الأخ / محمد عثمان الحاج
لك التحية ، ، ،
هناك شرطان للإقامة في بلاد غير المسلمين هما :
الشرط الأول : أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده من العلم والإيمان
وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه والحذر من الانحراف والزيغ
الشرط الثاني : أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع ، فلا يمنع من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات
إن كان معه من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة ، ولا يمنع من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين ،
فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذ .
أخشى عليك أن تكون في المرحلة الأولى للتنازل عن كامل دينك ، فمن يتنازل عن ملامحه ومظاهره الدينية هذا يعني أنه لا يتورع
عن التنازل عنه المزيد وهذا يعني أنه لا يفخر بدينه فمن يتنازل عن القليل سوف يتنازل عن الكثير ..!!! فاليوم قد تتنازل عن إسمك
وغداً ستتنازل عن الصلاة لأنها قد تسبب لك بعض الحرج مع زملاء العمل وبعد غداً تتنازل عن الصيام .... وهكذا إلى أن تتنازل عن كامل دينك ...!!
وإن كان الأمر كذلك فأرض الله واسعة وبلاد المسلمين كثيرة يمكنك الهجرة والعمل فيها وبذا تكون قد استئامنت دينك واستأمنت على تربية
أولادك وهذه النقطة الأخيرة هي الأهم في نظري لأنك في تلك البلاد قد نعم قد تعلمهم تعليماً راقياً يضمن لهم مستقبلهم لكنهم سيكونون في حالة
خواء ديني فالإنسان بلا دين وبلا عقيدة صحيحة يكون مثل الماكينة أو الحيوان يعيش ليأكل ويتناسل ويتكاثر ،
( فمن ترك شيئاً لله عوضه الله بأحسن منه ) فالحياة ليست مادة فقط والحياة أقصر مما نضيعها جرياً ولهاثاً وراء المادة وبناء البيوت
وحياة الرفاهية ...!!