عن اي استقلال تتحدثون حتى إحتفالاتنا و أفراحنا خادعة و متوهمه و لا تعبر عن الواقع

Quote: حتى إحتفالاتنا و أفراحنا خادعة و متوهمه و لا تعبر عن الواقع . . في كل رأس عام جديد نبارك لبعضنا ( عيد إستقلال ) السودان و لكن عندما ننظر لواقع الوطن نستغرب و نتساءل عن أي إستقلال يتحدثون و من أي إستعمار نالو ذلك الوهم المسمى إستقلال ؟؟؟ . للأسف يا بني وطني لن ننال إستقلالنا طالما كنا لا نعرف من إستعمر بلادنا ؟؟؟ و من أجل ماذا إستعمرنا ؟؟؟ و كيف إستعمرنا ؟؟؟ و كيف ( خرج ) من بلادنا ؟؟؟ . بلادنا هذه كانت عصية على الأخرين المعتدين منذ الآف السنين برغم من إنها كانت قبلة كل الأمم ، و الباحثين عن الله ، و عن العلم ، و الحضارة ، و الأخلاق ، و القيم النبيله . . حديثي هذا لا تقوده العاطفه و الحماسه ولا هو حديث مواطن يمجد في شعبه و دولته التي يحبها ، بالطبع لا فهذا حديث العقل و المنطق و واقع الأشياء . . فبلادنا هذه و طوال حقبتها الممتده و تاريخها الضارب في عمق الزمن كانت محط أنظار الغزاة و الطامعين منذ عهود الأشورين و الفرس و الرومان و اليونان و إلخ ... . كل هؤلاء كانو لا يجرءون على المساس بأرض الوطن و بائت كل محاولاتهم بالفشل و تلقو الهزائم تباعاً كما هو مدون في كتب التاريخ و يحكي عن مجد أجدادنا لنا . . 1. يجب أن نعلم ما فعلته الملكه الكوشيه ( أماني ريناس ) بالأسكندر الأكبر الذي روَع كل شعوب العالم و دانت له السيطره عليه ، و لكنه ذاق الذل و الهوان علي يد الملكه الكوشيه التي تصدت له ( مراجعة قصة الملكة أماني ريناس مع الإسكندر الأكبر ) . . 2. كذلك ما حدث لملك الفرس ( قمبيز ) الذي هزم ملك الدلتا ( بسماتيك ) و لكنه عجز في أن يواجه الملك الكوشي ( أماني ناتاكي ) . ( لمراجعة قصة الملك ناتاكي اماني مع الملك الفارسي قمبيز ) . . 3. كذلك ما حدث للجيش الأشوري عندما حاصر ( أورشليم ) فإستنجد أهل أورشليم بالملك الكوشي ( تهارقا ) الذي سير جيشاً أدب به الأشورين و أزال الحصار عن أورشليم بل واصل فتوحاته حتى بلغ ( أعمدة هرقل ) في جبل طارق حالياً . ( التوراة إصحاح 19 سفر إشعيا ) . . كل تلك كانت دلائل على قوتنا و سطوتنا و مجدنا و عزتنا و إن أرض بلادنا كانت عصية على الغزاة على مر الحقب و الأزمان . . حقيقة الأمر إن بلادنا تعرضت للإستعمار في بدايات القرن الثامن عشر و كان ذاك الإستعمار لا ينتمي لأي عرق أو دولة محدده بعكس ما روج له في كلتا حالتي الإستعمار و الغزو من قبل محمد علي باشا و اللورد كتشنر !!! . نعم لم يكن إستعماراً من دوله بل كان إستعماراً من منظمات أو تنظيمات ( معرفيه ) ، هدفها لم يكن من أجل المال و الرجال أو الموارد كشأن أي إستعمار يدخل بلداً ما . . كان إستعماراً ( معرفياً ) يهدف و يستهدف بلاداً هي مصدر و أساس لكل أنواع المعارف ، و العلم ، و الحضاره ، و الثقافه . . كان إستعماراً ( معرفياً ) إستهدف بلداً قامت و نشأت فيها أول و أقدم حضاره عرفتها الإنسانيه على سطح هذا الكوكب . . كان إستعماراً ( معرفياً ) يستهدف بلداً و أمةً هي أول بقعة في الأرض تدين بدين التوحيد و تعرف و تعبد الله من خلال معابد و معارف و أنبياء و رجال فكر أسسو لهذه العقيده . . كان إستعماراً ( معرفياً ) إستهدف بلداً هي الأرض التي نزل فيها أول وحي من السماء و أول رساله و نبوءة سماويه كونت المفهوم و الفكر العقدي الذي يدين به كل سكان الأرض الان . . كان إستعماراً ( معرفياً ) إستهدف بلداً هي الآن و بشهادة كل علماء الإنثربولجي و الأحياء هي الأصل و منطلق كل سكان الأرض . . كان إستعماراً ( معرفياً ) إستهدف بلداً كانت هي و شعبها الرائده في كل مجالات المعرفه من فنون ، و علوم ، و فلسفه ، و إقتصاد ، و إداره إلخ ... . . كان إستعماراً ( معرفياً ) إستهدف بلداً و شعباً يمتاز بكل الصفات الصالحه ، و القيم النبيلة ، و العادات و الطقوس البشريه التي تسود العالم آلان . . كان إستعماراً ( معرفياً ) إستهدف بلداً و شعباً به كل ما ذكرنا على سبيل المثال لا الحصر . . يا ساده الإستعمار لم يكن ( تركياً ) كما إنه لم يكن ( بريطانياً ) و كل الدلائل و المؤشرات تشير إلى ذلك فيجب أن نعي هذه النقطه ، و سأقدم شرحاً في متون هذا المقال عله يكون كافياً لفهم ما حدث و يحدث لنا . . يا سادة نحن للأسف لا نعرف من نكون أرضاً و شعب ، و لكنهم يعرفون تماماً من نكون . . في العام 1821م إستطاع محمد علي باشا غزو بلادنا تحت ستار ما يسمى بالفتح التركي المصري . . و هذه أكبر خدعة في التاريخ حيث إن الغزو لم يكن ( تركياً ) و لا شأن للخلافة العثمانيه به ، حيث إن محمد علي باشا ما هو إلا أحد الرعايا الأكراد و كان جندياً ضمن كتيبة الإرناوؤط التركيه و قام بتنفيذ إنقلاب مريب و دانت له السيطره على القاهرة ، و عين نفسه والياً على مصر المغلوبه على أمرها ، و تم دعمه من قبل ( يهود الدونمه ) ليحارب الامبراطوريه التركيه ، بل و يهزم الأتراك في مصر و بلاد الشام حتى تمت بينه و الباب العالي معاهدات إعترف له الباب العالي بحكم مصر على أن يرفع علم الخلافه التركيه ، و أن لا يتجاوز حدوده الجنوبيه التي حددها الباب العالي بالفيوم جنوبا لأنها تقع تحت أملاك سلطنة سنار ، كما لا شأن له بشواطيء البحر الأحمر حتى ( سواكن ) لأنها من ضمن أملاك الباب العالي . . و السؤال هنا كيف سيطر محمد علي باشا على مصر ؟؟؟ بل كيف أنسحب الفرنسين و تركو مصر للإنجليز بدون معارك و كلنا يعلم حجم العداء بينهما آنذاك ؟؟؟ و لماذا لم يجد محمد علي باشا أي عداء من الإنجليز ؟؟؟ و كيف دانت له السيطره على مصر بهذه السهوله ؟؟؟ و كيف تتفق فرنسا و انجلترا العدوتين على دعم محمد علي باشا لتمكينه في مصر ؟؟؟ . أسئله يجب الرد عليها لنفهم طبيعة ما ينطلق من خلاله محمد علي باشا و عصابته . . بعكس توصيات و أوامر الباب العالي في تركيا سير محمد علي باشا جيشاً لفتح السودان فإحتل النوبه و سنار و كردفان و من ثم بعد ذلك ضم سواكن و دارفور و كامل بلاد السودان . . كل المؤشرات كانت تشير لضعف دولة سنار التي تحكمت فيها أيدي المخابرات و الجواسيس العالميين بغية القضاء عليها . . و كل مؤشرات التفرقه و العبث بالبلاد بدأت في أواخر عهد مملكة سنار حيث تم التأسيس لكل أشكال الصراعات الإثنيه و العرقيه و التحالفات القبليه بواسطة الجواسيس و لا سيما اليهود منهم حيث تمت كتابة أشجار النسب العربي في بلاط سنار برعاية يهوديه كاملة الدسم ، حيث كانت أشجار النسب العربي و آل البيت تمنح للقبائل و توثق في بلاط سنار الملكي ، و ذات هذا الإختراق حدث في سلطنات دارفور و منح النسب العربي للقبائل هناك . . كل هذا أدى للضعف و التدهور بسبب الفرز القبلي و الكراهيه و التحالفات البغيضه مما أدى لدخول جيش محمد على لسنار و بدون معارك تذكر برغم إن جيش محمد علي باشا لم يتجاوز تعداده الخمسه ألف لكل جيش !!! فأين كان الشعب حينها و نحن القادرون على تسيير جيش قوامه ألف ألف ( مليون مقاتل ) في زمان كنا لا نعترف بهذا الفرز القبلي البغيض . . و من الأكاذيب إن الجيش الفاتح لسنار كان بقيادة إسماعيل بن محمد علي باشا و هذه كذبه أخرى ، حيث إن الرجل كان يسمى ( جنت مكان ) و هو يهودي تركي ( للرجوع لكاتب الشونه ) . . أيضاً المقوله التي قالها المك مساعد للمك نمر ( زولك طلع نصراني ) و هذا ينفي إن إسماعيل كان مسلماً بل ينفي إن إسمة إسماعيل . ( للرجوع لكاتب الشونه ) . . أيضاً المراسلات التي كانت بين المقدوم مسلم حاكم كردفان و محمد علي باشا التي يستنكر فيها المقدوم مسلم على محمد علي غزو بلاده إن كان تابعاً لدولة الخلافه التركيه كيف يهاجم بلداً مسلماً ، و كان مصير المقدوم مسلم البطل السوداني العظيم أن قتله الدفتر دار . . أيضاً إرتكاب المجازر و القتل الذي صاحب حملات الدفتر دار التي تم تبريرها على أساس الغضب لمقتل إسماعيل ، و هذه فرية أخرى فالمراد كان تفريغ بعض المناطق من سكانها لتأسيس خلل سكاني قابل للإنفجار في أي لحظه و هذا ما نراه في صراعات دارفور الحاليه و بعض النزاعات التي تطرأ بين الفينه و الأخرى . . حيث إن مجازر و مذابح الدفتردار أصابت قبائل و شعوب لا شأن لها بما حدث ( لإسماعيل ) الذي تم في شندي فما ذنب بقية الأقاليم ؟؟؟ . أيضاً ما حدث من مجازر و قتل في ديار الجعليين مما أدى لأن تكون مدينة شندي خاليه من السكان لأربعين عاماً ، فالهدف كان واضحاً هو تصفية الوجود السكاني الأصيل . . أيضاً من الدلائل كيف لجيش غازي أن يصطحب معه علماء و مكتشفين و تحديداً في مجالات التأريخ و الاديان و الحضارات ، و الأغرب أن يكون هؤلاء العلماء ينتمون لجنسيات مختلفه و كمثال لهؤلاء العلماء : . ليسبوس و هو بروسي ، شامبليون و هو فرنسي ، و فرليني و هو إيطالي ، و جيمس بريستو و هو بريطاني ، و رايزنر و هو أمريكي !!! . كل هؤلاء العلماء و غيرهم دخلو مع حملة محمد علي باشا لفتح السودان ، و الأغرب إن كل هؤلاء العلماء هم من تبنى ( الطرح الأوربي ) لأصل الحضاره في وادي النيل ، و من هنا يمكن أن نقيس الأمور و نفسرها . . أما غزو اللورد كتشنر 1898م أو ما يسمى بالفتح الإنجليزي المصري فهذه أيضاً كذبه أخرى و مدخل آخر للإستعمار المعرفي الذي تحدثت عنه في صدر المقال . . فالسودان كمستعمره لم يكن يتبع لوزارة المستعمرات البرطانيه التي لا تغيب عنها الشمس ، بل كان يتبع لوزارة الخارجيه البرطانيه مباشرةً و هذا يفسر عدم وجود السودان ضمن قائمة دول الكمنولث البريطاني . . لنتابع قصة الغزو منذ الإعداد له ، قدم محمد شريف باشا رئيس وزراء مصر طلباً لحكومة بريطانيا عبر اللورد كرومر الحاكم البريطاني في مصر طالباً منهم غزو السودان مبرراً بوقف العداء المتوقع من قبل الخليفة عبد الله التعايشي و لكن الطلب قوبل بالرفض بل و تم إجبار حكومة محمد شريف على الإستقاله !!! . فيما بعد تم تشكيل مجموعات ضغط على الحكومه البريطانيه بواسطة جماعات ضغط من بينها جماعة ( إسترن ) و ( الياقات البيضاء ) و أعضاء من مجلس اللوردات ، و إعلاميون كصحيفة ( البول موت غازيت ) و ( التايم ) و كانت مراكز هذه الجماعات متوزعه في جامعات بريطانيه مثل اكسفورد و كمبردج و لندن ، و من ضمن قيادات هذه الجماعات كان الضابط المخابراتي ( ونجت ) . . بعد ثلاث سنوات تقرر الحكومه البريطانيه غزو السودان و إرسال اللورد كتشنر و اللورد ونجت لهذه المهمه و بدون مقاتلين !!! فمن أين حصل كتشنر على جيشه الذي دخل به السودان ؟ . فيما يبدو إن عهد الخليفه عبد الله التعايشي كان أشبه بأواخر عهد مملكة سنار ، حيث سيطرت عليه المخابرات و الجواسيس و فرضو أراءهم على الخليفه الضعيف الذي حدثت في عهده أكبر لطمه في وجه اللحمه و الوحده الداخليه لابناء الوطن من خلال التفرقه التي حدثت فيما يسمى بصراع أولاد النيل و أولاد الغرب . . و يمكن أن أسمي معركة كرري بأنها معركة بين أبناء الوطن الواحد و الشعب الواحد ، حيث كان جيش كتشنر يضم كل الناقمين و الكارهين للخليفه عبد الله المخترق من قبل الجواسيس و المخابرات فكان أن تمت السيطره على السودان من قبل كتشنر و ونجت ضابط المخابرات البريطاني الذي له اليد الطولى في كل ما تم بفضل سيطرته المخابراتيه على دولة الخليفه . . أما عهد الأنجليز فقد كان يشير تماماً لإستنتاجنا بخصوص الإستعمار ( المعرفي ) الذي تم به تركيع هذا الوطن . . 1. بريطانيا الظالمه لديها سجل إستعماري عنيف و دموي ، فقد سحق الجيش البريطاني الشعب الهندي و الصيني و الجنوب أفريقي ( حرب البوير ) . . المستعمر الإنجليزي كان مستبداً متغطرساً أذل كل الشعوب التي كانت تحت سيطرته فحتى مصر القريبه كان الإنجليزي يركب على ظهر المصري ليوصله حيث اراد . . و لكن ما هذه الوداعه في السودان ؟؟؟ و أين جبروتهم و إستبدادهم ؟؟؟ ماهذه التنميه في الموارد و القوانين الإداريه و الجنائيه ؟؟؟ . ( كرري ) آخر معركه حربيه و لم يشهد الوطن اي دماء غيرها إلا ما ندر و بصوره مبرره . . كان الإنجليزي لا يتجاوز الحد مع السوداني بل و يحترمه لدرجة ان الاجليزي كان يضرب من السوداني إن تطاول في أمور الشرف و القضايا الخاصه . . شيدت الكباري و الطرق و السكك الحديد و الخدمه المدنيه و بنيت المؤسسات التعليميه الخ ... . أشياء مثيره للتساؤل و يجب أن تمنح جزء من الوقت لتفسيرها . . 2. إستخدام بريطانيا لموظفين في قمة الهرم التعليمي حيث إن جلهم خريجي جامعات كامبردج و إكسفورد . . و من أشهرهم السير لي إستاك ، و مكمايكل ، و كلنا يعرف من هو مكمايكل صاحب كتاب ( العرب في السودان ) و العديد من المنشورات و الكشوفات التاريخيه و كلها تصب في مصلحة ( الطرح الأوربي ) و التزوير و التضليل التاريخي المتعمد و إثارة النزعات العرقيه و القبليه . . 3. و لا يفوتنا أكبر عمل إستهدف الوطن و وحدة شعبه من خلال سياسة ( المناطق المقفوله ) التي بدأت في عهد مكمايكل حيث شملت تلكم المناطق جنوب كردفان و جنوب النيل الأزرق و شمال دارفور و جنوب السودان . . 4. و ترسيم الحدود الداخليه بحيث إستقطاع أراضي تتبع لمكونات قبليه محدده و منحها لمكونات أخرى تحفيزاً لمزيد من الكراهيه و الصراع المقبل ، كما هو في حدود ولايات الشمال بفرز النوبه عن عمقهم في مناطق الشايقيه و الجعلين ، و حدود الجنوب لتمتد في مناطق دارفور و كردفان . . 5. الحدود الدوليه ايضاً تم تحريفها بحيث تم فصل النوبه و منح جزء لمصر ، و فصل اقليم فازوغلي و التقري و منحه لاثيوبيا . . 6. و الأكثر غرابه هو ما قام به الوفد السوداني بزيارة لبلاط الملكه البريطانيه و منحها فروض الولاء و الطاعه ، و كان على رأس الوفد السيد ( علي الميرغني ) و السيد ( عبد الرحمن المهدي ) و السيد ( الشريف الهندي ) و زعماء قبائل ( الكبابيش ) و ( الهدندوه ) و ( الشكريه ) و ( الجعليين ) و السيد مفتي السودان ، و السيد ممثل القضاء و السيد رئيس مجلس علماء السودان و السيد مندوب المحكمه الشرعيه . . و كانت كلمة الوفد التي تبناها السيد علي المرغني و هنأ فيها الملكه و جيشها و أثنى عليهم و شكرهم على انتزاع شعبه من براثن الفقر و المرض و الجهل . . و قام السيد عبد الرحمن المهدي بإهداء سيف والده الامام ( المهدي ) للملكه التي صفعته برد حارق حيث أرجعت له السيف و قالت له عليك ان تحارب به أعداء مملكتي . . فتم منحه وسام و لقب ( فارس ) الذي لا يمنح إلا لمن يقوم بعمل في صالح الخط الذي يدير السياسه العالميه و هو معلوم للجميع . . و الأغرب أن يعتلي نفس هؤلاء الساده منصات الإحتفال بالإستقلال و يقودون الوطن من خلال ذات البيوتات ، و وراثة الأبناء ، و المغيبين من بني وطني ، الذي إستقال من بريطانيا إسمياً فقط ولازال يرزح تحت إستعمار ذات الفكره ، و ذات من باع الوطن حين غفلة . . 7. إجتهد المستعمر في أن نتلقى تعليمنا إلا من خلال المؤسسات التعليميه التي أنشأها لذات الهدف و هو السيطره المعرفيه على الوطن ، فكانت جامعة الخرطوم ( غردون ) شامة في جبين الأنانيه و الصفويه التي أنتجت لنا مسوخ أكاديميه هي من تقود بلادنا الان من خلال الفساد و الطغيان و البؤس ، بل و إذداد الأمر إنحطاط الان بعد إنتاج مسوخ مشابهه تؤدي دورها في تبني بلاءات الوطن . . و بعد أن تأكد للإنجليز إن إستعمارهم المعرفي قد أدى دوره بنجاح ( خرج ) الإنجليز !!! نعم خرج الإنجليز من تلقاء أنفسهم بدون إرجاف خيل و لا قعقعة سيوف ، خرج الإنجليز و تركو كل قنابلهم الموقوته قيد الإنفجار الواحده تلو الأخرى و نخب وطني تتفرج . . . كل ما يحدث الآن تم التدبير له منذ زمان ، و بكل إتقان ، و نحن في نوم عميق و إستعمار مقيم ، و ذل أليم ، و مهانة و بؤس و فشل . . 1. أرادو سرقة كل الحضارة التي تركها لنا الأجداد و الإرث الفكري و العلمي و الثقافي . . 2. أرادو التعلم و التشبع بكل صفاتنا و موروثاتنا و قيمنا و التمتع بكل مواردنا و بالطريقه التي يريدونها . . 3. أرادو تفكيك و تجهيل هذا الشعب الذي كان بمقدوره منافستهم و أن يسود كل العالم و يصبح على رأس كل الأمم و الشعوب و الدول . . 4. أرادو طمس الدين و المعتقد الصحيح الذي كان يمكن أن يكون إضافة لهذا الشعب الذي صار الآن نهباً لأفكار البؤس و الضلالة . . 5. أرادو مسح ذاكرة هذا الشعب و محو هويته ليظل في حرب و صراع ليكون في مستنقع الجهل و الفقر و المرض حتى لا ينافسهم . . 6. أرادو إستباق كل النبوءات التي وردت في الكتب السماويه التي تبشر هذا الشعب بالسيادة على العالم و الإنتصار على الباطل . . . أيها السادة كل قصص المهاجرين و المغتربين السودانين و نجاحاتهم و تميزهم التي حيرت الأمم و الشعوب الأخرى هي من صميم الإرث الحضاري و الثقافي و العادات و التقاليد و الأخلاق التي تميزنا عن غيرنا ، و كل هذه الأشياء لم تأت من فراغ فقد كانت نتاج تراكم و ثراء حضاري و ثقافي و وعي مجتمعي منذ الآف السنين ، و هذا ما جعل العالم مهتماً بهذا الشعب و هذه الأرض بغية التعلم و التزود من معارفه و علومه و خصائصه . . أيها الساده لازلنا تحت نير المستعمر الذي ترك لنا بقاياه و ذهب و جعلنا في دوامة الصراعات و الحروب و الكراهية حتى لا ننهض . . ذات الفكره الآن تقودنا ، عرب ضد زنوج ضد نوبه ضد بجا ، و للأسف النتيجه صفر كبير و جهل و خصومات و فساد لا حدود له . . ذات الفكره تقودنا ، أبناء الهامش ضد الجلابه ، التي نطلقها كسهام لتصيب القبائل و الأعراق و ننسى إن ( الهامش ) فكره لا تنجو منها قبيله أو عرق أو إتجاه ، و إن ( الجلابة ) فكره تضم شخصيات من كل قبيلة و عرق و إتجاه . . ذات الفكره تقودنا ، فيرفض النوبين لغيرهم من مكونات الشعب السوداني أحقيتهم في الإرث الحضاري . . ذات الفكره تقودنا ، عندما تمتنع بعض مكونات الشعب السوداني الفخر بإرثهم الحضاري ظناً بإنتماءهم للشرف العروبي الواهم . . ذات الفكره تقودنا ، عندما يتم مسح ذاكرتنا ، و محو أصلنا ، و قيمنا ، فيسهل وصف و دمغ كل شعبنا بالفساد ، و السرقه ، و القتل ، و الوضاعه فيختلط الحابل بالنابل . . ذات الفكره تقودنا ، من خلال عبادة الأشخاص و تقديسهم ، و إن النصر و الحق لا يخرج إلا من بيوتات محدده ، و إن العلم مخصوص به أشخاص محددون ، و إن المال كنزه و جمعه من هو أحق به ، و إن السلطة حق لأشخاص بعينهم لا ينازعهم فيها أحد . . . أيها السادة هل فيكم من يتحدث عن الإستقلال الآن ؟؟؟ . من المخزي أن نضحك على الأجيال القادمه و نخدع أبناءنا بأن يرفعو قطعة القماش الملونه هذه و نخبرهم إنها ( العلم ) رمز و شعار الوطن المستقل . . من العار أن نتهيج عاطفياً عندما نسمع الأغنيات و الأناشيد الوطنيه التي تمجد الوطن ، و في دواخلنا يرقد نعش الوطن على تابوت الفجيعة و الهوان . . من المضحك و المبكي أن نعتقد بأننا أخرجنا المستعمر و نحن بلا حول و لا قوة منا نرزح تحت إستعمار آخر ينكل بنا و يسومنا العذاب و لا نستطيع أن نرفع في وجهه أصابع التحزير و المحاسبه و المطالبة بالرحيل . . . أيها السادة سننال إستقلالنا يوماً . . و لكن . بعد أن نرد الكيد و نكشف و نفسد مخططات المستعمر . . بعد أن نعرف من نحن و ماذا يعني لنا تراب هذه البلد و ماذا يميزنا عن بقية الخلق . . بعد أن نؤمن و نتأكد بأننا قادرين على العيش بدون إستعمار . . فمتى نفيق من هذه الغيبوبة ؟؟؟ . . . لطــــفك يا رب . . . ( راشد خيري ) . ( ديسمبر 2015م )

Quote: ذات الفكره تقودنا ، من خلال عبادة الأشخاص و تقديسهم ، و إن النصر و الحق لا يخرج إلا من بيوتات محدده ، و إن العلم مخصوص به أشخاص محددون ، و إن المال كنزه و جمعه من هو أحق به ، و إن السلطة حق لأشخاص بعينهم لا ينازعهم فيها أحد .