|
Re: الخيانة الأعظم (Re: عليش الريدة)
|
تكررت على أمجد بعد ذلك اللهفة على مراقبة العناكب الصيادة في غرفته, لكنه دائمـا ما كان يرى عنكبوتا واحدا , لم يحدث أن ظهر أكثر من عنكبوت في الوقت نفسه , لذلك شدت أمجد فكرة أن يتأكد: هل هو عنكبوت واحد فعلا,أم مجموعة عناكب تتعاقب في أزمنة مختلفة.. وهداه تفكيـره إلى أن يوسم أول عنكبوت يراه حتي يجد حلا لهذا السؤال, فقام بملئ قلمه بالحبرالأزرق السائل, ووضعه فــي مكان سهل منتظرا الفرصة المناسبة. ولم يطل انتظاره, فسرعان ماظهر أحد العناكب , كان يتقدم نحو فريسة بعيدة ,التقط أمجد القلم بسرعة , ثم تابع العنكبوت حتى سنحت لـــه فرصه مواتية , وضغط على مكبس القلم من الخلف,واندفعت دفقات الحبرالأزرق وارتطمت بجسد العنكبوت, الذي ولى هاربا واندس في ثنايا الحائط..و قضى أمجد فـــترة الانتظار على جمر التوقعات المتوهج, كان يتمنى أن يكون الموجود في الغرفة عنكبوتٌ واحدا, وكان يتسآءل هل ثبت الحبر على جسده أم تلاشى.. وصنعت هذه التجربة دون وعـي منه, درعا صغيرا تجاه بطش مطرقة التحضّر التي ما زالت تتهاوى على رأسه الفطير. وفي أحد الأيام رجع أمجد من الجامعة منهك القوى, كان يوما دراسيا طويلا وشاقا, دخل إلى غرفته وليس في تفكيره سوى النوم العميق,و دون أن يشعر جال ببصره على الجدران.. كان هناك مخلوقٌ صغير ولابد، رفع من ضربات القلب, وزاد من استهلاك الأكسجين, عدل خطط هذا اليوم, ودفع أمجد ليقفز عاليا, مطلقا صيحة جهيرة ولاطما بيده في الهواء, تماما مثل المهاجم, الذي يحتفل بإحراز هدف الفوز في الزمن بدل الضائع للمباراة... ورغم بشاعة هذه الضجة المفاجئة,إلا أن العنكبوت المصبّغ بالزرقة ظل رابضا في مكانه خلف فريسة قريبة, لم يجفل ولم يتـحرك,وكأنه قد علم أن هذه الضوضاء المنفرة, مورست خصيصا للاحتفاء به .
|
|
|
|
|
|