|
Re: من مرافئ الغربة (شوق الشوق وتعب الجغرافيا (Re: نعمات حمود)
|
سلام أستاذة نعمات نحييك على البوست الذي يشبهنا و هبشنا في أوتار كانت حساسة وكادت تتبلد . لأنه الغربة بعد أن كانت رغبة في تكوين الذات تحولت الى مخارجة من الواقع . لكن السودانييون أستطاعوا أن يتكيفوا مع مواقعهم الجديدة ومحاولة سودنتها بقدر الأمكان . فكادت تتلاشى آثار الغربة فقط ينقصها التراب والنيل خاصة في مرافئ الغربة الشهيرة بالكثافة العالية للسودانيين .. مثلا توجد أحياء في الرياض بها أسواق مثل غبيرة أو الناصرية .. لو تجولت فيها تحس بأنك في سعد قشرة أو سوق ليبيا .. نفس السودانيين والشلليات أمام المحلات .. العراريق والسروايل والثياب السودانية وعبق البخور والصندل.. واكياس التمباك .. والكسرة والويكة والكمونية .. والحرجل والطلح .. أذ دخلت احد المساجد ذات صلاة ما تجد الجلاليب والعراريق مصطفة يندر بينها شماغ أو قطرة .. والمناسبات والأعراس فقط تنقصها السيرة والدلوكة في الشوارع حتى تكون طبق الأصل لما هو قائم في السودان . هذه الظاهره كلها تنم عن المقاومة المضنية لأثر الغربة في الكيان أو الوجدان السوداني . السودانيين أكثر البشر مقاومة للاستلاب هذا في تقديري الخاص .. ممكن واحد نوبي حلفاوي أو محسي يكون مختفي في جزر المالديف أو أمريكا اللاتينية عشرات السنين ولا زال محتفظا بلكنته النوبية ولغته كما هي رغم اجادته للغات الأخرى. من الطرائف يحكي مهندس في أمريكا قال ذهب به عمله يوما لنواحي الشمال في الاسكا حيث القطب والثلج الكثيف وقبائل الاسكيمو .. وقال ها هو أخيرا وجد نفسه في مكان يستحيل يكون وصله سوداني .. لكن بعد قليل أرخى السمع لصوت موسيقى مألوفة .. وأخيرا تأكد أنها أغنية لعثمان حسين تبع الصوت .. وجده صادر من أحد الكهوف الجليدية . دخل فأذا بالزول يتوسد زراعه راقدا ويستمع بكل شوق ووجد لعثمان حسين من جهاز كاسيت قربه . لا غيرته الظروف ولا بدل احساسه الزمن .
|
|
|
|
|
|
|
|
|