هوية؟.... شكرا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 11:08 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-27-2015, 01:27 PM

ابراهيم حموده

تاريخ التسجيل: 12-03-2003
مجموع المشاركات: 415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هوية؟.... شكرا

    12:27 PM Nov, 27 2015

    سودانيز اون لاين
    ابراهيم حموده-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    هي الهوية مشعلة الحروب وممزقة المجتمعات والبلدان. حين تطرح مسألة الهوية، أو سمه اشكالها، ويدفع للواجهة فإن ذلك لا يكون إلا ضمن أزمة أو مقدمة لها، فلم يحدث لها أن طرحت في أوقات الاستقرار والسلام. حدث ويحدث ذلك عبر التاريخ وفي كل المجتمعات.
    قبل سنوات أطلقت ملكة هولندا الحالية ماكسيما، الأرجنتينية أما وأبا، مقولة أثارت الكثير من اللغط والجدال في هولندا. كانت تحاول عقب زواجها من ولي العهد وقتها ويلم الكساندر أن تتعرف وتتعمق في المجتمع الهولندي ومكونات الشخصية الهولندية. عقب سنوات من البحث توصلت لنتيجة مفادها أن الهوية الهولندية لا وجود لها.
    بهذا تكون الهوية ليست معطى نهائي وانما هي في حالة تحقق مستمر. هذا التحقق تلزمه شروط معينة سياسية واجتماعية وربما اقتصادية بدرجة من الدرجات. أهم الشروط هو مناخ الحرية أو الحريات العامة والشخصية. الحرية ليست بمعناها السالب بأن تترك الدولة والآخرين المواطن أو المجموعات لحالها بدون مضايقة ولكن بمعناها الايجابي في أن يمارس الأفراد والجماعات حقهم في ابراز والتعبير عن هوياتهم التي يريدون ويحسون بالانتماء إليها.
    قرأت في إحدى المجلات عن مواطن هولندي أبيض يعتقد في قرارة نفسه أنه ينتمي للهنود الحمر ويقدم نفسه كهندي أحمر. يرتدي الملابس التي يرتدونها ويولف الأعشاب وله صلة نسب بالنسور أو الذئاب.. هذا على المستوى الفردي أو مستوى الجماعات مثل مجموعات العراة وهواة دراجات هارلي ديفيدسون النارية وهواة الرقص الكلاسيكي الخ.. لكل من هؤلاء أن يعبر ويعايش هويته ويتواصل مع أصحاب الأفكار والنزعات المشابهة طالما كان ذلك في حدود القانون وداخل منطقة الشفرات الاجتماعية التي تنظم ما يليق وما لا يليق.
    بهذا المعنى هناك هويات وليست هوية واحدة. ترى الأمر يظهر في سن مبكرة منذ المرحلة الابتدائية والمتوسطة في المدارس. ترى طالبا يرتدي ملابس "البنكس" وآخر بكوفية فلسطينية وثالث بملابس موسيقى "الميتال" الذين يطلق عليهم عبدة الشيطان في المجتمعات الاسلامية..
    الاشارة لحديث الملكة الهولندية يتعلق بالهوية الوطنية المراد معالجة موضوعها هنا. ما الذي يجعل من الهولندي هولنديا ومن السوداني سودانيا؟ إن عدد المرء عددا من الصفات والممارسات وطرائق السلوك والتفكير كي تعطي التصنيف المراد يكون قد أعطى انطباعا بأن من تتوفر فيه هذه الصفات هو بالضرورة سوداني أو هولندي وهذا ليس صحيحا.
    أبناء الجيل الثالث من المهاجرين يتحدثون الهولندية كما يتحدثها أهلها، وقد لا يتحدثون أي لغة أخرى غيرها، يمشون ويلبسون ويأكلون ويضربون الأمثال كما يفعل الهولندي ولكن مع ذلك لا يتم التعامل معهم كهولنديين.
    أخلص من هذا للفكرة القائلة أن الهوية "غير مضيافة" أي أنها لا ترحب بضم الآخر الغريب الذي يظل غريبا ولو بعد قرن من الزمان. الهوية تعمل بواسطة مبدأ الابعاد والاستثناء.
    يحضرني هنا المثال المشهور الذي أصبح نموذجا لعالم الاجتماعي البريطاني "Norbert Elias" الذي درس حالة سكان قرية بريطانية خربها قصف الطائرات الالمانية فتقرر نقلهم لقرية أخرى مجاورة يشاركون أهلها في السكن و العمل في المصنع المحلي. سرعان ما ظهرت بوادر فرز بين سكان القرية القدامى والجديد. حين يدخل أحد السكان الجديد الحانة يسكت الجميع. حين يجدون أوساخا ملقاة يتهمون السكان الجدد. باختصار كل فعل أو ظاهرة سالبة تنسب للقادمين الجدد الذين لا يختلفون من ناحية العرق أو الدين أو الثقافة من الساكنين القدامى فكلهم انجليز بيض يدينون بالمسيحية وينتمون لذات الطبقة الاجتماعية ويعلمون في ذات المصنع. الفرق الوحيد أنهم لا يعرفون بعضهم بشكل كافي. لم يذهبوا للمدرسة سويا، ولم يمارسوا الرياضة أو اللهو والشقاوة سويا حينما كانوا أطفالا..
    بهذا يعثر الانسان دائما على فروقات ولو كانت طفيفة لاستثناء الآخر وابعاده.
    قبل سنوات حينما كنت أعمل مفتشا بسكة الحديد الهولندية كان لدينا زميلين من أصول تركية أحدهما ملتزم بطقوس العبادة من صلاة وصوم والآخر لا يصلي ولا يصوم ويتعاطى الكحول والحشيش أحيانا (أمر مباح قانونا هنا). كان بقية الزملاء من الهولنديين يثقون في الزميل الملتزم في عبادته أكثر من الآخر. قال أحدهم معللا: فلان (يعني الملتزم) رجل بوجه واحد لا يحب الالتواء. قد يكون صادقا في قوله بحسب تجربته الشخصية. ولكن في مثل هذه الحالات فإن الناس ككائنات اجتماعية لا يحبون من يتشبه بهم كثيرا. مسألة الفروقات تعطي احساسا بالراحة والأمان داخل نسق من توقعات بعينها من الآخر. شبه أحد علماء الاجتماع الهولنديين الأمر بالشخص الذي يجلس بالقرب منك لدرجة تحس بنفسه الحار على عنقك. هذا هو المبدأ الذي تعمل به الهوية، الاستبعاد وخلق مسافة وفروقات. الاختلاف بهذا المعنى راحة للآخر ويجب أن ينظر له بالمعنى الايجابي.
    على الصعيد السياسي تلف الشكوك وعلامات الاستفهام أصحاب المشاريع السياسية الذين يتخذون من الهوية أرضية ومدخلا لمشروع سياسي بعينه. السياسي الهولندي اليميني الدكتور " بيم فورتاوين" الذي اغتيل بواسطة يساري هولندي يدعي "فولكرت فان درخراف" في العام 2002 كان صاحب مشروع سياسي مناهض لأسلمة المجتمع الهولندي بواسطة المهاجرين من خلفيات اسلامية من عرب وأتراك وغيرهم وله كتاب صادر بهذا الشأن بعنوان "ضد أسلمة المجتمع".
    قد أبسط الأمر بشكل أرجو ألا يخل بالفكرة هنا ولكن فرضية حماية هوية ما (مفترضة) من تأثيرات مغايرة داخل ذات المجتمع مسألة تبدو غير ممكنة. فالهوية تأثير وتأثر وفي حالة تشكل مستمر. هذه الفرضية نضعها أمام تصور معاكس يتمثل في الدعوة (لاعتناق) هوية مغايرة أو جديدة بشكل كامل وهو ما نراه هنا في الحالة السودانية والجدل الدائر حول الهوية العربية والأفريقية وأيهما يجب أن نختار كي تتحقق الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والاستقرار السياسي؟
    لا أضيف شيئا إن كررت أنه عند فجر الاستقلال وولادة جمهورية السودان كان خيار الدولة العربية الاسلامية خيارا سياسيا باختيار هوية للدولة والعمل من ثم على توفير الشروط اللازمة كي يتم تبني الهوية من قبل الأفراد والمجتمع عن طريق المناهج الدراسية وعبر الاعلام والفنون والمواعين الثقافية والاجسام الاجتماعية الأخرى التي تساهم في تعميم خطاب بعينه. واضح أنه إجراء متعسف ومخالف للمبدأ الذي تتكون به الهوية ضمن إجراء معقد و مستمر لا يتوقف عند نقطة ما.
    لنفترض أن جاءت اللحظة التي تطالب فيها الفئات والمجاميع التي استبعدت سابقا حين (صياغة الهوية) لإعادة عقارب الساعة للوراء لفجر الاستقلال أو ما قبله للجلوس والتواضع على هوية جديدة. بغض النظر عن المناخ السائد في تلك اللحظة، مناخ انتصار عسكري لقوى الهامش، أو مناخ ثورة شعبية شاملة تتحد فيها كافة مكونات الشعب ضد نظام الانقاذ وما تبقى من جيوب حلفائه، فإن اخضاع سؤال الهوية لأغلبية ميكانيكية أو لمحاولة إنصاف عاجلة، لا يقدم اجابة أو حلا يحقق الاستقرار والوئام الاجتماعي.
    على العكس من ذلك يجب دفع سؤال الهوية لدرجة أدنى في سلم الاولويات التي تعقب اسقاط نظام الانقاذ. قد يسقط في يد بعض القوى السياسية التي تجعل من الهوية مشروعا سياسيا لأنها ستخاطب أكثر النزعات غير المرحبة بالآخر في تلك اللحظة. ما يحتاجه الناس هو نظام يساوي بين الجميع على أساس المواطنة ويبعد الدين من فضاء السياسة. باختصار نظام دولة مدنية ودولة مؤسسات
    يفسح المجال للمجموعات الاثنية المختلفة لممارسة عاداتها وثقافاتها وتوفير المناخ للجميع للتعبير أنفسهم ومكنون هوياتهم عبر أجهزة الاعلام ومنظمات المجتمع المختلفة دون تمييز بين هوية وهوية. مثلا لكل اقليم الحق في انشاء اذاعة وتلفزة وصحف محلية مع اتاحة الفرصة في التلفزة العامة والاذاعة المركزية لفترات بث متساوية وعادلة لكل القنوات المحلية.
    فيما يتعلق بنظام التعليم استبدال مناهج الحشو الذي جاءت به الانقاذ واعتماد منهج تعليمي مدني وأن يترك تعليم الديانات للأسرة ودور العبادة المختلفة ومؤسساتها كما يحدث هنا في الغرب. في حالة اعتماد منهج لتدريس الديانات في المدارس يجب أن يكون ذلك بالتساوي أيضا بين جميع الأديان.
    في مثل هذا المناخ يمكن للجميع أفرادا وجماعات التعبير عن هويتهم ومعايشتها دون مضايقة لا من الدولة ولا من المجموعات الأخرى وهي مسألة لا ينظمها القانون فقط ولكن تدخل هنا شفرات التعايش الاجتماعي والقيم التي يتم افرازها وتقاسمها بين كل هذه المجموعات في مجتمع مفتوح يحترم فيه الكل حاجة الآخر. هذا الشرط يحقق الاختلاط الحقيقي والتبني الطوعي لهوية ما، أو هويات
    السودان بلد مختلط تتلاقى فيه الأعراق من كل مكان. تقول البداهة أن كل فرد، أو جماعة تأتي من وجهة ما، ولم يحدث أن خلقت مجموعة من طين الأرض التي تعيش عليها.
    سيقول أكثر الناس تفاؤلا أن الأمر سوف لن يتحقق بهذه النعومة، وسيكون معه كل الحق. فحتى في أوروبا نرى الأحزاب اليمينية والشعبوية تستعدي فئات المجتمع المختلفة ضد بعضها وتحاول خلق نوع من مناخ عدم الثقة بين المهاجرين والسكان الأصليين لتستثمر أحاسيس الخوف الناجمة عن عدم الثقة هذا في شكل ثقل انتخابي.
    بنفس القدر سنرى أحزابا وجماعات ترفع الهوية كدرع لخوض معارك هي في طبيعتها لا تحل بين عشية وضحاها.. مثل قضية شبكة العلاقات التي كونتها الطبقات والجماعات الاثنية المختلفة التي ظلت لعقود في دائرة النفوذ والسلطة واستطاعت أن توفر لأبنائها درجة من التعليم تمكنهم من بلوغ مراتب وظيفية واجتماعية لا يستطيع ابناء الطبقات الفقيرة (الفقر والمنحدر الاثني والاجتماعي يتلازمان كثير). مسألة تشبه الـ old boys network ولكنها أعرض كثيرا وضاربة في القدم ويلعب فيها النسب والجهة والمنحدر دورا أكبر.
    أمر مشابه قد حدث في جنوب افريقيا بعد سقوط النظام العنصري، حيث حاولت الحكومات الجديدة تحقيق قدر من الانصاف واعطاء دفعة للسود لتقلد مناصب كانوا محرومين منها بحكم قلة التعليم وافتقاد شبكة العلاقات إن لم نقل بفعل الممارسة العنصرية المباشرة التي تستبعدهم بلا مواربة من هذه الوظائف. لن تتحقق عملية انصاف السود هناك بهذه السرعة وستأخذ وقتا طويلا قبل أن تتشكل شبكة العلاقات داخل المجتمع تدريجيا لتتيح قدرا أكبر من العدالة والمنافسة الشريفة بين جميع المواطنين. قد تسن الدولة بعض القوانين والنظم واللوائح المؤقتة التي تضمن تحفيز إعادة التشكل، ولكن أي عملية مفروضة للإنصاف الآني سيكتب لها الفشل لأن المعايشة التي تحدث بين الناس في المجتمع تعود لسكينة كل فرد ورضاه بما يحصل عليه دون إحساس بالغبن الذي يحرك صاحبة لاتخاذ فعل فردي.
    بهذه الروح لن نحتاج لاختلاق التنوير الذي حدث في أوربا من جديد، فالتجارب الانسانية قابلة للتداول والتبني، وما تبقى فهو مسألة إرادة، وارادة حياة بالضرورة.
    --------------
    هذه رؤوس مواضيع تصلح للتفكير والتفاكر أطرحها هنا وعشمي أن يسهم زملاء المنبر من المهتمين بالتداول حولها بعيدا عن روح أركان النقاش بقدر الامكان..
                  

العنوان الكاتب Date
هوية؟.... شكرا ابراهيم حموده11-27-15, 01:27 PM
  Re: هوية؟.... شكرا مني عمسيب11-27-15, 01:41 PM
    Re: هوية؟.... شكرا ابراهيم حموده11-27-15, 02:49 PM
      Re: هوية؟.... شكرا محمد على طه الملك11-27-15, 06:18 PM
  Re: هوية؟.... شكرا محمد حيدر المشرف11-27-15, 08:42 PM
    Re: هوية؟.... شكرا بله محمد الفاضل11-28-15, 09:48 AM
      Re: هوية؟.... شكرا نعمات عماد11-28-15, 10:36 AM
        Re: هوية؟.... شكرا ابراهيم حموده11-28-15, 11:03 AM
          Re: هوية؟.... شكرا محمد على طه الملك11-28-15, 05:52 PM
            Re: هوية؟.... شكرا ابراهيم حموده11-29-15, 02:03 PM
              Re: هوية؟.... شكرا ابراهيم حموده11-29-15, 02:06 PM
                Re: هوية؟.... شكرا Mohd Ibrahim11-30-15, 01:26 PM
                  Re: هوية؟.... شكرا ابراهيم حموده11-30-15, 04:25 PM
                    Re: هوية؟.... شكرا ابراهيم حموده11-30-15, 05:06 PM
                      Re: هوية؟.... شكرا ايمن الصادق11-30-15, 05:41 PM
  Re: هوية؟.... شكرا محمد حيدر المشرف11-30-15, 09:46 PM
    Re: هوية؟.... شكرا ابراهيم حموده12-01-15, 12:54 PM
      Re: هوية؟.... شكرا ابراهيم حموده12-01-15, 12:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de