|
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. (Re: Asaad Alabbasi)
|
(الحلقة الثالثة عشر)
(1) وقع صابر في حيرة كبرى ومادرى ما سيفعل في شأن عودة مصدق الخطيرة خاصة وأن الموت قد فرق بينه وبين معاونه وصديقه نورالدين وقفز فجأة إلى ذهنه قائده الرقيق (المرضي) والذي كان يشاركه في بعض لياليه الحمراء فقرر أن يذهب إليه ليلاً بخطة معينة فألفاه يجلس على كرسي على حديقة منزله ونسائم الليل تهب على المكان وتنقل شذى الرياحيين. أهلاً صابر كيف حالك سعيد بزيارتك؟ هكذا استقبل المرضي صابر الذي رد قائلاً: الحمد لله بخير غير أن حزني على نورالدين يشقيني. فقال يواسيه: كلنا لها ياصابر، ولكن قل لي ماذا وراءك فإني أعرف أن زياراتك الليلية تحمل خلفها السعادة هل أنهض وأتعطر يبدو أنك تريد أن تسعدني بصحبتك إلى نهر الفرح.. لا يا سيدي ليس بالضبط ولكني وددت أن تشاركني في إنتصار للعدالة لا أستحقه وحدي. رويدك يا صابر قبل ذلك كنت تأتي لي من مضبوطاتكم الجيدة من ذلك النبات فهل نسيت اليوم؟ لا يا سيدي إنه أمر لا يمكن نسيانه إنه داخل حقيبتي وهو هديتي المعتادة إليك قنب أصله هندي حُر. ضحك الرجلان وبدأ صابر يحكي ويكذب ولكنه كذب لا ينطلي أبداً على ذكاء المرضي وببساطة لأنه يعلم كل شيئ فقد كان نورالدين يخبره دائماً. (2) سيدي وردت لي معلومة هامة ومؤكدة تقبع في سري وأود أن نستثمرها لصالحنا وهي أن مصدق الهارب والمتهم بقتل سميرة سيعود هذه الليلةً من مهربه في مصر لمطار الخرطوم وهو منزعج لأخبار كاذبة وصلته تفيد أن أهله في الحبس وقد راجعت الطائرات التي ستصل في هذا الليل لمطار الخرطوم فوجدتها طائرة تتبع للخطوط المصرية وأرى يا سيدي أن نحول هذا الكسب لمصلحتنا وليس لمصلحة لجنة التحقيق عليه أرجو تدبير أمر خروجه من المطار وسأكون أنا على رأس قوة خارج المطار ونقبض عليه. فقال له: الأمر في منتهى البساطة يا صابر ولكن لا تنساني من الهندي..!! (3) خرج صابر وقد إستعاد شيئ من توازنه وخف قلقه وكانت خطته أن يحمل صابر معه في سيارته ويقضي عليه رمياً بالرصاص في طرف المدينة بعد أن يقنعه بأنه قد دبر له مخبئاً آمناً وأنه سيساعد لإطلاق سراح أهله فقد كان صابر حريصاً لتدمير أي بينة تجر قدمه للقضية بأي وسيلة بما في ذلك القتل عند الثانية صباحاً تحرك صابر بملابس مدنية وبعربة أخرى خبأ فيها سلاحه الناري وأنتظر خارج المطار يترقب خروج مصدق وعندما حطت الطائرة المصرية في مطار الخرطوم إلتف رجال المرضي على رئيس الوردية العريف شعبان عوض الله وكلفوه بشيئ ثانوي يدور في المكان المخصص لأمتعة الركاب حيث ادعوا أن هنالك شجار يجب حسمه عن طريق الحكمة وهم في الأصل من افتعل الشجار خوفاً من أن يتعرف شعبان على مصدق لأنه كان المسئول عن سجل العائدين فجاء مصدق ومد جواز سفره لبديل شعبان ثم زال توتره عندما تم ختم جوازه بسرعة فقر في ذهنه أن مكالمته مع صابر قد أتت أكلها فذهب لإستلام متاعه وقد هدأت نفسه كثيراً ولم يكن متاعه الذي أخذ ينتظره بالقرب من المحمل (سير العفش) سوى حقيبة وحيدة وكان هناك العريف شعبان يفض المشاجرة المفتعلة. (4) إنحنى مصدق عندما وصلت حقيبته ليلتقطها فاستضدم بكتف العريف شعبان الذي إلتفت إليه إلتفاتة لا شعورية بينما مصدق يقول له (سوري) أراد شعبان أن يعود إلى عمله في (كاونتر الجوازات) وعندما خطى خطوتين برزت في ذهنه تلك الصورة التي كونها لمصدق الهارب وهو في الأصل فرد مباحث وكان مهيئاً نفسياً مع حمى البحث عن سميرة المغدورة ثم عن قاتلها مصدق وقد كانت بحق حمى بحث كبيرة طافت كل ولايات السودان عدا الولايات الجنوبية وعندما قارن شعبان تلك الصورة الذهنية مع الشخص الذي إستضدم معه أخذ يراوده شك قوي أنه مصدق فقام سريعاً بتكليف أحد أفراده لمراقبة الرجل ريثما يستوثق من أوراق وصوله ويتأكد من شخصيته. (5) أخذ مصدق حقيبته وبدأ يخطو خطوات بطيئة نحو بوابة الخروج ويفكر بعمق في هذه المرحلة من كابوسه الذي إمتد لعدة أشهر، كان يرتدي قميصاً بني اللون وبنطالاً أزرق ويضع على وجهه نظارة كانت كفيلة بتغطية عينه اليسرى ذات الجفن المرتخي بينما كان مراقبه رجل شعبان يسير خلفه ببطء بينما كان شعبان يبحث في الأوراق بعين فاحصة وعندما تأكد له أن هذا العائد هو مصدق بعينه تحسس مسدسه وأسرعت خطاه خلف الرجلين ثم أخد يهرول هرولة إستحالت لعدو فتعثر وسقط ونهض سريعاً وتجاوز رجله ومصدق أمامه فصرخ بأعلى صوته شاهراً مسدسه وهو يقول: مصدق مكانك ثابت لا تتحرك وإلا ضربت في المليان.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
(سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:24 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:26 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:28 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:30 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:32 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:34 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:44 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:46 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:47 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:49 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:52 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:53 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:55 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:57 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 08:59 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 09:01 AM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-09-09, 05:45 PM |
Re: (سميرة والكلاب) قصة تحكي مأساة من زمانٍ أغبر.. | Asaad Alabbasi | 07-10-09, 05:17 AM |
|
|
|