الحوار الثر الذي دار في هذا البوست عن "أصل الدليب"، يثير أيضاً مسألة بدايات الغناء في السودان، وتاريخ وأصل الإيقاعات المسماة "سودانية". سبق أن أشرنا إلى أن علاء الدين السنهوري يرى أن "الإيقاعات السودانية" نشأت داخل بيئتها، وهي نتاج لمناخ وتضاريس وحرف تلك البيئات.
يوافق باحث آخر ،أشرنا إلى رأيه حول أصل التمتم في مداخلة سابقة، علاء الدين السنهوري في أن البيئة هي التي شكّلت الإيقاعات السودانية في حديثه عن أثر مشية الجمل في تشكيل الإيقاعات السودانية. الباحث هو خالد الشيخ حاج محمود. ومجال بحثه هو التاريخ والتراث والآداب والفنون في السودان عامة وكردفان، كما قدّمه إبراهيم عرابي في حوار مع الباحث نشر في الصحافة في يوم 15 مارس 2013.
يرى الأستاذ خالد الشيخ في ذلك اللقاء الصحفي:
Quote: أن الإيقاع أصله إما لنشاط رعوي أو زراعي حسب ارتباط الناس بذلك النشاط.
فالساقية مثلا فى شمال السودان حسب حرفة الناس وكذلك (الجراري ، المردوم ،الدرملي) كله مربوط بحركة الجمل أو الحصان عند البقارة في بادية كردفان والحياة لديهم ترحال .
وحتى الإيقاع الوافد، يتشكّل حسب البيئة التي هاجر إليها. ويضرب الباحث مثلاً بهجرة الدلوكة إلى كردفان. يقول في ذلك مشيراً إلى علاقة الإيقاع بالحرفة من خلال الجمل:
Quote: ولذلك أخذت الدلوكة قوتها عندما وصلت كردفان وارتبطت بهذا الترحال مع ايقاع مشية الجمل .
وفي حديثه عن "الطنبور والطمبارة" ، يؤكد الباحث مرة أخرى على أثر مشية الجمل، حين يعرّف الطنبور قائلاً:
"الطنبور ليس من الآلات الوترية إنما هو صوت يخرج من الحلق ويقفل الاغنية مع إيقاع مشية الجمل".
ويرى الباحث أن بدايات الطنبرة في الغناء السوداني جاءت من كردفان، وأن الطنبرة مرتبطة بإيقاع مشية الجمل:
Quote: الدكتور أحمد القرشي عبد الرحمن أهداني شريطا غنائيا بصوت سرور يعود تاريخه لعام 1927م يغني فيه قصيدة للشاعر العبادي :
الطمبارة أخذتهم الغيرة واختلفوا معه، وقالوا ليه دا جبتو من وين؟ قال سرور: وجدته عندما بدأت الغناء عام 1915م عند قبائل دار حامد والحمر في ام درمان في العرضة وودنوباوي والبوستة وحى العرب. وأنا ومعي ودالفكي نقلنا ذلك الغناء. وبدأ يغني للجراري ويطمبر يصفق تماما كما في كرير الجراري والشيلة. والايقاع يتمثل فى دقة الرجل والتي استعيض عنها بدقة الآلات كالبنقز وغيره. وكان ود أبوالجوخ وتوم دق العيش وبلال أبوكرد وسرور وعبدالله الماحي طمبروا ونقلوا ذلك في فترة ما يسمى بعصر الطمبرة اخذوه من الجراري ،
ويعتقد الباحث أن الدلوكة التي هي أساس الغناء السوداني، ليست سودانية، بل أتت من صعيد مصر. يقول عن ذلك:
Quote: جاءت من بلاد النوبة «صعيد مصر» واختلطت مع آلة الكوشية في الشمال في منطقة شندي وكبوشية عند الجعليين
ثم واصلت "الدلوكة رحلتها" حتى وصلت كردفان، وتأثرت بمشية الجمل. يقول الباحث في إشارة للدلوكة:
Quote: حتى وصلت شمال كردفان وارتبطت بإيقاع مشية الجمل عند الابالة وأخذت قوتها لدى (الكبابيش ،الكواهلة ودار حامد) وللجمل مشيات مختلفة .
ويؤكد الباحث أثر مشيات الجمل العديدة على الإيقاع،وهي حوالي 16 مشية، في حديثه عن أصل غناء السيرة:
Quote: السيرة والدلوكة جاءت من كردفان، إلا أن الدّقات تغيّرت لأنها مأخوذة من اكثر من مشية للجمل وهي أساس الجراري.
ويختلف الباحث مع الفنَّان عبدالكريم الكابلي، حول أول ما وجده من الغناء السوداني:
Quote: عندما سألوا الفنان عبدالكريم الكابلي عن أول ما وجد من الغناء، قال (الموزروا ) . وهذا ليس صحيحاً، اذ يوجد تاريخ للغناء قبل المهدية ومؤرَّخ وموثَّق له منذ العهد التركي .
وللتدليل على اختلافه مع الكابلي، يضرب الباحث مثالاً عن الغناء في العهد التركي:
Quote: (كاسر يا جرو الخلا ابساجور)، حواء بت تندل غنتها ل(إمبدة أبوكندي). هو أمبدة تمساح امبدة ود عم سيماوى (ناظر دار حامد)، عندما رفض دفع الطلبة للآتراك عام 1879م.
وقال للمندوب (دقيس) قول للأتراك أخو الناظر رفض يدفع الطلبة، وقال ليكم انتو أتراك أجانب أطلعوا من البلد.
فكانت جذوة نضال، فأرسل الأتراك اليه تجريدة في أم شديرة عام 1880م وقضت عليه. ومنّح عليه أخوه الناظر سيماوي وقال فيه: كل ما هديتك قلت لى ما عوير وهاج فيك أم عطيف الفى الطينة متهير شالك قليل الموت وخلاني متحير (دليل على ان الكثرة غلبت الشجاعة) .
وعندما سمعت ذلك حوة بت تندل قالت بعد ثلاثة سنوات عام 1883: لساني فيهو بقول (كاسر يا جرو الخلال ابساجور ) غني وشكريه يالثلاث أخوات لا رجفت لحمتو ولا لسانو لات السيف في يمينو بقدل على الدرقات والخزين أخوي مقنع الكاشفات
Quote: : جاءت من بلاد النوبة «صعيد مصر» واختلطت مع آلة الكوشية في الشمال في منطقة شندي وكبوشية عند الجعليين
لا اتفق مع هذه النظرية مطلقا فايقاع الدلوطة العرضة اتى من الجزيرة العربية اقول هذا وانا دنقلاوي من جزيرة مروارتي والزورات واقو السير لم يستخدم اجدادي هذا الايقاع ولا اعمامي ممن كانو يعزفون الطمبور ولكنني سمعته لدي فنانين من دنقلا شباب ويغزى ذلك لتأثرهم بغناء الوسط لو مشيت اي دولة في الخليج غندهم ضرب ايقاعي واغنيات العرضة
08-17-2016, 06:11 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479
Quote: إن كان التوثيق والتاريخ بيُكتب بطريقة سودانيزأون لاين دى، زى ناس عاجل وعاك عيك .. أراهنكم إنو كله كضب فى كضب ..
100% الكلام عن معرفة اصول جزيئيات ثقافية ده شبه مستحيل ان لم يكن مستحيلا بالفعل ودايما بكون مجرد نظريات تستند على ادلة تاريخية او اثرية ليست قاطعة ، يعني تلقى نفس الظاهرة موجودة في مكانين مختلفين في نفس الفترة التاريخية ، تسود نظرية لفترة ما ثم يأتي كشف اثري او وثيقة لتثبت خطأ النظرية السائدة .. احيانا تجد عدة نظريات مختلفة تتحدث عن جزئية او ملمح ثقافي واحد وكل نظرية تنسبه لثقافة ما .. استمتعوا بالدليب وانسوا الباقي لأنكم لن تصلوا لأي مكان تحياتي
08-18-2016, 06:50 AM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479
نشرت مجلة "الموسيقى العربية"، وهي مجلة ثقافية موسيقية، تصدر عن "المجمع العربية الموسيقي"\جامعة الدول العربية،
مقالاً بعنوان "اتجاهات البحث في الموسيقى الشعبية السودانية".
ويلخص المقال أبرز اتجاهات البحث لمقاربة الموسيقى الشعبية\التقليدية السودانية، ملقياً الضوء على الجهد العلمي المبذول لكشف اللثام عن جذور ونشأة موسيقانا السودانية. اتجاهات البحث في الموسيقى الشعبية السودانية
. مقالات
تعكس اتجاهات البحث في الموسيقى السودانية بعضاً من أنواع تعريفات واتجاهات البحث المتعلقة بـ (علم موسيقى الشعوب) عموماً. فقد جاءت أولى الإشارات إلى الموسيقى السودانية في كتابات الرّحالة والمبشرين الذين كتبوا عن السودان وأهله واصفين عاداتهم وتقاليدهم. وقد جاء وصف الموسيقى السودانية في هذا الإطار، وقد أقتصر دور الرّحالة على إعطاء أوصاف للموسيقى التقليدية في السودان فكانت كتاباتهم لا تتعدى كثيراً الجانب الوصفي. أما المبشرون فقد تقدموا خطوة على الرحالة، وذلك بأنهم أخرجوا الحديث عن الموسيقى التقليدية بالسودان من مرحلة الوصف وتسجيل الانطباعات عنها إلى طور التحليل والوصول إلى نتائج.
وذلك كان هو الاتجاه الأول في التعامل مع الموسيقى التقليدية في السودان. وجاء الاتجاه الثاني ليركز على الآلات الموسيقية، وقد حظيت الآلات الموسيقية التقليدية بالسودان باهتمام الباحثين من الغربيين والسودانيين، وتباينت طرق التناول. مثلاً يقارن مكي سيد أحمد الأنظمة النغمية الموجودة في الموسيقى السودانية بالنظام النغمي الأوروبي للسلم الخماسي. (1)
وقد ركزت بعض الدراسات على مقارنة الآلات الموسيقية السودانية بالآلات المشابهة في الشرق الأدنى وإفريقيا. وركز هذا النوع من الدراسات على توضيح الأصول الخاصة بتلك الآلات ومناطق انتشارها. كما فعل كاستيليCastelli في دراسته لبعض الآلات الموسيقية في جنوب السودان، وذلك في ورقة قدمها في ندوة الفلكلور والتنمية الوطنية Folklore and National Development التي نظمها قسم الفلكلور في معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية في جامعة الخرطوم 1981م.
وقد اكتفت بعض الأعمال الخاصة يالآلات الموسيقية في السودان بالوصف مع الرسوم التوضيحية للآلات الموسيقية التقليدية بالسودان كما في الكتاب الذي يحمل نفس هذا العنوان 1958م
وقد نحت الدراسات الحديثة للموسيقى السودانية والموسيقى بعض تلك الدراسات مثل دراسة آرثر سيمون Arthur Simon لموسيقى النوبيين Music of the Nubian 1980 على الدور الاجتماعي للموسيقى ، ونظرت بعض الدراسات "إلى نظم الموسيقى متمثلة في الشكل والسلِّم الموسيقي والأبعاد الصوتية باعتبارها حقائق ثقافية. وترى تلك الدراسات أن البناء الموسيقي يمثل جزءاً واحداً من الكل الثقافي، ولذلك لا يمكن فهمه إلا بالرجوع "إلى بعض الظواهر الثقافية التي هي جزء منه، ومثال ذلك دراسة جيرد بومانGerd Buman حول الموسيقى عند الميري 1977م.
وتواصلت مسيرة دراسة الموسيقى التقليدية في السودان حتى ظهرت دراسات جمع أصحابها بين منهج علم موسيقى الشعوب ومنهج الفلكلور. وقد تمكن بعض أصحاب هذه الدراسات من تقديم بحوث ذات معنى بحكم تدريبهم في علم الموسيقى وفي مناهج ونظريات علم الفلكلور، ومثال ذلك كتاب الموسيقى التقليدية في مجتمع البرتا في جنوب النيل الأزرق 1988م. وقد ذكر مؤلف الكتاب (على الضو) أن الموسيقى التقليدية لا يمكن أن تفهم فهماً متكاملاً بالنظر إليها كبناء صوتي فقط، وفي ذات الوقت لا يمكن تجاهل هذا البناء الصوتي، فالتحليل الموسيقي ينبغي أن يشتمل على تحليل العلاقة بين النظم الصوتية والبيئة الاجتماعية التي من خلالها وبها يتم الإنتاج الموسيقي؛ وتؤكد الدراسة أيضاً على العلاقة الوطيدة بين الموسيقى وأحداث المجتمع الذي تؤدى فيه.
يتضح من هذا العرض أن الكتابات المشار إليها تعكس نوعاً من التدرج بحيث تبدأ بالحديث عن الموسيقى السودانية باعتبارها جزءاً من العادات والتقالىد، انتقالا إلى المنهج الوصفي للآلات الموسيقية والمقارنة أحياناً، وإلى الحديث عن المناسبات التي تمارس فيها الموسيقى، وصولاً إلى المنهج الذي يهتم بالواقع الاجتماعي الثقافي للموسيقى بجانب البناء الصوتي. وقد فضّل أصحاب المنهج الأخير استخدام مصطلح الموسيقى التقليدية traditional music مفضلين إياه على مصطلح الموسيقى الشعبية، وكان رأيهم أن إطار مصطلح "تقليدية" في كتابات الغربيين كثيراً ما يعني القديم والإستاتيكية أو استمرار القديم في الحاضر؛ ولكن المجتمعات ومعرفتها تعابير تقليدية إلى حد ما، ثم أن اعتبار الشيء تقليدياً أو غير تقليدي يعتمد على عاملين هما رؤية الفرد والزمان الذي يطلق فيه مثل هذا الحكم.
هذا وقد وجدت الموسيقى التقليدية اهتماما من جانب بعض المؤسسات الأكاديمية في السودان، وأوضحُ مثال في هذا الخصوص هو ما يقوم به قسم الفلكلور في معهد الدراسات الإفريقية والآسيوية من جهد في مجال الموسيقى التقليدية، فقد أحس هذا القسم منذ الثمانينيات من القرن العشرين بالحاجة إلى مشروع يعنى بالموسيقى التقليدية لأسباب من بينها تأثير اساليب الموسيقى الحديثة على الموسيقى التقليدية، وقد يتبلور هذا الإحساس في تصميم مشروع جمع وتوثيق وحفظ الموسيقى التقليدية في السودان، وقد تم تنفيذ هذا المشروع بتمويل من مؤسسة فورد الأمريكية.
وقام هذا المشروع بعمليات جمع واسعة للموسيقى التقليدية من مختلف أنحاء السودان مستخدمين في ذلك أجهزة التسجيل الصوتي وأجهزة الفيديو والتصوير الفوتوغرافي، وقد ارتفع مستوى التسجيل ليصل إلى استخدام أحدث الأجهزة مثل جهاز التسجيل الرقمي. وفي إطار هذا المشروع، تم إنشاء أرشيف للموسيقى التقليدية في 1994م. وهو مزود بأحدث وسائل الحفظ ليضطلع بعملية الجمع والتوثيق والحفظ. وقد قام الأرشيف بإنتاج خمسة أشرطة كاسيت للموسيقى التقليدية الخاصة بغرب وشرق السودان وجنوب النيل الأزرق وموسيقى الصوفية وموسيقى النوبا. ويجري العمل على إنتاج شريطين صوتيين لموسيقى جنوب وشمال السودان، كما يجري العمل على إنتاج إسطواناتC.D. وقد أتاح الإرشيف فرصاً طيبة للباحثين في مجال الموسيقى السودانية بعامة والتقليدية بخاصة، بالإضافة إلى أنه يحتوي على تسجيلات للموسيقى التقليدية من ثقافات أخرى تم الحصول عليها عن طريق الإهداء والتبادل.
وقد أتاح أرشيف الموسيقى التقليدية الفرصة لطلاب الموسيقى في الجامعات السودانية لمعرفة أسليب الموسيقى التقليدية والاستفادة من مادة الأرشيف في بحوثهم الأكاديمية، كذلك وفر الأرشيف فرصاً لتدريب المعنيين بالموسيقى التقليدية من داخل وخارج السودان، مثل مركز الفن الشعبي في مدينة البيرة الفلسطينية. وقد نظم الأرشيف برنامجاً أكاديمياً وثقافياً يضمن العديد من المحاضرات وحلقات النقاش والمنتديات والدورات التدريبية حول مختلف جوانب الموسيقى التقليدية وغير التقليدية، بالإضافة إلى استعراض بعض المراجع المعروفة في مجال علم موسيقى الشعوب. وقد تبلور كل ذلك من ناحية أكاديمية في تدريس مقرر في الدبلوم العالى يعرِّف الطلاب بعلم موسيقى الشعوب. وفي مجال النشر، قام أرشيف ومشروع الموسيقى التقليدية بطباعة ونشر خمسة إصدارات شملت:
1. الموسيقى التقليدية في مجتمع البرتا 1988م.
2. الآلات الموسيقية التقليدية في السودان 1985م.
3. كاتالوج التسجيلات الصوتية للموسيقى التقليدية في السودان 1999م.
4. كاتالوج تسجيلات الفيديو للموسيقى التقليدية في السودان 1999م.
5. كتاب بيبلوجرافيا الموسيقى السودانية 1999م.
وما زال الأرشيف يؤدي دوره في مجالات الجمع والتوثيق والحفظ والنشر وإنتاج الموسيقى التقليدية في السودان، ويحتفظ الأرشيف بعلامات واسعة بالمؤسسات الشبيهة في أفريقيا والوطن العربي والعالم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نشرته مجلة الخرطوم 1959م
08-25-2016, 04:25 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479
في ما مضى من "بوست" ، رأى الباحث خالد الشيخ أن الدلوكة أتت من "مصر"،
ورأى الموصلي أنها جاءت من "الجزيرة العربية"،
وألمح آخر إلى أنها جاءت من "الهند".
أدناه رأي آخر ، يرى أنها جاءت من "دارفور":
الدلوكة ومكانتها في تراث السودان الغنائي
الخرطوم ـ أحمد حنقه
لقد أصبح التراث السوداني تراثاً عالمياً ، وفي المتحف البريطاني حالياً توجد من هذا التراث مخطوطات اسلامية نادرة ، كما يوجد سيف السلطان علي دينار مؤسس الدولة الاسلامية المعروفة في دار فور بغرب السودان ، وهناك متحف متنقل يحمل التراث السوداني الي العالم ، وقد طاف حتي الآن بفرنسا وألمانيا وهولندا. وهذا التراث يذخر بالكثير ، وفي كل المجالات ولذلك لا غرابة أن يكون لفرقة الفنون الشعبية السودانية صيت واسع في الوطن العربي وخاصة في منطقة الخليج العربي .
وفي مجال الفنون يتسم التراث الشعبي السوداني بغنى بالغ نتيجة للتنوع الكبير في كافة المجالات ، وتحتل الموسيقي مكاناً مرموقاً في هذه الفنون ، وتعتبر آلة (الدلوكة) الايقاعية من أهم الآلات الموسيقية في التراث السوداني .
وقد عرفت هذه الآلة (الدلوكة) في عهد سلطنة دارفور التي أشرنا اليها ، والتي تأسست في القرن الثاني عشر الهجري ، وكانت تضرب في المناسبات والأعياد ، ثم انتقلت الي أوساط السودان في عهد سلطنة الفونج ، وكان يقوم بالضرب عليها ثلاثة من النساء ، الأولى هي المغنية والتي تضرب على الطبل الكبير والأخريان يضربان علي طبلين صغيرين ولكنهما من فصيلة الطبل الكبير الذي يوضع تحت الأبط الأيسر لحاملته.
والدلوكة في شكلها عبارة عن آلة تصنع من الفخار في شكل اسطواني يبلغ ارتفاعه ثمانية وأربعين سنتمترا وتخرط من الوسط الى أن تستقيم مع الفتحة السفلى التي يبلغ قطرها أربعة وعشرين سنتيمتراً ، وتوجد في جوانبها فتحات صغيرة لتضخيم الصوت. وتجلد فتحة الدلوكة العليا بطبقة من جلد الماعز لقلة كثافته ومرونته في الأداء ، ويثبت الجلد بالملصقات ويزين بالألوان والأصبغة وأحياناً بالحناء .
واستخدمت الدلوكة في الأفراح من بداية منتصف العقد الأول من القرن الحالي ، لمصاحبة غناء (التم تم) الثلاثي الايقاع والذي اختصت بأدائه النساء والاسم (تم تم ) يرجع الي توأمين اشتهرتا بأداء هذا الضرب من الغناء في مدينة كوستي (وسط السودان) وانتقلت منها هذه الايقاعات الي بقية أرجاء السودان وتصاحب ايقاعات الدلوكة الأغنية الخفيفة التي تعرف (الكسرة) والأغنية الطويلة على السواء .
وعند أداء التم تم تجلس المغنية على بساط من السعف مفروش على الأرض ، وفي هذه الحالة توضع الدلوكة على الفخذ الأيسر ، وتحتضن المغنية هيكلها الفخاري بيدها اليسري وتضرب عليها بأصابع اليدين معاً عند الغناء . وقد تغنت بالدلوكة مجموعة من المطربات الشهيرات ، وأغاني الدلوكة في بيوت الأفراح تجسد معانيها الأغراض العاطفية المعروفة التي تطرقها الأغاني في كل زمان ومكان ، ولكن أغاني (السيرة) تقتصر على شعر الحماسة الذي يشحذ الهمم .
و(السيرة) هي موكب يتم بعد اكتمال مراسم الزواج أو ختان الذكور ، حيث يكون (العريس) أو الطفل المختون في كامل زينة السيرة ، وهي الجلباب السوداني التقليدي ، والطاقية والعمامة والحذاء الجلدي المعروف باسم (المركوب) والسيف ، ويكون (العريس) مخضوب اليدين والرجلين بالحناء ، وتغطي رأسه طبقة من العطر الجاف النفاذ الرائحة تسمي (الضريرة) ، ويلتف حول رأسه شريط يتوسطه هلال من الذهب الخالص ، وتتدلي من عنقه مسبحة طويلة تسمي بمسبحة (اليسر) وحباتها خليط من العقيق والخشب العطري ، والعريس يسير في المقدمة ويهز سيفه يمنة ويسرة في زهو .
وفي حالة السيرة تحمل احداهن الدلوكة على إحدى كتفيها وتكون الفتحة المغطاة بالجلد متجهة الى الخلف حيث تسير المغنية وهي تضرب عليها عند الأداء ، وخلفها اثنتان تضربان على الطبلين الصغيرين ، ويكون ايقاع (السيرة) قوياً لان الأغاني كما أشرنا تقتصر هنا على أغاني الحماسة ، ومن أكثرها شيوعاً الأغنية التي مطلعها :
عريسنا ورد البحر .. العديله وقطع جرايد النخل .. العديله
والمعنى ان عريسنا في طريقه الى البحر – وفي السودان تطلق كلمة البحر علي النهر – لقطع جريد النخل .. أما كلمة (العديلة) فتعني أن المغنيات يتمنين الخير للعريس والمستقبل الزاهر له .. والذهاب الى النهر – النيل أوغيره ، أو أي منهل مائي – هو تقليد يرجع بأصوله الى زمن سحيق من تاريخ السودان ، والقصد منه التبرك ، أما قطع جريد النخل – وليس بالضرورة أن يكون الشجر نخلاً – فالقصد منه أن يكون فألاً حسنا بأن مستقبل العريس سوف يكون دائم الخيرات والرزق الوفير .
وما زالت الدلوكة تحتل مكانتها المرموقة في الريف السوداني ، وبدأت تنحسر في المدن حيث حلت الآلات الحديثة محلها . وهذه هي سنة الحياة .
08-27-2016, 10:36 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479
نشر فيكتور ماستوروديس الموسيقار والمؤلف المقيم في لندان، كتيباً بعنوان "نظرية موسيقى البلقان". تحدّث المؤلف في المقدمة عن التعددية التي تسم موسيقى البلقان. وأشار إلى الارتباط الوثيق بين موسيقى البلقان والحياة اليومية، وخاصة الرقص.
ويرى أن الحديث عن إيقاعات موسيقى البلقان، يستوجب أن نرقص، أو على الأقل نشاهد الرقصات المرتبطة بها.
وسنركز في عرضنا للكتيب على إيقاع 8\7 لانه إيقاع "الدليب" في موسيقانا السودانية:
09-09-2016, 01:15 AM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479
بوستك شحمان يا اسامة شكرا على المثابرة اها هسع الالبان ديل سمعو ضرب ٧/٨ الدليبي وين غير انو اصيل عندهم مشكلتنا في السودان انو نحن دوما نكبر كومنا ايا كانت النتيجة وان الله في عون ناس طه سليمان
09-16-2016, 04:50 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479
We were treated to this amazing tune at a workshop given by The Bears and The Bees at Pickin In the Pines Bluegrass and Acoustic Music Festival, 18 Sep 2009, Flagstaff, AZ.
12-15-2016, 05:06 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479
اديبنا الجميل اسامة لقد بلغ هذا البوست شأوا عظيما في سبر غور الضرب الايقاعي ذو السبع ضربات الاساسية ٧/٨ والذي نطلق عليه في بلادنا اسم (ايقاع الدليب) واعتقد أنه سيدفعك الى المزيد من التنقيب عن هذا الكنز ------- لا ادري ان كان الفنان الشاب طه سليمان في برنامجه وضيوفه الذين عكوا حول موضوع الدليب في معرفة اقل كثير من محدودة قد اطلعوا على هذا البوست الشامخ --------- لاحظت في الفيديو الاخير ان العازفين ١- على الدف يلعب الضرب الاساسي بينما ٢- على الطبلة يلعب التنويعات الايقاعية ردا عليه وهنا الامر كاد ان يشابه فعل اهلنا الشايقية تماما تحياتي
Quote: اديبنا الجميل اسامة لقد بلغ هذا البوست شأوا عظيما في سبر غور الضرب الايقاعي ذو السبع ضربات الاساسية ٧/٨ والذي نطلق عليه في بلادنا اسم (ايقاع الدليب) واعتقد أنه سيدفعك الى المزيد من التنقيب عن هذا الكنز
لقد حاول البعض -سامحهم الله-إثنائي عن الخوض في مغامرة البحث عن الإيقاع البلقاني.
وتسلحت بأكتوبر هههه، وأيضاً بخبرتي النقدية في قبول التحدي.
فأصلاً متعة البحث تأتي من "الغموض" الذي يكتنف الظاهرة موضع البحث.
فانفتح باب الكنز-كما وصفته حقاً- بالدراسة التي كتبها موسيقار اغريقي أشرت إليه في متن البوست، عن موسيقى البلقان، وقدّم نماذج كثيرة لكل نوع.
فتناسلت تلك النماذج، وصادفتني نماذج لم تكن في البال مطلقاً، مثل النماذج الهندية والمولدوفية والفارسية والأفعانية.
كما صادفتني محاولات توزيع أغاني الكريسماس على إيقاع 8\7 وغيرها.
ومازالت هناك نماذج من البلقان، أهمها النماذج البلغارية، والتي عشت في وسطها كطالب في جامعة صوفيا لست سنوات.
وقلت سيدي أيضاً:
Quote: لا ادري ان كان الفنان الشاب طه سليمان في برنامجه وضيوفه الذين عكوا حول موضوع الدليب في معرفة اقل كثير من محدودة قد اطلعوا على هذا البوست الشامخ
حتى الآن، أو قل لدي إحساس عميق، أن فرضيتك حول التأثير الاغريقي ، هي الأقرب لتفسير انتقال الإيقاع من البلقان إلى أهلنا الشايقية.
مازلت أبحث عن مقالة مهمة لمحمد عبدالحي عن الشيخ اسماعيل صاحب الربابة، يتحدث فيها عن تأثير الثقافة الاغريقية على الثقافة السودانية من خلال ارفيوس، لو صدقت داكرتي.
مع وافر التقدير
01-21-2017, 04:43 AM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479
في freepressjournal" كتب ميرا ساشيتال، بتاريخ الرابع من أغسطس 2013، مقالاً عن تاريخ "ضريح الحاج علي " الشهير في مدينة بومباي. وفيه قال ميرا أن "الحاج علي شاه بخاري" الصوفي ، قِدم من مدينة بخارى في إيران، إلى الهند بصحبة أخيه، تاركاً وطنه ، بعد أخذ الإذن من والدته. وطاب له المقام في شواطئ مدينة بومباي، بينما آثر أخوه العودة إلى بخارى. وبد الحاج علي ، أ في نشر الإسلام والقران بين أوساط السكان المحليين.
وقبل موته، أوصى أتباعه بعدم دفنه، وأن يقوموا بإلقائه مكفّناً في المحيط.. وسيقوم الذين سيعثرون على كفنه بدفنه في ذلك المكان. وقام أتباعه بتنفيذ وصيته. ولهذا فضريحه الشريف، قد شُيِّد على صخور ترتفع فوق مياه المحيط حوالي عام 1431.
وفي يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، يقوم بزيارة الضريح حوالي 4000 شخص، التماساً لنيل بركاته. وفي يوم الجمعة من كل أسبوع، تصدح في ضريحه الموسيقى الصوفية المسمّاة "القوّالي"*.
ومن أقوال الحاج علي:
اتقِ الله، وبعدها لن تخشى أحداً. تمرّ أيام العمر كالسحاب، فافعل الخير في حياتك. ذلك الذي يعرف نفسه، يعرف الله. أدناه ترجمة بالإنجليزية لأغنية "الحاج علي":
Piya Haji Ali Film: Fiza Singer: A R Rahman,
God approves of the actions of His friends
From this door, we get empowerment to hold our head high
Ask from the depths of your heart, this is the place of haji Ali
He is a friend of God
O king of oceans, O the son of Haider
O king of oceans, kindly cast your eyes towards me O beloved haji Ali You are the wealth of oceans Your door is a pious and pure door, the desired door, what a great door O the one with light
O the one who is simple and innocent Cast your shadow on all of us Here Hindus, Muslims, Sikhs, Christians, all achieve bounty This ocean guards your door daily Your face is absolutely full of light Donate in the name of Mohammed Mustafa
Donate in his name Nobody ever returned disheartened from this door What is hidden in somebody's heart, everything is known to you Owing to your glory and gifts, there is appreciation also on the sky Kindly heed to the request of us poor souls, and shower your gifts on us Entire universe is proud of you
O sage, proud of you Bad luck becomes good at your door
Oh! Luck becomes better
As long as my desires are not fulfilled My life will shed tears at this door O sage, whoever has become yours, he will not carry any misgivings
Translated and Posted to Y! Group by Azim on Feb 26, 2001
*في لقاء مع موقع "قنطرة"، تحدّث المنشد الصوفي الباكستاني، فايز على فايز،
عن موسيقى "القوَّالي"قائلاً: "موسيقى القوَّالي الصوفية نشأت قبل سبعمائة عام، وذلك عندما جاء بعض العلماء والأولياء المسلمين إلى شبه القارة الهندية.
ويتم أداء هذه الموسيقى في غناء جماعي، ونرافقه بعزف على آلتي أرغن وآلات إيقاعية، ونقوم بالإضافة إلى ذلك بالتصفيق حسب الإيقاع ونحن نغنِّي.
والنصوص التي نغنِّيها تمجِّد الأولياء الصوفيين والأنبياء. وكذلك ترتبط دائمًا طبيعة هذه الموسيقى وإلى حدّ كبير برأي المستمعين وشعورهم، فموسيقى القوَّالي لها ميِّزات دينية وكذلك دنيوية.
وهذه الموسيقى بدأت في دور العبادة، ولكن يتم عزفها في يومنا هذا أيضًا في صالات الحفلات الموسيقية.
ولكن بغضّ النظر عمَّا إذا كانت الكلمات دنيوية أو دينية، فرسالة موسيقى القوَّالي هي دائمًا الحبّ".
حبيبنا اسامة الحجاز هو احد مقامات الموسيقى الشرقية والاتراك قطعا من اساطينها اذن المقصود بالتسمية هو نوع المقام الموسيقي الم}لفة عليه الموسيقى وليس الايقاع ولكن بالفعل الايقاع هو 7/8 وهو مانسميه بالدليب في السودان تحياتي
02-20-2017, 07:45 PM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479
Quote: فاجأت المطربة السودانية المعروفة ندى محمد عثمان “القلعة” جمهورها العريض بتفجيرها لمفاجأة العام حسب وصفهم.
وذلك من خلال تدشينها لفيديو كليب قامت بتصويره بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا, الفيديو الكليب الذي حصل عليه محرر النيلين وتم تدشينه مساء الثلاثاء,
تم تصويره بتقنية عالية تغنت من خلاله المطربة الجماهيرية بأغنية (أديس أبابا) وهي من كلمات الشاعر الشاب هيثم عباس.
ندى القلعة أجرت معالجات في التنفيذ الموسيقي للأغنية وقدمتها باللهجة الأثيوبية, وصاحبها في تصوير الفيديو شباب أثيوبيين وحسناوات أثيوبيات.
جمهور المطربة المعروفة والمتواجد بكثافة داخل مواقع التواصل الاجتماعي كشف عن إعجابه بالفيديو كليب, وذكروا أن ندى هي سفيرة الأغنية السودانية بالخارج وأنهم فخورين بها.
This is the alternate version of Hans Zimmer's 160 BPM, from ANGELS and DEMON Original Motion Picture Soundtrack, performed by London Music Works from the album; The Best of Hans Zimmer (2011) _______________________________________________________________________________________________________________________________ هانز فلوريان زيمر (بالإنجليزية: Hans Florian Zimmer) هو مؤلف و منتج موسيقي ألماني ولد يوم 12 سبتمبر 1957 في فرانكفورت.
اشتهر بعمله على الموسيقى التصويرية لعدة أفلام ناجحة و حيازته على عدة جوائز أوسكار، غرامي و غولدن غلوب.
تميزت أعماله بإدخاله أصواتا من الموسيقى الإلكترونية على موسيقى الأوركسترا التقليدية.
05-10-2017, 11:36 AM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20479
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة