|
Re: هل هناك إنسان آخر يعيش بداخلك؟ (Re: عرفات حسين)
|
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC .
وبما أن العملية تكون قد حصلت في تلك المراحل البدائية من النشوء، فإن الخلايا تندمج في الأنسجة وتبدو وكأنها تنشأ وتتطور بشكل طبيعي، مع أنها تحمل الصفات الوراثية لشخص آخر. يقول كرامر: "تبدوان كشخص واحد، ولكنك تحمل خلايا شخص آخر بداخلك ـ عملياً، كنتَ دوماً عبارة عن شخصين." وفي حالة أخرى مبالغ فيها، استغربت امرأة عندما أخبروها أنها لم تكن الأم الطبيعية لطفليها. وفي حالة بديلة، قد تبقى خلايا أحد الأشقاء في جسم الأم، لتجد طريقها إلى جسمك لمجرد أن تحمل أمك بك. مهما كانت الطريقة التي تحصل بها تلك العملية، فمن المعقول تماماً أن تتسبب أنسجة شخص آخر في نشوء الدماغ بطرق غير متوقعة، حسبما تقول لي نيلسون من جامعة واشنطن، وهي تقوم هي حالياً بدراسة ما إذا كانت خلايا من الأم نفسها قد زُرعت في دماغ الجنين. وتضيف نيلسون: "اختلاف كمية الخلايا أو نوعها، أو فترة تكوين الجنين التي جرى فيها واكتساب تلك الخلايا، جميع هذه الأمور قد تؤدي إلى تشوهات." اكتشفت نيلسون أنه حتى عند البلوغ، فلن تكون منيعاً من "غزو البشر". قبل سنتين، قامت نيلسون مع وليام تشان من جامعة ألبرتا في إيدمونتون الكندية بأخذ شرائح من نسيج دماغ إمرأة وفحصا محتواها الوراثي بحثاً عن "كروموسوم ـ واي". كان قرابة 63 في المئة من النسيج يضم خلايا ذكرية. "لم نجد فقط مادة وراثية ذكرية في خلايا دماغ بشري لامرأة في عملية رصد عامة، ولكننا اكتشفنا وجودها في مناطق متعددة من الدماغ"، حسبما قال تشان. بمعنى آخر، تخللت دماغها أنسجة من جسم رجل. إحدى الاستنتاجات المنطقية هي أن مصدرها هو جنين ذكر: بطريقة ما، عبرت خلايا جذعية من ابنها عن طريق المشيمة واستقرت في دماغها.
الغريب في الأمر، يبدو أن هذا يقلل من احتمالات إصابة المرأة لاحقاً بمرض الزهايمر ـ أما السبب بالضبط، فلا يزال غامضاً. حتى إن بعض الباحثين بدأوا في التساؤل فيما إذا كانت هذه الخلايا تؤثر على ذهنية الأم خلال فترة الحمل. لا زالت معرفتنا حول إنسان "الكائنات الجبارة" في مهدها. لذا فالعديد من التبعات هي محض نظرية في الوقت الراهن. لم يأمل كرامر وبريسان من بحثهما أن يقدما أجوبة محددة بل تنوير علماء النفس والأطباء المختصين بالأمراض النفسية عن المكونات العديدة التي نتألف منها الآن. يقول كرامر: "لا نستطيع فهم سلوك البشر بالأخذ في الاعتبار الشخص بمفرده أو الشخص الآخر فقط. في نهاية المطاف، يتوجب علينا أن نفهمهم جميعاً لكي نفهم كيف نتصرف ’نحن‘." مثلاً، غالباً ما يقارن العلماء بين مجموعة من التوائم لكي يفهموا أصول السلوك. لكن الحقيقة هي أنه حتى التوائم غير المتشابهة ربما تكون قد تبادلت فيما بينها قسماً من أنسجة أدمغتها، مما يجعل تلك النتائج غير واضحة. ينبغي علينا أن نكون حذرين بشكل خاص عند الاستفادة من الدراسات عن التوائم لمقارنة حالات مثل انفصام الشخصية التي قد تنشأ من ترتيب خاطيء للدماغ. ذلك ما يقوله "بريسان" و "كرامر". مع كل ذلك، وعلى العموم، لا يتوجب علينا أن نشعر بمعاداة لهؤلاء "الغزاة" ـ فمهما يكن الأمر، إنهم عملوا على تكوين ماهيتك أنت الآن.
|
|
|
|
|
|
|
|
|