|
Re: حكمة والله وحكاية (Re: درديري كباشي)
|
يا لسرعة التكنلوجيا ما في شك خلال المائة عام الماضية فقط حدثت نقلة هائلة للبشرية في كل شئ .أكتشفت الطائرات والسيارات والقطارات وتطورت الطباعة والكتب .. والتلفزيون والازاعة .. ثم الانترنت والأقمار الصناعية والقنوات الفضائية .. بمعنى لو شخص كان نائم منذ مائة عام واستيقظ الآن .. راح يموت بالدهشة .. يعني تخيلوه مار في الشوارع يشاهد أحد يتحدث بالموباليل ويضحك .. أو شخص آخر يتحسس شئ في كفه بأصابع يده الأخرى ويضحك ..أو يأتي بقربه آخر ماري بسرعة يركب موتر سوزوكي ..يسمع هديرا في السماء يرى طائرا حديديا ضخما يحلق . في السابق كانت التنكلوجيا تنتشر ببطأ شديد .. لقلة الهجرة المتبادلة بين الشعوب وندرتها .. أذكر في السبعينات أو مطلع الثمانينات . عندما يأتي مغتربا يحمل لآهله جهاز فيديو أو غسالة أو بوتجاز أو تلفزيون ملون يكون حديث الحواري والحوريات .. أو يجلس أمام بيتهم وفي يده جهاز كاسيتا صغيرا يثير إعجاب المارة ..أما الآن لتبادل الهجرات الضخم والحركة التجارية الهائلة بين القارات ماتت هذه الدهشة .. بل أن أحدث الاجهزة الحديثة وموديل العام ممكن تجدها عند راعي ضان في قرية نائية في أحد السهول . مفارقة طريفة حدثت في منتصف الخمسينات . وفي تلك الفترة كانت حياة السودانيين بسيطة وسهله . يخبزون كسرة الزرة والقمح على أواني فخارية تسمى ( الدوكة ) حتى الصاج الحديدي لم يكن مألوفا ولا يعرفونه .. حدثت موجة جفاف في الآطراف البعيدة من النيل ..أحد القرويين قرر أن يسافر الى قريبه العمدة على ضفاف النيل ليسألة المدد والاغاثة .. لأن شبح الجوع لاح لهم .. أحسن العمدة ضيافته و لازال يرحب به ويطلب من الآعيان أن يجمعوا له ما فاض من حاجتهم . وبدأت كيلات القمح و التمر تجمع في ديوان العمدة .. كما طلب العمدة من أهل بيته إعداد العشاء .. وهو كان قد تملكه جوعا قارصا . لكنه فجأة لاحظ من شباك ديوان العمدة أمرأة تجلس في ظل راكوبة تضع صاج الحديد على ( لدايات ) أو الأثافي كما تقول العرب .. وتحتها حطب مشتعل أول مرة في حياته يشاهد فيها الصاج المعدني .. حاول أن يركز ليفهم ما هو هذا الشئ لكن أسئلة العمدة الملحة لم تمكنه من التركيز فكان كلما سأله العمدة سؤالا التفت اليه ليرد ثم يعود ليري سر هذا الصاج .. لحظه التعيس كان في لفتته التالية يشاهد المرأة تستخرج فطير القمح الشهي ثم تضعه الى الطبق .. وقبل ما تصب العجين يسأله العمدة سؤالا آخرا .. يعيد النظر ليرد .. ثم يعود للصاج ليكتشف أن المراة تنتزع فطيرا آخرا وتضعه على الطبق .. فهو لسوء حظه لم يشاهدها تصب العجين قط .. انطبع في ذهنه أن الصاج هذا ماعون سحري يضعونه على النار فيستخرج لهم الفطائرا واحدا تلو الآخر .وخاصة بعد ما أحضر له العشاء فطيرا باللبن المحلى .. طعما لم يذق مثله قط في حياته .. بيت في نفسه أمرا لا بد من سرقة هذا الشئ وقال في نفسه ( لهم حق أهل العمدة لا يجوعون أبدا .. لا همهم جفاف ولا إنقطاع الأمطار ) وبدأ يراقب في الصاج . لا حظ أن المرأة بعد ما خلصت رفعته من النار و( تكته ) على صريف الراكوبة . يعني لا حراسة ولا خزنة لحفظ هذا الشئ المهم .. برر ذاك بأن لا بد أن عندهم منه الكثير . وبالليل سلمت له التمويلات التي جمعت له لم يأبه بها فهو كان قد حدد هدفه مسبقا , لا بد من الصاج وان طال السفر , وبالليل ترك كل الاغراض وتسلل ناحية الراكوبة حمل الصاج لفاه في خيش وركب حمارته وجرى هروبا ناحية البادية التي منها قد أتى . في دار العمدة صباح اليوم التالي لاحظ العمدة وأهله أن الاغراض لازالت في مكانها وأن الضيف قد أختفى .. وقال العمدة ربما عاد للقرية لآحضار معاونين له .. ولكن في المساء يأتي خبر غريب عند العمدة أن قريبه الذي زاره بالأمس قد أحضر الى المستشفى محرق الكفين .. لا يعرف أحد السبب وهو رافض التحدث عن الموضوع تماما ..... رفع العمدة كتفيه متعجبا وقال نزوره في المستشفى لتعرف السبب ..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حكمة والله وحكاية | درديري كباشي | 03-12-15, 03:02 PM |
Re: حكمة والله وحكاية | درديري كباشي | 03-12-15, 03:34 PM |
Re: حكمة والله وحكاية | Osman Musa | 03-12-15, 03:34 PM |
Re: حكمة والله وحكاية | درديري كباشي | 03-12-15, 03:39 PM |
Re: حكمة والله وحكاية | درديري كباشي | 03-12-15, 03:55 PM |
Re: حكمة والله وحكاية | درديري كباشي | 03-12-15, 04:11 PM |
Re: حكمة والله وحكاية | درديري كباشي | 03-14-15, 07:19 AM |
Re: حكمة والله وحكاية | درديري كباشي | 03-15-15, 08:39 AM |
Re: حكمة والله وحكاية | مصطفى الجيلي | 03-16-15, 04:53 AM |
Re: حكمة والله وحكاية | درديري كباشي | 04-14-15, 10:13 AM |
|
|
|