حادثة الطائرة الروسية... ضربة موجعة للسياحة المصرية ... دول تجلي رعاياها من مصر

Quote: بعد إجلاء روسيا رعاياها من مصر.. حادث الطائرة المنكوبة يتحول إلى حرب معلوماتية وأمنية.. و عسكريون: يؤكد أن عملا إرهابيا وراء إسقاطها الجمعة 06/نوفمبر/2015 - 06:26 م طباعةبعد إجلاء روسيا رعاياها أميرة ممدوح فجرت الحكومة الروسية، اليوم، مفاجأة صادمة بقرارها إجلاء رعاياها من مصر، بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس الروسي فلاديمر بوتين موافقته على وقف الرحلات الجوية إلى مصر. جاء ذلك بالتزامن مع إعلان بريطانيا تعليق الرحلات الجوية بين شرم الشيخ وبريطانيا، وإجلاء رعاياها أيضا من شرم الشيخ، مبررة ذلك بأنها تملك معلومات تدفع إلى الاعتقاد بأن قنبلة تسببت بتحطم طائرة الإيرباص إيه 321 الذي أسفر عن سقوط 224 قتيلا. اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، قال إن تكليف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لحكومته بوضع "آليات خاصة" لإجلاء الرعايا الروس المتواجدين في مصر، يؤكد فرضية استهداف الطائرة الروسية المنكوبة جراء عمل إرهابي وليس نتيجة لحدوث عطل فني، مشيرًا إلى أن الاحتمال الأرجح هو تجنيد التنظيمات الإرهابية لأحد عناصرها للقيام بزرع قنبلة داخل الطائرة. وأضاف، في تصريح لـ"الدستور"، أنه في حال ما أثبتت التحقيقات المشتركة التي يجريها الجانبان المصري والروسي انفجار الطائرة على إثر زرع عبوة ناسفة داخلها سيكون ضربة قاسمة للسياحة في مدينة شرم الشيخ، نظرًا لكون الحادث يكشف نجاح تلك العناصر المتطرفة في اختراق مطار شرم الشيخ على نحو مكنهم من زرع عبوة ناسفة وتنفيذ جريمتهم دون أن يكشفهم أحد مما يهدد سلامة طائرات ورعايا الدول الأجنبية على أرض سيناء. واستطرد: "الروس بدأوا في اتخاذ نفس الإجراءات الاحترازية التي سبقتها بها بريطانيا بما يثبت يقينا أن المعلومة مؤكدة تماما وهي أن الجماعات الإرهابية نجحت في اختراق مطار شرم الشيخ". واستبعد أن يكون تحطم الطائرة ناجم عن استهدافها بصاروخ من قبل التنظيمات الإرهابية، مشددا على أن تلك التنظيمات لا تمتلك القدرات والإمكانيات التي تمكنها من القيام بتلك العملية على هذا النحو، موضحًا أن الحادث مجرد عمل فردي قام به أحد عناصر تلك الجماعات وليس إرهابا مسلحا منظما. وأشار إلى أن طبيعة منطقة شمال سيناء ليست كجنوبها، حيث تتميز الأخيرة بكثافة سكانها وعمل أغلب مواطنيها في أنشطة السياحة التي تعد مصدر الدخل الوحيد لهم، متوقعًا ألا تنجح تلك التنظيمات المتطرفة في اختراق جنوب سيناء في ظل التعاون الوثيق بين العرب والقوات المسلحة، ممن لم يسمحوا بأي تواجد للعناصر المتطرفة على نحو يعطل مصالحهم ومصدر رزقهم المرتبط بالسياحة. وطالب بضرورة تشديد إجراءات التأمين في مطار شرم الشيخ وعمليات شحن الحقائب في الطائرات وتفتيش الركاب مع العمل على رفع درجة الاستعداد داخل المطار إلى الدرجة القصوى. وعلق الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء حمدي بخيت، ، قائلا: "حادث الطائرة الروسية تم توجيهه في اتجاه مخالف للواقع والمنطق، دون انتظار لنتائج التحقيقات التي تجري بشأنها"، لافتًا إلى أن التطورات المتلاحقة حول الحادث تتم في إطار حرب معلوماتية وأمنيه لتصفية الحسابات بين دول الغرب من جهة و روسيا ومصر من جانب آخر. وأوضح أن قرار الجانب الروسي بإجلاء رعاياه من مصر يأتي على خلفية إدراك روسيا أنها مستهدفة من أكثر من اتجاه خاصة بعد تدخلها عسكريًا في سوريا، وبالتالي أصبح من حقها الحفاظ على أمنها القومي متمثلا في صورة رعاياها لدى مصر. وتعليقا على تبني تنظيم "داعش" للحادث، استبعد أن يكون عملا إرهابيا وراء الحادث، مؤكدا انه لا وجود لتنظيم داعش على أرض سيناء وأن جميع التنظيمات الإرهابية وأنصار بيت المقدس أو أجناد مصر والجهاد وغيرهم من التنظيمات مخترقة من الاستخبارات الأجنبية التي تجندها لصالح تنفيذ أجندتها وإعلان ولائها ومبايعتها لداعش وإعطاء صورة وهمية عن قدرة التنظيم، الذي لا يتعدى قوامه عن 12-15 ألف عنصر متطرف. واتهم بخيت كلا من بريطانيا والولايات المتحدة باستغلال حادث الطائرة المنكوبة لإثبات مدى قوة وتعاظم العمليات الإرهابية على أرض مصر وإحيائه من جديد بعدما نجحت الأجهزة الأمنية في استعادة سيطرتها، من خلال تصدير رسائل سلبية عبر إعلانها تعليق رحلاتها إلى سيناء ثم البدء في إجلاء رعاياها من مصر. بينما استبعد الدكتور مختار نوح، المفكر السياسي والقيادي الإخواني المنشق، فرضية استهداف الطائرة الروسية بواسطة ارهابين، مرجحا فكرة أن تكون الطائرة قد تم استهدافها وفقا لمخطط أمريكي، مؤكدًا أن جميع الشواهد تشير الى تورط أمريكا في الحادث حيث أنها الجهة الوحيدة المستفيدة من وقوع الحادث، إضافة إلى موقفها من التدخل الروسي في سوريا قد يدفعها الى ذلك. وشدد علي ضرورة انتظار نتائج التحقيقات وعدم الاندفاع وراء فرضيات لم يثبت صحتها بعد.