د صلاح البندر المحترم .مايختص برفيقة الشهيد الشفيع احمد الشيخ

Quote: للأسف هناك حقائق و مسلمات في هذه الحياة يجب أن نستوعبها جميعا و كلنا سنمر بها أن أمد الله في أعمارنا. ..و هي مرحلة لم يستعذ منها الرسول الكريم صل الله عليه و سلم من فراغ ...فمثلا و بصفة عامة مرحلة الزهايمر او الخرف احيانا قد تكون مصاحبة بأعراض تجعل وجود المريض في مكان متخصص لهذه الحالات من الضرورات القصوى خاصة في بلاد مثل انجلترا يستدعى الجار فيها البوليس لمجرد سماعه اصوات عالية أو صراخ صادر من شقة جاره....قد يرفض المريض تناول الأدوية و قد تتسم تصرفاته بالحدة و العنف احيانا....و...و...و... الكثير و الكثير الذي يستوجب توفير الخصوصية و الإشراف المتخصص اللازم للمريض ...كل ذلك تحكمه قوانين و ضوابط في بلدان العالم المتقدم توفر للمريض أو الكبير في السن أقصى درجات الرعاية التي يحتاجها و التي تحددها الجهات المسؤولة المختصة...و كم سمعنا عن حالات وصلت فيها الامور إلى انتزاع الطفل و تربيته بعيدا عن أسرته لمجرد احساس المشرفة الاجتماعية بتعرضه لخطر أو إهانة لفظية (abuse) من والديه نعتبرها نحن في مفاهيمنا و قيمنا و ارثنا جزء اصيل في العملية التربوية السليمة....اقول هذا الكلام و انا امتلك الأدلة والبراهين و لكني لن أصرح بها و لو على رقبتي....!! اشدت بالمقال متغاضية عن الإساءة للأسرة لأنني و كما يقول المثل العارف عزو مستريح...فنحن نعرف تماما باننا نقوم بدورنا تجاه آمنا فاطمة بأفضل وجه قدرنا عليه الله و ضميرنا مرتاح و ندعو الله صباح مساء أن يوفقنا و ان لا يحملنا ما لا طاقة لنا به و يعفو عنا و يغفر لنا تقصيرنا ...دورنا هذا الذي سنسال عنه أمام الله ... و لسنا مطالبين بتقديم مبررات لأحد و نحن نعي تماما مسؤوليتنا التاريخية أمام الله و أمام الشعب السوداني و ذلك ما يجعلنا في وضع لا نحسد عليه بين توفير الرعاية الصحية و الراحة النفسية اللازمة للأستاذة فاطمة مع سترها في هذه السن و المحافظة على خصوصيتها في مجتمع لا يتضمن قاموسه هذه الكلمة ... و لمن لا يعرف هذه الأسرة أود أن أقول بأننا قد تشربنا قيمة الاسرة الكبيرة الممتدة على يد فاطمة و صلاح و مرتضى و نفيسة و التومة و الرشيد و الهادي...لم نتشربها قيما نظرية فقط بل عايشناها عمليا منذ الصغر بحكم اقامتنا جميعا في منزل جدنا الشيخ احمد ابراهيم والد الاستاذة فاطمة. والذي قد اتسع ليحتضن حتى قريبة زوجته (ابنة خالتها) الجدة عائشة بنت المصطفى والتي كانت وحيدة و عاشت مع ابنة خالتها و اسرتها حتى توفت عن عمر ناهز المئة و عشرين عاما... الظروف و المحن التي مرت بالأسرة جعلتناا أسرة واحدة قوية متماسكة... جميعهم اباءنا و جميعهن امهاتنا و جميعنا نشأنا أخوة و اخوات أشقاء. .. كانت فاطمة تردد دوما على مسامعنا و نحن صغار قائلة...(انتم نقطة ضعفي الوحيدة ...انا مستعدة اتحمل السجن و القتل و كل أنواع التعذيب...لكني لا اتحمل أن يصيب أحدكم مكروها...و من يريد ان يؤذيني فسيؤذيني فيكم انتم لذلك خلوا بالكم من نفسكم و انتبهوا من ناس الأمن و الاعيبهم فأنتم مستهدفون و هذا قدركم...هذه هي آمنا فاطمة التي لا تحتمل أن تمس منا شعرة فهل يعقل أن نقصر في حقها و هي في هذه السن...؟؟!! و ليعلم كل من يسدد خنجره إلى فلذة كبدها اي خاصرة سيطعن و اي قلب أم سيكسر...!!!...