كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (Re: درديري كباشي)
|
تمرد (3) وفي الصباح حسن ينسى حادثة المعط أو بالاصح يحاول ان يتناساها .. ويبدأ مشواره اليومي المقسوم لمشوارين اولا لسوق الخضار و توصيل الاولاد لمدراسهم ثانيا الى العمل اليومي ..
وقف في الصباح امام امه وزوجته الاولى تدير امر البيت من اكل وخضر واخرى ..والثانية تدير حملة اصلاح في وجهها وجسدها بقائمة من الطلبات و الكريمات والاعشاب لا تنتهي ولا تنجح ..
استلم القائمتين وتوجه نوح المواصلات بعد ما وصل الصغار لمدارسهم ركب البص و وقف (شماعة) كالعادة..
مسك الشماعة بيده اليمنى .. وعادت اليدين لحورهما من جديد الشمال : اليمين اليوم راح نواصل غزواتنا ..
اليمين : اها اليوم البرنامج شنو? ..
الشمال : شوفي الزول الواقف قدمانا ابو صلعة دا ؟؟؟
اليمين : مالوا ..؟؟
الشمال : حا نبدأ بيه ..
اليمين : عازوه تعملي ليه شنو يعني ؟..
الشمال : حايكون شنو يعني ما راح ارصعه في الصلعة ..
اليمين : لا لا لا يا الشمال حلفتك دا زول خطر بيقتلنا بعدين نحن قلن عصيان مدني ما فيه عدوان او تخريب ..
الشمال : انا ما قلت ليك فسلفتك دي هي راح تخلينا ما نلاقي حقوقنا وانا اشاورك ليه ذاتو انا القايد ..
ويدوي صوت فرقعة في البص نتيجة لنزول يد حسن اليسرى بكل قوتها على صلعة الرجل الذي امامه تلفت نظر جميع الركاب ...
ويلتفت صاحب الصلعة والرصعة بعيون يكاد يتطاير منها الشرر ..ناحية حسن الذي وضع يده اليمين في فمه والشمال ينظر اليها مزعورا ومندهشا اكثر من المضروب به ..
ويتمتم حسن بعبارات مبهمة محاولا تبرير امر حتى هو لا يفهم سره : عفوا والله ما قاصد والله شبهتك .. لتخرج لكمة قوية من يد ابو صلعة تستقر تحت الحجاب الحاجز لحسن وتكاد تمزقه ..
يعصر حسن بطنه بيده ويتلوى من الالم ..
وابو صلعة : تقول لي مشبهك يا بليد ؟.. افرض انا هو الزول الانت قاصدو تضربني كدا ؟؟
ويتدخل بعض الركاب الذين يتبنون شعار النار ولعت : انا عارف ؟؟ الراجل يكون جاه نزيف داخلي ..وآخر يقول انا قلت كفر البص ضرب .. حسن يعد ما خف حدة الم اللكمة في بطنه وقف وبكل شهامة مادا يده مرة اخرى معتذرا لصاحب الصلع .
وصاحب الصلعة تردد في قبول اعتذاره متنازعا بين العاطفة والعقل .. شكله يدل على براءته ولكن هذا لاينفي جنايته ..
واخيرا قرر صاحب الصلعة النزول حتى قبل دخول البص للسوق ليهرب من زن ركاب البص وتحريضه للانتقام مرة اخرى ..
وبعد ما نزل صاحب الصلعة تفرغ ركاب البص لحسن وبدأت تتطاير جمل هنا وهناك من نوع ..ياخ لكن هي لكمة .. وثاني يقول اكيد قطعت فيه حاجة ..
تحمل حسن سخريتهم على مضض كاد يموت من الغيظ والهم دخل البص السوق ..
ونزل حسن ساهيا يقلب في يديه وينظر لهما باستغراب وهو متجها ناحية سوق الخضر كمشواره المألوف ..
تهمس اليد اليمنى لاختها ..
ياخي كفاك اليوم دا صاحب الصلعة دا كان عاوز يضيعنا..
الشمال : كمان انتي حنيتك دي هي المضيعانا رحتي عاصرة ليه بطنه مالك وماله ياخ ..
اليمين : ياخ انتي هبلة الراجل دا لو مات راح نموت كلنا .. وراح ياكلنا الدود في المقابر ..
الشمال : ما هو كمان لازم يحس بأهميتنا وما يهمشنا ..
اليمين : خلاص اليوم نكتفي ما عايزين حوادث جديدة ..
الشمال : بس هجوم واحد ونكتفي ..
اليمين : عاوزة تعملي شنو قولي
الشمال : شايفة المرة السمينة ديك ..
اليمين : اها عايزة تعملي ليها شنو كمان ؟ اوعى يكون ... لا لا لا لا لا الشمال ما للدرجة دي كمان ..
الشمال انتي بس اسكتي ساي ..
يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|