|
Re: الكوزمولوجيا الدينية (Re: هشام آدم)
|
إنَّ نظرة متعمِّقة ونقدية في النصوص الدينية بشكل محايد تمامًا تكشف لنا سذاجة هذه النصوص وسذاجة ما تقدمه من أفكار وتصورات عن الكون، يُصبح الأمر طبيعيًا لمعرفتنا بحجم ومقدار المعرفة العلمية المتاحة في تلك الأزمنة السحيقة، وكان بالإمكان أن تكون مجرد مقولات تراثية لا يُعوَّل عليها لو أنها أخذت حجمها الطبيعي كأفكار بشرية قابلة للصحة والخطأ، كما هي مجمل الأفكار البشرية عبر التاريخ البشري الطويل، ولكن عندما يتم افتراض أن هذه النصوص ذات مصدر فوقي ماورائي من إله متعالي وعليم؛ بل وهو خالق هذا الكون نفسه، عندها يُصبح الموضوع كارثيًا بكل المقاييس، ولهذا نرى كل هذه الجهود المضنية في غير ما فائدة من أجل إثبات صحة هذه النصوص، عوضًا عن تجاوزها والالتفات إلى ما هو صحيح ومفيد حاليًا. عشرات الكتب التي يبذل مؤلفوها وقتًا وجهدًا ومالًا مقدرًا من أجل إثبات صحة النصوص الدينية، وفي كل مرة تكون لغة الخطاب مختلفة عن سابقتها وذلك تبعًا لتطور العلوم نفسها وتغير معرفتنا بالعالم من حولنا. ولهذا فإنني أدعو إلى ضرورة إعادة النظر في وظيفة الدين وحصره في تلك الوظيفة، بحيث لا يُطالب أحد بربطه بالسياسية كما لا يُطالب بربطه بالعلوم.
[انتهى]
|
|
|
|
|
|
|
|
|