دبلوماسية "محمد بن سلمان" تقطع أذرع الملالي وتقلب الخارطة السودانية

Quote: الدبلوماسية السودانية وغياب القيم !! لاحظ الكثيرون ضعف أداء وزارة الخارجية منذ أمد بعيد فلا هي دافعت عن القيم النبيلة مثل الديمقراطية والحرية ومقارعة الظلم، ولا هــي اسـتـطـاعـت بناء عـلاقـات قوية ومتينة مع المحيط الإقليمي أو الدولي لينعكس أثرها على البلاد ،ً ً وأمنا ً واقتصادا استقرارا ومـــرد ذلــك أن الحكومة فقدت أي وجهة أو رؤية واضحة لإدارة الشأن الخارجي، وبالمقارنة مع بدايات الإنقاذ نجد أنها أولـت القيم الاهتمام اللائق فدافعت عن المستضعفين أينما كانوا وتحملت في سبيل ذلك الحصار والمقاطعة التي ضربت على البلاد من ّ أنها لم تنحني الأقربين والأبعدين إلا ولم تركع للاستكبار العالمي مما أكسبها تعاطف كثير من الشعوب الأفريقية والعربية والآسيوية وكانت للبلاد قيمة وعزة رغم المشاكل الاقتصادية والأمنية ولكن مع مرور الأيـام تضعضعت قوة الإنقاذ وفترت الهمم وانكب الناس على المصالح والمنافع وركنوا إلى الدنيا وما أدراك ما الدنيا والنتيجة الحتمية الإصابة بالوهن والضعف وقلة الحيلة.... صحيح إن العلاقات الدولية ليست بالضرورة أن تقوم على الندية ولكنها على الأقل تقوم على الاحترام المتبادل ّ فـإن المعاملة بالمثل هي عرف وإلا دبلوماسي معتبر ولا حــرج.. فمن لا يحترمك ولا يقدرك لا يمكن وبطبيعة الحال إن يقوم بعمل لمصلحتك أو أن ً وبالتالي ينتفي ً أو شرا يدفع عنك ضرا السبب الذي يجعلك تهرول نحوه بذلة في الوقت الذي يبتعد هو عنك، كثيرة هي التصرفات التي واجهتها البلاد من دول يفترض أن تكون قريبة منا مهما كان اختلاف وجهات النظر فمن العسير أن تتطابق وجهات النظر بين الدول في كل المشاكل مهما كانت العلاقات قوية وحسنة!! فمن غير المعقول في هذا العالم الذي ً لدولة أو يموج بالمشاكل أن تكون تابعا لحلف أولمجموعة مجرد أمعة لا موقف ولا رأي.. فلكل دولــة وجهة نظرها ومـوقـفـهـا مــن القضايا الإقليمية والدولية ويظل ً رغم الاحترام والتقدير قائما وجود التباين.. ولكن الواقع ً ما تتنازل ً أن حكومتنا كثيرا عن مواقفها ليست اقتناعا ولا مراجعة موضوعية للمواقف ولكنها تفعل ذلك بضغوط من الدول كبيرها وصغيرها، فعلاقتها بإيران أزعجت آخرين.. ليسو على ً وفاق مع إيـران فبدلا من التوازن في المسألة بالاحتفاظ بالعلاقات الجيدة مع إيران وإقناع الآخرين بأن هذه العلاقات ً على علاقتها معهم ليست خصما ً ً لمصالحهم بدلا من ذلك ولا تمثل ضررا تلجأ الحكومة إلى التردد وتبحث عن منطقة رمادية تحافظ بها على علاقاتها مع إيران وترضي الآخرين وصعب أن تجمع بين الشتيتين!! وفي الأيام الفائتة تعرضت كرامة السودان للإيذاء من قبل الجارة وأثيرت المسألة عبر وسائط الاتصال الحديثة ولكن على المستوى الرسمي مرت المسألة دون الاهتمام المطلوب، في المرة الأولــى تجاهلت الدولة المضيفة العرف المتبع بوضع علم السودان عند الاستقبال الرسمي وبغض النظر أن كانت المسألة مجرد خطأ غير مقصود أو لا فإن الصحافة المصرية تلقفت المسألة على أنها إهانة، والغريب لا الحكومة المصرية أصدرت ً تخرس الألسنة الحداد ً توضيحيا بيانا على السودان ولا الحكومة السودانية أبانت المسألة على وجه يزيل القيل والقال . وبالأمس القريب وفـي مؤتمر جامع بشرم الشيخ ربما تعرض السودان لتجاهل متعمد من رئيس البلد المضيف ففي خطاب الافتتاح رحــب الرئيس المصري بالحضور والوفود المشاركة بالاسم عـدا الوفد السوداني لم يذكر اسمه في الترحيب فقد رحب المضيف بوفود الكويت والبحرين والأمــارات العربية المتحدة والسعودية والأردن وبفلسطين. ً هكذا هذه المسألة قد لا تأتي عفويا لـو عرفنا عمق الاهـتـمـام المصري بالبروتكول وحتى لحظة كتابة هذا المقال وبالرغم من الإشارات الكثيرة والتعليقات حول هذا الأمر لم تتكرم خارجيتنا بأي توضح أو تعليق.. أما انسحاب البعض في المؤتمر الاخير فهو تصرف غير ّ في معهود في العرف الدبلوماسي إلا حالات نادرة مثل انسحاب بعض الدول العربية من المؤتمرات والاجتماعات الدولية حين يعتلي المنصة ممثل دولة إسرائيل أو هكذا.. في رأينا أن مرد هذا التجاهل والاستخفاف يعود إلى فقداننا للوجهة والرؤية في علاقاتنا الخارجية فصوتنا خافت وخافت ً إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في جدا كثير من الـدول مثلما حصل في مصر في مجزرتي رابعة والنهضة إلى درجة أن سكوتنا وغض الطرف عن ما جرى يعد موافقة ضمنية في الوقت الذي أدان العالم كله واستنكر الجريمة البشعة وبل إن بعض الدول اتخذت مواقف قوية إزاء ذلك وإزاء الانقلاب على النظام الشرعي الدستوري واختطاف الرئيس المنتخب، ظللنا نردد أن ما جرى شأن داخلي ولا علاقة لنا به، وشتان بين موقف تركيا وموقف حكومتنا وحتى بعض الدول ً الأفريقية اتخذت مواقف أكثر قوة وتأثيرا من موقف حكومتنا، أن الاعتصام بمنطق عدم التدخل في شـؤون الــدول منطق ً فحسب، ً ليس عرفا تجاوزه العالم تماما ً للمواثيق والعهود الدولية بل حتى وفقا الخاصة بحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وغيرها!! إن السكوت على الباطل أي كان السبب يـورد الوهن والخوف فما بالنا نرفع لواء المشروع الحضاري (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون) أم إن هذا اللواء ،ً ً ومرجا ً قد سقط فعلا وأصبح الأمر هرجا ً الذين يهينوننا ليسو بأحسن حالا منا لا ً ولا أمنا ولا نرجو ً ولا اقتصادا استقرارا ً عميما فلماذا نقبل بالدنية.. منهم خيرا عـلـى حكومتنا مـراجـعـة سياستها الخارجية بتقوية ذراعها الخارجي وزارة الخارجية حتى تكون في موقع قادر على الحفاظ على عزة وكرامة السودان... قد بلغ السيل الزبى فهل تسمع الحكومة وتحس بما يحس به عامة الناس في هذه البلاد.

(عدل بواسطة عرفات حسين on 03-18-2015, 10:19 AM)