|
Re: سيدهارتا (Re: Mohamed Yousif)
|
ينتقل الكاتب بنا الي مرحلة جديدة من حياة سيدهارتا ومواصلة البحث للوصول لنِرفانا14 من معلم بلغها أو البحث بنفسه والوصول الي هدفه. ولا شك ان هيسى عكس تجربته الي حد ما في شخصية سيدهارتا برفضه مجتمعه الذى عاش فيه قبيل الحرب واختار ان يكون حرا لا تقيده قيود وتقاليد ذلك المجتمع. وهدف إلى تحرير الفرد من الاستبداد والسيطرة وانغمس في نهل المعرفة من العارفين من العلماء والفلاسفة خاصة في بلاد الهند والصين وهم كثر. وانعكست تجربته في سيدهارتا ومؤلفاته العدة. ترك سيدهارتا طريق السامانا وتبعه صديقه جوفيندا وفي طريقهما سمعا ان شخصا ذائِعُ الصِّيت باسم غوتاما بوذا يعظ الناس ويعرض لهم تعاليمه الممثلة في الحقائق النبيلة الاربع , أولى هذه الحقائق هي ألمعاناة وهي لا تخلو من المعاناة التي يسببها الشقاء ومصادر الشقاء في العالم هي :الولادة والشيخوخة والمرض والموت ومصاحبة العدو ومفارقة الصديق والإخفاق في التماس ما تطلبه النفس. و يقول بوذا :ان سر هذه المتاعب هو رغبتنا في الحياة وسر الراحة هو قتل تلك الرغبة والحقيقة الثانية :هي الاصل في منشأ المعاناة وعدم وجود السعادة وهي ناجمة عن التمسك بالحياة و ان منشأ هذه المعاناة الحتمية يرجع الى الرغبات التي تمتلئ بها نفوسنا للحصول على أشياء خاصة لنا اننا نرغب دائما في شئ مثل السعادة أو الأمان أو القوة أو الجمال أو الثراء أي أن سبب الشقاء و عدم السعادة هو الأنانية الإنسانية وحب الشهوات والرغبات والحقيقة الثالثة :هي حقيقة التخلص من المعاناة ولا يتم إلا بالكف عن التعلق بالحياة والتخلص من الانانية وحب الشهوات في نفوسنا وتسمى هذه الحالة ) النيرفانا14) أو الصفاء الروحي والحقيقة الرابعة : هي أن طريق التخلص من الأنانية والشهوات و متاع الدنيا يوجب على الانسان اتباع الطريق النبيل وهو: -الادراك السليم للحقائق الأربع النبيلة وهي التفكير السليم الخالي من كل نزعة هوى أو جموح شهوة أو اضطراب في الأماني والأحلام -الفعل السليم الذي يسلكه الانسان في سبيل حياة مستقيمة سائرة على مقتضى السلوك والعلم والحق -الكلام السليم أي قول الصدق بدون زور أو بهتان -المعيشة السليمة القائمة على هجر اللذات تماما والمتطابقة مع السلوك القويم والعلم السليم –السلوك السليم -الملاحظة السليمة -التركيز السليم. الالتزام بالقواعد الخمس التي تشكل أساس الممارسات الأخلاقية للبوذية وهي: -الكف عن القتل , - الكف عن أخذ ما لم يُعطى له , - الكف عن الكلام السيئ , - الكف عن السلوكيات الحِسية المُشينة , - الكف عن تناول المشروبات المُسْكِرة والمخدرات. بإتباع هذه التعاليم يمكن القضاء على الأصول الثلاثة للشرور : الشهوانية والحِقد والوَهم. سيدهارتا سمع هذا الكلام وتمعن فيه ووجده جذاب و ساحر و محبب. وعلم أن كثيرا من البراهمين والسمناس اصبحوا اتباعا له. ولمس رغبة صديقه جوفيندا للمثول امام المعلم الجديد والسمع اليه وقال له: " جوفيندا تعلم انني صرت قليل الثقة في التعليم والتدريس رغم ذلك انا مستعد للاستماع إليه. وذهبا لمقابلة المعلم الجديد والاستماع اليه. مع بوذا: سيدهارتا وصديقه وصلا بلدة سافاتهى وفيها علما ان بوذا مقيم في جيتافانا في حديقة اناتهابنديكا ووجدا كثيرا من القوم مجتمعين لسماع بوذا 6.في المساء تجمع الناس لسماع الوعظ من بوذا سمعوا صوته مليء بالسلام وتحدث بصوت ناعم ولكنه راسخ و صلب. الكثير طلبوا الانضمام اليه وقبلهم بوذا قائلا: "انضموا إلينا , سيروا الي النعيم والهناء و ضعوا حدا للمعاناة. " وانضم جوفيندا وأصبح من قوم بوذا. اما سيدهارتا فلازمه الشك وقرر ان يخوض معترك الحياة باحثا عن النرفانا بنفسه. وقال لصديقه أمل أن تجد طريق الخلاص من بوذا. ثم نظر إلى اعلى وحوله وقد أشرق وجهه وسار في الطريق مسرع الخطوات وهو يقول: "سوف اتعلم من نفسى ولن اهبُ ذاتى لأتمن وأحزان العالم ولن ادمر ذاتى من اجل البحث عن سر وراء حطام. ونظر حوله وكأنه رأى الدنيا لأول مرة.
|
|
|
|
|
|