|
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. (Re: Asaad Alabbasi)
|
الحلقة الثالثة (1) قبل خروج مصدق من المدرسة لمحته سميرة فأسرعت نحو أستاذها حسن والخوف يملؤها وهي تقول له: لقد شاهدت الآن الشخص الذي كان يضايقنا وهو خارج من مكتب السيد المدير فلحق حسن بمصدق خارج أسوار المدرسة وسأله غاضباً: ألا يكفيك أن تضايق طالباتي خارج المدرسة ثم تأتي بعد ذلك بكل جرأة للمدرسة ماذا تريد أخبرني وإلا أخطرت الشرطة. رد عليه مصدق وهو يرسم على وجهه إبتسامة تهكمية بلهاء: إذهب لمديرك وستدرك ساعتئذ أي ورطة فيها أنتم الآن. ثم إرتفع فوق دراجته البخارية وتحرك تاركاً الغبار الذي أثاره إطار دراجته يعلو فوق الحيرة التي بدت على وجه الأستاذ حسن. فأسرع حسن نحو مكتب المدير ليستطلع الأمر، فأسر له المدير بما دار بينه وبين مصدق، فعقب الأستاذ حسن بقوله: ولكن يا سيدي المدير سبق واشتكت لي الطالبة سميرة أن زائرك كان يضايقها وزميلتها سلمى في الشارع العام‘ وأنا أشك كثيراً في الأمر، وعلينا أن نتوخى الحيطة والحذر وأن نحيط سميرة وسلمى بما جرى. فقال له المدير: لا بل أرى أن تذهب إلى رئاسة الرجل وتستجلي منهم حقيقة الأمر وعلى ضوء ذلك نتصرف. خرج الأستاذ حسن ليجد أمامه طالبته سميرة وهي في غاية القلق، فقال لها لا تهتمي للأمر يا سميرة فأنا ذاهب إليهم لأتقصى حقيقة الرجل ونواياه. ذهب الأستاذ حسن ولكنه لم يعد. (2) بموجب المعلومات التي تلقاها الضابط نورالدين من الجندي مصدق جمع كل صغيرة وكبيرة عن سميرة وبدأت خطته اللعينة في البروز، خطة مبنية على الإختلاق والإبتزاز وتهدف فقط للإيقاع بسميرة حتى تصرخ بين رجلي سيده الضابط العظيم صابر، ويا بئس الهدف. في حراسة قميئة كان يرقد الأستاذ حسن منفرداً بعدما أوسعوه ضرباً ليعترف بإدارته لنشاط توزيع حبوب مخدرة مستغلاً طالباته، وفيها أحس الأستاذ حسن أن هنالك شيئ عجيب وغامض يجري، وأصابه شيئ من الندم لتك الجرأة والإندفاع التي خاطب بها الضابط نور الدين وهو يدافع عن طالباته ويشكو مصدق الذي كان يلاحق طالباته في الشارع ويقف خلفه ضابط متحصن داخل سيارته وخلف نظارته السوداء، أزعج الأمر الضابط نور الدين وبدأ الإختلاق وقبض على الأستاذ حسن لكسر شوكته. كانت هذه بداية الخطة التي إنتهت إلى مآلات خطيرة. (3) ظل مدير المدرسة لثلاثة أيام ينتظر عودة الأستاذ حسن دون طائل. علمت سميرة بغياب أستاذها حسن فزادت مخاوفها وعادت لمنزلها ولم تبرحه ولم تعد تأت للمدرسة، ولكن كان هنالك رجلٌ قصير القامة يرقب من على البعد منزلها بعينين لا تنامان. ذهب مدير المدرسة ليستطلع أمر الأستاذ حسن في تلك الوزارة السيادية ولكن لا أخبار هناك، فذهب لمنزله لعله مريض، فعلم من أسرته بأنه أرسل رسولاً منذ ثلاثة أيام أخطرهم بأنه سيغيب لعدة أيام فقد تم الترتيب بشكل مفاجئ لرحلة مدرسية. وهنا إستشعر المدير الخطر وعزم أن يقدم بلاغاً بغياب الأستاذ حسن فليس هنالك رحلة مدرسية تم الترتيب لها وأن هنالك شيئ خطير يتوارى خلف هذه الأحداث. (4) وفي صبيحة اليوم التالي قدم المدير بلاغه ولكن كانت هنالك مفاجأة تنتظره عندما عاد لمدرسته إذ وجد الأستاذ حسن هناك ولكن ليس كما عهده من حُسن هندامه وقوة نفسه التي بدت واهية فسأله: ماذا بك يا أستاذ حسن؟ ولماذا غبت عن المدرسة؟ لقد بحثت عنك في كل الأمكنة التي ترتادها ولم أجدك. فرد عليه قائلاً: مجرد خلاف عائلي جعلني أطلب الهدوء لدى أحد الأصدقاء. وماذا فعلت مع رؤساء مصدق ذلك الزائر المريب؟ قالوا لي أننا لن نراه بعد الآن لا في المدرسة ولا بقربها فإطمأن قلبي. على فكرة يا أستاذ حسن لقد تقدمت ببلاغ في قسم الشرطة اليوم أفدت فيه بغيابك. هنا انتفض الأستاذ حسن وهو يقول لمديره لماذا فعلت هذا؟ أي قسم هذا؟ أرجوك عد لهم الآن وأخطرهم بعودتي سالماً. وترك حسن مكتب المدير ليتركه في دوامة من التفكير العميق وعاد إلى منزله كسير الفؤاد محطم النفس. (5) قرب منزل سميرة إنضم مصدق للرجل القصير وكانا يظنا أنهما يؤديان واجباً مقدساً للقبض على سميرة وهي متلبسة بحيازة حبوب مخدرة ولكن عدم خروج سميرة من منزلها لمدة أربعة أيام متتالية أصابهما باليأس فعادا ليرفعا تقريراً لإدارتهما بذلك فانتهرهما الضابط نور الدين وأمرهما بالعودة لموقع المراقبة على عربة أجرة(تاكسي) حتى لا يلفتا الأنظار وعليهما أن يقبضا على المتهمة سميرة دون ضوضاء بعيد خروجها من المنزل، قبضٌ كالخطف، وحذاري أن تفتشاها فستتولى أمر تفتيشها إمرأة. مفهوم؟ مفهوم سيادتك. وفي نفس الوقت كان هناك رسول يدق على باب منزل عائلة سميرة وهو يقول لهم إن الأستاذ حسن يطلب منها الحضور للمدرسة. وفي الصباح تنفست سميرة الصعداء بعد ما علمت أن أستاذها حسن عاد وزالت مخاوفها فتزيأت بملابسها المدرسية وخرجت نحو الخارج تطلب الشارع الاسفلتي لتستغل سيارة توصلها إلى مدرستها ومن خلفها كانت سيارة التاكسي التي تحمل مصدق والرجل القصير القامة تسير ببطء.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:24 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:26 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:28 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:30 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:32 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:34 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:44 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:46 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:47 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:49 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:52 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:53 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:55 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:57 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:59 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 09:01 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 05:45 PM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-10-09, 05:17 AM |
|
|
|