سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - هالة الكارب (مقال مترجم)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-19-2015, 01:49 PM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - هالة الكارب (مقال مترجم)

    12:49 PM Oct, 19 2015
    سودانيز اون لاين
    أبوبكر عبد القادر العاقب-الرياض ، المملكة العربية السعودية.
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    ترجمه: أبوبكر العاقب

    شهدت السنوات الخمس والعشرون الماضية تغيرات اجتماعية سياسية وثقافية كبيرة في السودان. وقد كانت المرأة مسرحاً للعديد من التحولات العسيرة التي جرت في البلاد شملت حتى بشرتهن التي يتم الآن إجبارهن على تبييضها (تفتيحها).
    في العشرينات من عمرها، واثقة من نفسها وذات مظهر جيد. تقدمت لوظيفة مقدمة برامج في واحدة من قنوات التلفزيون المحلية في السودان. وبعد المقابلة تم الاتصال بها وأخبروها "لقد كان أداؤك جيداً في المعاينة إلا أن لديك مشكلة واحدة. بشرتك داكنة جداً ... لكن المسألة قابلة للمعالجة بسهولة". إن قنوات التلفزيون تقوم بتغطية تكاليف تفتيح البشرة لمقدمات البرامج اللاتي يعملن لديها. وفي حادثة أخرى تقدمت شابة لكلية الشرطة وخلال المعاينة كانت هنالك ضابطة برتبة عميد في لجنة المعاينة نظرت إليها وسألتها "إن بشرتك داكنة جداً .. اكشفى هذا الخمار حتى نرى إن كان شعرك جيداً أم أنه مثل بشرتك".
    ويلاحظ المراقب في شوارع المدن السودانية من نيالاً في جنوب دارفور والخرطوم وبورتسودان في الشرق أن الفتيات قد اكتسبن هذا المظهر الموحد؛ التنورات الطويلة المطاطة آسيوية الصنع والأقصمة "تي شيرتات" بالأكمام الطويلة والخمارات التي تلف حول الرأس والرقبة مع الوجه الأبيض ورموش العينين السوداء والشفاه التي تعطيهن مظهراً متميزاً.
    إن الأمر الأساسي المزعج في عملية تفتيح البشرة يتمثل في ما يسمى "الخلطة". وتباع هذه الخلطة في العادة في المحلات في كل مناطق السودان. ومن الناحية التاريخية كانت المحلات التي تبيع هذه الخلطات متخصصة في بعض البهارات والعطور "عطارات". وخلال السنوات الخمس والعشرين المنصرمة تطورت هذه المحلات لتبيع الخلطات التي تستهدف بشكل أساسي النساء الراغبات في تفتيح البشرة. أما أصحاب هذه المحلات فهم رجال يدعون في الوقت الحالي أنهم يملكون معرفة عميقة في مجال طب الجلد. وعلى عكس أصحاب محلات العطارة في السابق، فإن هؤلاء لا تهمهم المكونات العشبية الطبيعية ولذلك فإن الخلطات التي يقدمونها تكون مليئة بالمكونات الكيميائية الخطرة. ويتم بيع الخلطة بملعقة الأكل مما يجعل سعرها ملائماً ويمكن لجميع النساء الحصول عليها. ويتم الإعلان عن هذا الأمر على لوحة المحل كالعادة بعبارة "قّدر ظروفك". وتعتبر مكونات الخلطة غير معروفة لكن ما هو معلوم أنها تحتوي على كريمات الإكزيما وكريمات أمراض الأجهزة التناسلية والأغشية المخاطية والإنسولين السائل ومواد كيماوية أخرى.
    ويوجد في قسم الجلدية بمستشفى الخرطوم عنبر معروف لدى موظفي المستشفى والمراجعين باسم "عنبر التنظيف الحيوي". تم افتتاح هذا العنبر في عام 2000م ويمكن أن يستوعب أكثر من 15 شخص يصلون إليه وهم يعانون من تسلخات شديدة في الوجه والبشرة بسبب محاولات تفتيح البشرة باستخدام منتجات الخلطات التي تباع محلياً.
    ومن خلال نشأتي في السودان، أذكر جيداً أن السودانيين كانوا يعتزون ببشرتهم الداكنة رغم طبيعة المجتمع القبلية وانعكس ذلك بشكل واضح في الأغاني والأشعار التي نظمها الرجال والنساء على حدٍ سواء في تلك الفترة.
    لقد شهدت السنوات الخمس والعشرون الماضية تغيرات اجتماعية سياسية وثقافية كبيرة في السودان. إن البلاد التي كانت تتسم بالتنوع تتحول تدريجياً إلى منطقة مناهضة للتنوع وذات عقلية مغلقة وشكل انفصال جنوب السودان قمة فشل النظام السياسي السوداني في تقبل الأمة السودانية كأمة تتسم بالتنوع. إن أيديولوجية الإسلام السياسي المدعومة بالثروة والثقافة الوافدة من شبه الجزيرة العربية والتي أثرت على السودان بحكم القرب الجغرافي والهجرة بحثاً عن العمل والرزق، ساهمت بكل تأكيد في إنهاء جوهر التنوع في السودان. لقد قام السودان على مزيج ثقافات من مجموعات القرن الأفريقي، المسلمين وغير المسلمين، إلا أن أيديولوجية الإسلام العسكري المستوردة أضاعت البلاد. ولم تؤد هيمنة إسلام شبه الجزيرة العربية إلى شيء سوى تمزيق المجتمعات وتحويل التنوع الذي تتسم به البلاد إلى لعنة.
    إن عملية تذويب الهوية التي قادتها الأنظمة الإسلامية السياسية الحاكمة وحلفاؤها الأيديولوجيون المختلفون في السودان ظلت تجري لحوالي ثلاثة عقود من الزمان. إن الإسلام الذي ألفناه كسودانيين مسلمين لا علاقة له بهذا النموذج الإسلامي العسكري المفروض علينا. وتتضمن الثقافات السودانية المحلية على الدوام شعائر مختلفة في الزواج حيث يرقص الرجال والنساء سوية ويقوم الشباب بتوصيل الفتيات إلى منازلهن بعد الحفلات كممارسات مقبولة. ولم نعد نسمع أغاني مثل "الخير يا عشانا ودينا لي اهلنا بسألوك مننا". إن أي رجل وإمرأة يسيران معاً، في السودان الحالي، دون أن تكون بحوزتهما قسيمة زواج لإثبات العلاقة التي بينهما سيتعرضان بشكل يومي لمقتضيات المادة 152 من القانون الجنائي السوداني بخصوص "الأفعال الفاضحة" حيث يتم الجلد أو التغريم أو حتى السجن. نجلاء محمد على، تعمل في سلك المحاماة ومن مدينة بورتسودان، كان تناقش أمراً مع أحد أصدقائها في تاكسي على جانب الطريق وكان سائق التاكسي موجوداً داخل التاكسي لكن الأمر انتهى بثلاثتهم في السجن حيث قضوا ليلتهم ويواجهون الآن تهماً بموجب المادة 152.
    إننا كسودانيين فقدنا هويتنا حيث تم تدمير ثقافتنا وإزالتها تدريجياً وبالقوة في غالب الأحيان. هنالك لعبة محلية في منطقة دارفور تسمي "إبرة ودرت" يقوم فيها الصبيان والبنات بالبحث تحت ضوء القمر بالبحث عن الإبرة الضائعة ويلعبونها سوياً. وتروي إمرأة كبيرة من قبيلة الفور تعيش في نيالا أن أبناءها، عند عودتهم من الجامعة في الخرطوم حيث اعتنقوا الإسلام الذي يبشر به نظام الخرطوم، عادوا وهم يصرخون على أفراد الأسرة "هذه اللعبة حرام ويجب أن لا تلعبوها".
    إن النساء يمثلن مرآة لمجتمعنا حيث تنعكس الأزمات والاستقطاب عليهن ويتعرضن بسبب ذلك لأضرار بليغة. وبجانب الأذى الناجم عن التبعية والمهانة يتوقع من النساء في السودان الانصياع للفهم الحالي المغلف للإسلام السياسي تحت حكم النظام الحالي والذي يحد من مشاركة النساء في المجالات العامة ويحجم تفاعلهن ويعرضهن للتعذيب والضرب. كما أنهن يضحين بصحتهن ويعرضن أنوثتهن للخطر من خلال إرغامهن على مزيد من الاستسلام وتغيير لون بشرتهن وطريقة لبسهن لإرضاء الأيديولوجية السائدة للإسلام السياسي.

    رابط الموضوع الأصلي:

    https://http://http://www.opendemocracy.net/5050/hala-al-karib/politics-and-culture-of-skin-bleaching-in-sudanwww.opendemocracy.net/5050/hala-al-karib/politics-and-culture-of-skin-bleaching-in-sudan

    نبذة عن الكاتبة
    هالة الكارب ناشطة سودانية في مجال المرأة وحقوق الإنسان في منطقة القرن الأفريقي. وتشغل حالياً منصب المدير الإقليمي للمبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي (SIHA)

    (عدل بواسطة أبوبكر عبد القادر العاقب on 10-19-2015, 01:56 PM)
    (عدل بواسطة أبوبكر عبد القادر العاقب on 10-19-2015, 01:58 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - هالة الكارب (مقال مترجم) أبوبكر عبد القادر العاقب10-19-15, 01:49 PM
  Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها معاوية الزبير10-19-15, 03:06 PM
    Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها أبوبكر عبد القادر العاقب10-20-15, 06:05 AM
      Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها جعفر محي الدين10-20-15, 09:16 AM
        Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها فرح الطاهر ابو روضة10-20-15, 09:43 AM
          Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها مني عمسيب10-20-15, 10:25 AM
          Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها أبوبكر عبد القادر العاقب10-20-15, 10:41 AM
        Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها أبوبكر عباس10-20-15, 09:58 AM
          Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها أبوبكر عبد القادر العاقب10-20-15, 10:53 AM
        Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها Abu Baker Ahmed Abdel Rahman10-20-15, 10:00 AM
          Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها أبوبكر عبد القادر العاقب10-20-15, 11:03 AM
        Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها أبوبكر عبد القادر العاقب10-20-15, 10:37 AM
          Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها أبوبكر عبد القادر العاقب10-20-15, 11:00 AM
            Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها tabaldy10-20-15, 02:59 PM
              Re: سياسات وثقافة تفتيح البشرة في السودان - ها أبوبكر عبد القادر العاقب10-20-15, 06:17 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de