أنة اوزفرة أوتملمت او عضها الجوع جاءوها ب(بذاذاة) اللبن المعلب لتسكن ...وحتى هذا لم يجيدو له (خجة)
    فكل شي على مضض
    وخلق الانسان عجولا
    جونة رند :قليلا مع الصدق مع النفس قليلا من الرأفة بها
    سينفض السوق ولن تجد معك الا ماعملت وحينها لايجدي التأسف
    بارح محطات الاعجاب الكاذبة بالمعاني فإنها توهمك أنك بخير وعلى خير ثم تحبسك في محابس الغرور دون أن تبني قيمة أو تشيد سلوكا أو ترفع لبيت ذاتك عمودا !
    بعض الجشاء لايدل عن شبع وان ارتفع ولكن من يخبر صاحبه !
    كفاك لثم !
    ضم إليك روحك التي تغربت.. اسقها من كؤوس الصدق فإنها عطشى ...تشبه طفل لفظته العواصف في وديان سحيقة و(كندكته) بالتراب حتى اختفت ملامحه وحشت الأوشاب والأغبرة خياشيمه فلما عاد الى امه اكتفت بنثر الماء عليه ...احتفت بمظهره ولم تتفقد بتريث ماحل به ونست او تناست ان القضية ليست في إزاحة الأذى الظاهر فوحشة العاصفة والوادي وقسوة المشهد واللحظة الأسيفة أكثر ألما في الوجدان من مجرد أغبرة كست الجلد
    وآن لك ان تجرب الرواء الحقيقي فالإكثار من من (الغازي)قد يذهب عطش اللحظة لكنه يفتك بالحنايا
    هذه العبارة السعدية ليست للإلتهام السريع
    (حسن الخلق له خاصية في فرح النفس لايعرف ذلك حق معرفته إلا المجربون )
    فرح النفس غايتي وغايتك ولكنا نظن انه رحلة طويلة شق طريقات ومفاوز ومكابدة وتجشم مشاق
    أبدا
    الفرح أقرب مايكون اليك ياصاح
    اقرب مايكون !!
    تزكيه بسمة في وجه أمك وتقدحه كلمة طيبة
    ومواساة و تفقد للأدنى فالأدنى ... والصاحب و الجار ذي القربى والجار الجنب !
    يحيق بي الألم حين أرى آلية (شجر الدليب) وتقمص روح الوردة في المجامع والرجوع الى وضعية الشوكة حالما رجعنا الى (بيوتنا)
    تعذب روحي القهقهات مع الصحب والنهنهات في وجه أحق الناس بحسن صحابتك!
    قال ثم من قال امك !
    إبدأ بمن تعول وبمن عالوك !
    ثم وسع الدائرة ان استطعت
    منجم الأفراح اقرب مايكون اليك وأراك هاجرت لتستمطر سحائب السرور في واد بعيد .....أي قلة توفيق هذه !!!!
    قلنا : حسن الخلق له خاصية فرح النفس
    قلنا فقط ؟
    سمعتم فقط؟
    بالتأكيد لا
    كلي ثقة أن نقوم !
    هذا المخلوق الذي نركض خلفه والذي اسمه الفرح لا ينال الا بالعطاء
    والعطاء اسم جامع يستغرق كل خير وأرفعه جاها عند الله العطاء بصمت ومن غير من ولا أذى ولا صراخ وبشرط الإخلاص !!!
    رنود\
                  

08-13-2016, 03:20 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    القواعد الذهبية في أدب الخلاف
    الحمد لله الذي لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون، والصلاة والسلام على النبي الكريم الذي كان يستفتح صلاته بقوله: " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم". وعلى آله وأصحابه ومن سار على هداهم من أهل الحق والدين إلى يوم البعث والنشور. أما بعد:

    فهذه قواعد جمعتها في الأدب الواجب على أهل الإسلام عند الاختلاف عملا بقوله سبحانه وتعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} (الشورى: 10)، وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء: 59). وقوله تعالى: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ" (آل عمران: 103). أسأل الله أن ينفع بها عباده المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وقد جعلناها مختصرة موجزة ليسهل جمعها، ولا يعسر على طالب العلم التوسع فيها، وفهمها.

    القواعد الذهبية لماذا؟

    قد يسأل سائل لماذا سميت هذه القواعد بالقواعد الذهبية؟

    والجواب: أن القاعدة الواحدة منها أفضل لطالب العلم ومبتغي الحق من اكتساب الألوف من دنانير الذهب، ذكر الإمام ابن كثير -رحمه الله- في ترجمته لحبر هذه الأمة وأعلمها بكتاب الله، وهو عبد الله بن عباس رضي الله عنه هذا الخبر:
    وقال بعضهم أوصى ابن عباس بكلمات خير من الخيل الدهم، وقال: (لا تكَلَّمن فيما لا يعنيك حتى تجد له موضعًا، ولا تُمار سفيهًا ولا حليمًا فإن الحليم يغلبك، والسفيه يزدريك، ولا تَذْكُرَنَّ أخاك إذا توارى عنك إلا بمثل الذي تحب أن يتكلم فيك إذا تواريت عنه، واعمل عمل من يعلم أنه مجزي بالإحسان مأخوذ بالإجرام). فقال ابن عباس: (كلمة منه خير من عشرة آلاف). البداية والنهاية (308/8).
    وهذه الكلمات من ابن عباس رضي الله عنهما قواعد في الأخلاق، وآداب الجدال لا تقدر بمال.

    أولاً: قواعد عامة في الخلاف

    1 - ما لا يتطرق إليه الخلل ثلاثة:

    كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإجماع الصحابة، وما سوى ذلك ليس بمعصوم: الأصول التي يتطرق إليها الخلل والتي يجب الرجوع إليها عند كل خلاف هي كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة، ثم ما علم يقينًا أن أمة الإسلام جميعها اجتمعت عليه، وما سوى هذه الأصول الثلاثة فليس بمعصوم من الخطأ.

    ويترتب على القاعدة السابقة ما يلي:

    أ - لا يجوز لأحد أن يخرج عن المقطوع دلالته من كتاب الله، وسنة رسوله، وما علم يقينًا أن الأمة قد أجمعت عليه.
    ب - ظني الدلالة من الكتاب والسنة يرد إلى المقطوع، والمتشابه يرد إلى المحكم؛ لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (آل عمران: 7).

    جـ - ما تنازع فيه المسلمون يجب أن يردوا الخلاف فيه إلى كلام الله، وكلام رسوله، عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء: 59).

    2 - رد المعلوم من الدين ضرورة كفر:

    لا يجوز الخلاف في حكم من الأحكام المقطوع بها في الإسلام، والمقطوع به هو المجمع عليه إجماعًا لا شبهة فيه، والمعلوم من الدين بالضرورة كالإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله تعالى، وأن القرآن الذي كتبه الصحابة ويقرؤه المسلمون جميعًا إلى يومنا هذا هو كتاب الله لم ينقص منه شيء، والصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان، ووجوب الزكاة والحج، وحرمة الربا والزنا، والخمر، والفواحش، ونحو ذلك من المعلوم من الدين بالضرورة أنه من الإسلام، وكل ذلك لا يجوز فيه خلاف بين الأمة ورد هذا ومثله كفر.

    3 - الخلاف جائز في الأمور الاجتهادية:

    الأحكام الاجتهادية الخلافية التي وقع التنازع فيه بين الأمة في عصور الصحابة ومن بعدهم إلى يومنا هذا يجوز فيها الاختلاف، ولا يجوز الحكم على من اتبع قولاً منها بكفر ولا فسق ولا بدعة. ولمن بلغ درجة النظر والاجتهاد أن يختار منها ما يراه الحق، ولمن عرف الأدلة وأصول الفقه أن يرجح بين الأقوال، ولا بأس بالتصويب والتخطيء، وبالقول إن هذا راجح، وهذا مرجوح، وذلك كرؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج، وقراءة الفاتحة وراء الإمام في الجهرية، والجهر والإسرار بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"، وإتمام الصلاة في السفر.

    4 - وقوع الاختلاف وكونه رحمة وسعة أحيانًا:

    الخلاف في الأمور الاجتهادية الظنية واقع من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع علماء وفضلاء هذه الأمة، وذلك أنه من لوازم غير المعصوم، ولا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما من بعده فلا عصمة لأحد منهم، والخطأ واقع منهم لا محالة.
    وهذا الخلاف الجائز، أو السائغ، قد نص كثير من سلف الأمة أن فيه أنواعا من الرحمة لهذه الأمة:

    أ - الرحمة في عدم المؤاخذة: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (البقرة: 286)، وقد ثبت في صحيح البخاري رحمه الله أن الله قال بعد أن أنزل هذه الآية، وتلاها الصحابة: "قد فعلت"، والمجتهد المخطئ معذور، بل مأجور أجرًا واحدًا كما جاء في الصحيحين: "إذا حكم الحاكم ثم اجتهد فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" متفق عليه.

    ب - الرحمة والسعة في جواز أخذ القول الاجتهادي كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة المجتهدين: قال ابن قدامة رحمه الله في مقدمة كتابه المغني: (أما بعد... فإن الله برحمته وطوله جعل سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام مهد بهم قواعد الإسلام وأوضح بهم مشكلات الأحكام: اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة).
    وقال الإمام الحجة القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم: "لقد نفع الله باختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أعمالهم، لا يعمل العامل بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سعة، ورأى أن خيرًا منه قد عمل عمله". (جامع بيان العلم وفضله 80/4)، وذكر ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله أن "عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد اجتمعا فجعلا يتذكران الحديث فجعل عمر يجيء بالشيء مخالفًا فيه القاسم، وجعل ذلك يشقّ على القاسم حتى تبين فيه فقال له عمر: لا تفعل فما يسرني أن لي باختلافهم حمر النعم". (جامع بيان العلم وفضله 80/2). وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن "رجلاً صنف كتابًا في الاختلاف فقال أحمد: لا تُسمِّه كتاب الاختلاف، ولكن سمه كتاب السعة". (الفتاوى 79/30).

    5 - يجب اتباع ما ترجح لدينا أنه الحق:

    ما تنازع فيه الصحابة وأئمة الإسلام بعدهم، وعلم بعد ذلك أن النص بخلافه فإنه يجب علينا فيه اتباع ما تبين أنه موافق للدليل، وعدم اتهام السابقين بكفر أو فسق أو بدعة وذلك: كترك الجنب الذي لا يجد ماء للصلاة حتى يجد الماء، وصرف الدينار بالدينارين، ونكاح المتعة، ومنع التمتع في الحج، وجواز القدر غير المسكر من خمر العنب، ومثل هذه المسائل كثير.

    6 - أسباب الخلاف التي يعذر فيها:

    أسباب الخلاف التي يعذر فيها المخالفون كثيرة: كمعرفة بعضهم بالدليل، وجهل بعضهم له والاختلاف حول صحة الدليل، وضعفه، وكونه نصًّا على المسألة أو ظاهرًا أو مؤولاً، وتفاوت فهمهم للنص وتقديم بعضهم دلالة من دلالات النص على أخرى، كمن يقدم الفحوى على الظاهر، وكمن يقدم الظاهر على الفحوى، كما اختلفوا في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة؛ فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيهم، وقال بعضهم بل نصلي، لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدًا منهم". متفق عليه.
    ومثل هذه الأسباب يعذر أصحابها إذا اجتهد كل منهم لمعرفة الحق.

    7- أسباب الخلاف التي لا يعذر فيها المخالف:

    وأما الأسباب الأخرى التي لا يعذر فيها المخالف فهي الحسد والبغي، والمراءاة والانتصار للنفس ومن كانت هذه دوافعه للخلاف، حرم التوفيق والإنصاف، ولم يهتد إلا للشقاق والخلاف، كما قال تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. (البقرة: 213) فالذين هداهم الله هم الذين لا يبغون.

    8 - وجوب طاعة الإمام في الأمور العامة وإن أساء ما لم يخرج من الإسلام:

    منهج أهل السنة والجماعة الصلاة خلف أئمة الجور والجهاد معهم، وإن كانوا فجارًا، والصوم بصومهم والحج بحجهم، وإعطاء الزكاة لهم.
    ففي الصلاة صلى المسلمون خلف الذين حاصروا الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وصلى السلف خلف الحجاج والوليد، والمختار بن أبي عبيد، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة خلف الولاة وإن كانوا يؤخرون الصلاة عن وقتها. وفي الزكاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم". متفق عليه.

    9 - لا يجوز للإمام أن يحجر نشر علم يخالفه: ليس لإمام المسلمين أن يحجر الناس من نشر علم يخالف رأيه، أو مذهبه، بل عليه أن يترك كل مسلم وما تولى، كما ترك عمر رضي الله عنه عمارا وغيره يذكر ما يأثره عن الرسول رضي الله عنه في التيمم.

    وأفتى ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم بخلاف رأي عمر رضي الله عنه في متعة الحج، وأفتى حذيفة وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين بخلاف رأي عثمان رضي الله عنه في إتمام الصلاة بعرفة ومنى.

    ولكن يجب على الإمام أن يمنع نشر الكفر والبدع والزندقة، وأن يقيم الحدود الشرعية في ذلك، فسب الله وسب رسوله وسب دينه يوجب القتل لقوله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه" رواه البخاري، والساعي في المتشابهات، والتشكيك في الدين يجب تعزيره كما فعل عمر رضي الله عنه مع صبيغ بن عسل.
    والمسلم المتأول المخطئ يناقش في خطئه، وتأوله كما فعل عمر رضي الله عنه أيضا مع الذين شربوا الخمر تأولاً. ولا يجوز الحكم على متأول إلا بعد قيام الحجة عليه.

    10 - لكل مسلم الحق بل عليه الواجب في إنكار المنكر والأمر بالمعروف: لما كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا من الله على كل مسلم وجب على ولي الأمر إطلاق يد المسلم في ذلك إلا ما كان من حقوقه هو كإقامة الحدود، والتعازير، وأما ما كان تحت ولاية المسلم فهذا له كتأديب الزوجة، والولد في حدود ما شرعه الله في ذلك، وكذلك إنكار المنكر باللسان، لو كان هو منكر الإمام نفسه عملاً بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 159-160].

    فلا يجوز للمسلم أن يكتم علما، ولا أن يقر على باطل إذا علم أن إقراره رضا ومتابعة، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حيث يقول: "ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا.. ما صلوا". (رواه مسلم). ونص الحديث أن المسلم لا يبرأ إلا بالإنكار، وقد يسلم بالسكوت وعدم الرضا إذا لم يستطع الإنكار باللسان.
    الآداب الواجب اتباعها للخروج من الخلاف وما ينبغي أن يكون بعد الخلاف

    أولا: الآداب التي يجب اتباعها للخروج من الخلاف

    هذه جملة من الآداب التي إذا اتبعها المسلمون ـ فيما ينشأ بينهم من خلاف ـ اهتدوا بحول الله ومشيئته ورحمته إلى الحق.

    1 - التثبت من قول المخالف: أول ما يجب على المسلم أن يتثبت في النقل، وأن يعلم حقيقة قول المخالف، وذلك بالطرق الممكنة كالسماع من صاحب الرأي نفسه، أو قراءة ما ينقل عنه من كتبه لا مما يتناقله الناس شفاها، أو سماع كلامه من شريط مسجل أيضا مع ملاحظة أن الأشرطة الصوتية يمكن أن يدخل عليها القطع والوصل، وحذف الكلام عن سياقه، ولذلك يجب سماع الكلام بكامله ولو أن أهل العلم يتثبتون فيما ينقل إليهم من أخبار لزال معظم الخلاف الذي يجري بين المسلمين اليوم، وقد أمرنا الله بالتثبت كما قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].

    وقال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 36].
    وقد وقفت بنفسي -أنا كاتب هذه السطور- على حالات كثيرة من الخلاف التي كان أساسها التسرع في النقل، وعدم التثبت فيه، وعندما وقع التثبت تبين أن الأمر بخلافه.

    2 - تحديد محل التنازع والخلاف: كثيرا ما يقع الخلاف بين المخالفين، ويستمر النقاش والردود وهم لا يعرفون على التحديد ما نقاط الخلاف بينهم، ولذلك يجب أولا قبل الدخول في نقاش أو جدال تحديد مواطن الخلاف تحديدا واضحا حتى يتبين أساس الخلاف، ولا يتجادلان في شيء قد يكونان هما متفقين عليه، وكثيرا ما يكون الخلاف بين المختلفين ليس في المعاني، وإنما في الألفاظ فقط فلو استبدل أحد المختلفين لفظة بلفظة أخرى لزال الإشكال بينهما. ولذا لزم تحديد محل الخلاف تحديدا واضحا.

    3 - لا تتهم النيات: مهما كان مخالفك مخالفا للحق في نظرك فإياك أن تتهم نيته، افترض في المسلم الذي يؤمن بالقرآن والسنة ولا يخرج عن إجماع الأمة، افترض فيه الإخلاص، ومحبة الله ورسوله، والرغبة في الوصول إلى الحق، وناظره على هذا الأساس، وكن سليم الصدر نحوه. لا شك أنك بهذه الطريقة ستجتهد في أن توصله إلى الحق إن كان الحق في جانبك وأما إذا افترضت فيه من البداية سوء النية، وقبح المقصد فإن نقاشك معه سيأخذ منحى آخر وهو إرادة كشفه وإحراجه، وإخراج ما تظن أنه خبيئة عنده، وقد يبادلك مثل هذا الشعور، فينقلب النقاش عداوة، والرغبة في الوصول إلى الحق رغبة في تحطيم المخالف وبيان ضلاله وانحرافه.

    4 - أخلص النية لله: اجعل نيتك في المناظرة هو الوصول إلى الحق وإرضاء الله سبحانه وتعالى، وكشف غموض عن مسألة يختلف فيها المسلمون، ورأب الصدع بينهم، وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين.
    وإذا كانت هذه نيتك فإنك تثاب على ما تبذله من جهد في هذا الصدد؛ قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" متفق عليه.

    5 - ادخل إلى المناظرة وفي نيتك أن تتبع الحق وإن كان مع خصمك ومناظرك: يجب على المسلم الذي يخالف أخاه في مسألة ويناظره فيها ألا يدخل نقاشا معه إلا إذا نوى أن يتبع الحق أنى وجده، وأنه إن تبين له أن الحق مع مخالفه اتبعه، وشكر لأخيه الذي كان ظهور الحق على يده؛ لأنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس.

    6 - اتهم رأيك: يجب على المسلم المناظر، وإن كان متأكدا من رأيه أنه صواب أن يتهم رأيه، ويضع في الاحتمال أن الحق يمكن أن يكون مع مخالفه، وبهذا الشعور يسهل عليه تقبل الحق عندما يظهر، ويلوح له.

    7 - قبول الحق من المخالف حق وفضيلة: إن قبول الحق من مخالفك حق وفضيلة، فالمؤمن يجب أن يذعن للحق عندما يتبينه، ولا يجوز له رد الحق؛ لأن رد الحق قد يؤدي إلى الكفر كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تماروا في القرآن فإن مراء في القرآن كفر..". (رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع).

    والمماراة هنا معناها المجادلة، ودفع دلالته بالباطل لأن هذا يكون تكذيبا لله وردًّا لحكمه، وليس تكذيبا للمخالف. ورد الحق كبرا من العظائم، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر فقال صلى الله عليه وسلم: "الكبر بطر الحق وغمط الناس". (رواه مسلم) وبطر الحق رده.

    8 - اسمع قبل أن تُجيب: من آداب البحث والمناظرة أن تسمع من مخالفك قبل أن ترد، وأن تحدد محل الخلاف قبل أن تخوض في الموضوع.

    9- اجعل لمخالفك فرصة مكافئة لفرصتك: يجب على كل مختلفين أن يعطي كل منهما للآخر عند النقاش فرصة مكافئة لفرصته فإن هذا أولى درجات الإنصاف.

    10 - لا تقاطع: انتظر فرصتك في النقاش، ولا تقاطع مخالفك وانتظر أن ينتهي من كلامه.

    11 - اطلب الإمهال، إذا ظهر ما يحتاج أن تراجع فيه نفسك: إذا ظهر لك أن أمرا ما يجب أن تراجع فيه النفس، وتتفكر فيه لتتخذ قرارا بالعدول عن رأيك أو إعادة النظر فيه، فاطلب الإمهال حتى تقلِّب وجهات النظر، وأما إذا تحققت من الحق فبادر بإعلانه، والإذعان له فإن هذا هو الواجب عليك فالذي يخاصمك بالآية والحديث يطلب منك في الحقيقة الإذعان إلى حكم الله وحكم رسوله. وكل من ظهر له حكم الله وحكم رسوله وجب عليه قبوله فورا كما قال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51].

    12 - لا تجادل ولا تمارِ: لا يكن دخولك في نقاش مع أخيك المسلم هدفه الجدال والمماراة، بل يجب أن يكون مقصدك معرفة الحق، أو توضيحه لمخالفك؛ لأن الجدال مذموم والمماراة مذمومة، والجدال والمماراة أن يكون الانتصار لرأيك، وقطع خصمك وإثبات جهله، أو عجزه، وإثبات أنك الأعلم أو الأفهم. أو الأقدر على إثبات الحجة.

    13 - حدد مصطلحاتك واعرف جيدا مصطلحات مخالفك: كثيرا ما يتجادل اثنان ويختلف قوم ولا يكون سبب خلافهم إلا أنهم يستعملون كلمات ومصطلحات كل منهم يفهمها بمعنى يختلف عما يفهمها الآخر.

    من أجل ذلك يجب عليك أن تحدد معاني كلماتك التي قد يفهمها مخالفك على صورة أخرى، وكذلك المصطلحات التي تستعملها، وأسأل مخالفك عن معاني كلماته، ومصطلحاته حتى تعرف مراده من كلامه.

    ومن المصطلحات التي يختلف في معناها الناس في الوقت الحاضر: المنهج، طريق السلف، وسائل الدعوة، أساليب الدعوة، البدعة المكفرة، الهجر، التطرف، الإرهاب، الخروج... إلخ، وكذلك يجب أن تعلم أن مخالفك يفهم هذه المصطلحات كما تفهمها أنت، أو كما هو معناها الحقيقي في اصطلاح العقيدة، الأصول، البدعة.

    14 - إذا تيقنت أن الحق مع مخالفك فاقبله وإذا قبل منك الحق فاشكره ولا تمن عليه: يجب على المسلم إذا علم الحق من كلام مخالفه أن يبادر إلى قبوله فورا؛ لأن مخالفك في الدين يدعوك إلى حكم الله حكم رسوله، وليس إلى حكم نفسه.
    وأما إذا كان رأيا مجردا، ورأيت أن الحق معه، وأن المصلحة الراجحة في اتباعه فاقبله أيضا لأن المسلم رجاع إلى الحق.
    وأما إذا وافقك مخالفك، ورجع عن قوله إلى قولك فاشكر له إنصافه، وقبوله للحق، واحمد الله أن وفقك إلى إقالة عثرة لأخيك، وبيان حق كان غائبا عنه.

    15 - لا تيأس من قبول مخالفك للحق: لا تكن عجولا متبرما غضوبا إلى اتهام مخالفك الذي لم يقبل ما تدلي به من حجة، وإن كنت على يقين مما عندك، ولا تيأس أن يعود مخالفك إلى الحق يوما، ولربما خالفك مخالف الآن ثم يعود بعد مدة إلى الحق فلا تعجل.

    16 - أرجئ النقاش إلى وقت آخر إذا علمت أن الاستمرار فيه يؤدي إلى الشقاق والنفور: إذا تيقنت أن النقاش والحوار سيؤدي الاستمرار فيه إلى الشقاق، والنفور فاطلب رفع الجلسة، وإرجاء النقاش إلى وقت آخر، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا" (رواه أبو داود، وحسنه الألباني في السلسلة 273).

    17 - الإبقاء على الأخوة مع الخلاف في الرأي في المسائل الخلافية أولى من دفع المخالف إلى الشقاق والعداوة: إذا علمت من مخالفك أنه لا يبقى أخا إلا ببقائه على ما هو عليه من أمر مرجوح ورأي مخالف للحق في نظرك فتركه على ما هو عليه أولى من دفعه إلى الشقاق والخلاف؛ لأن بقاء المسلمين أخوة في الدين مع اختلافهم في المسائل الاجتهادية خير من تفرقهم وتمزقهم وبقائهم على خلافاتهم.

    ثانيا: ما بعد الخلاف

    إذا وقع الخلاف بين مسلم وآخر في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف، وهي الأمور الاجتهادية، أو الأمور التي اختلف الصحابة والأئمة فيها قديما فإن الواجب الشرعي هو اتباع الخطوات السابقة في أدب الخلاف والمناظرة.
    ولا شك أنه لو اتبعت الخطوات السابقة قضي على الخلاف بإذن الله، ووصل المختلفان إلى الاتفاق، ووفقا بحول الله إلى الحق.
    وأما إذا ظهر لكل منهما صحة نظره وسلامة قوله، وأنه لا يستطيع أن يدين لله إلا بما يراه، فإن واجب المختلفين ما يأتي:

    1 - إعذار المخالف وترك أمره لله سبحانه وتعالى: الأدب الشرعي الأول هو إعذار من يخالفك الرأي من المسلمين في الأمور الاجتهادية، وإيكال أمره لله، وتنزيهه من فساد النية، وإرادة غير الحق ما دام ظاهره هو الدين والعدل.

    2 - إبقاء الأخوة: لا يجوز لمسلم أن يقاطع أخاه المسلم لرأي ارتآه، أو اجتهاد اجتهد فيه ما دام يعلم أنه تحرى الحق، واتبع ما يظن أنه الصواب، ولا يجوز في مثل هذه الحالة هجران أو تعزير، ولا شك أنه لو أن كل مختلفين تهاجرا لم يبق مسلم مع مسلم.

    3 - لا تشنيع ولا تفسيق ولا تبديع للمخالف في الأمور الاجتهادية: لا يجوز اتهام المخالف ولا التشنيع عليه، ولا ذكره من أجل مخالفته، ولا تبديعه، ولا تفسيقه ومن صنع شيئا من ذلك فهو المبتدع المخالف لإجماع الصحابة.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد اتفق الصحابة في مسائل تنازعوا فيها على إقرار كل فريق للفريق الآخر على العمل باجتهادهم، كمسائل في العبادات، والمناكح والمواريث والعطاء، والسياسة، وغير ذلك، وحكم عمر أول عام في الفريضة الحمارية بعدم التشريك، وفي العام الثاني بالتشريك في واقعة مثل الأولى، ولما سئل عن ذلك قال: تلك على ما قضينا وهذه على ما نقضي، وهم الأئمة الذين ثَبَتَ بالنصوص أنهم لا يجتمعون على باطل ولا ضلالة، ودل الكتاب والسنة على وجوب متابعتهم". (مجموع الفتاوى).

    وقال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام محمد بن نصر المروزي: "ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له قمنا عليه وبدعناه، وهجرناه، لما سلم معنا ابن نصير، ولا ابن منده ، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، هو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة". [سير أعلام النبلاء 40/14].

    4 - لا يجوز التشنيع ولا التبديع ولا التفسيق لأحد من سلف الأمة ومجتهديها إذا خالف بعض الأمور القطعية اجتهادا: ولا يجوز لنا التشنيع ولا التبديع ولا التفسيق لأحد من سلف الأمة المشهود لهم بالخير، إذا علم أنه خالف في بعض الأمور القطعية اجتهادا منه.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وليس في ذكر كون المسألة قطعية طعن على من خالفها من المجتهدين كسائر المسائل التي اختلف فيها السلف، وقد تيقنا صحة أحد القولين مثل كون الحامل المتوفى عنها زوجها تعتد لوضع الحمل، وأن الجماع المجرد عن الإنزال يوجب الغسل، وأن ربا الفضل حرام، والمتعة حرام". [الآداب الشرعية 186/1].

    5 - يجوز بيان الحق وترجيح الصواب وإن خالف اجتهاد الآخرين: لكل من المختلفين أن يذكر ما يراه حقًّا، وينشر ما يراه صوابا، ويرجح ما يراه الراجح، وله أن يبين أن قول معارضه مرجوح لأن كتمان العلم لا يجوز، وعلى كل مجتهد أن يذكر ما يعتقد أنه الحق، وإن خالف من خالف من الأئمة والعلماء والأقران.

    وقد خالف ابن عمر وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهما عمر بن الخطاب، وأبا بكر الصديق في متعة الحج، وأفتيا بخلافهما، هذا مع كمال الموالاة للصديق والفاروق وكان كل إمام وعالم يفتي بما يراه الصواب وإن خالف غيره، وقد قال الإمام مالك: "ما منا إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر" يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

    6 - لا يجوز حمل الناس على الرأي الاجتهادي: لا يجوز لعالم مجتهد، ولا لإمام عام أن يحمل الناس على رأيه واجتهاده، وهذا كما أن الحاكم ليس له أن ينقض حكم غيره في مثل هذه المسائل، ولا للعالم والمفتي أن يلزم الناس باتباعه في مثل هذه المسائل، ولهذا لما استشار الرشيد مالكا أن يحمل الناس على موطئه في مثل هذه المسائل منعه من ذلك.

    وقال: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في الأمصار، وقد أخذ كل قوم من العلم ما بلغهم، وصنف رجل كتابا في الاختلاف، فقال أحمد: لا تسمِّه كتاب الاختلاف، ولكن سمه كتاب السعة.
    ولهذا كان بعض العلماء يقول: إجماعهم حجة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة، وكان عمر بن عبد العزيز يقول: ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا؛ لأنهم إذا اجتمعوا على قول فخالفهم رجل كان ضالا، وإذا اختلفوا فأخذ رجل بقول هذا، ورجل يقول هذا كان في الأمر سعة، وكذلك قال غير مالك من الأئمة: ليس للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه.

    ولهذا قال العلماء المصنفون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصحاب الشافعي رحمه الله وغيره: إن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد، وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها، ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية، فمن تبين له صحة أحد القولين تبعه، ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه، ونظائر هذه المسائل كثيرة: مثل القراءة بالبسملة سرًّا أو جهرا، وترك ذلك، والتيمم بضربة أو ضربتين إلى الكوعين، أو المرفقين والتيمم لكل صلاة أو لوقت كل صلاة أو الاكتفاء بتيمم واحد، وقبول شهادة أهل الذمة بعضهم على بعض، أو المنع من قبول شهادتهم

    الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
                  

08-13-2016, 03:21 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    القواعد الذهبية في أدب الخلاف
    الحمد لله الذي لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون، والصلاة والسلام على النبي الكريم الذي كان يستفتح صلاته بقوله: " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم". وعلى آله وأصحابه ومن سار على هداهم من أهل الحق والدين إلى يوم البعث والنشور. أما بعد:

    فهذه قواعد جمعتها في الأدب الواجب على أهل الإسلام عند الاختلاف عملا بقوله سبحانه وتعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} (الشورى: 10)، وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء: 59). وقوله تعالى: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ" (آل عمران: 103). أسأل الله أن ينفع بها عباده المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وقد جعلناها مختصرة موجزة ليسهل جمعها، ولا يعسر على طالب العلم التوسع فيها، وفهمها.

    القواعد الذهبية لماذا؟

    قد يسأل سائل لماذا سميت هذه القواعد بالقواعد الذهبية؟

    والجواب: أن القاعدة الواحدة منها أفضل لطالب العلم ومبتغي الحق من اكتساب الألوف من دنانير الذهب، ذكر الإمام ابن كثير -رحمه الله- في ترجمته لحبر هذه الأمة وأعلمها بكتاب الله، وهو عبد الله بن عباس رضي الله عنه هذا الخبر:
    وقال بعضهم أوصى ابن عباس بكلمات خير من الخيل الدهم، وقال: (لا تكَلَّمن فيما لا يعنيك حتى تجد له موضعًا، ولا تُمار سفيهًا ولا حليمًا فإن الحليم يغلبك، والسفيه يزدريك، ولا تَذْكُرَنَّ أخاك إذا توارى عنك إلا بمثل الذي تحب أن يتكلم فيك إذا تواريت عنه، واعمل عمل من يعلم أنه مجزي بالإحسان مأخوذ بالإجرام). فقال ابن عباس: (كلمة منه خير من عشرة آلاف). البداية والنهاية (308/8).
    وهذه الكلمات من ابن عباس رضي الله عنهما قواعد في الأخلاق، وآداب الجدال لا تقدر بمال.

    أولاً: قواعد عامة في الخلاف

    1 - ما لا يتطرق إليه الخلل ثلاثة:

    كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإجماع الصحابة، وما سوى ذلك ليس بمعصوم: الأصول التي يتطرق إليها الخلل والتي يجب الرجوع إليها عند كل خلاف هي كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة، ثم ما علم يقينًا أن أمة الإسلام جميعها اجتمعت عليه، وما سوى هذه الأصول الثلاثة فليس بمعصوم من الخطأ.

    ويترتب على القاعدة السابقة ما يلي:

    أ - لا يجوز لأحد أن يخرج عن المقطوع دلالته من كتاب الله، وسنة رسوله، وما علم يقينًا أن الأمة قد أجمعت عليه.
    ب - ظني الدلالة من الكتاب والسنة يرد إلى المقطوع، والمتشابه يرد إلى المحكم؛ لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} (آل عمران: 7).

    جـ - ما تنازع فيه المسلمون يجب أن يردوا الخلاف فيه إلى كلام الله، وكلام رسوله، عملاً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء: 59).

    2 - رد المعلوم من الدين ضرورة كفر:

    لا يجوز الخلاف في حكم من الأحكام المقطوع بها في الإسلام، والمقطوع به هو المجمع عليه إجماعًا لا شبهة فيه، والمعلوم من الدين بالضرورة كالإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله تعالى، وأن القرآن الذي كتبه الصحابة ويقرؤه المسلمون جميعًا إلى يومنا هذا هو كتاب الله لم ينقص منه شيء، والصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان، ووجوب الزكاة والحج، وحرمة الربا والزنا، والخمر، والفواحش، ونحو ذلك من المعلوم من الدين بالضرورة أنه من الإسلام، وكل ذلك لا يجوز فيه خلاف بين الأمة ورد هذا ومثله كفر.

    3 - الخلاف جائز في الأمور الاجتهادية:

    الأحكام الاجتهادية الخلافية التي وقع التنازع فيه بين الأمة في عصور الصحابة ومن بعدهم إلى يومنا هذا يجوز فيها الاختلاف، ولا يجوز الحكم على من اتبع قولاً منها بكفر ولا فسق ولا بدعة. ولمن بلغ درجة النظر والاجتهاد أن يختار منها ما يراه الحق، ولمن عرف الأدلة وأصول الفقه أن يرجح بين الأقوال، ولا بأس بالتصويب والتخطيء، وبالقول إن هذا راجح، وهذا مرجوح، وذلك كرؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج، وقراءة الفاتحة وراء الإمام في الجهرية، والجهر والإسرار بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"، وإتمام الصلاة في السفر.

    4 - وقوع الاختلاف وكونه رحمة وسعة أحيانًا:

    الخلاف في الأمور الاجتهادية الظنية واقع من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع علماء وفضلاء هذه الأمة، وذلك أنه من لوازم غير المعصوم، ولا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما من بعده فلا عصمة لأحد منهم، والخطأ واقع منهم لا محالة.
    وهذا الخلاف الجائز، أو السائغ، قد نص كثير من سلف الأمة أن فيه أنواعا من الرحمة لهذه الأمة:

    أ - الرحمة في عدم المؤاخذة: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (البقرة: 286)، وقد ثبت في صحيح البخاري رحمه الله أن الله قال بعد أن أنزل هذه الآية، وتلاها الصحابة: "قد فعلت"، والمجتهد المخطئ معذور، بل مأجور أجرًا واحدًا كما جاء في الصحيحين: "إذا حكم الحاكم ثم اجتهد فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" متفق عليه.

    ب - الرحمة والسعة في جواز أخذ القول الاجتهادي كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة المجتهدين: قال ابن قدامة رحمه الله في مقدمة كتابه المغني: (أما بعد... فإن الله برحمته وطوله جعل سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام مهد بهم قواعد الإسلام وأوضح بهم مشكلات الأحكام: اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة).
    وقال الإمام الحجة القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم: "لقد نفع الله باختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أعمالهم، لا يعمل العامل بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سعة، ورأى أن خيرًا منه قد عمل عمله". (جامع بيان العلم وفضله 80/4)، وذكر ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله أن "عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد اجتمعا فجعلا يتذكران الحديث فجعل عمر يجيء بالشيء مخالفًا فيه القاسم، وجعل ذلك يشقّ على القاسم حتى تبين فيه فقال له عمر: لا تفعل فما يسرني أن لي باختلافهم حمر النعم". (جامع بيان العلم وفضله 80/2). وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن "رجلاً صنف كتابًا في الاختلاف فقال أحمد: لا تُسمِّه كتاب الاختلاف، ولكن سمه كتاب السعة". (الفتاوى 79/30).

    5 - يجب اتباع ما ترجح لدينا أنه الحق:

    ما تنازع فيه الصحابة وأئمة الإسلام بعدهم، وعلم بعد ذلك أن النص بخلافه فإنه يجب علينا فيه اتباع ما تبين أنه موافق للدليل، وعدم اتهام السابقين بكفر أو فسق أو بدعة وذلك: كترك الجنب الذي لا يجد ماء للصلاة حتى يجد الماء، وصرف الدينار بالدينارين، ونكاح المتعة، ومنع التمتع في الحج، وجواز القدر غير المسكر من خمر العنب، ومثل هذه المسائل كثير.

    6 - أسباب الخلاف التي يعذر فيها:

    أسباب الخلاف التي يعذر فيها المخالفون كثيرة: كمعرفة بعضهم بالدليل، وجهل بعضهم له والاختلاف حول صحة الدليل، وضعفه، وكونه نصًّا على المسألة أو ظاهرًا أو مؤولاً، وتفاوت فهمهم للنص وتقديم بعضهم دلالة من دلالات النص على أخرى، كمن يقدم الفحوى على الظاهر، وكمن يقدم الظاهر على الفحوى، كما اختلفوا في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة؛ فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيهم، وقال بعضهم بل نصلي، لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدًا منهم". متفق عليه.
    ومثل هذه الأسباب يعذر أصحابها إذا اجتهد كل منهم لمعرفة الحق.

    7- أسباب الخلاف التي لا يعذر فيها المخالف:

    وأما الأسباب الأخرى التي لا يعذر فيها المخالف فهي الحسد والبغي، والمراءاة والانتصار للنفس ومن كانت هذه دوافعه للخلاف، حرم التوفيق والإنصاف، ولم يهتد إلا للشقاق والخلاف، كما قال تعالى: { كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. (البقرة: 213) فالذين هداهم الله هم الذين لا يبغون.

    8 - وجوب طاعة الإمام في الأمور العامة وإن أساء ما لم يخرج من الإسلام:

    منهج أهل السنة والجماعة الصلاة خلف أئمة الجور والجهاد معهم، وإن كانوا فجارًا، والصوم بصومهم والحج بحجهم، وإعطاء الزكاة لهم.
    ففي الصلاة صلى المسلمون خلف الذين حاصروا الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وصلى السلف خلف الحجاج والوليد، والمختار بن أبي عبيد، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة خلف الولاة وإن كانوا يؤخرون الصلاة عن وقتها. وفي الزكاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم". متفق عليه.

    9 - لا يجوز للإمام أن يحجر نشر علم يخالفه: ليس لإمام المسلمين أن يحجر الناس من نشر علم يخالف رأيه، أو مذهبه، بل عليه أن يترك كل مسلم وما تولى، كما ترك عمر رضي الله عنه عمارا وغيره يذكر ما يأثره عن الرسول رضي الله عنه في التيمم.

    وأفتى ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم بخلاف رأي عمر رضي الله عنه في متعة الحج، وأفتى حذيفة وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين بخلاف رأي عثمان رضي الله عنه في إتمام الصلاة بعرفة ومنى.

    ولكن يجب على الإمام أن يمنع نشر الكفر والبدع والزندقة، وأن يقيم الحدود الشرعية في ذلك، فسب الله وسب رسوله وسب دينه يوجب القتل لقوله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه" رواه البخاري، والساعي في المتشابهات، والتشكيك في الدين يجب تعزيره كما فعل عمر رضي الله عنه مع صبيغ بن عسل.
    والمسلم المتأول المخطئ يناقش في خطئه، وتأوله كما فعل عمر رضي الله عنه أيضا مع الذين شربوا الخمر تأولاً. ولا يجوز الحكم على متأول إلا بعد قيام الحجة عليه.

    10 - لكل مسلم الحق بل عليه الواجب في إنكار المنكر والأمر بالمعروف: لما كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا من الله على كل مسلم وجب على ولي الأمر إطلاق يد المسلم في ذلك إلا ما كان من حقوقه هو كإقامة الحدود، والتعازير، وأما ما كان تحت ولاية المسلم فهذا له كتأديب الزوجة، والولد في حدود ما شرعه الله في ذلك، وكذلك إنكار المنكر باللسان، لو كان هو منكر الإمام نفسه عملاً بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 159-160].

    فلا يجوز للمسلم أن يكتم علما، ولا أن يقر على باطل إذا علم أن إقراره رضا ومتابعة، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حيث يقول: "ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا.. ما صلوا". (رواه مسلم). ونص الحديث أن المسلم لا يبرأ إلا بالإنكار، وقد يسلم بالسكوت وعدم الرضا إذا لم يستطع الإنكار باللسان.
    الآداب الواجب اتباعها للخروج من الخلاف وما ينبغي أن يكون بعد الخلاف

    أولا: الآداب التي يجب اتباعها للخروج من الخلاف

    هذه جملة من الآداب التي إذا اتبعها المسلمون ـ فيما ينشأ بينهم من خلاف ـ اهتدوا بحول الله ومشيئته ورحمته إلى الحق.

    1 - التثبت من قول المخالف: أول ما يجب على المسلم أن يتثبت في النقل، وأن يعلم حقيقة قول المخالف، وذلك بالطرق الممكنة كالسماع من صاحب الرأي نفسه، أو قراءة ما ينقل عنه من كتبه لا مما يتناقله الناس شفاها، أو سماع كلامه من شريط مسجل أيضا مع ملاحظة أن الأشرطة الصوتية يمكن أن يدخل عليها القطع والوصل، وحذف الكلام عن سياقه، ولذلك يجب سماع الكلام بكامله ولو أن أهل العلم يتثبتون فيما ينقل إليهم من أخبار لزال معظم الخلاف الذي يجري بين المسلمين اليوم، وقد أمرنا الله بالتثبت كما قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].

    وقال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 36].
    وقد وقفت بنفسي -أنا كاتب هذه السطور- على حالات كثيرة من الخلاف التي كان أساسها التسرع في النقل، وعدم التثبت فيه، وعندما وقع التثبت تبين أن الأمر بخلافه.

    2 - تحديد محل التنازع والخلاف: كثيرا ما يقع الخلاف بين المخالفين، ويستمر النقاش والردود وهم لا يعرفون على التحديد ما نقاط الخلاف بينهم، ولذلك يجب أولا قبل الدخول في نقاش أو جدال تحديد مواطن الخلاف تحديدا واضحا حتى يتبين أساس الخلاف، ولا يتجادلان في شيء قد يكونان هما متفقين عليه، وكثيرا ما يكون الخلاف بين المختلفين ليس في المعاني، وإنما في الألفاظ فقط فلو استبدل أحد المختلفين لفظة بلفظة أخرى لزال الإشكال بينهما. ولذا لزم تحديد محل الخلاف تحديدا واضحا.

    3 - لا تتهم النيات: مهما كان مخالفك مخالفا للحق في نظرك فإياك أن تتهم نيته، افترض في المسلم الذي يؤمن بالقرآن والسنة ولا يخرج عن إجماع الأمة، افترض فيه الإخلاص، ومحبة الله ورسوله، والرغبة في الوصول إلى الحق، وناظره على هذا الأساس، وكن سليم الصدر نحوه. لا شك أنك بهذه الطريقة ستجتهد في أن توصله إلى الحق إن كان الحق في جانبك وأما إذا افترضت فيه من البداية سوء النية، وقبح المقصد فإن نقاشك معه سيأخذ منحى آخر وهو إرادة كشفه وإحراجه، وإخراج ما تظن أنه خبيئة عنده، وقد يبادلك مثل هذا الشعور، فينقلب النقاش عداوة، والرغبة في الوصول إلى الحق رغبة في تحطيم المخالف وبيان ضلاله وانحرافه.

    4 - أخلص النية لله: اجعل نيتك في المناظرة هو الوصول إلى الحق وإرضاء الله سبحانه وتعالى، وكشف غموض عن مسألة يختلف فيها المسلمون، ورأب الصدع بينهم، وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين.
    وإذا كانت هذه نيتك فإنك تثاب على ما تبذله من جهد في هذا الصدد؛ قال تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" متفق عليه.

    5 - ادخل إلى المناظرة وفي نيتك أن تتبع الحق وإن كان مع خصمك ومناظرك: يجب على المسلم الذي يخالف أخاه في مسألة ويناظره فيها ألا يدخل نقاشا معه إلا إذا نوى أن يتبع الحق أنى وجده، وأنه إن تبين له أن الحق مع مخالفه اتبعه، وشكر لأخيه الذي كان ظهور الحق على يده؛ لأنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس.

    6 - اتهم رأيك: يجب على المسلم المناظر، وإن كان متأكدا من رأيه أنه صواب أن يتهم رأيه، ويضع في الاحتمال أن الحق يمكن أن يكون مع مخالفه، وبهذا الشعور يسهل عليه تقبل الحق عندما يظهر، ويلوح له.

    7 - قبول الحق من المخالف حق وفضيلة: إن قبول الحق من مخالفك حق وفضيلة، فالمؤمن يجب أن يذعن للحق عندما يتبينه، ولا يجوز له رد الحق؛ لأن رد الحق قد يؤدي إلى الكفر كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تماروا في القرآن فإن مراء في القرآن كفر..". (رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع).

    والمماراة هنا معناها المجادلة، ودفع دلالته بالباطل لأن هذا يكون تكذيبا لله وردًّا لحكمه، وليس تكذيبا للمخالف. ورد الحق كبرا من العظائم، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر فقال صلى الله عليه وسلم: "الكبر بطر الحق وغمط الناس". (رواه مسلم) وبطر الحق رده.

    8 - اسمع قبل أن تُجيب: من آداب البحث والمناظرة أن تسمع من مخالفك قبل أن ترد، وأن تحدد محل الخلاف قبل أن تخوض في الموضوع.

    9- اجعل لمخالفك فرصة مكافئة لفرصتك: يجب على كل مختلفين أن يعطي كل منهما للآخر عند النقاش فرصة مكافئة لفرصته فإن هذا أولى درجات الإنصاف.

    10 - لا تقاطع: انتظر فرصتك في النقاش، ولا تقاطع مخالفك وانتظر أن ينتهي من كلامه.

    11 - اطلب الإمهال، إذا ظهر ما يحتاج أن تراجع فيه نفسك: إذا ظهر لك أن أمرا ما يجب أن تراجع فيه النفس، وتتفكر فيه لتتخذ قرارا بالعدول عن رأيك أو إعادة النظر فيه، فاطلب الإمهال حتى تقلِّب وجهات النظر، وأما إذا تحققت من الحق فبادر بإعلانه، والإذعان له فإن هذا هو الواجب عليك فالذي يخاصمك بالآية والحديث يطلب منك في الحقيقة الإذعان إلى حكم الله وحكم رسوله. وكل من ظهر له حكم الله وحكم رسوله وجب عليه قبوله فورا كما قال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51].

    12 - لا تجادل ولا تمارِ: لا يكن دخولك في نقاش مع أخيك المسلم هدفه الجدال والمماراة، بل يجب أن يكون مقصدك معرفة الحق، أو توضيحه لمخالفك؛ لأن الجدال مذموم والمماراة مذمومة، والجدال والمماراة أن يكون الانتصار لرأيك، وقطع خصمك وإثبات جهله، أو عجزه، وإثبات أنك الأعلم أو الأفهم. أو الأقدر على إثبات الحجة.

    13 - حدد مصطلحاتك واعرف جيدا مصطلحات مخالفك: كثيرا ما يتجادل اثنان ويختلف قوم ولا يكون سبب خلافهم إلا أنهم يستعملون كلمات ومصطلحات كل منهم يفهمها بمعنى يختلف عما يفهمها الآخر.

    من أجل ذلك يجب عليك أن تحدد معاني كلماتك التي قد يفهمها مخالفك على صورة أخرى، وكذلك المصطلحات التي تستعملها، وأسأل مخالفك عن معاني كلماته، ومصطلحاته حتى تعرف مراده من كلامه.

    ومن المصطلحات التي يختلف في معناها الناس في الوقت الحاضر: المنهج، طريق السلف، وسائل الدعوة، أساليب الدعوة، البدعة المكفرة، الهجر، التطرف، الإرهاب، الخروج... إلخ، وكذلك يجب أن تعلم أن مخالفك يفهم هذه المصطلحات كما تفهمها أنت، أو كما هو معناها الحقيقي في اصطلاح العقيدة، الأصول، البدعة.

    14 - إذا تيقنت أن الحق مع مخالفك فاقبله وإذا قبل منك الحق فاشكره ولا تمن عليه: يجب على المسلم إذا علم الحق من كلام مخالفه أن يبادر إلى قبوله فورا؛ لأن مخالفك في الدين يدعوك إلى حكم الله حكم رسوله، وليس إلى حكم نفسه.
    وأما إذا كان رأيا مجردا، ورأيت أن الحق معه، وأن المصلحة الراجحة في اتباعه فاقبله أيضا لأن المسلم رجاع إلى الحق.
    وأما إذا وافقك مخالفك، ورجع عن قوله إلى قولك فاشكر له إنصافه، وقبوله للحق، واحمد الله أن وفقك إلى إقالة عثرة لأخيك، وبيان حق كان غائبا عنه.

    15 - لا تيأس من قبول مخالفك للحق: لا تكن عجولا متبرما غضوبا إلى اتهام مخالفك الذي لم يقبل ما تدلي به من حجة، وإن كنت على يقين مما عندك، ولا تيأس أن يعود مخالفك إلى الحق يوما، ولربما خالفك مخالف الآن ثم يعود بعد مدة إلى الحق فلا تعجل.

    16 - أرجئ النقاش إلى وقت آخر إذا علمت أن الاستمرار فيه يؤدي إلى الشقاق والنفور: إذا تيقنت أن النقاش والحوار سيؤدي الاستمرار فيه إلى الشقاق، والنفور فاطلب رفع الجلسة، وإرجاء النقاش إلى وقت آخر، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا" (رواه أبو داود، وحسنه الألباني في السلسلة 273).

    17 - الإبقاء على الأخوة مع الخلاف في الرأي في المسائل الخلافية أولى من دفع المخالف إلى الشقاق والعداوة: إذا علمت من مخالفك أنه لا يبقى أخا إلا ببقائه على ما هو عليه من أمر مرجوح ورأي مخالف للحق في نظرك فتركه على ما هو عليه أولى من دفعه إلى الشقاق والخلاف؛ لأن بقاء المسلمين أخوة في الدين مع اختلافهم في المسائل الاجتهادية خير من تفرقهم وتمزقهم وبقائهم على خلافاتهم.

    ثانيا: ما بعد الخلاف

    إذا وقع الخلاف بين مسلم وآخر في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف، وهي الأمور الاجتهادية، أو الأمور التي اختلف الصحابة والأئمة فيها قديما فإن الواجب الشرعي هو اتباع الخطوات السابقة في أدب الخلاف والمناظرة.
    ولا شك أنه لو اتبعت الخطوات السابقة قضي على الخلاف بإذن الله، ووصل المختلفان إلى الاتفاق، ووفقا بحول الله إلى الحق.
    وأما إذا ظهر لكل منهما صحة نظره وسلامة قوله، وأنه لا يستطيع أن يدين لله إلا بما يراه، فإن واجب المختلفين ما يأتي:

    1 - إعذار المخالف وترك أمره لله سبحانه وتعالى: الأدب الشرعي الأول هو إعذار من يخالفك الرأي من المسلمين في الأمور الاجتهادية، وإيكال أمره لله، وتنزيهه من فساد النية، وإرادة غير الحق ما دام ظاهره هو الدين والعدل.

    2 - إبقاء الأخوة: لا يجوز لمسلم أن يقاطع أخاه المسلم لرأي ارتآه، أو اجتهاد اجتهد فيه ما دام يعلم أنه تحرى الحق، واتبع ما يظن أنه الصواب، ولا يجوز في مثل هذه الحالة هجران أو تعزير، ولا شك أنه لو أن كل مختلفين تهاجرا لم يبق مسلم مع مسلم.

    3 - لا تشنيع ولا تفسيق ولا تبديع للمخالف في الأمور الاجتهادية: لا يجوز اتهام المخالف ولا التشنيع عليه، ولا ذكره من أجل مخالفته، ولا تبديعه، ولا تفسيقه ومن صنع شيئا من ذلك فهو المبتدع المخالف لإجماع الصحابة.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد اتفق الصحابة في مسائل تنازعوا فيها على إقرار كل فريق للفريق الآخر على العمل باجتهادهم، كمسائل في العبادات، والمناكح والمواريث والعطاء، والسياسة، وغير ذلك، وحكم عمر أول عام في الفريضة الحمارية بعدم التشريك، وفي العام الثاني بالتشريك في واقعة مثل الأولى، ولما سئل عن ذلك قال: تلك على ما قضينا وهذه على ما نقضي، وهم الأئمة الذين ثَبَتَ بالنصوص أنهم لا يجتمعون على باطل ولا ضلالة، ودل الكتاب والسنة على وجوب متابعتهم". (مجموع الفتاوى).

    وقال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام محمد بن نصر المروزي: "ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له قمنا عليه وبدعناه، وهجرناه، لما سلم معنا ابن نصير، ولا ابن منده ، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، هو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة". [سير أعلام النبلاء 40/14].

    4 - لا يجوز التشنيع ولا التبديع ولا التفسيق لأحد من سلف الأمة ومجتهديها إذا خالف بعض الأمور القطعية اجتهادا: ولا يجوز لنا التشنيع ولا التبديع ولا التفسيق لأحد من سلف الأمة المشهود لهم بالخير، إذا علم أنه خالف في بعض الأمور القطعية اجتهادا منه.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وليس في ذكر كون المسألة قطعية طعن على من خالفها من المجتهدين كسائر المسائل التي اختلف فيها السلف، وقد تيقنا صحة أحد القولين مثل كون الحامل المتوفى عنها زوجها تعتد لوضع الحمل، وأن الجماع المجرد عن الإنزال يوجب الغسل، وأن ربا الفضل حرام، والمتعة حرام". [الآداب الشرعية 186/1].

    5 - يجوز بيان الحق وترجيح الصواب وإن خالف اجتهاد الآخرين: لكل من المختلفين أن يذكر ما يراه حقًّا، وينشر ما يراه صوابا، ويرجح ما يراه الراجح، وله أن يبين أن قول معارضه مرجوح لأن كتمان العلم لا يجوز، وعلى كل مجتهد أن يذكر ما يعتقد أنه الحق، وإن خالف من خالف من الأئمة والعلماء والأقران.

    وقد خالف ابن عمر وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهما عمر بن الخطاب، وأبا بكر الصديق في متعة الحج، وأفتيا بخلافهما، هذا مع كمال الموالاة للصديق والفاروق وكان كل إمام وعالم يفتي بما يراه الصواب وإن خالف غيره، وقد قال الإمام مالك: "ما منا إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر" يعني النبي صلى الله عليه وسلم.

    6 - لا يجوز حمل الناس على الرأي الاجتهادي: لا يجوز لعالم مجتهد، ولا لإمام عام أن يحمل الناس على رأيه واجتهاده، وهذا كما أن الحاكم ليس له أن ينقض حكم غيره في مثل هذه المسائل، ولا للعالم والمفتي أن يلزم الناس باتباعه في مثل هذه المسائل، ولهذا لما استشار الرشيد مالكا أن يحمل الناس على موطئه في مثل هذه المسائل منعه من ذلك.

    وقال: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في الأمصار، وقد أخذ كل قوم من العلم ما بلغهم، وصنف رجل كتابا في الاختلاف، فقال أحمد: لا تسمِّه كتاب الاختلاف، ولكن سمه كتاب السعة.
    ولهذا كان بعض العلماء يقول: إجماعهم حجة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة، وكان عمر بن عبد العزيز يقول: ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا؛ لأنهم إذا اجتمعوا على قول فخالفهم رجل كان ضالا، وإذا اختلفوا فأخذ رجل بقول هذا، ورجل يقول هذا كان في الأمر سعة، وكذلك قال غير مالك من الأئمة: ليس للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه.

    ولهذا قال العلماء المصنفون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصحاب الشافعي رحمه الله وغيره: إن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد، وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها، ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية، فمن تبين له صحة أحد القولين تبعه، ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه، ونظائر هذه المسائل كثيرة: مثل القراءة بالبسملة سرًّا أو جهرا، وترك ذلك، والتيمم بضربة أو ضربتين إلى الكوعين، أو المرفقين والتيمم لكل صلاة أو لوقت كل صلاة أو الاكتفاء بتيمم واحد، وقبول شهادة أهل الذمة بعضهم على بعض، أو المنع من قبول شهادتهم

    الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
                  

08-25-2016, 05:28 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    إختلف الإمامان الجليلان
    مالك و الشافعي رضي الله عنهما ، فالإمام مالك يقول
    أن الرزق بلا سبب بل لمجرد التوكل الصحيح على الله يرزق الانسان ، مستنداً للحديث الشريف ( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا و تروح بطانا ) ، أما إمامنا الجليل الشافعي ، فيخالفه في ذلك .
    فيقول لولا غدوها و رواحها ما رُزقت ، أي إنه لا بد من السعي .
    و كل على رأيه .
    فإمامنا مالك وقف عند ( لرزقكم كما يرزق الطير ) و تلميذه الشافعي قال لولا الغدو و الرواح لما رزقت .
    فأراد التلميذ أن يثبت لأستاذه صحة قوله ، فخرج من عنده مهموما يفكر ، فوجد رجلا عجوزا يحمل كيسا من البلح و هو ثقيل فقال له : أحمله عنك يا عماه و حمله عنه ، فلما وصل إلى بيت الرجل ، أعطاه الرجل بضع تمرات إستحسانا منه لما فعله معه ، هنا ثارت نفس الشافعي و قال : الآن أثبت ما أقول ، فلولا أني حملته عنه ما أعطاني و أسرع إلى أستاذه مالك و معه التمرات و وضعها بين يديه و حكى له ما جرى و هنا إبتسم الإمام الرائع مالك و أخذ تمرة و وضعها في فيه و قال له : و أنت سقت إلي رزقي دونما تعب مني .
    فالإمامان الجليلان استنبطا من نفس الحديث حكمين مختلفين تماما و هذا من سعة رحمة الله بالناس .
    هي ليست دعوة للتواكل ، لذا سألحقها بقصة جميلة عن إبراهيم بن أدهم .
    فيحكى أنه كان في سفر له و كان تاجرا كبيرا و في الطريق وجد طائرا قد كسر جناحه ، فأوقف القافلة و قال : و الله لأنظرن من يأتي له بطعامه ، أم أنه سيموت فوقف مليا ، فاذا بطائر يأتي و يضع فمه في فم الطائر المريض و يطعمه .
    هنا قرر إبراهيم أن يترك كل تجارته و يجلس متعبدا بعد ما رأى من كرم الله و رزقه ، فسمع الشبلي بهذا فجاءه و قال : ماذا حدث لتترك تجارتك
    و تجلس في بيتك هكذا ؟
    فقص عليه ما كان من أمر الطائر فقال الشبلي قولته الخالدة : يا إبراهيم ، لم اخترت أن تكون الطائر الضعيف و لم تختر أن تكون من يطعمه ؟ و لعله يقول في نفسه حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ( المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) .
    يا الله على هذا الفهم الرائع و الاستيعاب للرأي الآخر إذا كان له مسوغ شرعي .
    الخلاصة : هنالك أرزاق بلا سبب فضلاً من الله و نعمة .
    و هنالك أرزاق بأسباب لا بد من بذلها .
    أعجبتني فلربما تعجبكم .
                  

08-25-2016, 05:30 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مخاطر كريمات تفتيح البشرة
    أجرته: اسماء عوض الله
    مضار كريمات تفتيح البشرة كثيرة وكبيرة وفي هذه المساحة سوف نتعرف على معظم اضرار هذه الكريمات والاعراض التي تسببها وسوف نأخذ بعض النصائح لتجنب تلك الاضرار.
    استضافت (الدار) استشاري الامراض الجلدية والتناسلية واختصاصي العلاج بالليزر الدكتور يوسف احمد صافي الدين. لنتعرف معا علي كل الاضرار والنصائح في هذه المساحة الصغيرة.
    اولا: نريدك ان تعرفنا على كريمات التبييض هل يوجد منها طبي ام لا؟
    الكريمات المستخدمة لتبييض وصفاء البشرة قد تكون ذات اصل طبي وبعضها غير طبي ويحتوي على مواد ضارة وسامة مثل مادة الزئبق.
    حدثنا عن طبيعة جلد الانسان؟
    يتحدد لون الجلد في الانسان عن طريق الميلانين الذي تنتجه الخلايا الصبغية (ميلانوسايت) وذلك عن طريق تحويل مادة تسمي (التيروسين) الى الميلانين (القتامين) بمساعدة انزيم (التيروزينين) وللملانين دور كبير في حماية الجلد من اشعة الشمس حيث انه يمتص الاشعة فوق البنفسجية المسئولة عن تسبب سرطان الجلد.
    وعند زيادة انتاج الملانين ينتج عن ذلك زيادة التصبغ كالكلف والنمش والذي ينتج عند التعرض المستمر وبعض التغييرات الهرمونية كالحمل واستخدام حبوب منع الحمل وتعمل كريمات التبييض عن طريق منع تكوين مادة الميلانين.
    ماهي اهم المواد الخطيرة التي تحتويها كريمات التفتيح؟
    معظم كريمات التفتيح تحتوي على احد المواد التالية
    1/ الهيدوكيتوت 2/ الكورتيوزون 3/ الزئبق كما ان المستحضرات الطبية المعتمدة والتي تستخدم بواسطة المختصين قد تحتوي على حامض الكوجيك او فيتامين (سي) وحمض الازليك، اما عنصر الزئبق فلا يدخل في المستحضرات ذات الاصل الطبي الصيدلاني الا بنسب قليلة جدا جدا ونجده في غالبية الكريمات غير المسجلة المستخدمة في السوق السوداني
    ماهي الكريمات التي تحتوي على تلك المواد الضارة؟
    الكريمات الغير طبية التي تحتوي على الهيدركينون هي اريكو، مادونا، زارينا، أمبي، كلير، ملايكا كليرتون، فبداوت، توب ليمون)
    اما تلك التي تحتوي على مادة الكوريتزون فهي (موفيت سكن سكسس، توب جيل بلس، كريسيدا) وقد تتسبب هذه الكريمات في امراض جلدية وجهازية خطيرة تصيب اللائي يستخدمنها بدون اشراف طبي متخصص
    حدثنا دكتور يوسف عن تأثير مادة الزئبق على جسم الانسان؟
    تتسبب في التسمم بالزئبق ومعروف ان لذلك ضرر عصبي وكلوي كما يمكن ان يؤدي الى امراض عقلية ويمكن للزئبق ان ينتقل الى الجنين عن طريق المشيمة اذا كانت المرأة المستخدمة لهذه الكريمات في حالة حمل مما يؤدي الى تلف بمخ الجنين
    والكريمات التي تحتوي على الكوريتزون كيف يكون تاثريها؟
    عدم مقدرة شعيرات الجلد على التقلص (تاكيفلاكسيس)
    وتحدث بعد اربعة ايام فقط من استخدام كريم فيه كورتيزون ثلاث مرات يوميا ومن المهم معرفة ان كريمات الكوريتوزون القوية مثل البيتوفت والديدموفات لاتستخدم على الوجه اطلاقا ويعمل على ضمور في الجلد والشقريب ويودي كريم الكوريتوزون في اضعاف مقاومة الجلد مما يسهل الاصابة بالالتهابات البكتيرية والفطرية والفيروسية ومرض الجلوكوما او المياه السوداء (ارتفاع ضغط العين) يحدث عند استخدام كريمات الكوريتوزون القوية حول العين لمدة طويلة وايضا من اثاره الضارة ظهور (العد) حبوب وبثور تشبه حب الشباب وهو من المضاعفات التي تصادف اختصاصي الجلد كثيرا وتطلب علاجا طويلا ومكلفا لان البشرة التي تعرضت للكورتيزون طويلا تكون المناعة ضد الميكروبات فيها شبه معدومة مما ينتج عنه الانتانات والاخماج التي تعقد الاصابة بالعد (حب الشباب)
    ماهي النصائح التي توجهها في النهاية لجميع السيدات؟
    لابد من التنبيه من عدم استخدام الكريمات التي تحتوي على الهيدروكينون والكورتيزون الا تحت الاشراف الطبي ولمدة محدودة حسب الحالة وعدم استخدام الخلطات المجهولة المصدر او التي تباع في البوتيكات لانه وجد ان العديد منها يحتوي على نسبة عالية من الزئبق الذي قد يؤدي الى تلف الكليتين والكبد.
    نصائح توجه للجهات المختصة؟
    1/ على الجهات المسؤولة عن الصحة والدواء بجانب مختلف وسائل الاعلام نشر المعلومات حول مستحضرات التبييض ومخاطر الهيدروكينون والزئبق والكورتيزون التي تحويها هذه المركبات
    2/ يجب اصدار المذكرات القانونية التي تمكن المقاييس والمواصفات من منع وبيع واستهلاك هذه المستحضرات
    3/ وضع قوانين وضوابط تمنع غير المختصين (اطباء وصيادلة) من وصف ادوية كيميائية واستخدامها لمعالجة المترددات على مراكز التجميل.
    4/ اشراف وزارة الصحة الولائية والوزارة الاتحادية على اقسام التجميل في مراكز التجميل والبوتيكات التي تستخدم مستحضرات ذات طبيعة كيميائية ولا يكفي حصولها على تصديق المجالس والمحليات.
    منقول
                  

08-25-2016, 05:33 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مخاطر الكريمات المفتحة للبشرة
    بشرة سمراء جميلة
    لا يعلم كثير منا أن أغلب كريمات تفتيح البشرة تحتوي على مواد ضارة جدا، بل وقد منعت في كثير من الدول الأوربية والأمريكية.
    وأهم هذه المواد التى ثبتت خطورة استعمالها- والتي تدخل ضمن تركيب كريمات وصوابين تفتيح البشرة هى مادة هيدروكينون. وقد كانت النسبة المسموح بها من مادة هيدروكينون فى مستحضرات التجميل داخل أوربا 2% إلا أن السلطات البريطانية أعلنت فى شهر يناير عام 2001م منع استخدام هذه المادة فى كل مستحضرات التجميل.
    وهذه المادة - هيدروكينون - هي المادة الأساسية الموجودة الآن في أغلب تلك الكريمات المفتحة للبشرة. وتعمل هذه المادة على وقف إنتاج- الميلانين- الموجود داخل الجلد، الذي يعطي اللون الأسمر للجلد. وعند بداية استخدام الكريم الحاوي على هيدروكينون، يبدو للمستخدم فعلا أن لون البشرة قد تفتح. ولكن ما إن يتعرض المستخدم لأشعة الشمس حتى يصبح المفعول عكسيا مؤديا إلى زيادة فى الاسمرار، مما يدعوه لاستخدام المزيد من الكريم. وقد أظهرت الدراسات أن استخدام هذه الكريمات مدة طويلة يؤدي الى حدوث بقع داكنة في الجلد، وظهور حب الشباب، وزيادة فى حدوث سرطان الجلد على المدى البعيد، واحتمال حدوث اضطرابات فى الكبد والكلى.
    وفي الوقت الذي نجد فيه كثيرا من الدول الأوربية تمنع إدخال مادة هيدروكينون فى مستحضرات التجميل، فمازالت تصدر إلى دول آسيا وإفريقيا. وتدعي بعض الشركات وجود نسبة تقل عن 2% من مادة هيدروكينون فى مركباتها، إلا أن الفحص المخبرى أظهر وجود هذه المادة بنسبة أعلى كما حدث في كينيا مثلا، حين أعلن مكتب المقاييس الكينى عن وجود نسب أعلى من هذه المادة مما كتب على تلك العبوات، وكثير من هذه المستحضرات لا تكتب على عبواتها أسماء المكونات التى بداخلها.
    ويقول خبراء الأمراض الجلدية: إن نسبة وجود مادة هيدروكينون في تلك المستحضرات ليست العامل المهم، بل المهم فعلا هو تراكم هذه المادة بسبب الاستخدام المديد على مر السنين.
    ويوصي تقرير منظمة الصحة العالمية بتقنين مبيعات كريمات تفتيح البشرة بسبب سوء استخدامها، وأن على الحكومات وضع برامج توعية لصرف الناس عن استخدام الكريمات الحاوية على مادة هيدروكينون من أجل تفتيح لون البشرة. وتذكر الدكتورة ناديا العوضى الأسماء الأخرى لمادة هيدروكينون والتى قد توجد على عبوات تلك المستحضرات ومنها:
    benzenediol,benzohydroquinone, benzoquinol,1,4-dihydroxybenzene,hydroquinol,q uinol وغيرها.
    منقول
                  

08-28-2016, 04:52 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    صيام العشرة من《ذو الحجة》يبدأ👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻
    السبت 3/9 .... صيام
    الأحد 4/9 .... صيام
    الاثنين 5/9 .... صيام
    الثلاثاء 6/9 .... صيام
    الاربعاء 7/9 .... صيام
    الخميس8/9 .... صيام
    الجمعة 9/9 .... صيام
    السبت 10/9.... صيام
    الأحد 11/9 .... يوم عرفة
    الأثنين 12/9 .... أول أيام العيد
    🔴 اغتنموها ففضلها عظيييم 🔴
    فإن عشر ذي الحجة من أفضل الأيام وأعظمها عند الله تعالى، فقد أخرج البزار بسند حسن، وأبو يعلى بسند صحيح -كما قال المنذري في الترغيب والترهيب- عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل أيام الدنيا العشر -يعني عشر ذي الحجة-" قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: "ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عفر وجهه بالتراب".
    فينبغي للمسلم أن يكثر من الأعمال الصالحة في هذه الأيام الفاضلة، فإن العمل الصالح فيها محبوب عند الله تعالى، كما في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما العمل في أيام أفضل منها في هذه. قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء.
    منقوول
                  

09-02-2016, 09:12 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    صورة ومقال جدير بالقراءة والتأمل

    عندما يسخر التاريخ من الذين لا يعرفونه ..
    الثورة المهدية.. بأقلام شعراء وأدباء الإمبراطورية البريطانية

    د. محمد المصطفي موسى


    الثورات نبض الشعوب وشريانها الدافق الذي يمنحها عبق الوجود وإكسير البقاء .. والثورات التي تترك بصماتها علي خارطة احداث التاريخ .. هي تلك التي ينسكب علي اثرها مداد حركة الثقافة والمبدعين دونما اعتبار لحواجز الجغرافيا واللغة . ان التحالف المذهل بين لغة الثورات وحركة الثقافة والأدب .. يبقي ظاهرة كونية عصية علي التفسير منذ ازل التاريخ . فالتغيير الذي توثقه قوافي الشعر وفن القصة والكتابة .. قبل دفاتر المؤرخين .. يبقي - وان اختلف الناس حول تقييم احداثه - خالدا في الضمير الإنساني الحي .. تماماً كما الأثر تحدثه القدم فلا يزول .
    من هذا الباب يسهل الولوج لدراسة الادبيات الهائلة التي خلفتها الثورة المهدية في حركة الادب والشعر البريطاني .. وهي ادبيات وان تباينت بين المدرسة الفكرية " الكولونيالية " المتحجرة التي لا تري في شعوب ما وراء البحار سوي قوميات متخلفة خُلقت لتحكم وتستعمر .. الي المدرسة " المناحية" و التي أجادت استخدام ريشتها لرسم لوحة قاتمة من البكائيات علي كبرياء الامبراطورية الجريحة.. حينما تفاجأت بان لتلك الشعوب عزيمة مثلها مثلهم تماماً ولها المقدرة علي الانتصار لإرادتها القومية ووجدانها الجمعي .. وبين هذه وتلك تجد مدرسة إنسانية صرفة تتعاطف تعاطفا فطريا مع الميل الطبعي للحرية والانعتاق من عسف الاستعمار الكامن في إنسانية بعض بني الانسان .


    في ١٧ يناير ١٨٨٥ دارت معركة "ابوطليح " التاريخية بين قوات الثورة المهدية بقيادة الامير موسي ود حلو والامير علي ود سعد والجيش البريطاني الغازي بقيادة اللورد ولزلي . شهدت "ابوطليح" .. تمازجا قبليا واثنياً ورائعا .. فتدافعت جموع قبائل كنانة و دغيم والحسنات والعركيين من وسط السودان وبني جرّار ودار حامد من كردفان مع فرسان الرزيقات القادمين من ديارهم في دارفور .. لتلتئم مع قوات الجعليين في معقلهم وتحت ضيافتهم .. تلبية لنداء الامام المهدي لصد قوات الغزو البريطاني . شهدت المعركة اختراق المربع الانجليزي للمرة الثانية حينما غرس السودانيون راياتهم في منتصف المربع وسط ذهول اعدائهم الذين لم يصدقوا ما كان يحدث امام اعينهم .. وفي تلك المعركة جري اشتباك دام بالرماح والسيوف مما قلل من فعالية النيران الانجليزية ونتيجة لذلك خّر الكولونيل البريطاني "برنيبي " صريعا برمح الامير البشير عجب الفيا مع ١٧ من خيرة ضباط الحملة وقُتل ما يقارب ال ٣٦٨ من الجنود البريطانيين وسقط ١٠٦٩ جريحا منهم .. وفي الجانب الاخر استشهد من قوات المهدية عدد مقدر وكان أبرزهم الامير الشجاع موسي ود حلو والذي ابر بوعده للامام المهدي بغرس راية الثورة المهدية الخضراء في قلب المربع الانجليزي ! واستشهد أيضاً الفارس محمد بن الامير علي ود سعد والذي لم يبلغ العشرين بعد ! بينما جرح والده الامير علي ود سعد في كتفه .
    وبعيدا عن عن صحراء " ابوطليح " .. وبالتحديد قريبا من شواطئ بريطانيا المطلة علي بحر الشمال البارد .. حلت أنباء المعركة علي البريطانيين تماماً ككارثية ثلوج شتاء يناير المتساقطة بكثافة آنذاك .. لقد كان ثبات السودانيين في "ابوطليح" ملهما للشاعر البريطاني السير هنري نيوبولت.. Sir Henry Newbolt .. فنظم قصيدته الشهيرة بعنوان Vitai Lampada ..التي ترثي ابياتها الحزينة قتلي الجيش البريطاني وفي مقدمتهم الكولونيل برنيبي .. وجاء فيها:
    ها هي رمال الصحراء قد تخضبت باللون الأحمر ..
    حمراء هي .. بلون حطام المربع الانجليزي المنكسر !
    لقد صمت المدفع .. و قُتِلَ الكولونيل !
    قُتل الكولونيل !
    وهاهو فيلقنا .. تحجب ابصاره..
    سحائب الغبار والدخان
    ونهر الموت قد فاض حتي ..غمر ضفتيه..
    ( السير هنري نيوبولت: Admirals All, الناشر : Biblolife publisher , ساوث كارولينا ، الولايات المتحدة،٢٠٠٩).

    وفي تلك القصيدة يستخدم نيوبولت الشعر الرمزي ايضا لاستنهاض كبرياء بريطانيا الجريحة .. حينما يخاطب من خلال بعض ابياتها مباراة افتراضية للكريكيت بين طلاب مدارس بريطانيا .. يحثهم علي الثبات عند صعاب اللعبة ومواصلة المشوار .. ووتتنقل أبيات القصيدة بين ملعب الكريكت الي " ابوطليح " . ومن ثم الي ملعب الكريكت مرة اخري .. في توظيف إبداعي رائع لما يعرف بالمدرسة الاستدعائية في كلاسيكيات الشعر الانجليزي .. ويردد الشاعر في ختام قصيدته وصيته للصبية الصغار .. بان يمضوا في الحياة متوهجين كما المصباح المشتعل .. و Vitai Lampada نفسها عبارة لاتينية ترجمتها هي " شعلة الحياة" .. ولعل الشاعر استدعي هذا العنوان لقصيدته ليٌذكر بان كسر أسطورة المربع الانجليزي بأرض " ابوطليح" لهو امر يستدعي التصميم والعزيمة للثأر لهؤلاء القتلي وان هؤلاء الصبية البريطانيين لابد ان يتقنوا الجلد والصبر علي الشدائد ليأخذوا بالثأر مستقبلا لبريطانيا من هؤلاء السودانيين.. ويبقوا علي شعلة كبريائها متقدة ومفعمة بالحياة ..

    وعلي اثر تناقل الأوساط الأدبية في بريطانيا لقصيدة Vitai Lampada .. توترت الأجواء السياسية هناك واقترن ذلك بمراسلات خشنة بين الملكة فكتوريا وقائد حملة إنقاذ غردون العسكرية البريطانية .. اللورد ولزلي .. ابدت من خلال تلك المراسلات .. قلقها علي مصير جيش انفقت عليه خزانة حكومتها ما يقارب السبعة ملايين من الجنيهات الاسترلينية .. كانت قد عقدت عليه الامال لسحق الثورة المهدية بالسودان وانقاذ الجنرال تشارلز غردون من بأس تلك القبضة. وعلي اثر ذلك كتب ولزلي لزوجته الليدي لويز ولزلي قائلا " انني اشعر بغاية الحنق والضيق من خطاب جلالة الملكة ( والذي أرفقه لك في هذه الرسالة) .. فمن النادر جدا ان تكتب الملكة خطابا مؤذيا كهذا لقائد عسكري مثلي في الميدان. لقد كانت كلماتها تعبر عن منتهي الفظاظة وعدم التقدير ! ولكن بما انها ملكة بريطانيا فإنني لا أستطيع ان اجادل جلالتها لذلك قررت ان أتوقف عن الكتابة والرد عليها " .. ( نيكول : أوراق اللورد ولسلي ، خطاب بتاريخ يناير ١٨٨٥، مهدي السودان ومقتل الجنرال غردون ، دار سوتون Sutton للنشر ، جلوستارشاير ، المملكة المتحدة ٢٠٠٤ ، ص ٢٩٠ ) .

    وعلي المستوي الشعبي راجت تلك الاغنية الشعبية الحزينة عن مقتل غردون وهزيمة القوات البريطانية علي يد قوات الثورة المهدية بعنوان Too late to save him ..فصارت لحنا شعبيا معروفا يعزف في حانات لندن القرن التاسع عشر بأمسيات الانس أواخر الأسبوع ..

    هناك في السودان غاب عنا ..غاب عنا
    هناك .. طأطأت إنجلترا رأسها .. وانكسرت
    من هناك .. من هناك ..
    تفشي نبأ ارتعشت له قلوب كل البريطانيين ..
    قُتِلَ بطلنا العظيم .. قُتِلَ بطلنا العظيم .
    ( من ارشيف الأغاني الشعبية البريطانية، National Library of Scotland،ادنبرة، نسخة الكترونية ٢٠١٢).

    وبينما كانت حانات لندن تضج بصخب الساخطين والمحبطين .. كانت جيوش الغزو البريطاني المنهزم تعاني من
    ملاحقات قوات المهدية التي تعقبت فلولها في صحراء الشمال .. ونفذ الأمراء حمدان ابوعنجة وعبدالرحمن النجومي والنور عنقرة سلسلة من الاشتباكات الخاطفة مع تلك الفلول المنهزمة فسقط الجنرال البريطاني وليم أيرل صريعا في موقعة كربكان .. و دفعت تلك الأجواء المحبطة ولزلي للكتابة بمرارة لزوجته مجددا في فبراير ١٨٨٥ قائلا : " لقد انتصر المهدي .. وها نحن نبدو جميعاً.. كالاغبياء !" .. ( The Mahdi has won , and we all look very foolish) .. ( نيكول: مصدر سابق ، ص ٢٢٤ و٢٢٥) .

    لقد كان تتابع انتصارات الثورة السودانية علي قوات الغزو البريطاني مدعاة لمناحة وطنية كبيرة داخل بريطانيا .. فمع رجوع طلائع الحملة البريطانية وهي تجرجر اذيال خيبتها الي شواطئ بريطانيا في ربيع ١٨٨٥ .. اصدر الشاعر البريطاني الشهير وليام واتسون ديوان شعر حزين بعنوان " Gloomy Spring " او "الربيع القاتم" .. وعلق في مقدمة ذات المجموعة القصائدية علي انتصارات المهدية في السودان ومقتل غردون قائلا : ( لقد تحولت الامجاد البريطانية الي ما يشابه العار التاريخي) .. كما سلق وزراء حكومة جلالة الملكة بالسنة حداد حينما وصفهم بالقادة المتبلدي الذهن . لم يخف واتسون اعجابه بشجاعة السودانيين في التصدي لقوات الغزو البريطاني بل وخصص لذلك قصيدة رئيسية في إصدارته بعنوان " The Sudanese" .. وقد نظمت تلك القصيدة علي نسق عرف في ادبيات الشعر الانجليزي آنذاك باسم "Sonnet" وهي قصيدة مكونة من أربعة عشر بيتا شعريا .. وجاء في مطلعها :
    السودانيون..
    لم يخطئوا بحقنا .. لم يقاتلونا لأجر ولا مال يترجونه من احد
    في تلك المعركة المريرة ..
    باسم ربهم .. ارتفعت حناجرهم بالهتاف
    طلبا لعونه .. سعوا لتحقيق العدالة الغائبة
    في الجنة سيرقدون.. ان تم نفيهم من الارض بلا انتصار

    ثم يمضي في بقية الأبيات ليصف ضراوة الاشتباكات المحتدمة بين قوات الثورة المهدية والجيش البريطاني في المعارك المختلفة .. ويوجه قدرا هائلا من التمجيد لشجاعة البريطانيين وبلائهم ايضا.. تمجيدا لم يكن كافيا لجعل صاحبه بمأمن من انتقادات مؤرخين معاصرين كفيرجس نيكول والذي وصف مقدمة قصيدته وابياتها التي تمجد الشعب السوداني وعدالة قضيته في مواجهة الاحتلال البريطاني .. بانها تلسع قارئها كما السم الزعاف ! لقد سبق واتسون فيما ذهب اليه من قبل رئيس وزراء بريطانيا جلادستون حينما ارتجل في مارس ١٨٨٤ خطبة عصماء في مجلس العموم البريطاني ملخصا الوضع في السودان كما يراه هو .. " ان هذا الشعب يناضل من اجل حريته .. ومن حق هؤلاء ان يناضلوا من اجل حريتهم ! " ..( فيرغس نيكول :جلادستون و غوردون وحروب السودان ، Publisher Pen and Sword, نسخة الكترونية ٢٠١٣ ، ص ٣٤٢-٣٤٣ )

    ومع تصاعد انتصارات الثورة المهدية في السودان علي جنرالات بريطانيا بدءا ب" وليام هكس " ومرورا بفالنتاين بيكر في شرق السودان وانتهاءا بغردون في الخرطوم .. حدثت هزه عنيفة في الأواسط النخبوية البريطانية ..مما دعا المؤرخ والصحفي البريطاني فيرغس نيكول لوصف فترة تورط بريطانيا في حروب السودان بانها " من ابرز اللحظات التي التقي فيها أدب بريطانيا بسياستها".. Where Art met politics .. ويتجلى ذلك بوضوح تام من خلال كتابات الروائي البريطاني الأشهر آنذاك " روبرت لويس ستيفنسون " .. صاحب الرواية الأكثر رواجا من بين الاعمال الروائية البريطانية في القرنين الاخيرين بعنوان " جزيرة الكنز " او "Treasure Island ". فعلي الرغم من صحته المعتلة والتي جعلته علي مشارف الموت آنذاك الا ان ذلك لم يمنع ستيفنسون من متابعة احداث الثورة السودانية عن قرب فكتب لصديقه جون سايمندز في أعقاب تحرير الخرطوم علي يد قوات المهدية قائلا : " ان هذه ايام سوداء مليئة بالخزي لكرامة بريطانيا " .. ويبدو ان مرارة الهزيمة البريطانية بمقتل غردون قد دفعته للمضي ابعد من ذلك فجنح قلمه لرسم لوحة قاتمة لها بكلمات بليغة وهو الأديب المتمكن قائلا " ان الامبراطورية البريطانية تقف امام العالم الأن و الدماء تقطر منها وقد غمرها الْخِزْي والعار ".. ( نيكول : مصدر سابق ، ص ٣٤١-٣٤٢ ).

    ومن المدهش حقا ان احداث الثورة المهدية في السودان قد حملت بعض أدباء بريطانيا علي الاصطفاف الصريح في جانب الثورة .. ونذكر منهم علي سبيل المثال الشاعر والروائي الانجليزي وليام موريس والذي اكتسب شهرة واسعة بسبب أعماله الأدبية الخالدة كروايتييه .. "The House of Wolfings" و " The Well at the World's End" . كان موريس قياديا بارزا بتنظيم الاتحاد الاشتراكي البريطاني او " Socialist League" والذي عرف اختصارا ب SL .. وقد عرف الSL بعدائه للإمبريالية ومناصرته لكفاح الشعوب من اجل الحرية . لقد كان موريس مجاهرا منذ البداية بمعارضته لارسال جيش بريطاني للسودان لإنقاذ غردون وعرف عنه حماسته لحق السودانيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم وعندما حررت قوات الثورة المهدية عاصمة البلاد .. كتب موريس لابنته ماي موريس بتاريخ ٢٠ فبراير ١٨٨٥ قائلا : "لقد سقطت الخرطوم في أيدي شعبها الذي تنتمي اليه " .. " Khartoum has fallen into the hands of the people it belongs to ".. وهو ذات الموقف الذي تبناه الاتحاد الاشتراكي . وفي اول تعليق رسمي له علي انتصارات الثورة المهدية قال موريس : " ان النصر الذي حققه السودانيون علي بريطانيا هو في المقام الاول نصر للحق علي الباطل ( A triumph of right over wrong) وهو انتصار مستحق انتزعه شعب يقاتل من اجل حريته " .. اما عن غردون فقد لخص موريس رأيه الصريح فيه في كلمات قصار موجزات : " لقد استعمل غردون قدراته الإدارية والعسكرية ليجلب الشعب السوداني تحت وطأة نظام استعماري مستبد ومنحط .. ان محاولة البعض لصناعة بطل من رجل كهذا .. تعد بمثابة الاساءة للقيم الاخلاقية للشعب البريطاني ".. اما عن حملة الانقاذ بقيادة ولزلي فيقول موريس : " انهم مجموعة من اللصوص الذين يسعون لنشر حضارتهم الزائفة.. " Shoddy civilization " ( نيكول : مصدر سابق ،ص ٣٤٥-٣٤٦).

    اما علي صعيد شعراء الامبراطورية ذوي الميول الاشتراكية .. فقد ألهمت احداث الثورة المهدية في مواجهة الغزو البريطاني .. شاعرا استراليا مجيدا بقامة " بانجو باتريسون" والذي اشتهر بانه صاحب كلمات الأهزوجة الشعبية الأسترالية الأكثر رواجا منذ القرن التاسع عشر وحتي اليوم الا وهي قصيدة " Waltzing Matelda" .. قصيدة عدها الاستراليون بمثابة النشيد الوطني الموازي لاستراليا لكلماتها الاقرب لوجدانهم الشعبي . حينما قررت حكومة الملكة فكتوريا استجلاب قوات استرالية الي ميناء سواكن لتعزيز قوات الجنرال جرهام ومحاصرة تقدم الامير عثمان دقنة عليه في تلال البحر الأحمر . عندها لم يستنكف باتريسون من ان يظهر تعاطفه الصارخ مع الثورة المهدية بل تنبأ بانتصار الثورة علي الغزاة البريطانيين ..لأن الحرية حتما ستنتصر - علي حد كلماته- وهنا بعض أبيات قصيدته بعنوان "El Mahdi to the Australian troops "

    يا رجال استرليا ماذا اتي بكم الي هنا ؟
    لماذا يا ابناء استراليا العادلة .. الحرة ؟
    لماذا ترفعون سلاحكم ..
    في وجه رجال يحاربون من اجل حريتهم؟
    تتحالفون مع الام ( بريطانيا) .. لتهزموا الحق !
    لماذا استراليا تترك كنوزها للمخاطر فيما وراء البحر ؟
    لماذا تغادر ارضها الحرة ..
    لتغرس سيفها في حرب غير مقدسة !
    كفي .. كفي ..
    ان الرب لن يبارك هذه المغامرات البائسة..
    جنرالات إنجلترا الفاسدون .. حتما سيندمون
    ضحوا به لم تسعفه شجاعةٌ ..غردون
    قريبا .. سيشهدون ..
    فتية صحراء السودان ..
    بالالاف ضدهم سينتفضون
    يجعلونهم كحبات الرمل تذروها رياح المنون ،
    باسم الرب والرسول ..
    للحرية سينتصرون ..
    باسم الرب والرسول..
    للحرية سينتصرون ..
    ( بانجو باتريسون : قصيدة بعنوان : El Mahdi to the Australian troops ، نشرت بصحيفة The Bulletin الأسترالية ، بتاريخ ٢٨ فبراير ١٨٨٥).

    وبالرجوع قليلا الي الوراء .. وتحديدا عندما وطأت قدما غردون ارض مدينة الخرطوم في ١٨ فبراير ١٨٨٤ .. لابد ان " كبلينج " شاعر الامبراطورية البريطانية .. لم يكن يعرف عن السودان اكثر من انه بلد خامل الصيت يقبع في الحديقة الخلفية لبلد يسمي مصر ! لعله قد سمع بتمرد يقوده مجموعة من العصاة المحليين ولكن لابد ان نفسه حدثته بان هؤلاء لن يقدروا علي الصمود امام بطل الامبراطورية البريطانية وخبير قمع ثورات الشعوب " The Ever Victorious Gordon" ..فالامر لا يعدو ان يكون نزهة في واحدة من تلك الدرر التي ترصع التاج البريطاني !
    وبينما كان كبلينج في خواطره العابرة تلك .. كانت توجيهات الامام المهدي قد سبقت للامير عثمان دقنة في شرق السودان بالإسراع في عملية تحرير مدن الشرق وقطع الطريق امام اي تعزيزات بريطانية عن طريق البحر الأحمر .. ووجه المهدي من خلال منشوراته الامير عبدالله حامد بسرعة توحيد قواته مع عثمان دقنة لتحقيق هذا الغرض..لقد حقق عثمان دقنة انتصارات باهرة علي قوات الجنرال البريطاني فالنتاين بيكر وجراهام وتم تحرير طوكر وسنكات في زمن قياسي .. وحطم الامير دقنة أسطورة المربع الانجليزي الذي لا يقهر تماماً.. فاخترقه فرسان الهدندوة والامرأر والبني عامر لمرات عدة .. مما حمل الدوائر الاستخبارتية الانجليزية علي وصف الامير عثمان دقنة في أدبياتها ب " ثعبان الماء الزلق" ! لقد كانت تعليمات المهدي المشددة لعثمان دقنة واضحة تماماً .. وهي البقاء في شرق السودان لمنع اي قوات بريطانية من التقدم ريثما يتم تحرير الخرطوم .. وفي تلك الأثناء طارت أصداء انتصارات الثورة المهدية علي القوات البريطانية .. في شرق السودان.. لاصقاع أوربا البعيدة فالهبت خيال " كبلينج " .. والذي سطر اروع قصائده عن ملاحم المهدية مع القوات البريطانية في شرق السودان .. بعنوان Fuzzy Wuzzy ..

    في ما وراء البحار جالدنا أقواماً شتى
    بعضهم كان باسلاً.. وبعضهم لم يكن
    باتان، وزولو، وبورميين
    لكن الأشعث كان أعجبهم
    لم يمنحنا معشار فرصة
    بل لبد راصداً في الحرش.. ثم عقر خيلنا!
    مزق أرصادنا في سواكن
    ولاعبنا لعبة القطة والفأر
    يا أيها الأشعث الثائر في وطنك السودان
    يا لك من فارس لعين ومقاتل من النخب الأول
    ولو شئت أعطيناك بذلك شهادة إقرار
    ولو شئت أتيناك لنحتفل سويا بالإقرار..

    وتمضي كلمات كبلينج لتصف خوارق الشجاعة التي أبداها السودانيون في مقاومة البريطانيين .. ليختم قصيدته بتلك الأبيات الأروع :
    أخيراً إليك يا أشعث في وطنك السودان
    أيها الفارس اللعين والمقاتل المصطفى
    إليك يا ذا الشعر الثائر..
    تهانينا يا أحمق يا مغوار فقد كسرت المربع البريطاني !
    ( كبلينج : Barrack room ballads by Rudyard kipling ، جامعة اكسفورد، المملكة المتحدة - نسخة الكترونية ٢٠١٢ ، ص ١٤ ، ترجم النص للعربية الدكتور غازي صلاح الدين ).

    وفي أواخر ابريل ١٨٨٥ .. رست السفن الانجليزية قبالة شواطئ سواكن لتقل فلول الجنرال الانجليزي جراهام المثخنة بالجراح في رحلة الاوبة الي إنجلترا .. وعندها أسرع الامير المنتصر عثمان دقنة برفع تقريره للامام المهدي قائلا : " لقد قذف الله الرعب في قلوب أعداء الله الانجليز بفضل ثبات الانصار فولّوا الأدبار هاربين ".. وتبعا لذلك سال مداد القصيد الموشح بالحزن والانكسار الكولونيالي البريطاني ..و قام حينها الشاعر الإسكتلندي الشهير "جورج ابيل ".. George Abel .. باصدر روائعه في كتاب بعنوان " غردون وقصائد اخري " .. تضمنت تلك المجموعة الشعرية اجود قصائده التي قال في بعض ابياتها :

    ثم اتي "هكس " ليقضي نحبه عطشا في السودان..
    في ساحة القتال ضد المهدي..
    خّر صريعا .. عاجزا ..
    رباه .. كيف عجزت بريطانيا عن عونه ؟
    و "بيكر" في اثره .. سقط في الجب المميت
    قاد جيشا ممن لا شجاعة لهم ..
    فسقطوا ..
    اصطادونا أعراب السودان بسهامهم
    تعزيزاتنا طال انتظارها .. تأخرنا كثيرا
    رجالنا النبلاء في سواكن لقوا حتفهم لآخر رجل فيهم
    ثم أرسلنا الحملة البريطانية ..
    فضاعت .. هباءا منثورا في الصحراء
    رباه .. وقعوا جميعا في قبضة رجال عثمان دقنة السمر !
    ( جورج ابيل : غردون وقصائد اخري ، Gordon and other poems، أعادت نشره ، Nabu Press، ساوث كارولينا ، الولايات المتحدة ، ٢٠١٠).
    وفي عام ١٩٤٢ زار السودان .. وتحديدا .. مدينة سواكن الشاعر الانجليزي الشاب "جلنكارين بالفور بول" .. والذي سيُصبِح فيما بعد دبلوماسيا بارزا وسفيرا للمملكة المتحدة في بقاع شتي من أنحاء العالم .. مبهورا بشجاعة المهدويين ..كتب بالفور بول أبياته التي قدم لها بانجليزية مبسطة:
    " A reference to the bravery of the Mahdist Osman Digna and his followers who fought the British here in 1891 " ..
    وتقول أبياته التي نظمها :
    بينما النوارس تحط رحلها علي الصخر ..
    تراقب امواج الشاطئ المتلاطمة
    تنشد رحلة الخلاص للساحل
    ها أنا ذا اجلس قبالة تلك الصخور ..
    حيث يرقد الرجال السودانيون البواسل ..
    الذين لا تهاب رماحهم .. رصاصنا المنهمر !
    ( بالفور بول : Bigpipes in Babylon، الناشر: I. B. Tauris ، لندن- المملكة المتحدة ، ،٢٠٠٦، ص ٩١) .

    لقد ظلت تلك الملاحم السودانية الخالدة حية في ضمير شعراء بريطانيا جيلا بعد جيل .. ففي ١٩٨٢ نظم الشاعر والمعلم البريطاني بيتر افيرنجتون (Peter Everington ) .. قصيدة بعنوان Aba Island او " جزيرة ابا " .. يسرد فيها بدايات الثورة المهدية وكيف انها وحدت الشعب السوداني من اجل التحرر من الاستعمار .. وهي من قلائل القصائد في الادب البريطاني التي تعرضت لسنوات المهدي الأولي في الجزيرة ابا نقطة اندلاع الثورة المهدية الاولي .. وبيتر افيرنجتون لمن لا يعرفونه .. عمل معلما في وزارة التربية والتعليم بالسودان بين ١٩٥٨-١٩٦٦ .. فأحب تلك البلاد وعشق شعبها وتاريخها وزار كل بقاعها.. وتقول بعض كلمات قصيدته :
    It is the Mahdi who is in Aba cave
    For years has pondered, disciplined and remained calm
    How best he inspired the weak ,united the brave.
    The dawn of later years and Island shows
    Where all the tribes live prosperous and free
    O may this generation in their age
    Reaping the fruits of freedom from his grave
    Read their land's success from history's page
    Remember that it all started in this cave

    صفوة القول ان بريطانيا القرن التاسع عشر كانت قد خاضت حروبا لا هوادة فيها لتوسيع أراضي إمبراطوريتها التي زعمت ان شمسا لن تغرب عنها قط! لقد جالد الانجليز "فيما وراء البحار أقواما شتي" .. كما قال كبلينج شاعرهم الاول .. وَمِمَّا لا شك فيه ان هؤلاء قد جوبهوا ببسالة منقطعة النظير حينما تصدي لهم السودانيون تحت رايات الثورة المهدية .. بسالة وإباء .. خلدت فصول ملاحمها روائع وعيون شعر الأعداء قبل الأصدقاء. ان الانجليز بطبعهم قوم جُبلوا علي الاعتزاز بأنفسهم الي حدٍ دعا البعض لوصفهم بالشعوب المتعجرفة .. ومن هذا الباب يحق ان ينظر الناظر الي ذلك الارث المرتبط بالثورة المهدية في دفاتر شعراء وأدباء بريطانيا .. علي انه امر مدهش حقا .. يستدعي ذلك حتما ان نجدد نحن السودانيون مصادرنا لقراءة تاريخنا لنعيد اكتشاف تلك الأصداء العظيمة التي دونها أعداء الامس في تلك الاصقاع الباردة . علي العموم اتمني ان تفتح هذه الدراسة المقتضبة المزيد من الدراسات التي تتناول آثرنا كسودانيين في ادبيات وارث الشعوب الأخري .
                  

09-09-2016, 10:16 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    باحثات عن الحب
    كلما جاءتني فتاة صغيرة - بين السادسة عشرة والعشرين من عمرها - تحكي قصتها بدموعها تتأوه وتتألم، وعندما أسألها: لماذا؟ تكون الإجابة في جميع الحالات مع اختلاف الظروف والملابسات هي "الحب"، فيكون سؤالي التالي: أتدرين ما الحب؟ فتكون الإجابة صمتًا حائرًا.. تحاول الإجابة.. ولا تستطيع.. فتكرر مرة ثانية ولكنني أحبه!!

    استوقفني الأمر عدة مرات لمحاولة البحث وراءه، ولكنني كنت أكتفي بالتعليق البسيط "باحثات عن الحب" وقد خدعني صغر سن صاحبات التجارب بذلك.. ولكن ما جعلني أقف هذه المرة وأسترجع كل التجارب والقصص التي قابلتها في العيادة النفسية- لمحاولة الخروج بإجابة أو نتيجة -هي صاحبة القصة الأخيرة، ربما لأن سنها قد تجاوزت العشرين بأربع سنوات بما يعنى أنها "ناضجة" بما فيه الكفاية... فكان لا بد من الوقوف والتساؤل ما هو الحب؟.. ولماذا البحث عنه؟ ولماذا تهرب الفتاة وتدمر نفسها؟

    محاولة البحث عن إجابة
    تعالوا نبحث عن إجابة ونحن نستعرض بعض القصص:
    إحداهن بدأت علاقتها وهي في سن الرابعة عشرة عن طريق التليفون، وتطور الأمر بعد شهور إلى لقاءات في الخارج، ثم لقاءات في شقة، ثم حمل وإجهاض، ثم انتهاء للعلاقة من جانب الرجل؛ حيث تبين أنه متزوج، ولا يستطيع الارتباط، واكتفى بذلك! وخرجت صاحبتنا محطمة.. هائمة تبحث عن الحب من جديد لتجده في الشارع، شاب لم يضيِّع وقته، فهم ما تريد أن تسمعه، وقالت: إن هذا هو الحب خاصة وهو شاب مقارب لسنها، ولتمنحه كل شيء وأي شيء، ولتكتشف بعد ذلك خداعه، ووضاعته؛ حتى إنه قدمها لأحد زملائه؛ ولتكتشف أنه غير مؤهل لأي ارتباط، لكنها تظل تردد إنها تحبه.. تحبه!!

    أما الثانية فأحبت ابن الجيران الذي سرعان ما وصل بها إلى شقة المصيف، ولتحمل في أحشاءها جنيناً، ويشعر الأهل؛ ويتم الإجهاض وهي في سن الخامسة عشرة، ولتستمر المسيرة، وتحب شخصًا آخر زميلا في الجامعة، وليسمع قصتها، فقد أصرت أن تحكي له فهي لا تريد أن تخدعه، فما كان منه إلا أن استولى على مصوغاتها الذهبية، وهرب، ووجدت نفسها أمام شاطئ البحر لتنتحر؛ فإذا بصديق يعرف عنها كل شيء، يظهر ليقول لها: بدلاً من الانتحار تعالي تزوجيني!

    ولتتزوج ابنة الثامنة عشرة دون علم أهلها بحثاً عن الحب والحنان الذي تصورت أنها وجدته فتُفاجأ بأنها تعيش مع نصاب عندما حضر الأهل واكتشفوا أن الزوج له سوابق للحصول على الأموال بالابتزاز مقابل تطليقها..

    والثالثة أحبت الشاب اليتيم الفقير الذي أعجبتها قوته واحتقاره لجمالها، وانصاعت مختارة له تعطيه من مصروفها وطعامها، وكلما أمعن في البعد اقتربت، وأصرت، وسلمته نفسها يقودها إلى حيث يريد، وبعد ست سنوات بعد أن حصل على كل شيء تركها دون سبب وبلا رجعة؛ لتعيش تائهة حتى تُسرّ لها إحدى المخلصات بأن الحل أن تتعرف على آخر حتى تُشفى من حبه ليزداد الأمر سوءًا، وتشعر بالشقاء ويزداد شغفها ولهفتها إلى الحب لتقع في يد شيطان أجهز على ما تبقى منها بعد أن عرف كلمة السر: الحب!

    أين الدين والأهل؟
    أظنني قد أطلت في السرد، ولكنها عينة صغيرة تعبر عن ظاهرة، والظاهرة منتشرة في كل بلداننا العربية... ولنبدأ بالسؤال:

    أين الوازع الدينى؟! أين الأهل؟.. أين الأم؟.. أين الأخت؟.. أين الصديقة؟ أين الجارة الحميمة؟.. أين النصيحة المخلصة؟.. أين طلب العون والمشورة؟.. أين نظام الدعم النفسي الطبيعي الذي كان يمنح لهؤلاء الفتيات الحنان والحب والاتجاه الصحيح الكاشف للعواطف الصادقة والكاذبة، وأين المناخ الذي يربي مع الأسرة ويسد النواقص والثغرات عبر أبنية المجتمع المختلفة من إعلام وتعليم؟

    إن غياب هذا الدور الخطير لمؤسسة الأسرة بفروعها الممتدة جعل هؤلاء الفتيات في صحراء جرداء من العاطفة والحنان الحقيقي تجعل الإنسان في حالة عطش؛ فيرى السراب ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، ووجد الخداع والضياع.. إن الحصول على الحب والحنان من المصادر الأولية والطبيعية يمنح الإنسان مناعة من أن تخدعه أي مشاعر زائفة غير حقيقية تستغل حرمانه وشوقه الفطري إلى من يهتم به ويشعر بأحاسيسه.

    أما النقطة الثانية ـ التي قد تبدو كأنها هي نفسها الأولى ولكني أراها مختلفة ـ فأسميها التربية العاطفية وهي غير العطاء العاطفي، والمقصود بالتربية العاطفية أنه لا يوجد ثمة تعليم يتم لكيفية منح العاطفة وكيف تنمو؟ وكيف يعرف الإنسان الحقيقي منها من الزائف؟ ومتى يمنح الإنسان عاطفته؟ ولمن؟ وما الفرق بين الحب والإعجاب والاهتمام والتعود؟ وأين الشرع من هذا كله؟!

    كل ذلك يحتاج إلى وضوح وبرنامج تشترك فيه الأسرة أولاً من خلال الحوار المفتوح والعقل المتفتح الواعي والصدر الرحب ثم المدرسة وأجهزة الإعلام التي للأسف تقدم صورة مغلوطة لهذه المشاعر وطبيعتها؛ فيزداد الأمر سوءًا؛ حيث تحولت هذه الأجهزة الإعلامية بأشكالها المختلفة في غياب دور الأب والأم والأسرة إلى الموجه الأساسي لمشاعر هؤلاء الفتيات متصورات أن هذا هو الحب، فهو الكلمة التي تلوكها الألسنة طوال ساعات الإرسال وفي الأفلام وفي المجلات؛ فتظل الفتاة المسكينة مشتاقة لهذه المشاعر الملتهبة التي تمنح صاحبتها السعادة، كما تراها مرسومة على وجه البطلة التي تكرس ثنائية الحب ـ الجنس، والتي تكسر الحاجز النفسي للإقدام على هذه التجربة، ولتأتي أغاني الفيديو كليب ومشاهدها المثيرة التي تركز أساساً على صورة غريبة للعلاقة بين الفتى والفتاة تقوم على اللمسات والقبلات والنظرات، تجعل كل فتاة تهيم في عالم وهمي يجعلها تستسلم لأول كلمة قد أحسن صاحبها صياغتها.

    إن جو الاختلاط المفتوح بغير حدود في بعض البلدان مع عروض الأزياء المثيرة في جو غاب فيه الحنان والحب من أهم الأسباب؛ حيث اختفت وتفككت الأسرة لسفر الأب أو لانفصال الأم أو لانشغالهما أو لعجزهما مع إعلام غير واعٍ بدوره الصحيح.... في إطار من طغيان الأفكار المادية التي تقدم المحسوس الملموس على المعنوي والروحي... كل ذلك جعل الشباب يبحثون عن اللذة السريعة خاصة وأنه لا أمل لديهم في اللذة الآجلة... وجعل الشابات يلهثن وراء السراب باحثات عن الحب.

    إن الحب الحقيقي موجود، ولكنه غالٍ ويحتاج إلى مجهود للوصول إليه.. الحب الذي جاءت به الشريعة، وجاء به الدين، وأمر به الله ورسوله، الحب الطاهر لله وللرسول وللمؤمنين، وحب الزوجة العفيفة الطاهرة النقية.

    إنه حب يبني ولا يهدم.. حب يقود إلى الفضيلة ولا يمكن أن يؤدي إلى الرذيلة.. حب ضارب بجذوره في الأرض ينمو بطريقة طبيعية، حب مشروع في جو صحي من الوضوح والعلانية والشرعية، ثم ينمو نباتاً قويًّا صامداً؛ لا يصادم دينا، ولا يهتك عرضا، ولا يدنس شرفا، ولا يخالف ديننا ولا ثقافتنا.
    د.منى البصيلي
                  

09-11-2016, 02:57 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالات متنوعة تهم الأسرة و الشباب و المجت� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: *اجعلوا القروبات تضج بالتكبير*
    🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    وللَّهِ الحمد
    🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    وللَّهِ الحمد
    🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    وللَّهِ الحمد
    🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    وللَّهِ الحمد
    🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    وللَّهِ الحمد
    🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    وللَّهِ الحمد
    🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،
    اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ،
    وللَّهِ الحمد
    🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
    من ينتهي يرسلها ، احيو سنه التكبير ساعدو في نشرها ،،،
    *الدال على الخير كفاعله ''''
                  


[رد على الموضوع] صفحة 4 „‰ 5:   <<  1 2 3 4 5  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de