|
مطالع قصائد المتنبيء
|
البطاقة الشخصية : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم هذا الشاعر خاطف الأضواء بهذه المطالع الفذة النافذة ، وهذه المطالع في القصيدة بمثابة الوجه من الجسم ، فقد تخصص هذا الشاعر في حسن المطالع بصورة متفردة وغاية في الجمال حتى غدت مطالعه كالأمثال يقول " واحر قلباه ممن قلبه شبم " ، ويقول " لكل امرء من دهره ما تعودا " ، ويقول : " حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا " ، ويقول : " باد هواك صبرت أم لم تصبرا " ، ويقول: " لا خيل عندك تهديها ولا مال " ، ويقول : " نعد المشرفية والعولي " ، ويقول : " فراق ومن فارقت غير مذمم " ، ويقول : " لا تعذل المشتاق في أشواقه " ، ويقول : " عدوك مذموم بكل لسان " ويقول : " على قدر أهل العزم تأتي العزائم " فهو دائماً يحتفل بأول كلمة في قصيدته ، انظر إلى ( واحر قلباه ) تتقطع معها الكبد لوعة وأنيناً ويتمزق مع زفراتها وآهاتها ما بقي من قلب مكلوم ، وروح منهكة . هاهو يتلظى بالمرارة في عالم الغربة والمعاناة عند كافور الأخشيدي ولكنه يقذف بالحكمة التي على ما وراءها من حزن بالغ ووبال كسيف أسيف :- كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً +++ وحسب المنايا أن يكنَّ أمانيا تمنيتها لما تمنيت أن ترى + + + صديقاً فأعيا أو عدواً مداجيا يالله !! إلى هذا المستوى من الأسى والضجر الذي يدفعك إلى تمني المنايا الحمر الكوالح ؟؟!! انظر إلى هذه الإطلالة كأنها إطلالة بدر من سحب ، أو إشراقة نجم من حجب عند مدحه لهذا الكافور عدوك مذموم بكل لسان ولوكان من أعدائك القمران ولله سر في علاك وإنما كلام العدى ضرب من الهذيان هذا الفيض في المطلع والقوة والسحر والحكمة والأسر والاستهلال البارع فكأنه يفصل ثوباً زاهياً على ممدوحه . وهاكم واحدة أخرى من درره وهذا المطلع المرَّار : غريب من الخلان في كل بلدة إذا عظم المطلوب قلَّ الساعد وأخيراً حالة اليأس والإحباط من الغربة والطرد والكبت تبلغ ذروتها فها هو باسر عابس حين استهل قصيدته عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد أما الأحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيد دونها بيد هذه النماذج التي أوردتها على سبيل المثال لا الحصر . أضيفوا لنستمتع بهذا الشاعر ( مملكة البيان )
|
|
|
|
|
|
|
|
|