كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. (Re: Asaad Alabbasi)
|
الحلقة السادسة عشر والأخيرة (1) تم اقتياد صابر وحبسه وأوقف عن العمل وبدأ التحقيق معه في مقتل سميرة وفي شبة قتل مصدق وبدأت بينه وبين رئيس لجنة التحقيق معركة قانونية رفيعة المستوى إستعصم خلالها صابر بالإنكار التام والنفي الدائم ومناهضة البينات الظرفية وقد تمت الإستعانة في هذا التحقيق بأقوال مصور المعامل الجنائية وأقوال الطبيب الشرعي الذي شرح جثة مصدق فقد كان رئيس لجنة التحقيق يؤمن إيماناً يكاد أن يصل إلى مرحلة اليقين بأن صابر كان وراء إختفاء سميرة ومقتلها وأنه ومعاونوه كانوا وراء مقتل مصدق الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الإعتراف بتفاصيل الحادث مما شكل دافعاً قوياً لإغتياله وقد ورد في أقوال مصور المعامل الجنائية الذي أنتدب لتصوير جثة مصدق داخل زنزانته بأنه قد وجد الجثة مسجاة على ظهرها وهو أمر غريب ومخالف لأسس التحقيق الجنائي إذ أن التصوير كان يجب أن يتم والجثة على حالها معلقة وليس مسجاة وأن إنزال الجثة إلى أرض الزنزانة فيه مخالفة واضحة تثير الشك كما أن القماش المفتول من رداء المجني عليه (مصدق) لا يمكن أن يتحمل ثقل الجثة. وقال الطبيب الشرعي أن مصدق قد مات بإسفسكينيا الخنق وهناك إحتمال أن يكون مات مقتولاً بفعل فاعل أو إنتحاراً والإنتحار هو الإحتمال الأضعف غير أن هذه البينات وشهادة سلمى وشهادة حسن لم ترق إلى مستوى توجيه التهمة لصابر وقال رئيس لجنة التحقيق إنه عندما كان يكتب أمر إطلاق سراح صابر لعدم وجود بينة كافية ضده كأنه كان يتجرع كأساً من السم. (2) إستقبل جعفر الذي شارك في إغتيال مصدق داخل زنزانته قرار الإفراج عن صابر بفرحة عارمة فقد أزال هذا القرار توترهما وقلقهما وأذن بإنتهاء القضية في مواجهتهما كما تلقى المرضي ذلك القائد الذي كان يسبغ حمايته وعونه لهؤلاء المجرمين قرار الإفراج بإرتياح كبير ولكن عدالة السماء إقتصت لسميرة عندما وضعت نهايات قاسية لهؤلاء الثلاثة فجعفر غرق في النيل بعد وقت وجيز وهو يمارس هوايته في السباحة فقد جذبه النيل إلى أعماقه عندما شلت حركته سمكة من نوع (بردة) بإفراغ شحنتها الكهربائية فيه أما صابر فقد أصيب بداء عضال عذبه لسنين عديدة ولم يتركه حتى قاده لقبره والمرضي فاجأته أزمة قلبية أودت بحياته عندما كان في مقعده بحديقة منزله يستلذ بالقنب الهندي ونسائم الليل. (3) قدمت نعمات والياس للمحاكمة بعد أن أسقطت النيابة التهمة عن مصدق بسبب الوفاة وعن صابر بسبب توصية لجنة التحقيق كانت المحاكمة باهتة وهي تخلو من المتهمين الرئيسيين وإن أمها جمع غفير في بدايتها وبدأت أعداد الحضور تتقلص ولكن المعلم العاشق المكلوم حسن ووالد المجني عليها سميرة كانا حضوراً حتى تاريخ النطق بالحكم الذي إنتهى بإدانة نعمات بالتستر والحكم عليها بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ والسجن لمدة عام على الياس الذي أدين بالتستر أيضاً فخرج حسن من المحكمة وقلبه ينوء بحزن عظيم وأتجه صوب المدرسة وفي أثناء إلقاء درسه نظر لمقعد سميرة الخالي فأخذ يردد في همس خفيض: خلاس في غفلة فارقتك وفُتي الدنيا بالفيها كأنك أصلو ما كُنتي ربيعا وضي أماسيها زهورا وازدهار نورا عطورا وكل غناويها ولسه ضحكتك بينا شقاوتك ماني ناسيها شَنِطِكْ والكراريس ديك جداولك كيف تفوتيها ثم نزلت على خده دمعة أحزنت طلابه وأدهشتهم في آن واحد. (4) أخذ الناس يرددون فيما بعد أحداث هذه القضية العجيبة والتي تجلت فيها القدرة الإلهية حينما أنزلت بكل من كان له صلة بتلك الوحشية التي قادت سميرة الجميلة إلى مصير لا تستحقه عقاباً صارماً وظل الناس لا ينسون أبداً إدانة السماء للجناة ومعاقبتهم في الدنيا قبل الآخرة فخميس الذي إغتصب سميرة وهي ما بين الحياة والموت تفجرت رأسه على الأسفلت ونورالدين وابنته قضيا في حادث سير بشع والحارس تم إغتياله بمدية غابت في عنقه وصابر عذبه مرض عضال وقاده إلى القبر وجعفر إبتلعه النيل والمرضي توقف قلبه بأزمة مفاجأة ولانقول إلا سبحان الله العادل المنتقم. (5) لم يعد الأستاذ حسن يرغب في الزواج من بعد وكان يتأسى بالذكريات حلوها ومرها وكانت سميرة تغزو أحلامه في كل يوم بأطياف ملائكية وكان يزورقبرها الجديد كلما أحس بالأشواق تعذبه والذكرى تؤلمه يترحم عليها ويرثيها ويعود إلى مرقده الذي يوعده في كل يوم بطيف من أطيافها وفي يوم إشتد حزنه فاتجه للقبر في مساء غائم والسماء تنذر بالمطر وقف هناك فرأى خُضرة وأزهار تنبت فوق قبر سميرة فاسترجع الأحداث و أحداث يوم الأثنين الأسود الذي غابت فيه سميرة وقال وهو دامي القلب باكيا: كان داك صباح إتنين وكان العمر في العشرين واظن ما كمل العشرين أناقة ورقة واشراقات وخِفة روح بتملا العين وفجأة تروحي ما توادعي أودي عيوني بعدك وين وراك صِبِح الحزن حزنين ما بتاكلك كلاب الله لو وضعوكِ عِريانه برا القبرِ أو جوه عليكِ الأمة حزنانه فِى ناس أخلاقا منحلَّه عفنه نفوسا مرضانه أميره وذوق وحنيه سميره جميله فنانه وداعاً أمشي يا عِفه سكونك جنه مزدانه وابتعدت خطاه وهي تحمله وأحزانه الثقيلة والعميقة وقطرات المطر تغسل من وجهه دموعاً سالت علي مدرارا.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:24 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:26 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:28 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:30 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:32 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:34 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:44 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:46 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:47 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:49 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:52 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:53 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:55 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:57 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:59 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 09:01 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 05:45 PM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-10-09, 05:17 AM |
|
|
|