Quote: في تأرخة التاريخ السوداني
يُعتبر تاريخ كتابة تاريخ السودان أمرا حديثا، وغير مكتمل، ومتكرر.كما يتسم بكثرة ما أهمله التاريخ عمدا أو سهوا،بالإضافة لما سُكت عنه خجلا،
أو تآمرا.وينقصنا التراث التاريخي السوداني الطويل الأصيل،فنحن لم تكتب تاريخنا. فقد كتب الأجانب أهم القضايا والحقب.إذ لا نجد في القديم
المكتوب(أي قبل القرن العشرين) غير طبقات ود ضيف الله(نشر أول لسليمان داود منديل عام1933 ثم الشيخ إبراهيم صديق أحمد)وأحدث تحقيق
ليوسف فضل(1970).ثم المؤرخ الشيخ (أحمد بن الحاج أبوعلي) المعروف بكاتب الشونة،صاحب مخطوطة:تاريخ السلطنة السنارية والإدارة
المصرية حتي عام1838م تاريخ كتابتها.وقد نقحها:الزبير ود ضوة والأمين الضرير وابراهيم دفع الله ثم حققها مكي شبيكة(1صيل947)ثم شاطر
البصيلي(1961).وبعد صمت طويل جاءت كتابة تاريخ البلاد علي أيدي غير سودانية،حين ألف السوري(نعوم شقير)كتاب(حغرافية وتاريخ السودان)
في ثلاثة أجزاء عام1903.وكانت كتب الرحالة الاجانب، وسجناء فترة المهدية،تمثل المصدر الأساسي لتاريخ السوداني.
لم يبادر السودانيون عقب استعمار بلادهم إلي كتابة تاريخية حتي لأسباب قومية تستنهض الشعور القومي.واقتصر الأمر علي كتابات(محمد عبدالرحيم)
ومقالات متفرقة في مجلات(الفجر)و(النهضة).وقام الأجانب بكتابة التاريخ،وحافظوا عليه نيابة عن السودانيين،فلا يحق لنا مهاجمة الكتابة الاستعمارية.
فقد حاول الأجانب إدخال أساليب البحث العلمي، والمناهج الحديثة في تحقيق الوثائق والتدقيق في المصادر المحلية.ومن الصعب إنكار أننا اعتمدنا كثيرا
علي المراجع التي كتبها أجانب،وصارت أفضل ما وصلنا.وقد يقول المرء بكثير من الخجل، أنه لولا(آركل) و(شيني)و(رايزنر)و(جريفث)و(جنكر)و(هينتز)،
لما عرفنا شيئا عن تاريخنا القديم.وللقارئ أن يتأمل في عناء الحفريات، والبحث عن الآثار في أرجاء البلاد تحت مناخ السودان الفظيع لقادمين من اوربا.
ويعود الفضل ل(آدامز) في تقديم تاريخ النوبه والعصور الوسطي.وكل التفاخر بالأنساب الحالي يرجع لجهود(هارولد ماكمايكل)في حفظه لوثائق الأنساب،
وكتاباته عن تاريخ العرب في السودان،ثم واصل(محمد عوض محمد)في(السودان الشمالي-سكانه وقبائله1951).واضاف المصري (مصطفي مسعد)كتاب
(الإسلام والنوبة في العصور الوسطي-1960)وأردفه ب(المكتبة السودانية العربية- 1972)حيث قام بمهمة صعبة بجمعه كل النصوص والوثائق العربية
الكلاسيكية الخاصة بتاريخ السودان في العصور الوسطي.ومن المساهمات المبكرة كتاب(الإسلام في السودان)تأليف(سبنسر تريمنقهام -1949).أما سلطنات:
دار فور مرجعها (اوفاهي) والفونج (اسبولدنق) و (شاطر البصيلي).وكتب (ريتشارد هيل)التركية في(مصر في السودان)؛أما المهدية فقد كتبه ا(هولت)و
(ثيوبولد) كذلك(جبرائيل واربورج).