Quote: بمعنى آخر يقف المؤمن بسببيته عند من خلق الله نفسه؟؟ ولكن عند نفس النقطة التي يقف عندها المؤمن بوجود الإله هل يستطيع الملحد أن يوجد تفسير لظهور الوجود، ومن أين أتت المادة نفسها؟ هل الصدفة سبب مقنع؟
عفوًا، قد أرسلتُ مُداخلتي السَّابقة قبل الوقوف على إضافتكَ هذه. كما قلتُ سابقًا، العلم لا يملكُ –حتَّى الآن- إجابةً واضحةً حول سبب/أسباب نشوء الكون. وهنا يجب أن نكون دقيقين بالوجود شيء، والكون شيء آخر، لأنَّ الكون حادث، بينما الوجود أزلي. والكون حدث في الوجود. وكما قلتُ سابقًا –أيضًا- عدم معرفنا بالسَّبب لا يعني أبدًا صحَّة أي زعم ليس عليه دليل. نحن نعرف من أين أتت المادة التي نعرفها اليوم، فهي تولدت من الانفجار الكبير، ولكن من أين وكيف ولماذا حدث الانفجار الكبير هو السُّؤال الذي لم يقف العلم على إجابةٍ واحدة عليه حتَّى الآن. ولكن يهمني جدًا هنا اللجوء إلى القانون الأوَّل للميكانيكا الحراريَّة الذي ينص على أنَّ المادة لا تفنى ولا تُستحدث من عدم. فالانفجار جاء من مُفردة ثقالية Singularity وهذه المفردة الثقالية مادة، ولكن ماذا كان قبلها؟ لا نعرف. أي قانون كان يتحكم بها؟ لا نعرف. كل ما لدينا الآن هو مجموعة من الفرضيات التي لم تثبت بعد. للبروفيسور لورانس كراوس مبحث جيد هو هذا الأمر في كتابه (A Universe from Nothing) وهو يفترض فيها اللاشيء هو في حقيقته شيء، بمعنى أنَّ ما نعتقد أنَّه لاشيء "فراغ" هو في الحقيقة فراغ كوانتمي مليء بالجسيمات دون الذريَّة والكواركات، التي لا تخضع لقوانين الفيزياء التَّقليديَّة، والتي تظهر فجأة من العدم إلى الوجود ثم تختفي، وهو يقول إنَّ تراكم حركة هذه الجسيمات مع مرور الزَّمن قد ينتج "شيئًا" والفيديو المرفق يشرح الأمر بشكل أوضح، ولكن أنصح بقراءة الكتاب نفسه، فهو أجمل وأكثر تفصيلًا. أمَّا عن "الصُّدفة" فأنا أُفضِّل أن تشرح لي فهمكَ للصُّدفة قبل أن أُحاول الإجابة عليه نفيًا أو إيجابًا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة