كنت محظوظا وأنا زائر لأمارة الشارقة أذ يمنحني الاصدقاء والاهل شرف حضور ليلة مارسيل خليفة التي كان فيها هذا الموسيقار والمغني الثائر حقا بعتاقة ,وعظمة المزهر العربي عندما يتفرد ويلحن أعمال شعراء فحول مثل محمود درويش وأخرون من شعراء المقاومة وأخرون بارعيين كتبوا في الكلمة الوطنية نشيدا وأهازيج كانت روحا من النغم او لكلم ألهبت الوجدان العربي الثائر النقي بأروع الاعمال قد لا تكرر تجربة هذا المغني الموهوب الذي وهب حياته للكلمة المعبرة عن أشواق كل العرب الثوار الذين عشقوا تراب الارض العرب ولهم النقاء الثوري الذي كان الملهم لربيع عربي وأيقظ أمة من سبات عميق لقد كانت مناسبة غناء مارسيل خليفة بالشارقة الامارة هي الترويج لعمل جمع فيه عدة أعمال تحت عنوان قصيدة الراحل محمود درويش أندلس الحب. هو غنائية لمدة ساعة تقريبا صدرت في مارس الذي مضي في ذكرى ميلاد محمود درويش الخامسة والسبعين. اختار لقصيدة يطير الحمام، يحط الحمام هذا العنوان الوارد في مقطع من القصيدة التي يقول فيها درويش: رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسة السادسه/ على وردة يابسه/ أعاد لي قلبها/ وقال: يكلــــفني الحبّ ما لا أحب) ولقد كان هدية الموسيقار للراحل سمعت جزء من موسيقي العمل كانت في حالة أنبهار من هذا الملحن العبقري والموسيقي التي أستخدمها مع النص والحبّ هو رسالة مرسيل الأولى والدائمة وكلمته التي لا يتوقّف عن تكرارها قد يعتبر بعضهم أنّ هذا الوقت غير ملائم لغناء الحب وبهذه الطريقة الثورية الصاخبة لأنّه وقت الحرب والمصير لكن لا نستطيع أن نهمل الحب. فكلّما أهملناه ازدادت حروبنا يستذكر صاحب أغنية أجمل الأمّهات كم أزعج المتشدّدين بما غنّاه من أخبار مجنون ليلى للشاعر قاسم حداد مروراً بـرائعته ريتا وصولاً الان لأندلس الحب فلتكن الأغنية مولّدة للحب أو وليدة الحب لا أريد الأرض ولا أريد الحرب أريد الحب وكم أحلم برجوع مَنْ رحلوا منذ زمن إلى الحياة ليموتوا من الحب لا من الحرب في عالم يغوص في الدماء وهو يحاول أن يهرب إلى حديقة مليئة بالزهور والفراشات لقد بحت في أندلس الحب بحُبّي كي لا أدخل في حرب من الحروب.قالهذا في لقاء صحافي شكّل مرسيل خليفة ومحمود درويش رمزية في الأغنية التي حملت القضية الفلسطينية في نكبتها وثورتها كانا صوت القضية القوي حيناً والحزين والمشتاق إلى الأرض حيناً آخر تركا أثراً وولّدا جدلاً خصوصاً عند إكمال مرسيل مسيرته موسيقياً خارج الكادر الذي أحاطه مع الشاعر الفلسطيني. يذكر هؤلاء المنتقدين في رسالته قائلاً: ( كن ثورياً يكونون معك في ثورية الصالون واللفظية، أو في ثورية القتل والقمع. لكن إذا تحدّثت عن الحب، تبدأ المشكلة بالفعل لقد أمتعني هذا الموسيقار والمغني الذي يغني الكلمة الثائرة ويناصر الحب بالفعل كان بهجة ليلتي هذه ولكنه هيج الكوامن والاشجان عن أندلس جديد في بلادي عن هوية قد تذوب ذات يوما وعن مشروع وطني لم يري النور عن مظالم ودماء وحبا مفقود لقد منحني الهزج الجميل وكذلك الحزن النبيل علي وطني ليتهم يعرفون كم نحن في أزمة حقيقة واسرد لكم هنا جزء عزيز من سجاله مع الرفاق والظلاميين علنا نتعلم منه شيء يفيد الوطن الجريح (قضية الحياة والثورة السياسية ليست منفصلة عن الثورة الروحيّة. الثورة كل لا يتجزأ. نجمع الخبز والورد في جسم واحد». ويلفت أيضاً إلى أنّ «سوء الفهم من «المتجهمين الملتزمين» يؤلمني ولا يضعفني. تصوّر عندما كتبت الموسيقى قالوا إنّني ابتعدت عن النضال وهم لم يناضلوا قيد انملة في حياتهم، وبقينا وحدنا ندور في الأرض لنقدّم أمسية لمستوصف أو لمستشفى أو لمركز اجتماعي أو لمعهد موسيقي هنا وهناك. هذا الشيء يؤلمني ولا يضعفني ولا يجعلني أشكك بما أو من في داخله تمام الإيمان... أؤمن بقوّة الحب...». متعك ربي بالعمر المديد أيها الموسيقار والمغني العتيد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة