|
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. (Re: Asaad Alabbasi)
|
الحلقة التاسعة (1) عندما وصل مصدق إلى سميرة التي تدحرج جسدها على الشارع الأسفلتي واستقر بعيداً عنه في الجانب الترابي وجدها مستسلمة إلى إغماءة فجلس إلى جانبها محاولاً إعادتها إلى وعيها وبعد جهد أفاقت سميرة ولكن لم تكن في كامل وعيها فقالت لمصدق: أنا مين ونحنا وين.. فأجهش مصدق بالبكاء .. ولكنه إستعاد حذره ولم يعد مبالياً بمشاعره وخشي أن يظهر المارة على الطريق فذهب مسرعاً وتأكد من سلامة دراجته النارية وعاد ليحمل سميرة على كتفه ووضعها أمامه كمن تنام على حضنه واستمرت رحلة الموت وعندما وصل بها إلى ذلك المكان الخلوي الموحش والمظلم تبادل مع خميس الإشارة المتفق عليها وهي إطلاق صافرة من الفم فجاء خميس مسرعاً ومترنحاً ومصدق يقول له خذها هناك فهي مخمورة مثلك. (2) حمل خميس غنيمته وهي تراوح بين الإغماءة والوعي كانت الدموع تسيل من عينيها لشدة ما كانت تعانيه من الألم وكان الليل يطبق بسواده على المكان والرياح تحدث أصواتاً عندما تتخلل تلك الأشجار الحزامية ومصدق يستلقي على ظهره قرب دراجته التي تنبعث منها روائح الوقود والدخان النفاذة والهواجس تنهبه وتدمره مشاعر لا يدري ما هي كان في الأصل قد إستعان بخميس لأنه كان يشعر بأنه أجبن من أن يتخلص من سميرة منفرداً أو بالأحرى أن ينفذ أمراً بدا له إستحالة مخالفته ثم سمع صوت خميس وهو يصرخ باللذة وتراءى له كشبح يواقع شبحة كانت سميرة لا تقوى على أية مقاومة وكان صوتها في تلك اللحظات يخرج كهمس خفيض وهي تقول لخميس وكانت تظنه مصدق ليه بتعمل كده يا مصدق؟ والدموع تجري مدراراً على خديها ثم عاد خميس والنشوى تضربه ومشاعر المنتصر تغزو كيانه وقال لمصدق: دورك. (3) كانت مشاعر القتل قد تملكت مصدق بصعوبة بالغة فنهض وقال لخميس: إذن راقب المكان. تحرك القاتل نحو الضحية فوجدها شبه عارية لا طاقة فيها كوردة ذابلة مصفرة كانت شفتاها تتحركان بغيرصوت وكان رأسها يتحرك ببطء ذات اليمين وذات اليسار فوق شعرها الطويل الذي عبثت به ذرات الرمال كانت كشمس تستعد للغروب أو كقمر يجتاحه الأفول وجد فخذاها مفتوحين كما تركهما خميس فضمهما وجسى بركبتيه ليضع جسدها المتهالك بينهما وامتدت يديه الآثمتين إلى عنقها وأخذ يضغط برفق أخذ يستحيل رويداً رويدا إلى عنف وسميرة لا تملك أي وسيلة للمقاومة سوى عينيها المفتوحتين والمتحركتين في جفنيها بسرعة كأنما تطلبان الرحمة والرأفة وسرعان ما سكنتا وهمدتا وعندما رفع مصدق يديه عن عنقها مال رأسها والتصق خدها بالرمال وسال من فاها خيط لُعاب كالدمعة فهرول مصدق إلى ناحية خميس وهو يقول له متصنعاً الخوف: البت دي الظاهر عليها ماتت. فسقطت الزجاجة من يد خميس وطارت نشوته. ما العمل إذن يا صديقي؟ فرد عليه مصدق: ندفنها هنا ونغادر هذا المكان بسرعة. (4) بدآ يحفران بيديهما وبما تسنى لهما من أعواد ذلك المكان الموحش قبراً لا يليق بسميرة الجميلة ولكنهما توقفا فجأة وامتلأ قلبيهما رعباً عندما تسللت أضواء كاشفة لسيارة عابرة من بعيد فلاذا بالرقود قرب الجثة وظن مصدق أنها سيارة لدورية شرطة فمصدق يعلم أن رجال الشرطة الشرفاء كانوا غاضبين لما حدث لسميرة وأنهم يبذلون جهوداً صادقة في البحث عنها وعندما عبرت السيارة وحملت أنوارها عادوا للعمل بسرعة وبغير إتقان فوضعوا سميرة في حفرة غير عميقة وهالوا عليها التراب واتجها مسرعين نحو الدراجة وغادروا المكان وعندما وصلا للطريق العام توقفت الدراجة البخارية وهبط منها خميس ليواصل مصدق سيره وقف خميس على قارعة الطريق وتنتابه مشاعر غريبة إنها ليست الليلة التي كان يمني نفسه بها لا شك أن أحلامه اليوم ستكون مزعجة. ولكن يا خميس لا وقت للأحلام فعندما أراد إجتياز الطريق ليتسنى له الإستعانة بالسيارات القادمة لتقله نحو منزله كانت هناك سيارة مسرعة لم ينتبه إليها فارتضمت به فسقط برأسه الذي تفجر على الأسفلت وهربت السيارة واضعة نهاية تتناسب وحياة هذا الشخص البائس. (5) أشرقت الشمس كسيفة وحزينة وهي تضيء بأشعتها الباهتة قبر سميرة الجميلة الذي إرتفع قليلاً في أرض ذلك المكان الموحش وأمواج الغضب الهادرة تملأ الشوارع تطالب بالبحث عن سميرة والعثور عليها والصحافة تواصل ضغطها وفكرة الإستقالة تداهم الوزير والأستاذ العاشق حسن تعصف به الحيرة ويقلقه الترقب ولا يدري ماذا يفعل حتى هداه تفكيره بكتابة خطاب للجنة التحقيق يودع فيه كل ما لديه من معلومات وأن يزيله بإسم مجهول فالكلاب تسد عليه المنافذ وحبه لسميرة يكبر في قلبه حتى ملأه وفاض وسكن الشغاف وهناك الخطط الخبيثة تجري ما بين صابر ونورالدين فبعد أن تأكدا من موت سميرة ودفنها قررا قتل مصدق.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:24 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:26 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:28 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:30 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:32 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:34 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:44 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:46 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:47 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:49 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:52 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:53 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:55 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:57 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:59 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 09:01 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 05:45 PM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-10-09, 05:17 AM |
|
|
|